منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Aug 2018, 09:25 PM
فتحي إدريس فتحي إدريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 48
افتراضي طرح التثريب وقطع التشغيب

طرح التَّثريب
وقطع التَّشغيب
(طرح التَّثريب عن الشَّيخ عبد الخالق ماضي
وقطع تشغيب عبد الصَّمد سليمان عن جوابه)



الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أما بعد:
فقد كتب عبد الصَّمد سليمان ردًّا على صوتية الشَّيخ عبد الخالق ماضي بعنوان: «آخر عوادي عبد الخالق ماضي على مشايخ السُّنة السَّلفيين» والصَّوتية الَّتي قصدها بالرَّدِّ جواب الشَّيخ عبد الخالق ماضي عن كلامٍ للشَّيخ سالم موريدا.
وتضمَّن الكلام مسألتين اثنتين -كما سيأتي- ردّهما الشَّيخ عبد الخالق ماضي فجاء عبد الصَّمد سليمان فتكلَّم عن المسألتين عرضًا في ثنايا ردِّه والشَّيء الأعظم الَّذي قصده بالرَّدِّ كما هو واضح من العنوان اعتداءات الشَّيخ عبد الخالق ماضي وطعوناته في مشايخ السُّنَّة السَّلفيِّين كما زعمه وفهمه عبد الصمد سليمان.
فعلى هذا سيترتب الكلام حول هذه المسائل الثَّلاثة لينظُر هل جاء عبد الصَّمد سليمان فيما كتبه بشيءٍ أم أنَّه شغَّب فقط وزاد على ذلك الاعتداء في فهم الكلام وتنزيله -كما سيتبين إن شاء الله-.
وقد قال الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله- في آخر صوتية له بخصوص منتديات التَّصفية والتَّربيَّة السَّلفيَّة: «أقول لأبنائي: لم يسلم من التَّشغيب محمَّد صلَّى الله عليه وسلم، فكيف أسلم أنا وأنتم؟! فاستعينوا بالله واصبروا وردُّوا عليهم ولعلَّ الكثير منكم يذكر ما قلت أنَّ هذه الفئة فيها شبه من الرافضة، الرافضة عندهم مقولة وهي: «أن أهل البيت أدرى بمن فيه».
فهذه الفرقة التي ذكرت في السؤال فيها شبه من الرافضة من هذا الوجه، ولست أعني أنهم رافضة، لكن تشبيه المقولة بالمقولة؛ فأقول لكم يا أبنائي في الجزائر وحيث ما كنتم، استعينوا بالله واصبروا وردُّوا عليهم، ولا تخشوا في الله لومة لائم، المسلمون من قديم يرد بعضهم على بعض ردا علميا يبين الحق بدليله ويحذر من الباطل بدليله» اهـ.
فانطلاقا من هذا التَّوجيه من العلَّامة عبيد الجابري -حفظه الله- الَّذي حثَّ فيه على الرَّدِّ على هذه الفِرْقَة -كما عبَّر- أستعين بالله تعالى في الرَّدَّ على مقال عبد الصمد سليمان الذي لم يخرج عن كونه تشغيبًا كما أشار الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله- في كلمته، وكلام العالم قليلٌ كثيرُ البركة.
ورأيتُ أن أقدِّم الكلامَ على ما زعمَه وفهمه أنَّه طعونات لأنَّها المقصود الأعظم الذي بنى عليه مقالَه، ثم بعد ذلك أعرض للمسألتين وأذكر ما فيهِما من كلام الشيخ سالم موريدا وردِّ الشيخ عبد الخالق ماضي عليه ثم ما ذكره عبد الصَّمد في ردِّه، والله الموفق.


أوَّلا: ما زعمه عبد الصمد سليمان من طعونات الشيخ عبد الخالق ماضي في مشايخ السنة السلفيين


وقبل الشُّروع في المقصود أودُّ التَّنبيه إلى أمر وهو: أنَّ لعبد الصَّمد سليمان أسلوبًا فريدًا ومنهجًا خاصًّا في نقدِ ما يتكلَّف انتقاده من الكلام فهو يقرأ ما بين الأسطر -كما يقال- أكثر من قراءته لما في الأسطر وخاصَّة فيما تعلَّق باستخراج الطُّعونات فإنَّه متفنِّن في ذلك وكأنه تخرَّج هو وجمعة في مدرسة واحدة في هذا الباب فهما يريان ما لا يراه غيرهما كالعشرين طعنة في السَّلفيين التي فهمها من بيان الشَّيخ عز الدين رمضاني؛ ويجعل من الكلام الَّذي لا يعتبر طعنا في عرف من الأعراف طعنا فلا بدَّ من استصحاب مثل هذا وأنت تقرأ ما يزعم أنَّه طعن، فقد لا يكون في حقيقة الأمر كذلك وهذا الغالب الأعم.
ومما يوضِّح جليا أسلوبه في قراءة ما بين الأسطر واستخراج الطُّعون ما كتبه بعنوان: «التعقبات لما في توضيحات مرابط من طعونات ومغالطات» وهاك مثالًا واحدًا ينبيك عما وراءه قال في مقاله الآنف الجزء الثاني منه:
«- الطعن السادس: قال هداه الله وأصلحه:" ووالله قد عرفت شيخنا جمعة –وفقه الله- ملتزما بهذا الهدي النبوي، وكان أكثر ما ينكره على الناس نقلهم لكلامه الخاص! بل حفظت منه في مناسبات عديدة قوله وهو يحدّث بأمور خاصة: (المجالس بالأمانة يا إخوان)! وشواهد ذلك سأتركها ربما لوقت لاحق، فجلّ من لا يخطئ ويسهو عن مسائل مشهورة معلومة!".
فانظر كيف خطَّأّ الشيخ حفظه الله ووصفه بالسهو عن المسائل المشهورة المعلومة، وقد تقدم الجواب على هذا الانتقاد فراجعه غير مأمور».
فمع أنَّ الكلام لا طعن فيه بوجه من الوجوه التي تحتملها العربية والعرف، فكل بني آدم يحصل منهم الخطأ والسَّهو إلا أنه جعله طعنا، فاعتبار مثل هذا طعنا شيء غريب عجيب، فحتى لو فرضنا أن مرابط أخطأ المحلَّ فخطأه فيما لم يخطئ فيه وقال بأنه سهى عن مسألة مشهورة ولم يحصل منه ذلك، أيعد هذا الأمر طعنا؟! أَوَجمعة لا يخطئ ولا يسهو يا سليمان!
ذكر عبد الصمد سليمان ما جاء في صوتية الشَّيخ عبد الخالق ماضي وزعم أنَّه طعن مجملًا فقال: «وأقول لك أيها الدكتور: ألم تلاحظ أنَّك وفي هذه الكلمة المختصرة فقط:
1. رميت العلامة محمد علي فركوس حفظه الله بالانحراف كما سيأتي بيانه.
2. ورميت الشَّيخ سالما حفظه الله بالتصوُّف وسلوك طريق الصوفية.
3. ثم كَرَرْتَ على الشيخين ووصفتهما بالجهل وعدم المعرفة بمذهب السلف.
4. كما كررت عليهما وعلى كل السلفيين ورميتهم بالخروج وجعلتهم على منهج الخوارج».
فتحصَّل من كلامه أنَّها أربعةٌ مواطن نأخذها واحدةً واحدةً غير مرتَّبة:
أوَّلا: قال الشيخ عبد الخالق ماضي: «وأقول للأخ سالم موريدا تب إلى الله ولا تكن مريدا لعلك تأثرت بمحيطك الذي تعيش فيه وصرت مريدا».
قال عبد الصمد سليمان: «هذا رمي للشَّيخ سالم حفظه الله ورعاه بسلوك منهج الطرقية وتأثره بالطرائق الصوفية وأنه لما جاورهم وسكن في بلادهم تأثر بهم».
وقال: «ورميت الشَّيخ سالما حفظه الله بالتصوُّف وسلوك طريق الصوفية».
أمَّا أن يكون الشَّيخ عبد الخالق ماضي رماه بالتَّصوُّف بإطلاق فهذا ما لم يحصُل، وأما أن يكون رماه بسلوك طرائقهم فيما يفعلونَه من أذكار وأورادٍ وشركٍ بالله عزَّ وجلَّ فهذا كذلك ما كان.
أما أن يكون شبَّه فعلَه بفعلهم وصنيعه بصنيعهم فنعم! فإنَّ سياق كلام الشَّيخ عبد الخالق ماضي يُفهمُ منه أنَّه يرميه بسلوك طريقتهم في قضيَّة واحدةٍ يشابههم فيها وهي: تقديس شيوخهم واتباعُهم دون دليلٍ.
فلا ينبغِي أن يصوَّر كأنه رماه بالصُّوفيَّة في كلِّ شيءٍ أو أنَّه يرميه بسلوك طريقتهم في عامَّة أمره، بل يقتصر على هذه المسألة الَّتي شابههم فيها، واعتبرْ ذلك بتشبِيه الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله- لمن يقتصر في أخذ الكلام عن أناس معينين مستندا لقاعدة «بلدي الرَّجل أعلم» كيف شبهَّه بصنيع الرافضة في قولهم: «أهل البيت أدرى بمن فيه» فهو يشبِّه المقولة بالمقولة والتشبيه من هذا الوجه، فلا يقال بأنه رماهم بالرَّفض بإطلاق أو بسلوك طريق الرفض مطلقا بل يقال ذلك في القضيَّة بعينِها شابهوا صنيع الرَّافضة أو الصُّوفيَّة.
لا سيَّما إذا انضمَّ إلى ذلك أنَّ الأخ عبد الحميد بوراس طلب من الشيخ سالم موريدا الأدلَّة على إدانة مشايخ الإصلاح وهذا عن طريق اتصال هاتفي أجراه سالم موريدا مع الأخ عبد الحميد فكان جوابه: «وهل تظنُّ أنَّ الشيخ فركوسا يتكلم هكذا بدون دليل» فرجع الأمر إلى التسليم بل التَّقديس!!
ثانيا: قال الشيخ عبد الخالق ماضي: «لكن أن يُخرج إخوانه من دائرة أهل السنة ظلما وعدوانا فإن هذا هو الانحراف نسأل الله السلامة والعافية».
قال عبد الصَّمد سليمان: «أتصف الشيخ بالانحراف والظلم والعدوان والوقوع في الشناعة العظيمة».
فرق بين الكلام عن الفعل وبين الكلام عن الشَّخص، وكلام الشَّيخ عبد الخالق ماضي ما هو ظاهر عن الفعل والصنيع ولم يتعرَّض للشَّيخ بالوصف، إذ لو كان يقصد وصف الشَّيخ لقال: ظالمُ معتدٍ ومنحرف.
ولكن هو يتكلم عن الفعل الَّذي هو إخراج السَّلفيين من دائرة أهل السُّنَّة دون وقوع ما يوجب خروجهم منها وأنَّ الصَّنيع ظلمٌ وعدوان وانحراف! ولم يتعرَّض للشَّيخ بالوصف، وفرق بين أن تقول: هذا الفعل ظلمٌ وأنت ظالمٌ.
ثالثا: قال الشيخ عبد الخالق ماضي: «وأنت طالب علم لا تكتفي بهذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن جاهل لم يعرف منهج السلف، ليس كل من عرف النحو الصرف وعرف الأصول وفروع الفقه خبير بمنهج السلف».
قال عبد الصمد سليمان: «وهذه من أعاجيب ما جاء في كلمتك ونطق به لسانك أن تتهم الشيخين الجليلين - مع ما عرف عنهما من العلم الغزير والإلمام الكبير بفنون عديدة وعلوم متنوعة - بالجهل وعدم معرفة منهج السلف، فأشرت إلى الشيخ سالم حفظه الله بقولك:" ليس كل من عرف النحو والصرف....خبير بمنهج السلف" وإلى الشيخ العلامة فركوس حفظه الله بقولك:" وعرف الأصول وفروع الفقه خبير بمنهج السلف" فإذا كان الشيخان حفظهما الله لا علم لهما بمنهج السلف مع ما عرف عنهما فهل أنت خبير به مع ما عرف عنك».
هنا يظهر جليًّا طريقة عبد الصَّمد سليمان في استخراج الطعون واقتناصها والقراءة بين الأسطر والخروج بالنتائج والفهوم الغريبة.
واضحٌ أنَّ كلام الشَّيخ عبد الخالق ماضي تشديد وأشبه بالعتاب للشَّيخ سالم موريدا فهو يقول له: إنَّك طالب علم فالمفروضُ أن لا تكتفي بالكلام الذي قلته في اتباع الأعلم والأعرف في جرح من اشتهر بالسلفية وعرف بها دون اتباع لدليل، فإنَّ هذا الكلام لا يصدر إلا عن جاهل لم يعرف منهج السلف، لأنَّ من عرف منهج السلف فإنه لا يقبل القول فيمن اشتهر بالسلفية إلا بدليل ولا يكتفي بالإجمالات ولا يستند على قول الأعلم.
ثم أراد الشَّيخ عبد الخالق ماضي أن يذكر فائدةً مناسبة للسياق وهي في محلِّها بأنَّه ليس كل من عرف بالاشتغال ببعض علوم الآلة يكون خبيرًا بمنهج السَّلف، وهذا كلام لا غبارَ عليه وليس فيه طعن كما ترى، فإن الرجل قد يكون مشتغلا بالنَّحو والصَّرف والفقه وأصوله ومع ذلك ليس خبيرًا بمنهج السَّلف، إذ منهج السَّلف يحتاج لدراسةٍ وعنايةٍ وفيه مسائل دقيقةٌ، ولهذا لم يكتب فيه ولم يبرز إلا الأئمة الأعلام الواحد بعد الواحد.
ولم أفهم لم أقحم عبد الصمد سليمان الشَّيخ فركوسًا ولم يقصده الشيخ عبد الخالق ماضي لا من قريب ولا بعيد، فإنَّ القرينة التي بنى عليها أنه يقصد بها الشَّيخ فركوسا ما أبعدها ومع ذلك أقحمه مبالغة في الاعتداء والتحريش بين المشايخ وتهويلًا وتفخيمًا للمقام وأنه يرمي الشَّيخ بالجهل بمنهج السَّلف، والكلام لا يحتمل ذلك كلَّه فحسبنا الله ونعم الوكيل ممن يلجأ للكلام العامِّ فينزله على أفرادٍ معينين، ويأتي للكلام الذي لم يقصد به الشخص فيستجلبه مبالغة في الاعتداء والبغي!فنسأل الله السلامة والعافية.
وكلام الشيخ عبد الخالق ماضي لا غبار عليه فقد يكون الرجل إماما في تلك الفنون كلها مبرزا في العلوم المختلفة ولكنه لا يكون خبيرًا بمنهج السَّلف وأقرب مثال لذلك ما وقع لكثير من الأعلام كالنووي وابن حجر ولغيرهم من الأئمة الأعلام فلم يحققوا في مسائل وخالفوا منهج السَّلف ولم يكونوا خبراء به وكذلك الشَّوكاني الَّذي كان يظن أن التفويض في الصفات هو منهج السلف فلم يكن خبيرًا به مع توسعه في العلوم وتبحره فيها!
وإن كان ما فعله اعتداء فإنَّ ما بعده يهوِّنه ويرقِّقه فحسبنا الله ونعم الوكيل:
رابعًا: قال الشيخ عبد الخالق ماضي: «والله الذي لا إله إلا هو حدثني أحد إخواننا أنه يمد يده لهؤلاء فلا يرد عليه السلام ولا يصافحه وفي الوقت نفسه تجده يعانق ويضاحك ويسامر من يسب الله تبارك وتعالى في جهة الشرق هذه القصة.
أليس في هؤلاء بذرة الخروج نسأل الله العافية، أليس هؤلاء على سنن الخوارج من يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان والله إن الخطر عظيم يا إخواني وهكذا يسير الناس على سنن الخوارج أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من جاءكم وأمركم جميع وفرق شملكم اضربوا عنقه كائنا من كان" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أليس المقصود بهؤلاء الخوارج؟ نعم نقول المقصود بهؤلاء الخوارج ومن سار على هذا ومشى في مثل هذا فإنه على سنن الخوارج وهو من يسعى في تفريق كلمة المسلمين والسلفيين نسأل الله السلامة والعافية».
قال عبد الصمد سليمان: «حكمتَ على السلفيين علماء ومشايخ وطلبة علم وغيرهم بأنه خوارج لا لشيء إلا لأنهم تركوكم وفارقوكم لأجل ما ظهر من المخالفات عليكم وهذا هو الذي كان سببا في قولة الدكتور المذكور، فهنيئا لك هذه الموافقة إن لم تكن هذه المتابعة!».
ولست أدري من أين فهم من كلام الشيخ عبد الخالق ماضي أنه حكم على السلفيين علماء ومشايخ وطلبة علم وغيرهم بأنهم خوارج! أعوذ بالله من فهمك السَّقيم وظلمك المشين؛ إلَّا أن يكون اعترافا منك أنَّكم ومشايخكم سعيتم في تفريق كلمة المسلمين والسَّلفيين.
إن كلام الشيخ عبد الخالق ماضي كان بناء على القصَّة ولم يقل أنَّ هؤلاء خوارج ويقصد بذلك المشايخ أو طلبة العلم الذين يهجرونهم بل يقصد هؤلاء الجهَّال الَّذين يهجرون إخوانهم بغير داعٍ ومع ذلك يجلسون مع من يسب الله سبحانه وتعالى فشابهوا بذلك فعل الخوارج الذين يقتلون أهل الإسلام وفي مقابل ذلك يتركون أهل الأوثان فهجروا إخوانه السلفيين دون موجب ومع ذلك يجلسون مع من يسب الله سبحانه وتعالى؛ ومع كل هذا فلم يحكم عليهم الشيخ عبد الخالق ماضي بأنهم خوارج فضلا عن أن يحكم عن العلماء وطلبة العلم وما ذهبت تهوِّل به.
فأنت تعلم أن الحكم على شخص بأنَّه خارجي رمي له ببدعة كبيرة مكفِّرة عند بعض العلماء ولا بدَّ فيها من توفر الشروط وانتفاء الموانع.
فهو يقول أنهم على سننهم فيشبه فعلهم ويقول فيهم بذرة الخوارج وليسوا خوارج وفرق بين الكلامين، وعجبا لك كيف كنت تفرِّق بين معاملة المخالفين وبين مخالفين وهنا لا تفرق بين الأمرين مع أنَّ الفرق هنا أوضح وأظهر.
ثم قال عبد الصمد سليمان: «ثم أقول لك يا دكتور: شبهت أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم علماءنا الكرام بالخوراج واستدللت على كلامك بحديث وضعته في غير موضعه يعلم ذلك صغار طلبة العلم فضلا عن كبارهم فضلا عن العلماء ولقد صدق فيكم قول شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله حينما قال على بيانكم معلقا: أولا: أنه أجوف عقيم لا جديد فيه يذكر، فهو – كسائر البيانات الأخرى – ليس فيها إلا إيراد الآيات في غير محلها، مصحوب بالتدليس والتلبيس والتغليط".
فقولك:" أليس هؤلاء على سنن الخوارج من يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" أين هو قَتْلُنا لأهل الإسلام وموادعتنا لأهل الأوثان، أم أنك تقصد القصة التي ذكرتها من أنهم يهجرونكم ويعانقون من يسب الله سبحانه وتعالى فإن كنت تقصدها وبنيت حكمك عليها فهو أولا: قياس مع الفارق. وثانيا: أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج بذلك هو وصف عام فيهم لا يكاد يغادر واحدا منهم أما وصفك أنت فهو وصف توفر في واحد من السلفيين وتعميمه - إن صح فيه - على غيره من الأبرياء ظلم وتجني وافتراء وبغي فإياك والظلم يا دكتور فإن الظلم ظلمات يوم القيامة».
وما ذكره عبد الصمد تهويل في أنَّ الشيخ عبد الخالق يرمي السَّلفيين بكونهم خوارج بل يرمي علماءهم وقد تقدَّم بيان أنه لم يتعرَّض لهذا أصلا لا من قريب ولا من بعيد إلا على من يفهم فهما غريبا عجيبا! أو كما تقدَّم أنَّه لمَّا علم أنَّ متبوعيه وقعوا في هذا الشرِّ العظيم قال ما قال!
ثم إنَّك ذهبت تنقض القياس بكونه مع الفارق والقياس فيه تشبيه للأمر العام وليس فيه المشابه من كل وجه!
فالخوارجُ يقتلون أهل الإسلام ويذرون أهل الأوثان وما جاء في القصة أنَّه هجر إخوانه السلفيين وسامر من يسب رب العالمين، ففعله وليس هو! شبيه بفعل الخوارج! وليس من فعل الفعل خارجيًّا!ووجه الشَّبه بينهما: أنَّ الخوارجَ عوض أن يجعلوا القتل في أهل الأوثان جعلوه في إخوانهم المسلمين، وما جاء في القصة عوضَ أن يجعل الهجر فيمن يسب الله رب العالمين جعله في إخوانه السَّلفيين، وهذا ظاهرٌ، فلا أدري لم ذهبت تشرِّق وتغرِّب!
والشَّيخ ماضي إنما خشيَ من غلوِّ هؤلاء الذين يهجرون إخوانهم السلفيين دون داع وموجب ويستحلون أعراضهم بالطعن فيهم أن يصل بهم الأمر إلى فعل الخوارج فيعتدو عليهم بالضرب أو بالقتل! وكل هذا كلام خشيَه والغلو يفعل بأهله هذا الأمر، والنار من مستصغر الشَّرر.
ثم هو يقول أنَّهم على سننهم وليسوا خوارج، وهل تفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: آليهود والنصارى؟ قال: فمن» فهل تفهم منه أنَّ من سلك سننهم أنه يهودي أو نصراني! كما فهمت هنا أن الشَّيخ عبد الخالق ماضي رماهم بالخوارج!
قال بعد ذلك عبد الصمد سليمان: «- قولك:" أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من جاءكم وأمركم جميع وفرق شملكم اضربوا عنقه كائنا من كان" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أليس المقصود بهؤلاء الخوارج؟ نعم نقول المقصود بهؤلاء الخوارج ومن سار على هذا ومشى في مثل هذا فإنه على سنن الخوارج وهو من يسعى في تفريق كلمة المسلمين والسلفيين نسأل الله السلامة والعافية، نعم". أقول: أين في الكتب التي ذكرتها وأشرت إلى أسمائها ما يدل على تقعيدك وتأصيلك؟. ثم هل تفتي بجواز قتل العلامة محمد علي فركوس حفظه الله وأنت ترى أنه فرق بين السلفيين والمسلمين هل تلتزم بلازم قولك أم أنك ستتنصل منه وتتبرأ من لوازمه؟ فإن التزمت بلوازمه فهي الطامة، وإن تبرأت من لوازم كلامك دل ذلك على بطلان تقعيدك وتأصيلك؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن أن يكون موافقا لمنهج السلف مطابقا لما جاء عنهم في مدوناتهم؟ فأنت من أبعد الناس عن منهج أهل الحق وكتبهم وما جاء فيها فلا تتشبعن عندنا بها وتحاولن التظاهر بالضبط لها بمجرد ذكر أسمائها وأسماء مؤلفيها».
والله هذا من العجب العجاب الذي يمسك مع الواحد رأسه من هول ما يقرأه من تفخيم وتهويل وتعظيم هذا الرجل!
إذ جعل ما ذكره الشيخ عبد الخالق ماضي من باب التَّقريب والتَّشبيه فتيا وأراد أن يبني على ذلك أنه يقتل الشيخ فركوس وهل عبد الخالق ماضي هو إمام المسلمين وحاكمهم وجاء الشيخ فركوس لينازعه في ولايته حتى نضرب عنق الآخر؟! مالك يا عبد الصَّمد أم أنه دَخَلَ عليك تأصيل صاحبك إبراهيم بويران الَّذي أصل لمعاملة العلماء معاملة ولاة الأمر!
الكلام كما هو واضح أنَّ الخوارج يفرِّقون المسلمين بعد أن يجتمعوا على وليِّ أمرهم فمن صفات الخوارج «تفريق المسلمين» فمن كان يسعى في «تفريق المسلمين» ففيه من هذا الوجه شبه بالخوارج ولا يعني ذلك: أنه بها خارجيٌّ ولا يعني ذلك: أننا نضرب عنق المفرِّق، فالحديث واضح صريح فيما تعلق بولاة الأمور.
وقصد الشَّيخ عبد الخالق ماضي أن يحذر من الغلو الَّذي قد يصل بأهله إلى القتل وحمل السِّلاح، فيبدأ بمقاطعة إخوانه وهجرانهم واستحلال أعراضهم بالطعن فيها والكلام ثم قد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي وربما وصل إلى القتل، فهو يحذر من سلوك هذا المسلك، وذكر أمرين اثنين تشبيها للفعل بالفعل فالخوارج تختلف معاملتهم مع أهل الإسلام ومع أهل الأوثان فيقلبون التَّعامل وكذلك من هجر إخوانه السلفيين وسامر من يسب رب العالمين، والخوارج من صفاتهم أنهم يفرِّقون المسلمين على وليِّ أمرها فكذلك من فرق بين المسلمين وهم مجتمعون على الحقِّ، وليس في هذا ما ذهبت تهوِّل به وتعظِّم وتفخِّم.
وما كنت أظنُّ أن يصل بك الأمر لهذا الحدِّ في الاعتداء بفهم الكلام وتحميله ما لا يحتمل، فما ذكرته في آخر كلامك من الخطورة بمكان وفيه اعتداء واضحٌ على كلام الشيخ عبد الخالق ماضي وظلم صريح بيِّن، فأنصحك أن تتقي الله في إخوانك المسلمين وأن تكفَّ شرَّك عنهم وأن تكفَّ عن صنيعك في الخروج بهذه الفهوم الغريبة التي تفخم بها وتهوِّل، وأن ترد على الكلام إن رددت بما يقتضيه المقام ويتحمَّله السياق ويسعه اللفظ دون أن تستجلب له أقبح ما يتصوَّر مما لا يتحمله الكلام وتزعم الرَّدَّ عليه، وتفتش بين ثنايا الحروف والكلمات لعلك تظفر بطعن وتنقِّب، فما هذا صنيع أهل العلم، بل رأيناهم يعتذرون ويبسطون العذر فيما يحتمل الخطأ لا سيَّما إن صدر الكلام من سلفيٍّ عرف بها وشهر بها!
وبعد أن تمَّ المراد في بيان أنَّ كلام الشَّيخ ماضي ليه فيه طعن في المشايخ السَّلفيِّين وأن هذا الطعن فهمه عبد الصَّمد سليمان ولا يحتمله كلام الشيخ ماضي، أنتقل إلى الكلام على المسألتين الثنتين، والله الموفق.


المسألة الأولى: إخراج مشايخ الإصلاح من دائرة أهل السُّنَّة والجماعة السَّلفيِّين


ملخَّص ما أجاب به الشَّيخ سالم موريدا كما في "صوتيته" مما له تعلق بالمسألة أنّه ذكر أنَّ من أخذ بنصيحة المشايخ فإنَّه:
1. يلزمه أن يترك صلته بمشايخ الإصلاح التي كانت من قبل.
2. لكونهم كانوا معدودين من جملة السلفيين بل من شيوخهم.
3. ولكن بعد أن تكلم من هو أهل للكلام ونظروا فتحصَّل لهم أنَّ مشايخ الإصلاح أولى بأن الإنسان يعاملهم معاملة المخالف لأهل السُّنَّة.
ودحض الشَّيخ عبد الخالق ماضي بناءه بأنَّ الكلام في الدُّعاة السَّلفيين الَّذين اشتهروا بالسَّلفيَّة والدعوة إليها وعلم جهادهم واتِّباعهم للسُّنَّة لا يقبل مجملا بل لا بدَّ فيه من الدَّليل، وإخراج إخوانهم السَّلفيين من دائرة أهل السُّنة من الظُّلم والعدوان والانحراف.
ومما استدَّل به الشَّيخ عبد الخالق ماضي على كونهم أخرجوهم من دائرة أهل السُّنة أمران:
الأوَّل: وصف مشايخ الإصلاح بأنهم سلكوا منهج التمييع ثم ما تلاه من كتابة المقال الذي فيه أن المميعة خارجون عن دائرة أهل السنة فيتحصل من الجمع بين الأمرين أن مشايخ الإصلاح خارجون عن دائرة أهل السنة.
الثَّاني: أنَّ معاملتهم معاملة المخالفين والتصرُّف معهم وهم مشايخ سلفيُّون على طريق أهل السنة والجماعة لا يحيدون عنها فيما يظهر لهم هذه التصرفات ومعاملتهم هي التبديع.
فلننظر الآن إلى كلام عبد الصَّمد سليمان مما له تعلُّق بالمسألة:
1- اعتبر عبد الصَّمد سليمان ما ذكره الشَّيخ عبد الخالق ماضي من كونهم أخرجوهم من دائرة أهل السنة مع كونه أقام عليه الأدلة مجرَّد تهمة فقال: «هذه التُّهمة هي التي تدندنون حولها وتغرون الأغمار والأغرار من أتباعكم بها وهي أن المشايخ حفظهم الله أخرجوكم من السنة ووصفوكم بالبدعة والحقيقة أنهم طلبوا منكم أن تتركوا ما يخالف منهج أهل الحق مما هو ثابت عليكم موثق عنكم بالصوت والصورة والشهادات المشهورة» ثم ذكر قضيَّة الشُّروط.
وقول عبد الصَّمد سليمان: «وتغرون الأغمار والأغرار من أتباعكم» وهل أنت يا عبد الصَّمد سليمان من الأقمار الكبار؟! وإلا فمن شهد لك بالعلم؟! ما نحن ومن نكون! ثم اعلم أنَّه: لا يحسن أن ترمي الكلام جزافًا بل ينبغي أن تقيم الأدلة على كونهم يغرون وكون من بتبعهم من الأغمار الأغرار، وإلا فيمكن أن ينقض هذا الكلام ويحال إلى الطرف الذي أنت فيه! ولعلكم أحقُّ بها وأهلها ويكفيك أن تنظر حواليك فيمن يكتب في التَّصفية والتَّربية بالأسماء المستعارة مثلًا!
والمقصود: أنَّ كلامه هذا ليس فيه كبيرُ فائدة إذ هو يجعل إخراجهم من دائرة السنة تهمةً يدندنون حولها، ويقول أنه ثبت عنكم ما يخالف منهج السَّلف ولو ثبت عنهم ذلك لكانوا خارجين عن دائرة أهل السُّنَّة، فكلامك يقتضي أن لا يكون ما ذكرته مجرَّد تهمةٍ بل هذا ما تعتقدونه.
وهم لم يثبت عنهم التَّمييع ومع ذلك أخرجوا من دائرة السُّنة وعوملوا معاملة المخالف، فكيف لو ثبت؟!
وإخراجهم من دائرة أهل السنة هذا ما يفهم من كلام الشَّيخ سالم موريدَا زيادةً على ما استدلَّ به الشَّيخ عبد الخالق ماضي، وكلام الشَّيخ عبد الخالق ماضي كان أساسًا في الرَّدِّ على كلام الشَّيخ سالم موريدا وسننظُر في كلام عبد الصَّمد هل بيَّن أنَّ كلام الشَّيخ سالم موريدا لا يحتمل ذلك أم لم يفعل.
2- ذكر عبد الصَّمد سليمان بأن التحذير لا يكون من المبتدع فقط بل يكون لكل من يتضرر بمجالسته فقال: «أنهم لم يبدعوكم كما تزعمون وإنما نصحوا الشباب بأن يعاملوكم معاملة المخالف؛ وهذا التحذير من مجالستكم والأخذ عنكم ليس مبنيا على تبديعهم لكم، لأن مما هو معروف ومتقرر عند من شم رائحة العلم أنه لا يحذر من مجالسة المبتدع وفقط؛ وإنما قد يحذر من مجالسة كل من يتضرر المرء بمجالسته».
وهذا لجلجة وتطويلٌ للكلام فقط لأنَّ الشَّيخ عبد الخالق ماضي قد قدَّم لك أنَّ هذه التَّصرفات والمعاملة الَّتي ذكرها الشَّيخ سالم موريدا هي التَّبديع بعينه، فلو أنَّ الشَّيخ سالما ذكر ما ذكرته من أنَّه لا يجلس إليهم لأنَّه يخشى على من جالسهم ما ذهبت تفصِّل فيه لربما سلِّم لك بذلك، ولكن ما الحيلة وهو يقول: يعاملون معاملة المخالف وكانوا معدودين من السَّلفيين بل من مشايخهم وتقطع الصلة التي كانت بهم من قبل، أفلا يدلُّ كلُّ هذا على أنَّ هذه المعاملة التي يعاملونهم بها لكونهم خارجين عن دائرة أهل السنة لا لكونهم يخشى منهم الضرر وهم سلفيون كما تريد أن تقرِّره، فجوابك هذا يصلُح في غير هذا المحلِّ، ثم أين الضرر المتوقع ، ولماذا نكل شيوخك عن نصيحة إخوانهم
فكان الأولى بك أن تنظر في كلام الشيخ سالم موريدا وما يدلُّ عليه! لأنَّ كلام الشيخ عبد الخالق ماضي في الغالب ردٌّ على ما جاء به ووقع فيه، ولو تأمَّلت آخر كلام الشَّيخ سالم موريدا لتبيَّن لك أن ظاهر كلامه يقتضي إخراجهم من دائرة أهل السُّنَّة، إذ إنَّه قال عن أتباع مشايخ الإصلاح بأنه ينتظر فيهم كلام المشايخ بهجرهم! فهذا ما ينتظره في الأتباع فما بالك بالرؤوس!
3- قال بعد ذلك: «ومما يدل على عدم تبديعهم لكم وأنهم لم يخرجوكم عن دائرة أهل السنة كما تزعمونه أمران:
الأول: أنهم لم يقولوا للشباب عنكم أنكم من المخالفين وإنما قالوا عاملوهم معاملة المخالفين وفرق بين التعبيرين لمن فقه كلام العرب ولم يكن من أهل الهوى والتعصب.
الثاني: أنهم لا يزالون يطالبونكم بالجلوس معهم بشروط طلبوها منكم وهذا يدل على أنهم لم يبدعوكم ولا حكموا بَعْدُ بالخروج من السنة عليكم».
والجواب الأول سفسطة واعجب كيف يرمي من خالفه بالهوى والتَّعصُّب وبأن الكلام واضح لمن فقه كلام العرب وكأنَّه يتكلم عن كلام عربي أصيل بالغ في الأصالة ذروته وهو إنما يتكلم عن كلام مترجلٍ وأيضًا إني رأيتك لا تفقه كلام من هو دون العربِ من معاصريك فكيف تتكلَّم عن فقه كلام العرب؟! فدعك من التَّهويل!
وجه كونه سفسطة أنهم يعاملونهم معاملة المخالف لكونهم مخالفين، وإلا لو لم يكونوا مخالفين فلم يستحقُّون هذه المعاملة؟! إنَّهم إن لم يكونوا مخالفين عندهم وعندك لعوملوا المعاملة الشَّرعية الَّتي فرضها الله سبحانه وتعالى لعباده، ولكنَّهم ما داموا يعاملون معاملة المخالف فهم عندهم كذلك.
أما الثَّاني: فإنَّهم لم يزالوا يطالبون بإقامة البرهان على ثبوت هذه الإدانات التي سموها شروطا لأنَّ الإقرار بتلك الشروط يثبت المخالفة ولهذا ذكر الشَّيخ عبد الخالق ماضي أن التوبة فرع الإقرار، فعجبًا كيف تجعل ما يكون دليلا على أنهم لو فعلوه لاعتبروا مخالفين دليلًا على كونهم ليسوا يبدِّعونهم، فلو لم يكونوا يعتبرونهم مخالفين لجلسوا إليهم دون شروطٍ كما يجلس لكلِّ أحد على سبيلك ونهجك! ولهذا الشَّيخ ربيع -حفظه الله- لما رأى أنَّ مشايخ الإصلاح سلفيِّين حث على الاجتماع بهم دون شروط.
وقضية الشُّروط التي يتمسَّك بها عبد الصَّمد سليمان وكلُّ من يتكلَّم في هذه الفتنة ويرونها أنَّها أسهل من شربة ماء قد قتلت بحثًا فتكلم عنها الشَّيخ عبد الخالق ماضي كتابةً وصوتًا وناقشها الشيخ توفيق عمروني في «نسف التَّصريح» ومع ذلك لا تزال تذكر، وإن كانوا يرون أنَّ الموافقة عليها أسهل، فيقال: بل الأسهل هو إلغاؤها، فهذه الشُّروط عائق عن الاجتماع فالأسهل إزالة العائق وليس الأسهل الموافقة عليه، ولهذا الشَّيخ ربيع -حفظه الله- طلب إلغاءَها ولم يطلب من مشايخ الإصلاح الذين سعوا سعيا حثيثا للاجتماع أن يوافقوا عليها، فلو كانت سهلة وتخدم الاجتماع لحثَّهم الشيخ ربيع -حفظه الله- على الموافقة عليها للاجتماع بإخوانهم!
4- قال عبد الصمد مجيبًا عن الدَّليل الأوَّل الذي ذكره الشيخ عبد الخالق ماضي من كونهم وصفوا بالتَّمييع والمميعة خارجون عن دائرة أهل السُّنة وأن ذلك كان في مقالات كتبت: «ولاحظ يا دكتور أنك أنت من أدخلت نفسك وجماعتك تحت دائرة كلامه ورأيت أنه كان يقصدكم بقوله حينما ذكر أهل التمييع وكان دليلك على ذلك كونه حكم عليكم في مقالة له بأنكم سلكتم مسالكهم وخضتم كخوضهم.
والجواب على هذا يا دكتور أنه لا يستلزم من حكمه ذاك أنه قصدكم في مقالته التي أعدت أصلا لبيان حقيقة أهل السنة والجماعة هذا أولا.
وثانيا: إذا كنتم ترون أنكم لستم كما حكم الشيخ عليكم وأن التمييع ليس منهجا لكم، فبينوا بالأدلة بعد بيان معنى التمييع في الشرع أنكم برآء منه منزهون عن الاتصاف به، ولا يكون كلامكم عاطفيا كفعل من لا دليل عنده ولا برهان لديه، وحينئذ لو فعلتم ذلك فلتتيقنوا أن أقلام أهل السنة ستبين بالأدلة المشتهرة والمنتشرة انطباق وصف الشيخ عليكم وتحققه فيكم وأنكم وإن لم تقروا به فمواقفكم وتصرفاتكم وخلطتكم وغير ذلك مما ذكره مشايخنا عنكم يدينكم».
في هذا المقال يحار المرء بما يعلِّق والله! فكما يقال عندنا في العامية: «يحاجي ويفك وحدو» مالك يا عبد الصمد سليمان تضيِّع أوقات الناس في قراءة مثل هذا الكلام، مالك تبني وتهدم «كالتي نقضت غزلها من بعد قوَّة أنكاثا».
ولماذا يبين مشايخ الإصلاح إذًا بأنهم ليسوا مميعة إن كان هذا الوصف لازمًا لهم كما ذكرت عن شيوخك؟!
تدافع دفاعا مستميتًا أنهم لم يكونوا مقصودين بوصف التَّمييع الذي يُعتبرُ صاحبه خارجا عن دائرة أهل السُّنة وتطالبهم بأن يكتبوا بيانا ثم إذا فعلوا ذلك فإنكم تثبتون بأنَّ الوصف منطبق عليهم؛ إن كان الوصف منطبقًا عليهم فهذا يعني أنهم خارجون عن دائرة أهل السُّنة وهو ما ذكره الشيخ عبد الخالق ماضي، فقلها وأرحنا إذن!
ووجه الاستدلال الَّذي ذكره الشيخ ماضي سهل: فما دام أنَّ مشايخ الإصلاح ركبوا منهج التَّمييع وأرادوا فرض مسلك المميعة والمميعة خارجون عن دائرة أهل السنة فينتجُ عنه أنَّ مشايخ الإصلاح خارجون عن دائرة أهل السنة وهل نحتاج إلى إقامة الدليل على خروج الرافضة والعلمانيين والإخوان والصوفية وغيرهم من دائرة أهل السنة إن لم يكن المقصود رأسا إخراج المميعة كما جاء في المقالة من دائرة أهل السنة؟!ويزيده تأكيدًا: معاملتهم معاملة المخالف.
وأمَّا الدليل الثَّاني الَّذي ذكره الشَّيخ عبد الخالق ماضي وهو أن معاملتهم معاملة المخالف هي عين التبديع فلم يجب عنه عبد الصمد سليمان بجواب يشفي العليل ويروي الغليل إلا محاولة بائسة يائسة تقضي بأن التحذير من المجالسة لا يقتضي التبديع وهو ما لا يتحمَّله كلام الشيخ سالم موريدا وأيضا معاملتهم معاملة المخالف تقتضي بأنهم يرونهم خارجين عن دائرة أهل السنة.
فتبيَّن من خلال ما ذُكِرَ أنَّ عبد الصَّمد لم يجب بجواب صحيح يصلح حجَّة في نقض ما ذكره الشَّيخ عبد الخالق ماضي من كونهم أخرجوهم من دائرة أهل السُّنة كما يدل عليه كلام الشيخ سالم موريدا وقد نقل زبدة قول المشايخ فيهم وكذلك ما تقدم من دلائل الشيخ عبد الخالق ماضي، ويتبين أن عبد الصَّمد سليمان جاء بتشغيب فقط على كلام الشيخ عبد الخالق ماضي في هذه المسألة، ولعلَّ عذره أنه لم يجد كلامًا صريحًا في ذلك ولم يرد أن يتقدَّم بين يدي المشايخ وأظن أنه لو ظفر بنصف كلمة صريحةً لصار يدافع عن هذا القول ويأتي بالحجج التي يزعم أنها تدل على أنهم خارجون عن دائرة أهل السنة فلما لم يظفر بذلك تراه يتخبَّط في نفي هذا الأمر.


المسألة الثَّانية: الأخذ بكلام الأعلم فيمن شهر بالسَّلفيَّة


ملخَّص ما ذكره الشَّيخ سالم موريدا في هذه المسألة أنَّه قال: «لما تكلم من هو أهل للكلام كالشيخ فركوس حفظه الله والشيخ عبد المجيد جمعة والشيخ لزهر سنيقرة كذلك وهم لا شك أخبر بهم وأعرف بهم لأنهم مكثوا معهم سنوات وهم يشاركونهم في العمل ولهم لقاءات ربما قد تكون شهرية أو حتى في بعض الأحوال أسبوعية نعم، ورأوا منهم ما رأوا نعم، وعرفوا منهم ما عرفوا من أحوالهم بالإضافة إلى ما وصلهم فتحصل لهم أن هؤلاء أولى بأن الإنسان يعاملهم معاملة المخالف لأهل السنة» وذكر أنَّ الذين يخالفون قول هؤلاء المشايخ يناصحون حتى يظهر كلام آخر للمشايخ فيه مقاطعتهم أو هجرانهم.
فشدَّد عليه الشَّيخ عبد الخالق ماضي في ردِّه على هذه المسألة بحكم أنَّه طالب علم المنتظر منه أن لا يكتفي بمجرَّد أن تكلَّم من يراه أعلم أو أعرف بل طالب العلم ينظر في الأدلة، وبيَّن له أنَّ هذا التأصيل لا يصلح فيمن شهر بالسَّلفيَّة والدَّعوة إليهَا بل هذا لا يقبل فيه الكلام بإجمالٍ بل لا بدَّ من الدَّليل، فقال: «أنت تعد من طلبة العلم؛ الكلام ليس في المنحرفين أو المبتدعة الذين لا يطالب إمام أهل السنة ببيان الدليل عليه لأن هذا قد شاع وذاع بأن فلانا من أهل البدع، الكلام في إخوانك السلفيين المعروفين الذين لهم قدم صدق بإذن الله تعالى ولا نزكي أحدا على الله تعالى الذين عرف جهادهم ودعوتهم ومنهجهم والكلام فيهم لا ينبغي ان يكون بالإجمال بل ينبغي أن يكون بالدليل» وحذَّره من سلوك مسالك الصُّوفيَّة في تقديس المشايخ والأخذ بأقوالهم مجرَّدة عن الدَّليل.
فننظر إلى كلام عبد الصمد سليمان ممَّا له تعلُّق بالمسألة:
1- جعل عبد الصَّمد سليمان قول الشَّيخ سالم موريدا ليس من باب الأخذ عن هؤلاء المشايخ والتسليم لهم من غير معرفة لدليلهم وإنما هو من باب التقرير بأن كلامهم وقولهم مبني على أدلة كثيرة وبراهين وفيرة زيادة على ذلك أنَّ الشيخ فركوسا من ديانته وعلمه وهو الذي عهد منه وفيه لا يتكلم إلا بالدليل وفي هذه القضية بعينها أدلته أكثر من أن تنكر وأشهر من أن تجحد وتستر.
والذي يسمع كلام الشَّيخ سالم موريدا يفهم منه ما فهمه الشيخ عبد الخالق ماضي وأنه مقلِّد لقول الأعلم متبِّعللأعرف ولهذا أوَّل ما ذكره في التَّعليل هو هذا الأمر، ولو كان ثمَّة دليلٌ فلا شكَّ أنه يبدأ به والَّذي يثبت هذا الأمر أنه في آخر الجواب ذكر أنه ينتظر كلام المشايخ في هؤلاء الذين يتبعون مشايخ الإصلاح يقتضي هجرانهم! فلو صدر ذلك الكلام فلا ريب أنه يتبعه!
فذهب عبد الصَّمد سليمان يشغب على جواب الشَّيخ عبد الخالق ماضي ويهوِّل ويفخِّم وأنَّ الأدلة كثيرة وشهيرة ووفيرةٌ، والحقيقةُ أن هذه الأدلَّة لعزَّتها وندرتها بقيَ النَّاس أشهرًا ذوات عدد ينتظرونها ولم يظهر شيء من ذلك، وإنما في الغالب يظهر زيف ما يزعمون أنه أدلَّة بأدنى مراجعةٍ لمشايخ الإصلاح وقد نفى كثير من مشايخ الإصلاح ما ذكر حوله وتبيَّن أن كثيرًا منها تهم وأمور غير ثابتة ومن كان متَّتبعًا لكتاباتهم وصوتياتهم أدرك ذلك؛ وقد طالب الشيخ توفيق عمروني في «نسف التَّصريح» أن تذكر الأدلَّة مفصَّلة مبيَّنة وأن السَّلفيَّ لا يخاف الحجَّة ولا يأنف من الرجوع للحقِّ.
ثم لو أنَّنا تأملنا فعبد الصمد يزعم أنَّ أخذهم لكلام المشايخ إنما هو من باب الاستئناس وأنَّ الأدلة على ذلك شهيرة منتشرة في الآفاق فلو كان الأمر كما يدَّعي أَوَيَحتاج الشيخ سالم موريدا لأن يتكلَّف هذا الجواب فيقول بأنه تكلم الأعلم والأعرف والأخبر بحالهم وأنهم كانوا يلتقون بهم مما يوقع في نفوس الناس أنَّ هؤلاء كلامهم مبنيٌّ عن معرفة، فلو كان الأمر كما زعم عبد الصمد منتشرًا فيكفيه أن يقول لهم مثلا: ادخلوا لمنتديات التصفية والتربية السلفية لتقفوا على الأدلة! ولكن جوابه يدل على أنهم لا يعتبرون ذلك دليلا ناصعا وحجة بينة وإنما يتبعون قول المشايخ ويستندون عليه من غير معرفة لدليلهم بل اتِّباعا لهم بحكم أنهم الأعلم والأعرف بهم! ولهذا شدَّد عليه الشَّيخ عبد الخالق ماضي، وحاول عبد الصَّمد سليمان أن يخلِّصه من ذلك فلم يستطع.
2- قال عبد الصمد سليمان فيما بقي له من كلام يتعلق بهذه المسألة: «...الشيخ سالما حفظه الله وهكذا سائر السلفيين إنما اتبعوا الشيخ محمدا لأدلته المتكاثرة وبراهينه المقنعة المعتبرة...وكلام الشيخ حفظه الله واضح وبين في أنه على علم بأدلة المشايخ حفظهم الله وقدم قولهم مع بروز أدلتهم على قول غيرهم للقواعد الشرعية التي أشار إليها كمثل بلدي الرجل أعرف به فما بالكم بمخالطه ومجالسه والعامل معه فإنه يكون قطعا أدرى به من غيره.
ضف إلى هذا أن أدلة مشايخنا مشهورة ومنشورة وكل من بذل ولو جهدا يسيرا اطلع عليها وألم بها وهؤلاء طلبة العلم الصغار على علم بتفاصيلها فهل يظن بشيخ جليل كالشيخ سالم حفظه الله أن يكون جاهلا بها غافلا عنها؟».
فتلاحظ أنه في بداية الأمر يقول أن السَّلفيين اتَّبعوا الشَّيخ فركوسًا -حفظه الله- لأدلته المتكاثرة وبراهينه المقنعة النيِّرة ومع ذلك لا تجدُ لهذه الأدلَّة المتكاثرة والبراهين النيِّرة أثرًا في موقع الشَّيخ الرَّسميِّ الذي يعتمد ما جاء فيه، فكلُّ من يتمسَّك بالشيخ فركوس -حفظه الله- ينبغي أن يطالب بتقريره الرسمي في موقعه لأن كل كلام نسب له وليس موجودا في الموقع فإن الشيخ يتبرأ منه.
ثم هو في آخر ذلك يجعل الأدلة منتشرة وهذه الأدلة التي يقصدها إنَّما هي الشَّهادات التي كانوا يشهدون بها على مشايخ الإصلاح الواحد تلو الآخر في منتديات التصفية والتربية وهي الصوتيات المبتورة التي أخرجت للمشايخ والفيديوهات المصوَّرة فهل هذا ما تقول أنَّه أدلَّة المشايخ؟!
إنَّ ما تسميه أدلَّة قد تبيَّن زيفه وتبيَّن أنَّه لا أساس له من الصحَّة وأنه اتِّهامات باطلة ردَّها مشايخ الإصلاح وبيَّنوا بطلانها، ولو أنك تقرأ «نسف التصريح» وغيره من ردود المشايخ لوجدتهم يطالبون دائمًا بذكر هذه الأدلَّة ويبدون استعدادهم لمناقشتها وتفنيدها وبيان بطلانها ولهذا الأمر سعوا للاجتماع بالمشايخ وطرح كلِّ ما عندهم على مشايخ الإصلاح.
أما ما ادعيته من أنَّ كلام الشيخ سالم يدل على أنه مطلع على الأدلة فهذا ليس ظاهرًا من كلامه ولهذا اكتفى بذكر الأعلم والأعرف وأما استدلاله بما استدل به فحتى لو كان إعمالا لقاعدة شرعية فهو إعمال لها في غير موطنها فلا يغني شيئا ولهذا بين الشَّيخ عبد الخالق بأنه ليس في محلِّه وموطنه فالموطن موطن نظر في الدَّليل ولا يكفي فيه الأمر المجمل لأن الكلام فيمن اشتهر بالسلفية وعرف بها، وكذلك ردَّ هذه القاعدة قبل الشيخ عبد الخالق ماضي الشيخان ربيع وعبيد الجابري -حفظهما الله-، وزيادةً على هذا الأمر فقد سبق النقل عن الأخ عبد الحميد بوراس أن سالم موريدا أجابه بقوله: «وهل يظن أنَّ الشيخ فركوسا يتكلم هكذا بدون دليل».
فعلى هذا، بقي كلام الشَّيخ عبد الخالق ماضي ونقده لسالم موريدا متجِّها وما جاء فيه عبد الصمد سليمان لم يخرج عن كونه تشغيبا، وجه ذلك: أنَّ الشيخ سالم موريدا يرى أنَّه ما دام تكلم في هذه القضية من هو أهل للكلام وانضم إلى ذلك كونه أعلم وأعرف بهم فيؤخذُ كلامُه ويقبل، ونقض عليه الشَّيخ عبد الخالق ماضي استدلاله وحجَّته بأنَّ محلَّ هذا الكلام فيمن كان منحرفًا وليس فيمن اشتهر بالسَّلفيَّة فمثل هذا لا يقبل فيه الكلام مجملًا ولو صدر ممن هو أهل وكان أعلم إلا إذا ذكر الدَّليل ولا دليل!
هذا آخر ما يسر الله كتابته وأرجو أن يكون ظهر ما أشار إليه الشَّيخ عبيد الجابري -حفظه الله- في تنبيهه على أنه لم يسلم من التشغيب حتَّى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فكيف يسلم منه الواحدُ منا، والله المستعان.
فأقول لعبد الصَّمد سليمان: اتق الله واحفظ لشيخِك مكانته فهو صاحب فضل عليك والله يقول: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم﴾.

آخره، والحمد لله رب العالمين.

وكتب/ فتحي إدريس
عفا الله عنه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Aug 2018, 12:57 AM
كمال بن سعيد كمال بن سعيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 238
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي فتحي وذب الله عن عرضك النار
عقول منكوسة و افهام معكوسة ترجمت لكتابات و تاصيلات غريبة و عجيبة ورب الكعبة .
ولو كان يريد بيان الحق حقا و صدقا لانتقد سالم موريدة هداه الله الذي قرر معاملة السلفيين معاملة المخالف لاهل السنة عملا بكلام من نسب إليهم الفتوى وهم الشيخ فركوس و د.جمعة وازهر سنيقرة حيث قال في اخر صوتية انهم ينتظرون كلاما من مشايخهم للمقاطعة نهائيا و الله المستعان افلا يتدبر هؤلاء خطورة الامر وحسبنا الله ونعم الوكيل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Aug 2018, 02:00 PM
أبو همام القوناني أبو همام القوناني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 121
افتراضي

جزاك الله خيرا
على هذا الرد المفحم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Aug 2018, 08:18 AM
فاتح عبدو هزيل فاتح عبدو هزيل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 140
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013