منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Sep 2017, 06:22 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي مناقشة كلام ابن عبد البر في رواية مالك عن ابن أبي المخارق

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الكريم بن أبي المخارق بصري مجمع على ضعفه وتركه .
قال الذهبي في ديوان الضعفاء ( - 2595-عبد الكريم بن أبي المخارق، وأبو أمية المؤدب: بصري، عن مجاهد وطبقته، كذبه أيوب السختياني، وضرب أحمد بن حنبل على حديثه، وقال: هو شبه المتروك وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك)) انتهى

والامام مالك معروف عنه أنه لا يرو الا عن ثقة ولكن مع ذلك روى عن عبد الكريم هذا
قال ابن عبد البر في التمهيد 20 : 65 : وكان حسن السمت غرَّ مالكا منه سمته ، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه ، كما غرَّ الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقه ونباهته فروى عنه وهو أيضا مجتمع على تجريحه وضعفه ، ولم يخرج مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكمًا في موطئه ، وإنما ذكر فيه عنه ترغيبا وفضلا ، وكذلك الشافعي لم يحتج بابن أبي يحيى في حكم أفرده به.)) انتهى

والامام مالك رآه يبكي في المسجد , لكن مالكا مهما أحسن الظن بالمرء فلا يحمله هذا على قبول الرواية منه لأجل خشوع جوارحه في الصلاة أو انسكاب الدمع ولو كان مدرارا
فهو شديد التفحص للرجال قوي التدقيق في أحوالهم و فائق العناية بالشيوخ الذين يأخذ عنهم
قال علي بن المديني سمعت سفيان يقول ( مَا كَانَ أَشَدَّ انْتِقَادَ مَالِكٍ لِلرِّجَالِ وَأَعْلَمَهُ بِهِمْ )) انتهى
لذلك لم يكثر عن العراقيين ,ولعله لم يخرج الا لثلاثة منهم
منهم أيوب السختياني البصري الذي أخرج له في الموطأ لجلالته ومكانته التي لم يكد يراها عند غيره
فاذا قيل ان عبد الكريم من البصرة من غير بلده فلم يعرفه , فهو مجهول عنده اذا
فكيف يروي عنه وقد علم من صنيع مالك أنه لا يروي الا من عرف حاله واسوثق من ثقته ؟
لذلك قالوا أنه لم يرو عن ضعيف الا عنه ورجل آخر ضعيف مثله مثله خارج الموطأ
والامام مالك كان عارفا بحاله في الرواية وان كان من غير بلده , لذلك لم يخرج عنه حديثا مسندا ,
انما هو حديث مرسل -في باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة - عنه وآخر موقوف من كلام الصحابي
والمرسل قد صح من طرق أخرى موصولة , ولم يخرجه مالك على الانفراد بل قرن معه رواية سهل بن سعد التي تعضده لكنها ليست صريحة في الرفع
ورواية سهل (كان الناس يؤمرون أن يضع الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فِي الصَّلَاةِ)
هي التي أخرجها البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسلمة عن مالك نفسه

ولكن الامام مالك أخرج قبل رواية سهل بن سعد حديث عي عبد الكريم معضلا

(«مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ، وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فِي الصَّلَاةِ، يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَتَعْجِيلُ الْفِطْرِ وَالِاسْتِينَاء ُ بِالسَّحُورِ»))
وبوب عليه الامام مالك
([بَاب وَضْعِ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فِي الصَّلَاةِ]
فهو اراد أن يثبث سنية القبض .

أما قياس ابن عبد البر صنيع مالك بصنيع الشافعي مع شيخه ابراهيم ابن أبي يحيى فهو قياس مع الفارق
لان الامام مالك لم يوثق عبد الكريم , والشافعي كان يقول حدثني الثقة خلافا لكل الأئمة الذين اتهموه بالكذب
وقد جمع كل أصناف البدع , والشافعي قد أكثر عنه وربما تميز عنده صدقه من كذبه بخلاف مالك الذي لم يكثر عنه بل لم يسند عنه أصلا ,
وقد قال الحافظ المزي أن مسلما قد أخرج له في المتابعات , لكن رد ذلك الحافظ العسقلاني وقال انما أخرج له حديثا واحدا والظاهر أنه ليس هو
انما هو عبد الكريم الجزري , الذي شاركه في الاسم وأيضا في بعض شيوخه فاشتبه على المزي بالآخر وكذلك وقع للباجي والمقدسي
وبين ابن حجر غلط من قال أن البخاري أخرج له في الحج , فالمقصود بعبد الكريم هو الجزري الثقة وليس ابن أبي المخارق المضعف
وكذلك رد على المزي حين قال أن زيادته المذكورة عند البخاري هي من معلقاته



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 23 Sep 2017 الساعة 09:07 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Sep 2017, 08:29 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أحمد أحسنت العرض والنقد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 Sep 2017, 08:35 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 Sep 2017, 09:09 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

أخوي الكريمين عز الدين وبلال أسأل الله الحميد المجيد أن يحشرنا في زمرة المتقين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 Sep 2017, 07:17 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أحمد.
قبلنا مناقشتك لابن عبد البر فاقبل المناقشة معك حفظك الله.
يُشكل على ما ذكرتَ من أنَّ مالكًا لم يوثق ابن أبي المخارق أن مالكا لا يروي إلا عن ثقة ثبتت عنده عدالته، وقد صرح هو بهذا كما هو معلوم، فإذًا، مجرَّد روايته عن عبد الكريم وإدخاله له في كتبه هو توثيق له، وقد نص علماء الجرح والتعديل على أن رواية العالم الذي لا يروي إلا عن ثقة، عن رجلٍ، يُعدُّ توثيقًا له، ويُسمِّيه أهل الأصول: "التَّوثيق الضِّمني"، فعلى هذا: تشبيه ابن عبد البر لرواية مالك عن عبد الكريم برواية الشافعي عن ابن أبي يحيى تشبيهٌ صحيح، بل قد يقال: إن رواية مالك عن صاحبه أبلغ في التوثيق من رواية الشافعي عن صاحبه، لأن الشافعي كان يُكَنِّي عنه لا يُسمِّيه، لِمَا يعلم من سوء رأي أهل الحديث فيه، بخلاف مالك، فقد سمَّاه وأعلن به في كتبه.
أمَّا كون مالك لم يُخرج له المسند في كتبه فهذا يحتاج إلى إثبات أصل التَّفريق عند مالك، فالبخاري ومسلم قد عُلِم من طريقتهما واستقراء كلامهما أنَّهما يُفَرِّقان بين من يخرجان له في الأصول ومن يخرجان له في الشواهد، فهل عَمِل مالكٌ بذلك وسار عليه؟ الظَّاهر: لا، ولهذا فلا فرق بين أن يكون أخرج له في المسند أو غيره، لا سيما ومالكٌ يقول لمن سأله هل فلان ثقة؟: "لو كان ثقة لرأيته في كتبي"، فوورد اسم الرَّجل في كتب مالك توثيقٌ له مطلقًا، سواء روى عنه المسند أو المرسل أو المقطوع.
أمَّا اعتراضك على كون مالك اغترَّ بِسَمْتِه فهذا لا إشكال فيه، ولا ينافي انتقاد مالكٍ للرجال وبحثه عنهم وعلمه بهم، فهو يُعْمِلُ النَّظر والقرائن، فإذا لم يظهر له من رجلٍ ما يوجب ضعف حديثه، وانضمَّ إلى ذلك حسن سمته وخشوعه، فلا إشكال في توثيق المحدِّث له، وهذا ابن معينٍ إمام الجرح والتَّعديل، خفي عليه حال عدد من الضُّعفاء تزيَّنوا له فوثَّقهم، كما شرح ذلك المعلمي في "التَّنكيل".
فالمستقيم مع الأصول، والجاري مع المعقول، هو ماذكره ابن عبد البر، مع إمامته في الحديث، واختصاصه بالعلم بمالك وحديثه، وتجريده العنايةَ بذلك، والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 Sep 2017, 03:57 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيك وزادك شرفا , ولا أقبل مناقشتك فحسب بل أني أول المرحبين وأكبر الفرحين
اقتباس:
وقد نص علماء الجرح والتعديل على أن رواية العالم الذي لا يروي إلا عن ثقة، عن رجلٍ، يُعدُّ توثيقًا له، ويُسمِّيه أهل الأصول: "التَّوثيق الضِّمني"،
نعم بارك الله فيك , قد نص كثير من الأئمة أن مالكا لا يروي الا عن ثقة واستثنوا اثنين عبد الكريم هذا وعاصم بن عبيد الله وقيل أنه لم يرو عنه الا خبرا واحدا خارج الموطأ
مع أن هذا المذهب (أي رواية من لا يرو الا عن الثقات تعد توثيقا للراوي) ليس صحيحا مطلقا كما نص على ذلك الحفاظ , لأنه قد يكون ثقة عنده غير ذلك عند غيره هذا أولا
وثانيا قد وجد وراة غير ثقات قد روى عنهم هذا الذي قيل أنه لا يروي عن غيرهم وان كان ناذرا , لذلك لا تعد مجرد تلك الرواية توثيقا حتى ينص هو على توثيقه ومع ذلك قد لا يكون ثقة الا عنده
قال الذهبي في السير ((8/71-72) ) عقب مقالة مالك حين سأله رجل عن أحد الرواة فقال لو كان ثقة لوجدته في كتبي : "فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عَمَّن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه، وهوعنده ثقة، أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه - بكل حال - كثير التَّحَرِّي في نقد الرجال") انتهى

وقد وقع ذلك للامام مالك في الموطأ حين روى في باب النهي عن بيع العربان (عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ..))
وقال جماعة من الحفاظ كما في الاستذكار أنه عبد الله بن لهيعة لأنه أسند من طرق أخرى عنه ومدار الحديث عليه
وابن لهيعة كما هو معروف ضعيف مختلط , والامام مالك هنا وفي كثير من المواضع يروي عنه يحيى الليثي وغيره (الثقة عنده ) فهذا التوثيق انما هو عند الراوي الذي قال ذلك وليس مطلقا عند كل الرواة لذلك خصه بنفسه ولم يعمم
وهذا الاحتراز جيد ودقيق بخلاف من يطلق كالشافعي فيقول حدثني الثقة , وليس هو أهلا لأن يكون ذلك
وفي الباعث الحثيث الى اختصار علوم الحديث لابن كثير (96)
(وأما رواية الثقة عن شيخ: فهل يتضمن تعديله ذلك الشيخ أم لا؟ فيه ثلاثة أقوال ... " ثالثها ": إن كان لا يروي إلا عن ثقة فتوثيق، وإلا فلا. والصحيح أنه لا يكون توثيقاً له، حتى ولو كان ممن ينص على عدالة شيوخه.
ولو قال: " حدثني الثقة "
، لا يكون ذلك توثيقاً له على الصحيح، لأنه قد يكون ثقة عنده، لا عند غيره، وهذا واضح. ولله الحمد.)) انتهى

وممن اشتهر أنه لا يرو الا عن ثقة شعبة ويحيى القطان وابن مهدي الا أنهم مع ذلك رووا عن ضعفاء مرغوب عنهم مثل عاصم بن عبيد الله , وكان الامام ابن خزيمة لا يروي عنه حتى رأى الأئمة شعبة ومالكا والقطان يروون عنه
قال ابن خزيمة (2-964)
( وَأخرجه بن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ كُنْتُ لَا أُخْرِجُ حَدِيثَ عَاصِمٍ ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ قَدْ رَوَيَا عَنْهُ وَرَوَى يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْهُ وَرَوَى مَالِكٌ عَنْهُ خَبَرًا فِي غير الْمُوَطَّأ )) انتهى

لكن ينبغي التنبيه الى أن الرواية ليس معناها التوثيق , ولذلك فهؤلاء الأئمة الذين اشتهروا بالرواية عن الثقات قد يروون عن غير الثقات لأسباب هم يعلمونها لكن هذا ناذر جدا وشاذ لا يقاس عليه
ولذلك فقد صرح ابن خزيمة أن مالكا روى عنه رواية واحدة هي خارج الموطأ , وهي من رواية عبد الرزاق عنه عن عمر بن الخطاب
لكن وجد في الموطأ رواية واحدة رواها مالك عنه موقوفة على عمر بن الخطاب لكن ليست هي في كل الموطآت , فهي موجودة في موطأ أبي مصعب المدني

اقتباس:
فعلى هذا: تشبيه ابن عبد البر لرواية مالك عن عبد الكريم برواية الشافعي عن ابن أبي يحيى تشبيهٌ صحيح، بل قد يقال: إن رواية مالك عن صاحبه أبلغ في التوثيق من رواية الشافعي عن صاحبه، لأن الشافعي كان يُكَنِّي عنه لا يُسمِّيه، لِمَا يعلم من سوء رأي أهل الحديث فيه، بخلاف مالك، فقد سمَّاه وأعلن به في كتبه.
الامام مالك لم يقل -كما قال الشافعي - عن عبد الكريم أنه ثقة , مع أنه قال في عدة مواضع عن رجال مبهين أنهم ثقات عنده , ومع ذلك كله فيمكن أن لا يكونوا ثقات عند غيره فكيف بهذا الراوي الذي أجمع كل الأئمة أنه متروك بل اتهمه أيوب السختياني -وهوبصري مثله- بالكذب ,
ولذلك صار الحفاظ يعتذورن للامام مالك كيف استجاز اخراج روايته في كتابه مع ما عرف عنه من عدم ادخال الا من عرفت عدالته واشتهرت ثقته ؟
فاعتذر ابن عبد البر بأنه لم يكن من بلده ليعرفه فخفي عليه أمره وهو لم يلقه الا بمكة فغره صلاحه وعبادته فقبل روايته , وهذا لو قبلناه لكان اتهاما للامام مالك بالغفلة وعدم القدرة على تمييز الضعاف والمتروكين ؟ وسيأتي فيما بعد سرد الروايات الصحيحة التي تدل على عكس ما قاله ابن عبد البر في مالك
لكن ابن سيد الناس ذهب الى أن مالكا تراجع عن الاحتجاج به بعد أن انكشف له حاله حين اغتر به أول الأمر , وهذا كالأول ولو كان صحيحا لشطب حديثه من كتابه كما فعل بعدة أحاديث حين تبين له ضعفها ووهنها
وكل الأئمة صرحوا بأن الامام مالك لم يرو عن ضعيف الا هذين
وفي التهذيب (3065)
(و قال النسائى : لا نعلم مالكا روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف ، إلا عاصم بن
عبيد الله ، فإنه روى عنه حديثا
، و عن عمرو بن أبى عمرو ، و هو أصلح من عاصم ، و عن شريك بن أبى نمر ، و هو أصلح من عمرو ،
و لا نعلم أن مالكا حدث عن أحد يترك حديثه إلا عن عبد الكريم بن أبى المخارق ، أبى أمية البصرى .))
فاظر كيف فرق بين الضعفاء وبين المتروكين , فعاصم ضعيف وعبد الكريم متروك
والبقية هم مقبولون ومن الأئمة من احتج بهم كالشيخين
وفي شرح علل الترمذي(377)
(قال الميموني: وقال لي يحيى بن معين: لا تريد أن تسأل عن رجال مالك كل من حدث عنه ثقة إلا رجلا أو رجلين.)) انتهى


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 24 Sep 2017 الساعة 11:10 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 Sep 2017, 12:06 AM
عبد الله بوزنون عبد الله بوزنون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 187
افتراضي

بورك في الإخوة المتحاوّرين على ما أدلوا به في هذا الباب وقد جمعوا بين علم وحلم ونحن نتعلّم من علمكم كما نتعلّم من سمتكم.
,ولعلّ ما يمكن إضافته هنا أن يقال إنّ فهم علمائنا المحدّثين لا يمكن أن يردّ بجرّة قلم , ففهم ابن عبد البر _وهو من هو في اعتنائه بالموطا _أنّ مالكا احتجّ بعبدالكريم البصري وقد اغترّ به: فهم صحيح لأمور:
_موافقة العلماء لقوله ,قال القاضي إسماعيل: "إنما يعتبر بمالك في أهل بلده، فأما الغرباء فليس يحتج به فيهم".وهذا لا يعني أنهم ليسوا ثقات عنده بل ليسوا حجّة عند غيره
قال ابن رجب : "وبنحو هذا اعتذر غير واحد عن مالك في روايته عن عبد الكريم أبي أمية وغيره من الغرباء ".في (شرح علل الترمذي) (1/380-381).وسيأتي من كلام أبي زرعة ما يقوي هذا القول.
_تصريح مالك أنّه لم يخرج في كتابه إلاّ من هو ثقة عنده.
ثالثا إطلاق كلام النّقّاد أنّ مالكا لم يحدّث عن الضعفاء إلاّ رجلا أو رجلين_كما نقل الاخ أحمد_يفهم منه أنّهم لم يفهموا أنّ مالكا أخرج لهم في المتابعات أو المراسيل,ومن ذلك قول أبي سعيد الأعرابي: "كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك". إسعاف المبطأ ص4.وقال: يحيىَ بن مَعِين: "كُل مَن روىَ عنه مالك بن أنَس فهو ثقة إلاّ عبد الكريم البَصْريّ أبو أُمية".واستثناء ابن معين عبد الكريم لا يفهم منه أنّ مالكا لم يوثقه والا لقال ثقه عنده ولكنّه قال ثقة وفرق بين الحكمين.
_ثمّ تصريح بعض العلماء أنّ مالكا كان يتشدّد حتّى في المراسيل جاء في سير أعلام النبلاء (13/79): "قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعه وسئل عن مرسلات الثوري ومرسلات شعبة، فقال: الثوري تساهل في الرجال وشعبة لا يدلس ولا يرسل، قيل له: فمالك مرسلاته أثبت أم الأوزاعي؟ قال: مالك لا يكاد يرسل إلا عن قوم ثقات، مالك متثبت في أهل بلده جداً؛ فإن تساهل فإنما يتساهل في قوم غرباء لا يعرفهم ".هذا قول أبي زرعة في منتهى الإسناد فكذلك في أوّله إن لم يكن أولى.
والله أعلى وأعلم.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 25 Sep 2017 الساعة 12:09 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 Sep 2017, 06:59 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الله على إضافتك السَّديدة.
أما قولك أخي أحمد: "
مع أن هذا المذهب (أي: رواية من لا يروي إلا عن الثقات تعد توثيقا للراوي) ليس صحيحا مطلقا كما نص على ذلك الحفاظ، لأنه قد يكون ثقة عنده غير ذلك عند غيره هذا أولا" فقد دخلت عليك مسألة في أخرى، فكونه قد يكون ثقة عنده غير ثقة عند غيره، هذا في مسألة قول المحدِّث: "حدثني الثقة"، لا يكون ذلك كافيا في الحكم بالثقة حتى يُسمِّيَه وتُعرف ثقته، لمكان الاحتمال الَّذي ذكرتَه، أمَّا مسألتنا فهي أن يروي عنه ويسمِّيه وقد عُرف من مذهبه أنَّه لا يُحدث إلا عن ثقة، فهذا توثيقٌ له، بمعنى أن ذلك الإملام وثَّق ذلك الَّذي روى عنه توثيقًا ضمنيَّا، ولا يلزم من ذلك أن يكون ثقةً عند غيره، فهما مسألتان، وقد اشتبهتا على غير واحدٍ، والله الموفِّق.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 Sep 2017, 12:46 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيكم , وقبل البدء أود الاشارة الى أن الحافظ ابن عبد البر على جلالته ودرايته بمذهب مالك ورواياته فليس معصوما , وأقواله لا يسلم لها مطلق القبول
وانما كتبت هذا الموضوع لبيان شيء واحد هو ابعاد التهمة عن الامام مالك في أنه خرج لعبد الكريم هذا اغترارا بصلاحه وعبادته مع عدم معرفته بحاله لأنه ليس من الحجاز
اقتباس:
ولعلّ ما يمكن إضافته هنا أن يقال إنّ فهم علمائنا المحدّثين لا يمكن أن يردّ بجرّة قلم , ففهم ابن عبد البر _وهو من هو في اعتنائه بالموطا _أنّ مالكا احتجّ بعبدالكريم البصري وقد اغترّ به: فهم صحيح لأمور:
أولا يا أخي بارك الله فيك , الامام مالك لم ولن يحتج بواحد كعبد الكريم , وانما روى له روايتين اثنتين
واحدة معضلة مرفوعة
وأخرى موقوفة على صحابي في الوتر
وابن عبد البر لم يقل أن مالكا احتج به , وانما روى له كما روى الشافعي عن ابراهيم بن أبي يحيى , ومالك اغتر بسمته كما غر الشافعي حذق ابراهيم ونباهته
وهذا قياس مع الفوارق

قال ابن عبد البر(وكان حسن السمت غرَّ مالكا منه سمته ، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه ، كما غرَّ الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقه ونباهته فروى عنه وهو أيضا مجتمع على تجريحه وضعفه ، ولم يخرج مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكمًا في موطئه ، وإنما ذكر فيه عنه ترغيبا وفضلا ، وكذلك الشافعي لم يحتج بابن أبي يحيى في حكم أفرده به.)) انتهى

و الشافعي كان شديد المعرفة بشيخه وأكثر عنه بل واحتج به لا كما قال ابن عبد البر وسبقه الى ذلك الساجي

وفي تهذيب ابن حجر (ا-161)

وقال إسحاق بن راهويه: "ما رأيت أحدا يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي", قلت للشافعي وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى,
وقال الساجي لم يخرج الشافعي عنه حديثا في فرض إنما أخرج عنه في الفضائل. قلت: هذا خلاف الموجود والله الموفق))

وفي تلخيص الحبير (1/ 23) قال
(وقال الساجي لم يخرج الشافعي عن إبراهيم حديثا في فرض إنما جعله شاهدا قلت وفي هذا نظر والظاهر من حال الشافعي أنه كان يحتج به مطلقا وكم من أصل أصله الشافعي لا يوجد إلا من رواية إبراهيم)) انتهى

والشافعي كان يقول اذا حدث عنه (حدثني من لا أتهم ) لأنهم اتهموه بالكذب ووضع الحديث

(وقال الربيع: كان الشافعي إذا قال: حدثنا من لا أتهم - يريد به إبراهيم ابن أبي يحيى.)
قال الذهبي في السير:8\450:وقد كان الشافعي مع حسن رايه فيه اذا روى عنه ربما دلسه ويقول :اخبرني من لا اتهم, فتجدالشافعي لا يوثقه وانما هو عنده ليس بمتهم بالكذب.)اه

و ابن معين والنسائي جزما بأن كل من روى عنه فهو ثقة الا هذين أحدهما ضعيف والآخر متروك
فهما مستثنان من الثقات , ولم يوثق عبد الكريم أحد
وانما اشتبه على بعض الحفاظ أمره بعبد الكريم الجزري الذي أخرج له الشيخان واحتجا به , فظنوه هو وليس الأمر كذلك كما بينه الحافظ ابن حجر


والامام مالك خرج حديثه معضلا , فأسقط التابعي والصحابي , ومهد بروايته للرواية الصحيحة عن سهل بن سعد التي خرجها البحاري من طريقه
لكنها غير صريحة في الرفع لذلك قدم عليها رواية عبد الكريم المرفوعة فكل واحدة تقوي الأخرى وتعضدها
وهذا الترتيب يدل على عمق فهمه ودقة تمحيصه
وهذا اللائق بامامته , فما كان ليغره صلاح امرئ فيخرج حديثه لأجل عبادته ويكائه
وقد صرح أنه أدرك سبعين من أهل الفضل والصلاح ممن أدرك الصحابة فلم يكتب عنهم حديثا واحدا لعدم معرفتهم بالحديث

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 25 Sep 2017 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 Sep 2017, 12:30 AM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

ومما سبق يتبين جليا صنيع الامام في اخراجه لهاتين الروايتين في باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
فأصح رواية صريحة في سنية القبض هي رواية سهل ين سعد التي أخرجها البخاري من طريق مالك
والحديث لا يعرف الا من طريقه
لكنه ليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام (كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )
قالَ أَبُو حَازِمٍ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُ يُنْمِي ذَلِكَ))
وينمي معناه يرفعه , وها الحديث له حكم الرفع لأن هذا الأمر كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وان لم يكن في لفظ أبي حازم (التابعي) التصريح بأن الآمر هو النبي عليه الصلاة والسلام

ولهذا السبب أراد الامام مالك-والله أعلم - أن يقرن مع هاته الرواية رواية أخرى فيها التصريح بالرفع يكون فيها كلام من النبي عليه الصلاة والسلام في اثبات هاته السنة
وكأن هاته الرواية تشهد للأخرى بالرفع وان لم يكن اسنادها بذاك , ومعلوم عند المحدثين التساهل في مثل هاته الشواهد

ولهذا استجاز الامام مالك اخراج (وليس الاحتجاج ) رواية عبد الكريم , وهو لم يعتمد عليه ولا عليها وانما قرنت برواية سندها قوي متين
ويبقى ابن أبي المخارق ضعيفا غير معتمد عليه , و من المحال ولا يقبل بحال أن يتحول الى ثقة ولا حتى مقبول الحديث لأجل أن مالكا أخرج له هاته الرواية اليتيمة

قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب): "وقال النسائي: ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك، ولا أجل منه، ولا أوثق، ولا آمن على الحديث منه، ولا أقل رواية عن الضعفاء، ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد الكريم ".)) انتهى

فهذا يدل على أنه أخرج أيضا للضعفاء لكنه لم يكثر عنهم , وما كانوا ليتحولوا عن ضعفهم لأجل دخولهم في كتاب الموطأ

ومن أمثلة ذلك هذا الحديث الذي رواه مالك ومن طريقه رواه النسائي
/ 430 - مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ. فَقَالَ: مَا أَنْزَلَكَ تَحْتَ هذِهِ السَّرْحَةِ؟
فَقُلْتُ: أَرَدْتُ ظِلَّهَا. فَقَالَ: هَلْ غَيْرُ ذلِكَ؟
فَقُلْتُ: لاَ. مَا أَنْزَلَنِي إِلاَّ ذلِكَ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى. وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ. فَإِنَّ هُنَاكَ وَادِياً يُقَالُ لَهُ السُّرَرُ ، بِهِ سَرْحَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيّاً».

والحديث ضعفه الألباني , فمحمد بن عمران وأبوه مجهولان
قال الذهبي:
" لا يدرى من هو ولا أبوه؟ "
والعجيب أن ابن عبد البر أقر بذلك مع معرفته بالرجال فانه لم يعرف عمران هذا
قال في التمهيد(13-64)
لَا أَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ هَذَا إِلَّا بِهَذَا الْحَدِيثِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَبُوهُ عِمْرَانَ بْنَ حِبَّانَ الْأَنْصَارِيَّ أَوْ عِمْرَانَ بْنَ سَوَادَةَ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ ))

لكنه عاد وقال
وَحَدِيثُهُ هَذَا مَدَنِيٌّ وَحَسْبُكَ بِذِكْرِ مَالِكٍ لَهُ فِي كِتَابِهِ)) انتهى

وهل كل ما في الكتاب صحيح ؟

اسناد فيه راويان مجهولان لا يعرفان الا بهذا الحديث , من المستبعد جدا أن يقبل حديثهما

وفي حديث عبد الكريم السابق اعترف ابن عبد البر أن الحديث صحيح موصول من طرق أخرى خارج الموطأ برواية الثقات , ولم يقل أنه مقبول لأجل وجوده في الموطأ , فلم فرق بين الأمر ين ؟



رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 Sep 2017, 02:56 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أحمد .
أحسنت موضوع رائق جميل ، موفق كعادتك يعجبني فيك الولوج في هذا العلم العزيز
كما قال علي بن المديني رحمه الله : " التفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم " السير
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 Sep 2017, 11:23 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

وأنت أيضا جزاك الله كل خير , وزادك من فضله

وبقي نقل أحير عن الامام مالك بالأسانيد الصحيحة في أنه لم يكن يروي عن أهل الفضل والصلاح ان تبين له أنهم ليسوا أهلا لحمل الحديث
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013