ماهي الحوافز التي تعين طالب العلم على استعادة نشاطه إذا أصيب بالملل/للشيخ زيد المدخلي
يقول السائل: ما هي الحوافز التي التي تعين طالب العلم على استعادة نشاطه في الطلب إذا دخل على قلبه الكلل و الملل؟
الجواب: الحقيقةُ قد يحصلُ المللُ، و شيءٌ من تثبيطِ شياطين الإنس و الجن، و لكن المؤمن إذا ذُكِّر تذكَّرَ، و لو أن يذكِّر نفسه بنفسه، ينظرُ إلى فضلِ العلم و حاجته إليه، و ينظرُ إلى حاجة الأمة إلى العلم، و ينظرُ إلى الثواب الذي يترتب على نشر العلم؛
رحمَ الله الإمام ابن القيم، يقول: إن طلب العلم و تحصيلَه أخصُّ الجهادين، المرادُ بالجهادين: جهادٌ في الطلب للعلم، و جهادٌ في المعارك لملاقاة الأعداء، فجهادُ الطلب للعلم و التحصيل للعلم ليلا و نهارا و في كل وقت و حين ليصبح عالما معلِّما، عالما عاملا معلِّما، يدعى ربانيا لملكوت السماء، أفضلُ ممن يجاهدُ في المعارك، و قد قرأتُ فضلَ الجهاد في سبيل الله، و من ذلك قولُ النبي صلى الله عليه و سلم: { إن في الجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيله}، و الذي يجاهدُ في طلب العلم و نشره مخلصاً صائباً أجره أعظم من أجر هؤلاء المجاهدين، و قد قال تبارك و تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69- العنكبوت)، و لا يكون العبدُ محسناً حتى يتعلم العلم الشرعي على الوجه الذي ينبغي، ثم يعلمُه غيرَه، فكم له من الأجر إذا تذكَّر طالبُ العلم هذه الفضائل، و عظمَ الأجور، و قدرَ العلم و فضلَه، لأنه منزَّل من عند الله، قدَّرَ العلمَ حق قدره، و استعاذَ بالله من همزات الشياطين، و من تثبيط الأشرار و مجالستهم و نجا بنفسه، فهذا هو السَّعيدُ، و هو الموفَّقُ بحولِ اللهِ تعالى.
قال عيه الصلاة والسلام:" منهومان لا يشبعان : طالب علم و طالب دنيا ".
تخريج السيوطي
( عد ) عن أنس ( البزار ) عن ابن عباس .
تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 6624 في صحيح الجامع .