منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 08 Dec 2007, 01:16 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي في أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ

في أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ
لشيخنا علي فركوس



السـؤال:
ما حكمُ قولِ بعضِهم إنَّ تقويم اللسان وتصحيحَ اللفظ غيرُ مُهِمٍّ مع فهم المعنى وحُسن القَصْدِ وسلامةِ القلب؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعلومُ أَنَّ خطرَ اللِّسان عظيمٌ ولا نجاةَ منه إلاَّ بالنُّطق بالخير، فقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لمعاذٍ بن جبلٍ رضي الله عنه: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»(١- أخرجه الترمذي في «الإيمان»،باب ما جاء في حرمة الصلاة: (2616)، وابن ماجه في «الفتن»،باب كف اللسان في الفتنة: (3973)، والحاكم في «المستدرك»: (3548)، وأحمد في «مسنده»: (21511)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث حسنه الألباني في «الإرواء»: (2/138))، لذلك كان تصحيحُ الألفاظ التي فيها لَحْنٌ أو نوعُ التباسٍ وتشويشٍ غيرُ لائقٍ مأمورًا به لتقويم اللسان عن الخطإ والابتعاد عن الوقوع فيما نهى اللهُ عنه، والعدولُ بالألفاظ المشوشة -بغضِّ النظر عن قصد صاحبها- إلى غيرها ممَّا لا تحتمل إلاَّ الحسن هو المطلوب شرعًا، لا سِيَّمَا في الدقائق اللفظية التي تتعلَّق بالله وصفاته أو التي يجب تَنْزِيهُهُ عنها، فالواجبُ الحذرُ عن الغفلة عنها والوقوعِ فيها.
ومثاله: أنَّ المسلمين كانوا يقولون عند مخاطبتهم للرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وحالَ تَعلُّمهم أمورَ الدِّين: «راعنا» أي: راقبنا واحفظنا وراع أحوالنا، فيَقصِدون بها معنًى صحيحًا، لكنَّ اليهودَ استعملوها في معنَى فاسدٍ فصاروا يخاطبون النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ويقصدون المعنى الفاسدَ، أي: مُظهرين أنّهم يريدون المعنى العربي، ومُبطنين أنَّهم يقصدون السبَّ الذي هو معنى اللفظ في لغتهم، فنهاهم الله عن هذه اللفظة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 104](٢- انظر: «تفسير الطبري»: (1/373)، و«تفسير ابن كثير»: (1/256))، فلو كان الاكتفاءُ بسلامة قلب المؤمنين دون تصحيح اللفظ ما نهاهم عن ذلك.
ومن ذلك -أيضًا- قولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلانٌ»(٣- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقال خبثت نفسي: (4980)، من حديث حذيفة رضي الله عنه، والحديث صححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (3/300)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (137)). أو أن يقول: «أعوذ بالله وبك» أو «مالي إلاَّ الله وأنت»، وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُشْرِكُ حَتَّى يُشْرِكَ بِكَلْبِهِ فَيَقُولُ: لَوْلاَهُ لَسُرِقْنَا الليْلَةَ»(٤- قال محمد العلاوي في «تحقيق شرح كتاب التوحيد لابن باز -رحمه الله-»: «أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (229) من طريق شبيب بن بشر، ثنا عكرمة عن ابن عباس به، وشبيب مختلف فيه، قال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيرًا، فهو إلى الضعف أقرب والله أعلم»)، فالألفاظ هذه -بقطع النظر عن مقاصد أصحابها- تقتضي شركًا؛ لأنّ في العطف المطلق تشريكًا وتسويةَ، وقريبٌ من ذلك إنكاره صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على الخطيب عند قوله: «ومَن يَعْصِهِمَا فقد غَوَى»، فقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ»(٥- أخرجه مسلم في «الجمعة»، باب تخفيف الصلاة والخطبة: (2010)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الرجل يخطب على قوس: (1099)، والنسائي في «النكاح»،باب ما يكره من الخطبة: (3279)، وأحمد في «مسنده»: (17783)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّىءْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلاَيَ، وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ، فَتَاتِي، غُلاَمِي»(٦- متفق عليه: أخرجه البخاري في «العتق»،باب كراهية التطاول على الرقيق: (2414)، ومسلم في «الألفاظ من الأدب وغيرها»، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى:(5877)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) ومنه قولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدنَا، فَإنَّهُ إِنْ يَكُنْ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ»(٧- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقول المملوك ربي وربتي: (4977)، والبخاري في «الأدب المفرد»: (781)، وأحمد في «مسنده»: (23641)، من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. والحديث صححه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (3/359)، والنووي في «الأذكار»: (1/362)، والألباني في «صحيح الجامع»: (7405))، وقد ترد كلماتٌ وألفاظٌ تتضمَّن اعتراضًا على الشرع أو على القدر أو يؤتى بها للندم والتحسُّر، أو قد يستعملها في الاحتجاج بالقدر على المعصية، وهذا -أيضًا- يرد مع سلامة القلب وحسن القصد، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ﴾ [آل عمران: 156]، وقال تعالى: ﴿لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾ [آل عمران: 168]، وقال تعالى: ﴿لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ [الأنعام: 148]، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم﴾ [الزخرف: 20].
ويدخل في ذلك المعنى خطأ اللسان في النحو فإن الواجب إصلاح اللسان وتقويمُه عن اللحن(٨- اللحن: أي الخطأ. [«النهاية» لابن الأثير: (4/242)])، بغضِّ النظر عن سلامة قلب صاحبه فإنّه يُعَدُّ عيبًا ونَقْصًا خاصَّةً في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، كمن يجعل الفاعل مفعولاً، والمفعولَ فاعلاً، فيَنصبُ الأوَّلَ، ويرفعُ الثاني، ويقرأ بها -على وجه غير مرضي-قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ﴾ [البقرة: 124]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، ونحو ذلك.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وكان السلف يؤدِّبون أولادَهم على اللًَّحن، فنحن مأمورون -أمرَ إيجاب أو أمر استحباب- أن نحفظَ القانونَ العربيَّ؛ ونُصلحَ الأَلْسُنَ المائلةَ عنه، فيحفظَ لنا طريقةَ فهمِ الكتاب والسنّة، والاقتداءِ بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناسُ على لَحنهم كان نقصًا وعيبًا»(٩- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (32/252)).
وعليه، فإنَّ الخطأَ في محتوى الكلام ممَّا يرتبطُ بأمور الدِّين -مهما سَلِمَ قلبُ المتكلِّم وحَسُن قصدُه-، وكذا الخطأ في النحو وعموم خطاب الناسَ يُعَدُّ من المهالك والعيوب والنقصان، لذلك ينبغي للمتكلِّم أن ينتبه إلى ما يدخل في الكلام مما هو من آفات اللسان مع مراقبةٍ لازمةٍ ومستمرَّةٍ لينجو من مثالبها، ويَسْلَمَ من خطرها، ويحذِّرَ الغافلين من الوقوع فيها، والله المستعان.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 16 من ذي القعدة 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 26 نوفمبر 2007م
١- أخرجه الترمذي في «الإيمان»،باب ما جاء في حرمة الصلاة: (2616)، وابن ماجه في «الفتن»،باب كف اللسان في الفتنة: (3973)، والحاكم في «المستدرك»: (3548)، وأحمد في «مسنده»: (21511)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث حسنه الألباني في «الإرواء»: (2/138).
٢- انظر: «تفسير الطبري»: (1/373)، و«تفسير ابن كثير»: (1/256).
٣- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقال خبثت نفسي: (4980)، من حديث حذيفة رضي الله عنه، والحديث صححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (3/300)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (137).
٤- قال محمد العلاوي في «تحقيق شرح كتاب التوحيد لابن باز -رحمه الله-»: «أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (229) من طريق شبيب بن بشر، ثنا عكرمة عن ابن عباس به، وشبيب مختلف فيه، قال الدوري عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيرًا، فهو إلى الضعف أقرب والله أعلم».
٥- أخرجه مسلم في «الجمعة»، باب تخفيف الصلاة والخطبة: (2010)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الرجل يخطب على قوس: (1099)، والنسائي في «النكاح»،باب ما يكره من الخطبة: (3279)، وأحمد في «مسنده»: (17783)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.
٦- متفق عليه: أخرجه البخاري في «العتق»،باب كراهية التطاول على الرقيق: (2414)، ومسلم في «الألفاظ من الأدب وغيرها»، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى:(5877)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٧- أخرجه أبو داود في «الأدب»، باب لا يقول المملوك ربي وربتي: (4977)، والبخاري في «الأدب المفرد»: (781)، وأحمد في «مسنده»: (23641)، من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. والحديث صححه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (3/359)، والنووي في «الأذكار»: (1/362)، والألباني في «صحيح الجامع»: (7405).
٨- اللحن: أي الخطأ. [«النهاية» لابن الأثير: (4/242)].
٩- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (32/252).

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Dec 2007, 09:10 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

يرفع للفائدة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Mar 2011, 04:46 PM
أبو الفضل عثمان المغربي أبو الفضل عثمان المغربي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: المملكة المغربية/ جهة دكالة عبدة
المشاركات: 226
افتراضي

هذا موصوع في غاية الأهمية!

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أهميةتقويم اللسان, فركوس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
-::: الرد على من يهون من أهمية الدعوة إلى التوحيد :::- العلامة صالح الفوزان حفظه الله أبو أنس عبد الهادي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 09 Nov 2010 01:02 PM
أهمية الهدوء و صفاء القلوب للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله أبو أيوب نبيل شيبان الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 17 Jan 2008 03:14 PM
أهل اللسان وأهل القتال - الشيخ عبدالمحسن العبيكان بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 01 Jan 2008 12:15 AM
من السنة الاستياك على اللسان للشيخ العلامة يحيى النجمي شفاه الله بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 30 Dec 2007 08:51 AM
فائدة في الاعتراف بالخطأ وحفظ اللسان بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 11 Dec 2007 10:20 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013