منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26 Nov 2013, 10:42 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي صفحة مبكية من صفحات تاريخ الدَّعوة إلى الله

بسم الله الرَّحمن الرحيم


الله المستعان، وعليه الاتِّكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله




هذه حكايةٌ خجلت لما سمعتها، وخجلت لما حدَّثت بها، وأنا خجل الآن حين كتابتها.
وما دامت قرعت سمعي فما بدٌّ، وما أنا بالذي يختار هذه المهامه، غير أن لي من دواعي البوح ما لا أبوح به.
عُقدت ندوة في الكويت حاضَرَ فيها رجلان، أحدهما مهرِّج جدَّة المعروف عند أهلها بذلك (سليمان الجبيلان)، فسمعته أذناي وهو يحكي هذه القصَّة، يقول:
كنت في مصر فرأتني شابة فعرفتني فقالت: ادع لي يا شيخ، فقلت: ما اسمكِ؟ قالت: سُكَّرة، قال: فقلت: "الله يرزقك رجل اسمه شاي، ويرزقكما ولد اسمه ليبتون". و"اللِّبتون" نوع من الشاي الصناعي معروف.
فأنا والله خجل إذ كتبتها، وأستسمح من يقرأها من إخواني أن حمَّلته سماع هذه السَّخافة، ولكن:


1ـ أثَّر فيَّ جدًّا لأني أعلم أنه قيل لطاوس رحمه الله مثل ما قالت هذه الشابة لذاك المهرج فقال طاوس: "لا أجد لذلك حسبة"، وأعلم أن رجلا في زمن الخير اشتكى، فأرسل إلى بكر بن عبد الله المزني وكان جاره أن ادع الله لي فكتب إليه بكر: "إنه أتاني كتابك تسألني أن أدعو الله لك، وحُقَّ لعبد عمل ذنبًا لا عذر له فيه، وخاف موتًا لا بد له منه أن يكون مشفقًا، وسأدعو لك ولست أرجو أن يستجاب لي بقوة في عملي ولا براءة من ذنب".
فهذه أجوبة الربانيين الذين يقودون الناس إن هم اقتدوا بهم إلى صلاح الحال في الدنيا والآخرة، فيذكرونهم ويعلمونهم ما ينفعهم، أمَّا تلك المسكينة فبالله بمَ رجعت من كونها عرفت ذاك الشيخ وطلبت منه الدعاء؟

2ـ وأثَّر فيَّ أيضًا لأني تذكرت الخطيب الَّذي سمعه النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ومن يعصهما فقد غوى" فعزله صلى الله عليه وسلم وقال: "بئس خطيب القوم أنت"، لأنَّه تكلم بما قد يفهم من جمعه الله ورسوله في ضمير واحد نوع من التشريك والمساواة، وهذا المهرِّج يحدِّث مئاتٍ من النَّاس جُمعوا له بهذه الحكاية التي فيها ما فيها من الاستهانة بالدعاء وبالدُّعاة، ومن قلَّة تعظيم الله تعالى، نسأل الله المعافاة.

3
ـ داعية ظاهره الخير، وربما له من التقصير فيما بينه وبين الله ماله، هذا معهود، أما داعية يبدي للناس عورته في مقام يزعم أنه فيه يدعوهم إلى الله فهذا ما لم يكن، ولم نسمع بمثله أخرى ما علينا. فاللهم عفوك وسترك.

4
ـ إلى أين يذهب هؤلاء بالنَّاس، وأيَّ دين يقتادونهم إليه إن لم يعلِّموهم تعظيم حرمات الدِّين و إجلال الله تعالى.

5ـ يجلس إليهم النَّاس يطلبون الدِّّين والتذكير والتعليم، فيعطيهم هؤلاء حكايات الحمقى وأخبار الخرقى ممَّا بعضه يُضحك وبعضه يُبكي، وبعضه يتدافع في نفسك أتضحك أم تبكي؟ فيورث غصَّة لا يزيلها مسير الشمس، وإلى الله المشتكى.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 26 Nov 2013 الساعة 11:02 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013