أحسنوا إستقبال رمضان فإنه ضيف مبارك عزيز
إن خير ما تُستقبل به الأزمنة الفاضلة ، ومواسم النفحات ، هو الاستغفار والتوبة إلى الله عزوجل من جميع الذنوب ، فالذنوب قيود و أثقال تُقَيِّدُ أصحابها من استباق الخيرات ، وهي سبب لحرمان العبد من التوفيق في دينه ودنياه.
كم يشتكي أحدنا من تثاقل نفسه عن قيام الليل ، وعن تلاوة القرآن ، وعن أعمال صالحة أخرى ، ويتسائل عن السبب ، ( قل هو من عند أنفسكم )
إنها أثقال الذنوب التي تكبِّل أصحابها عن المسارعة إلى الطاعات والقربات ، وتثقلهم عن المنافسة في الأزمنة الفاضلة المباركات .
التوبة إلى الله عزوجل من جميع الذنوب من أعظم الأسباب لنيل فضل الله وتوفيقه .
قال تعالى : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) ) [سورة هود]
وقال سبحانه : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (٥٢) ) [سورة هود]
فلنكثر من التوبةِ والاستغفار ، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر من التّوبةِ والاستغفار في كل يوم ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : ما رأيتُ أكثرَ استغفارًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول بأبي هو وأمّي _ صلواتُ الله وسلامه عليه : (( وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً )) رواه البخاريّ .
وعن الأَغَرِّّ بن يَسَارٍ المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أيّها النّاس ، توبوا إلى الله واستغفِروه ، فإني أتوب في اليومِ مائة مرّةٍ )) رواه مسلم
ومما تُستقبل به هذه الأيام العظيمة المباركة ، النيةُ الصادقة ، والعزيمةُ الجادة ، على استباق الخيرات ، والمسارعة إلى الطاعات ، مع كثرة الدعاء ، والتضرع إلى الله بإلحاح أن يوفق للمنافسة في القربات ، واجتناب جميع المحرمات .
فمن صَدَقَ مع الله صَدَقَهُ الله .
قال تعالى :( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧) ) [سورة محمد]
فلنحرص على النية الصادقة في اغتنام هذه الفرصة العظيمة ، في الاستزادة من الصالحات ، واجتناب جميع المنهيات ، ولنكثر من الدعاء بإلحاح أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى لاغتنام هذا الشهر المبارك.
كتبته أخيتكم : أمـ عـبـد الـبـر
بتاريخ ٠١ رمضان ١٤٣٩ هـ
نفعني اللّٰه وإياكم به
|