منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06 Nov 2015, 12:09 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي البشائر في الدفاع عن السلفية والانتصار لمشايخها في الجزائر" ردا على عز الدين جارف السطائفي"

البشائر في الدفاع عن السلفية والانتصار لمشايخها في الجزائر

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه :" فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ"(الرعد17) والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد
" فإن من أشد الفتن والمحن على الإسلام والمسلمين في هذا العصر ظهور فئة تدَّعي أنها على منهج أهل السنة والجماعة، ولكنها مع الأسف لا تعمل إلا ضد هذا المنهج وأهله ظاهراً تارة، وخلف أقنعة تارة أخرى وقد وضعت على عاتقها عبئاً ثقيلا ألا وهو الدفاع عن أهل البدع والضلال، فألفوا في ذلك الكتب، ودبجوا فيه المقالات وأشاعوا هذا الدفاع في العالم تحت شعار العدل والإنصاف أو منهج الموازنات، وغلوا في فقه الواقع وطعنوا به في علماء المنهج السلفي؛ بل وانتقصوا به منهجهم وكثر به الطعن في المنهج وأهله، ولا ترى لمنهج العدل والإنصاف أي أثر في خصومتهم لأهل المنهج السلفي ولا في تمجيدهم وإطرائهم لأهل البدع، ثم إنهم مع تلفعهم بالمنهج السلفي لا ترى اهتمامهم به إلا بقدر ما يخدعون به من ينخدع بهم وبلباسهم لكي يجتالوهم إلى تنظيماتهم الحزبية الفاسدة ويقتلوا فيهم حب المنهج السلفي والدعوة إليه والذب عنه والسير فيه على منهج السلف الصالح ولاءً وبراءً وتحذيراً من أهل البدع، فصرفوا أجيالاً عن المنهج الحق والولاء الصادق له إلى الولاء الحار لأهل البدع والذب عنهم وعن بدعهم وأباطيلهم أو التهوين من شأن بدعهم إلى أن أوصلوهم إلى أحط من غلاة المرجئة في نظرتهم إلى كبريات البدع والمخالفات الكبيرة لدين الله الحق. وفي المقابل فقد بلغ بهم البغض لحملة لواء السنة والمنهج السلفي أن يجعلوا من توافه أخطائهم التي لا يجرح بها أحد من المنتمين إلى الإسلام سنيهم وبدعيهم أن يجعلوا منها العظائم المسقطة والمدمرة؛ بل جعلوا مزايا وفضائل أهل السنة قبائح ورذائل، فضلاً عن افتعال الكثير منها وإلصاقها بهم فكانوا بهذه الأعمال المخزية التي ارتكبوها من أشد الناس حرباً للمنهج السلفي وأهله وأشد الناس صداً عنهما وأشد الناس ذباً عن جماعات البدع وجماعات الفتن وعن زعاماتهم ومناهجهم" (بيان فساد المعيار للعلامة ربيع المدخلي)

قد وقفت على رد لأبي بكر جارف السطائفي على شيخنا المفضال الدكتور عبد المجيد جمعة حفظه الله
فوجدته ردا مليئا بالمغالطات وقلب الحقائق , وتخبطات في استعمال بعض الأصول السلفية واستغلالها في محامات أهل الباطل والذب عنهم وتمرير باطلهم والولوج من خلالها في الحزبيات المقيتة ,
زيادة على ما فيه من سوء الأدب والطعن والشتم والتحامل على شيخنا ووالدنا عبد المجيد جمعة بل ولباقي المشايخ السلفيين في الجزائر , خربشات كثيرة ضيع فيها وقته وأكثر من شواهد الانتكاسة والتقلب في دين الله والتلون فيه
ومما دفعني لكتابة هذه التعقيبات هو اغتراه بجهله واغترره بحلم مشايخنا عليه وإعراضهم عنه , ثم ما أذهلني من تعليقاتهم في " الكل " وقولهم أنه رد مهذب مؤدب ميزته الإنصاف بعيد عن التعسف والتحامل والطعن ... والحقيقة خلاف ذلك جزما كما سيراه القارئ بنفسه في هذه الأسطر القادمة

قال الجارف :
ومع شديد الأسف أقول : لقد خيبت ظني ورجائي فيك يادكتور فقد نقل إلي قبل سنوات أنك رجل حيي صاحب خلق حميد ، فهل أثرّت فيك شبهات أهل البدع والأهواء من أشاعرة وغيرهم ، وشهوات الاختلاط المحرم الذي تزاوله الفينة بعد الفينة بالجامعة حتى أذهب عنك ما كان فيك محمودا ؟!!!
التعقيب
انظر رحمك الله كيف جعل نفسه مقياسا للحق والحياء والأخلاق الحميدة , فهل يا جارف بمجرد أن يتكلم فيك أحد مشايخ السنة ـ بحق أو بتأويل ـ يكون قد جرد من هذه الصفات التي أردت تجريد الشيخ الدكتور عبد المجيد عنها ؟ أليس قد يكون الدافع له انحرافك عن الجادة , وهل من تكلم فيك يكون تأثر بشبهات أهل البدع والأهواء من أشاعرة وغيرهم , فأين وجه التأثر بالأشاعرة لمن تكلم فيك ؟ فهل كلام الدكتور عبد المجيد فيك من أجل إثبات الأسماء و الصفات وإمرارها كما جاءت ؟ أو لكلامك في أول واجب على المكلف وتقديمك السمع على النظر , والآيات المتلوَّة على الآيات الكونية ؟ فأين وجه تأثره بالأشاعرة الذي حمله على الكلام فيك ؟
وهل الشيخ عبد المجيد ممن يبيح الإختلاط حتى تلمزه وتبهته بذلك كما بهت من قبل الشيخ فركوس ولمزته بذلك , أليس هما يحرمانه كما هو معلوم عنهما ومشهور عنهما بلا شك ولا مرية ؟
وهل من اجتهد في تنزيل أصوله السلفية السليمة على صورة من الصور وتفريعها على عينة من العينات وجزئية من الجزئيات الخاصة يساوي فيها عندك أنه يبيح الإختلاط ومتأثر به ؟ , هذا من الظلم والبغي المبين الذي فُقت به الحجاورة
وقد قيل :
يا صاحب البغي إن البغي مصرعة *** فاعدل فخير فعال المرء أعدله
وهذا يدل على صحة ما يذاع عنك ـ بأسانيد صحيحة متصلة ــ من تشويشك على المشايخ السلفيين خصوصا الشيخ فركوس بأنه يبيح الإختلاط ... ويعمل في الإختلاط ... وأن كسبه محرم ... إلى غيرها من الطعون الفاجرة التي لا تراقب فيها خالقك
وهل من تكلم فيك سببه التأثر بالأشاعرة و أهل البدع وولوجه في الاختلاط كما نوهت أم بسبب تعصبك وافتتانك بالحلبي وأصوله الباطلة ؟
فاعدل عن بغيك يا جارف, وسيقف القارئ على كثير من مجازفاتك وسوء أدبك وبلادتك في فهم المسائل وقلبه للحقائق والله المستعان

قال الجارف بعد أن ساق كلام الإمام أحمد عن الإبتلاء وتمنيه العافية , وأنتم تعلمون ما ابتلي به أحمد من البلاء العظيم أيام محنة خلق القرآن من ضربٍ وجلدٍ مُذعر , وحُبس وسُجن وعُرض على السيف كل ذلك بسبب عدو السنة بن أبي دؤاد قبحه الله , وقد صبر أحمد وثبت ثبوت الجبال حتى فرج عنه , فقال الجارف : "فليس من العافية أن يبتلى أبو بكر جارف بمثل هذا الدكتور .."
التعقيب :
أترك القارئ يتدبر ما في هذا الكلام من الغرور والتعالي ومدى إعجابه بنفسه إلى أبعد الحدود حتى ساقها مع الإمام أحمد وكان ينبغي له أن يقول
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم *** فليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ويقول تعالى : "ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ثم الإبتلاء ـ يا جارف ـ ما بليت به من انحرافك وانحيازك للحلبي وأصوله البدعية الإخوانية التي أردتم إخراجها في قوالب سلفية حتى تكون أكثر رواجا عند أهل السنة ,ولكن الله سلم بأن سخر لهذه الدعوة حماة ينفون عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين كالعلامة صالح الفوزان والعلامة اللحيدان والعلامة الربيع والعلامة الجابري وغيرهم من الجهابذة
وفي بلدنا هذا مشايخ وعلماء أفاضل على السنة الغراء يتبعون ويقتدون وينصحون مثل الشيخ محمد علي فركوس والشيخ عبد الغني عوسات والشيخ أزهر سنيقرة والشيخ عبد المجيد جمعه وغيرهم من المشايخ الذين زكاهم العلماء بل وزكتهم أعمالهم الجبارة في نصرة السنة وقمع البدعة
وأما العافية ــ يا جارف ــ فهي مما بليتم به
وقد قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله (( إن هذا يتكلم في القدر ـ يعني إبراهيم بن أبي يحي ـ فقال سفيان : عرّفوا الناس أمْرَهُ واسألوا ربكم العافية ))
رواه ابن الجوزي في تلبيس ابليس ، والسيوطي في الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع .

قال الجارف : " ومن المتسبب في هذا الضحك ؟ إنه الدكتور عفا الله عني وعنه وأمثاله ممن يستشرفون الفتن "
التعقيب :
يستشرف للفتن من يخالف الجهابذة ويدافع عن المنحرفين ويميع الدين , ويخمد الفتنة العلماء الأمناء والمشائخ السلفيين بالرد على المخالفين والمنحرفين
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله : "الفتنة هي في ترك أهل الشر ينشرون شرهم بدون أن يؤخذ على أيديهم وبدون أن يحذر منهم "
فالشيخ عبد المجيد هو وإخوانه الشيخ عبد الغني والشيخ أزهر وغيرهم نحسبهم من الذين يقمعون المستشرفين للفتن وهم في مهودهم بمدينة سطيف وغيرها


قال الجارف: " أقول للدكتور عفا الله عني وعنه : إن أبا بكر الذي شغلت نفسك به وظلمته لن تضره بإذن الله تعالى { لن يضروكم إلا أذى } بل الضرر والأذية يرجعان عليك فبئس ما جنيت على نفسك . قال إمام التابعين الحسن البصري :" من علامة إعراض الله عز وجل عن عبده أن يشغله بغيره "
التعقيب :
بل الشيخ الدكتور عبد المجيد حفظه الله ما أراد لك الضرر ولكن أراد نفعك فلا تظن أن كلام المشايخ فيك ضرر بل أنت أول من ينتفع بكلامهم فيك , فهم ينهون الناس أن يقلدوك في بدعتك وتحزبك وتعصبك للحلبي وترويجك لأصوله الإخوانية , فتلقى الله بوزرك دون أوزار الذين اتبعوك , فحينها ستعرف أنهم قد خففوا عليك , ومن عقل هذا علم أن مشائخ السنة خير له آبيه وأمه
قال أبو صالح الفراء: "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي , فقلت ليوسف:
ما تخاف أن تكون هذه غيبة؟
فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم
أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم , ومن أطراهم كان أضر عليهم.
" {سير أعلام النبلاء} [7/364]
ومن أطراك يا جارف فقد أضر بك ... فإذا فهمت هذا عرفت أن ما أوردته من كلام الحسن عليك لا لك
وهكذا أهل الحماقة دوما يظنون أن الردود ضرر على الأمة والحق خلاف ذالك بل السكوت عن البدع والمخالفات وتركها تنتشر بيت الناس هو من أعظم الضرر


وأما قول الجارف :" فاشغل نفسك بما ينفعك تنج بإذن الله تعالى "
فهذا شأن من لا يقبل النصيحة والنقد وتأخذه العزة بالإثم وهو من أبغض الكلام إلى الله
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك
صححه العلامة الألباني ,انظر الصحيحة ح 2598


قال الجارف : " واعلم أن كاتب هذا الرد من أحرص الناس على جمع كلمة المسلمين على أصل الدين وتوحيد رب العالمين"
التعقيب : من يصدقك في هذا الإدعاء العريض ونحن نرى تهجمك على مشايخ السنة وعلى رأسهم العلامة ربيع والشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة والحط عنهم , وفي المقابل دفاعك عن أحط أهل البدع علي الحلبي وأصوله الباطلة التي تحاول جمع الناس عليها , وتفريقك للناس بعدما اجتمعت كلمتهم على مشايخ السنة في سطيف وغيرها؟
فهل يَعد العاقل هذا جمعا للكلمة أم تمزيقا للصف وتفريقا للكلمة ؟
وهل دفاعك باستماتة عن شخص ـ علي الحلبي ـ وهو يساند ويشيد بدعوة صريحة ـ رسالة عمان ـ إلى وحدة الأديان والمساواة بين الأديان وأخوة الأديان، والمساواة في الحقوق والواجبات، والتآخي في البشرية ؟، وتسمية الكفار والمشركين من يهود ونصارى وغيرهم بالمؤمنين والإخوة، وأنَّ رسالة الإسلام هي عنوان إخوة إنسانية قوامها وحدة الجنس البشري، وأنَّ الواجب إكرام الإنسان بغض النظر عن دينه وغقيدته !، و تعطيل شعيرة الجهاد في سبيل الله ـ جهاد الفتح ـ والدعوة إلى تطبيق القانون الدولي، واحترام مواثيق الأمم المتحدة، وتطبيق الديمقراطية, هذه الدعوة الخبيثة التي يراد من خلالها تمييع أساسيات الدين الإسلامي وتلميع الكفر والردة عن دين الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وترويج هذه البوائق في أوساط المسلمين ومدحها وشرحها والإحالة إليها ـ رسالة عمان ـ ووصفها أنها من أعظم من شرح وسطية الإسلام ,هذه الرسالة التي أصبح لها تصويت في الشبكات العنكبوتية وتقرر في المدارس الأكاديمية وحرض الحلبي أذنابه فشرحوها في منتداه المخذول ووصفها بأعظم الأوصاف وذادوا عنها وحاربوا من انتقدهم فيها
فهل دفاعك عن مثل هذا الشخص ـ علي الحلبي ـ وتفريق السلفيين من أجله يعد جمع للناس على توحيد رب العالمين كما زعمت ؟ وما يصدقك في هذا إلا مخبول العقل ساذج لا يفهم
وهل فعلا أنت يا "جارف " تصدق بهذه الدعوى ؟

وقولك : " صبّ جامّ غضبه علي لينتصر للشيخ أسامة العتيبي " إلى أن قال : " ولو كنتَ مستحضرا لنصوص السنة غير غافل عنها ناصرا لأهلها حقا لنصرت أخاك بالسنن السنية والدرر النبوية من مثل قوله صلى الله عليه وسلم :" انصر أخاك ظالما أو مظلوما "
التعقيب :
هل المسألة مسألة أشخاص ـ أنصرني أنصرك ـ أم لها تعلق بما يحمله الناس من حق أو باطل ؟ فهذا دليل أن القضية عندكم قضية مغالبة ومشاحنة , وأما عند أهل السنة فهي قضية حق يوالى وينصر وباطل يعادى ويدحر , ونصيحة لله ولكتابه ...
والذي نعلمه عن مشايخنا في الجزائر ـ السلفيين حقا وصدقا وعدلا ـ الشيخ فركوس والشيخ عبد الغني والشيخ أزهر وغيرهم ومنهم الدكتور عبد المجيد جمعه حفظهم الله ورفع منازلهم بالسنة ,أنهم ينتصرون للحق ويقفون مع الحق ويؤيدونه ولو كان من أبعد بعيد , ويبرأون من الباطل ويردونه ولو كان من أقرب قريب , فإذا علمت هذا لم يكن غريبا أن يرد بَلَدِيُّكَ باطلك ولو كنت أقرب قريب
وأما الحديث الذي استدللت ـ بنصفه ـ فشقه الذي أخفيته وجعلت نقاطا مكانه حجة عليك إذ أوردته لكي ينصرك الشيخ الدكتور وعاتبته على عدم نصرته لك , وهذا لجهلك رواية ودراية بالحديث
فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ. رواه البخاري (2444)
وفي رواية أخرى عند البخاري 6952 : فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ.
الشرح : قَوْلُهُ : ( فَقَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) كَنَّى بِهِ عَنْ كَفِّهِ عَنِ الظُّلْمِ بِالْفِعْلِ إِنْ لَمْ يَكُفَّ بِالْقَوْلِ ، وَعَبَّرَ بِالْفَوْقِيَّة إِشَارَةً إِلَى الْأَخْذِ بِالِاسْتِعْلَاءِ وَالْقُوَّةِ ، وَفِي رِوَايَةِ مُعَاذٍ عَنْ حُمَيْدٍ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِ يِّ " فَقَالَ يَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ ، فَذَاكَ نَصْرُهُ إِيَّاهُ " وَلِمُسْلِمٍ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ نَحْوُ الْحَدِيثِ وَفِيهِ " إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنَّهُ لَهُ نُصْرَةٌ "
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : النَّصْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْإِعَانَةُ ، وَتَفْسِيرُهُ لِنَصْرِ الظَّالِمِ بِمَنْعِهِ مِنَ الظُّلْمِ مِنْ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِمَا يَئُولُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ مِنْ وَجِيزِ الْبَلَاغَةِ
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ الظَّالِمَ مَظْلُومٌ فِي نَفْسِهِ فَيَدْخُلُ فِيهِ رَدْعُ الْمَرْءِ عَنْ ظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ حِسًّا وَمَعْنًى ، فَلَوْ رَأَى إِنْسَانًا يُرِيدُ أَنْ يَجُبَّ نَفْسَهُ لِظَنِّهِ أَنَّ ذَلِكَ يُزِيلُ مَفْسَدَةَ طَلَبِهِ الزِّنَا مَثَلًا مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ وَكَانَ ذَلِكَ نَصْرًا لَهُ ، وَاتَّحَدَ فِي هَذِهِ الصُّورَةِ الظَّالِمُ وَالْمَظْلُومُ . وَقَالَ ابْنُ الْمُنِيرِ : فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ التَّرْكَ كَالْفِعْلِ فِي بَابِ الضَّمَانِ وَتَحْتَهُ فُرُوعٌ كَثِيرَةٌ . قَوْلُهُ : ( تَحْجِزُهُ ) بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ جِيمٍ ثُمَّ زَايٍ لِلْأَكْثَرِ ، وَلِبَعْضِهِمْ بِالْبَاءِ بَدَلَ الزَّايِ وَكِلَاهُمَا بِمَعْنَى الْمَنْعِ ، وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ : "تَأْخُذُ فَوْقَ يَدِهِ " وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَنْعِ ، وَتَقَدَّمَ بَيَانُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ هُنَاكَ ، وَمِنْهَا أَنَّ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ " قَالَ إِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَخُذْ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا فَخُذْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ " أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ أَدَبِ الْحُكَمَاءِ .
راجع فتح الباري » كتاب المظالم » باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما و كتاب الإكراه
ومن هنا يتبين من فقه الحديث أن كلام الشيخ عبد المجيد وتحذيره من "الجارف وفتنته" يعد انتصارا له بحجزه عن الظلم وأما الأخذ على يده بالقوة والإستعلاء بالفعل زيادة على القول فهذا متعذر في حق الشيخ عبد المجيد إذ أنه لا يمتلك درة عمر رضي الله عنه
ومن هنا سيتعجب القارئ غاية العجب كيف سقت الشق الأول من الحديث ثم بنيت به ظلمك للشيخ عبد المجيد وتجنيك على الأصول السلفية , مما يدل على جهلك أوتدليسك وتلبيسك أو كلاهما زيادة

يتبع بإذن الله


التعديل الأخير تم بواسطة أبو جميل الرحمن طارق الجزائري ; 06 Nov 2015 الساعة 05:52 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Nov 2015, 02:12 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك وهذا كلام العلامة ربيع (علامة ربيع المدخلي - حفظه الله - قائلاً :
" وهذا الأخير هو الذي يفعله الآن خصوم أهل السنة والجماعة خاصة أهل التحزبات المضادة فعلاً لمنهج السلف والمنتصرة لأهل البدع والأهواء .
أما العلماء وأهل الهدى فإنهم – والله - يفرحون بإظهار الحق إذا انتقد أحدهم في خطأ أخطأه وبُيِّن للناس أن هذا الإمام أخطأ يفرح ولهذا رأينا تلاميذ هؤلاء الأئمة لا يترددون في بيان خطأ أئمتهم ولا يتحرجون من مخالفتهم في أقوالهم التي حصل فيها الخطأ وهم يعتقدون تمام الاعتقاد أن أئمتهم يحبون هذا
ولا يرضون أبداً يتعبد الناس بأخطائهم
ولا يرضون أبداً أن تنسب أخطاؤهم إلى الله تبارك وتعالى
لا يرضون بها أبداً لأننا عرفنا صدقهم وإخلاصهم ونصحهم لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم – رضوان الله عليهم –
أما أهل الأهواء : فسواء كانوا في حياتهم أو بعد مماتهم هم لا يرضون أن يقال : فلان أخطأ مهما ضل وأمعن في الضلال لا يتحمل النقد لهذا تراهم يعاندون رغم أن أهل السنة وأهل الحق دائماً يبينون لهم أنهم قد أخطأوا وضلوا في قضية كذا وقضية كذا ويقيمون لهم الأدلة فيصرون على باطلهم ويجمعون الناس ويحشدونهم حول هذه الأفكار الضالة المنحرفة ولا يخافون من العواقب الوخيمة التي تترتب على أعمالهم ولا يخافون من حساب الله الشديد لهم حيث يدعون الناس إلى الضلال وينحرفون بهم عن سبيل الهدى لأن قلوبهم انتكست – والعياذ بالله – وغلبت عليهم الأهواء فهم كما وصفهم رسول الله ﷺ : " تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلَب بصاحبه")
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06 Nov 2015, 05:16 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

قال الجارف " وظني الحسن بك أخي الكريم ـ هداني الله وإياك للاتباع ونبذ التقليد وطرحه ـ أنك تريد أن تدرجني وتقحمني في قبيلة غزيّة "
التعقيب : هذا الكلام من أعجب ما رأيت ؟ كيف يكون الظن القبيح من قبيل إحسان الظن ,وهذا يدل على خلط وخبط في فهم دلالات الألفاظ والمعاني اللغوية , ولعل الجارف عدَّ " حرص الشيخ عبد المجيد على هدايته وإرادة الخير له وأن يكون في ولائه وبرائه مع أهل السنة ولا يشوش ويشق عصى المسلمين بمخالفته لعلماء السنة " من إساءة الظن به !
وانظر الجارف كيف يجعل قبول أحكام العلماء في المنحرفين عن السنة المصحوب الأدلة والحجج البينات يعد هذا من التقليد المذموم
رد الجارف أحكام العلماء في الجرح والتعديل بحجة عدم التقليد

قال الجارف : خاصة وأنك دعوتني للجلوس عندك بالعاصمة على حد قولك من أجل قضية الحلبي حفظه الله كما سميتها لتملي علي أفكارك التبديعية وكأنك تخاطب صبيا ، وهل تعلمتُ النزر القليل من العلم الشرعي النبوي الذي أسأل الله تعالى أن ينفعني به وأن يبارك لي فيه وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لأقلد زيدا وعمرًا ؟ وخاصة في نهش لحوم وأعراض الناس من علماء وطلبة علم ، وزيدٌ وعمروٌ يتمثلان قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى :" لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأو زاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " فهل نسيت أو تناسيت أو جهلت أو تجاهلت أن من أصول الدعوة السلفية المباركة الاتباع المنافي للتقليد وهل نسيت أو تناسيت أو جهلت أو تجاهلت أن ابن حزم رحمه الله تعالى يقول :"التقليد حرام " وأن الإمام الطحاوي الحنفي يقول :"المقلد غبي " وأن الحافظ ابن عبد البر المالكي يقول :"لا فرق بين مقلد وبهيمة ..." وأن عالم الأمة الإمام الحافظ الألباني -الذي عاصرناه جميعا - يقول :" التقليد عندنا ضرورة كما هو القياس عند الشافعي " وهذا الأخير رحمه الله رحمة واسعة وقف حياته لتعليم الأمة وحثها على الاتباع ونبذ التقليد حتى قال عنه شانئوه ظلما إنه ينهى الجهلة والعامة عن التقليد ويحثهم على الاتباع والاجتهاد" .

التعقيب :
ــ اتباع الدليل ونبذ والتقليد والتعصب للرجال من أصول الدعوة السلفية ،فلا يقتدى بمن لا حجة له ولا تُعارَض السنن بآراء الرجال ولا يضرب لها الأمثال
ــ ورجوع الأمة عامتها وشبابها إلى العلماء الأمناء حماة الشريعة وحراس العقيدة السلفية في النوازل والمدلهمات والفتن و في مسائل الأسماء والأحكام من تكفير وتضليل وتبديع , كذلك هو من أصول الدعوة السلفية وهو صمام الأمان وشعار استقرار وحفظ الشريعة من الزيادة والتحريف وعنوان النصر والتمكين
وأما أهل البدع والحزبيات لم يرق لهم اتباع المنهج السلفي وضاقوا ذرعا من دعوة التوحيد ومنهج الأنبياء لأنه لا يتماشى مع مآربهم الدنيئة ففكروا في سحب الثقة عن العلماء وسلخ الأمة عنهم وصرف الناس عن أحكام الأمناء ففكروا ودبروا فخرجوا بنتيجة شيطانية بعد مكر ودهاء وهو ضرب الأصل الثاني بالأصل الأول
فتظاهروا بإنكار التقليد ونبذه ونادوا بالإتباع وهي دعوة حق عند عامة السلفيين ولكن مرادهم به ليس هو مراد أهل السنة وإنما أرادوا به ضرب أحكام العلماء الأمناء في رموزهم وقاداتهم وفصل الشباب عنهم
ومن هنا يقرر الجارف ما قرره صنوه في الغي والضلال أبو الحسن المأربي ثم من بعده علي الحلبي من رد أحكام العلماء في الجرح والتعديل بحجة عدم التقليد , مع أن أحكام العلماء مبنية على الحجج الدامغات والدلائل البينات , فالأخذ بأحكامهم من الإتباع الذي أمرنا الله به ورسوله , ومخالفتهم تقليد لأرباب الغي والضلال وانحراف عن سبيل المؤمنين
والرد على هذا الأصل الباطل من وجهين :
الوجه الأول :
أن قبول أحكام وكلام العلماء في الجرح والتعديل والشهادة والقضاء هو من باب قبول خبر الثقات وليس من باب التقليد المذموم عند السلف والأئمة , ففرق بين الأخذ بكلام أهل الجرح والتعديل ، وبين التقليد لكلام الفقهاء
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :(( الوجه الستون : (قولكم وقد جاءت الشريعة بقبول قول القائف والخارص والقاسم والمقوم والحاكمين بالمثل في جزاء الصيد وذلك تقليد لهم محض ) أتعنون به أنه تقليد لبعض العلماء في قبول أقوالهم أو تقليدهم فيما يخبرون به ؟ فإن عنيتم الأول فهو باطل وإن عنيتم الثاني فليس فيه ما تستروحون إليه من التقليد الذي قام الدليل على بطلانه وقبول قول هؤلاء من باب قبول خبر المخبر والشاهد لا من باب قبول الفتيا في الدين من غير قيام دليل على صحتها بل لمجرد إحسان الظن بقائلها مع تجويز الخطأ عليه فأين قبول الإخبار والشهادات والأقارير إلى التقليد في الفتوى ؟ والمخبر بهذه الأمور يخبر عن أمر حسي طريق العلم به إدراكه بالحواس والمشاعر الظاهرة والباطنة وقد أمر الله سبحانه بقبول خبر المخبر به إذا كان ظاهر الصدق والعدالة وطرد هذا ونظيره قبول خبر المخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال أو فعل وقبول خبر المخبر عمن أخبر عنه بذلك وهلم جرا فهذا حق لا ينازع فيه أحد .
وأما تقليد الرجل فيما يخبر به عن ظنه فليس فيه أكثر من العلم بأن ذلك ظنه واجتهاده فتقليدنا له في ذلك بمنزلة تقليدنا له فيما يخبر به عن رؤيته وسماعه وإدراكه فأين في هذا ما يوجب علينا أو يسوغ لنا أن نفتي بذلك أو نحكم به وندين الله به ونقول هذا هو الحق وما خالفه باطل ونترك له نصوص القرآن والسنة وآثار الصحابة وأقوال من عداه من جميع أهل العلم
ومن هذا الباب تقليد الأعمى في القبلة ودخول الوقت لغيره وقد كان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقلد غيره في طلوع الفجر ويقال له أصبحت أصبحت وكذلك تقليد الناس للمؤذن في دخول الوقت وتقليد من في المطمورة لمن يعلمه بأوقات الصلاة والفطر والصوم ونحو ذلك ، ومن ذلك التقليد في قبول الترجمة و الرسالة والتعريف والتعديل والجرح كل هذا من باب الأخبار التي أمر الله بقبول المخبر بها إذا كان عدلا صادقا وقد أجمع الناس على قبول خبر الواحد في الهدية وإدخال الزوجة على زوجها وقبول خبر المرأة ذمية كانت أو مسلمة في انقطاع دم حيضها لوقته وجواز وطئها أو نكاحها بذلك وليس هذا تقليد في الفتيا والحكم ، وإن كان تقليدا لها فإن الله سبحانه شرع لنا أن نقبل قولها ونقلدها فيه ولم يشرع لنا أن نتلقى أحكامه عن غير رسوله فضلا عن أن نترك سنة رسوله لقول واحد من أهل العلم ونقدم قوله على قول من عداه من الأمة )) [ اعلام الموقعين 3/567-568] .

وقال رحمه الله تعالى في الوجه الخامس والسبعون:
قولكم ( كل حجة أثرية احتججتم بها على بطلان التقليد فأنتم مقلدون لحملتها ورواتها ، وليس بيد العالم إلا تقليد الراوي ولا بيد الحاكم إلا تقليد الشاهد ولا بيد العامي إلا تقليد العالم إلى أخره )) جوابه ماتقدم مرارا من أن هذا الذي سميتموه تقليدا هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين اخذوا عن نظرائهم مقلدين . ومثل هذا الاستدلال لا يصدر إلا من مشاغب أو ملبس يقصد لبس الحق بالباطل ، والمقلد لجهله أخذ نوعا صحيحا من أنواع التقليد واستدل به على نوع الباطل منه لوجود القدر المشترك وغفل عن القدر الفارق وهذا هو القياس الباطل كلاهما في البطلان سواء .
وإذا جعل الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل لم يكن متبع الحجة مقلدا ، وإذا قيل إنه مقلد للحجة ؛ فحيهلا بهذا التقليد وأهله ، وهل ندندن إلا حوله ؟ والله المستعان )) . [اعلام الموقعين 4/17-18]

فانظر أيها القارئ بما حكم ابن القيم رحمه الله فيمن ينابذ أحكام العلماء في الجرح والتعديل بحجة عدم التقليد , فما رضي الجارف لنفسه الإتباع لعلماء السنة والإيمان وتفوه بكلام لا يصدر إلا من مشاغب أو ملبس يقصد لبس الحق بالباطل ثم رضي وحضي بالتقليد للمخالفين للسنة , فيا لها من بلية
وقال الصنعاني – رحمه الله - : " والذي تقدم له أن قبول خبر العدل ليس من باب التقليد بل من باب الاجتهاد لقيام الدليل على وجوب قبول خبره والتزكية والجرح من باب الأخبار "
[توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (2 / 118-119)].

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله : " قوله: وهل مسألة الجرح والتعديل يصحّ فيها التقليد… إلخ؟
أقول: ينبغي أن يعلم السائل عافاه الله أنّ التقليد هو قبول رأي الغير دون روايته من دون مطالبة بالحجّة، وتعديل المعدّل للراوي ليس من الرأي في وِرْدٍ ولا صَدَرٍ، بل هو من الرواية لحال من يُعدّله أو يجرّحه؛ لأنّه ينقل إلينا ما كان معلوماً لديه من حال الراوي، وهذا بلا شك من الرواية لا من الرأي فلا مدخل لهذه المسألة في التقليد، وقد أوردها بعض المتأخّرين بقصد التشكيك على المدّعين للاجتهاد زاعماً أنّهم لم يخرجوا عن التقليد من هذه الحيثيّة، وأنت خبيرٌ بأن هذا تشكيك باطل نشأ من عدم الفرق بين الرواية والرأي. "
رسالة بعنوان "العذب النمير في جواب مسائل عالم بلاد عسير – ضمن الفتح الرباني لفتاوى الشوكاني –1/218-219

وقال الشيخ مقبل الوداعي ، رحمه الله - في كتابه المقترح السؤال189 :
ما هو الفرق في التقليد لقول أحد المحدثين في الحكم على حديث، أو أحد الفقهاء في مسألة فقهية، وقد ذكرتم -حفظكم الله- في "المقترح"[22] أنه لا بأس لطالب العلم أن يقلد الحافظ في التصحيح والتضعيف في "بلوغ المرام"؟
الجواب: لا أظن أنني قلت: يقلد، ولو أعلم أنني قلت تقليدا لشطبتها من الكتاب، بل لا بأس أن يأخذ ويتبع الحافظ في هذا كما أجاب بهذا محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه "ارشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد"، فقال: إن قولهم: هذا حديث صحيح معناه: أنه متصل السند يرويه العدل عن مثله غير معل ولا شاذ، ولكنهم يستطيلون هذا، فهم يختصرونه بقولهم: صحيح، فهذا من باب قبول خبر الثقة، وليس من باب التقليد، فإن الله عز وجل يقول في شأن قبول خبر الثقة: {ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين[23]}.
مفهوم الآية أنه إذا جاءنا العدل بالخبر نقبله، على أن الذي يبحث ويتتبع الطرق تطمئن نفسه أكثر من غيره، ولكن لك أن تأخذ بتصحيح الحافظ ابن حجر، ولك أن تأخذ بتصحيح الشيخ الألباني، وبتصحيح العراقي، أو غيرهم من العلماء، ولك أن تبحث، وهذا الذي أنصحك به، وأن تقف على الحقيقة بنفسك.
أما التقليد فتذهب إلى العالم ويقول لك: تفعل كذا وكذا، بدون دليل، فتصلي كما صلى مالك، أو تصلي كما صلى ابن حنبل، أو كما صلى الشافعي، أو كما صلى الشيخ المعاصر، والشيخ المعاصر لم يقل: سأصف لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأما إذا قال: سأصف لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مستعد للمناقشة بعد أن ينتهي فلا بأس بذلك ولا يعد تقليدا، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعلم بالقول والفعل، والتعليم بالفعل يرتسم في الذهن أكثر}.

وقال -رحمه الله -
في كتاب ((غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل)) : (( أنا لا أقول : إن أئمة الحديث رحمهم الله معصومون ، فإنك إذا قرأت في كتب العلل تجد أوهامًا لشعبة وسفيان الثوري وغيرهما من أئمة الحديث ، ولكن هذه الأوهام ينبه عليها من بعدهم ، وليس لدى المحدثين رحمهم الله محاباة ، وأنا لا أدعوك إلى تقليدهم فإن التقليد حرام ، وليس اتباعك للمحدثين من باب التقليد ؛ بل من باب قبول خبر الثقة كما قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) كما في " إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد "للصنعاني رحمه الله )).

الوجه الثاني :
أن التقليد هو قبول من ليس قوله حجة , والحجية ما عضده الدليل من كتاب الله وسنة رسول الله وما أجمع عليه المسلمون أو قياس صحيح
وإذا ضربنا مثلا حيا لتطبيقات السلفيين لقواعد أهل السنة تجلى ذلك عيانا ولم يبقى أدنا شك
ونأخذ مثلا على ذلك أبو الحسن المأربي , ونأخذ انحراف واحد من انحرافاته ألا وهو طعنه في الصحابة ووصفه لهم بالغثائية , والغثائية هي زبالة الناس وحثالتهم كما ذكر ذلكم أهل العربية كابن الأثير وغيره
فأنكر عليه السلفيون فأصر , و رد العلماء عليه ونصحوه وبينوا له أن هذه اللفظة قبيحة وقد أمرنا الله بتوقير صحابة رسول الله وأمرنا الله ورسوله بعدم التعرض لأصحابه بسوء , بل أُمرنا بتعظيمهم وذكر محاسنهم , وجاء عن السلف إجماعهم على تعظيم الصحابة وعدم انتقاصهم بل كان السلف يرمون بالزندقة من انتقص صحابيا واحدا وأمروا بهجره وحذروا منه , هذا كله والعلماء يحفظون لأبي الحسن منزلته ولا يحطون من قدره لأنه بلا ريب إذا كان متبعا للسنة غير متبع لهواه , سيرجع إلى جادة الصواب , أما إن عاند واستكبر على الوحيين وبطر الحق ,هنا حفظ الشريعة حفظ جناب الصحابة وصيانة العامة من لوثته أولى
فأصر أبو الحسن على طعنه ووالى وعادى من أجله وشنع على من خالفه , فبدعه العلماء السلفيون وفاقا لمنهج أهل السنة فيمن أصر على بدعته
قال الحافظ ابن حجر في حق الصحابة: " اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة" .[الإصابة 1/10]
وقال الشيخ بكر أبو زيد في هجر المبتدع "ولهذا فقد أطبق علماء الملة الإسلامية , على أن الطعن في واحد من الصحابة ـ رضي الله عنهم زندقة مكشوفة. "
وقال أبو زرعة الرازي _ رحمه الله _" إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاعلم أنه زنديق"/ كتاب الردود ص 400]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية .[ الصارم المسلول 3/ 1055 وما إلى 1113
" فأما من سبّ أحداً من أصحاب رسول الله من أهل بيته وغيرهم فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب ضرباً نكالاً، وتوقف عن كفره وقتله"
قال أبو طالب: سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي , قال: القتل أجبنُ عنه، ولكن أضربه ضرباً نكالاً
قال عبد الله: " سألت أبي عمن شتم رجلاً من أصحاب النبي قال: أرى أن يضرب، قلت له، حدُ، فلم يقف على الحد، إلا أنه قال يضرب. وقال ما أراه على الإسلام .
" وقال المميوني، سمعت أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية، نسأل الله العافية , وقال لي: يا أبا الحسن إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله، بسوء فاتهمه على الإسلام".
فقد نص رضي الله عنه على وجوب تعزيره، واستتابته بالجلد حتى يرجع وإن لم ينته حبس حتى يموت أو يراجع وقال: ما أراه على الإسلام، وأتهمه على الإسلام وقال أجبن عن قتله.
وقال أبو بكر المروذي[ سمعت هارون بن عبد الله يقول لأبي عبد الله : جاءني كتاب من الرقة أن قوماً قالوا : لا نقول معاوية خال المؤمنين، فغضب وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع يجفون حتى يتوبوا ] السنة للخلال 1/ 434.
وقال أبو الحارث أحمد بن الصائغ: إنه وجه رقعة إلى أبي عبد الله ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟
قال أبو عبد الله: هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس"
قال الفضل بن زياد: "سمعت أبا عبد الله وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟ فقال إنه لم يجترئ عليها إلا وله خبيئة سوء ما أنتقص أحدُ أحداً من أصحاب رسول الله إلا له داخله سوء][ السنة للخلال 1/447
قال أبو بكر بن سندي كنت أو حضرت أو سمعت أبا عبد الله وسأله رجل يا أبا عبد الله لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربما أكلت معه،فقال أبو عبد الله مبادراً، لا تأكل معه المصدر السابق

فمن سار على كلام العلماء وأحكامهم في أبي الحسن في الحقيقة هم متبعون لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وكلام السلف الصالح فلا يستوحش أهل السنة مما هم عليه من الحق المبين والمنهج السلفي الرصين
بأي عقل يفكر هؤلاء لما يسمون أهل السنة بالتقليد لدفاعهم عن الصحابة واتباعهم لنصوص الوحيين وإجماع السلف وكلام علماء السنة , ولرفضهم طعن المأربي في الصحابة ووصفه لهم بالغثاء
وهذا الصحابي الجليل يرفض ويرد أقل من كلمة غثائية
فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ إِنَّمَا كَانَتْ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ

علَّق النووي في شرحه على مسلم على هذا الحديث بكلام عجيب : قال " قَوْله : ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَتهمْ )
يَعْنِي : لَسْت مِنْ فُضَلَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَهْل الْمَرَاتِب مِنْهُمْ ، بَلْ مِنْ سَقْطهمْ ، وَالنُّخَالَة هُنَا اِسْتِعَارَة مِنْ نُخَالَة الدَّقِيق ، وَهِيَ قُشُوره ، وَالنُّخَالَة وَالْحُقَالَة وَالْحُثَالَة بِمَعْنًى وَاحِد .
قَوْله : ( وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَة ؟ إِنَّمَا كَانَتْ النُّخَالَة بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرهمْ )
هَذَا مِنْ جَزْل الْكَلَام وَفَصِيحه وَصِدْقه الَّذِي يَنْقَاد لَهُ كُلّ مُسْلِم ، فَإِنَّ الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ - كُلّهمْ هُمْ صَفْوَة النَّاس وِسَادَات الْأُمَّة ، وَأَفْضَل مِمَّنْ بَعْدهمْ ، وَكُلّهمْ عُدُول ، قُدْوَة لَا نُخَالَة فِيهِمْ ، وَإِنَّمَا جَاءَ التَّخْلِيط مِمَّنْ بَعْدهمْ ، وَفِيمَنْ بَعْدهمْ كَانَتْ النُّخَالَة .
أهـــ
هذا من جزل الكلام الذي ينقاد له كل مسلم وانقاد له السلفيون , وأبى الحلبي أن 0ينقاد له ودافع ونافح عن المأربي واعتذر له بل أقر طعنه بل استدل له بما لم يحسن المأربي الإستدلال عليه وذهبت الهمج والغوغاء فقلدوا المأربي والحلبي في باطلهم فيا ليت شعري من المقلد الجليد ... الحزبي البليد
وهذه قضية واحدة مما أوخذ فيها المأربي ؟ فما بال باقي المسائل وهي من كبريات البدع عنده , وهكذا الحلبي ... وهكذا المغراوي ... وهكذا العرعور ... وهكذا عبد الخالق ...
فيا جارف أو كلما جاءكم رجل أجدل من رجل
فإذا كنت يا ــ الجارف ــ بليدا لا تفهم هذه المسائل فقد كفيت وعليك بما عليك الأكابر من علماء السنة ... ولكن هيهات فقد صددتم عن العلماء بحجة عدم التقليد فصرفتم أنفسكم ومن اغتر بكم عن الحق والهدى


يتبع بإذن الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو جميل الرحمن طارق الجزائري ; 06 Nov 2015 الساعة 05:29 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06 Nov 2015, 08:33 PM
أبو أنس رشيد الجزائري أبو أنس رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 18
افتراضي

زادك الله توفيقا ونصرا للسنة وذب الله عن عرضك كما ذبيت عن أهل السنة أهل الحق أخي الكريم أبو جميل.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 Nov 2015, 09:19 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخانا الكريم أبو جميل الرحمن، زادك الله توفيقًا و سدادًا، في انتظار ما بقي من البشائر إن شاء الله.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06 Dec 2015, 09:52 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

كشفا القناع عن مدعي الإتباع
من المقلد حقا :


سبق أن مر بنا كيف استغل الحزبيون أصل من أصول السنة الذي هو نبذ تقليد الفقهاء لأن غالب المسائل تبنى فيه على الأدلية الظنية , لضرب الأصل الثاني عند أهل السنة وهو الرجوع والإرتباط بالعلماء في النوازل والمدلهمات ومسائل الجرح والتعديل والقضاء التي تبني فيه المسائل على الشهادة والأخبار

وإن المنحرفين من أهل البدع الأهواء و الحزبيين الجدد العرعور , المأربي والحلبي وأتباعهم, يقلبون ظهر المجن ويلبسون الحق بالباطل فيتظاهرون بالإتباع ويرمون أهل الحق بالتقليد وهم من أشد الناس تقليدا وجمودا وردا للنصوص والحجج وتلاعبا في هذا الباب

فهذا الجارف المسكين ــ في الجلسة المسجلة مع العتيبي ــ لما حوجج بأدلة أهل السنة في جرحهم للحلبي قام متبجحا بتقليد الشيخ فركوس لرد الجرح المفسر المبرهن قال: " عندنا الشيخ فركوس وهو نرجوا أن يكون محل قدوة لنا لا يخوض في هذه الأمور بل ينصح الشباب بعدم الخوض مطلقا "

ولما قيل له ــ صح النوم يالجارف ــ بل الشيخ فركوس يرد على الحلبي ويحذر منه ولا يعارض في تبديعه وهو مع المشايخ والعلماء في ذلك بقي يدندن حول التقليد وقفز من الشيخ فركوس إلى الشيخ العباد فأخبر أن الشيخ العباد حفظه الله انتقد رسالة عمان ورد عليها ,بقي الجارف يدندن ويحوم حول التقليد و يدافع عن الحلبي خطيب أهل البدع في هذا الزمان ومادح الشرك والإلحاد في رسالة عمان

وهذا يدل على أن الجارف مقلد للمأربي والحلبي مروج لأصولهم الباطلة ومخالف لعامة أهل السنة والجماعة فما ضر الدكتور عبد المجيد جمعة أن يصفك بــ ـ حلبي جلد ـ فاربع على نفسك ولا يهولنك ذلك بقدر ما يهولك مخالفتك لأصول أهل السنة والجماعة

ولا ينقضي عجب من سمع الجارف في تلك الجلسة وهو يلهج بالتقليد ويحتج بالتقليد في مقابلة الحجج والبينات وهنا يرد على أهل السنة ويسمهم بأهل التقليد ويذمهم بتنزيل نصوص الأئمة عليهم في ذم التقليد

فلا تلتفت يا عبد الله إلى من مزج الأسماء فسمى الحق تقليدا وسمى الباطل اتباعا :

قال ابن حزم -رحمه الله - : (( ... وكذلك إنما نحرم اتباع من دون النبي صلى الله عليه وسلم بغير دليل ونوجب اتباع ماقام الدليل على وجوب اتباعه ، ولا نلتفت إلى من مزج الأسماء ، فسمى الحق تقليدا ، وسمى الباطل اتباعا ، وقد بينا قبل وبعد أن الآفة العظيمة إنما دخلت على الناس – وتمكن بهم أهل الشر والفسق التخليط والسفسطة ولبسوا عليهم دينهم – فمن قبل اشتراك الأسماء واشتباكها على المعاني الواقعة تحتها )) " الإحكام في أصول الأحكام (6 /843)

وهكذا الجارف تماما على خطى المأربي والحلبي شبرا بشبر , يسمي الرجوع إلى العلماء الأمناء الذين عندهم صبر وخبر ومعرفة بالجماعات المعاصرة و وغربلة للدعاوى المطروحة على الساحة وكشفا لرموزها ومؤسسيها ومروجيها , يسمي ذلك الحق رجوع تقليد


الحلقة الثانية

الجارف يهدم مصرا ويعوض الناس بعرا


قال الجارف : "
دعك من هذه السفسطة لم التوسط عند الشيخ فركوس حفظه الله ؟ هل حصل بيني وبينك خلاف ؟ وإذا حصل خلاف هل لابد من مجلس ؟ وإذا تمت الموافقة على المجلس هل لابد أن يكون بالعاصمة ؟ وبالضبط عند الشيخ فركوس ؟ وبعض إخواننا
حفظهم الله جميعا ؟ وهل هذا من سبل الدعوة السلفية النقية المباركة ؟ أم هو بريد الحزبية؟


التعقيب :

دعوى الجارف أن الرجوع إلى علماء السنة من الحزبية ومن الصوفية مناقضة لأصل سلفي رصين , وأنه ليس على الدعوة السلفية وِصاية جريا على قاعدة المأربي لفك الشباب عن علمائهم , واعتباره من الحزبية رجوع الشباب إلى مشايخ السلفية المعروفين على الساحة ممن زكاهم العلامة ربيع كالعلامة فركوس , لمن البوائق التي يراد بها زعزعت المرجعية السلفية في الجزائر والتشكيك في الثوابت السلفية وتحريف مسار الدعوة وقلبها رأسا على عقب , وقد تكرر هذا كثيرا في كلامه , كما جاء في ص 26 و37 , وقال في الصفحة 17 "...هل لابد أن يعقدوا المجالس ويسافروا من أجلها ؟ أنا لم أكن أعلم أنك نصّبت نفسك وصيا علي ولابد أن أجلس عندك وأتفق معك ... "
ولما أحاله الشيخ عبد المجيد على العلامة بقية السلف صالح الفوزان أزبد وأرغد , ولو أحاله على الشيخ ربيع أو الشيخ عبيد أو الشيخ محمد هادي لقال تحصرون المشايخ في ثلاث ... كما يردده أتباعه وكما ادعاه صنوه في الغي والإضلال المتعالم المغرور بجهله ــ فارس حروس السطايفي ــ كتب وريقات سود بها وجهه بالباطل والتناقض ونشرها بين الناس ليشهدوا عليه جرمه وبغيه على أهل السنة حيث اتهمهم فيها بالحزبية والصوفية والخروج والتقليد لمجرد رجوعهم إلى الشيخ ربيع وسعى إلى تفكيك المرجعية السلفية في الجزائر الممتثلة فيمن زكاهم العلامة ربيع المدخلي و العلامة عبيد الجابري وغيرهما من العلماء مدعيا أن الرجوع إلى الشيخ فركوس والشيخ عبد الغني عوسات والشيخ أزهر سنيقرة والشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة وغيرهم ممن شملتهم تزكية العلماء , اعتبر الرجوع إليهم حزبية وصوفية وأن السلفيون عقدوا لهم البيعة بالسمع والطاعة في الخفاء ونفى عنهم السلفية, وغيرها من البلاوي التي لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق, وسيأتي عليه الدور لتبيين تلكم البوائق التي سماها كشف الحقائق

وردا على شبه القوم

فإن الرجوع إلى مشايخ السنة, وعلماء المنهج السلفي الراسخين في العلم وأهل البصيرة و المعرفة بالأحزاب والفرق والجماعات والمنحرفين , الثابتين في الفتن على السنة والهدى , هو عين هدي سلفنا الصالح
وكأنك لم تقرأ قول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
وكأنك لم تقرأ قول الله تعالى " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ "
فرجوع السلفيين إلى العلامة صالح الفوزان والعلامة ربيع المدخلي والعلامة عبيد الجابري والعلامة محمد هادي وغيرهم ممن لهم صبر ومعرفة بالحزبيين والجماعات فهذا هو منهج السلف ... وهكذا الرجوع إلى مشايخنا بالجزائر كالشيخ فركوس والدكتور عبد المجيد والشيخ عبد الغني والشيخ أزهر وباقي المشايخ الذين لهم معرفة بالجماعات الحزبية والمنحرفين هذا من منهج السلف ... وليست صوفية يا ــ جارف ــ وإليكم البيان

قال حنبل سمعت أبا عبد الله " الإمام أحمد" يقول : إنما يحيا الناس بالمشايخ وإذا ذهب المشايخ فماذا بقي ؟
الآداب الشرعية لابن مفلح 2/233

قال الإمام البخاري سمعت أحمد ابن حنبل يقول : إنَّمَا النَّاسُ بِشُيُوخِهِمْ فَإِذَا ذَهَبَ الشُّيُوخُ فَمَعَ مَنْ الْعَيْشُ ؟
الآداب الشرعية لابن مفلح 2/233

قال عبد الله ابن عباس – رضي الله عنهما " تحدث البدعة في المشرق أو المغرب فيحمِلُها الرَّجلُ إليّ، فإذا انتهت إليّ قَمَعْتُها بالسُّنة "

قال الإمام مالك بن أنس : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , لقد أدركت عدد هذه الأساطين وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقول , قال فلان , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما أخذت عنهم شيء , وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال كان أمينا , لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ويقدم علينا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري, وهو شاب فنزدحم على بابه
تهذيب الكمال للمزي 1/161
عن مطرف بن عبد الله بن شخير قال: أشهد أني سمعت مالكا يقول: أدركت بهذا البلد مشيخة من أهل الصلاح والعبادة محدثون, ما سمعت من واحد منهم حديثا قط, قيل ولم يا أبا عبد الله ؟ قال لم يكونوا يعرفون ما يحدثون
كتاب المجروحين لابن حبان 1/35
عن ابن وهب قال حدثني مالك قال أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة فقال ما يبكيك؟ فارتاع لبكائه فقال له: أدخلت عليك مصيبة ؟ فقال لا ولكن استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم
الفسوي في التاريخ والمعرفة 1/270 والخطيب في الفقيه والمتفقه
عن أحمد بن أبي بكير قال : سمعت مالك يقول : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون عالما أني أهل لذلك
أبو نعيم في الحلية 6/312
عن خلف بن عمر صديق كان لمالك قال سمعت مالك بن أنس يقول : ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل يراني موضعا لذلك ؟ سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك , فقلت له يا أبا عبد الله لو نهوك ؟ قال كنت أنتهي , لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه
أبو نعيم في الحلية 6/312
قال الإمام مَالِكٌ لِرَجُلٍ : اُطْلُبْ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ وَقَالَ مَالِكٌ أَيْضًا لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ : إنَّك امْرُؤٌ ذُو هَيْئَةٍ وَكِبَرٍ ، فَانْظُرْ عَمَّنْ تَأْخُذُ ؟ وَقَالَ مَالِكٌ : لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ وَيُؤْخَذُ عَمَّنْ سِوَاهُمْ ، لَا يُؤْخَذُ عَنْ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ ، وَلَا عَمَّنْ جُرِّبَ عَلَيْهِ الْكَذِبُ ، وَلَا عَنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إلَى هَوَاهُ ، وَلَا عَنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ .
قال الأوزاعي : اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالو واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم
شرح أصول الاعتقاد للالكائي
وَرَوَى الْخَلَّالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا { لَا تَأْخُذُوا الْعِلْمَ إلَّا مِمَّنْ تُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ } وَرَوَى الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ مُرْسَلًا وَقَالَ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ : دِينُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُطْلَبَ عَلَيْهِ الْعُدُولُ .
الآداب الشرعية لابن مفلح 2/235
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْمَعُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ لَمْ نَأْخُذْ مِنْ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ
مسلم في مقدمة صحيحه
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ أَكَابِرِهِمْ وَعَنْ عُلَمَائِهِمْ وَأُمَنَائِهِمْ ، فَإِذَا أَخَذُوهُ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ وَشِرَارِهِمْ هَلَكُوا .
الآداب الشرعية لابن مفلح 2/235
قال محمد ابن سيرين: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
مسلم في مقدمة صحيحه 1/33

قال أبو الزناد : أدركت بالمدينة مئة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث ويقال ليس من أهله
تهذيب الكمال للمزي 1/161

قال ابن وهب : اقتدينا في العلم بأربعة , اثنان بمصر واثنان بالمدينة , الليث ابن سعد وعمرو بن الحارث بمصر , ومالك وابن الماجشون بالمدينة , ولولا هؤلاء لكنا ضالين
كتاب المجروحين لابن حبان 1/35
قال ابن وهب : لقيت ثلاث مئة عالم وستين عالما , لو لا مالك والليث ابن سعد لضللت في العلم
كتاب المجروحين لابن حبان 1/42
قال عبد الرحمن ابن مهدي : أئمة الناس في زمانهم أربعة, حماد ابن زيد بالبصرة وسفيان بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام
كتاب المجروحين لابن حبان 1/44
عن علي بن الحسن بن شقيق قال سئل عبد الله بن المبارك عن الأئمة الذين يقتدى بهم , فذكر أبا بكر وعمر حتى انتهى إلى أبي حمزة السكري وأبو حمزة يومئذ حي وسئل عن الجماعة فقال أبا بكر وعمر وعد فلان وفلان حتى قال أبو حمزة السكري جماعة
وسئل ابن المبارك عن الإتباع , فقال الإتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السكري
السير للذهبي 7/387 وتاريخ بغداد للخطيب 3/268


فدلت هذه الآثار السلفية على وجوب تصفية المصادر وأنه لا يؤخذ العلم إلا عن الثقات الأثبات الذين زكاهم العلماء وأن الرجوع إلى علماء السنة الذين عُلم ثباتهم في الفتن ورسوخهم في المنهج السلفي عند النوازل عصمة من الفتن وليست من الحزبية ولا من الصوفية كما يدعيه الجارف وغيره

ولكن الحزبية الحقيقية يا ــ جارف ــ هي التي غاصت فيها أقدام كثيرين ممن يتبرأ منها بلسانه وتشهد له أعماله بانغماسه فيها ويرمي بها غيره من السلفيين الأبرياء


قال العلامة عبيد الجابري

" ... في الحقيقة هناك أُناس تُقْلقهم الرُّدود العلمية، وإن كانت مُبْنِيَة على الدَّليل من الكتابِ والسُّنة، وأقوالِ الأئمة، والحاملُ لهم على ذلك واحدٌ من أمرين:
الأول: العاطفة غير المُنضبطة التي استحكمت في العقل، وجعلت عليه غِشاوة؛ حتى يكون الإنسان من هؤﻻء متحيِّرًا أعمى، أعمى بصيرة، فيَعْتَقِدُون أنَّ الرَّد تبديع للمردودِ عليه، وأن الرَّادَّ يُبدِّعُه، ولهذا قالوا: لماذا يُحذِّر منه؟ هذا ليس بصحيح، حذَّرَ السلف من أناس هم على سُنَّة لكن عندهم تخليط، وعندهم تخبيط، وعندهم أمور ﻻ يرضونها، حَذّروا منهم،
الأمر الثاني: الحِزبِيَّة، فالحِزبِيَّة المَقيتَة ﻻ تَرْضَى بالرَّد، وهُنا أُقسِّم هؤﻻء الذين انزعجوا من الرّدود، وهَوَّنوا منها، وزهَّدوا الناس في النَّظَرِ فيها، والتعرف على ما احتوته من الدَّليل العلمي المُؤصَّل، هم أقسام:
الأول: من تَرَكَ هؤﻻء الرّادِّين وسَكَت، فأصبح بعد أن كان على صِلة، أصبح على قطيعة، ومنهم من يوسوس له الشيطان، فيقول: أنا كيف أعرف، إذًا أَدَعُهُم جميعم، هذا سلفي وهذا سلفي، كيف يردون على بعض؟! فيُقال لهؤلاء: عجبًا، لماذا؟ نعطيكم أمثلة بالإضافة إلى ما سبق، الشيخ سُلَيْمان بن سحمان - رحمه الله - ردَّ على رجل من آل الشيخ، أظنه بعث إلى عمان للدعوة، ووقع في بعض الجهميات، فَقَرَّض له؛ قيل أبوه، وقيلَ عمّه، قرَّضَ الرَّد، انظروا ابنهم! يُرَد عليه ويؤيدون الرَّد،
ابن قدامه - رحمه الله - رَدَّ على ابن عقيل - رحمه الله - في أمرٍ خالف فيه، بعد أن تابَ منه، لكن لمَّا انتشر رأى أنه لابُدَّ من الرَّد، هكذا سلوكُ الرَّادين في هذا العصر، لأنَّ من جَلَسَ إلى هذا المُغْرِب المُشذِّذ في القواعد والتأصيلات تلقَّاها عنه، من تلقَّاها على أنَّها من دينِ الله، ومن أصول أهل السُّنة التي يدينون بها لله – عزَّ وجل – ولها يعتقدون، ولابُدَّ من الإزالة، فبَانَ السلف ولله الحمد أنَّه كتابٌ وسُنَّة وقول إمام.
الثاني: من يُزهِّدُ في الرّدود، ويقول: لا تشغلكم هذه الردود، ودَعُوا هذه الردود لماذا؟ وهذا كلام مجمل، لا يصدر إلَّا عن رجلين:
- رجل صاحب هوى؛ لِعِلْمِه أنَّ الرُّدود هذه تكشِفُ سَوْءَتَه، وتُعَرِّيه وتفضَحُه، ومن ثَمَّ يمقُته الناس.
- أو إنسان مُخذِّل؛ وهذا جِسر للمبتدعة من حيث يشعر أو لا يشعر، جِسر للمبتدعة؛ مُخذِّل، والمفترض أن يقول: نعم فلان ردَّ، وهذا أخونا؛ نعم ردّه مفيد، لكن إذا رأينا الناس انشغلوا عن العلم وأصبح ما في أيديهم إلَّا كُتب الرّدود له أن يزجرهم، ويقول: دَعُوا هذه إلى وقت، انشغلوا بالعلم.
أمَّا على سبيل الدوام؛ فلا، هذا لا يصدرُ من إمام أبدًا، وإنَّ من صدرت منهم كانت نصيحة وَقْتِيَة في حال، وليس على الدوام.
الثالث: من أصبح يوالي ويُعادِي في المردود عليه، كيف يرد عليه؟ ويمقت هؤلاء الرادين، ويُشَهِّر بهم، ويُنصِبُ لهم المكائد، ويُحذِّر منهم، فهذا يصدقُ عليه ما قاله ابن تيمية - رحمه الله -: "مَن نَصَبَ للناس رَجُلًا يوالي ويعادي فيه فهو من الذين فَرَّقوا دينهم وكانوا شِيَعا" هذه المقولة أو معناها، فهو إذًا حزبي في اصطلاح هذا العصر، اصطلاحنا؛ حزبي، تحزَّب إلى هؤلاء المردود عليهم أصبح يُعْقِدُ الولاء والبراء عليهم.
الرابع: من يُعلِنُ الشَّماتة، والشَّناعة، والحَرْبَ الضَّروس على الرَّادين، فيكادُ يذكرُ أسماءَهم، يذكر عبارات تعريض من قَرَأَ الرُّدود عَرَفَ المُراد؛ فهذا مسكين مغرور.
هذا ما يَسَّر الله - سبحانه وتعالى - على الجواب، وسامحوني أَطَلْت عليكم شيئًا.

المصدر مع الملف الصوتي

الفتاوى الرمضانية التي يعقدها فضيلته عبر موقع ميراث الأنبياء نشرت بعنوان توجيه ممتع من الشّيخ عبيد الجابريّ فيما يجري من خلاف بين السّلفيِّين هذه الأيام


هذا وإني أخشى على الجارف ومن يقلد أن يندرج تحت الصنف الثالث والرابع معا فهم يوالون ويعادون من أجل الحلبي واصوله الباطلة ويعلن الشماتة والشناعة على مشايخ السنة فجمعوا الشر كله وهم يقولون ويرددون لم تحصرون المشايخ في فلان وفلان

وهذا ردٌ من الشيخ الفاضل المجاهد محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى عن هذه الشبهة

السـؤال الخامس: أحسن الله إليكم، البعض يطعن في السلفيين بأنَّ ما عندهم إلا ثلاثة او أربعة شيوخ ولا يأخذون إلا بكلامهم في الجرح والتعديل فما نصيحتكم حفظكم الله؟

جــواب العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله :

لا يضر، ليقولوا ما شاءوا، في زمن الفتنة مَن كان المُعول عليه في عصر الإمام أحمد؟ أحمد، كُلُّهم ينظرون إلى أحمد، فالعبرة بمَن كان على السُّـنَّة، أحمد لما سُئِل: مَن هم الجماعة؟ قال: "أبو حمزة السكري". الله أكبر، أبو حمزة السكري هو الجماعة! يقول سفيان الثوري: "لو أنَّ فقيهـًا واحدًا ـ يعني صاحب سُنَّة ـ على رأس جبل لكان هو الجماعة".

لا عبرة بهؤلاء، هذه التهويلات وهذه التهويشات لا تضر أهل السُّـنَّة ولله الحمد، ولا تفت في عضدهم، والناجون قليل، والهالكون كثير، هذا أولًا.

وثانيـًا: كم هم رواة الحديث؟ وكم هم حفاظ الحديث؟ لكن مَن المعتمد قوله في الجرح والتعديل؟! قلةٌ قليلة.

انظرْ إلى الرسالة التي كتبها الذهبي رحمه الله تعالى المسماة (ذكر مَن يعتمد قوله في الجرح والتعديل) فانظرْ إلى عبارته (مَـن يعتمـد قولـه) ما هو كُلُّ مَن تكلم قوله معتمد! إنَّما المعتمد قول صاحب المعرفة والخبرة، يجب على الجارح والمُعَدِّل أن يكونَ:

ـ مراقبـًا لله تبارك وتعالى فيما يقول،
ـ وأن يعلم أنَّ أعراضَ الناسِ جسرٌ على شفير جهنم، تقحمه طائفتان من الناس: القضاة والمُحَدِّثون؛ فالقضاة يَقْبَلون الطعن في الشهود لأجل حِفظ دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، وهكذا أهل الحديث فإنَّهم يطعنون ويقبلون الطعن في الناس لِحِفظ حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وسُنَّتِهِ والمعتمدون في هذا قليل، فحفاظ الحديث ألوف ورواة الحديث ألوف ولكن المعتمد قولهم في الجرح والتعديل قِلة قليلة،
ـ فلابُدَّ أن يكون الجارح والمُعَدِّل: خائفـًا لله تبارك وتعالى لا يتكلم إلا بعلم، فيكون صاحبَ علمٍ وورعٍ،
ـ وأن يكون ذا خبرة في الرجال وأحوالهم وأيامهم وطرائقهم وعقائدهم ومروياتهم،
ـ وأن يكون مع ذلك تقيـًا زاهدًا ورعـًا فلا يستفزه الغضب ولا يستميله الهوى، فلا يستفزه الغضب فيجرح مَن لا يجوز جرحه، ولا يستميله الهوى فيسكت عن مَن يجب أن يُجرح،
ـ وفوق ذلك كله أن يكون ذكيـًا عالمـًا بأحوال الناس لا تنطلي عليه ألاعيبهم؛ فكم مِن حافظٍ وكم مِن مُحَدِّثٍ؛ لكنه لا تنطبق فيه هذه الشروط، فلم يكن من أهل الجرح والتعديل.
كما قلتُ لكم: حفاظ الحديث كثير، ورواة الحديث أكثر؛ لكن النُّقاد والمجرِّحون قلة قليلة، هم مَن اجتمعت فيه هذه الصفات وغيرها مما ذكره علماء الحديث، الصفات التي يجب أن تتوافر: في الجارح، في الناقد، ليس كُلُّ أحدٍ ناقد ويصلح أن يكون ناقدًا، فلا عبرة بمثل هذه الأقوال. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.

انتهى كلام الشيخ حفظه الله تعالى
المصــدر: مقطع صوتي من محاضرة عبر الهاتف بعنوان (الثبات على السُّـنَّة) للشيخ الفاضل محمد بن هادي المدخلي ضمن اللقاءات السلفية القطرية.منقول من سحاب والصوتية على الرابط التالي http://www.sahab.net/forums/index.ph...attach_id=3504

وأما قول الجارف للشيخ الدكتور عبد المجيد " ؟ أنا لم أكن أعلم أنك نصّبت نفسك وصيا علي " فالشيخ عبد المجيد حفظه الله لم ينصب نفسه ولكن زكاه أكبر علماء الجرح والتعديل في هذا الزمن ــ ألا وهو الربيع ــ بشهادة العلامة الألباني والعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين فهل تقبل شهادتهم
فالجارف لما يحارب الشباب في مرجعيتهم , و لما يتضجر من رجوع الأمة في الجزائر إلى مشايخها الثقات الأثبات السائرون على المنهج السلفي كالشيخ فركوس والشيخ عبد الغني والشيخ عبد المجيد والشيخ أزهر وغيرهم , فمن يا ترى يريد لهم الجارف وحروص وأشكالهم للأمة ؟, فمن تقدمون للأمة إذا أسقطتم مشايخ السنة الذين يسيرون على نهج السلف , والجواب عند الجارف كالتالي

قال الجارف " قال عالم الجزائر فضيلة الشيخ بن حنفية العابدين ... الذي عُرف منذ أن كان شابا بالدعوة إلى الله على منهاج النبوة مع الصبر عليها فقد وقعت لي معه حادثة سررت بها كثيرا وذلك يوم زرته مع أحد إخواني في مكتبه قبل ثلاثين سنة أيام كان مديرا للشؤون الدينية والأوقاف بولاية سطيف فطال الحديث معه وكان مما

قاله :" جئت إلى هنا سطيف لخدمة الدعوة لا لشيء آخر ولو أن هذا المنصب يفسد علي دعوتي إلى الاسلام لتخليت عنه ولخلعته من رقبتي كما اخلع ثوبي هذا " وكان جالسا فقام من كرسيه وشرع في خلع ثوبه ثم جلس اسأل الله تعالى أن يرزقه وإيانا الإخلاص والمتابعة في عافية
"

عجبا للجارف يطعن في علماء سنة خلعوا البدع واتبعوا السنن زكاهم العلماء وشهدت لهم أعمالهم بالصدق والإتباع , فيرميهم بالغلو وإباحة الإختلاط بل ومزاولته , ويثني على رجل بأنه عالم الجزائر أبهره خلع ثيابه مع مزاولته لبدع الثوار والخوارج!!
بن حنيفية هذا الذي انبهر به الجارف, هو في خلاف مع مشايخ السنة في بلدنا لعدم انسجامه مع منهج السلف , فهو الذي يريد أن يدخل السلفيين في بحبوحة الحزبية ــ وعهد الفيس الجديد ــ بقالب السلفية ليسهل رواجه على السذج وقليلي الدين والبضاعة العلمية , حيث قرر بن حنيفية أنه يجوز إنشاء حزب سياسي والإنزواء تحته والعمل من خلاله في البلد الذي يحكم فيه بغير ما أنزل الله , وقرر أن بيعة ولي الأمر الذي لم يحكم بالشريعة بيعة باطلة لا انعقاد لبيعته ولا نفوذ لسلطانه ؟

وهذا رد العلامة عبيد الجابري حفظه الله على بن حنيفية

السائل : شيخ سؤال أخير إن شاء الله و لا أطيل عليك , هو قرر , هو ألف رسالة بعنوان [هل الحزبية وسيلة للحكم بما أنزل الله ]
أجاب عليها بإجابات كثيرة أنقل لك منها يعني نقل واحد فقط و أرجوا منك يا شيخنا أن تعلق عليه .

قال يعني ثلاث أقوال متنوعة يقول : [لكنّي أعود فأقول أنني بعد كل هذا أرى أن الحاكم إذا لم يحكم بما أنزل الله , ولم يمكن حمله على ذلك و لا خلعه و كان النظام الذي يشرفُ عليه على الإذن بتأسيس الأحزاب , و كانت برامجها حرة , و أقيمت على أسس شرعية ولم تأسس لمجرد المشاركة في الحكم بغير ما أنزل الله , و تعيّنَ هذا الأسلوب وسيلة وحيدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , على النطاق العام , فإنها مما ينبغي الإقدام عليه للضرورة المرحلية ولا يبعد أن يُقَالَ بِتَعَيُّنِهَا و الحجة في ذلك أنه في هذه الحالة لا توجد جماعة للمسلمين قائمة بالشرع حتى و لو ....

الشيخ : لا حول و لا قوة إلا بالله و الله يا ولدي قلت ما أدري بماذا أعلق على هذا الكلام ، هذا الكلام فيه خلط , فيه خلط عجيب بارك الله فيك و لا يصدر مثل هذا الكلام إلا من جاهل أو يعني أقول لا يصدر هذا الكلام إلا من رجل مقطوع الصلة بالسنّة إما لجهله أو لركوبه الهوى هذا الكلام ليس عليه مسحة أهل السنّة بارك الله فيك أبدا فإن الله عزّ و جل دعا إلى جماعة واحدة ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرّقوا )
و كذلك دعا رسول صلى الله عليه و سلم وأما قوله [لا توجد جماعة -كذا لآخره- ] فهذا ضرب من الباطل, فهذه الرسالة يعني تحذر هي و أمثالها بصراحة.
و لا يجوز نشرها و لا إذا كانت على ما ذكرت و أي رسالة تحوي مثل هذا الكلام لا يجوز نشرها على العامة و لا على المبتدئين , فقط كون يقتنيها طالب العلم ليرد عليها هذا لابأس به .
السائل : يعني بمعنى لا بأس إذا عرفنا الخطأ منها أن نرد هذا الخطأ؟
الشيخ : لا يمكن نحن نقول هذا الكلام الذي قرأته لا يصدر إلا من أحد الرجلين و كلاهما مقطوع الصّلة بالسنّة , إما لجهله أو لأنه صاحب هوى بارك الله فيك .
السائل : أضيف لك فقرة -إن شاء الله - و أستسمحك شيخنا يقول : [و إذا كان جمهور العلماء قد أقروا حكم المتغلب سدا لذريعة الفتنة و حدث بعض التساهل في آلية الحاكم الذاتية و العلمية مراعاة للأوضاع فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لتحكيم الشرع فمن لم يُحَكِّمْ الشرع فلا شرعية لحكمه عندهم و لا انعقاد لبيعته و لا نفوذ لولايته .]
الشيخ : لا أبدا هذا فيه تفصيل أبدا , المحققون على التفصيل أقول يا ولدي و الله يعني ممرضة ممرضة , بارك الله فيك المغرب بقي عليه سبع دقائق أو ثمان دقائق عندنا .
السائل : شيخنا جزاك الله خير فقط أتم هذه الفقرة و أقطع المكالمة .
الشيخ : نعم .
السائل : يقول : [لأنّ تفرق الأمة على الحق أولى من اجتماعها على الباطل و لمّا كانت دول المسلمين ليست متساوية في هذا الأمر الأخير و حيث قلنا بأن حكم هذا الحاكم غير شرعي و لا معتبر فهو كالعدم و حيث أن الخروج عليه لا يقال به إمّا لكونه لم يظهر عليه الكفر البواح و هذا هو الحق أو لأنه لا جدوى منه للمضار الناشئة عن ذلك كما هو مشاهد عليه لذلك كلّه فإن تأسيس الأحزاب يكون في هذه الحالة مشروعا إذا أمكن تحقيق للمصلحة .
الشيخ : لا يمكن أن تتعدد الأحزاب على الحق بارك الله فيك هذا كأنه ينقل من صلاح الصاوي , عليه مسحة صلاح الصاوي في كتابه الثوابت والمتغيرات، هذا الكلام الذي قرأته عليه مسحة صلاح الصاوي في كتابه الثوابت و المتغيرات .
السائل : يا شيخ كيف نتعامل مع صاحب الرسالة .
الشيخ : أتركوه ......إذا كان الأمر كما ذكرت انصحوه و ليتجند منكم خبراء وطلاب علم و يناصحوه .
السائل : يا شيخ قدمنا له النصيحة .
الشيخ : هذا اتركوه بارك الله فيكم و لا تجلسوا إليه صراحة , صاحب هذه الرسالة أرى أن لا يجلس إليه , إذا كان الأمر كما ذكرت هذا الكلام لا يكتبه و لا يقوله إلاّ جاهل أو صاحب هوى .
السائل : يا شيخ بارك الله فيك و جزاك الله خير و أستسمحك يا شيخ
الشيخ : و إياك
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السلام.

اهــ

وهذا رابط المقطع الصوتي :https://www.dropbox.com/s/z49949xk0i...%8A%D8%A92.mp3


وهكذا الجارف يعزف عن مشايخ الدعوة السلفية ويثني على المنحرفين والمشبوهين , كما أثنى على صادق البيضاني اليمني ونقل فتواه كما في الصفحة 44 ليرد بها على الدكتور عبد المجيد

وهذا صادق البيضاني هو صاحب قناة الأثر وقد جعل لها بنودا قرر فيها قاعدة البنا ـ المعذرة والتعاون ــ ويقرر قواعد الحلبي وتأصيلاته الباطلة

وقد سئل الصادق البيضاني عن الحويني ومحمد حسان وعلي الحلبي وعدنان عرعور وعن الشيخ ربيع والشيخ رسلان فقال " فهؤلاء المذكورون كلهم يدافعون عن منهج السلف ويذبون عنه، ولا يسلم أحد منهم أو من غيرهم من الوقوع في الخطأ "

انظر رحمك الله كيف يثني على رؤوف الفتنة وأئمة الضلال بأنهم من المدافعين عن السنة وانظر كيف يسوي بينهم وبين مشايخ السلفية العلامة الربيع والعلامة الرسلان وقد جاء عن عبد الله ابن المبارك لمن قال له فلان يجالس أهل السنة ويجالس أهل البدعة فقال ابن المبارك هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل

كيف يسوى بين دعاة التحزب والمظاهرات والخروج والديمقراطية ... مع دعاة السنة ومنهج السلف الصالح

وصادق البيضاني الذي قال في كلمة له بعنوان "الجامية ... السرورية" في موقعه بتاريخ 21/5/2013: (( "محمد أمان الله الجامي عَلَمٌ من أعلام الأمة الإسلامية، معروف بالعلم والعمل به والدعوة إليه والصبر عليه، لولا غلظته وقسوته على المخالِف!، ومحمد بن سرور زين العابدين داعية معروفٌ بغيرته على الدين!، لولا اندفاعه بما لا ينبغي عند اختلاط الأوراق ... "
وصادق البيضاني الذي يثني على عبد المجيد الريمي حيث قال عنه " ... ورغم انه من مشايخي، فلم يمنعني في تلك السنوات الماضية أن أختلف معه انتصاراً للحق الذي أدين الله به، وهو الآن بحمد الله لا زال على الخير والسنة... "

هذا عبد المجيد الريمي حزبي معروف من أصحاب جمعية الإحسان القطبية السرورية والذي يتبجح بنشأته على كتب سيد قطب ومحمد قطب وسفر الحوالي ويتبجح بصناعة الخطب التهييجية ومساندة الثورات والربييع العربي , والذي بح صوت شيخنا مقبل رحمه الله في التحذير منه فقد حذَّر منه في أكثر من موضع، وذكر أنه ضاع بسبب أموال التراث وعلاقته مع عبد الرحمن عبد الخالق،

ومما قال فيه العلامة المحدث أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي رحمه الله: " فالدعوة - أي دعوة أهل السنة - ما أفسدها إلا المادة، وإلا فعبد المجيد الريمي وعقيل المقطري ومحمد المهدي ما أُوتوا عن جهل، أتانا الكويتيون وطلبوا منا أن يساعدونا، وكانوا يريدون أن يضموا دعوتنا إلى دعوتهم، فقلنا لهم: إن كنتم تساعدون الدعوة بدون قيد ولا شرط فذاك، وإن كان لكم شرط فلسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا، ونسأل الله أن يغنينا عنكم وعما جئتم به.
فضعاف الأنفس من السلفيين استمالتهم المادة، وغرهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره، وانشقت الدعوة - قبل جمعية الحكمة - وصاروا يدافعون عن الحزبية أيما مدافعة، حتى إنَّ عبد المجيد الريمي يستدل بقوله تعالى على الحزبية: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً"، كان هذا في جامع الخير بصنعاء، وكنتُ حاضراً فما أحببت التعقيب؛ لأننا كنا على سفر إلى مأرب، واستطاع الكويتيون أن يتحكموا في الدعوة حتى إنَّ بعض الكويتيين يقول لليمنيين: ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء، قال عبد المجيد الريمي: لقد قفَّ شعري من هذا الكلام، يعني اشمأز من هذا الكلام وتألم، لكن هل قفَّ شعرك وتركت؟ أم بقيت بعدهم تهرول؟!.

اهــ

فهؤلاء الذين يقدمهم الجارف للأمة بعد إعراضه عن مشايخ السنة في الجزائر وخارجها ورهب الشباب من الوقوع في الحزبية والصوفية و.. بالرجوع إلى مشايخ السنة ثم يقدم لهم بن حنيفية ويستضيفونه في اسطيف

وهكذا استضافوا عبد الرحمن الكنتي التامنراستي وهذا الرجل لا أعرفه إلا أنه قدم إلى بومرداس وجلس إليه بعض الإخوة ولما فاتحوه في مسائل العقيدة أنكر علو الله في السماء وناقشهم في ذلك ولما حاججه أحدهم بالإجماع على علو الله سكت , ولما نقل له كلام سماحة الوالد العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله قل لهم من هذا ابن باز؟ وهل له ثبت ؟ وادعى أنه لا يعرفه أو حقا وصدقا أنه لا يعرفه ؟ هذا وناهيك عن خلطته للصوفية القبورية في تمنراست ؟ فهل مثل هذا يستضاف ويجلس إليه من غير الرجوع إلى مشاينا السلفيين حماة الدعوة السلفية في الجزائر واستشارتهم في ذلك ,

وما موقف السلف فيمن لا يعلمون له تزكية فهل كانوا يأخذون عنه العلم فضلا عن شد الرحال إليه أو استضافته !!

وبما أنك يا جارف شوهت مشايخنا في سطيف وأنهم دعاة الإختلاط ومزاولته و... فلما لم نر منك إنكارا على الحلبي الذي تقدسه لما ظهر في قناة تلفزيونية أما الملايين جالس مع متبرجة في كامل زينتها كاشفة عن نحرها وشعرها وصدرها والحلبي جالس بين يديها يشرح لها مسائل التكفير في برنامج اسمه ستون دقيقة !!

يا للعجب لغيرة مزيفة وراءها حزبية مغلفة


يتبع بإذن الله .........
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07 Dec 2015, 12:44 AM
أبو أنس رشيد الجزائري أبو أنس رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 18
افتراضي

حياك الله يا أبا جميل وزادك الله توفيقا ونصرا للسنة وأهلها فقد أجدت وأفدت وبينت ما عليه القوم من خلط وخبط وتلبيس على عامة السلفيين بدعوى الإتباع وعدم التقليد وهم مقلدة وإن لم نقل مؤيدة للباطل وأهله من أمثال الحلبي وأضرابه من أهل البدع والأهواء وفي نفس الوقت يصمون ويصفون السلفيين المتمسكين بنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي سلفهم الصالح والمتبعين لعلمائهم الربانيين يصفونهم بالغلو والتعصب والتقليد وهذا والله لأهل الحق ليس بمذمة أن يكون علماؤهم ومتبوعوهم بحق هم علماء السلف الصالح لا أهل البدعة والمذمة عافانا الله من شرهم ،وهؤلاء القوم يريدون أيضا قلب المرجعية عند شباب أهل السنة ويستبدلونها بكل حزبي محترق أو مميع مخترق حتى يخلو لهم الجو بشباب أهل السنة فيسيرونه كما شاؤوا في مهاوي البدعة والضلالة والحزبية المقيتة التي يدعون أنهم يحاربونها وهي بهم ألصق وبمن شايعهم ألحق ،فما تفسير استضافتهم لهذا المجهول عبد الرحمن الكنتي التمنرستي حيث لم يجدوا من أهل الحق والثبات على السنة المحضة من يستضيفونه فأصبحوا يستضيفون المجاهيل الذين لا تعلم عنهم سنة ولا منهج قويم ومع ذلك زينوه للعامة أنه صاحب إسناد إلى الإمام مالك في موطئه وكأن إسناده يجعله من أهل السنة ولو لم يعرف عنه سنة واتباع فالصوفية وكثير من أهل البدع برزوا في علوم كثيرة ولكن لم يكن لهم زكاء ﻷنهم لم يكونوا على الهدي المستقيم ومنهج السلف الصالحين فلا عبرة بعلمهم مقابل بدعهم ،فالأصل القوم إنقلبت عندهم الموازين فصار الشيخ فركوس ومشايخ العاصمة حفظهم الله الرجوع إليهم والصدور عن قولهم صوفية فإبتلاهم الله أن أصبح ملاذهم الصوفية في حد ذاتهم ،ولما كانوا يحذرون الشباب من فتنة الجرح والتعديل زعموا وأنها تصرف الشباب عن طلب العلم رأوا الشباب السلفي ملتف ولله الحمد حول مشايخه والدورات العلمية تقام هنا وهناك ورأوا شبههم وشبه متبوعيهم تتهاوى يوما بعد يوم بفضل الله تعالى ثم بجهود المشايخ الكرام غاضهم ذلك فأرادوا ملأ الفراغ الذي أصابهم بسبب ترك أكثر الشباب لهم لما أصروا على ركوب الفتنة والدفاع عن أهل البدع والتنكر لعلماء هذا المنهج القويم فكان الأولى بهم التوبة والرجوع ففضلوا الإستنجاد بالرمضاء من النار فنسأل الله لهم الهداية والرجوع إلى الحق فهو والله خير لهم من التمادي في الباطل والبوء بإثمهم وإثم من أضلوهم بعلم أو بغير علم ،فنعوذ بالله من الحور بعد الكور و من الزيغ بعد الهدى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس رشيد الجزائري ; 07 Dec 2015 الساعة 07:05 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07 Dec 2015, 01:02 AM
أبو أنس رشيد الجزائري أبو أنس رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 18
افتراضي نصيحة لي ولإخواني الكرام

على السلفي أن يكون سلفيا حقا على الجادة مقتفيا لآثار سلفه الصالح ممتثلا لهديهم القويم ومعظما لعلمائه الكرام لا يتقدم بين أيديهم ولا يصدر إلى عن مشورتهم فوالله إنهم لهم النجوم الذي يهتدى بهم في ظلمات الفتن من الشهوات والشبهات ومن أراد أن يتسلق على ظهورهم فليعلم أنه سيسقط من مكان علي عال لا يرجى بعدها نجاته كالطائر الذي إذا طار قبل أن يريش فإنه بعد سقوطه لن يطير بعدها إلا أن يشاء الله فنسأله جل وعلا أن يبصرنا بعيوبنا وينصرنا على أنفسنا الأمارة بالسوء ويجعلنا هداة مهتدين وأن لا يجعلنا عبرة لغيرنا وأن يعافينا في ديننا ودنيانا وأن يجنبنا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ويحفظ لهذه الأمة سبب عزها ورفعتها وأن يستعملها في طاعته إنه جواد كريم.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس رشيد الجزائري ; 07 Dec 2015 الساعة 01:06 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07 Dec 2015, 06:18 AM
أبو أنس رشيد الجزائري أبو أنس رشيد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 18
افتراضي

ذب الله عن عرضك أخي الكريم وجعل كتابتك خالصة لوجهه الكريم على هدي النبي الأمين ونفع بها في دار الدنيا ويوم المعاد إن ربي كريم جواد.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 Dec 2015, 11:43 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

الحلقة الثالثة
تفنيد دعواهم أنهم على منهج ابن باز و العثيمين والألباني

مر بنا قول ابن حزم عمن مزج الأسماء وسمى الحق تقليدا والباطل اتباعا وهذا نوع من الزينة الذي يحلي به أهل الباطل بدعهم وضلالهم حتى يكون له رواج عند العامة , اعتناق الباطل تحت غطاء الإتباع , ومعاداة الحق تحت غطاء ذم التقليد
قال سفيان الثوري :"ما من ضلالة إلا عليها زينة ، فلا تعرض دينك لمن يبغضه إليك "
الحجة في بيان المحجة للأصبهاني

ولما كان لمشايخ السنة الثلاثة رحمهم الله القبول عند عامة أهل السنة ورحابة لمسيرتهم الدعوية , كان إلتزاق وإلتصاق دعاة الضلال بهم لتنسب انحرافاتهم لهم ولتكون أكثر رواجا وأدعى للقبول عند العامة , وكل هذا إمعانا في الغي والإضلال , وإذا كان الأمر كذلك فالواجب إذاً الكشف عن الحقائق والنظر فيما وراء تلك الألفاظ وكشف الغطاء عن الزينة التي وضعت على الضلالات وألبستها لباس الحق بهتانا وزورا
والجارف على هذا السياق والنمط يتمسح بالعلماء الثلاث الألباني وابن باز وابن عثيمين ليوهم القراء أنهم على خلاف منهج العلامة ربيع المدخلي الذي بدع الحلبي وغيره , ولذا يرفض اجتماعه بمشايخنا السلفيين زعما منه أنهم َسيُملون عليه إملاءاتهم التبديعية التي يتلقونها من الشيخ ربيع ؟ فلذا يتمسح بهؤلاء الأئمة الثلاثة بأنهم على منهجه التمييعي وتأصيله البدعي ودفاعه عن أهل البدع وأنه على منهجهم في رحمتهم ورأفتهم بالمخالفين وهذه دعوى طالما سمعناها يرددونها لكل من يقف موقف الحق ويتبع الأدلة التي قضت بانحراف عدد ممن يدافعون عنهم

قال الجارف ص 16 " وهل بلغك عن علماء العصر ممن جعلهم الله عز وجل محل قدوة وأجمعت الأمة على إمامتهم واحتفت حولهم كالألباني وابن باز والعثيمين رحمهم الله وغيرهم ممن يعيش بين أظهرنا إذا اختلفوا في أحكامهم على الرجال تبديعا أو تفسيقا؛ هل لابد أن يعقدوا المجالس ويسافروا من أجلها ؟ ... "
التعقيب :
إن هؤلاء العلماء الثلاثة لم يحتاجوا إلى عقد المجالس وشد الرحال لأنهم بكل بساطة على المنهج السلفي الرصين والتأصيل العلمي المتين , " من علم حجة على من لم يعلم " " الناقل عن الأصل مقدم على المبقي عليه " و " الجرح المفسر مقدم على التعديل " كما سنبينه لاحقا , فلا عجب بعدها أن تقف على إحالة هؤلاء المشايخ الثلاثة على الشيخ ربيع وتأييد ردوده والثناء عليه ومناصرته بل وتشجيعه للرد على فلان وعلان خلافا لما تدعيه ويدعيه من تناصرهم بالباطل الحلبي وشركائه
وإذا كان الشيخ الألباني والشيخ أبن باز والشيخ ابن عثيمين يخالفون الشيخ ربيع في المنهج و الشيخ ربيع على ما تصورونه من الخطورة والضلال والبعد عن الحق والقسوة وعدم الحكمة وتفريق الدعوة و.... فلماذا لم يقم أحد منهم بالتحذير منه والرد عليه والإشارة على ولاة الأمر بتوقيفه كما فعلوا مع غيره , ولماذا يطنب علماؤنا في مدح الشيخ ومنهجه ومن معه من أهل المدينة ,هذه الشبهة لا تقوم على أساس وتنكسر بمجرد الرجوع إلى " الينابيع في ثناء العلماء على الشيخ ربيع " للظفيري , والرجوع إلى شريط " من حامل لواء الجرح والتعديل" للألباني وشريط "إتحاف الكرام بلقاء الشيخين ابن عثيمين والمدخلي" لتعلموا إن كان المشايخ حقيقة يخالفون الشيخ ربيع أم يؤيدونه ويعضدونه ويشجعونه ويآزرونه ويردوا على مخالفيه , والشيخ ربيع هو الشيخ ربيع من زمان الأئمة الثلاثة يرد على المخالفين على عبد الرحمن عبد الخالق وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده ابن باز والألباني ويرد على سيد قطب ويؤيده الألباني وابن باز وابن عثيمين ويرد على عدنان عرعور وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده الألباني بشهادة الحلبي ويؤيده ابن عثيمين ويرد على المغراوي وكان معدودا من المشايخ السلفيين ويؤيده ابن عثيمين ويرد على عالم من علماء اللجنة الدائمة الشيخ بكر أبو زيد على مرأى المشايخ ويؤلف الحد ال بل و يراسله العلامة ابن باز بأن يرد على فلان ويحتسب وقته لله ويسأل ابن عثيمين ويحيل إلى العلامة ربيع والألباني يزكيه في باب النقط والرد على أهل البدع ويقول عنه حامل لواء الجرح والتعديل ويقول العلم معه والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدا والعلم معه و...و...و... ) هل نعتبر هذا خيانة من هؤلاء العلماء للأمة حيث أكثروا فيه من المدح والثناء .
ثم نرى كل من يتبجح بأنه على منهج ابن باز وابن عثيمين والألباني , أنهم هم أول من يناقض دعواهم بأنفسهم , فهم يطعنون في العلامة ربيع وينتقصونه ولا يحيلون إليه وإلى كتبه كما هو منهج الألباني وابن باز وابن عثيمين , فدل على أنكم لستم على منهج المشايخ الثلاثة ألبتة
فلا داعي من التهويل

قال الجارف في ص 38 " فهلا اقتدينا بالعلماء الصالحين الناصحين المرشدين من أمثال الشيخ الوقور الذي كان يجمع ولا يفرق حتى دعا له أحد خصوم الدعوة السلفية المباركة رحمه الله بقوله : " أسأل الله تعالى أن يكون الشيخ ابن باز من أئمة الجنة .... "
التعقيب :
من المقتدي بهؤلاء المشايخ حقا ؟
أما ما نقلته عن الشيخ ابن باز فقد سبقك به الحزبي عبد الرحمن عبد الخالق نقل كلاما للعلامة ابن باز حول الإجتماع وعدم التفرق ليدافع به عن أهل البدع ويرد به على الشيخ ربيع ومشايخ المدينة , فقد أصدر سماحته بيانا يحث فيه على الإجتماع وعدم التفرق فانتهز الفرصة الحزبيون ادعوا أن الشيخ بن باز قصد في بيانه مشايخ المدينة وأن الشيخ في بيانه يدافع عن الشيخ سفر والشيخ سلمان ومن معهما وحمل الكلام على غير محامله بل وقرأه العودة في أحد المساجد زعم أنه رد على مرجفي المدينة ؟
حتى رد الشيخ ابن باز وأصدر بيانا آخر أنه لا يقصد مشايخ المدينة وأثنى عليهم ،
وأنقل لكم كلام الشيخ ربيع من نصره العزيز حيث يقول " ونقل عبد الرحمن عبد الخالق بيان الشيخ المشهور ، وهو كله حجة عليه وعلى الحزبيين وهم كانوا ولا يزالون بحاجة إلى أن يستفيدوا مما فيه من توجيهات ونصائح وأن يتأدبوا جميعا بما فيه لأنهم على نقيضه . ولذا لما صدر هذا البيان فرح به السلفيون أهل الحديث ووزعوه فلما علم الحزبيون بذلك استاؤا من هذا العمل فقاموا بشرحه شرحا فاسدا فيه إساءة إلى سماحة الشيخ ابن باز فأصدر بسبب هذا الشرح المتعسف بيانا آخر زكى فيه أهل المدينة تزكية صحيحة تضعهم في موضعهم اللائق بهم وطعن في شارحي البيان وسماهم دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر ، فكانت كلماته هذه كالريح العاصف على الزبد والجفاء. وأنقل فقرة لا ينطبق ما فيها من مدح إلا على السلفيين أهل السنة حقا ، لا على من تولى أهل البدع ودافع عنهم من الحزبيين الذين مزقوا الأمة وأهانوا العلماء.
قال الشيخ ابن باز :" ثانيا : أنه تفريق لوحدة المسلمين وصفهم وهم أحوج ما يكونوا إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة … .. وكثرة القيل والقال فيما بينهم . وخاصة أن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها وكشف خططهم وألاعيبهم ، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو أهل البدع والضلال"
قال الشيخ ربيع : فهذه الصفات الطيبة لا تنطبق إلا على أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في وجه الداعين إليها ، لا تنطبق على الحزبيين الذين تولوا أهل البدع ودافعوا ولا يزالون عن البدع وأهلها ، وإنما تنطبق على أهل السنة المحضة فهم الذين يحاربون أهل البدع والخرافات ويقفون في وجه الداعين إليها من أمثال جماعة التبليغ الذين انتهى الشيخ إلى أنهم أهل بدع وخرافات وعندهم بعض الشركيات , والحزبيون وعى رأسهم عبد الرحمن هم الذين يدافعون عنهم . ويزيد عبد الرحمن بحماسه في هذا الدفاع والطعن فيمن يتعرض لآهل البدع بنقد وتحذير ويزيد بمدح أهل الباطل والبدع وأهل التحزب والدعوة إلى تفريق الأمة وصدع وحدتها ومثابرته في هذه الدعوة باسم الدعوة إلى الجماعات وتعدد الحزبيات وإيجاب انخراط كل مسلم في الأعمال السياسية التي تمزق الأمة. فماذا استفدت أنت والحزبيين أهل الفتن من مغالطتك بنقل بيان سماحة الشيخ ابن باز.
أهــ
وأقول للجارف ما استفدت أنت والحزبيين أهل الفتن من مغالطتك ونقلك عن الشيخ ابن باز أنه يجمع ولا يفرق ؟أنت متأثر بعبد الرحمن عبد الخالق الحزبي الذي لا يفهم من دعوى الإجتماع وعدم التفرق إلا خصومة أهل السنة والتلاحم مع أهل البدعة والمهانة !!
ألست من زكيت للناس ابن حنيفية وقدمته للأمة الذي يعتبر صورة طبق الأصل لعبد الرحمن عبد الخالق في إباحته للجمعيات وتعدد الحزبيات و الزج بالشباب في العمل السياسي ؟ أليس بن حنيفية الذي جعلته مرجعية واستضيف في سطيف والعلمة عملا بوصيتك ووزع بعد محاضرته على رؤوس الناس بالمجان رسالة بعنوان " أخطاء الشيخ ربيع "

وما قولك يا جارف " ومن أمثال الشيخ الرحيم حتى بالخصوم الذي كان من آخر كلماته رحمه الله رحمة واسعة :" خذوا بيد المخالف برفق " ألا وهو الشيخ الألباني "
لدليل على جهلك بمنهج العلامة الألباني التطبيقي والنظري , بل منهج العلامة الألباني اللين في وقته والشدة في وقتها , ولو كنت ممن يقرأ للعلامة الألباني لأدركت ذلك بسهولة والبيان باختصار كالتالي

قال العلامة الألباني معلقا على السائل حول تشدد السلفيين :
" هل اللين الذي قلنا أنه واجب، هل هو واجب دائماً وأبداً؟
السائل: لا.
الشيخ: فإذاً أولاً: لا يجوز لك ولا لغيرك أن تصف طائفة من الناس بصفة تعممها على جميعهم. ثانياً: لا يجوز لك أن تطلق هذه الصفة على فرد من أفراد المسلمين، سواءً كان سلفياً أو خلفياً في حدود تعبيرنا، إلا في جزئية معينة، ما دمنا اتفقنا أن اللين ليس هو المشروع دائماً وأبداً، فنحن نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد استعمل الشدة التي لو فعلها سلفي اليوم لكان الناس ينكرون عليه أشد الإنكار. مثلاً: لعلك تعرف قصة أبي السنابل بن بعكك .......
أهــ المقصود

فاللين ليس دائما وكذلك الشدة والحكمة وضعهما في موضعيهما ,وهذا من حيث التأصيل العلمي أما الناحية التطبيقية فسيرة شيخنا الألباني أشهر من نار على علم في شدته على المخالفين والمعتدين على السنة وهاكم مثال واحد اقتبسته من رده على البوطي :حيث قال رحمه الله " .... هذا و قد نمي إلي أن بعض الأساتذة رأى في ردي هذا على الدكتور شيئاً من الشدة و القسوة في بعض الأحيان، مما لا يعهدون مثله في سائر كتاباتي و ردودي العلمية، و تمنوا أنه لو كان رداً علمياً محضاً.
فأقول: إنني أعتقد اعتقاداً جازماً أنني لم أفعل إلا ما يجوز لي شرعاً، و أنه لا سبيل لمنصف إلى انتقادنا، كيف و الله عز و جل يقول في كتابه الكريم في وصف عباده المؤمنين: {و الذين إذا أصابـهم البغي هم ينتصرون * و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * و لمن صبر و غفر إن ذلك من عزم الأمور}، فإن كل من يتتبع ما يكتبه الدكتور البوطي في كتبه و رسائله و يتحدث به في خطبه و مجالسه يجده لا يفتأ يتهجم فيها على السلفيين عامة، و علي من دونـهم خاصة، و يشهر بـهم بين العامة و الغوغاء، و يرميهم بالجهل و الضلال، و بالتبله و الجنون، و يلقبهم بـ (السلفيين) و (السخفيين)!! و ليس هذا فقط، بل هو يحاول أن يثير الحكام ضدهم برميه إياهم بأنـهم عملاء للاستعمار. إلى غير ذلك من الأكاذيب و الترهات .....
ذلك قليل من كثير من افتراءات الدكتور البوطي و ترهاته، الذي أشفق عليه ذلك البعض، أن قسونا عليه أحياناً في الرد، و لعله قد تبين لهم أننا كنا معذورين في ذلك، و أننا لم نستوف حقنا منه بعد،{و جزاء سيئة سيئة مثلها} و لكن لن نستطيع الاستيفاء، لأن الافتراء لا يجوز مقابلته بمثله؛ و كل الذي صنعته أنني بينت جهله في هذا العلم و تطفله عليه و مخالفته للعلماء، و افتراءه عليهم و على الأبرياء، بصورة رهيبة لا تكاد تصدق، فمن شاء أن يأخذ فكرة سريعة عن ذلك، فليرجع إلى فهرس الرسالة هذه ير العجب العجاب.
هذا، و هناك سبب أقوى استوجب القسوة المذكورة في الرد ينبغي على ذلك البعض المشفق على الدكتور أن يدركه، ألا و هو جلالة الموضوع و خطورته الذي خاض فيه الدكتور بغير علم، مع التبجح و الادعاء الفارغ الذي لم يسبق إليه، فصحح أحاديث و أخباراً كثيرة لم يقل بصحتها أحد، و ضعف أحاديث أخرى تعصباً للمذهب، و هي ثابتة عند أهل العلم بـهذا الفن و المشرب، مع جهله التام بمصطلح الحديث و تراجم رواته، و إعراضه عن الاستفادة من أهل العلم العارفين به، ففتح بذلك بابا خطيراً أمام الجهال و أهل الأهواء أن يصححوا من الأحاديث ما شاءوا، و يضعفوا ما أرادوا، ((و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بـها إلى يوم القيامة)).
أهــ
دفاع عن الحديث النبوي و السيرة
و الرد على جهالات الدكتور البوطي في فقه السيرة

من هنا يتبين أن العلامة الألباني رحمه الله يرى أن الشدة على من اعتدى على السنة والأصول السلفية من تمام الحكمة , وهذا حال علماء السنة وعلى رأسهم الشيخ ربيع يجعل اللين في موضعه والشدة في موضعها

ثم الرفق بالمخالف هذا الذي لم يظهر منه العناد وبطر الحق واللدد في الخصومة ورد النصوص , وإلا فإن منهج السلف مع هذا الصنف هو وجوب الهجر والبغض والمباينة كما نقله الإمام البغوي في شرح السنة بإجماع الصحابة والتابعين, وهو موجب كلام العلامة الألباني رحمه الله كما سننقله معضدا لكلام السلف

قال تعالى : ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً)).

- قال ابن عون : " كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:(( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم)) الإبانة لابن بطة ( 2/431).

- وقال الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره : " وفي هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم "

- وقال ابن عباس - رضي الله عنهما :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"الإبانة ( 2/438).

- عن أبي قلابة قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمنأن يغمسوكم فيضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون" سنن الدارمي (1/120)،شرح السنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبد الله بن أحمد (1/137)،والإبانة لابن بطة(2/435 ).

- عـن عمرو بن قيس الملائي قال: " لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك" الإبانة ( 2/436)
- قال إبراهيم النخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين "الإبانة ( 2/439)

- قـال مجاهـد: " لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب " الإبانة ( 2/441).

- قال إسماعيل بن عبيد الله: " لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّن حجته الإبانة ( 2/443).
- قال مفضل بن مهلهل: " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخل عليـك بدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك الإبانة ( 2/444).
- عن هشام بن حسان قال: " كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"طبقات ابن سعد (7/172)،وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة(2/444)

- قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: " أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم"الإبانة ( 2/475).

- عن ثابت بن عجلان قال : " أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء " المعرفة والتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133).



-قال ابن الجوزي - رحمه الله":وقد كان الإمام أبوعبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين" مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253).

ومما ذكره ابن الجوزي – رحمه الله - : عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان قال:" قال لي عمي أبو علي عبدالرحمن بن يحيى بن خاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء ؟ فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه ، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثم عدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به.
وهذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد ابن حنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنه عبد الله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقع فيها:
سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك، وإنّه إن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته.
وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال في أحمــد ابن رباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهم وأعظمهم ضرراً على الناس.
وسألته عن شعيب بن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن عبيدا لله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن المعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك.
وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه.
وسألته عن ابن علي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد، فقال: جهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلّد مثله شيئاً من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر.
وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحب هوى.
وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمور المسلمين وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمورالمسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع " مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252).


- قال صالح بن أحمد: " جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد ، فلما خرج إليه ورآه،أغلق الباب في وجهه ودخل" مناقب أحمد لابن الجوزي 250
-عن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم،قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته فقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لميشد بذكرهم" تاريخ دمشق ( 8/15)
- قال أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250.
قال الإمام ابن بطه العُكبري-رحمه الله-: " وَلَا تُشَاوِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْبِدَعِ فِي دِينِكَ, وَلَا تُرَافِقْهُ فِي سَفَرِكَ وَإِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَا تُقَارِبَهُ فِي جِوَارِكَ. وَمِنْ اَلسُّنَّةِ مُجَانَبَةُ كُلِّ مَنْ اعْتَقَدَ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ وَهُجْرَانُهُ وَالْمَقْتُ لَهُ, وهُجْرَانُ مَنْ وَالَاهُ وَنَصْرَهُ وَذَبَّ عَنْهُ وَصَاحَبَهُ وَإنْ كَانَ اَلْفَاعِلُ لِذَلِكَ يُظْهِرُ اَلسُّنَّةَ"
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].

وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219]. قال شعبة –رحمه الله-: "كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].

وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].

وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي: " وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي ( 1/469 ) .

وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].

وقال الفضيل بن عياض : وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه " (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)

وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )

و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا … " ومما ذكره في هذا الشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة " [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله - حاكياً مذهب السلف أهل الحديث: " واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم." عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )

وقال أيضاً: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} "(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )

وقال الإمام البغوي رحمه الله : ((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).

وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد: ((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين : (( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - قدس الله روحه - التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم )) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله تعالى - في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ): ((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين: الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر. والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .)) ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة. ثمّ قال: ((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ): ((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).

وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ). وقال الشيخ حمود التويجري: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ( ص : 230-231 ) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: "والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
انظر رسالة إجماع العلماء على هجر أهل البدع والأهواء للشيخ خالد الظفيري حفظه الله فقد أجاد وأفاد

هذا منهج سلفنا الصالح مع المخالف للسنة المبتدع المعاند , فليس له عندهم هذا الرفق الذي يدعيه المميعة
وهاكم كلام العلامة محمد ناصر الدين الألباني الموافق لكلام السلف وإجماعهم ويرد على الجارف وأمثاله

فقد سئل في سلسلة الهدى والنور شريط رقم(695):
((السؤال:لا يخفى عليكم أن أهل البدع بين كل فينة يظهرون أمراً يحاولون في ظنهم أن يخفوا منار السنة، فهل نواكب أهل البدع في الرد عليهم؟ وما هي النصيحة منكم في مثل هذا لنا ولإخواننا في الداخل والخارج؟ وبارك الله فيكم.
جواب الشيخ: الرد على أهل البدع لا يجوز إلا من كان عالماً بالسنة من جهة، والبدعة من جهة أخرى، لعلكم تذكرون معي حديث حذيفة بن اليمان في الصحيحين حين قال:"كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" وهذا كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه*** ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
فمن كان عالماً بالخير والشر كـ حذيفة بن اليمان ، وكان بالتالي في هذا الزمان عارفاً بالسنة، فيتبعها ويحض الناس عليها، وعالماً بالبدعة فيجتنبها ويحذر الناس منها، هذا الشخص هو الذي يجوز له أن يجادل أهل البدعة أو المبتدعة، أما أن يفعل كما يفعل بعض إخواننا الذين لم يؤتوا من العلم إلا حظاً قليلاً، ثم يدخلون في مجادلة من هم أقوى منهم علماً، ولو كان هذا العلم مشوباً بكثير من البدعة أو علم الكلام -كما قلنا آنفاً- فهؤلاء ننصحهم أن ينطووا على أنفسهم، وأن يعتزلوا المبتدعة، وألا يجادلوهم؛ لأنهم سيتأثرون بشبهاتهم، كمثل ذاك السؤال الذي سمعتم في أول الجلسة، وسمعتم الرد عليه، أنهم يصغون لكل ناعق ولكل صائح، فتتعلق الشبهة في ذهن السامع؛ حتى يتيسر له عالم يتمكن من إزالة هذه الشبهة من نفسه.
لذلك تكاثرت النصوص عن سلفنا الصالح من العلماء، كـ مالك و أحمد وغيرهم، أنهم كانوا يحذرون الناس كل التحذير من الجلوس مع أهل البدع؛ بل وكانوا يأمرونهم بمقاطعتهم؛ خشية أن يتسرب شيء من شبهاتهم إلى نفوسهم.
فهذا -أظن- جواب ما سألت، والأجر للجميع -إن شاء الله- ما دمنا مخلصين وقاصدين -أولاً- العلم النافع المستقى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منهج السلف الصالح، ثم قاصدين -أيضاً- أن نعمل بما تعلمنا، ثم بعد ذلك نسأل الله عز وجل أن يزيدنا وإياكم علماً.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
أهــ
وكان يقول العلامة الألباني " يعجبني تشدد السلف في عدم السماع إلى أهل البدع "
فما أعظم كلام العلامة الألباني ولو أخذ به الجارف وأشباهه وتركوا أهل البدع بدل مماشاتهم ومصاحبتهم والركون إليهم بدعوى الرفق والمناصحة والأخذ بأيديهم لما وقعوا في حبالهم حتى أصبحوا من جندهم يدافعون عنهم ويعتذرون لهم , بل ويطعنون في أهل السنة فحرموا الرفق مع أهل السنة وقد أمروا به فحرموا الخير كله

وأما قولك يا جارف :" ومن أمثال الشيخ ابن عثيمين الذي كان يحذر الشباب من مثل هذه الفتن ومن غيرها ويوصي دوما بالعلم النافع والعمل الصالح.... "

فابن عثيمين كان ينصح الشباب بالإستماع إلى العلماء الأمناء أمثال العلامة ربيع ويحيل إليه ويحذر الشباب الذين يدخلون في الفتن ويطعنون في العلماء ويحذرهم من الإستماع إلى سلمان وسفر الذين صرفوا كثير من الشباب عن المنهج الحق وعن علماء السنة وزجوا بهم في العمل السياسي والفتن , وحذر من العرعور ورمى قواعده بأنها قواعد تمييعية ومداهنة لأهل البدع وحذر من المغراوي ووصفه بأنه ثوري وساند العلامة ربيع في ردوده وأحال إليه ونصح به , وكان يرى الفتنة في السماع لأهل البدع وعدم هجرانهم جريا على ما عليه إجماع السلف
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
"ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها ، أو ترويجها بين الناس ، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "من سمع به فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". "رواه أبو داوود . قال الألباني: وإسناده صحيح " لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم ، بل ربما كان واجباً ، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب."
شرح لمعة الاعتقاد صفحة 100
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
" والذي يعلم من كلام الشيخ - رحمه الله ووفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء ،حتى فيما لا يتعلق ببدعته ،فمثلاً: إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً لكنه جيد في علم العربية: كالبلاغة والنحو والصرف ،فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو موجوداً عنده أم نهجره الظاهر من كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه ،لأن ذلك يوجب مفسدتين :
الأولى اغتراره بنفسه ،فيحسب أنه على حق .
المفسدة الثانية اغترار الناس به ،حيث يتوارد عليه طلاب العلم ،ويتلقون منه ، والعامي لا يفرق بين علم النحو ،وعلم العقيدة ،لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقاً ،حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة ،والصرف مثلاً إلا عندهم ،فسيجعل الله له خيراً منها ،لأننا لو نأتي إلى هؤلاء ،ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم ،واغترار الناس بهم."
شرح حلية طالب العلم ص93-94

فهل اقتدى الجارف حقا بهؤلاء العلماء الثلاثة في نصرهم للربيع وإعانته على الرد على المنحرفين وزجر المعتدين المفسدين الذين يداهنون أهل البدع ويتلاحمون معهم ويكثرون سوادهم, أم هو التمسح بالعلماء مع مباينة مناهجهم من باب ذر الرماد في الأعين
فاللهم سلم سلم وثبت شباب الأمة على السنة

ويقول الجارف : " وإني مطالبك أن تذكر ثلاثة أو خمسة فقط ممن اشتهروا بالسنة والاتباع ثم وقعوا في بعض المخالفات بدّعهم هؤلاء الأجلة الأربعة وإني منتظرك فاجتهد في البحث ومهما انتظرتك ومهما اجتهدت فلا أظنك تجد "

التعقيب : ما هذا التهويل يا جارف , ألست تدعي التعويل على الدليل وأنك من أهل الإتباع ؟ السلفي يصدر اعتقاده عن دليل ولا يبالي بالتهويل
قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُون " مَنْ صَدَرَ اعْتِقَادُهُ عَنْ بُرْهَانٍ لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ تَلَوُّنٌ يُرَاعِي بِهِ أَحْوَالَ الرِّجَالِ "
ومع هذا فإن أحوال مشايخ السنة كانت مشرفة , وموافقتهم للعلامة ربيع وإحالتهم عليه ومساندتهم له لأكبر دليل على افترائكم ودعواكم المزيفة من تضارب مناهج مشايخنا السلفيين
وكان العلامة الألباني يحسن الظن ببعض المخالفين كسلمان العودة وسفر الحوالي ممن كانوا على السنة أو قل يظهرون السنة وكان رد عليهم العلامة ربيع وحذر منهما , فلما وقف الشيخ على حقيقتهم قال قولته المشهورة " ما كنت أضن أن يصلوا إلى هذا الحد ولعل إخواننا بالمدينة ــ يعني الشيخ ربيع ــ كانوا أعلم منا بهم ... " بل بدعهم وحكم عليهم بأنهم خارجية عصرية ,

فلم التهويل يا جارف , فالسلفي لا ينظر إلى حجم من خالف ولكن يكون تعويله على الدليل ولعلك تنزجر بهذه النقول عن علامة العصر الألباني في تعويله على الجرح المفسر وإعراضه عن التعديل ولو جل قائله

قال العلامة الألباني : " وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه؟ فقال: إنه لم يعرفه، ولوعرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا.
فهذه النصوص تدل على أن الرجل كان مع حفظه كذابا، والكذب أقوى أسباب الجرح وأبينها، فكيف ساغ للشيخ تقديم التعديل على الجرح المفسر مع أنه خلاف معتقده؟ !
علم ذلك عند من يعرف مبلغ تعصبه على أنصار السنة وأهل الحديث، وشدة عداوته إياهم سامحه الله وعفا عنه "
الضعيفة 1/93
انظر رحمك الله كيف رد ابن خزيمة تعديل الإمام أحمد ولم يعبأ به وقال لو عرفه أحمد كما عرفناه لما أثنى عليه أصلا
وقال الألباني : " ثم لوسلمنا أنه وثقه مثل " دحيم "، فلا قيمة تذكر لهذا التوثيق إذا ما استحضرنا القاعدة التي تقول: إن الجرح المفسر مقدم على التعديل."
الضعيفة 1/362

وقال رحمه الله رادا على قول التهانوي: " " ولم يتعصب مغلطاي للواقدي، بل استعمل الإنصاف، فإن الصحيح في الواقدي التوثيق "! أقول: فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه، فإنهم خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل، ولعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله:
إن مصدر ذلك التعصب! وبذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق، في سبيل تخليص رجل منهم مما قيل فيه بحق. فاعتبروا يا أولي الأبصار." الضعيفة 2/146

وتعقب الألباني السيوطي في احتجاجه بتوثيق شعبة لجابر الجعفي فقال : " وقد كذبه آخرون من الأئمة؛ منهم ابن معين، وأحمد، وزائدة وحلف على ذلك، وغيرهم.والجرح مقدم على التعديل؛ فما فائدة التعقب بالتوثيق المذكور بعد الجرح المفسر؟! " الضعيفة 9/208
وقال رحمه الله : " ومع هذا الجرح المفسر من هذا الحافظ، والمؤيد بقول ابن معين في رواية: "ليس بشيء". وقول النسائي: "ليس بثقة". لم يعبأ بذلك كله المعلق على "الموارد" (11/ 5) ؛ فزعم أنه حسن الحديث؛ اعتماداً منه على توثيق ابن معين إياه في رواية، وابن حبان (8/ 183) ؛ جاهلاً أو متجاهلاً قاعدة: "الجرح المفسر مقدم على التعديل"! وله من مثل هذه المخالفة الشيء الكثير. " الضعيفة 10/376
وقال الإمام الألباني عند ذكر اختلافهم في صحبته أبي أذينة الصدفي :"، فقال البغوي : " لا أدري له صحبة أم لا " . و قال ابن السكن : " له صحبة " . قلت : و المثبت مقدم على النافي و من علم حجة على من لم يعلم "
وهذا غض من فيض كما يقال من تأصيل العلامة الألباني في باب الجرح والتعديل فلا داعي للتهويل وأنتم أبعد ما تكونوا عن منهج هذا الإمام في التأصيل العلمي والتطبيق العملي

وهاك مثال واحد عن سماحة والدنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله من أروع الأمثلة في المنهج العلمي والتطبيقي معا في باب الرد على أهل البدع والتعامل عند اختلاف أحكام العلماء
قال الشيخ الفاضل خالد عبد الرحمن المصري : " سُئِل الإمام ابن باز (رحمه الله) هل عند جماعة التبليغ كذا وكذا من المنكرات؟
قال: لا- لا- لا ما عندهم ما عندهم وغضب.
فقال السائل: فإن الشيخ حمود (التويجري) يقول: عندهم
قال (الشيخ ابن باز): نعم نعم هو أعلم هو أعلم من علم حجة على من لم يعلم. في موقف واحد
إمام الدنيا سيد أهل الورع في هذا الزمن إذا ذكر الورع ذكر ابن باز وإذا ذكرت الحجة ذكر الألباني وكلاهما صاحب حجة وكلاهما صاحب ورع
ما بين جواب الشيخ (ابن باز) وبين أن ترك قوله لقول أخيه (التويجري): لحظة قال: نعم نعم هو كما قال هو كما قال."
مصدر كلام الشيخ حفظه الله:
http://youtubesafe.com/watch?v=I0ETs16Y9jw

عقد في منزل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – بمكة في شهر رجب عام 1413هـ مجلس ضم مجموعة من المشايخ وطلبة العلم

وقد سأله أحد القضاة فقال : سماحة الشيخ هل هناك ملاحظات وأخطاء على سفر وسلمان

فأجاب فضيلة الشيخ : نعم نعم عندهم نظرة سيئة في الحكام ورأي في الدولة وعندهم تهييج للشباب وإغار لصدور العامة وهذا من منهج الخوارج وأشرطتهم توحي إلي ذلك

قال القاضي : يا شيخ هل يصل بهم ذلك إلى حد البدعة

قال الشيخ : لا شك إن هذه بدعة اختصت بها الخوارج والمعتزلة هداهم الله هداهم الله

منقول من التصفية والتربية http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=3729

وسئل سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز في شرحه لكتاب: "فضل الإسلام"، ما نصّه:
س: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب – عفا الله عنه -:
" نعم ما فيه شكٌّ، من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة".
فالشيخ ابن باز منهجه يقضي بتجريح الحلبي لأن من علم ــ كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ النجمي والشيخ محمد هادي والشيخ البخاري والشيخ الفوزان و.... حجة على من لم يعلم , ومنهجه يقضي بتبديع من يدافع عمن بدعه العلماء ويثني عليه

وأما قولك يا جارف : " ، بل إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو من هؤلاء الأجلة الأربعة صرّح في أحد مجالسه بعد سؤال وجّه إليه بقوله :" لا أبدّع أحدا " وبنبرة فيها شدة حتى يكف السائل عن الكلام في مثل هذه المسائل "
هذا كذلك من تهويلك يا جارف , فقد سئل الشيخ رحمه الله كما في شرحه لكتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة) [الشريط السادس, الدقيقة 50]:

ما حكم من يقول من أهل السنة والجماعة إذا نزل الله في ثلث الليل الآخر يخلو منه العرش؟
فقال الشيخ رحمه الله:
«هذا يسأل إذا نزل إلى السماء الدنيا هل يخلو منه العرش أو لا؟
نقول: أما أدبيا: فلا تبحث عن هذا, وأنا أقول لمن سألني: أنت مبتدع! ما أُراك إلا مبتدعا! واحمد ربك أني أذنت لك أن تبقى في الدرس! وإلا لطردتُك كما طرد مالك من سأله عن كيفية الاستواء؛ لأن الصحابة لما حدثهم الرسول بهذا هل قالوا: هل يخلو منه العرش يارسول الله أو لا؟!...«اهـ
المصدر http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=16427

وهذا زيادة لما هو معلوم ومشهور عن العلامة ابن عثيمين من تحذيره من سلمان العودة وسفر الحوالي ومن أشرطتهما حيث قال السائل : يا شيخ ، و إن كان الخلاف في هذه القضية -مثلا- أنهم يكفِّرونالحكام ؛ و يقولون بأنه جهاد -مثلا- في الجزائر ، و يسمعون أشرطة سلمان وسفر الحوالي ؛ فهل هذا الخلاف فرعي أم هو خلاف في الأصول يا شيخ؟

الشيخ : لا! هذا خلاف عقديّ ؛ لأن من أصول أهل السنة و الجماعة ألا نكفر أحدا بذنب. اهـ المقصود

الكلام مفرغ من شريط سمعي عند تسجيلات ابن رجب بالمدينة ، بعنوان " أسئلة منهجية عبر الهاتف" [نقلا عن رسالة "
وهذا مما يبين جهل الجارف بمناهج العلماء في الجرح والتعديل , فهل هو أمر اجتهادي فرعي كما ادعاه الجارف أم هو خلاف عقدي أصولي كما بينه ابن عثيمين وكما سيأتي بيانه إن شاء الله
فبطل ادعاء الجارف وكل من يترنج بأنه على منهج الأئمة الثلاثة الألباني وابن باز وابن عثيمين خلافا لمنهج الشيخ ربيع ــ تصريحا أو تلميحا ــ فهو متشبع بما لم يعطى
ويقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام:" المُـتـَشَبِّع بما لم يُــعْـطَ كلابس ثوبي زور" رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130.
قال الفاروق عمر رضي الله عنه : " من تزين بما ليس فيه شانه الله".
يقول العلاّمة القيّم ابن القيم -رحمه الله- شارحا لهذه الحكمة البالغة من الخليفة الملهم المستقاة من منهاج النبوة :"لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ـ فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه ـ عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا ،"
"ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضاها فلا بد أن تطلب منه،فإن لم توجد عنده افتضح ، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه ، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه ، فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم ، جزاء له من جنس عمله.
إعلام الموقعين ،2/432.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 Dec 2015, 11:46 PM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي

يتبع ... إن شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013