منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 May 2016, 07:28 PM
أبو سلمة يوسف عسكري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [النَّمِيمَةُ مِنَ الأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ] الكلمة الشهرية لموقع راية الإصلاح لفضيلة الشيخ د. رضا بوشامة -حفظه الله-


النَّمِيمَةُ مِنَ الأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ

إن من الأخلاق الرذيلة والصفات الذَّميمة والخِلال الوَضِيعة التي حذر منها ربنا في كتابه ونبينا عليه الصلاة والسلام في سنته، لكن لا زال الناس يمارسونها بشتى الوسائل القديمة والحديثة: خلق النميمة، والنميمة هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.

فغرض النمام الوقيعة بين الناس وبين الزوج وزوجه وبين الأخ وأخيه والصديق وصديقه فيفسد الذي كان ما بينهما من ودٍّ وأخوة وألفة أو تعامل تجاري دنيوي قائم على الخير والنجاح،
كل ذلك بكلمة واحدة قد يقولها كاذبا أو لا تحتمل ما قاله ووشى به.

قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيم﴾، فوصف الله تعالى النمام بأسوأ حَالِهِ بِأَنَّهُ يَتَجَشَّمُ الْمَشَقَّةَ ويمشي لِأَجْلِ النَّمِيمَةِ والإفساد بين الأحبة.

وفي حاضرنا المعاصر يزداد الأمر سوءا؛ لأنَّ النَّمامَ يستعمل كلَّ الوسائل الحديثة من هواتف نقالة ورسائل قصيرة ومواقع التَّواصل الاجتماعي،
ولا يستدعي منه أن يُكثر الخطى ويتنقل لأجل النميمة بين بلدة وأخرى، بل يمشي في ذلك مشيا معنويا لا حراك به إلا بلسانه ويده.

فهو خُلق ذميم وانتشاره في المرأة أكثر من الرجل بل أصبح جزءا من شخصية كثير من النسوة؛ لأنَّ المرأة بطبعها تميل إلى الكلام في شؤون الآخرين حتى تظهر بأنها مطلعة وفاقت بنات جنسها، فتقع في الإفساد بين الأحبة شعرت أو لم تشعر خاصة إن كانت ذات بيان وحسنَ كلام فإنَّ من البيان لسحرا.

روى مسلم في صحيحه (2606) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ: الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ؛ والعضْه في لغة قريش: السِّحر، والعاضه: الساحر.

وسُميت النميمة سحرًا لأنَّ عمل النَّمَّام يوصل إلى ما يوصل إليه عمل الساحر من التفريق بين المرء وزوجه والأخ وأخيه، ينشر البغضاءَ والشحناءَ والفسادَ والفرقةَ والعداوة،
فمن هنا شابه عمل الساحر بل قد يكون أشدَّ.

قال يحي بن أبي كثير رحمه الله: «يُفسد النمام والكذابُ في ساعة ما لا يُفسد الساحر في سنة» [«حلية الأولياء» (3 /70)].

لذا جاء النهي الشديد عنها والتحذير الأكيد من الوقوع في شراكها، روى البخاري في «الأدب المفرد» (323) وغيره وحسَّنه الألباني عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ ،
الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ» .

وصاحب النَّمِّ كالداء العِيـاء إذا ما ارفَضَّ في الجلد يجري ها هنا وهنا يُبدي ويُخبر عن عورات صاحبه ومـا يرى عنده مـن صـــالحٍ دفنـا فالنَّمُّ خُلق ذميمٌ وداء عُضال في المجتمع
يبعث الفتن ويقطع الصلات ويزرع العنتَ والتَّناحر، يفرق الجماعات يجعل الصديقين عدوين والزوجين متنافرين بله مطلَّقَين، والمتقاربين متباعدين، فيوقع بين أهل البراءة الشُّرور.
فمن أجل هذا؛ حُقَّ فيه الجزاء المرتب على عمله في قول النبي عليه الصلاة والسلام: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ» [مسلم (105) من حديث حذيفة ـ رضي الله عنه ـ]،
فَالجزاء من جنس العمل، وما ربك بظلام للعبيد.

بل إنَّ النمام يُعذَّب قبل ذلك في قبره جزاءً على ما جناه بلسانه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه و سلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة
فسمع صوت إنسانين يُعذَّبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم" «يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ»، ثم قال: «بلى، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ»
[البخاري (216)].

فالنميمة كبيرة من الكبائر وآفة من الآفات تنبئ عن اختلال في الأخلاق وبُعد عن مراقبة العليِّ الخلاق، صاحبها مطبوع في قلبه حبُّ السوءِ والشقاق، والحسد والنفاق،
عديمُ المروءة ذو شخصية دنيِّة، عاجزٌ أي يصل إلى ما وصل له الكِرام من الرُّتَب العلية، فيعيبُهم وينتقصهم ويوقع بينهم، حتى يزول ما هم فيه من الخير والاجتماع والألفة السوية.
فالنميمة آفةٌ من الآفات المقيتة التي يزدريها أهل المروءات والفضائل، فعلي المسلم والمسلمة اجتناب ما يغضب الربَّ سبحانه ويودي بصاحبه في الإثم والهلاك،
فإن ابتُلِيَ أحدٌ ونقل الأخبار وفضح الأخيار، فليوقِنْ أنَّ الله تعالى له بالمرصاد، وأنَّه مُطَّلِعٌ على السِّرِّ وأخفى، ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾،
فيتوب إلى الله ويعمل بوصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

ولْتَعْلَمِ المرأةُ المسلمة أنَّ أكثر الأسباب الموقعة في النميمة: الفراغُ وكثرة الكلام، فلتَعْمُرْ وقتها بذكر الله وما يعود عليها وعلى أهل بيتها بالنفع في دينها ودنياها، ولتعلمْ أنَّ أكثر ما يوجب العذاب في الآخرة ويطرح الناسَ في النار ما تحصدُه هذه الألسن من الكلمات الباطلة والآفات القاتلة.

فعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويُباعدني من النار، قال: «لَقَدْ سألْتَني عَنْ عَظِيمٍ، وإنَّهُ لَيَسِيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ:
تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ،
ثم قال: ألا أدُلُّكَ على أبْوَابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ الخَطِيئَةَ كما يُطْفىءُ المَاءُ النارَ، وَصَلاةُ الرَّجل من جَوْفِ اللَّيلِ»، ثم تلا: (تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجعِ) حتى بلغ (يَعْمَلُونَ)،
ثم قال: «أَلَا أُخْبِرُكَ برَأْسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟» قلت: بلى يا رسول الله! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ»،
ثم قال: «ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟» قلت: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه قال: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، قلت: يا رسول الله! وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا معاذ،
وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ ـ أو: على مناخرهم ـ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟» [«جامع الترمذي» (2616) وصححه الألباني].

ويجب على النمَّام الواشي أن يحذر عقوبةَ الله في الدنيا قبل عقوبته في الآخرة، وليعلَمْ أنَّ من أوقعَ بينه وبين أحبَّته وأصدقائه مظلومٌ والظلم ظلمات يوم القيامة، ودعوتُه ليس بينها وبين الله حجاب.

ففي «الصحيحين» عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: «شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ فعزله واستعمل عليهم عمَّارًا،
فشكوا حتى ذكروا أنه لا يُحسن يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق إنَّ هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟
قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنتُ أصلي بهم صلاةَ رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أَخْرِمُ عنها، أصلي صلاة العشاء فأركُد في الأولَيَيْن وأُخِفُّ في الأُخرَيَيْن.
قال: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق، فأرسَلَ معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهلَ الكوفة ولم يَدَع مسجدا إلا سأل عنه ويُثنون معروفًا حتى دخل مسجدا لبني عَبس
فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أمَّا إذ نشدتنا فإنَّ سعدًا كان لا يَسيرُ بالسَّريَّة، ولا يَقسِمُ بالسَّويَّةِ، ولا يَعدِلُ في القضيَّةِ.
قال سعد: أما والله لأدعوَنَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدُك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً فأطِل عُمْرَه وأَطِلْ فقرَه وعرِّضه بالفِتن.
وكان بعدُ إذا سُئل يقول: شيخٌ كبيرٌ مفتونٌ أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيتُه بعدُ قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرَّض للجواري في الطرق يَغمزُهنَّ» [البخاري(755)، ومسلم (453)].

وعلى من نُقِل إليه الحديث وأوقعوا بينه وبين من كان لديه حميمًا صديقًا، فسمعَ كلامَهم وعادى مَن أحبَّهم، أن يَعلَمَ أنَّ الله تعالى نهى عن استماع أقوال النَّمام وطاعته،
وأمرك باتِّباع الحق مِن مظنَّته، ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين.

روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر عنده وشايةً في رجل آخر، فقال عمر: «إن شئت حقَّقْنَا هذا الأمرَ الَّذي تقول فيه وننظر فيما نسبتَه إليه؛
فإن كنتَ كاذبًا فأنت من هذه الآية: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنَبَأٍ فَتَبيَّنُوا وإن كنتَ صادقًا فأنت من هذه الآية: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ،
وإن شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا».

والنَّمام إذا نَقَل إليك حديثًا فسينقل إلى غيرك حديثك، فلا تقبل منه ما لا تحبُّ أن يُقبل فيك، ففي أمثال العرب: «مَن نقل إليك فقد نَقَلَ عنك، ومَن نمَّ لك نمَّ عليك».
لا تقبـلــنَّ نميمة بُلِّغتهـــا وتحفَظنَّ من الذي أنباكـهـا إنَّ الذي أهدى إليك نميمةً سينمُّ عنك بمثلها قد حاكها فلا تفتح على نفسك أبواب الشرِّ بالسماع لكل ناقل والعمل بكل خبر باطل.

نسأل الله أن يحفظنا من شر الأشرار وعمل الفجار، وأن يجمع بيننا وبين أحبتها على المودة والصفاء والخير والوفاء.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 May 2016, 11:47 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

موضوع مهمّ جدا.
بارك الله في شيخنا الدكتور وجزاه الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 May 2016, 12:36 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

جزى الله خيرًا شيخنا رضا بوشامة على هذه الكلمة الشهرية و بارك الله في جهود مشايخنا.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 May 2016, 05:38 PM
إبراهيم بويران إبراهيم بويران غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 313
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي يوسف على هذا النقل الطيب، وبارك الله في شيخنا الفاضل رضا بو شامة على تنبيهه و تذكيره بخطورة النميمة و النمامين المفسدين في الأرض، ليحذرهم الناس و يحذروا من كيدهم .
صدق شيخنا رضا إذ قال:[فغرض النمام الوقيعة بين الناس وبين الزوج وزوجه وبين الأخ وأخيه والصديق وصديقه فيفسد الذي كان ما بينهما من ودٍّ وأخوة وألفة أو تعامل تجاري دنيوي قائم على الخير والنجاح،
كل ذلك بكلمة واحدة قد يقولها كاذبا أو لا تحتمل ما قاله و وشى به ] .
نعم، كل ذلك كما قال شيخنا يكون بكلمة واحدة من النمام الذي لا يخاف الله و لا يتقيه، و إذا عرفنا ذلك فهمنا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:[إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا]، و أحسب أن كلمة النمام من أول ما يدخل في مراد هذا الحديث لما تفضي إليه من المفاسد العظيمة التي ذكر شيخنا رضا بعضها، و يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم:[وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ ـ أو: على مناخرهم ـ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟»] .و من أخبث حصائد الألسنة: النميمة الذميمة.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 May 2016, 01:34 AM
محمد ناصف الدرابلي محمد ناصف الدرابلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 90
افتراضي

بارك الله في شيخنا الفاضل رضا بوشامة ، فإن هذا الداء عمت به البلوى والله المستعان ..فلا يزال الرجل ينم وينم حتى يكتب عند الله نماما والعياذ بالله ..فعلينا ألا نستهين بما تصنعه النميمة في المجتمعات الإسلامية فإنها داء عضال ، وعلينا أن نرد ما يأتي به النمام سواءً أراد الوقيعة بينك وبين من تحب أو بينك وبين من تكره ، ولا يحملك بغضك رجلا أن تقبل النميمة فيه حرصاً منك على أن تجد ما تعيبه به لأن ذلك من أسباب الخذلان والعياذ بالله فلا تتربص لأن من هداه الله فلا مضل له .
وقد تربص الكرابيسي بأحمد ابن حنبل رحمه الله فقال :" لأقولن كلمة حتى يقول أحمد بخلافها فيكفر ،فقال : القرآن مخلوق.إنتهى.
قال الله عز وجل ": ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون "
قال الإمام السعدي في تفسيره :" أي لا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط بل كما تشهدون لوليكم فاشهدوا عليه وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له ولو كان كافرا أو مبتدعا فإنه يجب العدل فيه وقبول ما يأتي به من الحق لأنه حق لا لأنه قاله ولا يرد الحق لأجل قوله فإن هذا ظلم للحق "إنتهى.

وهكذا بالحق والعدل تختفي آثار هذا المرض الخبيث ويقضى على الفتن في وقت قل فيه الصادقون ، قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في كتابه تحذير أولي الألباب":"ومن أسباب تفريق الكلمة وشتات السلفيين هو نصب مشايخ يعقد عليهم الولاء والبراء وإيضاح ذلك أن كثيراً من طلاب العلم لا يتقبلون ما قرره مشايخهم الذين امتلأت قلوبهم من محبتهم فمن رد على هؤلاء المشايخ عادوه ومقتوه غير مكترثين بإقامة الدليل الصحيح الصحيح الذي لا يقبل التأويل وهذه هي الحزبية بعينها يزعمون أنهم يبغضونها ويبدعون أهلها ويضللونهم لكنهم وقعوا فيها بهذا المسلك التعصبي للأشخاص ".انتهى.

...هكذا يعالج دعاة السنة ظواهر تمزق المجتمع ومن أخطرها " النميمة " . لكن الحلبيين والرحيليين وغيرهم تجدهم يطعنون بالباطل في الشباب السلفي ويلبسون على الناس بأنهم نمامون والغرض من ذلك الطعن في أخبارهم في مسلك عجيب لرد خبر الثقة ، لأنهم إذا ردوا خبر الثقات مباشرة لصاح بهم عوام أهل السنة لكنهم يسلكون مسلك الطعن بالباطل والظلم في الشباب السلفي فإذا حملوهم من أسباب الفسق ما برأهم الله منه ، سهل بعد ذلك الطعن في أخبارهم .
في مقال " التلبيس والتعمية سبيل أهل الباطل" للشيخ فركوس حفظه الله أو للإدارة. قال:"والتلبيس هو إظهار الباطل في صورة الحق ومزج الحق بالباطل بالكتمان والتعمية هو سبيل أهل الباطل "وقال " ولا يجوز تعمية الحق أو تلبيسه على وجه يعطل الحق ويصرفه الملبس على الناس بالإشتباه والتضليل " وقال"ولا يخفى أنه بانتفاء الصدق يحل الغش والخداع والتزوير والتغرير والمكر والتلبيس والخيانة وهذه الأوصاف القبيحة لا تكون خلقا لمسلم بحال" انتهى.

..ثم إن التلبيس في مسألة النميمة قد فصل فيها العلماء لكن هؤلاء الحلبيين يذكرون ما لهم ولا يذكرون ماعليهم فهم أصحاب هوى والعياذ بالله .
قال الشيخ الفوزان في " الملخص في شرح كتاب التوحيد" تحت باب " من هزل بشيء فيه ذكر الله.." أن ذكر أفعال الفساق لولاة الأمور ليردعوهم ليس من الغيبة والنميمة بل هو من النصيحة لله ورسوله لأئمة المسلمين وعامتهم"انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تحت الباب نفسه في شرح المسألة الثالثة " الفرق بين النميمة والنصيحة لله ورسوله" قال:"..وأما النصيحة لله ورسوله فلا يقصد بها ذلك وإنما يقصد بها احترام شعائر الله عز وجل وإقامة الحدود وحفظ الشريعة وعوف بن مالك نقل كلام هذا الرجل لأجل أن يقام عليه الحد أو ما يجب أن يقام عليه وليس قصده مجرد النميمة ومن ذلك لو أن رجلا اعتمد على شخص ووثق به وهذا الشخص يكشف سره ويستهزىء به في المجالس فإنك إذا أخبرت هذا الرجل بذلك فليس هذا من النميمة بل من النصيحة ".انتهى.
وخاصةً إذا كان الطاعن في أهل العلم والفضل من أهل السنة .

قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله في رده على الحلبي :"لم يكتف الحلبي بطعوناته المسمومة في العلماء السلفيين حتى طعن في الشباب السلفي الذين يتبعون الحق الذي يدعو إليه العلماء السلفيون والمنهج السلفي ويحذرون من الباطل الذي يحذر منه العلماء السلفيون ، وذنب الشباب السلفي عند الحلبي إلا أنهم سألوا العلماء عن ضلالات من يدافع الحلبي عنهم كأبي الحسن وغيره وما يبثونه بين صفوف الشباب من شبهات وباطل من القول فغضب الحلبي منهم ورماهم بالدواهي والفواقر..وإذا كان الحلبي لا يريد لكلامه أن ينقل للعلماء فلماذا تكلم به بين الشباب ؟!..فكيف يسمع الشباب كلام الحلبي الذي اشتمل على الباطل ولا يبلغونه للعلماء ليناصحوه وليردوا باطله الذي انتشر بين الشباب لبيان وجه الصواب فيه ؟! .إنتهى..ثم ساق حفظه الله الأدلة على جواز ذلك من السنة ومنهج الصحابة والتابعين أكتفي منه بنقل كلام الحافظ بن حجر رحمه الله حيث قال عن حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله ...الحديث .قال الحافظ :"فيه جواز تبليغ مالا يجوز للمقول فيه ولا يعد " نميمة" مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا ".انتهى.

قال الشيخ ربيع حفظه الله في رده على الحلبي :"فالسلفيون الصادقون الذين يحاربهم الحلبي وحزبه بالسفسطات وقلب الحقائق وجعل الحق باطلا والباطل حقا لا ينتقدون من أباطيلكم إلا ما سمعوه بأصواتكم ..

اللهم اهدنا وثبتنا على الحق وعليك بالمعتدين يارب العالمين .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 May 2016, 01:18 PM
أبو سلمة يوسف عسكري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الله المستعان،
الحجة أُقيمت علينا من خلال مقالات هذا الصرح، سواءً كانت مقالات منهحية عقدية، أو ما كان منها متعلقا بالتزكية والأخلاق، فالبِدار البِدار إلى الأفعال أيُّها الرجال، فإنَّه من خالفتْ أقوالُه أفعالَه، تحولتْ أفعالُه أفعَى له -كما يقال-.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013