منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #16  
قديم 05 Dec 2007, 11:57 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين , و بارك الله فيك اخي

أما عن سؤالك فالشيخ -رحمه الله - يقصد أنه صار من البدع أن يدعو إنسان فيقول " اللهم اكتب الأجر لحمد - صلى الله عليه و سلم - " و وجه كونها بدعة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سينال الأجر معك دون أن تدعو له , لأنه هو من بلغنا هذا العلم , فلا يحتاج إلى دعائنا له لنيل الأجر

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 06 Dec 2007, 12:02 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الأمرالسادس: الدعوة إلى الله
أن يكون داعياً بعلمه إلى الله – عز وجل – يدعو في كل مناسبة في المساجد، وفي المجالس، وفي الأسواق وفي كل مناسبة ؛ هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن آتاه الله النبوة والرسالة ما جلس في بيته ، بل كان يدعو الناس ويتحرك ؛ وأنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نسخاً من كتب ، ولكني أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين.


الأمر السابع: الحكمة
أن يكون متحلياً بالحكمة، حيث يقول الله تعالى : (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )) (البقرة: الآية269) ؛ والحكمة أن يكون طالب العلم مربياً لغيره بما يتخلق به من الأخلاق، وبما يدعو إليه من دين الله – عز وجل – ، بحيث يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله ؛ وإذا سلكنا هذا الطريق حصل لنا خير كثير كما قال ربنا – عز وجل:- (( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )) (البقرة: الآية269) .
والحكيم هو : الذي ينزل الأشياء منازلها ؛ لأن الحكيم مأخوذ من الإحكام وهو الإتقان ؛ وإتقان الشيء أن ينزله منزلته ؛ فينبغي -بل يجب- على طالب العلم أن يكون حكيماً في دعوته.

وقد ذكر الله مراتب الدعوة في قوله تعالى: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) (النحل: الآية125) وذكر الله –تعالى- مرتبة رابعة في جدال أهل الكتاب فقال –تعالى-: (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )) (العنكبوت: الآية46) .فيختار طالب العلم من أساليب الدعوة ما يكون أقرب إلى القبول ؛ ومثال ذلك في دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء أعرابي فبال في جهة من المسجد، فقام إليه الصحابة يزجرونه، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ ولما قضى بوله دعاه النبي وقال له: (( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر ؛ إنما هي لذكر الله -عز وجل-، والصلاة، وقراءة القرآن )) (1) أو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ أرأيتم أحسن من هذه الحكمة؟ فهذا الأعرابي انشرح صدره واقتنع حتى إنه قال " اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً" .

وقصة أخرى عن معاوية بن الحكم السُلميّ ، قال: بيْنا أنا أصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ عطس رجل من القوم، فقلت: "يرحمك الله" ؛ فرجاني القوم بأبصارهم فقلت :" واُثكل أُمياه! ما شأنكم تنظرون إلي ؟" فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ؛ فلما رأيتهم يصمتونني، لكنّي سكتٌ. فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلماً بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )) (2) ومن هنا نجد أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة كما أمر الله – عز وجل -.

ومثال آخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً وفي يده خاتم ذهب -وخاتم الذهب حرام على الرجال-، فنزعه النبي -صلى الله عليه وسلم- من يده ورمى به، وقال: (( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده )) (3) ولما انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- قيل للرجل :" خذ خاتمك انتفع به، فقال: والله لا آخذ خاتماً طرحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "، فأسلوب التوجيه هنا أشد؛ لأن لكل مقام مقالاً ؛ وهكذا ينبغي لك من يدعو إلى الله أن ينزل الأمور منازلها وألا يجعل الناس على حد سواء، والمقصود حصول المنفعة.

وإذا تأملنا ما عليه كثير من الدعاة اليوم وجدنا أن بعضهم تأخذه الغيرة حتى ينفر الناس من دعوته ؛ لو وجد أحداً يفعل شيئاً محرماً لوجدته يشهر به بقوة وبشدة يقول: ما تخاف الله، ما تخشى الله ؛ وما أشبه ذلك حتى ينفر منه، وهذا ليس بطيب ؛ لأن هذا يقابل بالضد ؛ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – لما نقل عن الشافعي – رحمه الله – ما يراه في أهل الكلام، حينما قال: " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام ".

قال شيخ الإسلام: إن الإنسان إذا نظر إلى هؤلاء وجدهم مستحقين لما قاله الشافعي من وجه ؛ ولكنه إذا نظر إليهم بعين القدر، والحيرة قد استولت عليهم والشيطان قد استحوذ عليهم، فإنه يرق لهم ويرحمهم، ويحمد الله أن عافاه مما ابتلاهم به ؛ أوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاء ؛أو أوتوا فهوما وما أوتوا علوما ؛ أو أوتوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء.

هكذا ينبغي لنا أيها الأخوة أن ننظر إلى أهل المعاصي بعينين: عين الشرع، وعين القدر ؛ عين الشرع أي لا تأخذنا في الله لومة لائم , كما قال –تعالى- عن الزانية والزاني: (( فاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )) (النور: الآية2)

وننظر إليهم بعين القدر , فنرحمهم ونرق لهم ونعاملهم بما نراه أقرب إلى حصول المقصود وزوال المكروه ؛ وهذا من آثار طالب العلم بخلاف الجاهل الذي عنده غيرة ؛ لكن ليس عنده علم ؛ فطالب العلم الداعية إلى الله يجب أن يستعمل الحكمة.






------------------------------------------------------------
(1) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء باب: صب الماء على البول في المسجد، ومسلم كتاب الطهارة، باب: وجوب غسل البول.
(2) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: تحريم الكلام في الصلاة.
(3) أخرجه مسلم ، كتاب اللباس، باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 06 Dec 2007, 10:55 AM
أبو عبد الرحمن حمزة أبو عبد الرحمن حمزة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 250
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 06 Dec 2007, 05:03 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

و فيك بارك الله
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 06 Dec 2007, 08:45 PM
عبدالكريم الجزائري عبدالكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 79
افتراضي

بارك الله فيك .
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 06 Dec 2007, 10:35 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

و فيك بارك الله
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07 Dec 2007, 12:42 AM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الأمر الثامن: أن يكون الطالب صابراً على العلم

أي مثابراً عليه لا يقطعه ولا يمل ، بل يكون مستمراً في تعلمه بقدر المستطاع ؛ وليصبر على العلم ولا يمل ؛ فإن الإنسان إذا طرقه الملل استحسر وترك ؛ ولكن إذا كان مثابراً على العلم فإنه ينال أجر الصابرين من وجه ، وتكون له العاقبة من وجه آخر ؛ واستمع إلى قول الله – عز وجل – مخاطباً نبيه : (( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين)) (هود الآية:49) .


الأمر التاسع : احترام العلماء وتقديرهم
إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم ؛ وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم ؛ وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم ؛ وهذه نقطة مهمة جداً ؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم ، ويشوش على الناس سمعتهم ؛ وهذا أكبر الأخطاء ؛ وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر؛ لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي.
والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً ؛ وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه ، فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشرعي ؛ وهذا خطره كبير وعظيم.
أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد ؛ وأن يعذروهم فيما أخطئوا فيه ؛ ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أومن الذين قالوا إنهم أخطئوا ؛ لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه. والإنسان بشر (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) (1)
أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف.
وكذلك أيضاً ما يحصل من الأخطاء من الأمراء، لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سٌلّماً للقدح فيهم في كل شيء و نتفاضى عما لهم من الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )) (المائدة: الآية8) ؛ يعني: لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل ؛ فالعدل واجب ؛ ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم ، فيشيعها بين الناس ، ثم يسكت عن حسناتهم ؛ فإن هذا ليس بالعدل . وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحداً سٌلط عليك وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك (*) ؛ لعددت ذلك جناية منه عليك ؛ فإذا كنت ترى ذلك في نفسك ، فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك ؛ وكما أشرت آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة .
فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون هو الصواب ؛ وكم من إنسان بعد المناقشة يكون قوله هو الصواب، وظننا هو الخطأ. (( فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) (2) وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه)) (3) ، وهذا هو العدل والاستقامة.


------------
(1) أخرجه الإمام أحمد ج 3 ص 198 والترمزي كتاب صفة القيامة ،ج 4 ص 569 برقم (2499) وابن ماجه ؛ كتاب الزهد، باب ذكر التوبة ، والدارمي كتاب الرقاق باب في التوبة والبغوي في ((شرح السنة)) ج 5 ص 92 وابو نعيم في (الحلية) ج 6 ص 332 والحاكم في (المستدرك) ج 4 ص 273 وقال : (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، قال العجلوني : (إسناده قوي ) ج 2 ص 120) (2) رواه البخاري، كتاب المساجد، باب : تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم . (3) تقدم تخريجه .

(*) لا يفهمن أحد أن الشيخ يقول ببدعة الموازنات، حيث هذا موقف الشيخ منها : قال الشيخ ـ رحمه الله ـ في "لقاء الباب المفتوح" (61ـ70 ) (ص153) :
"
عندما نريد أن نُقّوِّمَ الشخص ، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ ؛ لأن هذا هو الميزان العدل؛ وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تحذير ؛ ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن ، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً ، فلكل مقام مقال " اهـ.

و سئل -رحمه الله - في شريط "الأسئلة السويدية" :
ما تقولون في منهج الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات والحسنات والسيئات فإن بعض الناس يقولون بالموازنة مطلقا حتى في أهل البدع على اختلاف مراتبهم ويقولون إذا ذكرت بدعة شخص للتحذير منها والنصيحة فإن لم تذكر وتعدد محاسنه فإنك تكون قد ظلمته ، فما هو قولكم حفظكم الله ؟
فأجابن ـ رحمه الله ـ : " قولنا في هذا إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له- يعني ليقيمه كما يقولو-ن فالواجب ذكر الحسنات والسيئات ؛ وحينئذا إما أن تطغى السيئات على الحسنات ،فيكون من قسم أهل الذم والقدح؛ وإما أن يكون بالعكس، فيكون من قسم أهل المدح .
هذا إذا أردت أن تُقَوِّم الرجل

أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر حسنه ؛ فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه ، ويقول المخاطب أو القارئ يقول إذاً هذا يقابل هذا والحمد لله ، فلكل مقام مقال .
فالتقويم له شيء أو له حال وحكم والرد على الباطل له حال وحكم …
ثم قال السائل : إذا يعني في موضع البيان بيان أوهام الشخص أو أخطاءه أو بدعه في موضع التحذير والنصيحة لا يلزم الموازنة ؟
فقال ـ رحمه الله ـ : ولا يحسن أيضاً كما قلت لك ، لأنك لو ذكرت حسنات له أوهن جانب الرد على باطله ولهذا نجد العلماء الذين يردون على أهل البدع وغيرهم لا يذكرون محاسنهم ، لكن إذا أردت أن تقوم الرجل فهذا لابد من ذكر الحسنات والسيئات ثم تنظر وعلى هذا درج المحدثون أيضاً في كتب الرجال" اهـ

سمعته بأذني من هذا الشريط , و نقلته من هذا الموضوع http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=284326
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 09 Dec 2007, 10:58 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الأمر العاشر: التمسك بالكتاب والسنة
يجب على طلبة العلم الحرص التام على تلقي العلم والأخذ من أصوله التي لا فلاح لطالب العلم إن لم يبدأ بها، وهي:


1- القران الكريم :
فإنه يجب على طالب العلم الحرص عليه قراءةً وحفظاً وفهماً وعملاً به ؛ فإن القرآن هو حبل الله المتين ، وهو أساس العلوم ؛ وقد كان السلف يحرصون عليه غاية الحرص ؛ فيُذكرعنهم الشيء العجيبمن حرصهم على القرآن ؛ فتجد أحدهم حفظ القرآن وعمره سبع سنوات، وبعضهم حفظ القرآن في أقل من شهر ؛ وفي هذا دلالة على حرص السلف – رضوان الله عليهم – على القرآن ؛ فيجب على طالب العلم الحرص عليه وحفظه على يد أحد المعلمين؛ لأن القرآن يؤخذ عن طريق التلقي.
وإنه مما يؤسف له أن تجد بعض طلبة العلم لا يحفظ القرآن ؛ بل بعضهم لا يحسن القراءة ؛ وهذا خلل كبير في منهج طلب العلم. لذلك أكرر أنه يجب على طلبة العلم الحرص على حفظ القرآن والعمل به والدعوة إليه وفهمه فهماً مطابقاً لفهم السلف الصالح.

2- السنة الصحيحة: فهي ثاني المصدرين للشريعة الإسلامية ؛ وهي الموضحة للقرآن الكريم ؛ فيجب على طالب العلم الجمع بينهما والحرص عليهما ؛ وعلى طالب العلم حفظ السنة، إما بحفظ نصوص الأحاديث أو بدراسة أسانيدها ومتونها وتمييز الصحيح من الضعيف ؛ وكذلك يكون حفظ السنة بالدفاع عنها والرد على شبهات أهل البدع في السنة.
فيجب على طالب العلم أن يلتزم بالقرآن والسنة الصحيحة، وهما له – أي طالب العلم – كالجناحين للطائر إذا انكسر أحدهما لم يطر.
لذلك لا تراعي السنة وتغفل عن القرآن ، أو تراعي القرآن وتغفل عن السنة ؛ فكثير من طلبة العلم يعتني بالسنة وشروحها ورجالها، ومصطلحاتها اعتناءً كاملاً ؛ لكن لو سألته عن آية من كتاب الله لرأيته جاهلا بها ؛ وهذا غلط كبير ؛ فلا بد أن يكون الكتاب والسنة جناحين لك يا طالب العلم ؛ وهناك شيء ثالث مهم وهو كلام العلماء ؛ فلا تهمل كلام العلماء ولا تغفل عنه ؛ لأن العلماء أشد رسوخاً منك في العلم، وعندهم من قواعد الشريعة وأسرارها وضوابطها ما ليس عندك ؛ ولهذا كان العلماء الأجلاء المحققون إذا ترجح عندهم قول يقولون: إن كان أحد قال به وإلا فلا نقول به ؛ فمثلا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- على علمه وسعة اطلاعه إذا قال قولاً لا يعلم به قائلاً قال :" أنا أقول به إن كان قد قيل به، ولا يأخذ برأيه".
لذا يجب على طالب العلم الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يستعين بكلام العلماء .

والرجوع إلى كتاب الله يكون بحفظه وتدبره والعمـل على ما جاء به؛ لأن الله يقول: (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ))(ص الآيةّ:29) ((لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)) وتدبر الآيات يوصل إلى فهم المعنى ؛ (( وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) , والتذكر هو العمل بهذا القرآن.
نزل هذا القرآن لهذه الحكمة ؛ وإذا كان نزل لذلك , فلنرجع إلى الكتاب لنتدبره ولنعلم معانيه ؛ ثم نطبق ما جاء به ؛ و والله إن فيه سعادة الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى: (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ))(( ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) (طـه: الآيتان 123 ، :124)
ولهذا لا تجد أحداً أنعم بالاً ، ولا أشرح صدراً ، ولا أشد طمأنينة في قلبه من المؤمن أبداً ؛ حتى وإن كان فقيراً ؛ فالمؤمن أشد الناس انشراحاً ، وأشد الناس اطمئناناً ، وأوسع الناس صدراً و اقرأوا إن شئتم قول الله -تعالى-: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون )) (النحل الآية:97) .


ما هي الحياة الطيبة ؟

الجواب: الحياة الطيبة هي انشراح الصدر وطمأنينة القلب ؛ حتى ولو كان الإنسان في أشد بؤس، فإنه مطمئن القلب منشرح الصدر ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( عجباً الأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له )) (1)
الكافر إذا أصابته الضراء هل يصبر ؟ فالجواب: لا. بل يحزن وتضيق عليه الدنيا، وربما انتحر وقتل نفسه ؛ ولكن المؤمن يصبر ويجد لذة الصبر انشراحاً وطمأنينة؛ ولذلك تكون حياته طيبة، وبذلك يكون قوله –تعالى-: (( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )) . حياة طيبة في قلبه ونفسه.
بعض المؤرخين الذين تكلموا عن حياة الحافظ ابن حجر – رحمه الله – وكان قاضي قضاة مصر في عهده ؛ وكان إذا جاء إلى مكان عمله يأتي بعربة تجرها الخيول أو البغال في موكب. فمر ذات يوم برجل يهودي في مصر زيات – أي يبيع الزيت – وعادة يكون الزيات وسخ الثياب – فجاء اليهودي فأوقف الموكب ؛ وقال للحافظ ابن حجر – رحمه الله -: إن نبيكم يقول" (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) (2) . وأنت قاضي قضاة مصر ،وأنت في هذا الموكب، وفي هذا النعيم، وأنا – يعني نفسه اليهودي – في هذا العذاب وهذا الشقاء.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " أنا فيما أنا فيه من الترف والنعيم يعتبر بالنسبة إلى نعيم الجنة سجناً ؛ وأما أنت بالنسبة للشقاء الذي أنت فيه يعتبر بالنسبة لعذاب النار جنة " ؛ فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وأسلم.
فالمؤمن في خير مهما كان، وهو الذي ربح الدنيا والآخرة.
والكافر في شر وهو الذي خسر الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى : (( وَالْعَصْر(1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر)) ( العصرالآيات 1- 3) .
فالكفار والذين أضاعوا دين الله وتاهوا في لذاتهم وترفهم ، فهم وإن بنوا القصور وشيدوها وازدهرت لهم الدنيا؛ فإنهم في الحقيقة في جحيم ؛ حتى قال بعض السلف: " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
أما المؤمنون فقد نعموا بمناجاة الله وذكره، وكانوا مع قضاء الله وقدره ؛ فإن أصابتهم الضراء صبروا، وإن أصابتهم السراء شكروا ؛ فكانوا في أنعم ما يكون ؛ بخلاف أصحاب الدنيا فإنهم كما وصفهم الله بقوله: (( فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ )) (التوبة: الآية58) .
وأما الرجوع إلي السنة النبوية: فسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثابتة بين أيدينا - ولله الحمد – ومحفوظة ؛ حتى ما كان مكذوباً على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فإن أهل العلم بينوا سنته، وبينوا ما هو مكذوب عليه ؛ وبقيت السنة - ولله الحمد – ظاهرة محفوظة ؛ يستطيع أي إنسان أن يصل إليها إما بمراجعة الكتب – إن تمكن – وإلا ففي سؤال أهل العلم.
ولكن إذا قال قائل: كيف توفق بين ما قلت من الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم -؟ مع أننا نجد أن أناساً يتبعون الكتب المؤلفة في المذاهب ويقول: أنا مذهبي كذا؛ وأنا مذهبي كذا؛ وأنا مذهبي كذا!! حتى إنك لتفتي الرجل وتقول له: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا، فيقول : أنا مذهبي حنفي، أنا مذهبي مالكي، أنا مذهبي شافعي، أنا مذهبي حنبلي ... وما أشبه ذلك.
فالجواب: أن نقول لهم إننا جميعا نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
فما معنى شهادة أن محمداً رسول الله ؟
قال العلماء : معناها: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
فإذا قال إنسان: أنا مذهبي كذا أو مذهبي كذا أو مذهبي كذا فنقول له: هذا قول الرسول- عليه الصلاة والسلام – فلا تعارضه بقول أحد.
حتى أئمة المذاهب ينهون عن تقليدهم تقليدا محضاً ويقولون: " متى تبين الحق فإن الواجب الرجوع إليه".
فنقول لمن عارضنا بمذهب فلان أو فلان: نحن وأنت نشهد أن محمداً رسول الله، وتقتضي هذه الشهادة إلا نتبع إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
وهذه السنة بين أيدينا واضحة جلية ؛ ولكن لست أعني بهذا القول أن نقلل من أهمية الرجوع لكتب الفقهاء وأهل العلم ؛ بل إن الرجوع إلى كتبهم للانتفاع بها ومعرفة الطرق التي بها تستنبط الأحكام من أدلتها من الأمور التي لا يمكن أن تحقق طلب العلم إلا بالرجوع إليها.
ولذلك نجد أولئك القوم الذين لم يتفقهوا على أيدي العلماء , نجد أن عندهم من الزلات شيئاً كثيراً؛ لأنهم صاروا ينظرون بنظر أقل مما ينبغي أن ينظروا فيه ؛ يأخذون -مثلا- صحيح البخاري فيذهبون إلى ما فيه من الأحاديث، مع أن في الأحاديث ما هو عام ، ومخصص، ومطلق، ومقيد ، وشيء منسوخ، لكنهم لا يهتدون إلى ذلك، فيحصل بهذا ضلال كبير.
----------------------------


(1) رواه مسلم، كتاب الزهد، المؤمن أمره كله خير.
(2) رواه مسلم ، كتاب الزهد .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 09 Dec 2007 الساعة 11:34 PM
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12 Dec 2007, 11:26 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الأمر الحادي عشر: التثبت والثبات

ومن أهم الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم : التثبت فيما ينقل من الأخبار ، والتثبت فيما يصدر من الأحكام ؛ فالأخبار إذا نقلت فلابد أن تتثبت –أولاً- هل صحت عمن نقلت إليه أو لا ؛ ثم إذا صحت فتثبت في الحكم ؛ ربما يكون الحكم الذي سمعته مبنياً على أصل تجهله أنت ؛ فتحكم أنه خطأ، والواقع أنه ليس بخطأ .

ولكن كيف العلاج في هذه الحال ؟

العلاج: أن تتصل بمن نُسب إليه الخبر وتقول: نُقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح؟ ثم تناقشه ؛ فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه -أول وهلة سمعته - لأنك لاتدري ما سبب هذا المنقول ؛ ويقال "إذا علم السبب بطل العجب" ؛ فلابد أولاً من التثبت في الخبر والحكم، ثم بعد ذلك تتصل بمن نقل عنه وتسأله هل صح ذلك أم لا ، ثم تناقشه ؛ إما أن يكون هو على حق وصواب فترجع إليه ، أو يكون الصواب معك فيرجع إليه.

وهناك فرق بين الثبات والتثبت .فهما شيئان متشابهان لفظاً مختلفان معنى.

فالثبات معناه : الصبر والمثابرة ، وألا يمل ولا يضجر و ألا يأخذ من كل كتاب نتفة، أو من كل فن قطعة ثم يترك؛ لأن هذا الذي يضر الطالب، ويقطع عليه الأيام بلا فائدة ؛ فمثلاً بعض الطلاب يقرأ في النحو : في الآجرومية ومرة في متن قطر الندى، ومرة في الألفية ؛ وكذلك الحال في: المصطلح، مرة في النخبة، ومرة في ألفية العراقي ؛ وكذلك في الفقه: مرة في زاد المستقنع، ومرة في عمدة الفقه، ومرة في المغني ، ومرة في شرح المهذب ؛ وهكذا في كل كتاب، وهلم جرا ؛ هذا في الغالب لا يحصلُ علماً ؛ ولو حصل علماً فإنه يحصل مسائل لا أصولاً ؛ وتحصيل المسائل كالذي يتلقط الجراد واحدة بعد الأخرى ؛ لكن التأصيل والرسوخ والثبات هو المهم ؛ فكن ثابتاً بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع وثابتاً بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم ؛ لا تكون ذواقاً كل أسبوع عند شيخ، كل شهر عن شيخ ؛ قرر أولاً من ستتلقى العلم عنده ؛ ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا ؛ ولا فرق بين أن تجعل لك شيخاً في الفقه وتستمر معه في الفقه، وشيخا آخر في النحو وتستمر معه في النحو، وشيخاً آخر في العقيدة والتوحيد وتستمر معه ؛ المهم أن تستمر لا أن تتذوق ؛ وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة وجلس عندها أياماً طلقها وذهب يطلب أخرى.

أيضاً التثبت أمر مهم ؛ لأن الناقلين تارة تكون لهم نوايا سيئة، ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصداً وعمداً ؛ وتارة لا يكون عندهم نوايا سيئة ولكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أُريدَ به ؛ ولهذا يجب التثبت، فإذا ثبت بالسند ما نٌقل أتى دور المناقشة مع صاحبه الذي نقل عنه قبل أن تحكم على القول بأنه خطأ أو غير خطأ ؛ وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة أن الصواب مع هذا الذي نٌقل عنه الكلام.

والخلاصة أنه إذا نقل عن شخص ما، ترى أنه خطأ فاسلك طرقا ثلاثة على الترتيب:

الأول : التثبت في صحة الخبر.
الثاني: النظر في صواب الحكم، فإن كان صواباً فأيده ودافع عنه، وإن رأيته خطأ فاسلك الطريق الثالث
وهو : الاتصال بمن نسب إليه لمناقشته فيه وليكن ذلك بهدوء واحترام.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 15 Dec 2007, 11:46 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الأمر الثاني عشر: الحرص على فهم مراد الله –تعالى- ومراد رسوله -صلى الله عليه وسلم-



من الأمور المهمة في طلب العلم قضية الفهم - أي فهم مراد الله – عز وجل – ومراد رسوله -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن كثيراً من الناس أوتوا علماً ولكن لم يؤتوا فهماً
.

لا يكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسر من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدون فهم.

لابد أ ن تفهم عن الله ورسوله ما أراده الله ورسوله ؛ وما أكثر الخلل من قوم استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله فحصل بذلك الضلال.


وهنا أنبّه على نقطة مهمة ألا وهي: أن الخطأ في الفهم قد يكون أشد خطراً من الخطأ بالجهل؛ لأن الجاهل الذي يخطئ بجهله يعرف أنه جاهل ويتعلم ؛ لكن الذي فهم خطأ يعتقد في نفسه أنه عالم مصيب ، ويعتقد أن هذا هو مراد الله ورسوله ؛ ولنضرب لذلك بعض الأمثلة ليتبين لنا أهمية الفهم:


المثال الأول: قال الله تعالى: (( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ )) [الأنبياء الآيتان: 78، 79] .


فضل الله – عز وجل – سليمان على داود في هذه القضية بالفهم (( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَان)) ولكن ليس هناك نقص في علم داود (( وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً )) .


وانظر إلى هذه الآية الكريمة لما ذكر الله – عز وجل – ما امتاز به سليمان من الفهم ؛ فإنه ذكر أيضاً ميزة داود عليه السلام ، فقال –تعالى-: (( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ )) ؛ وذلك حتى يتعادل كل منهما؛ فذكر الله –تعالى- ما اشتركا فيه من الحكم والعلم ، ثم ذكر ما امتاز به كل واحد منهما عن الآخر.

وهذا يدلنا على أهمية الفهم، وأن العلم ليس كل شيء.




المثال الثاني: إذا كان عندك وعاءان ، أحدهما فيه ماء ساخن دافئ ، والآخر فيه ما بارد قارس ، والفصل فصل الشتاء ؛ فجاء رجل يريد الاغتسال من الجنابة ؛ فقال بعض الناس: الأفضل أن تستخدم الماء البارد، وذلك لأن الماء البارد فيه مشقة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؛ قالوا بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره ... )) (1) الحديث.


يعني إسباغ في أيام البرد فإذا أسبغت الوضوء بالماء البارد كان أفضل من أن تسبغ الوضوء بالماء المناسب لطبيعة الجو.


فالرجل أفتى بأن استخدام الماء البارد أفضل واستدل بالحديث السابق.

فهل الخطأ في العلم أم في الفهم ؟



الجواب: أن الخطأ في الفهم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( إسباغ الوضوء على المكاره )) ولم يقل: أن تختار الماء البارد للوضوء، وفرق بين التعبيرين . لو كان الوارد في الحديث التعبير الثاني لقلنا نعم اختر الماء البارد ؛ولكن قال: (( إسباغ الوضوء على المكاره)). أي أن الإنسان لا يمنعه برودة الماء من إسباغ الوضوء.


ثم نقول: هل يريد الله بعباده اليسر أم يريد بهم العسر ؟


الجواب: في قوله –تعالى- : (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )) [البقرة: الآية 185] وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( إن الدين يسر )) (2)



فأقول لطلبة العلم: إن قضية الفهم قضية مهمة ؛ فعلينا أن نفهم ماذا أراد الله من عباده ؟ هل أراد أن يشق عليهم في أداء العبادات أم أراد بهم اليسر ؟!


ولا شك أن الله - عز وجل – يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.






فهذه بعض آداب مما ينبغي لطالب العلم أن يكون متأثراً بها في علمه حتى يكون قدوة صالحاً ، وحتى يكون داعيا إلى الخير وإماماً في دين الله – عز وجل – ؛ فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ، كما قال الله –تعالى-: (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ )) [السجدة الآية:24] .


----------------------------------------------------------------
(1) رواه مسلم، كتاب الطهارة ، باب: فضل إسباغ الوضوء على المكاره
(2) رواه البخاري ، كتاب الإيمان، باب: الدين يسر
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 16 Dec 2007, 09:10 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

جزاك الله خيراً
وبارك الله لك ونفع بك
ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
واصل إلى الأمام
أخوك و محبك أبو عبد الرحيم يوسف
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 18 Dec 2007, 06:27 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

آمين ؛ و فيك بارك الله اخي
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 18 Dec 2007, 06:34 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

الفصل الثاني

الأسباب المعينة على طلب العلم



الأسباب المعينة على طلب العلم كثيرة، نذكر منها :

أولا: التقوى

وهي وصية الله للأولين والآخرين من عباده ؛ قال الله -تعالى- : (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيدا )) [النساء: الآية131] .

وهي أيضاً وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمته ؛ فعن أبي إمامة صدي بن عجلان الباهلي– رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجة الوداع فقال:
(( اتقوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدٌوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم )) (1) وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث أميراً على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً ؛ ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم ومكاتباتهم ووصاياهم عند الوفاة ؛ كتب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى ابنه عبد الله : " أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله -عز وجل– فإنه من اتقاه وقاه ؛ ومن أقرضه جزاه ؛ ومن شكره زاده" ؛ وأوصى علي – رضي الله عنه – رجلاً فقال: " أوصيك بتقوى -عز وجل- الذي لا بد لك من لقائه ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة " ؛ وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله –تعالى-: " أما بعد ... أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ، ورقيبك في علانيتك ؛ فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك ؛ وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك ؛ واعلم أنك بعينه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ؛ ولا من ملكه إلى ملك غيره ؛ فليعظم منه حذرك وليكثر وجلك والسلام ".

ومعنى التقوى : أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه.

وتقوى العبد ربه:
أن يجعل بينه وبين من يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك، بفعل طاعته واجتناب معاصيه.

واعلم أن التقوى أحياناً تقترن بالبر، فيقال: بر وتقوى ؛ كما في قوله –تعالى-: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )) [المائدة: الآية2]

وتارة تُذكر وحدها ؛ فإن قرنت بالبر صار البر فعل الأوامر، والتقوى ترك النواهي.

وإذا أفردت صارت شاملة تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي ؛ وقد ذكر الله في كتابه أن الجنة أعدت للمتقين ؛ فأهل التقوى هم أهل الجنة – جعلنا الله وإياكم منهم – ولذلك يجب على الإنسان أن يتقي الله – عز وجل – امتثالاً لأمره، وطلباً لثوابه، والنجاة من عقابه ؛ قال الله – عز وجل -:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم )) [الأنفال الآية:29] .

وهذه الآية فيها ثلاث فوائد مهمة:

الفائدة الأولى: (( يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانا )) أي يجعل لكم ما تٌفرقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع ؛ وهذا يدخل فيه العلم ، بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لا يفتح لغيره ؛ فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى، وزيادة العلم، وزيادة الحفظ، ولهذا يذكر عن الشافعي – رحمه الله – أنه قال :

شكوت إلى وكـع سـوء حفظـي : : : : فأرشـدني إلى تـرك المعاصي
وقـال أعـم بأن العلــم نــور : : : : ونـور الله لا يؤتـاه عاصـي


و لا شك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد معرفة وفرقاناً بين الحق والباطل، والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم ؛ لأن التقوى سبب لقوة الفهم، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم ؛ فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما أتاه الله من الفهم.

فالتقوى سبب لزيادة الفهم ؛ ويدخل في ذلك أيضاً الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس.
فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق، أو بر أو فاجر ؛ حتى أنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره، ولم يعرف عنه شيئاً بسبب ما أعطاه الله من الفراسة.


الفائدة الثانية: (( وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ )) [الأنفال الآية: 29] وتكفير السيئات يكون بالأعمال الصالحة ؛ فإن الأعمال الصالحة تكفر الأعمال السيئة ، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان ، كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر )) (2) ؛ وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )) (3) ؛ فالكفارة تكون بالأعمال الصالحة ؛ وهذا يعني أن الإنسان إذا اتقى الله سهل له الأعمال الصالحة التي يكفّر الله بها عنه.

الفائدة الثالثة: (( ويغفر لكم )) بأن ييسركم للاستغفار والتوبة، فإن هذا من نعمة الله على العبد أن ييسر للاستغفار والتوبة.


--------------------
(1) أخرجه الترمذي، كتاب الجمعة.
(2) أخرجه مسلم، كتاب الطهارة باب: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر.
(3) أخرجه البخاري، كتاب العمرة ، ومسلم، كتاب الحج.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 18 Dec 2007 الساعة 06:45 PM
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 20 Dec 2007, 01:15 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

ثانياً : المثابرة والاستمرار على طلب العلم

يتعين على طالب العلم أن يبذل الجهد في إدراك العلم والصبر عليه ، وأن يحتفظ به بعد تحصيله ؛ فإن العلم لا ينال براحة الجسم ؛ فيسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم ؛ وهو مثاب على ذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقا إلى الجنة )) (1) .
فليثابر طالب العلم ويجتهد ويسهر الليالي ويدع عنه كل ما يصرفه أو يشغله عن طلب العلم.

وللسلف الصالح قضايا مشهورة في المثابرة على طلب العلم ، حتى أنه يروى عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه سئل بما أدركت العلم؟ قال:" بلسان سؤول، وقلب عقول، وبدن غير مئول" وعنه أيضا – رضي الله عنه – قال : " ... إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه – وهو قائل – فأتوسد ردائي على بابه، تسفي الريح عليّ من التراب، فيخرج فيقول : يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث ... " ؛ فابن عباس – رضي الله عنه – تواضع للعلم فرفعه الله به.

وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يثابر المثابرة الكبيرة ؛ ويُروى أيضاً عن الشافعي – رحمه الله – أنه استضافه الإمام أحمد ذات ليلة فقدم له العشاء، فأكل الشافعي ثم تفرق الرجلان إلى منامهما؛ فبقي الشافعي – رحمه الله – يفكر في استنباط أحكام من حديث، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( يا أبا عمير ما فعل النغير )) (2) "أبا عمير" كان معه طائر صغير يسمي النغير ؛ فمات هذا الطائر فحزن عليه الصبي ؛ وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يداعب الصبيان ويكلم كل إنسان بما يليق به ؛ فظل طول الليل يستنبط من هذا الحديث ؛ ويقال إنه استنبط منه أكثر من ألف فائدة ؛ ولعله إذا استنبط فائدة جر إليها حديث آخر ، وهكذا حتى تتم ؛ فلما أذن الفجر قام الشافعي – رحمه الله – ولم يتوضأ ثم انصرف إلى بيته؛ وكان الإمام أحمد يثني عليه عند أهله فقالوا له: " يا أبا عبد الله ، كيف تثني على هذا الرجل الذي أكل فشرب ونام ولم يقم، وصلى الفجر بدون وضوء؟" فسأل الإمام الشافعي فقال: " أما كوني أكلت حتى أفرغت الإناء فذلك لأني ما وجدت طعاماً أطيب من طعام الإمام أحمد ؛ فأردت أن أملأ بطني منه ؛ وأما كوني لم أقم لصلاة الليل فإن العلم أفضل من قيام الليل ؛ وقد كنت أفكر في هذا الحديث ؛ وأما كوني لم أتوضأ لصلاة الفجر فكنت على وضوء من صلاة العشاء ولا يحب أن يكلفهم بماء الوضوء .

أقول على كل حال، إن المثابرة في طلب العلم أمر مهم ؛ فلننظر في حاضرنا الآن هل نحن على هذه المثابرة؟ لا. أما الذين يدرسون دراسة نظامية إذا انصرفوا من الدراسة ربما يتلهون بأشياء لا تعين على الدرس ؛ وإني أضرب مثلا -وأحب ألا يكون وإلا يوجد له نظير- أحد الطلبة في بعض المواد أجاب إجابة سيئة ، فقال المدرس: لماذا؟ فقال : لأني قد أيست من فهم هذه المادة ؛ فأنا لا أدرسها ولكن أريد أن أكون حاملاً لها. كيف اليأس؟ وهذا خطأ عظيم، يجب أن نثابر حتى نصل إلى الغاية.

وقد حدثني شيخنا المثابر عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – أنه ذُكر عن الكسائي إمام أهل الكوفة في النحو ، أنه طلب النحو فلم يتمكن ؛ وفي يوم من الأيام وجد نملة تحمل طعاماً لها وتصعد به إلى الجدار ؛ وكلما صعدت سقطت ؛ ولكنها ثابرت حتى تخلصت من هذه العقبة وصعدت الجدار، فقال الكسائي: هذه النملة ثابرت حتى وصلت الغاية، فثابر حتى صار إماماً في النحو.
ولهذا ينبغي لنا أيها الطلبة أن نثابر ولا نيأس ؛ فإن اليأس معناه سد باب الخير ؛ وينبغي لنا ألا نتشاءم بل نتفاءل وأن نعد أنفسنا خيراً.


--------------------------
(1) أخرجه مسلم، كتاب الدعوات، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر.
(2) أخرجه البخاري ، كتاب الأدب باب : الانبساط إلى الناس.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 20 Dec 2007, 01:25 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, طلب علم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التصفية و التربية أو العلم و العمل أبو البراء إلياس الباتني الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 11 Dec 2007 04:38 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013