منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 May 2019, 04:27 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله- (الحلقة السابعة)




حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله-
-الحلقة السابعة-


الحمد لله وصلّى الله وبارك وسلّم على نبيّه ومصطفاه، نبيّنا محمد، وعلى آله وصحابته، ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدّين، وبعد:
...تابع

قلتَ –عفا الله عنك-: «ويؤيِّد هذا الأصل قصَّة الرجل الذي راجع النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الزكاة وقال له: «يَا رَسُولَ اللهِ اتَّقِ اللهَ»، قَالَ: «وَيْلَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ»، قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟» قَالَ: «لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» فَقَالَ خَالِدٌ: «وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ»، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ».
التعليق: شيخ محمد –وفقك الله- لماذا غابت مثل هذه النصوص النبويّة العظيمة عن خطابِكم في هذه الفتنة؟! ولماذا لم تستندوا في قواعدكم وتوجيهاتكم على أدلة الكتاب والسنّة كما كنتم من قبل وكما ظهر في كلامك هذا؟!
يا شيخ محمد! أليس قوله صلى الله عليه وسلم: «لعلّه أن يكون يصلّي»، ينقض قاعدتَكم المُدّمِرة «العبرة بحاضر الرجل وليس بماضِيه»، والتي نشأ عن تَعمِيمها فساد عظيم، وتعدٍّ على حقوق الناس؟! ألم يكن حاضر الرجل اعتراضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فلماذا نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أفعاله وجعلها مانعا من إراقة دمه؟! ثم بيّن صلى الله عليه وسلم أنّه لم يؤمر بالتنقيب عن قلوب النّاس، وهو ما خالفتَه وخالفَه من معك في هذه الفتنة في مواطن كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: قولك في «نصيحة وتوجيه إلى منتدى التصفية والتربية»: «فضاع إخلاصُ النيَّة لله تعالى في مقالاتهم وسطورهم، وتمكَّنَتْ منهم حظوظُ النفس والهوى»! فبالله عليك يا دكتور! كيف تمكّنتَ من قلوب خصومِك واطّلعت على خفاياها؟! ألم يُنصف أهل السنة رؤوس البدعة فقرّروا بأنّهم ضيّعوا شرطَ الاتّباع، ولم يَتطرّقوا -في الغالب- إلى إخلاصِهم؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «أن يراعيَ المقاصد الشرعية من المصالح والمفاسد المترتِّبة على الهجر، مع الأخذ بعين الاعتبار تحقيقَ أكمل المصلحتين ودرءَ أعظم المفسدتين».
التعليق: سبحان الله! تتحدّثُ في كلامِك هذا عن أهل البدع ومع ذلك لم تُغفِل ضرورة مراعاة المقاصد الشرعية من المصالح والمفاسد! أمّا إخوانك الذين صرّحت بأنّك لم تُبدّعهم فلم تُقِم وزنًا -في خصومتك معهم- لهذه الاحترازات السلفية والقواعد الربّانية! فما سبب ذلك يرحمك الله؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «وذلك بمراعاة قواعد الترجيح حالَ التعارض بين المصالح والمفاسد، سواءٌ في الأمكنة التي ظهرت فيها البدعة كثرةً وقلَّةً، وحال الهاجر والمهجور، قوَّةً وضعفًا، فالمكان الذي انتشرت فيه البدعة تكون القوَّة والغلبة فيه لأهل البدع، فلا يرتدع المبتدع بالهجر، ولا يحصل المقصود الشرعيُّ للهجر، بل يُخشى زيادة الشرِّ وتفاقُمُه، فلا يُشرع ـ حينئذٍ ـ الهجرُ لرجحانية المفسدة على مصلحة الهجر».
التعليق: لا أدري هل وقف أتباعك -قبل هذه الفتنة- على هذا الباب العظيم من أبواب العلم، والمتعلّق بـ «قواعد الترجيح حال التعارض بين المصالح والمفاسد»؟! لأنّنا تحقّقنا من جهلهم بمثل هذه التأصيلات في مواجهتِهم اليوم مع إخوانهم، فظنّوا بأنّ الدفاع عن مشايخ الإصلاح كفيل بإسقاط الهجر على صاحبه، بل مجرد الامتناع عن إبداء الرأي وإظهار الموقف يوجب الهجر والتنكيل! ويا ليتَهم علموا بأنّ الدكتور قد قرّر –نظريا- قواعد ترجيحيّة مهمّة متعلقة بطرق التعامل مع المخالفين بما فيهم رؤوس أهل البدع!
قلتَ –عفا الله عنك-: «يقرِّر ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بما نصُّه: «فالهجران قد يكون مقصودُه ترْكَ سيِّئة البدعة التي هي ظلمٌ وذنبٌ وإثمٌ وفسادٌ، وقد يكون مقصوده فِعْلَ حسنة الجهاد والنهي عن المنكر وعقوبة الظالمين لينْزَجروا ويرتدعوا، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله، فإنَّ عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه وتحضُّها على فعلِ ضدِّ ظلمه: من الإيمان والسنَّة ونحو ذلك، فإذا لم يكن في هجرانه انزجارُ أحدٍ ولا انتهاءُ أحدٍ، بل بطلان كثيرٍ من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرةً مأمورًا بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوَوْن بالجهمية، فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة، وكان مداراتهم فيه دَفْعُ الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعلَّه أن يكون فيه تأليفُ الفاجر القويِّ، وكذلك لَمَّا كثر القدر في أهل البصرة، فلو تُرك روايةُ الحديث عنهم لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم، فإذا تعذَّر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلَّا بمن فيه بدعةٌ مَضرَّتُها دون مضرَّة تركِ ذلك الواجب؛ كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدةٍ مرجوحةٍ معه خيرًا من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيلٌ...وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوَّتهم وضعفهم وقلَّتهم وكثرتهم، فإنَّ المقصود به زجرُ المهجور وتأديبه ورجوع العامَّة عن مثل حاله، فإن كانت المصلحة في ذلك راجحةً بحيث يُفضي هجرُه إلى ضعف الشرِّ وخِفْيَتِه كان مشروعًا، وإن كان لا المهجور ولا غيرُه يرتدع بذلك، بل يزيد الشرُّ، والهاجر ضعيفٌ بحيث يكون مفسدةُ ذلك راجحةً على مصلحته لم يُشرع الهجر، بل يكون التأليف لبعض الناس أنْفَعَ من الهجر، والهجرُ لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتألَّف قومًا ويهجر آخَرين».
التعليق: ظهرتْ لي في هذا الموضع بعض الإشكالات، وهي على النحو التالي:
أوّلا: ذكر ابن تيمية رحمه الله في الكلام الذي نقلته عنه، أنّ من مقاصد هجر المبتدع أن يُقلع عن بدعته! فهل يا تُرى تحقّقَ هذا المقصد بعدما هجرتُم إخوانَكم؟! ولماذا لم تُقلعوا عن هذا الهجر بعدمَا عاينتُم تلك المفاسد التي جرّها هذا الهجر عليكم وعلى الدعوة السلفية؟! وما سبب مخالفتكم اليوم لكلام ابن تيمية مع أنّكم أكدتم عليه سابقا، قال رحمه الله: «فإذا لم يكن في هجرانه انزجارُ أحدٍ ولا انتهاءُ أحدٍ، بل بطلان كثيرٍ من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرةً مأمورًا بها»؟!
ثانيا: لماذا لم ترحم الضعفاء يا فضيلة الدكتور وألزمتهم باتخاذ موقف من مشايخهم وإخوانهم وقد تبيّن لك غربة الكثير منهم في مناطقهم؟! لماذا لم تُعمل هذه الدرر التيميّة التي نقلت منها الشيء الكثير ومنها كلامه ونقله عن أحمد بخصوص أهل خراسان: «أنهم لم يكونوا يقوَوْن بالجهمية، فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة، وكان مداراتهم فيه دَفْعُ الضرر عن المؤمن الضعيف».
ثالثا: لماذا نهيتَ أتباعك عن الاستفادة –لا أقول من مشايخ الإصلاح- بل ممّن لم يتخذ موقفا منهم مع أنّه لم يدافع عنهم! ولماذا أفتيتَ الكثير من السائلين بهجر المدارِس والمُدرّسين ولا ذنب لهم إلاّ ترك كلامِك والأخذ بكلام الكبار؟! وأنت الناقل عن ابن تيمية رحمه الله: «فإذا تعذَّر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلَّا بمن فيه بدعةٌ مَضرَّتُها دون مضرَّة تركِ ذلك الواجب؛ كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدةٍ مرجوحةٍ معه خيرًا من العكس».
قلت: لو نقل الكلام غيرك لقلُنا ربّما خالف الدكتور فركوس ابن تيمية في هذه الجزئية! لاسيما وقد أظهر في هذه الفتنة جلدا وصلابة وتمسّكا بالسنّة، فكيف وأنت الناقل؟! ولا ريب أنّ المتأمّل في موقف الدكتور في هذه الفتنة يجزم بأنّه لا يطبّق كلام ابن تيمية الذي نقله سبقا، ولا يرى بأنّ الواجبات تُقام بمن فيه بدعة!
رابعا: لماذا خالف الدكتور قول ابن تيمية: «ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيلٌ»، ولم يفصّل في خضمّ هذه الأحداث تلك المسائل الشائكة المتعلّقة بالرّجال والمناهج والهجر والتحذير؟!
خامسا: يا دكتور! هل كنتَ تستفصِل من السائلين في هذه الفتنة، وتسأل عن أحوالِهم عندما كنتَ تُفتِيهم بالهجر والمقاطعة والتحذير؟! لأنّ ابن تيمية فصّل وأشار إلى هذا في كلامه الذي نقلتَه عنه: «وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوَّتهم وضعفهم وقلَّتهم وكثرتهم»، فلَم نشاهد أيّ تفاوت واختلاف بين طبقات الأتباع في مسألة الهجر والتحذير، وكانوا في طبقة واحدة! إن قلتَ: ذكرتُ هذا وفصّلت! أجبت: أين أجد هذا التفصيل؟! أفي مجالِس القبّة التي تُحرّم على السامعين نقل ما فيها من كلامك أم في موقعِك الرسمي الذي تَضمَّن ما يُخالف موقفَك اليوم؟!
سادسا: حتى قضيّة تأليف القلوب لم نرَ لها أثرًا في هذه الفتنة؟! حيث ألزمتم أتباعكم بهجر من له مكانة مرموقة في قومه كأئمّة مساجد وغيرهم، ولم تُبادروا ولم تجتهدوا في تأليف قلوبهم، بل استغنيتُم عنهم وشوّهتُم صورتهم بمجرّد أن وصلكم خبرهم بأسانيد ضعيفة واهية.
سابعا: لا أظّنك يا دكتور –وفقك الله- تخالفني في أنّ مشايخ الإصلاح ومن ناصرَهم لم يرتَدعوا بعدما أمرتَ بهجرهم! ولا أدلّ على ذلك من ردودِهم وبياناتِهم التي اشتكيتَ منها كثيرا! فلماذا لم تُعمِل كلام ابن تيمية الذي نقلتَه في هذه المقالة: «وإن كان لا المهجور ولا غيرُه يرتدع بذلك، بل يزيد الشرُّ، والهاجر ضعيفٌ بحيث يكون مفسدةُ ذلك راجحةً على مصلحته لم يُشرع الهجر»؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «مسألة هجر المبتدع تندرج تحت أصلٍ كبيرٍ وهو «الولاء والبراء»، يعادى المبتدع ويُبْغَض بحسب ما معه من البدعة إذا كانت بدعتُه غيرَ مكفِّرةٍ، ولا يجوز أن يعادى من كلِّ وجهٍ كالكافر، بل يكون مبغوضًا من وجهٍ محبوبًا من وجهٍ محبَّةً باطنةً على حسب ما معه من الإيمان والتقوى من غير إظهارٍ لها أو إعلانٍ عنها، لئلَّا يضعف المَقْصِد الشرعيُّ من هجر المبتدع ولا تتأثَّرَ العامَّةُ به أو يغترُّوا بدعوته، تغليبًا لجانب «البراء» على جانب «الولاء»، من باب النصيحة والتعزير والتأديب لمن بانت بدعتُه حتى يَدَعَها ويرجع إلى سواء السبيل، وضمن هذا المنظور يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «...وإذا اجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشرٌّ، وفجورٌ وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنَّةٌ وبدعةٌ؛ استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحَسَب ما فيه من الشرِّ، فيجتمع في الشخص الواحد موجِبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللصِّ الفقير تُقْطَع يده لسرقته ويُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتَّفق عليه أهل السنَّة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلة ومن وافقهم عليه، فلم يجعلوا الناسَ إلَّا مستحقًّا للثواب فقط وإلَّا مستحقًّا للعقاب فقط».
التعليق: وهنا إشكالات أخرى أختصرها في النقاط التالية:
أوّلا: هل يجوز أن تُدرج مسألة «طعنوا في عرضي» في باب الهجر الذي تضمّنه أصل كبير وهو أصل الولاء والبراء كما ذكر ابن تيمية في كلامه الذي نقلته عنه آنفًا؟! لأنّ هذا الأصل يَنبني على الإيمان وجودًا وعدمًا، وليس على حظوظ النّفس المجرّدة! ولا أظنّك يا دكتور تربط المسألة بقضيّة الامتحان بالعلماء، لأنّ هناك فرقًا كبيرا بين قول أتباعِك عنكَ وامتحانهم بك، وبينَ قولِك أنتَ عن نفسك وامتحان النّاس بها؟!
وباختصار: امتحان النّاس بالمتبوع هذا أمر جرت به العادة سواء كان الامتحان به حقّا أو باطلا، لكن أن يَمتحِن المتبوعُ النّاس بنفسِه فهنا مكمنُ الغرابة والعجب! فأرجو البيان التفصيلي –وفقك الله-
ثانيا: لو قال قائل اليوم: يُعادى مشايخ الإصلاح ويُبْغَضون بحسب ما معهم من المُخالفة فهل كنتَ لتقبلَ منه هذا الكلام يا دكتور، لأنّك نقلتَ عن ابن تيمية رحمه الله: «يُعادى المبتدع ويُبْغَض بحسبِ ما معه من البدعة إذا كانت بدعتُه غيرَ مكفِّرةٍ، ولا يجوز أن يعادى من كلِّ وجهٍ كالكافر»؟!
ثالثا: عند التأمّل في مواقفكم في هذه الفتنة نجد أنّكم قسّمتم النّاس إلى قسمين: القسم الأوّل: فئة استحقّت الثناء والمدح فقط لأنّها سانَدتكُم! والثاني: فئة استحقّت الذمّ والتشنيع لأنّها خالفتكم!
فأخبرني يا دكتور –وفقك الله-أليس في هذا تشبّه واضح بالخوارج والمعتزلة، وعملٌ ببعضِ أصولهم، وقد نقلتَ عن ابن تيمية رحمه الله قوله: «هذا هو الأصل الذي اتَّفق عليه أهل السنَّة والجماعة، وخالفهم الخوارجُ والمعتزلة ومن وافقهم عليه، فلم يجعلوا الناسَ إلَّا مستحقًّا للثواب فقط وإلَّا مستحقًّا للعقاب فقط»؟!


الوقفة الحادية عشرة


من القضايا التي أشكلت على كثير من النّاس لاسيما من أتباعك، قضيّة «محمد حاج عيسى»، وما عُلم من تتلمذِه عليك، وثنائك عليه، مع ما ظهر من انحرافه وحزبيّته وقُطبيَّته.
وممّا زاد القضيّة تأزّما هي تلك الأجوبة التي نقلَها عنك في هذه الفتنة من يحضُر مجلسَك، والتي تصبّ في قالب واحد: زكّاه قبل أن ينحرف! من أجل هذا عزمت على مناقشتك هذه المرّة في هذه الجزئية المهمة، وسأعرض عليك بالتفصيل وجه الإشكال لعلّي أظفر هذه المرة بجواب مقنع يزيل اللبس.
وقبل ذلك لا بأس بنقل ثنائك حتّى يفهم القارئ المسألة ويربط بين فروعها:
قال الدكتور فركوس –وفقه الله- بتاريخ: «25 رجب 1432هـ، الموافق لـ 27/ 06/2011 نصراني»: «والباحث محبّ للعلم جاهد في طلبه وقد أثمرت جهوده في تأليف عشر مؤلفات مطبوعة مختلفة الأحجام ... والردّ النفيس كما له سلسلة مطويات دعوية بعنوان في طريق الإصلاح!... كما له موقع خاص على النت يحمل اسم... كما أنه مشتغل بالتدريس والخطابة».
قلت: يا دكتور فركوس –وفقك الله- علاقتك بالرجل ليست وليدة اليوم بل هي علاقة متميِّزة ضاربة في القدم، يكفي في إثبات هذه الحقيقة أن يعلم النّاس أنّك في سنة: «2003» قرّظتَ له رسالته: «عقيدة العلاّمة عبد الحميد بن باديس»، وهذا دليل واحد كفيل بإظهار مكانة الرجل عندك لأنّك من المُقلّين في باب التقريظ!
وهنا أطرح عليك بعض الإشكالات:
الأوّل: لماذا أثنيتَ على الرّجل سنة: «2011»، ورضيتَ بالإشراف على رسالته، وأنت تعلم جيدا أن إشرافك في الحقيقة يُعتبر تزكية للباحث، وفضيلة يفخر بها على أقرانه، حتّى أضحت كلماتك عندَ أتباع الرجل سببا في كثرة حاسديه! لأنّه في اعتقادهم قد حاز منقبة لا يلحقه فيها أحد، يقول عضوّ «الكلّ» المتميّز: «ما أهلك الدعوة عندنا إلا الحسد والحسّاد، ولم يُتكلَّم في الشيخ حاج عيسى إلا لأجل هذه الشهادة وأمثالها من العلامة محمد فركوس حفظهما الله، حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ»، فكيف امتدحتَه بتلك العبارات يا دكتور وتغاضيت عن انحرافه؟!
الثاني: لماذا لم تأخذ بتحذير العيد شريفي الذي كان يحذر منه منذ سنة «2003»، مع أنّك وصفتَ العيد يومها: «بأنّه على هرم المنهج، وأنّه لا يبارى في ميدانه»، كما شاع وذاع بصوتِك، وعلى فرض أنّك كنت تخالفه في هذه القضيّة –وهو بعيد جدا- لماذا لم تدافع عن تلميذك؟!
الثالث: لماذا نوّهت يوم المناقشة بكتابه: «الردّ النفيس على الطاعن في العلاّمة ابن باديس»، مع أنّه بثّ فيه شيئا من سمومه، وقد انتشر الكتاب وعرف انحرافاته أهل السنة، فقال –مثلا- كما في مقدّمته: «وفي زمن هذا التحوُّل الذي كان يستدعي تجمع ورثة الدعوة الإسلامية الصحيحة لدفع هذه الموجة، التي تبغي ضرب الإسلام من خلال تحطيم رموزه، ظهر في طريق الدعوة طائفة باغية عن الصراط غاوية، هَمُّها تتبع عورات المسلمين وصد الناس عن الدعاة المصلحين».
الرابع: في سنة «2008» ألّف محمد حاج عيسى كتابه الخطير: «منهج الألباني في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين»، وقرّر فيه -بكلّ جلاء- منهجه المنحرف، وممّا قاله فيه كما في الحاشية «27» معرّضا بالإمام ربيع: «قال أحدهم: «… حتى كلام الألباني والعثيمين هذا غلط للي يقولك في حال التقييم كما يقول الشيخ العثيمين الله يحفظه، والله لقد نصروا المنهج السلفي وهدموا منهج الموازنات»، فلماذا يا دكتور بقيت تثني عليه ثلاث سنوات بعد تأليفه لهذا الكتاب؟! فهل يا ترى لم يبلغك انحرافه مع أنّ الكتاب طار به الناس -مدحا وقدحا- وأحدث يومها ضجّة في الساحة الدعوية حتى بعض الحلبيين ردّ عليه! ومّما كتب في الرد عليه مقال كتبه سفيان الجزائري في «منتديات التصفية» بتاريخ: «14 /12/2009»: بعنوان: «وقفة منهجية هادئة مع كتاب منهج الألباني في مسائل التبديع والتحذير من المخالفين»، والغريب أنّ لزهر علّق على المقال! فكيف خفي عنك هذا وكنت من أكثر الناس متابعة لمنتدى التصفية!
الخامس: يا دكتور –وفقك الله- ألِفنا سماع ثناءات المشرفين على طلاّبهم، وكان مدحهم للطالب ينحصر عادة في جهوده في الكتاب وفي قيمة بحثه، أمّا أنت يا دكتور فقد عمّمت مدحك وأدخلت فيه حياة الرجل الدعويّة، وأشدت بموقعه وشهرت به، وذكرت حتى سلسلة مطوياته! ولم تفوّت حتى فرصة بيان انشغاله بالخطابة والتدريس، ألا يستحق هذا الرجل الذي بالغت في الثناء عليه أن تحذر منه ببيان رسمي؟! لاسيما وموقعه الذي نوّهت به قد رفعَ فيه أخس الكتابات ومنها على سبيل المثال: «مقالات في نقد المداخلة والدكتور ربيع المدخلي»! فالقضيّة يا دكتور أكبر حجما من أن نحصرها في جواب من أجوبة مجالس القبّة أو اعتذار مختصر تقوله في ذلكم المجلس الذي لا تجعل في حلّ من ينقل منه شيئا! والله المستعان.
السادس: لقد تناقل النّاس كلامك في الرجل وانتقادك له في بعض مجالسك وكان هذا قبل مناقشته لرسالة الدكتوراه! فلماذا نسخت انتقادك وأثنيت عليه مرة أخرى؟! وممّن نقل موقفك قبل الثناء –وأنت تعرفه جيدا- محمد صهيب العاصمي فقال يوم «06 /03 /2009»: «أمّا الشيخ محمد حاج عيسى وفقه الله، فإنه ممن درسوا على الشيخ فركوس، وله رسالة بتقريضه –كذا-، وإنما بعد صدور رسالة منهج الألباني، ومباشرة الشيخ محمد حاج عيسى وفقه الله مشاركة بعض الجمعيات المخالفة للمنهج السلفي كجمعية العلماء الحالية مثلا في الندوات والمحاضرات والاختلاط بهم، من باب نصحهم وإرجاعهم إلى الحق، أقول بعد ذلك، بيَّن الشيخ فركوس عدم موافقته على هذه الطريقة.... كلام الشيخ محمد علي فركوس الذي نقلتُه، هو ما سمعتُه عنه مباشرة، وأنت تعلم أن الشيخ وفقه الله لا يأذن حالياً بالتسجيل».
قلت: لماذا تغيّر موقفك بعد هذه الواقعة وأثنيت على الرجل وأشرفت على رسالته؟!
تنبيه: أُذكّر الدكتور بأنّنا تجاوزنا قضية التفتيش عن عدالة الناقل والتحقّق من منهج الشهود وعقيدتهم! لأنّ القضيّة قَتلَها المفرّقة بحثا وخلصوا –بأفعالهم- إلى جواز ذلك! فأدانوا مشايخ الإصلاح بشهادات المنحرفين، والدكتور على علم بهذا، بل كان مشاركا طيلة هذه الفتنة في تقرير هذا المسلك الدخيل على أهل السنة.


الوقفة الثانية عشرة


كتبتَ –عفا الله عنّي وعنك- جوابا عن سؤال بتاريخ: «10 جمادى الثانية 1432 هـ، المـوافق لـ: 13ماي 2011 نصراني»، وهو في موقعك الرسمي «برقم: 1103» تحت عنوان: «في علم الجرح والتعديل بين المعترض والمقتدي»، أشكلت عليّ أشياء في جوابك هذا أذكرها باختصار:
قلتَ –عفا الله عنك-: «علمُ الجَرْح والتعديل يُعَدُّ مِنْ أهمِّ علوم الحديث وأعظمِها شأنًا وأبعدِها أثرًا؛ إذ به يتميَّز الصحيحُ مِنَ الضعيف، والمقبولُ مِنَ المردود، والأصيلُ مِنَ الدخيل، والكلامُ في الرواة والشهود والدعاة ضرورةٌ للكشف عن أحوالهم؛ صيانةً للسنَّة المطهَّرة، وحفظًا للشريعة، وتحذيرًا للمسلمين، وتثبيتًا للحقوق، وجَرْحُ المجروحين مِنَ الرواة والشهود والدعاة مِنَ الأسباب المبيحة للغِيبة بإجماع المسلمين، بل قد يكون واجبًا للحاجة، وقد استُثْنِيَ مِنْ أصل الغِيبة المحرَّمة لأنَّ غرضَه صحيحٌ وشرعيٌّ».
التعليق: دكتور فركوس –وفقك الله- بما أنّ علم الجرح والتعديل بهذه المنزلة العظيمة فلماذا لم تعتنِ به وتشتهر بالكلام فيه؟! وبما أنّ الكلام في الرواة والشهود والدعاة ضرورة للكشف عن أحوالهم فلماذا كنت تقول دائما: «أنا لا أذكر الأسماء»! وقد سمع هذا منك الكثير من السلفيين، ويذكر كلامك كل طالب علم كان قريبا منك، وكنت تؤكده في لقاءاتك مع إخوانك في دار الفضيلة! فما هو سبب بعدك عن هذا المضمار؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «والكلامُ في بيانِ أحوال المجروحين يُعَدُّ وسيلةً لا غايةً في حدِّ ذاته، لا يقوم بهذه المَهَمَّة إلَّا أهلُ العلم المعروفون بالأمانة والنزاهة والعدلِ في الحكم، مع الدقَّة في البحث عن أحوالهم، إلى جانب التقوى والورع، والتجرُّدِ مِنَ التعصُّب والهوى، والْتزامِ الحَيْطة والأدب في نقد الرجال؛ حذرًا مِنِ انتهاك الأعراض وتجريحِ الناس مِنْ غيرِ مسوِّغٍ شرعيٍّ».
التعليق: لم نشاهد –للأسف الشديد- عُشر هذه القيود في هذه الفتنة! ولم نلتمس في المتكلّمين ممّن ناصرك أيّ تحقيق لهذه الشروط الدقيقة! فهل سفهاء هذه المحنة وعلى رأسهم: بويران، ويونسي، وقرازة، وزرارقة، ومقراني وبوسنة وحرّي يُعتبرون عندك من أهل العلم الذين عُرفوا بالأمانة والنزاهة والعدل؟! كيف ذلك ومتى؟! وهل حقّق جيش المُبرقَعين في وسائل التواصل شرط التقوى والورع والتجرّد من التعصب والهوى؟! لماذا لم ينعكِس في هذه الفتنة الجارفة تعظيمك النظري لهذا العلم العزيز؟! لماذا فتحت المجال لكلّ من هبّ ودبّ ليدافع عنك ولم تشترط عليهم –بلسان حالك- إلاّ شرط الولاء لشخصِك؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «لذلك اشترط العلماءُ في قَبولِ الجَرْحِ بيانَ سببِه مفصَّلًا على أَرْجَحِ الأقوال، وهو اختيارُ ابنِ الصلاح والنوويِّ وغيرِهما».
التعليق: ها أنت تُرجّح في كلامك النظري لزوم بيان أسباب الجرح مفصّلا! فلماذا غيّرت رأيك في هذه الفتنة ورجّحت -بلسان حالك- القول الثاني، ولم تَهتمّ ببيان أسباب الجرح، ولم تُجب السائلين عنه وأحلتهم على قاعدة: «الزمن جزء من العلاج»؟! ولماذا أنكرت اليوم وشنّعتَ على السلفيّين الذين طالبوك بأسباب الجرح، واعتبرهم مُتعصّبوك خصوما لك واتهموهم بالطعن فيك! وليس لهم ذنب إلاّ أنّهم طالبوك بأسباب الجرح، وبعدها ردّوا كلامك المجرّد عن بيان الأسباب!
قلتَ –عفا الله عنك-: «ولا يُعَوَّلُ على تجريح الأئمَّة العدول في إثبات الجَرْح وترتيبِ نتائجه عليه مِنْ غيرِ ذِكْرٍ لسبب الجَرْح».
التعليق: ما أعزّ هذا الدّين وما أعظم هذا المنهج، سبحان الله! الأئمّة العدول لا يُعوّل على تجريحهم الخالي من الأدلّة والأسباب الحاملة على التجريح! فيا دكتور أيّ جريمة ارتكبها من ردّ كلامك بعدما تيقّن أنّه كلام مُبهم ليس فيه ذكر لأسباب الجرح؟! فهل لك خصوصية لم يبلغها حتى الأئمة العدول؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «وإنما يُعتمَدُ على جَرْحهم غيرِ المفسَّر في التوقُّف في المجروح حتَّى يتبيَّن حالُه».
التعليق: وهذه لفتة مهمّة تخفى على جماهير النّاس لاسيما المتعصبون لكم في هذه الفتنة! فالإمام في هذه الشأن إذا تكلّم في الرجل من غير أن يذكر أسباب الجرح فقوله معتمد في التوقّف في المجروح! فلماذا رددتُم تجريح الإمام ربيع بن هادي لجمعة ولزهر بحجّة أن الجرح غير مفسّر؟! فهل الشيخ ربيع ليس من علماء الجرح والتعديل؟! لا أظنّك يا دكتور تنازع في هذا.
والحاصل: حتى لو فرضنا بأنّ تجريح العلامة ربيع لم يرتكز على أدلّة، فينبغي في هذه الحالة أن يُتوقَّف في هذين الرّجلين! كما قرّرتَ أنتَ في كلامك السّالف.
قلتَ –عفا الله عنك-: «فالعلماءُ مِنْ أهل الأثر وأهلِ النظر ـ الذين قاموا بما أوجب اللهُ عليهم مِنْ حماية الدين والعقيدة والسنَّة ـ هم وَرَثَةُ الأنبياء وحَمَلَةُ الدين، وقد أجمع العلماءُ على هدايتهم ودرايتهم؛ فلا يجوز الطعنُ فيهم وتنقُّصُهم حتَّى ولو حَصَلَ خطأٌ في الاجتهاد لأنهم طلبوا الحقَّ بدليله؛ فعملُهم صوابٌ وإِنْ لم يُوفَّقوا لإصابة الحقِّ؛ إذ الفرقُ قائمٌ بين الصواب والإصابة».
التعليق: ما هو نصيب الإمامين ربيع وعبيد –حفظهما الله- من هذا التقرير النّظري السّديد؟! أليسا من علماء الأثر والنظر الذين قاموا بهذا الواجب حماية للدين والعقيدة والسنة؟! أليسا من ورثة الأنبياء وحملة الدين؟! ألم يُجمع العلماء على هدياتهم ودِرايتهم؟! لماذا طعنتُم فيهم يا دكتور ولم تُصوِّبوا عملهم بعدما اعتقدتُم خطأهم في هذه الفتنة؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «وتقريرًا لهذا الأصل مِنْ أصول أهل السنَّة يقول أبو جعفرٍ الطحاويُّ ـ رحمه الله ـ: «وعلماءُ السلف مِنَ السابقين ومَنْ بعدهم مِنَ التابعين ـ أهلِ الخير والأثر، وأهلِ الفقه والنظر ـ لا يُذْكَرون إلَّا بالجميل، ومَنْ ذَكَرَهم بسوءٍ فهو على غيرِ السبيل».
التعليق: هل من الذكر الجميل أن يقال عنهم: «لافاج»، و«لسنا عبيدا لعبيد»، و«لا أدري هل عبيد طالب علم أم عالم»؟! وهل من الذكر الجميل أن يُطعن في بطانتهم، وتُوصف فلذات أكبادهم بالإجرام والشرّ؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «لا ينبغي المبادَرةُ بالاعتراض على علماء الأمَّة الموثوقِ بعلمهم وأمانتهم في موضع الاجتهاد، ونَقْدِهم دون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ وتوثُّقٍ؛ فإنَّ الاعتراض مِنْ أجلِ ذاتِ الاعتراض والنقدِ ليس له تفسيرٌ إلَّا إرادةَ الحطِّ مِنْ شأن العلماء، والتقليلِ مِنْ قدرِهم، وتهوينِ مناصبهم، وتقصُّدَ المعترِضِ إلى إثباتِ ذاته والعلوِّ بنفسه، ومَنْ رمى مِنْ وراءِ اعتراضه إلى الوصول لهذه المقاصدِ فهو مِنْ أهلِ الاعتراض لا مِنْ أهل الاقتداء».
التعليق: لماذا كنتَ تبادر بالاعتراض على وصايا الأئمة في هذه الفتنة؟! فكان أتباعك يُهرولون إليك بعد كلّ صوتية تبلغهم من علماء المِلّة، وينتظرون تحليلك لنصائِحهم، فكانت تخرج كلمة العالم ليلا ويَتبعُها اعتراضك فجرًا! فهل يحق لنا أن نقول: اعتراض الدكتور: «ليس له تفسيرٌ إلَّا إرادةَ الحطِّ مِنْ شأن العلماء، والتقليلِ مِنْ قدرِهم، وتهوينِ مناصبهم»، وأنّه تقصّد «إلى إثباتِ ذاته والعلوِّ بنفسه»؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «قال الشاطبيُّ ـ رحمه الله ـ: «إنَّ العالِمَ المعلومَ بالأمانة والصدق والجريِ على سُنَن أهل الفضل والدين والورع إذا سُئِل عن نازلةٍ فأجاب، أو عرضَتْ له حالةٌ يَبْعُدُ العهدُ بمثلها، أو لا تقعُ مِنْ فهمِ السامع موقِعَها؛ أَنْ لا يُواجَه بالاعتراض والنقد، فإِنْ عَرَضَ إشكالٌ فالتوقُّفُ أَوْلى بالنجاح وأحرى بإدراك البغيةِ إِنْ شاء الله تعالى».
التعليق: ألم يكن توقفك -على الأقلّ-في هذه الفتنة بعدما بلغك كلام الأئمة أولى بالنجاح وأحرى بإدراك البُغية، كما ذكر الشاطبي في كلمته التي نقلتها في مقالك؟! لأنّ المتكلّم في قضيّتكم والحاكم فيها هو ربيع بن هادي، وهو على حسب كلام الشاطبي: «معلوم بالأمانة والصدق والجريِ على سُنَن أهل الفضل والدين والورع»، وبما أنّ كلماته لم تقع من فهمِك موقعها فلماذا لم تتريّث حتى يستَبين لك سبب توجّه الشيخ في هذه القضيّة؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «أمَّا إِنْ كان الاعتراضُ صحيحًا مبنيًّا على التوثُّق والتثبُّت وصدقِ النيَّة وظهورِ الحجَّة، ومصحوبًا بأدب الحوار والمناقشة؛ فذلك مطلوبٌ شرعًا؛ للإجماع على عدمِ عصمة العلماء مِنْ جهةٍ، وللتعاون الأخويِّ المبنيِّ على البرِّ والتقوى والتواصي بالحقِّ مِنْ جهةٍ ثانيةٍ».
التعليق: أين هم أتباعك من هذه الكلمات! ليتَهم استفادوا منها، فقد جهلوا هذه القيود مع أنّ واضعها والمتكلّم فيها هو –في اعتقادهم- إمام المحنة وشيخ السلفية! هؤلاء المساكين يعتقدون بأنّ مجرّد الاعتراض عليك بغض النّظر عن تحقق الشروط هو جريمة نكراء، فكيف إذا لم تتحقق! هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: تقرّر في كلامك هذا أنّ الاعتراض على العالم مطلوب شرعا وذكرتَ عِلّة هذا الحكم وهي على شِقَّين: «للإجماع على عدمِ عصمة العلماء مِنْ جهةٍ، وللتعاون الأخويِّ المبنيِّ على البرّ والتقوى والتواصي بالحقِّ مِنْ جهةٍ ثانيةٍ»، فهل كنت تعتقد العصمة في نفسك عندما منعتَ النّاس من الاعتراض؟! أمّ أنّ نقدك لا يُحقق التعاون الأخويّ المبنيّ على البرّ والتقوى والتواصي بالحق؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «ولا شكَّ أنَّ البغي على الخَلْق بَلْهَ خيارهم والاستعلاءَ عليهم ـ بحقٍّ أو بغير حقٍّ ـ خُلُقٌ مَمْقوتٌ وذميمٌ لا يعكس المنهجَ التربويَّ السويَّ، وبعيدٌ عن دعوةِ أهل السنَّة والجماعة الذين الْتزموا ـ في طريقِ دعوتهم ـ التمسُّكَ بمعالي الأخلاق وكريمِ الآداب ونَهَوْا عن سفسافها: رديئِها، وحقيرِها، قال ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ موضِّحًا دعوتَهم: «ويَدْعون إلى مكارمِ الأخلاق ومحاسنِ الأعمال، ويعتقدون معنَى قولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»... وينهَوْن عن الفخر والخُيَلَاء والبغي...».
التعليق: ما أجمل العلم حين يُصدّقه العمل! ففي الميدان النظري كل النّاس تذمّ البغي، وتحث على مكارم الأخلاق لكن في الميدان التطبيقي لا ترى في أكثر الخائضين إلا التَعثّر والتخلّف والتناقض!
والله يا دكتور وأنا أقرأ كلام ابن تيمية: «وينهَوْن عن الفخر والخُيَلَاء والبغي»، تذكرتُ أقوالك في هذه الفتنة: «عملي يضاهي عملهم»، «جعلني معه في مستوى واحد، شيخ محمد شيخ محمد»، «وقفت وحدي»، وغيرها من الكلمات التي تنضح بالفخر على إخوانك! تذكرت كذلك جمعة وعصابته وأنا أقرأ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق، تذكرت تلك الجراح الغائرة! تذكرتُ الكلاب الناطقة والعاوية! فعن أيّ خلق حسن تَتحدّثون!

الوقفة الثالثة عشرة


كتبتَ –عفا الله عنّي وعنك- جوابا عن سؤال بتاريخ: «20 جمادى الأولى 1428هـ، المـوافق لـ: 06 جوان 2007 نصراني»، وهو في موقعك الرسمي «برقم: 685» تحت عنوان: «الجرح والتعديل من مسائل الاجتهاد»، أشكلت عليّ أشياء في جوابك هذا أذكرها باختصار:
قلتَ –عفا الله عنك-: «أقوالُ العلماء في الجرح والتعديلِ أو في كلامِ بعضِهم في بعضٍ أمرٌ اجتهاديٌّ يَقبلُ الإصابةَ والخطأَ، والمجتهدُ مأجورٌ على اجتهادِهِ وإن أخطأَ فله أجرٌ واحدٌ، فهو بكُلِّ حالٍ مأجورٌ، والإثمُ عنه مرفوعٌ، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ».
التعليق: لن أسألك عن صحّة ما ذهبت إليه يا دكتور! ولن أناقشك في تفسير قولك هذا، وعن معانيه التي قصدتها، بل أسألك عن أمر مهمّ: بما أنّك تعتقد أنّ أقوال العلماء في الجرح والتعديل من المسائل الاجتهادية التي تقبل الإصابة والخطأ، ويكون المجتهد فيها مأجورا على الحالتين -سواء أخطأ أم أصاب- فلماذا لم يظهر أثر هذا الترجيح في هذه الأيّام التي أعلنتم فيها حربكم على إخوانكم؟! لماذا تعاملتُم مع من خالفكم من أئمة السنة بازدواجية مفضوحة! فشنّعتم على خصومكم -بل حتى على أتباعكم ممّن توقّف ابتداء- وكأنّهم خالفوا نصوصا منزّلة من السماء! وهم في الحقيقة خالفوا آراءكم الاجتهادية القابلة للخطأ والصواب! وبما أنّ العالم المجتهد يدور بين الأجر والأجرين فما سبب كل ذلك التشنيع الذي صدر منكم ومن أتباعكم في حقّ أئمة السنّة! ألم يسعكم الاعتذار لهم وإفهام الجهلة بأنّ الأجر يلحق هؤلاء الأئمة حتى لو أخطؤوا؟! لماذا دخلتم مضائق الطعن وسوء الظن والنيل من هؤلاء الأئمة؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «ويترتَّب على ذلك ما ورد في السؤال من سعة الصدر وعدمِ التشنيعِ على المخالف وحملِهِ على أحسنِ المحامل؛ لأنّ الأصلَ في العلماء أنهم أهلُ عَدْلٍ وإنصافٍِ، وإنما قد يقع منهم من الطَّعن غيرِ المعتبر لِهَوًى، ومسالكُ الهوى ومساربه دقيقَةٌ، والمعصومُ من عصمه اللهُ».
التعليق: هل يرضيك يا دكتور أن أقول: «لأنّ الأصلَ في ابن هادي والدكتور فركوس وجمعة ولزهر أنهم أهلُ عَدْلٍ وإنصافٍِ، وإنّما قد يقع منهم من الطَّعن غيرِ المعتبر لِهَوًى، ومسالكُ الهوى ومساربه دقيقَةٌ، والمعصومُ من عصمه اللهُ»، هل يقبل أتباعك هذا الطرح؟! إن قلتَ: لا! أجبتك: وهل أنتم أشرف من هؤلاء العلماء الذين تحدثت عنهم في كلامك، أم أنّكم لا ترون أنفسكم من العلماء؟! وإن قلت: نعم يرضيني هذا الكلام! قلت: فلماذا تهجّمتُم وشنّعتم على من قال بأقلّ من هذا الكلام في حقكم وذكَّر الناس بِبشريَّتِكم!
يا دكتور –وفقك الله- لقد عارضك إخوانك لأنّهم فهموا حقيقة ما ذكرتَه في كلامك النّظري، وعلموا بأنّ «مسالكُ الهوى ومساربه دقيقَةٌ، والمعصومُ من عصمه اللهُ»، من أجل هذا لم يسكتوا عن باطلك، وهي من فضائلهم الجليلة.
قلتَ –عفا الله عنك-: «قال الإمام الذهبي: «لسنا ندَّعِي في أئمَّةِ الجرح والتعديل العصمةَ من الغلط النادِرِ، ولا من الكلام بنَفَسٍ حادٍّ فيمن بينه وبينهم شحناء وإحنة، وقد عُلِمَ أنّ كثيرًا من كلامِ الأقران بعضِهم في بعض مُهْدَرٌ لا عبرةَ به، لا سيما إذا وَثَّقَ الرجلَ جماعةٌ يلوح على قولهم الإنصاف...وكلام الأقران بعضِهم في بعضٍ لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلاّ من عصمه الله، وما علمت أنّ عصرًا من الأعصار سَلِمَ أهلُهُ من ذلك سِوَى الأنبياءِ والصدِّيقين ولو شئتُ لسَرَدْتُ من ذلك كراريس».
التعليق: سبحان الله! حتّى لو بلغ العالم رتبة الإمامة، وحتى لو كانت إمامته في الجرح والتعديل -وهو فنّ عزيز لم تتميّز به إلاّ طائفة من المحدثين! إذ ليس كل إمام في الحديث هو إمام في الجرح والتعديل- قلت: حتى لو بلغ هذه المنزلة العليّة فيجوز في عُرف السلفيّين أن يُقال عن أحد هؤلاء الأئمة الأفذاذ بأنّه بشر ليس بمعصوم، ويوصف كلامه في النّاس بالحدّة ويقال بأنّ مصدر كلامه الشحناء والإحنة، فيُرد كلامه بسبب ذلك ولا يكون حكمه مُعتبرا عند المُنصفين! كلّ هذا يقرّره الدكتور في كلامه وفي نقله عن الذهبي! لكن إذا نظرنا في مُجريات الأحداث لوجدنا شيئا آخر لا يمتّ بصلة إلى هذه التقريرات النظرية! فمع أنّ الدكتور لم يصل إلى درجة الإمامة فضلا أن يصلها في ميدان الجرح والتعديل فمع ذلك اعتُبر كلامه من الحقّ الذي يَحرمُ ردّه، وكأنّه مؤيّد من السماء!
يا دكتور أسألك: فمثلا لو ترجّح لعاقل بأنّ كلامك في الشيخ عبد الغني من كلام الأقران، وقد استفاد منكم في كلامك النّظري بأنّ كلام الأقران «بعضهم في بعضٍ لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد»، ثم لاح له ما ذكرتَه من عداوة وحسد! فهل عليه عتب أو لوم إن هو اعتبر كلامك من جرح الأقران؟! لأنّ الترجيح متعلّق به وليس بك، وهو لا ينتظر منك تبريرا أو خروجا من خانة التّهمة في هذه الجزئية، فهو إيمان رسخ في قلبه بأنّك قرين للشيخ عبد الغني ولم يَحمِلك على الكلام فيه إلاّ الحسد!
قلتَ –عفا الله عنك-: «وقال ابنُ عبد البر: «إنّ من صحّت عدالتُهُ، وثبتت في العلم أمانتُهُ، وبانت ثقتُهُ وعنايته بالعلم لم يُلتفتْ إلى قول أحدٍ إلاّ أن يأتي في جرحه بِبَيِّنَةٍ عادلةٍ يصحُّ بها جرحه على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدات والمعاينة».
التعليق: يا دكتور لقد قال خصومكم في هذه الفتنة بنفس كلام ابن عبد البرّ لكنّكم حكمتم على أقوالهم بالموازنات! فأخبرني: هل قصد ابن عبد البر في كلامه هذا الترجمة؟! بالطبع لا! فقد تكلّم عن مسائل الجرح والتعديل وبيّن بأنّ الرجل العدل الثقة والمشتهر بالأمانة لا يُقبل فيه الكلام إلاّ إذا جاء مفسّرا! وفي هذه الفتنة وبعد أن ذكّركم العقلاء بمنزلة خصومكم من العلماء والمشايخ والطلبة، وذكروا لكم عدالتهم وأمانتهم قلتم: العبرة بحاضر الرجل! وحكمتُم على كلامهم بأنّه موازنات! وهي من أغرب أحكامكم في هذه الفتنة.
قلتَ –عفا الله عنك-: «لا ينبغي أن يفهم أنّ قاعدة: «الجَرْحُ مُقَدَّمٌ عَلَى التَّعْدِيلِ» على إطلاقها، بحيث تردُّ قاعدة: «كَلاَمُ الأَقْرَانِ فِي بَعْضٍ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى»؛ لأنَّ الصحيح أنه إذا لم تدلَّ على جَرحه بيِّنةٌ عادلةٌ بقيتْ عدالتُهُ قائمةً خاصّةً إذا كَثُرَ مادحوه، وقلَّ جارحوه».
التعليق: أوّلا: بهذا الكلام يا دكتور تكون قد نسفتَ قاعدة «التهميش» من جذورها! لأنّ القاعدة تُقرّر بأنّ المتكلّم فيه والمختلف عليه يُهمّش حتى يَتبيّن حاله وصِدقُه! أمّا في كلامك النّظري المنقول آنفا فتقول فيه: «الصحيح أنه إذا لم تدلَّ على جَرحه بيِّنةٌ عادلةٌ بقيتْ عدالتُهُ قائمةً»! ومنه نفهم بأنّ مدار المسألة على الأدلّة –وجودا وعدما-! بخلاف منظور «التهميش» فمداره على وجود الخلاف بغضّ النظر عن ثبوت الأدلّة وأسباب الجرح.
ثانيا: هذا موضع من المواضع النّادرة التي رأينا عملك يا دكتور قد وافق علمك! فقد ركّزتَ في هذا المقال على مسألة «جرح الأقران» ما يُشعر بأنّها من المسائل المؤثّرة التي لا ينبغي إهمالها، وقد طبّقت هذا الكلام في هذه الفتنة عندما تكلّمت عن جرح الإمام ربيع –حفظه الله- لمحمد بن هادي وذكرت قضيّة «النفوس»! لكن للأسف فقد اعترى تطبيقك لهذه القاعدة خلل كبير لأنّك وظفتها في جهة واحدة فقط! ولم تسمح لنفسك ولا لأتباعك بمجرد التفكير بأنّ هذه القاعدة قد يصلح تطبيقها كذلك على كلام ابن هادي وعلى كلامكم في إخوانكم! لأنّه يُحتمل جدّا أن يكون لابن هادي ولكم نصيب منها، ويكون جرحكم لإخوانكم من جرح الأقران الذي يُطوى ولا يروى! فأخبرني –وفقك الله-ما الذي يمنع من ذلك؟! فأنتَ بشر لست بمعصوم!
ثالثا: ذكرتَ –وفقك الله- قرينة قويّة في باب الحكم على الناس، فأشرت إليها بقولك: «بَقيتْ عدالتُهُ قائمةً خاصّةً إذا كَثُرَ مادحوه، وقلَّ جارحوه»، فلماذا لم تُعمل هذه القرينة في خصومتِك مع مشايخ الإصلاح وقد كثر مادحوهم وقلّ جارحوهم؟! لماذا لم تطبقها وهي -كما ظهر في كلامك- من أداوت الترجيح الدقيقة؟! بل المُحزن في الموضوع يا دكتور هو استحضاركم لهذه الحقيقة ودفعكم لها، وذلك عندما قلتم: «ولو زكّاهم ألف عالم!»، وكأنّكم صِرتم تعتقدون اليوم بأنّ كثرة المادحين تُعتبر من أقوى أدلّة الجرح! والله المستعان.
قلتَ –عفا الله عنك-: «قال التّاج السبكي: «الحذر كلّ الحذر أن تفهم قاعدتهم: «الجرح مُقدَّم على التعديل» على إطلاقها، بل الصواب أنّ من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالّة على سبب جرحه من تعصُّب مذهبيٍّ أو غيرِه لم يلتفت إلى جرحه».
التعليق: بعد التأمّل في كلام السبكي لاسيما قوله: «وكانت هناك قرينة دالّة على سبب جرحه من تعصُّب مذهبيٍّ أو غيرِه لم يلتفت إلى جرحه»، أسألك يا دكتور: ألم يكن الأجدر بك أن تفتح باب النقاش، وتلج معترك الحوار، وتفهم من إخوانك وطلبتك ما أشكل عليهم في هذه الفتنة بعدما ظهرت لهم قرينة دلّتهم على سبب جرحك، وأن منشأه التعصّب وغيره من الآفات التي تُسقط جرح الجارح مهما بلغت منزلته؟! لماذا يا دكتور –غفر الله لك- هربت من هذا الجوّ العلميّ الذي تُهيمنُ فيه هذه القواعد العلميّة على جميع النّاس؟!
قلتَ –عفا الله عنك-: «ثمّ زاد -رحمه الله- قائلاً: «عرفناك أنّ الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسّره في حقّ من غلبت طاعته على معاصيه، ومادحوه على ذامّيه، ومُزَكُّوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذٍ فلا يلتفت لكلام الثوريِّ وغيرِه في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيرِه في مالكٍ، وابنِ معينٍ في الشافعي، والنسائيِّ في أحمدَ بنِ صالحٍ ونحوِه، ولو أطلقنا تقديم الجرحِ لَمَا سَلِمَ لنا أحدٌ من الأئمّة، إذ ما من إمامٍ إلاّ وقد طَعَنَ فيه الطاعنون، وهَلَكَ فيه الهالكون».
التعليق: السبكي يقرّر في كلامه الذي نقلته في مقالك هذا، بأنّ الجارح لا يشفع له تفسيره للجرح إنّ ثبتَت في حقّه مُنافسة دنيويّة! ولا شكّ أنّ سبب كلّ هذا الاحتراز راجع إلى حرمة الأعراض لاسيما أعراض العلماء! فلماذا يا دكتور قرّرتم اليوم في نفوس الأتباع بأنّ مجرّد ذكر الخطأ بدليلِه هو جرح يحرم ردّه ويلزم العمل به هكذا من غير نظر إلى قصد الجارح ونوع الجرح!
وبكل اختصار: ما الغرض من تَغييب مثل هذه التأصيلات العلمية العظيمة في هذا الباب العظيم من أبواب الدّين؟! وما هو القصد من زرع بذور التعصب في قلوب الشباب المسكين الذي لا ينظر غالبا في كتب العلم -بما فيها كُتبك- فلو أنّ هؤلاء المتعصبة وقفوا على كلام السبكي الذي نقلتَه، وتأمّلوا في قوله: «لا يلتفت لكلام الثوريِّ وغيرِه في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيرِه في مالكٍ، وابنِ معينٍ في الشافعي، والنسائيِّ في أحمدَ بنِ صالحٍ»، لوجدناهم مُطمئنّين وهم يستمعون إلى قول القائل: «أخطأ الشيخ فركوس، ولا يلتفت إلى كلامه!»، إذ ليست منزلته بأعلى من منزلة الثوري والنسائي وابن أبي ذئب! رحمهم الله.
قلتَ –عفا الله عنك-: «أمّا إذا قامت البيِّنة العادلة على خطئه أو عُرِضَ كلامُهُ على الكتاب والسُّنَّة فخالفهما فإنّ قولَه مردود، ولا يلزم -حَسَب قواعدِ أهل العلم- أن يبدّع أو يحكم بخروجه من أهل السنّة بمجرّد خطئه في المسائل العلمية والعملية، فإن أصرَّ على خطئه أو بانت معصيته فالجَرح المفسّر مقدَّمٌ على التعديل لاشتماله على زيادة علم».
التعليق: يا دكتور متى ظهر لك إصرارُنا على الخطأ حتى قبلتَ جرح جمعة فينا؟! أليس الحكم على الرّجل بالإصرار مشروط بمرور فترة مُعيّنة من الوقت بناء عليها يُحكم على الرجل بالإصرار على باطله؟!
كيف نجمع يا دكتور بين تقريرك النظري وتقريرك التطبيقي! فقد اشترطتَ نظريا في قبول الجرح: أن يكون مُفسّرا واضحا، وأن يُصرّ عليه المجروح! أمّا عمليا في فتنة اليوم فردّ كلامك كفيل بالحكم على صاحبه بأنّه مصرّ معاند، ولا أظنك قد استوعبتَ أحوال الجماهير التي أفتيتَ بهجرِها، ولا أعتقد كذلك بأنّك وقفت على أخبارهم بالتفصيل الذي يجعلك تفرّق بكل أريحيّة بين المُصرّ المعاند والمعذور الباحث عن الحق!
وهنا لفتة مهمّة: قرأنا لجُمعة وهو ويزعم بأنّ أخطاءكم متعلقة بالمسائل العلمية، بخلاف أخطاء مشايخ الإصلاح! لكنّك جعلت الإصرار -في مقالك هذا- هو مناط قبول الجرح سواء كان متعلقا بالمسائل العلمية أو العملية، فقلت: «ولا يلزم حَسَب قواعدِ أهل العلم أن يبدّع أو يحكم بخروجه من أهل السنّة بمجرّد خطئه في المسائل العلمية والعملية، فإن أصرَّ على خطئه أو بانت معصيته فالجَرح المفسّر مقدَّمٌ على التعديل لاشتماله على زيادة علم».
قلتَ –عفا الله عنك-: «أمّا إن جهل مراده فينظر في سيرة المجتهد إن كانت حسنةً حمل كلامه على الوجه الحسن، لقوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}، وإن كانت سيرته غيرَ ذلك حمل كلامه على الوجه السيِّء لقوله تعالى:{وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا}.
التعليق: أوّلا: في هذا الكلام دفع لقاعدة التهميش! لأنّ الكثير من المختلف فيهم لم يُعلم مراد كلامهم! فإذا طبّقنا هذه القاعدة التي ذكرتها هنا فعلينا أن ننظر في سيرة الرجل ولا يحق لنا أن نحكم بتهميشه حتى يظهر حاله!
ثانيا: ينبغي أن يضاف قيد مهمّ: وهو أن تكون سيرته التي نحكم بها على مراده ثابتة صحيحة! لأنّنا رأيناكم في هذه الفتنة قد حرّفتم سيرة أقوام، كما فعلتم في قضية «كان مع فالح»! لذلك ينبغي أن يُفصّل الكلام في هذه الجزئية، وألاّ يُترك لأهواء الناس وأمزجتهم التي لا تَتقيّد بِقيد!
دكتور –وفقك الله-كأنّي عرفتُ الآن سبب إساءتك الظن بإخوانك: فأنتَ تعتقد فيهم بأنّهم كانوا مخالفين منذ القديم! وكانوا يُبيّتون لك الشرّ، ويَقفون مع أعدائك، فهذه هي سيرتهم في نظرك! لذلك لم تَجتهد في معرفة مُرادهم في كلماتهم التي صدرت عنهم في هذه الفتنة، وأعملتَ فيهم مباشرة هذه القاعدة بمفهومِها المعكوس، وجعلتَ سيرتَهم السيّئة التي تَوهّمتَها كاشفة عن مقاصدهم ومبرّرة لسوء الظنّ بهم.
قلتَ –عفا الله عنك-: «أمّا إذا عرف مراد المتكلّم لكنه جهل حكم الشرع فيه، فالواجب أن يمسك عنه ولا يجوز له أن يتكلّم إلا بعلم، فالعلم ما قام الدليل عليه، وشهد له البرهان وأيّدته الحجّة».
التعليق: أوجّه كلامي للمتعصّبين للدكتور: انظروا جيّدا في هذا الكلام الذي حرّره شيخكم وليس خصومكم، فهو يؤكد لكم بأنّ تَحققكم من سوء نيّة خصومكم لا يُبيح لكم أن تحكموا على جميع أعمالهم بالبطلان! ولا يُجيز لكم أن تتقوّلوا على الله وتذمّوا كل ما يَصدر منهم، لأنّ: «العلم ما قام الدليل عليه، وشهد له البرهان وأيّدته الحجّة».

الوقفة الرابعة عشرة


دكتور فركوس –وفقك الله- وقفتُ كما وقف غيري منذ زمان بعيد على ثناء بعض المخالفين الواضحين عليك، واستمعتُ إلى تأييدهم وشاهدت تودّدهم لك، وكنّا نحسن الظن بكم ونقول بأنّ سهام الشيخ لم تُصب هؤلاء لذلك يستغلّون طيبته ويستثمرون في صمته عليهم، لكن وبعد مرور الوقت أشكل علينا هذا الأمر لاسيما وقد أظهرتم في هذه الأيّام قوّة وصلابة، وألزمتم إخوانكم بإظهار مواقفهم من المخالفين، وصار ثناء أحد المخالفين على مشايخ الإصلاح من أقوى أسباب الجرح! فبناء على ذلك تغيّرت نَظرتنا إلى مواقف أهل البدع منك، وأشكل علينا ثناء هؤلاء عليك، لأنّ في عُرف أهل السنة من قديم الزمان أنّ من رضي عنه أهل البدع ففي منهجه دخن.
وحتى يظهر وجه الإشكال أكثر، أذكر بعض الأمثلة: المثال الأوّل: ففي برنامج: «نقاش على المباشر»، الذي تبثّه: «قناة النهار»، وكان بعنوان: «جدل واسع بسبب رسالة الشيخ فركوس»، اتّصل رجل حزبي اشتُهرَ بـ «أبي صالح الجزائري»، وهو من جماعة الثوري حمداش، والنّاطق الرسمي باسمه في وهران، وهو معروف بخرجاته في القنوات.
وممّا قاله في مداخلته مدافعا عنك: «فلا ريب أنّ القاصي والدّاني يعلم مكانة الدكتور الشيخ فركوس على أنّه رجل أصوليّ فقيه..حتى ولو سلّمنا جدلا أنّ الشيخ فركوس أخطأ في بيانه هذا لا يعني أنّنا نُذهب كل ما يحمله من بضاعة علمية ومن سلامة المعتقد وسلامة المنهج وتضلّعه في أصول الفقه والفقه عموما».
رابط المداخلة:
https://www.youtube.com/watch?v=bT5Mkj8CzRY

المثال الثاني: ...


...يتبع

كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
ليلة الأربعاء: 26 شعبان 1440 هجري
الموافق لـ 01/05/2019 نصراني

الجزائر العاصمة

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg رضوان.jpg‏ (69.3 كيلوبايت, المشاهدات 5198)
نوع الملف: jpg رضوان 2.jpg‏ (243.5 كيلوبايت, المشاهدات 5643)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 May 2019, 08:53 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك أيها المرابط
إنها أنوار كاشفة بتعليقات هادفة وتساؤلات مشروعة موضحة!
فذاك الذي نقلته منهج الشيخ فركوس النظري العلمي الذي قرره في كتبه وموقعه الرسمي اليوم يخالفه في التطبيق العملي
واليوم جئت بتطبيقه العملي ومعاملته قبل الفتنة قريباً لحاج عيسى الذي لا يختلف في انحرافه
فلينظر العقلاء بعين الإنصاف و ليعلموا أنه ليس للتهميش
ها هنا معنى ولا مكان فإنما هي تأصيلات الشيخ فركوس وتقريراته التي بثها في كتبه ترد عليه ومنهجه الذي سار عليه يظهر اليوم أنه خالفه!

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 03 May 2019 الساعة 08:56 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 May 2019, 09:12 PM
كريم بنايرية كريم بنايرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2019
المشاركات: 113
افتراضي

بارك الله فيكم ونفع بكم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 May 2019, 10:12 PM
أبو معاذ صالح الجزائري أبو معاذ صالح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
الدولة: مدينة بشار الجزائر
المشاركات: 46
افتراضي

جزاك الله خيرا و نفع بك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 May 2019, 10:21 PM
جمال بوعون جمال بوعون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 103
افتراضي

بارك الله فيك أبا معاذ على هذا المقال الرائع، فهو إلزامات قوية يلزمُ الدكتور أن يجيب عنها، أو يعترف بخطئه في حق إخوانه.
وإن المتأمل فيما قرره أبو معاذ حفظه الله في مقالاته الطيبة هذه يجد البعد والبون الشاسع بين ما قرره الدكتور فركوس من تأصيلات في مقالاته-وهي حق في غالبها- وبين تعامله-وهو باطل- مع إخوانه مشايخ الإصلاح في هذه الفتنة العمياء.
ثم إذا تيقن العاقل المتأملُ هذا الفرق والبون علِم أن مواقف المفرقين إنما بُنيت على غير أساس شرعي ولا على طريق سلفي، بل بُنِيت-وهذا ما تدل عليه القرائن- على الظلم و حظوظ النفس.
فالواجب على الدكتور و أتباعه أن يراجعوا أنفسهم وأن يتداركوا الأمر قبل فوات الأوان فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولن يضروا إلا أنفسهم.
حياك الله أبا معاذ مرة أخرى و جزاك الله خيرا على ما تبذله في بيان الحق ودحض الباطل.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03 May 2019, 10:35 PM
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 214
افتراضي

بارك الله في المرابط .
الحقيقة أن الحوار فيه إلزامات قوية ، لا مناص للمحاوَر من الإقرار بها والعمل بنظائرها وإلا فالعيب حاصل لا محالة مكمنه التفريق بين المتماثلات .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03 May 2019, 10:42 PM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي المرابط على هذه المجهودات التي تبذلها في سبيل نصرة الحق والمظلومين
ستبقى هذه الكتابات -بإذن الله- شاهدةً على تناقضات الدكتور وظلمه لإخوانه الدعاة
ولا أدري كيف تسمح نفسه بأن تخرج كل هذه الردود القوية عليه ويبقى مكتوف اليدين؟
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03 May 2019, 11:21 PM
أبو محمد وليد حميدة أبو محمد وليد حميدة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 129
افتراضي

‏جزاك الله خيرا يا شيخ مرابط
نقدك في محله فهذه المواقف التي صدرت من الشيخ فركوس لا ينبغي السكوت عنها
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04 May 2019, 12:00 AM
أبو بثينة إبراهيم عباوي أبو بثينة إبراهيم عباوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 56
افتراضي

بارك الله فيك وفي قلمك أيها المرابط والله حوار هادئ وممتع كله علم وأدب في الخطاب
جزاك الله كل خيرا وسدد رميك وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04 May 2019, 12:48 AM
مزراق أحمد مزراق أحمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 33
افتراضي

جزاك الله خيرا، وكتب الله لك أعظم الأجر والثواب، وجعل كتاباتك سببا في إطفاء هذه الفتنة المفرقة لقلب السلفيين.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 04 May 2019, 02:46 AM
فاتح بن دلاج فاتح بن دلاج غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 156
افتراضي

بوركت أبا معاذ سؤالات في محلها لابد لها من جوابات مقنعة ومن قرأ هذا الحوار الهادئ بعين الانصاف وبعبدا عن التعصب يدرك أن المعاملة التي عومل بها مشايخ الاصلاح في هذه الفتنة الهوجاء لا تمت بصلة بما قرره الشيخ فركوس وفقه الله من تأصيلات منهجية في كتاباته ( نسأل الله أن يهدي من ظل عن الطريق الى الحق الذي اصبح واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار مؤيدا بكلام كبار أهل العلم الأفذاذ من أمثال الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ حسن مرزوق البنا ...).
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04 May 2019, 12:34 PM
عمر رحلي عمر رحلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 111
افتراضي

لما ظهر أول رد مزلزل لقلعة الفتن من رجالات الإصلاح ،ألا وهو رد الشيخ الفاضل خالد حمودة على جمعة ،حينها أدرك القوم صولة العلم وحدة سهامه، فبعدها بيوم ظهرت فتوى التهميش التى أغلقت آذان الشباب وقلوبهم عن الحق وملئت تقديسا لفركوس حتى لايقرؤوا ،لكن مقالات الفحول ومنها هذا المقال وكذلك فضائح القوم ،جعلت كثيرا من الشباب يرجع والعاقبة للبقية الباقية.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04 May 2019, 12:40 PM
أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 94
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ، امتحان صعب للدكتور فلابد له من إجابات مقنعة حتى يوفق بين منهجه النظري و منهجه التطبيقي وإلا فالدكتور واقع في ازدواجية الأقوال والأعمال ويوم الامتحان يكرم المرء أو يهان.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04 May 2019, 12:53 PM
كمال بن سعيد كمال بن سعيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 238
افتراضي

جزاك اللّه خيرا أبا معاذ مقال فيه رد للشبه المنتشرة بين الاتباع من كلام شيخهم ومن موقعه الرسمي فلا مجال للتشغيب فالنظر إلى كلام الدكتور ونقولاته على موقعه الرسمي كاف لمعرفة الخطأ من الصواب و الحق من الباطل وهذا لظهور التناقض على ما نسمعه من تأصيلات وتقريرات مخالفة لما ينشر على موقعه المعتمد فهل نأخذ بكلامه السابق ام بما ينشره في مجالسه بالقبة مع العلم أنه ينكر أي فتوى لم ترد في الموقع و واللّه العاقل لو تدبر في هذا التناقض فقط لأدرك خطورة الأمر فالفتنة فرقت ومزقت أوصال هذه الدعوة ومرت عليها قرابة السنتين ولا أحد طالب عالم البلد بكتابة رد مفصل مؤصل للتحذير من إخوانه بالحجج والبراهين والحمد للّه الذي سخر لنا من العلماء من يبين ويحذر من هذا المنهج الجديد فاللّه اللّه في لزوم غرز الأكابر ولزوم الحق الذي بينوه.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 05 May 2019, 09:37 AM
محسن سلاطنية محسن سلاطنية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 320
افتراضي

جزاك الله خيرا أيها المرابط وبارك فيك.
ياللأسف لمّا يكون التنظير والتقعيد في واد والعمل والتطبيق في واد آخر !، المحفوظ والمثبت في الموقع على قواعد ومنهج والمعمول به في هذه الفتنة قواعد أخرى ومنهج مغاير! فاتضح التناقض لكل ذي لب ولاح الاضطراب لكل ذي عينين، فزادهم يقينا إلى يقينهم وبصيرة إلى بصيرتهم بفساد طريقة القوم في هذه الفتنة وبعدهم عن الحق. فياليت قومي وإخواننا لنا -غُرِّر بهم وخدعهم بهرج فتنة المُفرقين وغرَّتهم أسماء رؤوسهم فظنوهم على شيء - يعلمون الحق ويتبعونه ، ولا يقدمون على الدليل والحجة والبرهان أحدا كائنا من كان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013