منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Aug 2017, 03:20 PM
أبو الفوزان محمد أمين الجزائري أبو الفوزان محمد أمين الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 17
افتراضي كيف يؤصل طالب العلم نفسه؟ للشيخ محمد بازمول

1 - من حرم الأصول حرم الوصول
يورد بعض أهل العلم هذه العبارة، للدلالة على أهمية أن يهتم طالب العلم بمعرفة أصول العلم، في كل باب؛
أصل الدين (العقيدة)
أصول التفسير.
أصول الفقه.
أصول علم الحديث.
أصول البلاغة.
أصول النحو.
أصول الصرف.
وكذا أصول الأبواب .
فإذا تعلم الطالب أصول الأبواب العلم وصل إلى أن يكون عالماً بها !
ويبدو لي - والله اعلم - أن الأهم من ذلك أن يتعلم طالب العلم ما يحفظ له دينه وعلمه من الخسران والهلاك.
والعبرة بعلماء بني إسرائيل!
فقد تجد من يحسن الكلام في أصول العلوم والأبواب، وهو معدود من أهل الضلال والفسق!
فليست العبرة بعلم أصول العلم والأبواب، إنما العبرة بالأصول التي تنجيه من الهلاك والخسران، وتؤصل له علمه، بحيث يقوده بإذن الله إلى دار السلام ، التي يسعى للوصول إليها كل مسلم .
وهذا المعنى - عندي - هو المقصود الأهم والأولى لهذه العبارة فمن حرم الأصول حرم الوصول!

كيف يؤصل طالب العلم نفسه؟
2 - طالب العلم معرض في طريقه للمكاره والغواية؟
أ/ المكاره!
لما كان العلم طريقاً يلتمس به سالكه الجنة.
ولما كانت الجنة محفوفة بالمكاره.
فإن طريق العلم محفوف بالمكاره.
والمكاره الأمور التي تخالف شهوات الإنسان، فهو طريق يشق على سالكه من هذا الوجه، وبالمقابل فإن النار حفت بالشهوات!
وهذا أول أمر يتعرض له طالب العلم؛
يتعرض لأمور تشق على نفسه ؛
كالاستيقاظ والمتابعة وترك راحة الجسد، فإن العلم لا ينال براحة الجسد.
وتحمل مشقة الرحلة لطلب العلم إذا احتاج إلى ذلك وتمكن منه.
وتحمل شقة الفهم لما قد يعسر فهمه عليه.
وصرف المال في شراء الكتب، وصنع المكتبة العلمية التي يحتاجها.
والأخذ عن من هو دونه في السيادة، ولذلك في الأثر : "تعلموا قبل أن تسودوا".
إلى غير ذلك من المشاق .

2 - طالب العلم معرض في طريقه للمكاره والغواية؟
أ/ المكاره! (سبق الكلام عليها في المنشور قبله)
ب/ الغواية .
تعهد الشيطان أعوذ بالله منه، بغواية بني آدم عن الصراط المستقيم؛
قال تبارك وتعالى: [قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ] {الأعراف:16}
وقال تعالى: [قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ] {الحجر:39}
والعلم الشرعي هو طريق اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {الأنعام:153} .
فبما أن طريق العلم الشرعي اتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الصراط المستقيم.
وبما أن الشيطان تعهد ليقعدن لهم على الصراط المستقيم
فإذا طالب العلم معرض لغواية الشيطان له لقطع طريقه على الصراط المستقيم، فلا يمكنه الوصول إلى الجنة.
وطرق غواية الشيطان لطالب العلم عجيبة!
فإنه يعلم أن طالب العلم لا ينفع معه فتح باب الشهوات، فلا يستطيع بإذن الله إغوائه بالنساء أو بالمأكولات أو بالمال أو بغيرها، فيفتح له أبواباً من الخير ليوقعه في باب من الشر!
جاء في بدائع الفوائد (2/ 485): "أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل!"اهـ
فإذا انشغل طالب العلم عمره كله في علوم الآلة دون علم الغاية فقد غوى!
إذا انشغل طالب العلم بتحصيل المستحبات وترك الواجبات فقد غوى!
إذا اشتغل طالب العلم بتحصيل الأقوال الشاذة والمخالفة وغرائب العلم دون ما عليه العامة وأهل العلم فقد غوى!
إذا انشغل طالب العلم بالتنقل من علم إلى علم دون أن يتم العلم فقد غوى!
إذا اعتد طالب العلم بنفسه ورأى نفسه على أهل العلم الذين هم فوقه فقد غوى!
إذا صار هم طالب العلم الاشتغال بباب من العلم لا يعود بالنفع عليه في طريق توصله إلى الجنة، فقد غوى!
وهكذا تتعدد أسباب الغواية

3 - من الذي ينجو من ذلك؟
والبشرى هنا؛ أن الذي ينجو من ذلك عباد الله المخلصين
قال تعالى: [إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ] {الحجر:40} .
وقال تعالى: [إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ] {الحجر:42}
وقال تعالى: [إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا] {الإسراء:65}
فعباد الله (المخلصين) هم الذين ينجون من غواية الشيطان، ويسلكون طريق العلم فيصلون إلى دار السلام
قال تعالى: [وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {يونس:25} .
فهؤلاء نجو من الخسران والهلاك ووصلوا إلى دار السلام!
ما أوصافهم التي نجو بها من الهلاك والخسران؟
بين الله سبحانه وتعالى ذلك فقال: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) .
هذه السورة بينت أن الإنسان في خسران وهلاك، ولن ينجو من ذلك أحد إلا من كان موصوفاً بهذه الصفات.
الصفة الأولى : الذين آمنوا.
الصفة الثانية : وعملوا الصالحات.
الصفة الثالثة : وتواصوا بالحق.
الصفة الرابعة : وتواصوا بالصبر!
فمن حقق هذه الأوصاف فإنه ينجو من الهلاك والخسران ، ويهديه الله إلى الصراط المستقيم، ويصل دار السلام .

4 - الصفة الأولى لتأصيل طالب العلم نفسه .
(الذين آمنوا) تحقيق الإيمان يكون بأمرين وهما:
الأمر الأول : تحقيق الإخلاص .
الأمر الثاني : تحقيق المتابعة.
أمّا الإخلاص فإن طالب العلم لا بد له من أن يتابع نفسه في الإخلاص، و لا يقع في براثن سوء النية؛
فهو يحتاجه في أول الطلب .
ويحتاجه في أثنائه.
ويحتاجه في آخر حاله.
والمهم هنا أن تنتبه يا طالب العلم إلى أن الإخلاص شرط تتابعي ، تحتاج أن تتبابع نفسك فيه في كل وقت.
ولابد أن تنتبه إلى أن لا تترك طلب العلم بحجة أنك لم تحقق الإخلاص فيه؛ لأنك مطالب بأمرين :
- طلب العلم الشرعي .
- وتصحيح نيتك فيه لتحقق الإخلاص!
وعدم تصحيح النية لا يلزم منه ترك طلب العلم، إنما أطلب العلم، واستمر في محاولة تصحيح العلم. وإلا تكون قد وقعت في غواية الشيطان لك بصرفك عن طلب العلم!
وقد سئل بعض السلف : أطلبت علمك لله؟ فقال: طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله!
وآخر قال: لم أطلب العلم أو ما طلبته لله، وأبى العلم أن يكون إلا لله!
فاستمر في طلبك للعلم، وتابع تصحيح النية، و لا تترك الطلب!
قال تبارك وتعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة: 5).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى".
والله الموفق

4 - الصفة الأولى لتأصيل طالب العلم نفسه .
(الذين آمنوا) تحقيق الإيمان يكون بأصلين وهما:
الأصل الأول : تحقيق الإخلاص .
الأصل الثاني : تحقيق المتابعة.
أما الإخلاص فقد سبق الكلام عنه في المنشور قبله.
وأما المتابعة ، فالمقصود بها اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بما جاء به على الوجه الذي عمله به صلى الله عليه وسلم!
ولاتتحقق متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بثلاثة أمور :
الأمر الأول : اتباع الدليل.
الأمر الثاني : الأخذ عن العلماء المعتبرين.
الأمر الثالث : الحذر من البدع وأهلها .

4 - الصفة الأولى لتأصيل طالب العلم نفسه .
لاتتحقق متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بثلاثة أمور :
الأمر الأول : اتباع الدليل.
الأمر الثاني : الأخذ عن العلماء المعتبرين.
الأمر الثالث : الحذر من البدع وأهلها .
أما اتباع الدليل ؛ فإن الأدلة الشرعية المتفق عليهاا هي القرآن العظيم والسنة النبوية والإجماع الصحيح والقياس الصحيح.
وجاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : "العلم آية محكمة أو سنة متبعة، أو فريضة عادلة".
وتعبيره بـ (آية محكمة) ينبه به على أنه ليس كل من استدل بآية صح استدلاله حتى تكون الآية محكمة، فقد ذكر الله الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
فالآيات المتشابهات لا دليل فيها عند الراسخين في العلم، لأن العمل إنما يكون بردها على الآيات المحكمات التي هي أم الكتاب!
وتعبيره بـ (سنة متبعة) فيه تنبيه إلى أن الأحاديث التي لم يجر عليها العمل فليست بسنة متبعة! ومن ذلك المنسوخ والعام المخصوص في محل التخصيص، والمطلق المقيد في محل التقييد، فإنه لا ينبغي العمل بالسنة المنسوخة، و لا بالسنة العامة في محل التخصيص، ولا في محل التقييد!
وطالب العلم عليه أن يتحرى العمل بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه ويسلم على الوجه الذي عمل به الرسول عليه الصلاة والسلام.
وبدون ذلك لا يحقق طالب العلم المتابعة ، في اتباع الدليل!

4 - تحقيق الايمان
اما الرجوع الى اهل العلم المعتبرين فالمراد به الرجوع الى الصحابة ومن سار على نهجهم من بعدهم من ائمة السنة.
وهذا يدل عليه ما جاء في حديث الافتراق فان الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الفرقة الناجية والطائفة المنصورة بانها الجماعة وفي رواية بأنها التي على مثل ما خو عليه واصحابه.
وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا علبها بالنواجذ).
وجاء عن ابن مسعود اتبعوا ولا تبتدعوا ففد كفيتم.
وعليكم بالامر العتيق .
ولا يحقق المسلم المتابعة الا بلزوم ما كان عليه السلف الصالح وهذا هو سبيل المؤمنين.

اما الحذر من البدع واهلها .
فان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد).
فلا يحقق طالب العلم المتابعة الا بترك البدع واهلها والحذر منهم .
فبهذه الامور يحقق طالب العلم الاخلاص والمتابعة .
والله الموفق

5 - الصفة الثانية ليؤصل طالب العلم نفسه : (وعملوا الصالحات) .
والعمل الصالح ركن من الايمان وهو ثمرته.
وطالب العلم لابد ان يعمل بما علم .
وجاء في الأثر : ( هتف العلم بالعمل فإن اجابه والا ارتحل).

وفي الأثر : (من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم).

فالعمل الصالح ينجي صاحبه من صفة الخسران والهلاك .

وطالب العلم يعلم ان العلم الذي يتعلمه هو اولى الناس بتطبيقه والقيام به.

ايها الرجل المعلم غيره # هلا لنفسك كان ذا التعليم.

وليس المراد أي عمل وإنما المراد العمل الصالح وهو الذي أخلص فيه صاحبه وتابع فيه رسوله صلى الله عليه وسلم.

6 - الصفة الثالثة التي يؤصل بها طالب العام نفسه : (وتواصوا بالحق).
التواصي بالحق بالدعوة والتعليم .
فيعلم الناس ويدعوهم الى العمل الصالح واتباع السنة ومنهج السلف الصالح .

وتعليم العلم والدعوة اليه من انفع الطرق في تثبيته في النفس مع العمل به.

ومقتضى هذه الصفة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي صفة خيرية هذه الامة.

ولا يزال الناس بخير ما دام فيهم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!

منقول من صفحة الشيخ محمد بازمول حفظه الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهجية طلب العلم, محمد بازمول, طلب العلم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013