منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 Jan 2018, 08:18 AM
أبو عاصم ياسين زروقي أبو عاصم ياسين زروقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 45
افتراضي فائدة عظيمة وتشبيه بليغ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأهواء".

بسم الله رحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله نبيينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ حُدِّثَ بِرَجُلٍ يَقُصُّ وَيُفْتِي مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ (في رواية : لِبَنِي فَرُّوخٍ) فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أُمِرْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَيْهِ؟ ( وفي رواية : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَقُصَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ؟ ) قَالَ نُفْتِي وَنَنْشُرُ عِلْمًا عِنْدَنَا، قَالَ مُعَاوِيَةُ لَوْ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ لَقَطَعْتُ مِنْكَ طَابِقًا (وفي رواية : طَائِفًا ) (انْطَلِقْ فَلَا أَسْمَعُ أَنَّكَ حَدَّثْتَ شَيْئًا)، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ، أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَوْمًا فَذَكَرَ: « أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ قَدِ افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فِي الْأَهْوَاءِ أَلَا وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، أَلَا إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ (في رواية : يَهْوُونَ هَوًى) تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ ».
تخريج الحديث:
رواه أحمد (28/ 16937) ، والدارمي (باب في افتراق الأمة رقم 2560) ، و أبوداود ( باب شرح السنة رقم 4597) ، والحاكم في المستدرك (1/443) ، والطبراني في الكبير(19/884 ،885) ، ومسند الشاميين (2/ 1005) ، و ابن أبي عاصم ( السنة : رقم1 و 2 و 65 و 69 ) ،والمروزي في السنة (رقم : 50) ، و الآجري في الشريعة (بَابُ ذِكْرِ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ فِي دِينِهِمْ وَعَلَى كَمْ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ؟ رقم 29) ، وابن بطة في الإبانة (بَابُ ذِكْرِ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ فِي دِينِهِمْ وَعَلَى كَمْ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَإِخْبَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا بِذَلِكَ 1/ 268) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( باب : سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى اتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ , وَذَمِّ تَكَلُّفِ الرَّأْيِ وَالرَّغْبَةِ عَنِ السُّنَّةِ , وَالْوَعِيدِ فِي مُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ 1/ 150) ، والبيهقي في دلائل النبوة (بَابُ مَا جَاءَ فِي إِخْبَارِهِ بِظُهُورِ الِاخْتِلَافِ فِي أُمَّتِهِ , وَإِشَارَتِهِ عَلَيْهِمْ بِمُلَازَمَةِ سُنَّتِهِ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ أُمَّتِهِ 6/ص541) من طريق : صَفْوَانِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيِّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه
درجة الحديث :
قال السخاوي في الأجوبة المرضية (2/ 573): أخرجه الحاكم في صحيحه من حديث أبي عامر، وقال: إن سنده لا تقوم به الحجة. انتهى وهذا وهم منه رحمه الله فإن الحاكم قال : " هَذِهِ أَسَانِيدُ تُقَامُ بِهَا الْحُجَّةُ فِي تَصْحِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ " المستدرك (1/ 128) والله أعلم .
وقال الحافظ في " تخريج الكشاف " (ص 63) : " وإسناده حسن ".
قال الإمام الألباني رحم الله في الصحيحة (204) : وإنما لم يصححه، لأن أزهر بن عبد الله هذا لم يوثقه غير العجلي وابن حبان ولما ذكر الحافظ في " التهذيب " قول الأزدي: " يتكلمون فيه "، تعقبه بقوله: " لم يتكلموا إلا في مذهبه ". ولهذا قال في " التقريب ": " صدوق، تكلموا فيه للنصب ".
والحديث أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره (1 / 390) من رواية أحمد، ولم يتكلم على سنده بشيء، ولكنه أشار إلى تقويته بقوله : " وقد ورد هذا الحديث من طرق ".
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " المسائل " (83 / 2) :" هو حديث صحيح مشهور ". وصححه أيضا الشاطبي في " الاعتصام " (3 / 38) .
وقد تكلم العلامة الألباني رحمه الله كلاما ماتعا في تخريجه لهذا الحديث ، يعنيني منه هنا :
تصحيح العلامة ابن الوزير اليماني لهذا الحديث في كتابه : " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " .
وكذا الشيخ صالح المقبلي في كتابه : " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ " (ص 414) .
فوائد هذا الحديث كثيرة ومنها :
1/ فقه معاوية رضي الله عنه ، وعلمه بالسنة وعمله بها ويتجلى ذلك في :
• نهي الرجل عن القصص بغير إذن وقد ورد عن عوف بن مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يقص إلاّ أمير أو مأمور أو مختال ".
قال الخطابي : بلغني عن ابن سريج أنه كان يقول هذا في الخطبة وكان الأمراء يتلون الخطب فيعظون النلس ويذكرونهم فيها فأما المأمور فهو من يقيمه الإمام خطيباً فيعظ الناس ويقص عليهم ، فأما المختال فهو الذي نصب لذلك نفسه من غير أن يؤمر له ويقص على الناس طلباً للرياسة فهو يرائي بذلك ويختال . (معالم السنن 4/188)
• وروى البخاري عن ابن عباس، قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب إنه فقيه. (صحيح البخاري/كتاب فضائل الصحابة/باب ذكر معاوية رضى الله تعالى عنه رقم3554) .
2/ ذم اتباع الهوى وبيان أنه سبب تفرق الأمة :
قال الله تعالى : " فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا " ، وقال : " وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ " ، وقال تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " ، وقال : " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ " ، وقال : " وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " ، وقال : " فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ، وقال : " قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ، وقال : " وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ".
3/ تشبيه النبي عليه الصلاة والسلام للهوى بداء الكلب :
قال الطيبي : وأما تقرير التشبيه فهو أنه صلى الله عليه وسلم شبه حال الزائغين من أهل البدع في استيلاء تلك الأهواء عليهم, وذهابها في كل واد مُرْدٍ, وفي سريان تلك الضلالة منهم إلى الغير يدعونهم إليها, ثم تنفرهم من العلم, وامتناعهم من قبوله حتى يهلكوا جهلا - بحال صاحب الكلب, وسريان تلك العلة في عروقه ومه ، وحصول شبه الجنون منه ثم تعديه إلى الغير - بعقره إياه, وتنفره من الماء, وامتناعه عنه حتى يهلك عطشا. (الكاشف عن حقائق السنن) 2/641
ومن بلاغة هذا التشبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العلم والهدى الذي جاء به بالماء فقال : " مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا " ، وشبه متبع الهوى في نفوره من العلم والهدى بالكَلِبِ في نفوره من الماء ، والعلم عند الله تعالى .
أسأل الله العظيم أن يحفظنا من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء ، وأن يعصمنا من شهوات الغي ومضلات الفتن إنه سميع مجيب ،
وصلى الله وسلم وبارك على نبيينا محمد


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم ياسين زروقي ; 12 Jan 2018 الساعة 02:12 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, فائدةعظيمة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013