[[ ... البِدَعُ إذَا كََانَت مَيْتَةً فادْفنُوهَا وَ اسْتَرِيحُوا مِنْهَا ... ]]

[أبو فهر وليد]

#مِنْ_وَصَايَا_الْعُلَمَاءِ_لِلشَبَابِ

[[ ... البِدَعُ إذَا كََانَت مَيْتَةً فادْفنُوهَا وَ اسْتَرِيحُوا مِنْهَا ... ]]

سُئِلَ الشَّيْخُ رَبِيع بن هاَدِي المَدخَلِي - حَفِظَهُ اللهُ وَ رَعاَهُ وَ مَتَعَهُ بالصِّحَةِ وَ العَافِيَةِ - سُؤاَلاً مَفَادُهُ : ـــــــ

"السُؤَالُ :
يقول أحد الدعاة جواباً على سؤال طرح عليه يقول : إذا كان أنتم الآن في المغرب إيش علاقة أبي الحسن في المغرب يقصد : أبا الحسن المأربي ، لم يأتكم أبو الحسن إلى المغرب و تعرفون أبا الحسن في المغرب و ليس عنده كتب و لا دعوة و لا تلاميذ و لا أي شيء في هذا الأمر ، لماذا تقحمون أنفسكم في أمر لستم بحاجة إليه ، و بخاصة أنتم تعرفون أن هذه القضية حيث وردت أفسدت و فرقت و شتتت ، يعني كأنكم تنتظرون بهذا الجمع الذي أنتم فيه أن يتفرق في قضية لا ثمرة بها عندكم ، انظروا إلى أدلة أهل العلم كلام أهل العلم ما يثبت فيه من صواب و حجة و بينة اقبلوه و ما لم يكن ذلك فلا تقبلوه مع التقدير و الاحترام ، نرجو التعليق على هذه الكلمة ؟

الجَوَابُ :
إن كان الأمر كما ذكر هذا المعارض الذي قرأت كلامه إن كان لا وجود له و لا لكتبه و لا لأشرطته و لا لأقواله فلا تخوضوا في أمره.
البدع إذا كانت ميتة فادفنوها و استريحوا منها ، و إن كانت موجودة أو موجود شئ من شر في كتبه أو اشرطته ينتشر فحذروا من هذا الشر ، و كأن في كلامه تناقضاً يعني يقول انظروا إن كان حقًّ فاقبلوه و إن كان باطلاً فارفضوه ، معناه أنه هناك شيء موجود !
فهو ينكر في أول كلامه وجود أي شيء من آثاره و كلامه و كتبه [لا يوجد] ، ثم يقول فانظر في أي شيء غير موجود.
الشاهد : إن كان كما ذكر في أول كلامه أنه لا يوجد له صوت و لا كلام و لا يوجد له كتاب و لا شريط و لا شيء فأريحوا أنفسكم منه ، و إن كان يوجد و منتشر و كذا فباطل ، احذروا منه و بالحكمة و الموعظة الحسنة ، ماهو بالمصادمات و المشاحنات ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ)) [سورة النحل: 125].
و إذا كان كان هناك ناس موجودون متعصبون له و يدافعون عنه بالباطل فأريحوا أنفسكم منهم ، كثير من الصوفية أقرب إلى الفطرة من هؤلاء المعاندين ، و كثير منهم من له استعداد و تقبل للحق ، فاشغلوا أنفسكم بما ينفع الله الناس به ، لأننا جربنا هؤلاء الأحزاب إنهم كالأرض السبخة لا ينبت فيها شيء ، و قلوب كثير من الصوفية أقرب إلى الفطرة من قلوبهم فلا تضيعوا أوقاتكم في الجدال معهم"(1)اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ((كلمة و نصحية لشباب أغادير بالمغرب)) (اللُبَابُ مِن مَجْمُوعِ نَصاَئِح وَ تَوْجِيهاَتِ الشَّيْخِ رَبِيع للشَبَاب) (ص 36-37).