علموا أولادكم بغض الارهابيين.

[أبو اياد عبد الفتاح الجزائري]

الحمـد لله ، والصـلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

يقول النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((كلكـم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته)).

فالأب مسؤول عن أبنائه أن يعلمهم الفضيلة ، وحبَّها ، والعملَ بها ، وأن يحذرهم من الرذيلة، ويعلمهم بغضها، ويبعدهم عنها.فيعلمهم توحيد الله الخالص الموافق لفطرة الله التي فطر الناس عليها .

ويعلمهم حب العبادة والطاعة ، ويُروِّضُهم عليها ، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.

ويعلمهم وسطية الإسلام واعتداله وعدالته ، ويوضح لهم وجوه ذلك ...

ويبين لهم خطورة التطرف والغلو والإرهاب ، ويحذرهم من المفسدين والفساد.

من العقائد الهامَّة التي يجب على الوالِدِين (أولياء الأمور) أن يبينوها لأبنائهم الولاء والبراء ، والحب والبغض .

((أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض في الله ، والموالاة في الله، والمعاداة في الله)).

ويجب أن يعرفوهم الوسطية في هذا الباب الذي وقع فيه إفراط وتفريط من كثير من الناس .

فيعلموهم حب الإسلام، وحب المسلمين ، وموالاتهم، ووجوب مناصرتهم ولو بالدعاء لهم..

ويعلموهم بغض الكفر ، وبغض الكافرين لكفرهم، وحرمة موالاتهم...

ويعلموهم أن بغض الكافرين لا يعني أن نظلمهم أو نعتدي عليهم ، بل أمرنا الله بالعدل معهم ، وأباح لنا طعام أهل الكتاب، والزواج منهم ، ودعوتهم إلى دين الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.

ويعلموهم بغض المنحرفين والمبتدعين على قدر بدعهم وانحرافهم ...ويعلموهم أن بغض المسلم المنحرف أو المبتدع لا يعني تكفيره أو معاملته كالكافر ، بل بالعدل والحكمة.

بغض الإرهاب والإرهابيين ومن الأمور التي يجب أن نربي أبناءنا عليها بغض الإرهاب والإرهابيين ، وفضحهم، وفضح مخططاتهم ، ومباعدة أبنائنا عن سبيلهم وطريقهم.

ونبين لهم أن هؤلاء الأرهابيين قوم ضالون منحرفون ، قد تمكن منهم لشيطان فأغواهم وأضلهم، ويريد أن يستخدمهم إبليس لنشر الشر والفساد..

ونبين لهم أن أعداء المسلمين من الصهاينة اليهود وأشباههم يفرحون بما يفعله الإرهابيون من تفجير وتخريب في بلاد المسلمين ...

ونبين لهم أن ما يفعله الإرهابيون من تخريب ويستدلون على ذلك بالقرآن والسنة فإنما هو من باب التلبيس على الناس وخداهم ...ونبين لهم أن الفرح بالقضاء على الإرهابيين أو أحدهم واجب ، وأن القضاء على أحد الإرهابيين هو نصر للإسلام والمسلمين ، وإراحة للمسلمين من شر ذلك الإرهابي المخرب .

ومن أيام السعادة والفرح الأيام التي نسمع فيها كشف مخطط إرهابي ، أو إحباط عمل إرهابي ، أو قتل مجرم إرهابي ..

ويجب أن لا نظهر تعاطفاً مع الإرهابيين الذين قتلوا حتى لا يقع أولادنا في التناقض، وحتى لا يحسنوا بهم الظن.

وإن ظهر على أحد حزنٌ على قتيل إرهابي فليبين لهم أنه حزن على حالهم كيف خدعهم الشيطان وأهلكهم ، وليس حباً لهم .

ويجب التعامل مع هذه الأعمال الإرهابية ، ومع الإرهابيين بحزم وشدة ، حتى لا يتعاطف معهم من لا يعرف حقيقتهم.

إن ما سبق ذكره لم نقله من فراغ ، ولا هو حديث فائض!!

ولكن نبين لأبنائنا ما فعله الإرهابيون من جرائم ، حيث أرادوا التخريب في مكة والمدينة ، وقتلوا بعض المؤمنين في مكة ...

ونبين لهم أنهم قتلوا الرجال والأطفال والنساء والشيوخ وهم آمنون نائمون ، بل وبعضهم يصلي ويقرأ القرآن ..

ونبين لهم أن الإرهابيين (الفئة الضالة=الخوارج) غدارون خائنون حيث قتلوا الأجانب غير المسلمين الذين استقدمتهم بلادنا ليعملوا فيما فيه صالح بلادنا ووطننا ..

ونبين لهم أن الإرهابيين لا هَمَّ لهم إلا القتل والدمار باسم الجهاد، وأنهم مجردون من عقل وحكمة ، بل هم كالآلات التي تتحرك لتفجر وتدمر وبإشارات من أعداء الملة الحنيفية...



الحذر من الطرق المؤدية للإرهاب

والواجب على المسلم أن يجنب نفسه ومن تحت ولايته الوسائل والطرق التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

فليس من العقل في شيء أن نحذر أنفسنا وأبناءنا من الإرهاب والتطرف ثُمَّ نعرضهم لِما يوقعهم في الإرهاب ..

بل الواجب أن نحذرهم ونجنبهم الطرق التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب..

فنحذرهم من الغلو ، وأصدقاء السوء ، وجلساء الضلال ...

ونحرص على أن يجالسوا الصالحين ، وأن نبعدهم عن مواطن الشبه ..

أسأل الله أن يحمينا ، ويحمي أبناءنا من التطرف والفساد ، وأن يجعلهم صالحين مصلحين .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً .
الرابط:http://www.sahab.ws/6789/news/3427.html