بارك الله فيكم على المرور
وأشكر شيخنا خالد على تعقيبه اللطيف
وقد جاءتني رسالة على الخاص من أخ فاضل يستشكل قولي " ماذا أبقيت لله " من جهة جوازه وعدمه
وأنا أخذت ذلك وائتسيت بالشيخ العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله
فقد قال رادا على قول البوصيري :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
قال الشيخ ابن عثيمين :
(( مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب . . )) أهــ
وهذا والله أعلم استفهام استنكاري وارد في لغة العرب والله أعلم
وأما عبارة أحمد شوقي
وقيل كل نبي عند رتبته *** ويا محمد هذا العرش فاستلم
فالإشكال في كلمة الإستلام فاستلم على وزن استفعل وقد تدل على اللمس كاستلام الحجر الأسود وقد تأتي بمعنى التناول وبمعنى الإستلاء كقولهم استلم عرش الملك عام كذا
... واستلم عرش الحكم في كذا ... فأنا هذا الذي طرأ على فهمي خصوصا وأن هناك رواية منكرة أنكرها أهل السنة وهي أثر مجاهد في إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش وهذه الرواية ليست حديث ولا قول صحابي وإنما أثر ضعفه العلماء عن مجاهد كابن عبد البر والذهبي وابن كثير والألباني وابن باز والفوزان والربيع ويقول الشيخ صالخ آل الشيخ أن الأثر احتج به أهل السنة سابقا في العهد الأول ليس على الإجلاس وإنما لبيان أن من معاني الإستواء الجلوس فالإستدلال من حيث ورود لفظة الجلوس كمعنى للإستواء لا للإستدلال على إجلاس النبي عليه الصلاة والسلام على العرش
وعلى كل حال ما دام أن الإشكال وارد في كلام أحمد شوقي
فمنهج السلف في هذا , أنه من تكلم بكلام يحتمل حقا ويحتمل باطلا ردوا عليه ونسبوه إلى البدعة
فنقلا عن العلامة ربيع قال : قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254): "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل"
هذا وأشكر الشيخ خالد على المرور ومنكم نستفيد ومن تعليقاتكم نستزيد فلا تحرمونا من المزيد
التعديل الأخير تم بواسطة أبو جميل الرحمن طارق الجزائري ; 29 Jun 2015 الساعة 12:00 AM
|