سُوريا والأطماع الصليبية الجديدة

[نهر العلي]

غزا (بوتين ) سوريا وفي داخله أطماع الحروب المقدسة وإستعادة مجد زائل , غزا ها وقد صبغ عليها روح القدسية
تلك الروح للقياصرة الأرثوذكس كما أعلنها صراحة في إحدى كنائسهم عندما قال ( بأن تدخلهم في سوريا حربا مُقدسة
وإنه يجب إعادة القسطنطينة للمسيحين كما كان يريد القيصر نيكولا الثاني ) ..
ولكن حريُ بنا أن نسأل عن ماهية المُقدسات الروسية في سوريا ؟ أو للأرثوذكس الروس في سوريا ؟
وبعد البحث دون جدوى لم أخرج بأي دليل واحد لأي حق مقدس للروس على أرض سوريا الحبيبة , ولكنها تقية
الإستعمار الذي يبحث عن المواقع البديلة التي تعزز قوته الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط كما فعلت أمريكا
الإستعمارية في العراق من قبل .
قيصر روسيا يعلم تماماً أن نظام الأسد إلي زوال ولكن وفق توقيت محدد بالنسبة لهم , بعد أن يتم تدمير كل المناطق
الحيوية السورية ومن هنا تبدأ تقسيم المصالح المقدسة بالنسبة لهم فقدسيتهم ماهي إلا دنيوية مادية لا غير.. أو بمعنى
أصح قدسية إستعادة الهيبة والكرامة الروسية في العالم ..
إن حُلم روسيا القيصرية الأرثوذكسية ليس سوريا فحسب إن سوريا هي المدخل ل ( القسطنطينية ) تلك العاصمة
الشرقية للمسيحية ..
بحديث بوتين في الكنسية نجد أنه لا يُخفي ملامح الحروب الصليبية التي يسير على نهجها الآن فالطمع الأكبر هو تحرير
(القسطنطينة ) وصولا لبيت المقدس ..
ما يفعله ( بوتين ) في حلب الحبيبة اليوم ماهي إلا خطة لإستعادة هذا التاريخ البائد ..
ماحدث في العراق منذ قرابة العشرين عاما , ومايحدث في سوريا الآن ماهي إلا حروب صليبية بصبغة وأقنعة جديدة
بغضية .. أذرعتهم فيها خونة الدين والدنيا في بلاد المسلمين من الروافض المارقين والخوارج الفاسدين وخوان المسلمين ..
فعلى المُسلمين في جميع أقطاب الأرض كآفة أن يتحدوا بعدما شاهدنا بأم أعيننا حروب الإبادة لبلدننا الحبيبة ولا نستطيع
أن نُحرك ساكنا .. والله المُستعان ..

#حلب_تحترق

كتبته
نهر العلي