منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 10 Feb 2015, 02:49 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي السّبيل الأقوم لنصرة النّبيّ الأعظم (قصيدة)

بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على أشرف خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه، أمّا بعد..
فإنّ في مثل هذه الأيّام الّتي اشتدّت فيها الغارة على الإسلام من خلال الإساءة الفاضحة والفاجرة لسيّد الأنام عليه الصّلاة والسّلام، هذه الهجمة الشّرسة ليست وليدة هذه الأيّام، بل هي قديمة قدم هذه الدّعوة المباركة، كما أنّها ليست محصورة في صنيع كفرة اليوم فحسب، بل هي أعمّ وأشمل، تشمل كذلك صنيع الرّوافض الشّيعة في النّيل من عرض نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم بالطّعن في أمّهات المؤمنين، والإساءة إلى أخصّ أصحابه.
ثمّ إنّ اختلاف الأمّة في طرق ووسائل دفع هذا الشّرّ، والذّبّ عن عرض سيّد البشر هو الّذي زاد الطّين بلّة، فما تحقّقت بهم نصرة، إذ منهم من ظنّه في هتافات يصيح بها، وشعارات يرفعها ويردّدها، أو مسيرات يشارك فيها، ومنهم من اعتقدها في اغتيالات ينفّذها وعمليّات يهدّد بها، واختطافات يروّع بها الآمنين والمستأمَنين، فنحن وإن كنّا نعتقد أنّ المسيء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مستوجب للحدّ الشّرعيّ، وهو القتل أو التّعزير على حسب الإساءة والتّطاول، إلاّ أنّ الأصل في الحدود الشّرعيّة اختصاصها بالإمام ومن ينوب عنه، وليست لغيرهم.
كما أنّ نصرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا تكون موقفا سياسيّا يسعى أصحابه ليتبوّءوا به مراكز، أو يحقّقوا به مآرب، بكسب أصوات ونيل امتيازات، وهي ليست كذلك موضوع حملة إعلاميّة سرعان ما تزول آثارها وتنقضي فعالياتها، بل نصرته صلّى الله عليه وسلّم دين يدان الله به، وعبادة تعبّدنا ربّنا سبحانه بها، وقربة من أجلّ القربات، وهي الدّليل والبرهان على صدق المحبّة الّتي هي أساس الإيمان، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ‹‹لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاِس أَجْمَعِينَ›› [البخاريّ في الإيمان باب حبّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم]، قال أبو الزّناد: (هذا من جوامع الكلم، لأنّه قد جمعت هذه الألفاظ اليسيرة معاني كثيرة، لأنّ أقسام المحبّة ثلاثة: محبّة إجلال وعظمة كمحبّة الوالد، ومحبّة شفقة ورحمة كمحبّة الولد، ومحبّة استحسان ومشاكلة كمحبّة سائر النّاس، فحصر أصناف المحبّة)، قال ابن بطّال: (ومعنى الحديث والله أعلم أنّ من استكمل الإيمان علم أنّ حقّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفضله آكد من حقّ أبيه وابنه والنّاس أجمعين، لأنّ بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم استنقذه الله من النّار، وهداه من الضّلال).
والمراد بالحديث: بذل النّفس دونه صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان الصّحابة رضي الله عنهم يقاتلون معه آباءهم وأبناءهم وإخوانهم، وقد قتل أبو عبيدة أباه لإيذائه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتعرّض أبو بكر رضي الله عنه يوم بدر لولده عبد الرّحمن لعلّه يتمكّن منه فيقتله، ومن وجد هذا منه فقد صحّ أنّ هواه تبع لما جاء به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
نصرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليست احتفالا بدعيّا نوافق فيه من حارب السنّة وقتل علماءها، وهم العبيديّون الّذين أفسدوا في الأمّة فسادا عظيما.
إنّ النّصرة الحقيقيّة عبادة جليلة تعبّدنا بها ربّنا جلّ وعلا، وكسائر العبادات لها أحكام وشروط، لأنّ الله تعالى لا يعبد إلاّ بما شرع، وعلى الطّريقة الّتي يرضاها و يأذن بها.
يضاف إلى هذا الأصل أصل ثانٍ لا يقلّ أهميّة عن الأوّل، وهو ما يتميّز به المنهج السّلفيّ عن سائر المناهج، بالنّظر في الطّريقة والكيفيّة الّتي حقّق بها السّلف عموم هذا الأصل في كيفيّة نصرتهم لنبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، هل كانت بالمسيرات الّتي يختلط فيها النّساء بالرّجال، ويجتمع فيها البرّ مع الفاجر، وترفع فيها الشّعارات الحزبيّة وينادى فيها للعصبيّة الجاهليّة، بالصّخب ورفع الأصوات وربّما تعطيل الجماعات؟
بل إنّ نصرتهم كانت بشدّة المحبّة، وقوّة الإجلال، وصدق المتابعة والحرص على الموافقة، بهذه المعاني حقّق القوم ما أمروا به، وخير الهدي هديهم، وأفضل الطّرق طريقتهم. (1)

وقد حاولت في هذه القصيدة المتواضعة أن أترجم ما أشار إليه وخطّه نثرا فضيلة شيخنا ووالدنا الشّيخ المفضال أبو عبد الله أزهر سنيقرة – حفظه الله - في مقاله الماتع النّافع: (الطّريقة المرضيّة في نصرة خير البريّة)، إلى لغة الشّعر وقوافيه، فكانت بعون الله قصيدة نونيّة على بحر الكامل، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السّبيل.



السَّبِيلُ الأَقْوَمْ لِنُصْرَةِ النَّبِيِّ الأَعْظَمْ


قَدْ كُنْتُ يَوْمًا مُثْقَلَ الأَرْكَانِ *** وَالحُزْنُ فِي الأَحْشَاءِ قَدْ أَشْجَانِي
مُتَفَكِّرًا فِي حَالِ أُمَّةِ أَحْمَدٍ *** وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيَّ فِي تَهْتَانِ
أَدْعُو الإِلَهَ يُعِزُّ دِينَ نَبِيِّهِ *** وَبِأَنْ يُذِيقَ الذُّلَّ لِلْكُفْرَانِ
إِذْ جَاءَنِي الشَّيْطَانُ يَزْعُمُ أَنَّهُ *** يَبْغِي النَّصِيحَةَ إِذْ رَأَى عِصْيَانِي
أَلْقَى التَّحِيَّةَ ثُمَّ قَالَ مُخَاطِباً *** هَلْ أَنْتَ يَا هَذاَ مِنَ العُمْيَانِ
إِنِّي أَرَى مِنْكَ القُعُودَ مُحَيِّرًا! *** فِيمَا خُمُولُكَ أَيُّهَا المُتَوَانِي
أَفَلاَ تَرَى (شَرْلِي) (2) وَمَا صَنَعَتْ بِنَا *** قُمْ يَا أَخِي دَعْنَا مِنَ الخِذْلاَنِ
أَفَلاَ تَقُومُ لِنَصْرِ دِينِكَ يَا أَخِي؟ *** هَذَا نَبِيُّكَ سَبَّهُ النَّصْرَانِي
قُمْ فَاحمِْلِ الرَّايَاتِ وَامْضِ مُسَارِعًا *** نَحْوَ التَّظَاهُرِ يَا أَخَا العِرْفَانِ
قُمْ صَارِخًا بِالصَّوْتِ لاَ تَهْمِسْ بِهِ *** نَفْدِيكَ بِالأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ
وَاكْتُبْ شِعَارَاتٍ وَ عَلِّقْهَا عَلَى *** كُلِّ المَرَاكِبِ أَوْ عَلَى الجُدْرَانِ
وَادْعُ سِوَاكَ لِمَا دَعَوْتُكَ يَا أَخِي *** أُنْشُطْ وَجُدَّ وَلاَ تَكُنْ مُتَوَانِي
وَاقْصِدْ بِدَعْوَتِناَ شَبَابًا طَيِّباً *** رَكِّزْ بِدَعْوَتِناَ عَلَى الشُّبَّانِ
أَرْسِلْهُمُ نَحْوَ الجِهَادِ وَحُثَّهُمْ *** أَخْبِرْهُمُ عَنْ جَنَّةِ الرِّضْوَانِ
حَدِّثْهُمُ عَنْ حُورِهَا وَقُصُورِهَا *** عَنْ مِسْكِهَا وَالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ
وَاجْعَلْ لِهَذَا مَوْقِعًا فِي ( النَّاتِ ) (3)لاَ *** تَبْخَلْ بِخَيْرِكَ يَا أَخَا الإِيمَانِ
أُنْشُرْهُ فِي مِصْرٍ وَفِي شَامٍ وَفِي *** يَمَنٍ وَعَمَّانٍ كَذَا السُّودَانِ
لاَ تَقْصُرَّنَّ الخَيْرَ فِينَا يَا أَخِي *** إِنِّي أُحِبُّ الخَيْرَ لِلأَوْطاَنِ
هَذَا سَبِيلُ النَّصْرِ دُونَكَ وَاضِحٌ *** أَبْشِرْ سَنَهْزِمُ دَوْلَةَ الكُفْرَانِ
دَعْنَا مِنَ العُلَمَاءِ لاَ نَسْمَعْ لَهُمْ *** قَدْ بَدَّلُوا دِينَ النَّبِيْ العَدْناَنِي
دَعْنَا مِن اِبْنِ البَازِ لاَ نَقْرَأْ لَهُ *** دَعْنَا مِنَ النَّجْمِيِّ وَالأَلْبَانِي
وَكَذَا عُثَيْمِينٌ فَلَمْ يُخْرِجْ لَنَا *** إِلاَّ يَسِيرَ الفِقْهِ مَعْ نُقْصَانِ
دَعْنَا مِنَ المُفْتِي فَلاَ نَأْبَهْ بِهِ *** دَعْنَا مِنَ العَبَّادِ وَالفَوْزَانِ
أَفَلاَ تَرَى خِذْلاَنَهُمْ فِي كُلِّ مَا *** لاَقَتْهُ أُمَّتُنَا مِنَ الأَحْزَانِ
قَدْ أَشْغَلُونَا بِالقُشُورِ عَنِ الَّذِي *** يَبْنِي لَنَا مَجْدًا عَظِيمَ الشَّانِ
أَفَلاَ تَرَاهُمْ صَدَّعُوا آذَانَنَا *** إِيَّاكُمُ وَالشِّرْكَ بِالرَّحْمَنِ
أَفَلاَ تَرَاهُمْ قَدْ أَدَامُوا ذِكْرَهُ *** أًيَرَوْنَنَا مِنْ عَابِدِي الأَوْثَانِ
أَفَلاَ تَرَى أَعْمَارَهُمْ ذَهَبَتْ سُدًى *** فِي شَرْحِ مُسْنَدِ أَحْمَدَ الشَّيْبَانِي؟
أَفَلاَ تَرَاهُمْ ضَيَّعُوا أَوْقَاتَهُمْ *** بَيْنَ الصَّحِيحِ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِي؟
أَفَلاَ تَرَاهُمْ أَلْزَمُونَا يَا أَخِي *** بِقَوَاعِدٍ قَدْ صَاغَهَا الحَرَّانِي؟
قَدْ أَشْغَلُوا الطُّلاَّبَ بالجَهْمِ وَبِالْـ *** ـحَلاَّجِ وَالغَزَّالِ وَالغَيْلاَنِ
مَاذَا سَيَنْفَعُ ذِكْرُ أَقْوَامٍ مَضَوْا *** قَدْ صَارَ أَغْلَبُهُمْ إِلَى النِّسْيَانِ
كَمْ قَدْ وَدِدْنَا أَنْ نَرَاهُمْ مَرَّةً *** قَدْ حَذَّرُوا الحُكَّامَ مِنْ طُغْيَانِ
كَانُوا إِلَى جَنْبِ الشُّعُوبِ بِمَوْقِفٍ *** يُنْبِي بِأَنَّهُمُ مِنَ الشُّجْعَانِ
أَوْ نَاصَرُوا أَهْلَ الجِهَادِ حَقِيقَةً *** كَأَبِي تُرَابٍ أَوْ أَبِي سَلْمَانِ
وَأبِي قَتَادَةَ ذَلِكَ العَلَمُ الَّذِي *** دَوَّتْ فَتَاوَاهُ مَدَى الأَزْمَانِ
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا *** فَالقَوْمُ مَعْ حُكَّامِهِمْ صِنْوَانِ
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا *** أَهْلُ البِلاَطِ مُدَاهِنُوا السُّلْطَانِ
فَأَجَبْتُهُ - إِذْ كِدْتُ أُخْدَعُ - مُغْضَباً *** إِخْسَأْ - لَحَاكَ اللهُ - يَا شَيْطَانِي
تَنْهَى عَنِ الفُضَلاَءِ مِنْ عُلَمَائِناَ *** هُمْ وَارِثُوا العِلْمِ مِنَ العَدْنَانِي
وَتُرِيدُنِي أَنْ أَتْبَعَ مَنْ أَجْهَلُ *** أَسْمَاءَهُمْ أَشْخَاصَهُمْ يَا جَانِي
لاَ أَعْلَمُ عَنْهُمْ سِوَى هَذِي الكُنَى *** أَتُرَاهُمُ مِنْ إِنْسٍ اَمْ مِنْ جَانِ
يَا نَاصِحِي بِئْسَ النَّصِيحَةُ هَذِهِ *** تَبْغِي هَلاَكِي فِي لَظَى النِّيرَانِ
قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ لاَ تَرْعَوِي *** عَنْ مَكْرِكَ الكُبَّارِ بِالإِنْسَانِ
فَالحَمْدُ للهِ عَلَى تَوْفِيقِهِ *** إِذْ مِنْ عَظِيمِ المَكْرِ قَدْ نَجَّانِي
وَاللهِ مَا هَذَا الطَّرِيقُ لِنَصْرِنَا *** بَلْ هَذَا عَيْنُ الذُّلِّ وَالخُسْرَانِ
يَا مُسْلِمًا لاَ يَرْتَضِي لِنَبِيِّهِ *** وَرَسُولِهِ سُوءً مَدَى الأَزْمَانِ
يَا مُسْلِمًا قَدْ سَاءَهُ هَذَا الَّذِي *** صَارَتْ إِلَيْهِ أُمَّةُ العَدْنَانِي
يَا مُسْلِمًا يَبْغِي لِدِينِهِ نُصْرَةً *** وَرَسُولِهِ إِذْ سَبَّهُ النَّصْرَانِي
لَيْسَ السَّبِيلُ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** بِمُظَاهَرَاتٍ مِثْلَ ذِي القُطْعَانِ
لَيْسَ السَّبِيلُ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** بَعْضُ الشِّعَارَاتِ عَلَى الجُدْرَانِ
لَيْسَ السَّبِيلُ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** قَتْلٌ وَتَرْهِيبٌ بِكُلِّ مَكَانِ
لَيْسَ السَّبِيلُ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** غَدْرُ المُعَاهَدِ إِذْ أَتَى بِأَمَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ عَوْدُنَا لِلدِّينِ فِي إِذْعَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** تَطْبِيقُ شَرْعِهِ دُونَمَا رَوَغَانِ
هُوَ سَيْرُنَا نَقْفُوا طَرِيقَ نَبِيِّنَا *** فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ سَيَّانِ
هُوَ نَبْذُنَا لِلشِّرْكِ أَعْظَمِ مُنْكَرٍ *** إِذْ لَيْسَ لِلإِشْرَاكِ مِنْ غُفْرَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ نَشْرُنَا التَّوْحِيدَ فِي الأَوْطَانِ
أَفَلاَ تَرَى تِلْكَ المَزَارَاتِ وَمَا *** تُهْدَى مِنَ الأَمْوَالِ وَالقُرْبَانِ؟
قَدْ صَيَّرُوهَا دُونَ حَقٍّ قِبْلَةً *** يَا وَيْلَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ دَيَّانِ
أَفَلاَ تَرَى حَلِفًا بِغَيْرِ اللهِ بَلْ *** حَلِفٌ بِرَأْسِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ
أَفَلاَ تَرَاهُمْ لِلتَّمَائِمِ عَلَّقُوا *** بَلْ عَلَّقُوا شَوْكًا مِنَ السَّعْدَانِ
بَلْ عَلَّقُوا عَجَلاَتِ سَيَّارَاتِهِمْ *** فَوْقَ السُّطُوحِ لِرُقْيَةِ البُنْيَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ حَرْبُنَا لِلسِّحْرِ كُلَّ أَوَانِ
أَفَلاَ تَرَى لِلسِّحْرِ سُوقًا رَائِجًا؟ *** يَا خَيْبَةً لِلسَّاحِرِ الفَتَّانِ
أَفَلاَ تَرَى شَرَّ الكَهَانَةِ مُعْلَناً؟ *** يَا ضَيْعَةً لِمُصَدِّقِ الكُهَّانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ نَشْرُ سُنَّتِهِے بِكُلِّ تَفَانِي
هُوَ حَرْبُنَا هَذِي البَدَائِعَ كُلَّهَا *** إِنَّ البَدَائِعَ خُدْعَةُ الشَّيْطَانِ
يَا مَنْ بِهَذِي المُحْدَثَاتِ رَضِيتُمُ *** هَلْ تَحْسَبُونَ الدِّينَ ذَا نُقْصَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ أَخْذُنَا لِلْعِلْمِ وَالعِرْفاَنِ
هُوَ هَذِهِ الحَلَقَاتُ لِلعِلْمِ فَلاَ *** نَبْغِي بِهَا بَدَلاً مِنَ الأَثْمَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ حِرْصُنَا دَوْمًا عَلَى القُرْآنِ
هُوَ صَوْنُنَا لِلْوَحْيِ مَصْدَرِ عِزِّناَ *** نُورٌ يُجَلِّي ظُلْمَةَ الحَيْرَانِ
هُوَ أَخْذُنَا هَذَا الكِتَابَ بِقُوَّةٍ *** حِفْظاً وَتَجْوِيدًا مَعَ الإِتْقَانِ
حِفْظٌ يَزِينُ الحِفْظَ تَطْبِيقٌ لَهُ *** عِلْمٌ مَعَ عَمَلٍ هُمَا رُكْنَانِ
مَا أُنْزِلَ القُرْآنُ كَيْ يُلْهَى بِهِ *** بَيْنَ المَقَامَاتِ وَذِي الأَلْحَانِ!
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ نَهْجُنَا لِلْمَنْهَجِ الرَّبَّانِي
هُوَ حُبُّناَ لِلصَّحْبِ صَحْبِ نَبِيِّناَ *** أَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ شِيعَةِ الرَّحْمَنِ
هُوَ ذَبُّناَ عَنْ عِرْضِ أَعْلاَمِ الهُدَى *** هُوَ دَفْعُنَا لِلإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
أَفَلاَ تَرَى سَبَّ الصَّحَابَةِ جَهْرَةً *** مِنْ شِيعَةِ الرَّفْضِ أُولِي الخُسْرَانِ؟
أَفَلاَ تَرَى دِينَ الرَّوَافِضِ قَدْ سَرَا *** بَيْنَ الخَلاَئِقِ أَيَّمَا سَرَياَنِ؟
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ ذِكْرُناَ للهِ كُلَّ أَوَانِ
هُوَ سَعْيُناَ نَحْوَ الصَّلاَةِ جَمَاعَةً *** فَبِهَا نُلَبِّي دَعْوَةَ الآذَانِ
أَفَلاَ تَرَى هَذِي المَسَاجِدَ تَشْتَكِي *** مِنْ قِلَّةِ العُمَّارِ وَالهِجْرَانِ؟
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ بِرُّناَ الآبَاءَ دُونَ تَوَانِي
أَفَلاَ تَرَى الآبَاءَ يُجْحَدُ فَضْلُهُمْ؟ *** إِنَّ الجُذُورَ لَمَصْدَرُ الأَغْصَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُو خَشْيَةٌ فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
هُوَ هَجْرُناَ لِلْمُنْكَرَاتِ جَمِيعِهَا *** هُوَ خَوْفُناَ مِنْ وَاحِدٍ دَيَّانِ
أَفَلاَ تَرَى جَهْرَ الشَّباَبِ بِرِدَّةٍ *** بَلْ بَعْضُهُمْ مِنْ عَابِدِي الشَّيْطاَنِ
أَفَلاَ تَرَاهُمْ مُفْطِرِينَ بِجُرْأَةٍ *** قَدْ أَفْسَدُوا الصَّوْمَ بِلاَ نِسْياَنِ
قَدْ أَنْكَرُوا شَهْرًا تَوَجَّبَ صَوْمُهُ *** يَا هَوْلَ جُرْأَتِهِمْ عَلَى رَمَضَانِ!
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ هَجْرُ كُلِّ رِباً بِلاَ رَوَغَانِ
أَفَلاَ تَرَى بَلْوَاهُ عَمَّتْ بَيْنَناَ؟ *** يَا خَيْبَةً لِلرَّابِحِ الخَسْرَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ هَجْرُناَ لِلْخَمْرِ وَالدُّخَّانِ
أَفَلاَ تَرَى خَمْرًا تُبَاعُ وَتُشْتَرَى *** جَهْرًا أَمَامَ الخَلْقِ فِي إِعْلاَنِ
قَدْ عَمَّ هَذَا المُنْكَرُ كُلَّ الرُّبَى *** يَا خَيْبَةً لِلْأَحْمَقِ السَّكْرَانِ
وَحَشِيشَةُ الدُّخَّانِ قَد صَارَتْ أَخِي *** أَمْرًا مُبَاحًا فِي بَنِي الإِنْسَانِ!
بَيْنَ الكُهُولِ كَمَا الشُّيُوخِ لَهِيبُهَا *** بَلْ مَسَّ حَتَّى مَعَاشِرَ الصِّبْيَانِ!
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ صَوْنُناَ لِمَعَاشِرِ النِّسْوَانِ
هُوَ عَوْدَةُ الجِلْبَابِ يَسْتُرُ بِنْتَناَ *** أَوْ أُخْتَناَ أَوْ أُمَّناَ سَيَّانِ
أَفَلاَ تَرَى عُرْيَ النِّسَاءِ بِلاَ حَياَ *** يَا زَائِراً لِلْبَحْرِ وَالشُّطْآنِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ هَجْرُناَ لِمَعَازِفِ الشَّيْطاَنِ
أَفَلاَ تَرَى مَا يُنْفَقُ فِيهَا مِنَ الْـ *** ـأَوْقَاتِ وَالأَمْوَالِ وَالأَثْمَانِ
جَاءُوا بِكُلِّ جُوَيْهِلٍ وَ فُوَيْسِقٍ *** سَمَّوْهُ زُورًا حَضْرَةَ الفَنَّانِ!
قَدْ أَفْسَدُوا دِينَ الشَّبَابِ بِلَهْوِهِمْ *** يَا خَيْبَةً لِمُضَيِّعِي الشُّبَّانِ
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ حُسْنُ أَخْلاَقٍ تُرَى بِعَياَنِ
أَيْنَ التَّوَاضُعُ وَالسَّمَاحَةُ وَالسَّخاَ؟ *** أَيْنَ صُنُوفُ البِرِّ وَالإِحْسَانِ؟
إِنَّ السَّبِيلَ لِنَصْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ *** هُوَ كَفُّ أَلْسُنِناَ عَنِ الهُجْرَانِ
لاَ غِيبَةً نُمْضِي بِهَا أَوْقَاتَناَ *** أَوْ قَذْفَناَ لِعَفَائِفِ النِّسْوَانِ
أَوْ نَمَّناَ بَيْنَ العِبَادِ فَإِنَّهُ *** شَرُّ الذُّنُوبِ مُفَرِّقُ الإِخْوَانِ
هَذَا سَبِيلُ النَّصْرِ وَحْدَهُ يَا أَخِي *** فَاسْلُكْ سَبِيلَ النَّصْرِ بِاطْمِئْنَانِ
هَذَا سَبِيلُ النَّصْرِ وَحْدَهُ يَا أَخِي *** فَاعْلَمْ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى اسْتِيقَانِ
إِنَّ السَّبِيلَ بِأَنْ تُطِيعَ مُحَمَّدًا *** فِي الأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِلاَ عِصْياَنِ
انْصُرْ نَبِيَّكَ بِاقْتِفَائِكَ نَهْجَهُ *** فِي الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ سَيَّانِ
انْصُرْ نَبِيَّكَ بِاتِّباَعِ سَبِيلِهِ *** وَاهْجُرْ سَبِيلَ الغَيِّ وَالشَّيْطاَنِ
هَذَا الَّذِي يُرْضِي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا *** وَيَغِيظُ حَقًّا دَوْلَةَ الكُفْرَانِ
هَذَا الَّذِي يُرْضِي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا *** ويُغِصُّ حَلْقَ الكَافِرِ النَّصْرَانِي
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا قَدْ تَلاَ تَالٍ لِذَا القُرْآنِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ الضُّحَى بِمَكَانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا سَارَ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ إِنْسَانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا نَاحَ طَيْرٌ فَوْقَ غُصْنِ البَانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا سَالَ مَاءٌ يَجْرِي فِي الخُلْجَانِ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** وَالصَّحْبِ وَالأَتْبَاعِ بِالإِحْسَانِ


أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي - الجزائر -



ـــــــــــــــــــ
(1) من كلام شيخنا المفضال أبي عبد الله أزهر – حفظه الله – في مقاله الماتع النّافع "الطّريقة المرضيّة في نصرة خير البريّة".
(2) شارلي إيبدو هو اسم المجلّة الفرنسيّة الفاجرة، والّتي قام بعض صحافيّيها بالاستهزاء بمقام النّبوّة والتّطاول على النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم.
(3) أقصد الشّبكة العنكبوتيّة.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 12 Jul 2015 الساعة 07:17 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 Feb 2015, 05:20 PM
أسامة العابد أسامة العابد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 159
افتراضي شكر

جزاك الله خيرا أبا ميمونة
قصيدة جميلة نسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 Feb 2015, 10:30 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 Feb 2015, 09:13 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

آمين، وجزاكما الله خير الجزاء أخويّ الفاضلين على تشجيعكما لأخيكما.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 Feb 2015, 08:35 PM
أبو عبد العزيز سمير الوالي أبو عبد العزيز سمير الوالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 125
افتراضي

جزى الله شيخنا أزهر سنيقرة على مقاله الماتع ، و نثني بالشكر على الأخ منور و نقول له جزاك الله خيرا و جعل الله أعضاء هذا المنتدى المبارك النافع مفاتيح للخير مغاليق شر ، و أسأل الله أن يجعل هذه القصائد كلها ، و هي بمثابة الجهاد بالعلم و القلم ، في موازين حسناتك يوم القيامة .
و أنقل إليك أخي منور هذه الفائدة القيمة في حكم سب الرسول و الإستهزاء به لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
قد نُقل الإجماع عن أهل العلم: أن من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استخف به، أو استهزأ به، فهو كافر ظاهراً وباطناً.
فمن تعدى على النبي صلى الله عليه وسلم، أو تعدى على أمهات المؤمنين، كأن يتكلم في عائشة رضي الله عنها وأرضاها ويغمزها كما يحدث من بعض الفسقة الفجرة الكفرة الذين يرمون عائشة رضي الله عنها وأرضاها بالزنا، فهذا المقصود منه حقيقةً هو: الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كمن يسب النبي صلى الله عليه وسلم صراحةً، أو يشير إلى ذلك ويلمح، فكل ذلك كفر يخرج من الملة، ولا يحتاج فيه إلى إقامة الحجة في هذا؛ لأنه أمر معلوم من الدين بالضرورة، وهذا الأمر ليس فيه ثمت تفريق بين النوع والعين، وإن كان الأصل الأصيل عند أهل السنة والجماعة هو التفريق بين النوع والعين، لكن السب والاستهزاء والاستخفاف بعرض النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه إقامة حجة ولا إزالة شبهة، بل الحكم أنه كافر كفراً يخرجه من الملة، ولو مات على ذلك فهو خالد مخلد في نار جهنم.
والدليل على ذلك: قول الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [التوبة:65]، فهؤلاء ما استهزئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم صراحةً، وإنما قالوا: ما نرى أصحابنا إلا أرغب بطوناً وأجبن عند اللقاء.نقلا من الصارم المسلول على شاتم الرسول .

و بالله التوفيق و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 Feb 2015, 08:08 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اللهم بارك.
ما أحسن ما جادَت به قريحتك أيها الفاضل.
أسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا، ويبارك لك فيما رزقك، فنعم ما أوتيت من مِقوَلٍ ناطق بالبيان، صادح بالسنَّة والإحسان.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 Feb 2015, 02:44 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الفاضل سمير على تشجيعك لأخيك ، و بارك فيك على ما أتحفتنا به من كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذا الباب ، و جعلني و إيّاك و سائر المسلمين من الذّابين المنافحين عن النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم بأقوالنا وأفعالنا وحركاتنا وسكناتنا.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 Feb 2015, 02:50 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء وأحسن إليك شيخي الفاضل خالد حمّودة، يسرّني والله تشجيع فاضل مثلك، أسأل الله تعالى أن يجبر تقصيري ويجعلني عند حسن الظنّ ، والله المستعان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, نصرة النّبيّ, نظم, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013