منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 Aug 2013, 03:27 AM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي فوائد من الآيات الأخيرة لسورة التحريم


فوائد من الآيات الأخيرة لسورة التحريم

قال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ*وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 10-11].
الفائدة الأولى : الفرق بين الزوجة و المرأة :
الملاحظ في هذه السورة أن الله ذكر نساء نبيه صلى الله عليه و سلم بلفظ الأزواج ، فقال : (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) [التحريم:05] ، بينما ذكر في آخرها بعض النساء المتزوجات ، لكن سمى كل واحدة منهن امرأة ، و استعمل ذلك في نساء بعض الأنبياء ، فقال : (امرأت نوح و امرأت لوط) ، و كذلك في زوجة عدو الأنبياء كفرعون ، فقد قال ك (امرأت فرعون) ، قال ابن القيم في جلاء الأفهام (230-233) : '' وقد وقع في القرآن الإخبار عن عن أهل الإيمان بلفظ الزوج مفردا وجمعا كما تقدم ، و قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)[الأحزاب:06] ، و قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ)[الأحزاب:59] ، و الإخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة ، قال تعالى : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ )[المسد:01] ، إلى قوله : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)[المسد:04] ، و قال تعالى :(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ)[التحريم:10] ، فلما كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم المرأة ، و قال : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ)[التحريم :11] ، لما كان هو المشرك و هي مؤمنة لم يسميها زوجا له ، ،و قال في حق آدم : (اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)[البقرة:35] ، و قال للنبي صلى الله عليه و سلم : (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ)[الأحزاب:50] ،و قال في حق المؤمنين : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ)[البقرة:25] ، فقالت طائفة منهم السُّهَيلي و غيره : إنما لم يقل فى حق هؤلاء الأزواج لأنهن لسن بأزواج لرجالهم فى الآخرة ولأن التزويج حلية شرعية وهو من أمر الدين فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح وامرأة لوط
ثم أورد السهيلى على نفسه قول زكريا عليه السلام : (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) [مريم : 5] وقوله تعالى عن إبراهيم : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) [الذاريات :29 ]
وأجاب بأن ذكر المرأة أليق فى هذه المواضع لأنه فى سياق ذكر الحمل والولادة فذكر المرأة أولى به لأن الصفة التى هى الأنوثة هى المقتضية للحمل والوضع لا من حيث كانت زوجاً
قلت : ولو قيل إن السر فى ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ الأزواج أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران كما هو المفهوم من لفظه فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان المتشاكلان أو المتساويان ومنه قوله تعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) [الصافات : 22]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أزواجهم أشباههم ونظراؤهم ، وقاله الإمام أحمد أيضاً ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) [التكوير: 7] أي قرن بين كل شكل وشكله في النعيم والعذاب ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الآية : الصالح مع الصالح في الجنة والفاجر مع الفاجر في النار ، وقاله الحسن وقتادة والأكثرون
وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين وأنفس الكافرين بالشياطين وهو راجع إلى القول الأول
قال تعالى : (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ )[ الأنعام 143] ثم فسرها : (مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) [الأنعام : 143 ـ 144] فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد ، ومنه قولهم : زوجا خف وزوجا حمام ، ونحوه
ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى قطع المشابهة والمشاكلة بين الكافر والمؤمن ، قال تعالى : (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) [الحشر :20] ، وقال تعالى في حق مؤمني أهل الكتاب وكافرهم : (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) [آل عمران: 113] وقطع المقارنة سبحانه بينهما في أحكام الدنيا فلا يتوارثان ولا يتناكحان ولا يتولى أحدهما صاحبه فكما انقطعت الوصلة بينهما في المعنى انقطعت في الاسم فأضاف فيها المرأة بلفظ الأنوثة المجرد دون لفظ المشاكلة والمشابهة ، وتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة لألفاظ القرآن ومعانيه ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر وعلى الكافرة امرأة المؤمن لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقا لهذا المعنى والله أعلم .
وهذا أولى من قول من قال إنما سمى صاحبة أبى لهب امرأته ولم يقل لها زوجته لأن أنكحة الكفار لا يثبت لها حكم الصحة بخلاف أنكحة أهل الإسلام فإن هذا باطل بإطلاقه اسم المرأة على امرأة نوح وامرأة لوط مع صحة ذلك النكاح ، وتأمل في هذا المعنى في آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث بلفظ الزوجة دون المرأة كما في قوله تعالى : (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ) [النساء : 12] إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب والمؤمن والكافر لا تشاكل بينهما ولا تناسب فلا يقع بينهما التوارث، وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين '' إ.هـ([1])
الفائدة الثانية : اتصال الكافر بالمؤمن وقربه منه لا يفيده شيئًا :
قال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ *)[التحريم:10-11-12].
ففي قوله تعالى :( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم :11].
لطائف جميلة منها أن [هذان المثلان اللذان ضربهما الله للمؤمنين والكافرين، ليبين لهم أن اتصال الكافر بالمؤمن وقربه منه لا يفيده شيئًا، وأن اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئًا مع قيامه بالواجب عليه.
فكأن في ذلك إشارة وتحذيرًا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن المعصية، وأن اتصالهن به صلى الله عليه وسلم، لا ينفعهن شيئًا مع الإساءة، فقال: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا ) أي: المرأتان ( تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ) وهما نوح، ولوط عليهما السلام. ]([2]) ، و نوح و لوط عليهما السلام لم يغنيا عن امرأتيهما من الله شيئا قال السعدي : ''( فَلَمْ يُغْنِيَا ) أي: نوح ولوط ( عَنْهُمَا ) أي: عن امرأتيهما ( مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ) لهما ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )''([3])، و قال: قتادة كان فرعون أعتى أهل الأرض وأبعده فوالله ما ضر امرأته كُفر زوجها حين أطاعت ربها لتعلموا أن الله حَكَمٌ عدل، لا يؤاخذ أحدًا إلا بذنبه([4])
الفائدة الثالثة : بيان معنى الخيانة الواردة في الآية :
قال السعدي رحمه الله تعالى :'' (فَخَانَتَاهُمَا ) في الدين، بأن كانتا على غير دين زوجيهما، وهذا هو المراد بالخيانة لا خيانة النسب والفراش، فإنه ما بغت امرأة نبي قط، وما كان الله ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغيًا...''([5])
الفائدة الرابعة : الجار قبل الدار :
و فيها كذلك اختيار الجار قبل الدار فلهذا قالت آسيا: ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) فتأمل بارك الله فيك قالت : عندك و لم تقل ابن لي بيتا مباشرة فقولها عندك يدل على اختيار جوار رب العالمين ، قال ابن كثير : '' قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار. وقد ورد شيء من ذلك في حديث مرفوع([6])''([7])

==========
[1] : من كل سورة فائدة (324-327).
[2] : تفسير السعدي (922)ط.الرسالة.
[3] : المصدر السابق.
[4] : تفسير ابن كثير(8/182)
[5] : تفسير السعدي (922).
[6] : حَدِيثٌ : " الْتَمِسُوا الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيقَ ، وَالْجَارَ قَبْلَ الدَّارِ " ، الطبراني في الكبير ، وابن أبي خيثمة ، وأبو الفتح الأزدي ، والعسكري في الأمثال ، والخطيب في الجامع ، من حديث أبان بن المحبر عن سعيد بن معروف بن رافع بن خديج ، عن أبيه ، عن جده رفعه بهذا ، وابن المحبر متروك ، وهو وسعيد لا تقوم بهما حجة ، ولكن له شاهد رواه العسكري فقط ، من حديث عبد الملك بن سعيد الخزاعي عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائه عن علي قال : خطب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وذكر حديثا طويلا وفي آخره : الجار ، ثم الدار ، الرفيق ، ثم الطريق ، وهو عند الخطيب في جامعه باختصار ، من حديث محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال : الجار قبل الدار ، والرفيق قبل الطريق ، والزاد قبل الرحيل ، وللخطيب أيضا من طريق عبد اللَّه بن محمد اليمامي عن أبيه عن جده قال : قال خفاف بن ندبة : أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلت : يا رسول اللَّه ، على من تأمرني أن أنزل أعلى قريش ، أم على الأنصار ، أم أسلم ، أم غفار ، فقال : يا خفاف ، ابتغ الرفيق قبل الطريق ، فإن عرض لك أمر لم يضرك ، وإن احتجت إليه نفعك ، وكلها ضعيفة ، ولكن بانضمامها تقوى ، وفي قوله تعالى حكاية عن السيدة آسية( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) ما يشير إلى الجملة الثانية .[انظر المقاصد الحسنة للسخاوي (ص:83-84)]
[7] : المصدر السابق.


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 23 Aug 2013 الساعة 03:32 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013