منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 May 2017, 06:44 AM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي يا عقلاء أين أنتم من مشاورة أهل العلم والفضل الأمناء

قال بعض البلغاء: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذّ ربما زل، والعقل الفرد ربما ضلّ(1)

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على النبيّ الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن المطالب الشرعية التعبدية، والمسالك النبوية المرعية، المشاورة، قال تعالى مبينا صفة المؤمنين { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }[الشورى:38] وقال مخاطبا نبيّه صلى الله عليه وسلم { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }[أل عمران: 159]
فالمشاورة حكم شرعي قويم، أرشد فيه المولى سبحانه وتعالى النبيَّ صلى الله عليه وسلم والأمة جمعاء لاستخراج أصوب الأراء وأنفعها التي تعود بالخير على الفرد والمجتمع، حكّاما ومحكومين، دعاةً ومدعوين، وتورث القرار السديد، والنصرة والتأييد من ربّ العالمين، قال تعالى في شأن موسى عليه السلام وسؤاله ربّه المستشار الصالح { قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) }[طه:25 ـ32] قال الإمام ابن كثير رحمه الله: { وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } أي: في مشورتي.(2)

ولا يليق بالعاقل بله الداعي أن يغفلها أو يهملها، لأن المشاورة من شُعب النصيحة، وهي نصيحةٌ لله بلزوم شرعه، ونصيحةٌ للرسول بلزوم سنته، ولأئمة المسلمين بنصحهم وصدق المشورة لهم، ولعامتهم بتوجيههم للأصلح والأنفع لهم في دينهم ودنياهم، جاء في حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. [رواه مسلم: 55]
يقول العز بن عبد السلام رحمه الله: النصح هو الإشارة بما هو الأصلح والأنفع للمستشير.(3)

إن المتأمل في سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم يجد تجسيده لمبدأ المشاورة، مع أنه صلى الله عليه وسلم كان معروفا بسداد الرأي قبل نزول الوحي، فازداد سداده بنزول الوحي، فلم يستنكف عن مشاورة بعض أصحابه كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم في أمور عدة من شؤون العامة كحروبه وعطاياه، أو من شؤونه الخاصة كما وقع في قصة الإفك حيث شاور عليّا وأسامة رضي الله عنهما.
ولا أدلّ على ذلك ـ مثالا ـ قصة الحديبية، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بضع عشرة مائة من أصحابه يريد العمرة، ونزل بأقصى الحديبية، وبلغه أن قريشا قد جمعوا له، وأنهم مقاتلوه، فشاور أصحابه في ذلك، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدّنا عنه قاتلناه، " قال: امضوا على اسم الله ". [ رواه البخاري: 4178 ]
قال الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يذكر فوائد صلح الحديبية: استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه، استخراجا لوجه الرأي واستطابة لنفوسهم، وأمنا لعتبهم، وتعرفا لمصلحة يختص بعلمها بعضهم دون بعض، وامتثالا لأمر الربّ في قوله تعالى: { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }[ آل عمران: 159](4).
وعلى النهج القويم السليم سار الخلفاء والولاة الأخيار، والعلماء والفقهاء الأبرار من هذه الأمة، ولم يحِد عن هذا الطريق إلا شذّاذٌ آثروا الاستبداد، فلم يعبأ بهم التاريخ، ولم يرفع بهم رأسا.

فالمشاورة نظام حياة للعقلاء عموما والمسلمين خصوصا، يتعاونون على أحسن ما يكون، وكما تكون المشاورة بين الحاكم ومستشاره في شؤون البلاد والعباد، كذلك يتشاور الشركاء في شؤون أعمالهم وتجارتهم، ويتشاور أفراد الأسرة في تدبير شؤون أسرهم، قال تعالى في شأن إخوة يوسف لما أرادوا تخليص أخيهم { فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا }[يوسف: 80] قال الإمام السمعاني رحمه الله: قوله: {خَلَصُوا نَجِيًّا} يعني انفردوا يتناجون، ويتشاورون في أمر أخيهم.(5) وقال تعالى { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ }[البقرة: 233] يقول محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله: وقد أمر الله بها ههنا، ومدحها في ذكر الأنصار في قوله تعالى{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى: 38] واشترطها في أمر العائلة فقال { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ}، فشرع بهاته الآيات المشاورة في مراتب المصالح كلها.(6)

هذا، وكلما تحمّل المرء مهاما عظيمة، صارت المشورة في حقّه آكد، كمن تحمّل تعليم الناس أمرَ دينهم ودعوتهم إلى الخير والسنة من الدعاة والأئمة والخطباء، فهولاء هم أولى الناس بالبعد عن الإعجاب بالرأي، وبخاصة ما يتعلق بأمر دعوتهم، لأن زللهم ليس كزلل أحدٍ من الناس.
قال ابن جماعة رحمه الله: ومازالت المشاورة من عادات الأنبياء، حتى إن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم أمِر بذبح ولده عزمة، ومع ذلك لم يدع مشاورته معه.(7)، وقال الحافط ابن عبد البر رحمه الله: الاستبداد مذموم عند جماعة الحكماء، والمشورة محمودة عند غاية العلماء.(8)

ولا يخفى على كلّ ذي لبّ فوائد المشاورة، فهي طاعة لله عزوجل وامتثال لأمره، ودليلٌ على وفور عقل المشاور، لأنه لن يعدم خيرا من مشاورة أهل الرأي والنصيحة، ولا يلحقه ضرر بمشاورتهم والاستئناس برأيهم، وفي المشاورة تطييب لخاطرِ المُشَاوَر، ورعايةٌ لقدره، واهتمام به، قال الإمام السعدي رحمه الله: ومن فوائدها أنها تقوي الألفة بين المسلمين، وتوثق الروابط بين المتشاورين، جماعات أو أفرادا.(9)، وفي المشورة طلبٌ للصواب بمشاركة أهل الحجى في عقولهم، يقول أبو الحسن الماوردي رحمه الله: تكثّر من استشارة ذوي الألباب، لاسيما في الأمر الجليل، فإن لكل عقل ذخيرة من الصواب، ومسكنا من التدبير، ولقلّما يضلّ عن الجماعة رأي، أو يذهب عنهم صواب.(10)، وفي المشاورة أيضا نفي العجب والغرور، قال الإمام السعدي رحمه الله: إن المشاورة تنفي عن العبد العجب والغرور بالنفس، فإن المعظِّم لنفسه، المعجب برأيه، لا يكاد يشاور أحدا، ولا يلين لمن ينصحه.(11)

ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن المستشار مؤتمن.[ رواه الترمذي: 2822 ] وإن لزوم مشاورة الأمناء من أهل العلم والعقل والرأي فيما لم يتبيّن فيه حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو فيما أشكل من قضايا المسلمين، لهو من أعظم الطرق الموصلة إلى العواقب الحميدة، والمآلات الرشيدة.

وإن سببَ كثير من المآسي والمشاكل الواقعة بين المجتمعِين المتآلفين سابقا، والمتفرّقين المتباغضين لاحقا، هو العزوف عن مشاورة النصحاء المؤهلين من أهل العلم والفضل ممن شابت لحاهم في العلم، وكمُلت عقولهم من تجارب الحياة، أو هو ناتج عن مشاورة غير المؤتمنين، من أهل البدع في الدين، يقول الإمام ابن حزم رحمه الله: وهل هلك الضعفاء وسقط من لا عقل له، إلا في قلة المعرفة بالناصح من النمام، وهما صفتان متقاربتان في الظاهر متفاوتتان في الباطن، إحداهما داء والأخرى دواء، والثاقب القريحة لا يخفى عليه أمرهما، لكن الناقل من كان تنقيله غير مرضي في الديانة، ونوى به التشتيت بين الأولياء، والتضريب بين الإخوان، والتحريش والتوبيش والترقيش.(12)

و إنّ الناظر في الساحة الدعوية وما تعانيه من تشتت وتشرذم وتعصب، ليلحظ أن أغلب هذه الآفات ناتجة عن الاستبداد والإعجاب بالآراء، ولو خالفت الحق وجماعة المسلمين بالتآويل الواهية الفاسدة، والنأي عن مشاورة أهل العلم والفضل الذين ميزهم الله بالنظر في المآلات، وما يكون سببا في شق عصا المسلمين.

إن المسلم الصالح اللبيب ـ بله السلفي ـ الحريص على الرشد، لا يُبرم أمرا ذا بال، ولا يُقدم على عمل هام، إلا بعد استخارة واستشارة لأهل العلم الحكماء الأمناء، وقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، والخطأ مع الاستشارة أقرب للعذر.
ولا يقذفنّ الشيطان في قلبه أن الاستعانة برأي الغير نقص، لأنه مهما علت رتبته عن منزلة المستشار فهو بحاجة إلى آراء غيره، واستشارة الفاضل للمفضول معلومة مشهورة غير خافية، قال أبو المطرف عبد الرحمان بن القاسم رحمه الله: فقد مضت السنة قديما من لدن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يشاورون في أحكامهم، وكانوا من أهل العلم والدين والفضل.(13)
ولئن يشتهر عن الشخص أنه لا ينفرد برأيه دون أهل الرأي والمشورة من إخوانه ومشايخه، أبقى لذكره وأرفع لشأنه، من أن يقال: كان مستبدا برأيه، قال الطرطوشي رحمه الله: اعلموا أن المستشير وإن كان أفضل رأياً من المشير، فإنه يزداد برأيه رأياً، كما تزداد النار بالسليط ضوءاً، فلا تقذفن في روعك أنك إذا استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك، فيمنعك ذلك عن المشاورة، فإنك لا تريد الرأي للفخر به ولكن للانتفاع به، وإن أردت الذكر كان أفخر لذكرك وأحسن عند ذوي الألباب لسياستك أن يقولوا: لا ينفرد برأيه دون ذوي الرأي من إخوته، ولا يمنعك عزمك على إنفاذ رأيك وظهور صوابه لك عن الاستشارة، ألا ترى أن إبراهيم الخليل عليه السلام أمر بذبح ابنه عزمة لا مشورة فيها، فحمله حسن الأدب وعلمه بموقعه في النفوس على الاستشارة فيه، فقال لابنه { بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى }[الصافات: 102] وهذا من أحسن ما يرسم في هذا الباب.(14)

فلابد للسلفي ـ طالبَ علم كان أو إماما أو مدرسا ـ أن لا يحيد عن هذا المبدأ القويم، وله في نبيه صلى الله عليه وسلم أسوة، وفي سلفه الصالح، وأن يكثر من المشورة حتى لا يتعثر في طريق دعوته، وحتى يكثر صوابه، ويعم نفعه، يقول الحسن البصري رحمه الله: ما تشاور قومٌ إلا هُدوا لأرشد أمرهم.(15) وصدق المثل: ما هلك امرؤ عن مشورة.

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والرشاد

كتبه: أبو سهيل محمد القبي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ [ درر السلوك في سياسة الملوك للماوردي: 74 ]
2ـ [ تفسير ابن كثير: 868 ]
3ـ [ شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال للعزّ بن عبد السلام: 310 ]
4ـ [ زاد المعاد: 490 ]
5ـ [ تفسير القرآن العظيم 2/55 ]
6ـ [ التحرير والتنوير:4/148 ]
7ـ [ تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام لابن جماعة: 69 ]
8ـ [ بهجة المجالس لابن عبد البرّ: 5/459 ]
9ـ [ الرياض الناضرة للسعدي: 68 ]
10ـ [ درر السلوك: 75 ]
11ـ [ الرياض الناضرة: 69 ]
12ـ [ طوق الحمامة لابن حزم:59 ]
13ـ [ تحرير الأحكام: 97 ]
14ـ [ سراج الملوك: 185 ]
15ـ [ مصنف ابن أبي شيبة 26275 ]


التعديل الأخير تم بواسطة أبو سهيل محمد القبي ; 04 May 2017 الساعة 06:57 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04 May 2017, 08:17 AM
حسان البليدي حسان البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: وادي العلايق - البليدة
المشاركات: 340
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04 May 2017, 08:58 AM
اسماعيل بلخيري اسماعيل بلخيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 30
افتراضي

أحسنت -أبا سهيل- أحسن الله إليك. أحسنت في اختيار الموضوع ثم أحسنت فيما ضمنته فيه.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04 May 2017, 09:28 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا يا أبا سهيل ، مقال نافع يستحق بعد مشاورة أهل التصفية التثبيت .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04 May 2017, 10:20 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

مقال نافع ماتع ، جدير بالمطالعة و الاعتبار جزاك الله خيرا و أحسن إليك
إِيتَاءُ الرَّأْيِ أَهْلَهُ ، وَ النَّحْوُ فِي مَنْحَاهُمْ ، أَوْلَى بِالظَّفَرِ غَانِماً وَ الأَوْبَةِ سَالِماً ، مِنِ امْتِطَاءِ سَجِيحَةِ الرَّأْسِ .
وَ اجْتِمَاعُ الثُّلَّةِ عَلَى رَأْيٍ ضَعِيفٍ ، خَيْرٌ مِنِ افْتِرَاقِهِمْ عَلَى رَأْيٍ رَجِيحٍ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04 May 2017, 07:04 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي

وفيكم يبارك الله إخواني الكرام.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04 May 2017, 09:46 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك فيك ونفع بك وبما تقدم لإخوانك .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل منهجية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013