منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Jul 2014, 03:44 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي ( الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء) رد على الجهني خطيب أهل البدع. لأخينا حسين الأثيوبي

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد اطلعت على مقال لأبي مالك عبد الحميد الجهني عنوانه الحلقة الثانية ( حقيقة ليس مواربة) فأعاد فيه ما افتراه سابقا : أن السلف يقولون : (إن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء( وقد رد عليه العلامة المحدث حامل راية الجرح والتعديل بحق ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فبين كذبه وفجوره لكن الرجل كعادته عاند وتمادى في غيه وطغيانه فراح فكتب هذا المقال (الحلقة الثانية) فنقل في مقاله هذا عن باحث مجهول آثارا عن بعض الأئمة وفيها ( ينقص حتى لا يبقى منه شيئ) وسأناقشه فيها وأبين كذبه وافتراءه على السلف نصحا للخلق وإظهارا للحق سائلا الله تعالى أن يهدينا جميعا الصراط المستقيم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
قال الجهني خطيب أهل البدع نقلا عن باحث مجهول :
-1عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي -رحمه الله- (ت157هـ) :
سئل عن الإيمان: أيزيد؟ قال: «نعم حتى يكون مثل الجبال»، قال: قلت: فينقص؟ قال: «نعم حتى لا يبقى منه شيء».
أخرجه أبو العباس الأصم في «حديثه» (ص153) ومن طريقه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (5/1030) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (11/41) من طريق العباس بن الوليد البيروتي، حدثنا أبو قدامة الجبيلي قال: سمعت عقبة بن علقمة يقول: سألت الأوزاعي فذكره.

قلت : لا يصح هذا عن الأوزاعي
أولا : في إسناده عقبة بن علقمة روى عَن الأَوْزاعِيّ ما لم يوافقه عليه أحد من رواية ابنه مُحَمد بن عقبة وغيره عنه قاله الحافظ ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (1419) وقال في التقريب : صدوق ، لكن كان ابنه محمد يدخل عليه ما ليس من حديثه
ثانيا : وفي إسناده أيضا أبو قدامة الجبيلي تمام بن كثير وهو مجهول الحال. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 997 ) وذكر من طريقه هذا الأثر. روى عنه العباس بن الوليد وعلي بن الهيثم .
ثالثا : وقد روى اللالكائي (1739) والآجري في الشريعة (245) من طريق فُدَيْكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: «الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ، وَلَا يَنْقُصُ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ» وفديك ذكره ابن حبان في الثقات 9/13 وفي التقريب مقبول يعني حيث يتابع
رابعا : نقل غير واحد من الأئمة منهم محمد بن يحي الذهلي وإسحاق ابن راهوية وأبي عبيد وابن عبد البر كما سيأتي عن الأوزاعي أنه يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا يذكرون عنه هذه الزيادة ( وينقص حتى لا يبقى منه شيئ)
قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَدْلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَامِدِ بْنَ الشَّرْقِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَهُوَ قَوْلُ أَئِمَّتِنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ .... مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: 511)
قلت : من منهج هذه الفرقة الخبيثة : التشبث بالآثار الواهية بل وببعض الإسرائيليات الباطلة فبيان ذلك في كتاب الشيخ ربيع المدخلي ( المقالات الأثرية..)
قال الجهني الحدادي المقلد الأعمى نقلاعن الباحث المجهول :
2- العباس بن الوليد البيروتي -رحمه الله- (ت269هـ) :
سئل أليس تقول ما يقول الأوزاعي؟ فقال: «نعم».
المصادر السابقة.

قلت : العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي صدوق عابد كما في التقريب : توفي سنة 270 ,وفاته بعد ابن عيينة بأكثر من سبعين سنة
وقد قال الشيخ ربيع في رده على الحدادي هذا: والذي أعرفه أن أول من قال: "ينقص حتى لا يبقى منه شيء" هو سفيان بن عيينة، قاله مرة واحدة في حالة غضب، ولم يعد إليه، ولم يلزم به أحداً، ولم يرمِ من لم يقله بالإرجاء. اهـ
قلت : سفيان بن عيينة توفي سنة 197 والعباس توفي 270 وإنما قاله العباس بن الوليد تقلا عن الأوزاعي وقد علمت أنه لم يصح عن الأوزاعي والمحفوظ عن الأوزاعي أنه يقول : يزيد وينقص كما سبق وسيأتي أيضا.
قال الجهني الحدادي خطيب أهل البدع نقلا عن الباحث المجهول :
3- سفيان بن عيينة -رحمه الله- (ت198هـ………:

قلت : وقد ذكره الشيخ ربيع عن ابن عيينة فلماذا الإعادة ؟ وقال الشيخ : المعروف عن سفيان كما ذكرت أنه يقول بقول السلف: "الإيمان يزيد وينقص".
وأحياناً يقول: "الإيمان قول وعمل" ، ولا يزيد على هذا القول، فهو بقوله هذا من المرجئة على منهج الحدادية الخارجية .
قال عبدالله بن أحمد في كتاب "السنة" (1/347) رقم (745):
"حدثنا سويد بن سعيد الهروي، قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقال: يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل، والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر".
فيرى القارئ أن سفيان –رحمه الله- لم يلتزم تلك المقالة الغريبة، بل يرى أنه يقول تارة: الإيمان يزيد وينقص، فلا يذكر تعريف الإيمان، وتارة يقول: الإيمان قول وعمل، ولم يقل: يزيد وينقص.
فهو على مذهب الحدادية الخارجية من غلاة المرجئة.اهـ
قال الجهني الحدادي المقلد الأعمى نقلا عن الباحث المجهول
-4أبو عثمان بشار بن موسى الخفاف -رحمه الله- (ت228هـ) :
قال: «الإيمان: قول وعمل ونية، يزيد وينقص، حتى يكون أعظم من الجبل، وينقص حتى لا يبقى منه شيء...».
أخرجه حرب الكرماني في «مسائل أحمد وإسحاق» (ص370) قال: سمعت بشار بن موسى الخفاف فذكره.

قلت : بشار بن موسى الخفاف هذا : قال ابن معين والنسائي : ليس بثقة ،وقال ابن معين مرة أخرى : بشار الخفاف من الدجالين وقال البخاري : : منكر الحديث ، قد رأيته ، و كتبت عنه ، و تركت حديثه . و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عنه ، فقال : ضعيف ، كان أحمد يكتب عنه ، و كان فيه حسن الرأى ، و أنا لا أحدث عنه . ( تهذيب التهذيب)
والجرح فيه مفسر كما ترى ولذا قال الحافظ في التقريب : ضعيف كثير الغلط كثير الحديث
قال الجهني حامل راية أهل البدع نقلا عن الباحث المجهول
-5علي بن عبد الله المديني -رحمه الله- (ت234هـ) :
سئل عن الإيمان فقال: «قول وعمل ونية»، قلت: أينقص ويزداد؟ قال: «نعم يزداد وينقص حتى لا يبقى منه شيء».
ذكره الثعلبي في «تفسيره» (3/213) عن عثمان بن سعيد الدارمي، قال: وسألت علي بن عبد الله المديني فذكره.

قلت : ولي في هذا النقل وقفات
الأولى : لم يذكر الثعلبي إسناده إلى عثمان بن سعيد الدارمي، بين الثعلبي وبين الدارمي مفاوز ( والثعلبي توفي سنة 427 وتوفي الدارمي سنة ( 280)
الثانية : الثعلبي ينقل الغث والسمين في تفسيره وهو حاطب ليل كما قال ابن تيمية ( مجموع الفتاوى 29/377)
وقال ابن تيمية في رده على الرافضي : أَنَّا نُطَالِبُهُ بِصِحَّةِ هَذَا النَّقْلِ، أَوْ لَا يُذْكَرُ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى وَجْهٍ تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ ; فَإِنَّ مُجَرَّدَ عَزْوِهِ إِلَى تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ، أَوْ نَقَلَ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ الْعَالِمِينَ بِالْمَنْقُولَاتِ، الصَّادِقِينَ فِي نَقْلِهَا، لَيْسَ بِحُجَّةٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، إِنْ لَمْ نَعْرِفْ ثُبُوتَ إِسْنَادِهِ ... (منهاج السنة النبوية (7/ 10)
وقال : بَلْ عُلَمَاءُ الْجُمْهُورِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَا يَرْوِيهِ الثَّعْلَبِيُّ وَأَمْثَالُهُ لَا يَحْتَجُّونَ بِهِ، لَا فِي فَضِيلَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَا فِي إِثْبَاتِ حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ، إِلَّا أَنْ يُعْلَمَ ثُبُوتُهُ بِطَرِيقٍ.. منهاج السنة النبوية (7/ 90)
وقال شيخ الإسلام أيضا : الثَّعْلَبِيُّ " هُوَ فِي نَفْسِهِ كَانَ فِيهِ خَيْرٌ وَدِينٌ وَكَانَ حَاطِبَ لَيْلٍ يَنْقُلُ مَا وُجِدَ فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ مِنْ صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ وَمَوْضُوعٍ (مجموع الفتاوى (13/ 354)
وقال أيضا : أَنَّ الثَّعْلَبِيَّ فِيهِ خَيْرٌ وَدِينٌ، لَكِنَّهُ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِالصَّحِيحِ مِنَ الْأَحَادِيثِ، وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالْبِدْعَةِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَقْوَالِ (منهاج السنة 7/12)
وقال أيضا : وَلَيْسَ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ * بِالْحَدِيثِ . منهاج السنة النبوية (7/ 34)
الوقفة الثالثة : وقد ذكر الثعلي عن أبي الدارداء وابن عباس وأبي هريرة وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن كثير العبدي وسفيان الثوري ومحمد بن الفضل وحماد بن زيد وأبي الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم وأحمد بن يونس وعبد الله بن محمد الطفيل ومحمود بن موسى وأبو إسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط والحسين بن عمر السجستاني ووكيع بن الجراح وعمر بن عمارة وابن أبي برزة وزهير بن نعيم كلهم قالوا : يزيد وينقص ( وليس فيه حتى لا يبقى منه شيئ)
فماذا فعل الباحث المجهول ؟ لما رجع إلى تفسير الثعلبي وجد فيه هؤلاء الأئمة كلهم يقولون ( يزيد وينقص ) فأضرب عنها الباحث المجهول صفحا لأنه شجى في حلقه فأخذ منها قول ابن المديني لموافته هواه فقلده الجهني الحدادي المقلد الأعمى الذي اجتمعت فيه ظلمة الجهل وظلمة الهوى، هكذا فليكن الإنصاف و التحقيق يا جهني الحدادي :
ومَنْ يِكُنِ الغُرابُ له دَليلًا ... يمُرُّ به على جِيَفِ الكلابِ.
وقد وصف الجهني -خطيب أهل البدع- هذا البحث بأنه بحث محرر وشهد بذلك على جهله وفجوره.
الوقفة الرابعة : وقال الحافظ حرب بن إسماعيل الكرماني سألت علي بن عبد الله المديني قلت : ما قولك في الإيمان ؟
قال : الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص على هذا أدركنا العلماء (مسائل حرب (3/ 987)
قلت : وهذا هو المعروف عن ابن المديني بل قال : على هذا أدركنا العلماء وكذلك نقل اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 187) قال : اعْتِقَادُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَمَنْ نَقَلَ عَنْهُ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ مِنْ جَمَاعَةِ السَّلَفِ وذكر فيه وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ.
ولم يذكر ( حتى لا يبقى منه شيئ)
قال الجهني خطيب أهل البدع و المقلد الأعمى عن الباحث المجهول
-6عمرو بن عون الواسطي –رحمه الله- (ت225هـ) :
قال عثمان بن سعيد الدارمي: وسألت عمرو بن عون الواسطي عن الإيمان فقال: «مثل ذلك». المصدر السابق.

قلت : ( يعني تفسير الثعلبي) والجواب عن هذا كسابقه
قال الجهني حامل راية الكذب والإفتراء نقلا عن الباحث المجهول
-7إسحاق بن راهويه -رحمه الله- (ت238هـ) :
قال: «الإيمان: قول وعمل، يزيد وينقص، ينقص حتى لا يبقى منه شيء».
أخرجه الكوسج في «مسائل أحمد وإسحاق» (2/589) ومن طريقه الخلال في «السنة» (3/582 و593) قال: قال إسحاق فذكره.
8- إسحاق بن منصور الكوسج -رحمه الله- (ت251هـ) :
قال بعد أثر إسحاق بن راهويه: «وأنا أقول بها». ينظر «مسائل أحمد وإسحاق» للكوسج (2/589).

قلت : ولإسحاق ابن راهويه قول آخر يوافق ما نقل عن السلف أنه يزيد وينقص نقل عنه حرب الكرماني قال سألت إسحاق عن الإيمان فقال : قول وعمل ويزيد وينقص
( ولم يذكر تلك الزيادة : حتى لا يبقى منه شيئ)
وقال شيخ الإسلام : وَرَوَى أَبُو عَمْرٍو الطلمنكي بِإِسْنَادِهِ الْمَعْرُوفِ عَنْ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالِ قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا إسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ لَا شَكَّ أَنَّ ذَلِكَ كَمَا وَصَفْنَا وَإِنَّمَا عَقَلْنَا هَذَا بِالرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ وَالْآثَارِ الْعَامَّةِ الْمُحْكَمَةِ؛ وَآحَادِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَهَلُمَّ جَرًّا عَلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ بَعْدَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَكَذَلِكَ فِي عَهْدِ الأوزاعي بِالشَّامِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِالْعِرَاقِ؛ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِالْحِجَازِ وَمَعْمَرٍ بِالْيَمَنِ عَلَى مَا فَسَّرْنَا وَبَيَّنَّا أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. مجموع الفتاوى (7/ 308)
قلت : ولم يذكر ابن راهويه هذه الزيادة في رواية حرب بن إسماعيل الكرماني وموسى بن هارون الحمال بل قد نسب قوله ( يزيد وينقص) إلى الأئمة كما ترى .
قال الجهني خطيب أهل البدع نقلا عن الباحث المجهول
-9أحمد بن حنبل -رحمه الله- (ت241هـ) :
قيل له: كان ابن المبارك يقول: يزيد ولا ينقص، فقال: «كان يقول: الإيمان يتفاضل، وكان سفيان يقول: ينقص حتى لا يبقى منه شيء».
أخرجه الخلال في «السنة» (3/583) قال: وأخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبدالله قيل له فذكره.

وهذا إقرار من الإمام أحمد لقول سفيان رحمه الله.
-وقال أحمد بن حنبل -رحمه الله- عندما سأله رجل عن زيادة الإيمان ونقصانه، فقال: «يزيد حتى يبلغ أعلى السماوات السبع، وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع».
ذكره ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (2/210) في ترجمة القاسم بن عبدالله البغدادي فيما نقله عن الإمام أحمد -رحمه الله-
.قلت : نصه في طبقات الحنابلة هكذا : الْقَاسِم بْن عَبْدِ اللَّهِ البغدادي أحد من روى عَنْ إمام الدنيا أَحْمَد بن حنبل رضي اللَّه عنه فيما ذكره مُحَمَّد بْن يوسف البناء الصوفي الأصبهاني عَنْ أبي الحسن بْن الحكم وعثمان بْن عَبْدِ اللَّهِ جميعا عَنِ الْقَاسِم. وقال الْقَاسِم بْن عَبْدِ اللَّهِ سمعت أبا عَبْد اللَّه أَحْمَد بن حنبل وقد سأله رجل عَنْ زيادته ونقصانه يعني الإيمان فقال: يزيد حتى يبلغ أعلى السماوات السبع وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع.
قلت : أولا : ابن أبي يعلى لم يذكر إسناده إلى محمد بن يوسف الصوفي وبينهما مفاوز توفي ابن أبي يعلى (526) ومحمد بن يوسف توفي 286) (السير 13/461)
ثانيا : محمد بن يوسف البناء زاهد صوفي ولم يوصف بالحفظ كتب عن ستمائة شيخ، ثم غلب عليه الانفراد والخلوة.( طبقات الأولياء1/404)
وقال ابن الجوزي : كان يفتي الناس بالأجرة فيأخذ منها دانقاً لنفقته ويتصدق بالباقي، ويختم كل يوم ختمة ...وكان من المتدينين الأتقياء .(صفة الصفوة2/287).
ثالثا : أبو الحسن بن الحكم وعثمان بن عبد الله لم أقف على ترجمتهما
رابعا : القاسم بن عبد الله ليس بالمشهور بالرواية عن أحمد وأذكر فيما يلي ما نقله أصحاب أحمد الحفاظ الكبار الملازمين له عن أحمد صريحا أنه كان يقول ( يزيد وينقص ) ولا يذكرون عنه هذه الزيادة وهم أكثر من عشرة وعلى رأسهم الحافظ أبو بكر الأثرم وإسحاق بن منصور الكوسج وصالح ابن الإمام أحمد و أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، وَالإمام أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَحَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَاصِلٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وأحمد بن القاسم كلهم نقلوا عن أحمد أنه يقول (( يزيد وينقص)) ولا يذكرون تلك الزيادة
(1)قال أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَقَوْلُ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقَالَ: حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ، قَوْلُهُ: «أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ كَذَا، أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ كَذَا» ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى ذَاكَ " (السنة لأبي بكر بن الخلال (3/ 591)
(2)قال الخلال : وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَحَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَاصِلٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» (السنة 1010) مسائل أبي داود 1757، مسائل حرب (3/ 967)
(3) قال إسحاق الكوسج : سئل أحمد رضي الله عنه عن الإيمان؟
فقال: يزيد وينقص.
قلت: ينقص؟
قال: ينقص . مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه (9/ 4748)
(4)وقال صالح بن الإمام أحمد عن أبيه : «الْإِيمَانُ بَعْضُهُ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَزِيَادَتُهُ فِي الْعَمَلِ، وَنُقْصَانُهُ فِي تَرْكِ الْعَمَلِ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ هُوَ مَقْرَبَةٌ» ( السنة للخلال 1007) ومسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح 1519
وقال صالح سَأَلْتُ أَبِي، مَا زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ؟ قَالَ: «زِيَادَتُهُ الْعَمَلُ، وَنُقْصَانُهُ تَرْكُ الْعَمَلِ، مِثْلُ تَرْكِهِ الصَّلَاةَ، وَالزَّكَاةَ، وَالْحَجَّ، وَأَدَاءَ الْفَرَائِضِ، فَهَذَا يَنْقُصُ، وَيَزِيدُ بِالْعَمَلِ».. السنة لأبي بكر بن الخلال (3/ 588) ومسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح 681
(5) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَقُولُ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَتَقُولُ: قَوْلٌ [ص:592] وَعَمَلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَيَكُونُ ذَاكَ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى، أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى هَذَا الْأَشْيَاءَ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا يَكُونُ أَنْقَصَ مِمَّنْ لَمْ يَفْعَلْهَا، وَيَكُونُ هَذَا أَكْثَرَ إِيمَانًا مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَكُونُ الْإِيمَانُ بَعْضُهُ أَكْثَرُ مِنْ بَعْضٍ، هَكَذَا هُوَ " فَتَذَاكَرْنَا مَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَعَدَّ غَيْرَ وَاحِدٍ، ثُمَّ قَالَ: وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: يَزِيدُ وَيَنْقُصُ . السنة لأبي بكر بن الخلال (3/ 591)
وقال الإمام أحمد في "أصول السنة"(ص58): "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
قال الجهني الحدادي الغالي المقلد الأعمى نقلا عن الباحث المجهول
-10الحسن بن علي البربهاري -رحمه الله- (ت329هـ) :
قال: «والإيمان بأن الإيمان قول وعمل، وعمل وقول، ونية وإصابة، يزيد وينقص، يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء». شرح السنة» (ص67).
قلت : وقد نقله الشيخ ربيع فلماذا الإعادة ؟
وقال الشيخ ربيع حفظه الله : البربهاري لم يلزم به أحداً، ولم يرمِ من لم يقل بقوله بالإرجاء.
وزلات اللسان من الشواذ التي لا ينبغي الأخذ بها، وأشد من هذا مرات أن تجعل هذه الزلة أصلاً ينسب إلى السلف جميعاً، ويضلل من لا يقول بها، فيحارب ويحارب ويحارب ويرمى الناس بالإرجاء ولو قالوا: الإيمان ينقص وينقص وينقص حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة أو أدنى من مثقال ذرة، بل لابد أن يقول: حتى لا يبقى منه شيء.
فهذا أمر يخجل منه الخوارج وسائر أهل الضلال. اهـ
قلت : وقد قال البربهاري : ومن قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره. شرح السنة للبربهاري (ص: 129) لكن الجهني وحزبه قوم فجرة .
قال الجهني خطيب أهل البدع المقلد الأعمي نقلا عن الباحث المجهول
-11محمد بن إسحاق ابن منده -رحمه الله- (ت395هـ)
قال: «ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثال حبة خردل وأن المجاهدة بالقلب واللسان واليد من الإيمان».
«كتاب الإيمان» (1/345

قلت : وقد قال ابن مندة قبل هذا ( 341) ذكر خبر يدل على أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص
وقال ابن مندة أيضا (328) أن مذهب أهل العلم : أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. ولم يذكر ( حتى لا يبقى منه شيئ) فلماذا ترك الباجث المجهول ومقلده الأعمى هذا الكلام ؟ نعم أعماهما الهوى عن معرفة الرشاد والهدى وهذا هو الهوى المعمي والداء العضال القاتل فنعوذ بالله من استحكام الهوى والضلال .
فنقول للجهني خطيب أهل البدع : وهذا التلبيس والتدليس لا يروج على من عرف حقيقة حالك فمن يقبل حكمك القاسط ؟ ومن يلتفت إلى قولك الساقط المبني على الكذب والبهتان ؟
وأما ربيع المدخلي حامل راية الجرح والتعديل : فقد شهد له الجم الغفير من أهل العلم والدين على رغم أنوف الحاقدين : بأنه إمام في السنة وأنه قامع البدعة وأهلها ولا يبغضه إلا المنحرفون ولولا خشية الإطالة لنقلت ثناء العلماء المعتبرين على هذا الإمام وقد أفرده بالتصنيف غير واحد .
قال الجهني المفتري خطيب أهل البدع : السلف يقولون : إن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء".
فرد عليه الشيخ ربيع بقوله : أقول : إن هذا الكلام من هذا الحدادي لقائم على الفجور في الخصومة، والكذب على السلف.
بل فيه رمي للسلف بالإرجاء؛ لأنهم لم يقولوا بقولهم: الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء.فالسلف لا يقولون: " إنما يقولون في جميع الأعصار وجميع الأمصار : إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، ولا يقولون: حتى لا يبقى منه شيء.
فنسبة هذا القول إلى السلف بهذا الإطلاق عين الكذب وقول الزور. اهـ
قلت : وإليك هذه النقولات عن أئمة الإسلام في جميع الأمصار يقولون ( يزيد وينقص) مصداقا لقول حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي وتبيانا لكذب الجهني الحدادي حامل راية أهل البدع الذي قال كذبا وزورا : السلف يقولون : ينقص حتى لا يبقى منه شيئ
(1) أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور ( ت224)
: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ الْإِمَامُ - وَلَهُ كِتَابٌ مُصَنَّفٌ فِي الْإِيمَانِ قَالَ -: هَذِهِ تَسْمِيَةُ مَنْ كَانَ يَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: عُبَيْدُ بْن عُمَيْرٍ الليثي ،عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ،عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ؛ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ،عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جَرِيحٍ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، دَاوُد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ.
وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ الزَّهْرِيُّ، رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ، سَعْدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ،هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمْرِيُّ ،مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ،عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي الماجشون ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ.
وَمِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: طَاوُوسٌ الْيَمَانِيُّ ، وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ، مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ.
وَمِنْ أَهْل مِصْرَ وَالشَّامِ: مَكْحُولٌ ، الأوزاعي ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأيلي ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، يَزِيدُ بْنُ شريح ، سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، حيوة بْنُ شريح، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ.
وَمَنْ سَكَنَ الْعَوَاصِمَ وَغَيْرَهَا مِنْ الْجَزِيرَةِ: مَيْمُونُ بْنُ مهران، يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرقي، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَالِكٍ، المعافي بْنُ عِمْرَانَ، مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِي، أَبُو إسْحَاقَ الفزاري، مخلد بْنُ الْحُسَيْنِ، عَلِيُّ بْنُ بكار، يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ.
وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: عَلْقَمَةُ، الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو وَائِلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْم ، عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، إبْرَاهِيمُ النَّخَعِي، الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، سَلَمَةُ بْنُ كهيل، مُغِيرَةُ الضبي، عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، أَبُو حَيَّان يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، سُلَيْمَانُ بْنُ مهران الْأَعْمَشُ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة، الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ، أَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ، ابْنُ شبرمة، ابْنُ أَبِي لَيْلَى، زُهَيْرٌ، شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، أَبُو الْأَحْوَصِ، وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أَبُو أُسَامَةَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدْرِيسَ، زَيْدُ بْنُ الحباب، الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الجعفي، مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ العبدي، يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَمُحَمَّدٌ وَيَعْلَى وَعَمْرُو بَنُو عُبَيْدٍ.
وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِين ، قتادة ابْنُ دِعَامَةَ ، بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المزني ، أَيُّوبُ السختياني ، يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، سُلَيْمَانُ التيمي ،هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، الدستوائي ، شُعْبَةُ ابْنُ الْحَجَّاجِ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَبُو الْأَشْهَبِ ، يَزِيدُ بْنُ إبْرَاهِيم، وأَبُو عَوَانَةَ ،وهيب بْنُ خَالِدٍ، وعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التيمي ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، يَزِيدُ بْنُ زريع ، الْمؤَمِّلُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي.
وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ: هشيم بْنُ بَشِيرٍ، خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، صَالِحُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ.
وَمِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ: الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، النَّضْرُ بْنُ شميل ، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضبي.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَؤُلَاءِ جَمِيعًا يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؛ وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمَعْمُولُ بِهِ عِنْدَنَا.
قُلْت ( ابن تيمية ) : ذَكَرَ مِنْ الْكُوفِيِّينَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ لِأَنَّ الْإِرْجَاءَ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ أَوَّلًا فِيهِمْ أَكْثَرَ وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَاحْتَاجَ عُلَمَاؤُهَا أَنْ يُظْهِرُوا إنْكَارَ ذَلِكَ فَكَثُرَ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ ذَلِكَ .... مجموع الفتاوى (7/ 309)
قلت : هل هؤلاء الأئمة مرجئة؟ لأنهم- لم يقولوا ( حتى لا يبقى منه شيئ)
(2) الإمام إسحاق ابن راهويه (ت 238)
تقدم عن إسحاق ابن راهويه أنه قال : أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ لَا شَكَّ أَنَّ ذَلِكَ كَمَا وَصَفْنَا وَإِنَّمَا عَقَلْنَا هَذَا بِالرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ وَالْآثَارِ الْعَامَّةِ الْمُحْكَمَةِ؛ وَآحَادِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَهَلُمَّ جَرًّا عَلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ بَعْدَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَكَذَلِكَ فِي عَهْدِ الأوزاعي بِالشَّامِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِالْعِرَاقِ؛ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِالْحِجَازِ وَمَعْمَرٍ بِالْيَمَنِ عَلَى مَا فَسَّرْنَا وَبَيَّنَّا أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ.
(3،4) أبو زرعة (ت264) وأبو حاتم الرازيان (ت 277)
وقال «عبد الرحمن بن أبي حاتم» في «الاعتقاد» المشهور عنه في السنة: «سألت أبي و «أبا زرعة» عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار *وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار* حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذاهبهم: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله ... ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (329)،جامع المسائل لابن تيمية (5/ 243)
(5)الحافظ حرب بن إسماعيل الكرماني (ت 280)
قال رحمه الله : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ثم ذكر أحمد وإسحاق ابن راهوية والحميدي وغيرهم وقال : فكان من قولهم : ... الإيمان يزيد وينقص. (مسائل حرب (3/ 967)
قلت : يا خطيب أهل البدع : هل هؤلاء مرجئة ؟ إذ لم يقولوا ( حتى لا يبقى منه شيئ)
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" (1/342-343) رقم (726):
"حدثني أبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب قبل سنة ثلاثين ومائتين نا عبد الرزاق قال: كان معمر وابن جريج والثوري ومالك وابن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. قال عبدالرزاق: وأنا أقول ذلك، الإيمان قول وعمل والإيمان يزيد وينقص، فإن خالفتهم فقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين".
وقال في "السنة" (1/336-337) بإسناده إلى خالد بن الحارث يقول: "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".
وبإسناده إلى ابن إدريس وجرير ووكيع أنهم قالوا: "الإيمان يزيد وينقص".
وبإسناده إلى مالك بن أنس، قال: "الإيمان قول وعمل".
وبإسناده إلى عبد الكريم بن مالك الجزري وخصيف بن عبد الرحمن أنهما يقولان: "الإيمان يزيد وينقص".
قال الشيخ ربيع حفظه الله : فهؤلاء الأئمة والسلف جميعاً بما فيهم سفيان بن عيينة على أصل الحدادية مرجئة.
ألا تباً وسحقاً لأهل الأهواء الذين يخالفون كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح.اهـ
(5) الحافظ ابن عبد البر (ت463)
وقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي " التَّمْهِيدِ (9/ 252) وَعَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ جَمَاعَةُ أَهْلِ الْآثَارِ وَالْفُقَهَاءُ أَهْلُ الْفَتْوَى بِالْأَمْصَارِ.
وقال أيضا : وَأَمَّا سَائِرُ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ الرَّأْيِ وَالْآثَارِ بِالْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو عُبَيْدِ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ فَقَالُوا الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الْإِقْرَارُ اعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ مَعَ الْإِخْلَاصِ بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ قَالُوا وَكُلُّ مَا يُطَاعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ فَرِيضَةٍ وَنَافِلَةٍ فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعَاصِي. التمهيد 9/243
(6)شيخ الإسلام ابن تيمية -أعلم الناس بمسائل الإيمان والبدع وأهلها-.
قال رحمه الله (1) :" ... وأما الصحابة وأهل السنة والحديث فقالوا: إنه يزيد وينقص، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان" (منهاج السنة5/205)
(2)وقال : ولهذ كان الصحابة وجمهور السلف على أن الإيمان يزيد وينقص. فالفاسق معه إيمان ناقص نقصا هو نقص جزء واجب ...(جامع المسائل 5/243)
(3)وقال رحمه الله : فَهَذَا الِاعْتِقَادُ: هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُمْ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ . مجموع الفتاوى (3/ 179)
(4)وقال رحمه الله : أَنَّ الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ - وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمْ - أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. مجموع الفتاوى(6/ 479)
(5)وقال رحمه الله : وَقَالَتْ " الْمُرْجِئَةُ " عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ: لَا تُذْهِبُ الْكَبَائِرُ وَتَرْكُ الْوَاجِبَاتِ الظَّاهِرَةِ شَيْئًا مِنْ الْإِيمَانِ إذْ لَوْ ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَيَكُونُ شَيْئًا وَاحِدًا يَسْتَوِي فِيهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ وَنُصُوصُ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ تَدُلُّ عَلَى ذَهَابِ بَعْضِهِ وَبَقَاءِ بَعْضِهِ؛ كَقَوْلِهِ: " {يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ} ". وَلِهَذَا كَانَ " أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ " عَلَى أَنَّهُ يَتَفَاضَلُ وَجُمْهُورُهُمْ يَقُولُونَ: يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَزِيدُ وَلَا يَقُولُ: يَنْقُصُ كَمَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَتَفَاضَلُ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَقَدْ، ثَبَتَ لَفْظُ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ مِنْهُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يُعْرَفْ فِيهِ مُخَالِفٌ مِنْ الصَّحَابَةِ فَرَوَى النَّاسُ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ مَشْهُورَةٍ: عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ الخطمي؛ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؛ قِيلَ لَهُ: وَمَا زِيَادَتُهُ وَمَا نُقْصَانُهُ؟ قَالَ: إذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَتِلْكَ زِيَادَتُهُ؛ وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسِينَا فَتِلْكَ نُقْصَانُهُ..... مجموع الفتاوى (7/ 223 وما بعدها)
وقال رحمه الله : وَأَجْمَعَ السَّلَفُ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ . مجموع الفتاوى (7/ 672)
(7) الإمام ابن القيم
وقال ابن القيم : ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص. (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 182)
قلت : الحاصل مما تقدم أن أئمة السلف ، الصحابة ومن بعدهم يقولون (إن الإيمان يزيد وينقص ) ولا يذكرون ( حتى لا يبقى منه شيء) فيكون الصحابة ومن بعدهم على أصل الحدادية الباغية مرجئة .
قال الجهني -خطيب أهل البدع- :"قد أثبت هذا البحث كذب ما يقوله ويردده ربيع المدخلي في كلامه السابق".
قلت : ما الذي يردده الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله ؟
نعم هو قوله وهو مسبوق في ذلك ، فقد سبق بالقول بذلك أفذاذ وفحول العلماء حيث قال حفظه الله: " قول السلف في جميع الأعصار وجميع الأمصار : إن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، ولا يقولون: حتى لا يبقى منه شيء".
أقول : لو شعرت يا خطيب أهل البدع : إن هذا التكذيب منطبق على حالك، مناد بضلالك وجهلك بل صرت بهذا الكلام وغيره من الضلالات التي عندك من أجهل خلق الله وأضلهم بأقوال أهل العلم وبمنهج السلف الصالح .
فتأمل أيها القارئ قول شيخ الإسلام : وَأَمَّا الصَّحَابَةُ وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ فَقَالُوا: إِنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ.
وقال ابن تيمية أيضا : وَقَدْ، ثَبَتَ لَفْظُ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ مِنْهُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يُعْرَفْ فِيهِ مُخَالِفٌ مِنْ الصَّحَابَةِ.
وقال رحمه الله : كان الصحابة وجمهور السلف على أن الإيمان يزيد وينقص.اهـ
وقال ابن أبي حاتم : «سألت أبي و «أبا زرعة» عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذاهبهم: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
قال الحافظ حرب الكرماني : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ثم ذكر أحمد وإسحاق ابن راهوية والحميدي وغيرهم وقال : فكان من قولهم : ... الإيمان يزيد وينقص. (مسائل حرب (3/ 967)
قلت : ومع هذا كله يرمي الجهني خطيب أهل البدع يرمي ربيعا بالكذب لأنه قال بقول الصحابة ومن بعدهم : الإيمان يزيد وينقص، فأبى الجهني المفتري إلا أن يفتري على السلف بزيادة ( حتى لا يبقى منه شيئ)
قلت : ونسبة هذه العبارة إلى السلف من أوضح الكذب وأظهره عند من له أدنى مسكة من عقل.
وأما البحث الذي نقلته عن مجهول فقد بينا فيه جهلك المركب الصريح وهذا خلاصة بحثك الذي يدل على كثرة كذبك و جهلك وشهادتك بالزور .
أما ما نقلته عن لأوزاعي فإسناده ضعيف جدا فيه مجهول وفيه راو متكلم فيه وقد نقل العلماء الثقات عن الأوزاعي أنه يقول : الإيمان يزيد وينقص وليس فيه تلك الزيادة كما تقدم
وأما ما نقلته عن العباس بن الوليد فهو قاله تبعا للأوزاعي والإسناد إلى الأوزاعي ضعيف جدا وقد علمت أن المحفوظ عن الأوزاعي ( يزيد وينقص)
وأما ما نقلته عن بشار بن موسى فقد قال فيه ابن معين أنه من الدجالين وطعن فيه غيره من الأئمة ، أمن مثل من هذا حاله تؤخذ العقيدة يا سفيه الحدادية ؟
وأما ما نقلته عن ابن المديني فقد نقلته من تفسير الثعلبي فبينا لك أن بين الثعلبي والدارمي مفاوز والثعلبي ينقل بدون أسانيد وهو ليس من أهل العلم بالحديث ولا يفرق السنة من البدعة في كثير من الأقوال ونقلنا لك كلام ابن تيمة مثل قوله : بَلْ عُلَمَاءُ الْجُمْهُورِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَا يَرْوِيهِ الثَّعْلَبِيُّ وَأَمْثَالُهُ لَا يَحْتَجُّونَ بِهِ، لَا فِي فَضِيلَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَا فِي إِثْبَاتِ حُكْمٍ مِنَ الْأَحْكَامِ، إِلَّا أَنْ يُعْلَمَ ثُبُوتُهُ بِطَرِيقٍ...
والمحفوظ عن ابن المديني ما نقله عنه الحافظ حرب الكرماني في كتاب السنة وغيره عن ابن المديني أنه قال : الإيمان يزيد وينقص . بل قال : وعليه أدركنا علماءنا
وأما ما نقلته عن عمرو بن عون الواسطي فقد نقلته من تفسير الثعلبي وقد بينا ما فيه .
وأما ما نقلته عن إسحاق ابن راهويه فقد نقل عنه الحافظ حرب الكرماني وغيره أنه يقول : يزيد وينقص . ولم يذكروا عنه تلك الزيادة ، بل نقل هو نفسه عن مالك والأوزاعي وغيرهما من الأئمة يقولون يزيد وينقص .
وأما ما نقلته عن ابن عيينة فقد بين لك الشيخ ربيع بيانا شافيا والمعروف عنه أنه يقول : يزيد وينقص .
وأما ما نقلته عن أحمد من طريق القاسم بن عبد الله فقد نقله ابن أبي يعلى عن عبد الله بن يوسف البناء وبينهما مفاوز و أن القاسم هذا ليس بالمشهور بالرواية عن أحمد وفي إسناده أيضا من لم أقف على ترجمته و أن الحفاظ الكبار من أصحاب أحمد الملازمين له كالكرماني وصالح ابن الإمام أحمد والأثرم وأبي داود صاحب السنن والمروزي وغيرهم كثير نقلوا عن أحمد : أنه يقول يزيد وينقص . ولم يذكروا عنه هذه الزيادة
وأما ما نقلته عن البربهاري فقد بين لك الشيخ ربيع فارجع إليه
وقال البربهاري نفسه : ومن قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره.( شرح السنة للبربهاري (ص: 129)
وأما ما نقلته عن ابن مندة فقد بينا لك أنه قد قال : أن مذهب أهل العلم : أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. ولم يذكر الزيادة
ثم يقال لك يا خطيب أهل البدع : هل من قال : ينقص حتى لا يبقى منه شيئ رمى القائلين بأن الإيمان يزيد وينقص بالإرجاء ؟؟
ثم رأيت عبد الله صوان الغامدي الحدادي الأفاك علق على بحث الجهني هذا بقوله : : بحث محرر والحمد لله رب العالمين بقي على المشغبين أن يعوداو للحق.
قلت : انظروا إلى هذا الأنوك قد أضحك من جهله كافة العقلاء فأي جهل وكذب وشهادة بالزور أعظم من هذا؟ فبناء على كلامه الساقط فالصحابة ومن بعدهم من السلف والخلف في جميع الأمصار والأعصار الذين قالوا : الإيمان يزيد وينقص ليسوا على حق، وأنهم مرجئة لأنهم لم يقولوا ( ينقص حتى لا يبقى منه شيئ) .
قال الجهني الحدادي : "نحن لو كنا نداهن في دين الله لداهناك أنت ( يعني ربيعا), فإن كثيرا من الناس يتحاشى ويخشى المواجهة معك" .
قلت : (1) أجمع الصحابة ومن بعدهم من أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص كما سبق نقله عن أئمة الإسلام فلماذا لا ترد عليهم إن كنت صادقا ؟ وترميهم بالإرجاء لأنهم لم يقولوا ( حتى لا يبقى منه شيئ).
(2) ولما ذا لا ترد إن كنت صادقا على مالك والزهري والشافعي وأحمد في رواية عنه وكثير من السلف والخلف الذين لا يكفرون تارك الصلاة تكاسلا؟ وقد زعمت أن الخلاف فيه محدث ولماذا لا تصرح بأسماء هؤلاء وغيرهم وترميهم بالإرجاء.
(3) ولما ذا لا ترد إن كنت صادقا على أئمة الإسلام السابقين واللاحقين في مسئلة العذر بالجهل وغيره ؟
والأسئلة كثيرة جدا تراها في شبكة سحاب السلفية لكن مع الأسف الشديد فلا جواب، إلا الجهل والكذب والتلبيس والروغان فما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وجدت في سحاب السلفية من يفند شبهاتكم ويبين افتراءاتكم وتناقضاتكم وجهلكم وشهادتكم بالزور، فجزى الله كل من رد ويرد على هذه الشرذمة الخبيثة المندسة ونسأل الله تعالى أن يبصر المخدوعين بها.
كتبه : أبو محمد السلطي السلفي

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الجهني, ردود


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013