منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Nov 2014, 07:13 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي كشف الجهل الفاضح عند سلايمية الكاذب - الجزء الثالث -

بسم الله الرحمن الرحيم


كشف الجهل الفاضح عند سلايمية الكاذب
الجزء الثالث



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :
فهذه حلقة أخرى في سلسلة الحلقات الكاشفة لعدوان وكذب المتشيّع ( سلايمية) المتواجد في بلدية حسين داي بالعاصمة، وقبل أن أبدأ بعرض هذه الحلقة، لا بدّ أن أشير إلى الروابط السابقة الموجودة في هذا المنتدى المبارك- أعان الله شيخنا لزهر والمشرفين عليه- ، فوالله لجهود الشيخ وطلاب العلم في هذا المنتدى وغيره مع موقع : الفاضح لشيعة الجزائر على الفايسبوك من أعظم الجهاد في سبيل الله، وقد أينعت الثمرة المرجوّة ولا زالت بإذن الله، فكان واجبا المشاركة في هذا الجهاد، ونسأل الله الإخلاص والثبات .


http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13130
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13837

الوقفة الرابعة : تتّمة الكلام في الدفاع عن الأئمّة الأعلام

كنت في المقال الماضي قد كتبت تحت عنوان : سهام طائشة وطعونات كاذبة آثمة !! ، في الدفاع عن شيخ الإسلام وعلم الأعلام : الإمام أبو العباس ابن تيمية –رحمه الله- ممّا رماه (سلايميّة) وزمرته من أهل الإفك والبهتان، وهذا أوان الدفاع عن إمام آخر من المجدّدين في مجال توحيد ربّ العالمين-وهو من أعظم مجالات الإصلاح والتجديد-، فرح بدعوته الموحّدون المخلصون من العلماء والعوامّ، واشمأزّت لها قلوب الخرافيين والقبوريين المولعين بالشرك والتنديد، هذا الإمام هو الشيخ : محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- ؛ داعية التوحيد السائر على منهج الأنبياء والمرسلين، أفضى إلى ربّه بما قدّمه من أعمال جليلة تفنى دونها الأعمار وتقصر عنها همم الأتقياء الأبطال، ومع هذا فقد ناله من الكذب والافتراء والظلم ما لم ينل غيره مذ زمن شيخ الإسلام ابن تيميّة –رحمه الله- ، ومن الخائضين في أعراض المصلحين والدعاة إلى الله (سلايمية)، حيث أفحش القول في حقّ هذا الإمام وأتباعه ومحبّيه، وإليك طائفة ممّا تفوّه به هذا الرافضي-كفانا الله شرّه وكيده- :
"لأنّنا نحن الجزائريين منذ دخولنا في عالم الوهابية من بابها الواسع قد أعطينا لهؤلاء المشايخ مكانة أكبر مما يستحقون بكثير، بل جعلناهم مرجعيتنا في الفتوى وحتى في إشاعة روح السلم والأمان في الوطن، فقد نسبنا إليهم عبر بعض جرائدنا الأكثر مقروئية وانتشارا وحصولا على الإشهار الفضل في عودة المسلحين من الجبال إلى أحضان المجتمع فسلموا أسلحتهم عن طواعية منهم بفضل شيوخ البترودولار، والكثير منهم حين حمل السلاح إنما حمله ضد وطنه بناء على فتاوى هؤلاء "العلماء"... لأن قلوب الوهابية التي أشربت حبّ معاوية ويزيد، وفي الوقت نفسه تدعي حب السبطين قد جمعت في أوعية القلوب بين الماء والنار حيث تتحول الدموع إلى بخار وتبقى النار التي هي بلا نور مسيطرة في أفئدة وعقول هؤلاء على مصدر القرار، "نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة". وقد أورد أحمد القطان في كتابه عن محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية وإحياء تراث ابن تيمية أن والد محمد بن عبد الوهاب قد رأى نارا خرجت من سرته قبل أن يرزقه الله بذلك الغلام العاق، وراح علماء الوهابية يعدون هذه الرؤيا من البشارات العظام على صلاح مذهبهم الميمون، ناسين أن والده صاحب الرؤيا تبرأ منه كما تبرأ منه أخوه سليمان في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية". وإذا كان هناك من تأويل يُذكر لهذه الرؤيا فليس إلا قوله تعالى :{مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون* صم بكم عمي فهم لا يرجعون}، أي ذهب الله بنور تلك النار، وهو النور المحدود جدا الذي لم ينتشر حتى لتغطية أتباع محمد بن عبد الوهاب والآية في هذا غاية في الإعجاز..{فلما أضاءت ما حوله} فقط ولم يقل الله ما حولهم، لأن ذلك النور لم يصلهم ولن يصلهم ما داموا في تلك النار المظلمة، ومستوقد تلك النار أي مؤسس الدعوة لم ينتفع هو أيضا بالنور بل النور كان حواليه وليس في المكان الذي هو فيه، وترك لهم نارا مظلمة هم فيها لا يبصرون ما أنعم الله به على أولي الألباب من الانتفاع بالآيات والذكر الحكيم." (1)
وممّا قاءه أيضا-مفتريا كعادته التي لا تفارق ظلّه -:" أثناء مرور النظام الجزائري بمرحلة الضعف التي أصابت الكثير من البلدان بعد سقوط المعسكر الشيوعي، كانت حركات الإسلام في "الجزائر الوهابية " تتبنى منطق المغالبة واستعراض عضلات القوة على النظام في صيف 1991، ولما فشل مشروع القوة لجأت الوهابية إلى حيلة شرعية أخرى، وهي موالاة النظام القائم، فمنحت الجزائر التي دخلت في دوامة الإرهاب بداية من 1992 لهؤلاء الوهابية الموالين للنظام كل شيء نظرا للضعف الذي أشرت إليه، وأملا في أن يوقف هؤلاء الموالون "نفاقا" للنظام شلال الدم الذي بدأ يسيل، فاستولوا على المساجد وراحوا بالمنطق الإرهابي نفسه يفسقون ويكفرون كل من لا يدين بمذهبهم وطريقة لباسهم وصلاتهم. وهم بهذا الصنيع يهيئون الأرضية للذين حملوا السلاح ضد الدولة، وليس ضد المجتمع، بأن يبيحوا دماء الشعب ما دام على غير مذهبهم فكانت القنابل المفخخة التي لم تنج منها حتى التجمعات في مقابر الشهداء ترجمة للمنطق الوهابي الموالي للنظام في إباحة دماء العوام، والفرق بين الذين حملوا السلاح منهم والذين لم يحملوه وهم أبناء مدرسة واحدة، إنما هو كامن في تبادل الأدوار بينهم فقط لأنهم يجتمعون كلهم حول معاوية ويزيد وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في آخر المطاف." ثم دافع باستماته عن حبيبته إيران الصفوية الرافضية، فممّا قاله في مدحها أثناء مداخلته في أحد المؤتمرات بطهران:"
وطني الجزائر نخلة في مهجتي........أغصانها والمُجتنى إيرانُ
وإذا الفروع عن الأصول تباينت...فالملتقى والمرتقى الوجدانُ
وإذا بقم صلى أطهار الورى.........فمن الجزائر أذن الأذانُ " . (2)

ويشاركه في الطعن الجائر من ليس له من الفلاح نصيب ممّن يحلو له أن يوقّع أسفل مقالاته بـ : (برلماني سابق!!) ، فتراه يكذب الكذبة الصلعاء ولا يستحيي من ذلك، إذ تراه ينقل عن جاسوس بريطاني نصراني نكرة مجهول جهالة العين والحال، فيقول-وهو بصدد الدفاع عن إخوانه وأحبائه الشيعة-:" هل نكون خارج الإجماع وخارج المعقول حينما نتساءل بالقول: أيحق للسلفيين التشكيك والطعن في غيرهم واستخدام كل الوسائل والحجج ضد خصومهم وفي مقدمتهم أهل الشيعة إلى درجة القول إن المرجع التاريخي والمؤسس لمذهبهم أصله يهودي وهم اليوم من يصدر بطولات المقاومة ضد الصهيونية ودولة اسرائيل... وكيف ينزه السلفيون "حبرهم الأعظم" محمد بن عبد الوهاب ويضعونه فوق مستوى النقد إلى درجة التقديس وهو الذي لقي معارضة شديدة لدعوته من طرف أهله وعشيرته الأقربين؟ فهذا أخوه الشيخ سليمان يرد عليه في كتابه "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب" وفي آخر بعنوان "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" وآخر لشيخه وأستاذه محمد بن سليمان الكردي الشافعي بعنوان "الرد على محمد بن عبد الوهاب"، بل وتصاعدت موجة المعارضين له من نجد والحجاز إلى حد الاقتتال الذي سالت فيه دماء كان يمكن حقنها لو عرض التوحيد الذي رفع رايته الشيخ ابن عبد الوهاب بالحكمة والموعظة.. ولكنه فكر البداوة والقسوة الذي فرضته طبيعة تكوين الشيخ والجغرافيا الصحراوية التي كان يتحرك فيها. وللأسف لا تزال دعوته تلك تلقى من يتلقفها ويعتنقها ويسعى إلى نشرها ونحن في القرن الواحد والعشرين الميلادي أو الخامس عشر الهجري.. ولكن لولا البترودولار والريال السعودي الذي ينفق بسخاء على البسطاء والسذج والانتهازيين لكانت ماتت منذ زمان." (3)
وفي مقال آخر كتبه قبل، أخذ يذكر خلاصة ما جاء في مذكرات الجاسوس النصراني البريطاني المجهول (همفر) لكي يقدح في الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- ويطعن في ديانته وإخلاصه، مستعرضا مقاله على شكل مسرحية وتمثيلية مفضوحة يضحك منها صاحب العقل السليم الذي لم يتلوث بالبدعة والهوى .(4)
وبعد عرض هاتيكم الطعونات الحاقدة التي تحمل شبهات متهافتة، أذكر شيئا من واجب الدفع والدرء لها، حتى يتبيّن لكلّ موحّد أوّاب كذب هؤلاء وظلمهم تجاه أعلام المصلحين في تاريخنا الإسلاميّ العربيّ، ثمّ إنّي لن أذكر كل الشبهات التي أوردها خصوم الدعوة الإصلاحيّة، فقد كفانا مؤنتها جمع من العلماء والباحثين ،(5) وإنّما أذكر أبرز ما أثاره سلايمية وأخوه الذي يمدّه في الغيّ : (البرلماني السابق !!) ، والله المستعان وعليه التكلان .

أوّلا: شبهة تبرئ والده وأخيه سليمان منه

هذه الشبهة لا ترقى لأن تكون حجّة أو دليلا على بطلان دعوة الإمام المجدّد –رحمه الله- ، فإنّ أنبياء الله ورسله الكرام إ ابتلوا بمن عارض دعوتهم أو آذاهم من الأهل والأقربين، فهذا نوح –عليه السلام- كفر بدعوته كلّ من : زوجه وابنه، قال تعالى : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين}[التحريم:10] ، وقال أيضا : {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين } [هود:45-46] .
وهذ لوط –عليه السلام- كفرت به امرأته ودلّت قومه على أضيافه، كما في آية سورة التحريم التي سقتها آنفا .
وهذا أبو الأنبياء وإمام الموحّدين: إبراهيم –عليه السلام- كان ممّن عارضه ولم يؤمن به أبوه آزر، كما قال – جلّ وعلا- : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين}[الأنعام:74] .
وكذلكم نبيّنا ص وجد المعارضة والجحود من بعض أقاربه، مثل عمّه أبي لهب، وكذا من عشيرته وقومه، فليست المعارضة والإنكار الذيْن قد يوجدا من أقارب المصلحين والعلماء تجاههم بحجّة على بطلان دعوتهم، بل هذا ممّا يبتلي الله به عباده الصالحين ليزيدهم رفعة وعلوّا لمكانتهم في الدنيا وفي الآخرة .
ثمّ يقال : إنّ سليمان بن عبد الوهاب قد ظهر منه التراجع على ما كان عليه أوّلا قبل أن يتبيّن له الحقّ ، قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ –رحمه الله- :" هذا؛ وقد من الله وقت تسويد هذا بالوقوف على رسالة لسليمان فيها البشارة برجوعه عن مذهبه الأول، وأنّه قد استبان له التوحيد والإيمان، وندم على ما فرط من الضلال والطغيان، وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من سليمان بن عبد الوهاب إلى الإخوان: أحمد بن محمد التويجري وأحمد ومحمد ابنا عثمان بن شبانة.سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأذكركم ما من الله به علينا وعليكم من معرفة دينه، ومعرفة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده، وبصرنا به من العمى، وأنقذنا من الضلالة، وأذكركم بعد أن جيتونا في الدرعية من معرفتكم الحق على وجهه، وابتهاجكم به، وثنائكم على الله الذي أنقذكم وهذا دأبكم في سائر مجالسكم عندنا، وكل ما جاءنا- بحمد الله يثنى عليكم. والحمد لله على ذلك، وكتبت لكم بعد ذلك كتابين غير هذا أذكركم وأحضكم، ولكن يا إخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى ، والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا إلا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محسوبة والمأمول منا أن نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال وأن يكون ذلك لله وحده لا شريك له؛ لا لما سواه، لعل الله يمحو عنا سيئات ما مضى وسيئات ما بقي.
ومعلومكم عظم الجهاد في سبيل الله؛ وما يكفر من الذنوب؛ وأن الجهاد باليد والقلب واللسان والمال، وتفهمون أجر من هدى الله به رجلا واحدا.
والمطلوب منكم أكثر مما تفعلون الآن، وأن تقوموا لله قيام صدق، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه، وأن تصرحوا لهم تصريحا بينا بما أنتم عليه أولا من الغي والضلال.
فيا إخواني: الله. . الله، فالأمر أعظم من ذلك، فلو خرجنا نجأر إلى الله في الفلوات وعدنا الناس من السفهاء والمجانين في ذلك لما كان ذلك بكثير منا، وأنتم رؤساء الدين والدنيا في مكانكم أعز من الشيوخ، والعوام كلهم تبع لكم، فاحمدوا الله على ذلك ولا تعتلوا بشيء من الموانع... والشيخ وعياله وعيالنا طيبين ولله الحمد ويسلمون عليكم، وسلموا لنا على من يعز عليكم السلام، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، اللهم اغفر لكاتبها ولوالديه ولذريته ولمن نظر فيه فدعا له بالمغفرة وللمسلمين وللمسلمات أجمعين" .
* وعلى فرضية عدم رجوع أخيه سليمان عن الطعن به، فإنّ سليمان شقيق الشيخ قد خالفه في أوّل الأمر في مسائل معدودة ليس فيها : إقرار للشرك ودعاء الموتى وسبّ الصحابة كما عليه الرافضة ممّن ينتسب إليهم المردود عليه، يقول الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف :" ويظهر أن سليمان يخالف أخاه في مسألة الذبح والنذر لغير الله ونحوهما فيعتبرهما سليمان من الشرك الأصغر، ويورد الأدلة لكلامه فيدّعي أن ابن تيمية وابن القيم على ذلك الرأي الذي يقوله، كما سيأتي موضحا في موضعه" . (7)
هذا عن أخيه، فأمّا عن والده فلم أر من ذكر عدواته لابنه غير هذا الحاقد- كفانا الله شرّه- وبعض الرافضة المعمّمين في بعض قنوات الضلال استنادا لما جاء في بعض كتب التاريخ التي تجمع الغثّ والسمين (8) ، وقد سبق الجواب عن هذا لو صحّ، والله المستعان .

ثانيا: مذكرات الجاسوس البريطاني "همفر"

هذه الشبهة من أبرز الشبهات الفاسدة التي روّج لها أهل الباطل والحقد ومنهم : فلاحي وسلايمية، وهي – تالله- دعوى كاذبة وحلقة من سلسلة الفرى والأكاذيب التي تُلفّق من طرف بعض المجاهيل ثمّ تجد لها قبولا عند مرضى القلوب الذين عشّش فيهم الحقد وسوء الظنّ بعلماء المسلمين والدعاة الصادقين، والدلائل والبراهين تدلّ على صدق ما ذكرت، فسأذكر طرفا منها ليستيقن الموحّد الأوّاب ويهتدي بها من شاء الاهتداء، والله المستعان .
1- ليس لهذه المذكرات أصل في المصادر البريطانية، ولا توجد في أيّ مكتبة أمريكية أو بريطانيّة، وإنّما نُشرت باللغة العربيّة، زُعم أنّها مترجمة عن الانجليزية، وقد تولّى هذا رجل نكرة مجهول، رُمز له بـ( الدكتور : ج.خ) .
2/ لا يُعرَف هذا الكاتب بتولّيه وظيفة في وزارة المستعمرات كُلّف بمهمّة شركة الهند الشرقيّة، كما يزعمون .
3- لا يوجَد لها ذكر عند خصوم هذه الدعوة المباركة، رغم حرص هؤلاء على تشويه الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته .
4- في هذه المذكرات ذكر لبعض المعلومات الخاطئة المغلوطة، فمنها وصف الدولة العثمانية بالرجل المريض، وهذا إنّما كان في بداية القرن العشرين، مع ظهور بوادر ضعفها الكبير، أمّا في زمن همفر المزعوم، وهو بداية القرن الثامن عشر، فقد كانت إمبراطوريّة ضخمة، ومن الأمور التي تدلّل على بطلان هذه المذكرات من جهة التاريخ (9) ، أنّ همفر هذا زعم أنّ الإمام المجدّد أظهر دعوته سنة 1143 هـ، والذي عليه المؤرّخون أنّ الإمام أظهر دعوته سنة 1153 هـ .
5- ادّعى من اختلق هذه المذكرات بأنّ همفر التقى الإمام المجدّد عام 1713 م ووجده شابا يعرف العربية والتركية والفارسية! رغم أنّ الإمام المجدّد كان عمره آنذاك : 10 سنوات، ثمّ كيف يستطيع من هذا سنّه وجاء من صحراء نجد أن يتكلّم الفارسيّة والتركيّة .
6- على عكس ما جاء في هذه المذكرات الزائفة، فإنّ البريطانيين لم يكونوا أبدا من المرحّبين بالدعوة الإصلاحيّة السلفيّة، وإنّما تجدهم هم والفرنسيون وغيرهم من المستدمرين يتولّون ويتبنّون الحركات الهدامة والمذاهب الفاسدة كما فعل البريطانيّون مع القاديانيّين مثلا، وكما فعل الفرنسيّون مع المتصوّفة والزنادقة، وممّا يؤيّد ما ذكرته آنفا، نقل مهمّ جدّا نقله السفير في الخارجية السورية : العميد الركن محمد عدنان مراد؛ يبيّن فيه موقف مسؤول بريطاني من الدولة السعودية الأولى، حيث قال في كتابه :صراع القوى في المحيط الهندي والخليج العربي - جذوره التاريخية وأبعاده- ما نصّه :" كانت بريطانيا هي الوحيدة المستفيد من الحرب التي انتهت بتحطيم النفوذ السعودي، خوفا من انتشاره إلى الخليج والبحر العربي.. ويبدو من قول السيد ( فرانسيس واردن) - عضو المجلس في بومباي ومساعد المقيم العام في تقريره الذي قدمه عن تاريخ الدولة السعودية وتبنيها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من 1795_1818م كيف كان الحقد يأكل قلب الانكليز ضدّهم حيث كتب: "وهكذا قامت وسقطت تلك الفرقة الشاذة،لا قامت ثانية، وبحمايتها وتشجيعها انتشرت الغارات البحرية في الخليج وفي البحار الهندية بدرجة من النجاح والجرأة والهمجيّة لم تفقها إلا وقاحة الجزائريين في أوربه" (10) .
*وهناك أدلّة كثيرة على كذب وحماقة من اختلق هذه المذكّرات، أعرضت عن ذكرها اختصارا، فالحاصل أنّ هذه المذكرات مختلقة مكذوبة، ومن المترجّح أنّها من صنع الرافضة الذين يتعبّدون الله بالكذب والافتراء على مخالفيهم-كما هو معلوم-، فلا يمكن أن يكون كاتبها نصرانيا، وخصوصا أنّ فيها طعن وانتقاص بالدين النصراني، وفيها مدح للتشيّع الرافضي وثناء على عقائدهم كاستخلاف عليّ –رضي الله عنه- وجواز المتعة، وفيها أيضا سرد لمعلومات عن الشيعة لا يمكن لجاسوس مستجدّ أن يلمّ بها، كما أنّ فيها ذكر لعلاقة وطيدة بين الإمام المجدّد وبعض الشيعة وأنّه مدحهم، وغير ذلك ممّا يُضحك العاقل اللبيب، لهذا اعترف الباحث الزيدي : حسن بن فرحان المالكي (وهو من الحاقدين على دعوة الإمام المجدّد، وقد ردّ عليه جمع من العلماء وطلبة العلم) بأنّ بعض الشيعة المعتدلين أخبره أنّ من وضعها أحد المراجع الشيعية الإمامية نكاية بالوهابية، والحقّ ما شهدت به الأعداء، فالحمد لله القائل : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا }، {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.(11)
وأخيرا، نختم وقفتنا هذه بسرد جملة من دفاع علماء بلدنا من المالكية-رحمهم الله-(12) ، حتى لا يصدّع رؤوسنا -أمثال عدّة وسلايمية- بالمرجعيّة الوطنية، ثمّ تراهم يتعامون عن المواقف العظيمة لعلماء بلدنا الجزائر-حرسها الله من مكر الصفويين وأذنابهم- .
ويحقّ لنا بعد ذلك أن نطرح سؤالا محرجا لهؤلاء فنقول: هل هؤلاء العلماء الجزائريون تأثّروا -هم بدورهم- بـ" البترودولار والريال السعودي الذي ينفق بسخاء على البسطاء والسذج والانتهازيين" على حد قول المدعو : عدّة !!.
ومن دون إطالة في المقدّمات، هاك –أيّها القارئ اللبيب- أقوالهم الناصعة البيّنة في الدفاع عن الإمام المصلح ودعوته السلفيّة السنّيّة، وإن كنت قد أطلت شيئا ما في سرد أقوالهم ومواقفهم، فلأن المقام يقتضي ذلك، فبعض هؤلاء الجهلة من المتشيعة والمتصوفة قد يدّعون اتباعهم لعلماء الجمعية القدامى، فعرض هذه النقول يكشف كذبهم وتمويههم، وإنّ المطّلع على أقوالهم ومواقفهم ليجد العجب العجاب من صلابة هؤلاء العلماء في التوحيد ونصرتهم القوية للسنة وأهلها في زمن مثل زمانهم –فرحمهم الله رحمة واسعة- و"إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" .
قال الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله – ردّا على بعض الحاقدين وهو المسمّى : ابن غراب
وقال ابن باديس -:" ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون" (13) .
كما نشر –رحمه الله- -نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- ، جاء فيها :" يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض . نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا . هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ..." (14).
وقال العلامة الأديب : محمد البشير الإبراهيمي –رحمه الله-: " ويقولون عنَّا إنَّنا وهَّابيُّون، كلمةٌ كثر تردادها في هذه الأيَّام الأخيرة حتَّى أنْسَتْ ما قبلها من كلماتٍ: عبداويِّين وإباضيِّين وخوارج، فنحن بحمد الله ثابتون في مكانٍ واحدٍ وهو مستقَرُّ الحقِّ، ولكنَّ القوم يصبغوننا في كلِّ يومٍ بصبغةٍ، ويَسِمُونَنَا في كلِّ لحظةٍ بِسِمَةٍ، وهُمْ يتَّخذون من هذه الأسماء المختلفة أدواتٍ لتنفير العامَّة منَّا وإبعادها عنَّا ، وأسلحةً يقاتلوننا بها وكلَّما كلَّتْ أداةٌ جاءوا بأداةٍ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغَناء، وقد كان آخر طرازٍ من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيَّام كلمة «وهابيّ»، ولعلَّهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلَّهم كافأوا مبتدعها بلقب «مبدعٍ كبيرٍ»، إنَّ العامَّة لا تعرف من مدلول كلمة وهابي إلاَّ ما يعرِّفها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرف منها هؤلاء إلاَّ الاسم، وأشهر خاصَّةٍ لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد وأنَّ العاقل لا يدري: مِمَّ يعجب! أمِنْ تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقتَه المخاطِبُ منهم ولا المخاطَب، أم من تعمُّدِهم تكفيرَ المسلم الذي لا يعرفونه نكايةً في المسلم الذي يعرفونه، فقد وُجِّهتْ أسئلةٌ من العامَّة إلى هؤلاء المفترين من «علماء السنَّة!!» عن معنى «الوهَّابي»؛ فقالوا هو الكافر بالله وبرسوله،﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾، أمَّا نحن فلا يعسر علينا فهمُ هذه العقدة من أصحابنا بعد أنْ فَهِمْنا جميع عُقَدهم، وإذ قد عرفْنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإنَّنا لا نردُّ ما صدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكنَّنا نردُّه إلى ما يقصدون به، وما يقصدون بهذه الكلمات إلاَّ تنفير الناس من دعاة الحقِّ، ولا دافِعَ لهم إلى الحشد في هذا إلاَّ أنهم موتورون لهذه الوهَّابية التي هدمتْ أنصابهم ومحتْ بِدَعَهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجَّ هؤلاء لضجيجهم -والبدعة رحِمٌ ماسَّةٌ- فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة «وهَّابي» تُقذف في وجه كلِّ داعٍ إلى الحقِّ إلاَّ نواحًا مردَّدًا على البدع التي ذهبتْ صرعى هذه الوهَّابية، وتحرُّقًا على هذه الوهَّابية التي جرفتِ البدع، فما أبغض الوهَّابية إلى نفوس أصحابنا! وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم! ولكن ما أخفَّه على ألسنتهم حين يتوسَّلون به إلى التنفير من المصلحين! وما أقسى هذه الوهَّابية التي فجعتِ المبتدعةَ في بدعهم -وهي أعزُّ عزيزٍ لديهم-، ولم ترحم النفوسَ الولهانة بحبِّها ولم ترْثِ للعبرات المراقة من أجلها..." (15) .
وقال أيضا" نسمع نغماتٍ مختلفةً ونقرؤها في بعض الأوقات: كلماتُ: مجسِّمة -صادرةٌ من بعض الجهات الإدارية أو الجهات الطُّرقية- تحمل عليها الوسوسة وعدم التبصُّر في الحقائق -من جهةٍ-، والتشفِّي والتشهير -من جهةٍ أخرى-، هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارةً بأنها شيوعيَّةٌ، وتارةً بأنها محرَّكةٌ بيدٍ خفيَّةٍ أجنبيَّةٍ، وتارةً بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية أو تعمل لنشر الوهَّابية، والطُّرقيون لا تهمُّهم إلاَّ هذه الكلمة الأخيرة والطُّرقيون لا تهمُّهم إلاَّ هذه الكلمة الأخيرة (الوهابية)، فهي التي تقضُّ مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام، وحالُهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل:
فَإِذَا تَنَبَّهَ رُعْتَه وَإِذَا غَفَا * سَلَّتْ عَلَيْهِ سيوفَكَ الأَحْلاَمُ
وكيف لا يحقدون عن هادمة أنصابهم، وهازمة أحزابهم؟ فتراهم لاضطغانهم عليهايريدون أن يسبُّوها فيسبُّوننا بها من غير أن يتبيَّنوا حقيقتها أو حقيقتنا، والقوم جهَّالٌ ملتخّون من الجهل، وحسْبُهم هذا".(16)
وقال الشيخ الإمام : أبو يعلى الزواوي –رحمه الله- :"وقفتُ على ما جاء من مقال العلامة الحجوي - الوزير بالمغرب الأقصى في شأن إخواننا الحنابلة الذين يُدعون بل ينبزون بالوهابيين منذ قيام العلامة المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم بدعوة الإصلاح والدعاء إلى الكتاب والسنة كما جاء عن الله وعن الرسول والرجوع إلى ذلك ، وطرح ما أحدث المبتدعة المسمَّمين - باسم المفعول - بالباطنية المدسوسة والموروثة منذ القرن الرابع عند قيام الدولة الفاطمية من مغربنا هذا بجحافلها ، واحتلت القاهرة وسمَّمت الأمة كافة وبعض العلماء خاصة كمحي الدين ابن العربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وابن سبعين وابن سينا الذين أحدثوا قولة القطب والغوث والأبدال والسبعة والسبعين ، والأربعة والأربعين إلى غير ذلك مما أبطله العلم الصحيح ولم يعترف به كالديوان وتصرف الأموات ، وبناء القبور وزخرفتها وإعلاء القبب والطواف بها ، ولكن أمثال الدجوي الأزهري يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق الذي قلنا به وقال به العلامة الحجوي - وزير المعارف - ، وقد استحسنا أشد الاستحسان ما ساق في شأن إخواننا النجديين ... وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة الذين أنكروا علينا محاكمتهم فيما سطّروا وسطّرنا، وبأنّ المذهب الحنبلي السنّي من المذاهب الأربعة المجمع عليها المرضية للاقتداء بها في الصلاة وفي الأقوال والأفعال، وزيادة على ذلك -لما أنّنا مالكيون- فهم في غاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام -رحمه الله-، وبأنه عالم المدينة وأنّ غالب حججهم قال مالك كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتوسل بها وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشدائد والحلف بالمدفونين بها وغير ذلك من الاستشفاع الذيو من الابتداع المتفق عليه بين المالكية المخلصين والحنابلة العاملين بما نبههم إليه محمد بن عبد الوهاب ، كما نبهنا نحن أبو إسحاق الشاطبي صاحب كتاب " الاعتصام " وأمثاله .وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكرين والمتأملين أن عمل الوهابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقته" .(17)
وقال أيضا:" ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول : إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعن في مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل، حتى إن السبكيين نقموا من ابن تيمية –رحمه الله- لماذا هو حنبلي ويوافق مالك (كذا) في غالب اقتدائه...فليتأمل - هذا - الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين (لعله خطأ مطبعي، فعوضا أن تكتب بالصاد كتبت بالطاء) ومناداتهم والتوسل بهم ، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - ، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله ... ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي ؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام كمالك" .(18)
وقال الشيخ العلامة المؤرّخ مبارك الميلي –رحمه الله-: "اشتدّ كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود . وقد رأيت في عدد واحد من " الهلال " ( الجزء الخامس من السنة السادســـــة و الثلاثين ) - التي تدعي بعدها عن السياسة والدين - التحكك بالإسلام في ثلاثة مواضع :الأول ( ص 555 ) جاء فيه أن الإباحة أوفق من الحظر ، وأن الجبر شر منه، ومثَّل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة ، وخفي عليه أن ضرر الجبر إنما يكون إذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما أجبر عليه ، وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها . الثاني ( ص 611 ) جاء فيه أن المنع أحسن من الإباحة ، نقيض الأول ، ولكن سهل هذا التناقض ؛ أن الأول ضد الجبر على الصلاة ، والثاني ضد إباحة الطلاق ، وكلاهما يتفقان مغزى . الثالث ( ص 586 ) جاء فيه أن الجرائم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة، والوهابيون في نجد اقل جرائم منا ودعائم الأمن أرسخ عندهم مما هي عندنا ، لا لأنهم أكثر خشية للعقوبة ، بل لأن وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس " ، ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الأتراك والشريف حسين كان أرقى حضارة منه على عهد ابن السعود ؟ لا يا فيلسوف ! إنّه لا علاج للإجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم ، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الإيمان بالمـــادة بالإيمان بإله عالم قادر" . (19)
وقال أيضا في مقدمة "رسالة الشرك ومظاهره (ص 38 ):" وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب" ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها" .
وقال الشيخ العلامة الطيب العقبي –رحمه الله-:هذا وإن دعوتنا الإصلاحية - قبل كل شيء وبعده - هي دعوة دينية محضة ، لا دخل لها في السياسة البتة ، نريد منها تثقيف أمتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دين الإسلام الصحيحة ، وهي تتلخص في كلمتين : أن لا نعبد إلا الله وحده ... ، وأن لا تكون عبادتنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده .
ثم ما هي هذه الوهابية التي تصورها المتخيّلون أو صوّرها لهم المجرمون بغير صورتها الحقيقة ؟ أهي حزب سياسي ؟ ... أم هي مذهب ديني وعقيدة إسلامية كغيرها من العقائد والمذاهب التي تنتحلها وتدين بها مذاهب وجماعات من المسلمين ؟وإذا كانت الوهابية : هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده ، فإنها هي مذهبنا وديننا وملتنا السمحة التي ندين الله بها وعليها نحيى وعليها نموت ونبعث إن شاء الله من الآمنين ".(20)
وقال أيضا في مقال له بعنوان ( يقولون وأقول ) :" يقولون لي : إنّ عقائدك هذه هي عقائد الوهابية ، فقلت لهم : إذن الوهابية هم الموحدون" .(21)
وقال الشيخ الأديب : محمد السعيد الزاهري –رحمه الله- : "فإنه لا يوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الوهابيين وبين أهل السنة إلا ما هو موجود بين أهل السنة أنفسهم ، فالوهابيون حنابلة سنيون بأتم معنى الكلمة ، وحسبك أنه ليس لهم كتب مذهبية للمذهب الوهابي مثلا ، بل كتبهم هي كتب الحنابلة نفسها...والواقع أنّ مؤسّس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهّاب، ولا الإمام أحمد ولا غيره من الأيمّة والعلماء، وإنما مؤسّسه هو خاتم النبيّين سيّدنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوةٌ إلى الرجوع إلى السنَّة النبوية الشريفة، بل هو دعوةٌ إلى الرجوع إلى السنَّة النبوية الشريفة، وإلى التمسُّك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيء آخر غير هذا " . (22)
كما قام –رحمه الله- بنشر مقال لصاحب المعالي العلامة الفقيه محمد الحجوي - وزير المعارف بالمغرب الأقصى – بعنوان : الوهابيون سنيون حنابلة ، قال في التقديم له ما نصه : "كتب معالي الأستاذ الحجوي فصلا قيِّما عن الوهابية والوهابيون أردنا أن نتحف به قراءنا ليطلعوا على ما يقول العلماء الأعلام في الوهابية ، وعلى ما يتمنون لها من سعة الانتشار ، ونحن ننشر هذا الفصل كرد على لغط هؤلاء المشاغبين المغرضين الذين لا يزالون يرموننا بأننا وهابية ، ويرمون الوهابية بالكفر والمروق من الدين:
ثم نقل كلام الوزير الحجوي في الثناء على الإمام محمد بن عبد الوهاب .(23)
وقال الشيخ الفقيه : أحمد حماني –رحمه الله- في كتابه : " أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنّة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونبذ كلّ ابتداع ومقاومة أصحابه ، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765 ) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت . ولمّا كانت نشأة هذه الدعوة في صميم البلاد العربية ونجحت على خصومها الأولين في جزء منها ، وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله - سبحانه - في ألوهيته وربوبيته ومحو كل آثار الشرك - الذي هو الظلم العظيم - والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نصبت لتعبد من دون الله أو تتخذ للتقرب بها إلى الله ، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد - لما كان كذلك فقد فهم أعداء الإسلام قيمتها ومدى ما سيكون لها من أبعاد في يقظة المسلمين ونهضة الأمة العربية التي هي مادة الإسلام وعزه ، إذ ما صلح أمر المسلمين أول دولتهم إلا بما بينت عليه هذه الدعوة ، وقد قال الإمام مالك : ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) . لهذا عزموا على مقاومتها وسخروا كل إمكانياتهم المادية والفكرية للقضاء عليها ، وحشدوا العلماء القبوريين الجامدين أو المأجورين للتنفير منها وتضليل اعتقاداتها ، وربما تكفير أهلها، كما جنّدوا لها الجنود وأمدوها بكل أنواع أسلحة الفتك والدمار للقضاء عليها . تحرّش بها الإنكليز والعثمانيون والفرس ، واصطدموا بها ، وانتصر عليهم السعوديّون في بعض المعارك ، فالتجأت الدولة العثمانية إلى مصر ، وسخرت لحربها محمد علي وأبناءه - وهو الذي كانوا سخروه لحرب دولة الخلافة وتهوينها - وكان قد جدّد جيشه على أحدث طراز عند الأوروبيين آنذاك ، فاستطاع الجيش المصري أنّ يقضي على هذه القوة الناشئة ، وظنّوا أنّهم استراحوا منها، وكان من الجرائم المرتكبة أنّ أمير هذه الإمارة السلفيّة المصلحة أُسر وذهب به إلى مصر، ثم إلى إسطمبول حيث أُعدم كما يُعدَم المجرمون . وهكذا يكون هذا الأمير المسلم السلفي المصلح من الذين سفكت دماؤهم في نصر السنة ومقاومة البدعة " . (24)
هذا ما تيسّر إيراده في هذه الوقفة الدفاعيّة المهمّة، ولنا معه وقفات أخر، لعل الله ييسّر وقتا لعرضها، لا نذكرها من أجل الردّ عليه فحسب، وإنّما من باب الاستفادة وتبصير الغافل وتنبيه الجاهل بحقيقة هؤلاء ومكرهم بالليل والنهار لنشر ضلالهم وزندقتهم وأفكارهم المضلّلة البعيدة عن معين الوحيين : الكتاب العزيز والسنّة الغرّاء وصلى الله على نبيّنا محمّد وآله وصحبه وسلّم .

ــــــــــــ
الهوامش :
1/ من مقال له بجريدة الفجر(20 - 06 – 2012) : بول المشائخ طهور وغائطهم بخور، وأعاد بعضا من هاتيكم الطعونات الظالمة الآثمة في مناظرته بقناة الشروق الفضائية .
2/ من مقال له بجريدة الفجر(06 - 06 – 2012) : الإرهاب إيراني أم وهابي؟ وينظر في مقال آخر له بعنوان: فضائح وإجرام الوهابية لا يكفيها رد ولا يحدها حد(جريدة الشروق) .
3/مقال بجريدة الشروق للبرلماني السابق!! : عدة فلاحي ( 2014/02/25):إذا غاب التفكير حضر التكفير. وقد تجاوز هذا البرلماني كلّ الحدود الشرعيّة حينما دافع في مقال له عن ابن عربي الصوفي صاحب عقيدة الحلول الكفرية، كما دافع عن الشاعر الذي يسئ للإسلام وهو المدعو : أدونيس العلويّ الرافضي –عليه من الله ما يستحق- ( الإبداع والبدعة-الشروق : 10-03-2014) .
4/ مقال بجريدة الشروق ( 2014/02/13) :السلفية الوهابية صناعة مخابراتية؟
5/منهم : فضيلة الشيخ الدكتور ربيع المدخلي في كتابه ( دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب/ نقد لحسن المالكي)، وقد قدّم له الشيخ العلامة الدكتور صالح الفوزان، ومنهم الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف في كتابه : دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب/ عرض ونقد، ومنهم الدكتور ناصر العقل في كتابه : إسلاميّة لا وهابيّة(147-304) .
6/ ينظر للرسالة كاملة وجواب أحمد التويجري وابني عثمان إلى سليمان؛ في كتاب الشيخ عبد اللطيف : مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام 1/178 وما بعدها، تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية للدكتور محمد الشويعرص
121 .
7/ دعاوى المناوئين ص 41 .
8/ كما في كتاب : السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (2/675 -ترجمة الشيخ عبد الوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد) لمؤلفه : ابن حميد النجدي (الذي كان معاديا للدعوة الإصلاحية السلفيّة شأنه شأن المتصوّفة الذين حاربوا الدعوة وكادوا لها) وقد جاء في حاشية المعلقين : الشيخ بكر أبوزيد والدكتور عبد الرحمن العثيمين :" لا أجد لهذا العداء الظاهر، والتحدّي السافر، من قِبل المؤلّف -عفا الله عنه- لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلا الحسد والحقد عليه، لما آتاه الله من العلم والعمل، ولما كتب الله تعالى على يديه من التوفيق، وحسن القصد، بسبب جهره بمحاربة البدع الظاهرة، والضلالات المنتشرة السافرة، في بلاد نجد وما جاورها من البلدان ...: (يرجع لتتمة هذا التعليق النفيس 2/676 ) .
9/والتاريخ فضّاح كما هو معلوم، ولهذا لما افترى الرحالة المولع بالقبور والخرافات ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه قال على المنبر : إن الله ينزل كنزولي على درج المنبر، ردّ العلماء على هذه الكذبة المفضوحة بأنّ شيخ الإسلام إضافة إلى أنّه لم يكن خطيبا، فإنّه في فترة دخول ابن بطوطة دمشق كان شيخ الإسلام محبوسا في السجن!!
10/ ينظر : أكذوبة مذكرات الجاسوس البريطاني همفر لسليمان الخراشي ص 136، ورابط الموقع التالي : www.books.google.dz)) .
11/ ينظر في نقض هذه المذكرات المختلَقة : رسالة الباحث سليمان الخراشي: أكذوبة مذكرات الجاسوس البريطاني همفر ، الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باني دولة ومنشئ أمة للدكتور عمر سليمان الأشقر ص 149، مقال من ثلاث حلقات لمالك بن حسين، منشور في مجلة الأصالة ( الأعداد : 31 /42، 32/ 28، 33/26) ، مذكرات همفر للشيخ علي الحذيفي منشور في منتديات التصفية والتربية .
12/ وقد كتب العلماء والباحثون عدّة مؤلّفات يمكن للمنصف الرجوع إليها وقراءتها بموضوعيّة وتجرّد للحقّ، وإليك طائفة منها :
-الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده للباحث : عبد الله بن محمد المطوع .
-حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته للشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحقيل
-الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب للشيخ محمود مهدي الإستانبولي
-الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه وكتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه كلاهما للشيخ أحمد بن حجر بوطامي
-محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث للشيخ محمد بهجت الأثري
-تأملات في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي
-الحركة الوهابية (رد على مقال لمحمد البهى في نقد الوهابية) للعلامة محمد خليل هرّاس
-رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للباحث : محمد بن عبد الله السلمان
-تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية للدكتور : محمد بن سعد الشويعر
-محمد بن عبد الوهاب، مصلح مظلوم ومفترى عليه، مسعود الندوي، ترجمة وتعليق : عبد العليم البستوي، مراجعة وتقديم : الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
-إسلاميّة لا وهابيّة للدكتور ناصر العقل .
-الإمام محمد بن عبد الوهاب، دعوته وسيرته، للشيخ ابن باز
-دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، عرض ونقد، للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف .
-دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب/ نقد لحسن المالكي للشيخ ربيع المدخلي بتقديم الشيخ صالح الفوزان
-الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باني دولة ومنشئ أمة للدكتور عمر سليمان الأشقر
-نبذة نفيسة عن حقيقة دعوة الإمام المصلح محمد بن عبدالوهاب للشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ
-عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي للدكتور صالح العبود
-دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفيّة لا وهابيّة للشيخ أحمد بن عبد العزيز الحصين .
-دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بين المعارضين والمنصفين والمؤيدين للشيخ محمد بن جميل زينو
13/ جريدة " الصراط السوي العدد 3 ص4 (5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933م ).
14/ مجلة " الشهاب " ( ج 6 -5/40 ، صفر 1348 هـ / جويلية 1929 م ) .
15/ جريدة " السنة " العدد 9 ص 3 ( 11 صفر 1352 هـ / 5 جوان 1933 م) ، الآثار (1/123 (.
16/ الآثار ( 1/198) .
17/ مقال بعنوان : وهابي، ينظر : جريدة " الصراط السوي "، العدد 6 ( 4 رجب 1352 هـ / 25أكتوبر 1933 م) ، ص4 .
18/ المصدر السابق : العدد 7 ص 7 .
19/ تاريخ الجزائر في القديم والحديث " ( 2 / 19 الهامش رقم1 .(
20/ جريدة " السنة " العدد 2 ص 7 ( 22 ذي الحجة 1351 هـ / 17 أفريل 1933 م )
21/ نشر في العدد 119 من جريدة " الشهاب " ( 30 ربيع الثاني 1346 هـ / 27 أكتوبر 1927 م) ، المجلد 3 ص 14 .
22/ جريدة الصراط السويّ : العدد رقم5ص4 ( 16/10/1933م-26جمادى الآخرة1352).
23/ المصدر السابق : العدد رقم 3 ص 3 ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ 25/سبتمبر 1933 م) .
24/ صراع بين السنة والبدعة " ( 1/ 50-51) .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 29 Nov 2014 الساعة 08:14 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Nov 2014, 08:13 AM
مدني الأبياري مدني الأبياري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر/العاصمة
المشاركات: 59
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا هشام، ورفع قدرك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Nov 2014, 07:51 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

بارك الله فيك أخي المكرم : مدني .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Nov 2014, 11:40 PM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا وايدك وسددك
إني أظن دائما أن أمثال هذا لهم أجور ومكافآت تدفعها لهم دولة الفرس
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 Nov 2014, 08:03 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا وائل، فقد عرفناك منذ القديم كاشفا لعوار الشيعة الشنيعة من خلال خطبك ودروسك ومقالاتك.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Nov 2014, 07:02 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

وفقك الله أخي الفاضل أبا سهيل، ورزقني وإياك الإخلاص في القول والعمل، ومرحبا بك بين إخوانك طلبة العلم في هذا المنتدى المبارك، مفيدا ومستفيدا .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 Nov 2014, 08:23 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أستاذ هشام على هذه المقالة الأصيلة.
الناظر فيها يزداد يقينا بأن منهج أهل السنة هو دين الحق الذي أنزله الله سبحانه على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف لا ؟! وهو يرى البون الشاسع بينها وبين كفريات المعتوه الخبل سلايمية وزمرته المجرمة، -إي وربّي- إنّهم أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أخي هشام ليكن ردّك هذا من أعظم قرباتك التي ترجو بها النظر إلى وجه الله سبحانه، فهي عبادة جليلة يقلّ في الناس من يتفطّن لها.
حفظك الله وأثابك وغفر لك ولوالديك
وأرجو من باقي الأعضاء أن يعظموا مثل هذه المقالات، فإني أرى عزوفا كبيرا عن الاهتمام بها، وشكر صاحبها، والتفاعل مع موضوعها!
وهو -والله- عظيم وخطير، وفق الله الجميع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 29 Nov 2014 الساعة 08:27 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 Nov 2014, 02:32 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أستاذ هشام، وبارك في مهجتك ويراعتك الذابَّة عن الحقِّ وحملته.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 Nov 2014, 04:47 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاك اللهُ خيرًا أخي هشام على ما كتبتهُ دفاعًا عن الحقّ، وغيرةً على دين الله -تبارك وتعالى- ..

استفدتُّ حقيقةً من هذه النّقولات المُوثَّقة ..
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 Nov 2014, 07:43 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

شكر الله لكم -أيها الفضلاء - كلماتكم الأخوية النبيلة، فأنتم - والله - أصحاب السبق والكلمة الطولى في الذبّ عن السلف الصالح وأئمة أهل السنّة والأثر، ولولا صوارف وشواغل لشاركناكم بأكثر من هذا، لا ابتغاء للمدح والثناء -معاذ الله- وإنّما لما عند الله من الأجر الوفير والمغنم الكبير لمن ذبّ عن عرض أخيه ، فما بالك إذا كان من ذُبّ عنه : صحابة خير الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليه- نسأل الله الثبات على الحقّ حتى نلقاه.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 Nov 2014, 09:23 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل هشام على مقالك العلميّ الرصّين، وشكر الله لك ذبّك وحسن ردّك، وأسأله تعالى أن يوفّقك لإخراج ما بقي وأن يبارك لك في وقتك ويحفظك.

وقد أورد البشير الإبراهيميّ -رحمه الله- كما في "آثاره" (1/ 123) قياس هؤلاء الذين يلمزون غيرهم ممن هو سائر على نهج النبوة بأنه وهابي فقال:

"وما رأيكم في أوروباوي لم يفارق أورباه إلا مرة واحدة طار فيها بطيارة فوقعت به في الهند، فرأى هنديًا يصلّي، ثم طار بها أو طارتْ به فوقعتْ به في مراكش فرأى مراكشيًا يصلّي فقال له: أنت هندي لأنك تصلي، ألا تعدون هذا القياس منه سخيفًا؟ إلّا لا تعدوه كذلك فقد جئتم بأسخف منه في نسبتنا إلى الوهابية". اهـ

وأستسمحك على الإضافة فقد كانت نقولك وافية كافية في بيان المقصود، وإنما لم يفارق قياسه ذهني من يوم وقفت عليه فأحببت إدراجه حفظك الله.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 Nov 2014, 09:32 AM
عبد الغني بلوط عبد الغني بلوط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 59
افتراضي

جزاك الله خيرًا الشيخ هشام في الحقيقة رد علمي رائع
بوركت
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02 Dec 2014, 11:24 AM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من الكلام الطيّب وخصوصا ذلكم النقل المفيد عن العلامة الأديب : محمد البشير الإبراهيمي – رحمه الله- .

ومن باب إتمام الفائدة أيضا، أحببت أن أذكر بعض النصوص القيّمة التي وقفت عليها، ممّا جاء فيها الإشادة والثناء على دعوة الإمام المجدّد ومن أعانه من أمراء آل سعود، كما أن فيها التنصيص على لفظة السلفيّة المباركة التي يتغيّظ لسماعها المفتونون واهل الأهواء كمثل صاحب سلايميّة وشريكه في الكذب والتضليل، المدعو : عدة فلاحي الغليزاني، الذي سببت له العقيدة السلفية السنيّة أرقا وقلقا مستديما، حتى أصبحت شغله الشاغل في السنوات الأخيرة، ولا يستحيي من أن يربط أيّ حدث بها ولو لم يكن ثمت وجه للربط لا من قريب ولا من بعيد، كما فعل مؤخّرا عندما تّهم السلفيين بأنهم وراء الحملة الشرسة التي قادها بعض الناس ضد فيلم تاريخي يسمى بالوهراني !! ، فواعجبا من أمثال هذا المتحزّب المدافع عن الروافض والمتشيعة كلما سنحت له الرفصة .

فهاكم-إخواني- شيئا من الأقوال النيّرة المعزّزة لما ذكرته في المقال :


*الشيخ العلامّة محمّد رشيد رضا الشامي ثم المصري [1] ( ت 1354هـ - 1935 )

قال –رحمه الله -متحدّثا عن قيام الدولة السعوديّة الثالثة بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله - -:" ...فإنّ المنار يبتدئ هديه في مجلّده السابع والعشرين، وقد تجدّد في العالم الإسلاميّ أمر عظيم أيّ عظيم ، وهو استيلاء الدولة الإسلامية السُّنية السلفيّة الوحيدة على الحجاز، وتمكّنها من مهد الإسلام ..."[2].

وقال أيضا :" بيد أنّني أنكر على مجلة نور الإسلام الأزهريّة الرسميّة ما تنشره له ( أي يوسف الدجوي؛ من علماء الأزهر) من المقالات والفتاوى في تأييد البدع الفاشية في عامة الأمّة ، ولا سيما بدع القبور ومنكراتها والطعن على السلفيّة عامّة والوهابيّة خاصّة في هذا العصر الذي أظهر فيه العالم الإسلامي كلّـــه في الشرق والغرب والوسط كمصــر -حرسها الله- العطف على الدولة السعوديّة والدفاع عنها، والانتقاد على الدولة المصريّة لعدم اعترافها بها، ولمنع حقوق الحرمين الشريفين وأهلهما من الحقوق الثّابتة لهم في أوقاف مصر... " [3].

وقال أيضا :"وأهل نجد لا يَفْضُلون غيرهم من عرب الحجاز وعسير والشام إلّا بعقيدتهم السلفيّة ، واعتصامهم بما يعلمون من أحكام الإسلام الشرعية إيمانًا وإذعانًا، وطاعة لربّهم ، ثمّ لإمامهم سرًّا وجهرًا" [4].

وقال أيضا :" وكان صديقي العلامة الأستاذ الشيخ عبد الله بن علي بن اليابس مـمّن أهديتهم الكتاب وسألتهم إبداء رأيهم لي فيه بعد مطالعته، وكنت أحرص على الوقوف على رأيه؛ لأنّه تلقّى العلم أوّلاً في نجد، وحذق طريقتهم السلفيّة المأثورة عن مشايخهم في اتّباع الآثار"[5].



*الأستاذ الكبير الأديب الشّهير عليّ الطّنطَاوي السوريّ (ت 1420 هـ - 1999)


قال –رحمه الله - مخاطبا الأستاذ محمد بن الحسن الحجويّ :" بقي يا سيدي عَدُّكُم (الوهابيّة) من الطرق الصوفيّة، مع أنّ الوهابيّة حركة سلفيّة يُرَادُ مِنهَا تَركُ كُلِّ مُبتدَعٍ في الدّين ومنه هذه الطّرق، والرجوع إلى الكتاب والسنّة. ثُمَّ إنَّهُ ليس في الدّنيا مذهب أو طريقة تُدعى (الوهابيّة)، ولا يَعرف هذه الكلمة أهلُ (نَجْدٍ) أنفسُهم، ولا كان ابن عبد الوهّاب صاحب مذهب، وإنَّمَا هُو مُصلِحٌ مُنبِّهٌ، وأهل (نَجْدٍ) حنابلةٌ على مذهب الإمام أحمد ناصر السُّنَّة» [6].


* العلامة المتفنّن الشيخ محمد تقي الدين الهلالي المغربي( ت 1407 - 1987)


قال –رحمه الله - في قصيدة له عن الإمام محمد بن عبد الوهاب:

أكرم بها من فرقة سلفيّـة *** سلكت محجّة سنّـة وكتاب [7].


* المؤرّخ الدمشقي : عمر بن رضا كحالة ( ت 1408 هـ)

قال –رحمه الله - في ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب ( ت 1703-1792 ) :" وعاد إلى نجد وقام بالدّعوة إلى العقيدة السّلفيّة والعمل بالكتاب والسنّـة " [8].

وقال في ترجمة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي ( كان حيا سنة 1295 هـ ـ 1878 ) : " عالم سلفيٌّ " [9].

وهنالك نقول كثيرة أخرى، وحسبنا ما أوردناه، فليفرح بذلك كلّ سلفيّ متّبع، وليمت غيظا كل خلفيّ مبتدع ، نسأل الله أن يهديه أو يريح المسلمين منه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

[1] كان – رحمة الله عليه – متاثّرا في بادئ أمره بشيخه محمد عبده، فلذلك صدرت منه أخطاء عقديّة، ثمّ بعد وفاة محمد عبده ابتعد عن نهجه العقلانيّ وصار من دعاة السلفيّة، معظّما لأئمّتها كشيخ الإسلام ابن تيميّة والإمام محمد بن عبد الوهاب وغيرهما، كما قام بنشر كتبهم في مطبعته المنار، فصار لذلك الأثر الحميد خصوصا في عصره، وللإمام العلامّة : محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- كلام حسن فيه، فليراجع في سلسلة الهدى والنور : الشريط رقم 42 ، والشريط رقم 226 .

[2] مجلة المنار (27 /1) .

[3] المصدر السابق (32 /678-679 ) .

[4] المصدر السابق (34 /128) .

[5] المصدر السابق (34 /373 ) .

[6] مجلَّة «الرِّسالة»، العدد (269) بتاريخ: 29 - 08 – 1938 .

[7] الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق ص 134 .

[8] معجم المؤلّفين 3 /472-473 .

[9] المصدر السابق 1 /90 .

التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 07 Dec 2014 الساعة 07:15 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, ردود, روافض, سلايمية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013