الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و اتبع هداه أمّا بعد
فإنه قد آلمتني واقعة أنبأنيها بعضُ الأحبّةِ -ممّن يدرس تخصص إمامة- مفادها أنّ أحد الأساتذة عندهم دخل قاعة الدرس يومًا وقد علا الغضبُ مُحيّاهُ واحمّرت عيناه فأزبد وأرعد*وهدد وأوعد كأن خطْبا جلَلاً قد حدث له ، ولكم أن تتصوروا ماسبب فورة غضبه ؟
وصلته معلوماتٌ خطيرةٌ جداً وهي أنّ في وسط الطلبة ثلةً من السلفيين ، وقد اكتشف (بطريقته) أنهم يحضرون دروس مشايخ السلفية بل هم من المواظبين عليها،فاشتعلت نار الحقد في قلبه وراح يهددهم ؟بعبارة عامّية قبيحة:
(الراجل فيكم يقول أنا سلفي !!؟).
فانظر-يارعاك الله- سلعةَ القومِ ومبلغهم من العلم !!، فهو الإفلاسُ -والله- لاشيءَ غيره وإلاّ فكيف يُفسر هذا الصنيع ثمّ ألا يحقّ لهؤلاء الطلبة بعد هذا أن يتمثلوا بقول القائل: أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ ---- فتخاء تنفر من النفير النافر
لمّا نُبِّـئْتُ الخبرَ هاجت مشاعري فكانت هذه القصيدة:
ألا هُبّي بِشِعْرِكِ وامْنَحِينا *** قَصيدًا وافِرًا سَلِسًا مَتِينًا
مقاطعه لأهل الشرّ رجمٌ *** نَدُكُّ بها صُرُوحَ المُبْطِلِينا
دعائمه لأهل الخير نجمٌ *** تقرّ به عيون المتقينا
إذا افتتحَ بن كلثوم بخمرٍ *** فلستُ اليوم أقفوا الجاهلينا
إذا ورث بن كلثوم كليبا *** فإنّي قد ورثت هدى ودينا
ألا من مُبلغا عني حقودا *** يهدد إخوتي حينا وحينا
يدس الرأس طورا في ترابٍ *** ويلسع لو رأ ى أنّا غفونا
يُهَدِدُ ثُلةً طُلابَ عِلْمٍ *** يرومون الهُدى شيخًا أمينًا
منِ السلفيُّ إنْ كنتم فُحُولاً *** فإني ضاربٌ ضرباً ثخيناً
منِ السلفيُّ إنْ كنتم رجالاً *** فإني قاطعٌ عنكم عرينا
أنا السلفيُّ ياهذا فأقصر *** (وأصغٍ السمْعَ أُخْبِرْكَ اليقينا)
أنا السلفيُّ ياهذا فأقصر *** فلا أبغــي سوى ذا النهج دينا
أنا السلفيُّ لا أرضــى جديدا *** لدين الله ربّ العالمينا
فإنّ النّاس في بحرٍ لُجيّ *** ولا ينجو عدا من في السفينا
فتصفيةٌ التراث لنا شِعارٌ *** وتربيةٌ كجيل الأولينا
فنأخذ علمنا غضّا طريّا *** ويأخذ غيرنا كدرا وطينا
أنا السلفيُّ ذا نهجي ودربي *** على نهج الصحابة أجمعينا
أنا السلفيُّ ذا نهجي ودربي *** على درب الهداة التابعينا
أنا السلفيُّ فقها واعتقادا *** وإن رغمت أنوفُ الحاقدينا
وما ضرّ القوافِلَ حين سارتْ *** عُواءُ ولا نُباحُ النّابِحينا
وماضر الفراتَ وُلُوغُ كلبٍ *** ولا صخرا رماه الطاعنونا
وما ضر الجبال قرون وعْلٍ *** يناطحها بها كل السنينا
ألا لا يفتري أحد علينا *** فنبطل قولةً للمفترينا
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس حباك عبد الرحمن ; 11 Dec 2016 الساعة 09:32 PM