حقّ شيخ
****
تَمَهَّـلْ وَلاَ تَنْسِبِ الفَضْـلَ لِــي ---- فَــذِي نِعْمَــــةُ الخَـالِقِ المُفْضِـلِ
فَلاَ الفِكْــرُ مَا سَالَ مِـنْ حِيلَتِي ---- وَلَا الكَـــفُّ كَفِــــيّ وَلاَ أَنْمُلِــي
وَلاَ الحِبْرُ صُنْعِـي وَلاَ رِيشَتِي ---- كَذَاكَ الهُـــدَى بِالفَتَـــى لِلْعَلِـــي
وَمَا كَانَ مِنْ عَيْبِ صُنْعِي فَـذَا ---- كَ شُؤْمُ الَّذِي حِيكَ مِـنْ مِغْزَلِــي
فَلَوْ كَــانَ بِالكِيسِ رِزْقُ الفَتَـى ---- نَظَمْتُ القَوَافِــي كَنَظْــمِ الحُلِــي
لِشَيْخٍ لَهُ الفَضْــلُ فِـــي ذِمَّتِـي ---- فَفِي مَدْحِهِ الفَخْرُ وَالشَـــأْنُ لِــي
وَلَكِنَّنِـي خِفْتُ جَهْـــلَ العَيِــي ---- وَعَجْزَ الكَسُولِ وَضَعْفَ الوَلِــي
فَدُوَنَ المَقـــاَمِ اقْتِيَــاتُ الفَتَــى ---- عَلَى الشِّعْرِ فِـي نَظْمِـهِ الأَسْفَــلِ
فَذَاكَ الهِزَبْرُ الّــذِي قَــدْ غَــدَا ---- بِـهِ الحَـقُّ فِــي مَصْرِنَــا يَعْتَلِــي
كَرِيـــمٌ بِـــهِ عَــزَّ مِــنْ دِينِنَــا ---- بِـــلَا قَــدْحِ سَهْـــمٍ وَلَا مِنْصَـــلِ
وذَا أَظْهَــرَ اَلحَقَّ لَــمْ يَحْتَجِبْ ---- عَـنِ الخَلْقِ فِي يَوْمِهَــا الأَهْــوَلِ
يُفَسِّــــرُ مِـــــنْ آَيِ قُرْآَنِنَـــــا ---- دُرُوسًـا عَلَـى وَجْهِهَــا الأَكْمَـــلِ
وَتِلْكَ الأَحــاَدِيثُ قَـــدْ رَامَهَــا ---- بِشَرْحٍ عَلَــى لَفْظِهَـــا المُشْكَـــلِ
يُعَلِّمُنَــــــا عِقْــــدَ أَسْلافِنَــــــا ---- وَمِنْهَــــــاجَ آبَائِنَــــا الأَمْثَــــــلِ
وَفِقْهَ الشَّرَائِـــعِ مِـــنْ نَبْعِهَـــا ---- عَلَى وَجْهِهَا الأَقْـــوَمِ الأَفْضَـــلِ
وَقَدْ أَصْلَـحَ اللَّحْنَ مِـنْ قَوْلِنًــا ---- وَعَـنْ لَفْظِ عَدْنَـــانَ لَـــمْ يَعْـــدِلِ
يَبَلِّغُ لْلنَّـــاسِ مِـــنْ رُشْدِهَـــــا ---- وَيُجْلِــي بِهَـــا سُنَّـــةَ المُرْسَـــلِ
وَيُبْدِي الّذِي غَابَ مِنْ رَسْمِهَـا ---- كَمَـا كَـــانَ فِــي عَهْدِهَـــا الأَوّلِ
وَيُرْجِعُ مَنْ زَاغَ عَــنْ حَدِّهَــا ---- وَإِنْ قَـــلَّ ثِقْلاً عَـــنِ الخَــــرْدَلِ
وَيَعْلُـو بِهَـــا بِدْعَـــةَ المُدَّعِـي ---- وَغَـيَّ الّــــذِي سَـــارَ بِالشَّمْـــأَلِ
وَشُؤْمَ الّذِي ثَـارَ فِــي أرْضِنَـا ---- يُنَمِّـــي الخَـــرَابَ بِـذَا المَنْـــزِلِ
وَيَرْوِي بِهَا سِيـــرَةَ الخَارِجِـي ---- وَيُذْكِي بِهَا شُعْلَـــةَ المُصْطَلِـــي
فَلَـمْ يَسْتَبِقْ فَضْحَهَــا بِالـــوَرَى ---- كَمِثْـــلِ الّـــذِي جَـــاءَ بِـــالأَوَّلِ
شَكُـورٌ صَبُـــورٌ لِوَقْــعِ الأَذَى ---- وَإِنْ بَانَ مِـنْ شَفْـــرَةِ القَسْطَـــلِ
رَمَاهُ المَخَانِيثُ رَمْــيَ العِــدَى ---- بِشَيْـــخِ السَّلاَطيــنِ وَالمَدْخَلِــي
فِإِنْ كَــانَ مِنْهَاجُنَـــا مَدْخَلِـــي ---- فَيَــا حَبَّــذَا المَدْخَلِـــي المُقْبِلِــي
وَسَامُوا لَــــهُ بَاطِـــلاَ قَدْ بَـــدَا ---- فَقَـــدْ رَدَّهُ فِـــي فِنَـــا المُبْطِـــلِ
يُمِيرُ الّذِي آبَ مِــنْ صَفْوِهَـــا --- وَيَرْوِى الّذِي خَانَ مِنْ حَنْظَـــلِ
.