وقفة مع قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )
وقفة مع قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) [الأعلى :14-15].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ولما قدم الله الصلاة على النحر في قوله : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:02] ، وقدم التزكي على الصلاة في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) [الأعلى :14-15] ، كانت السنة أن الصدقة قبل الصلاة في عيد الفطر([1]) وأن الذبح بعد الصلاة في عيد النحر ، ويشبه _ والله أعلم_ أن يكون الصوم من التزكي المذكور في الآية ، فإن الله يقول :( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183] ، فمقصود الصوم التقوى ، وهو من معنى التزكي ، وفي حديث ابن عباس : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين )([2]) ، فالصدقة من تمام طهرة الصوم ، وكلاهما تزك متقدم على صلاة العيد ، فجمعت هاتان الكلمتان الترغيب فيما أمر الله به من الإيمان والعمل الصالح)([3])
======
[1] : قال السعدي رحمه الله تعالى : ( و أما من فسر قوله : (تَزَكَّى) بمعنى أخرج زكاة الفطر ، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ، أنه صلاة العيد ، فإنه و إن كان داخلا في اللفظ و بعض جزئياته ، فليس هو المعنى وحده) ، انظر: تفسير السعدي (ص:968) طبعة الرسالة.
[2] : و تمامه : (..مَنْ أدَّاهَا قَبلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ، وَمَن أدَّاهَا بَعدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ ) ، أخرجه أبو داود برقم (1609) في الزكاة: باب زكاة الفطر ، وابن ماجه برقم (1827) في الزكاة: باب صدقة الفطر ، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
[3] :انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام : (16/200-201).
التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 07 Dec 2013 الساعة 12:32 AM
|