((الرد المبرور على الأشعري الدكتور المغرور))

[أبو أنس عبد الحميد الليبي]

((الرد المبرور على الأشعري الدكتور المغرور))

مقدمة :
الشيخ وصي الله محمد عباس حفظه الله وبارك فيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ / أبو أنس عبد الحميد قرأت ما كتبت رداً على الدكتور عبد الحميد الجياش على كل حال جزاك الله خيراً اذكر بعض المراجع التى يرجع إلها والتي استفدت منها إن شاء الله حتى يرجع إليها هو المردود عليه أو أي واحد ،وجزاك الله خيراً،وينبغي أن يقوم بهذا الشباب المسلم إن شاء الله بالحكمة ويردُ بالخير إن شاء الله قال: النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم مبتلى فقولوا الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه).اهـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2 /جمادى الأولى /1438هـ
.................................................. .............................
مقدمة :
الشيخ أبو أحمد محمد بن أحمد الحجري حفظه الله وبارك فيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم لعلكم بخير وعافية بالنسبة للموضوع المتعلق بالرد وجدته ردا شافياً كافياً عسى الله أن يرد به أهل الضلال إلى رشدهم وينفعهم بما فيه ،وأن يراجعوا أنفسهم بالتمسك بالكتاب والسنة على طريقة سلفنا الصالح رضي الله عنهم ورحمنا من بعدهم ،وفقكم الله في خدمة اﻹسلام والمسلمين .
كتبه:
أبو أحمد محمد بن أحمد الحجري
بتاريخ 3 / صفر / 1438 من الهجرة النبوية.
.................................................. ..........................

مقدمة الكاتب.
الحمد لله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ،والصلاة والسلام على من أرسله الله بالهدى ودين الحق وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
أما بعد :
فقد وقفت على ردٍ لأحد المشايخ الفضلاء بدولة ليبيا حرسها الله فى موقع اللجنة العليا للإفتاء يرد فيه على الدكتور عبد الحميد الجياش ،والذي نسب نفسه إلى المعتقد الأشعري وطعن فى التسمي بالسلفية وقال لا يوجد شيء اسمه سلفية وهذا يعتبر إنكار منه لهذه التسمية ،والانتساب إلي منهج السلف الصالح ،ومن باب الدفاع عن منهج أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأهله ،والرد على أهل الزيغ والانحراف من أهل البدع والضلال اعتقاداً ومنهجاً كتبت هذه الكلمات لعل الله تعالى أن ينفع بها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه :
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
29 / صفر / 1438 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

أولاً: من هم الأشاعرة وإلى من ينتسبون.
هم كما قال الشيخ العلامة محمد أمان بن على الجامي رحمه الله في كتابه الموسوم باسم الصفات الإلهية فى الكتاب والسنة المبحث الثامن قال: الأشاعرة :طائفة من أهل الكلام ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري الإمام المتكلم المعروف، وهذا اللقب ينصرف عند الإطلاق إلى أولئك الذين اتبعوه في فترة انتسابه إلى ابن كلاب، ولذا قد نطلق عليهم أحياناً (الأشعرية الكلابية) أما قبل ذلك فهو معتزلي بل إمام في الاعتزال نحواً من أربعين سنة،وبعد توبته من عقيدة الاعتزال وملازمته لابن كلاب فترة من الزمن رجع في آخر أيامه إلى مذهب السلف، فالمنتسبون إلى الأشعرية الآن هم أصحاب الطور الثاني.اهـ بتصرف يسير.
والأشاعرة منحرفون محرفون معطلون فى باب الصفات وما قيل أنهم أثبتوا بعض الصفات وهي حي عليم قدير ،والكلام له إرادة ،وكذلك السمع ،والبصر فلم يثبتوها كما أثبتها أهل السنة والجماعة ،بل لأن العقل دل عليها ،وعلى سبيل المثال صفة الكلام فإنهم يقولون هو صفة من صفاته وليس بمخلوق ، ولكن الكلام الذي نقر به هو المعنى القائم بنفسه ، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف ، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله ، خلقه الله تعبيرا عما في نفسه ، وليس هو كلام الله ، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز.اهـ بتصرف يسير.انظر شرح العقيدة السفارينية ابن عثيمين رحمه الله (ص 122 إلى 124) وانظر القواعد المثلي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص 139 إلى 146)
وأهل السنة يثبتون صفة الكلام على الحقيقة بأن الله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء كيف شاء ويقولون أن القران كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود تكلم الله به حقيقةً بلا كيف.
وعقيدة أهل السنة والجماعة السلف الصالح فى الأسماء والصفات.
هو:إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم - بلا تحريف ،ولا تعطيل ،ولا تكييف ،ولا تمثيل.
ورحم الله الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي الذي قال: ( آمنتُ بالله وبما جاءَ عن الله على مرادِ الله، وآمنتُ برسولِ الله، وبما جاءَ عن رسول الله، على مرادِ رسولِ الله) انظر كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله.
يعلق شيخ الإسلام على كلام الشافعي فقال ( أما ما قال الشافعي فإنه حق يجب على كل مسلم اعتقاده ،ومن اعتقده ولم يأت بقول يناقضه ،فإنه سلك سبيل السلامة فى الدنيا والأخرة).اهـ انظر كتاب الرسالة لابن تيمية رحمه الله (ص 27)
وقال الإمام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي رحمه الله بعد كلام الشافعي (وعلى هذا درج السلف، وأئمة الخلف، رضي الله عنهم كلهم، متفقون على الإِقرار، والإِمرار، والإِثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله، وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويله). انظر كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله.
،وهذا كلام الأئمة المعتبرين فيما يتعلق بانحراف الأشاعرة في باب الصفات وأنهم حتى فيما قيل أنهم أثبتوه من الصفات لم يثبتوه كما أثبته أهل السنة والجماعة فأرجو أن يكون في كلام هؤلاء الأئمة الأعلام هداية وبصيرة لمن أراد الحق المبين والصراط المستقيم.
ثانياً:
(قوله لا يوجد شيء اسمه سلفية)
وهذا القول يدل على أن صاحبه إما جاهل جهلاً بسيطاً أو جهلاً مركباً فإن كانت الأولى فتلك مصيبة وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم خاصةً وأن الرجل دكتور !! فكيف ينكر هذه التسمية وكتب الأئمة مليئة بهذه الكلمة ألم يطلع هذا الدكتور على كتب المحدثين مثل البخاري ومسلم وابن حجر والنووي والإمام أحمد والذهبي وغيرهم من الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية الذي كتبه مبنية على فهم السلف وخاصةً فى توحيد الأسماء والصفات الذي يرد فيه على أهل البدع من الأشاعرة والمعتزلة و الجهمية وغيرهم من فرق الضلال.
(ثم أين أنت يادكتور عبد الحميد) من قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها " فإنه نعم السلف أنا لكِ" رواه الإمام مسلم فى صحيحه كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل فاطمة رضي الله عنها. يقول الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ،(والسلف المتقدم ،ومعناه أنا متقدم قدامك فَتَرِدِينَ علي).طبعة مؤسسة المختار
وهذه بعض النقول عن المحدثين وعلماء الإسلام فى صحة التسمية والنسبةِ إليها ،فهم بحق أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
قال الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه باب بيان الإسناد من الدين قال محمد: قال سمعت علي بن شقيق يقول سمعت عبد الله بن المبارك رحمه الله يقول على رؤوس الناس :دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف. انظر طبعة مؤسسة المختار
وقال الإمام البخاري فى صحيحه كتاب الجهاد والسير- باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله فى شرحه على قول راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر (أي من الصحابة فمن بعهدهم).طبعة دار الريان للتراث.
وقال الإمام البخاري فى صحيحه كتاب المرضى - باب تمني المريض الموت حديث رقم 5670 (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله فى شرحه على الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه )الخطاب للصحابة،والمراد هم ومن بعدهم من المسلمين عموما ، وقوله من ضر أصابه حمله جماعة من(السلف )على الضر الدنيوي.اهـ بتصرف يسير.
وهذا شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى يقول ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم) الجزء الرابع من مجموع الفتاوى (ص 59) طبعة المكتبة التوفقية.
فهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرد فيه في ذلك الوقت على أهل البدع والضلال فما عساه أن يرد هذا الدكتور على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وهذه التسمية في كتب علماء السلف من المتقدين والمتأخرين كثيرة جداً.
وقد سئل الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله - ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري ، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته : (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة) من محاضرة مسجلة بعنوان: (حق المسلم) في 16/1/1413 بالطائف. ). انظر الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (سؤال 13) جمع وتعليق الشيخ جمال بن فريحان الحارثي.
وهذا الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى يثبت هذه التسمية ويقرر عقيدة السلف في الرد على المنحرفين في توحيد الأسماء والصفات.
قال رحمه الله : طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم ، أسلم لأنهم ما تعرضوا لشيء وراء النصوص، وأعلم لأنهم أخذوا عقيدتهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وأحكم لأنهم سلكوا الطريق الواجب سلوكها : وهو إجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ،ومَن هؤلاء السلف ؟
هم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم من أئمة المسلمين .
وهل يمكن أن تكون السلفية في وقتنا الحاضر؟ الجواب نعم ونقول : هي سلفيةٌ عقيدة وإن لم تكن سلفيةً زمناً ، لأن السلف سبقوا زمننا ،لكن هؤلاء سلفية عقيدةً وعملاً في الواقع ، عقيدةً وعملاً في الواقع ، وهم بالنسبة لمن بعدهم سلف، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في زيارة المقابر: ( أنتم سلفنا ونحن في الأثر) انظر شرح العقيدة السفارينية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله (ص 8 - 9)
وسئل العلامة صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً ؟
فأجاب التسمّي بالسلفية إذا كانت حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتمسى بالسلفية وهو على غير منهج السلف فالأشاعرة مثلا يقولون: نحن أهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين كل يدعي وصلاً لليلى ** وليلى لا تقر لهم بذاكـا
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين، أما أنه يريد أن يجمع بين ( الضب والنون) – كما يقولون -، أي: يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كفه؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم: (المسلم المعاصر)، وهو الذي يريد أن يجمع ظلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ(لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) فالحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها). الأجوبة المفيدة عن أسألة المناهج الجديدة (سؤال 13)
فهذه بعض النقولات لعلماء المسلمين المعتبرين من السابقين واللاحقين المقتفين للأسلاف الأولين رضي الله عنهم أجمعين ولو أردنا أن نجمع ما في كتب العلماء المعتبرين في ثبوت هذه الكلمة وصحة النسبة إليها لكانت في مجلد كبير.
فأسأل الله جل وعلا أن تكون كافية شافية لمن أراد الحق المبين والصراط المستقيم واجتناب طريق المنحرفين من أهل البدع الضالين المضلين قال الله تعالى{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة الأنعام آية (153)اهـ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.