منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Apr 2015, 11:31 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي الانسلاخ من الدين و بلعام بن باعوراء الجدد.

بسم الله الرحمن الرحيم


الانسلاخ من الدين و بلعام بن باعوراء الجدد.

إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.
أمابعد :

الانسلاخ في مفهومه الذي فطر الله عليه بعض مخلوقاته ، هو تغيير الجلد أو الطبقة الخارجية ، وهذا الانسلاخ هو من أجل التجديد للحياة وهو من دلائل عجيب صنع الله تعالى ، وكذلك يستعمل في اللغة العربية في بعض النواحي كانسلاخ الليل من النهار ، وانسلاخ الأشهر الحرم وغيرها .
ومنه يعرف الانسلاخ : أنه ( اسم ) مصدر اِنْسَلَخَ ، اِنْسِلاخُ جِلْدِ الأفْعَى : تَغَيُّرُ جِلْدِها، اِنْكِشاطُها، انسلاخ الأيَّامِ : اِنْصِرافُها ، مُرورُها ، والانسلاخ تبديل الطبقة الخارجية من جسم بعض الحشرات أو بعض الزواحف بطبقة جديدة .[ قاموس عربي عربي].
لكن هذا الانسلاخ الذي فطر الله عليه بعض مخلوقاته ليس موضوعنا ، سنتكلم عن الانسلاخ الذي عمله بعض البشر وأخص بذلك بعض المسلمين الغاوين الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه، نعم هو انسلاخ من القيم ، انسلاخ من الدين ، انسلاخ من الهوية ، هو مسلم ولكن يحارب الاسلام ويحارب أهله ، لا يطبق شرعه ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، يتكلم باسمه ويخالف رسمه ، يهدمه ويدعي البناء ، يعيث في الأرض فسادا ويدعي الإصلاح ، قال تعالى واصفا لهؤلاء الغاوين { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)[ سورة البقرة].
وهذه قصة ذكرها الله تعالى في كتابه فيها عبرة وذكرى ، ‏{‏‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}‏‏ ‏[‏الأعلى‏:‏ 9 - 12‏]‏‏.‏
قال تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الأعراف (175)].
يقول العلامة السعدي في تفسيره : يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا أي: علمناه كتاب اللّه، فصار العالم الكبير والحبر النحرير. فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس. فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا. فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ بعد أن كان من الراشدين المرشدين.إهـ
وذكر القصة كثير من المفسرين ، وأحاديث بنوا أسرائيل لا تكذب ولا تصدق فما وافق الحق أخذنا به وما خالف تركناه .
قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ذكر أهل الكتاب قصة عرفوها في التوراة . واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات . فقال ابن مسعود وابن عباس : هو بلعام بن باعوراء ، ويقال ناعم ، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام ، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش . وهو المعني بقوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا ولم يقل آية ، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه . ثم صار بحيث إنه كان أول من صنف كتابا في أن " ليس للعالم صانع " . قال مالك بن دينار : بعث بلعام بن باعوراء إلى ملك مدين ليدعوه إلى الإيمان ; فأعطاه وأقطعه فاتبع دينه وترك دين موسى ; ففيه نزلت هذه الآيات . روى المعتمر بن سليمان عن أبيه قال : كان بلعام قد أوتي النبوة ، وكان مجاب الدعوة ، فلما أقبل موسى في بني إسرائيل يريد قتال الجبارين ، سأل الجبارون بلعام بن باعوراء أن يدعو على موسى فقام ليدعو فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه . فقيل له في ذلك ; فقال : لا أقدر على أكثر مما تسمعون ; واندلع لسانه على صدره . فقال : قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ، فلم يبق إلا المكر والخديعة والحيلة ، وسأمكر لكم ، فإني أرى أن تخرجوا إليهم فتياتكم فإن الله يبغض الزنى ، فإن وقعوا فيه هلكوا ; ففعلوا فوقع بنو إسرائيل في الزنى ، فأرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا . وقد ذكر هذا الخبر بكماله الثعلبي وغيره .
قال القرطبي عن هذا القول أنه الأشهر ، وعليه الأكثر . قال عبادة بن الصامت : نزلت في قريش ، آتاهم الله آياته التي أنزلها الله - تعالى - على محمد صلى الله عليه وسلم فانسلخوا منها ، ولم يقبلوها . قال ابن عباس : كان بلعام من مدينة الجبارين . وقيل : كان من اليمن .
فانسلخ منها أي من معرفة الله تعالى ، أي نزع منه العلم الذي كان يعلمه . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم . فهذا مثل علم بلعام وأشباهه ، نعوذ بالله منه ; ونسأله التوفيق والممات على التحقيق . إهـ
والحديث الذي استدل به القرطبي ضعفه العلامة الالباني ، وإنما هو قول الحسن البصري رحمه الله تعالى .
قال الحسن : العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم.
وأما حديث :( مثل بلعم بن باعوراء في بني إسرائيل ؛ كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة ) فهو حديث ضعيف لايصح ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 4504 .
والمغزى من القصة هو لابد للمسلم الثبات على دينه وألا ينسلخ من دينه وقيمه وهويته من أجل تحقيق مصلحة شخصية أو هوى متبع، أو يظهر بمظهر العالم الذي يريد أن يجدد للأمة دينها وهو بعيد النجعة وبعيد عن الطريق القويم المستقيم ،كما نشاهد ونسمع اليوم من أناس هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ،يهتدون بغير هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم، هم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .[متفق عليه].
يتكلمون في ثوابت الدين ومسلماته وكأنه أمر قابل لأن يناقش فوق طاولة التطاول ونفايات فكرالعقل المعلول المخبول ، انسلخوا من الدين أحيانا بالطعن في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، وبالطعن في القرآن الكريم ، و بالطعن في الصحيحين وفي علماء المسلمين كالشيخ ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى وغيرهم من الأعلام.
ولا ينتهي العجب إن كان الذي يتكلم في الدين من المحسوبين من الدعاة والمصلحين ، انسلخ من تعاليم دينه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، فأصبح يرى أنه لابد من تصحيح المفاهيم وتقعيد قواعد جديد لهذا الدين ، وإعادة النظر في تفسير الأولين و التفريق بين القدامة والمعاصرين ، بل وصل بهم الأمر إلى تمييع هذا الدين كي يتماشى مع العصر فاخترعوا تدين متطور يساير الغرب ، غناء إسلامي ، رقص إسلامي ، حفلات وإختلاط إسلامي ، حجاب متطور إسلامي ، رجال دين مسيسين ومستشرقين ، وفي الأخير إسلام مزيج أوروبي أمريكي ، غربي الصنع بالتعاون مع الغاوين. - والله المستعان –
هكذا أعدا الدين من شياطين الإنس والجن أعداء الرسل ، يتعاونون مع بعضهم البعض بمحاربة هذا الدين داخليا وخارجيا ، يريدون سلخ المسلمين من عقيدتهم ومنهجهم الصحيح ، وقد وجدوا أتباعا لهم يمدحونهم كوسائل الإعلام و القنوات والجرائد ، ينشرون زبالاتهم ويعرضون سلعهم ويروجونها ، ومع الفراغ الإيماني العلمي لبعض المسلمين ، وجدت هذه الافكار قبولا واصغاء لهذه الترهات ودفاعا كبيرا ممن رضي بالانسلاخ وانسلخ مع الغاوين.
قال تعالى : {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}
فيجب على المسلم الثبات على دينه وقيمه وهويته وألا يتزعزع مهما كثر أهل الباطل والدعاة إليه ، لابد من التمسك بالوحيين الكتاب والسنة و لا يكون من الشاكين وألا يطيع الغاوين وأن لا يلتفت إلى تخرصاتهم ، فالله عز وجل نسال أن يهدي ضال المسلمين ويردهم إلى جادة السبيل ردا جميلا .



كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1436 هجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 14 Apr 2015 الساعة 08:37 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Apr 2015, 06:51 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

العلامة صالح الفوزان - قصة بلعام بن باعوراء

https://www.youtube.com/watch?v=-Wb7ty1KrqU
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 Mar 2018, 11:22 PM
خيراني محمد خيراني محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 48
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013