|[ سؤالات الجزائري - ۱- ]|
#جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله شيخنا الفاضل المباركي ، عساك بخير وعافية ..
معك أخوك يعقوب بن مسعود الجزائري ، عندي سؤال نفعنا اللّه بكم
: السؤال :
عندنا بعض الشباب السلفي ينزِّلون بعض الأحكام على إخوانهم ! مثل : مميّع ، مخذل ، متعالم ، ضعيف ...، فنرجو من فضيلتكم أن تفيدونا هل هذه الأحكام يستطيع أن ينزلها السلفي العامي ؟ أم هي للعلماء أم طلاب العلم ..؟
وجزاكم الله خيرًا شيخنا الحبيب .
السائل :" اللقاءات السلفية السطايفية"
الشيخ المباركي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته :
أهلا أخي يعقوب ، نصيحتي لهؤلاء الشباب أن يتركوا العجلة والتسرع ، فإن إطلاق هذه الأوصاف منهم على إخوانهم ليس بالأمر الهيِّن ، وهذه الأوصاف ليس لكل أحد أن يقولها ، بل مردُّها إلى العلماء الراسخين الذين هم المؤهَّلون للجرح والتعديل ، وأما طلبة العلم المبتدئين وحتى المتوسطين فلا يجوز لهم أن يتقدموا العلماء في ذلك ، فإن كثيرا من الشباب الذين انغمسوا في هذا الخِضَمِّ زلت بهم الأفهام والأقدام في غلواء الحدادية دون أَوْبٍ أو توبٍ - نسأل الله السلامة والعافية -.
نعم فالخطأ يجب أن يرد ولكن بالطرق الشرعية هذا إن ثبت أنَّه خطأ من هذا الشخص ، وإلاَّ فإننا خبرنا من هؤلاء الشباب المتسرعين والمتعالمين إيقاع هذه الأوصاف على إخوانهم لمجرد القصور في الفهم والظن والتخمين أو لحظوظ النفس وشهوتها الخفية.
فمن كان مخطئًا فعلا من إخوانكم يجب على كبار طلبة العلم عندكم نصحه وبيان أنه أخطأ في كذا وكذا باللين الذي أمرنا الله باستخدامه مع جبابرة الكفر والعناد كفرعون ، فضلاً عن أهل القبلة ، فضلا عن إخوانكم الذين يشاطرونكم العقيدة الصحيحة ، قال تعالى لموسى وهارون :{فقولا له قولا لينًا لعله يتذكر أو يخشى}.
ومما ورد في أخبار الخلفاء أن رجلا واعظًا دخل على هارون الرشيد وقال : يا أمير المؤمنين سأعظك ولكن سأغلظ لك في القول .
فقال هارون - رحمه الله - لستَ بأفضل من كليم الله موسى ، ولستُ بأسوأ من عدو الله فرعون ، فقد قال الله لنبيه موسى : {اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}.
وحدثني بها بعض مشائخنا الأثبات بأن الرجل هو سفيان الثوري ، والخليفة هو أبو جعفر المنصور وليس هارونَ.
وعلى كلٍّ فالمقصود الحكمة في النصح والرفق واللين.
فإن أبى المخطئ بعد ذلك وأصر على خطئه ، فاكتبوا ما عليه بعدل وإنصاف وابعثوه للعلماء الربانيين الذين هم أطباء القلوب ، وهم يتولون نصحه والفصل في أمره ، وتكونون بذلك أبرأتم ذممكم ، ونصحتم لربكم ولكتابه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين.
واللهَ أسأل أن يجمع كلمتكم على الحق والصواب ، وأن يؤلف بين قلوبكم ، والله أعلى وأعلم وأحكم.
كتبه
عبد العزيز سير المباركي.
الإثنين ١١ / ٧ / ١٤٣٧ هج.
السائل: آمين آمين ، أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب ، تأذن بالنشر - حفظكم الله تعالى -؟
الشيخ المباركي: نعم ولكم الأجر.
السائل: جزاكم الله خيرًا.
الشيخ المباركي: وإياك أخي يعقوب وسلامي للإخوة جميعا.
السائل: الله يسلمك أبشر يصل بإذن الله .
سأله : أبو أنس يعقوب الجزائري .
|