نفثة مصدور
شيخنا العزيز ووالدنا الكريم
أقولها بكل صدق وصراحة
والصريح كما قال ابن باديس (لا يخاف) - بضم الخاء أو فتحها- وعلى المعنيين يستقيم الكلام
لقد كان لك السبق في التحذير من شر عبد المالك وقد ظهر للجميع الآن صدق ما قلته وقتها
فجزاك الله عنا خير الجزاء وأوفاه
ولا يضركم شيخنا أن كذّبك السفهاء يومها فإخلاص الداعية إلى الله يبعث الراحة في قلبه ويجعل لسانه ناطقا بما نطق به العبد الصالح (يا ليت قومي يعلمون..) آذوه وبالغوا في أذيته حتى قتلوه لكن تمنى لهم الخير بمجرد معاينته لرحمة الله! الله أكبر ما أعظمها من نفوس
فما ضرّ الدعوة السلفية أن كذب الخصوم دعاتها! لأّن تكذيبهم وطعنهم هو شهادة على صحة منهج الرجل وسداد دعوته، والمعتبر عند المخلصين كمال النهاية لا نقص البداية، فهم يفرحون بلحاق إخوانهم وإن تأخر بهم المسير بسبب عوارض عرضت لهم أو مصالح توهموها ويستقبلونهم بالأحضان.
وفي مقابل هذا: ليس لزاما - عقلا وشرعا- أن يتفق الدعاة على قضية معيّنة في حينها! بل الواجب على القائل بالحق أن يصبر ويتصبّر وينظر إلى أعناق الجيل الصاعد وهي مشرئبّة إليه تنتظر منه النفع والخير، فإن هو أساء تقدير ما يخطه ببنانه أو ينطقه بلسانه فهي الفاقرة التي تأتي على تلك الأعناق فتقطعها من أصلها.
فكان شيخنا الكبير ربيع بن هادي يرد على المبطلين ويلحقه الضرر الكبير ويتأذى بسكوت بعض إخوانه لكن عندما يأتي التأييد يفرح به ويرحب بصاحبه، بل الشيخ ربيع نفسه كان يتأخر في نقد بعض الناس ويسبقه إلى ذلك الشيخ عبيد! وكل ذلك راجع لمصلحة يراها كل واحد من الطرفين
شيخي العزيز أثابك الله على ما قدمت وصبرك الباري على ما لقيت! وإن صدق النفوس يظهر ريحه من عبارات الألسن! وغني أحسبك من الصادقين الذين أحبوا الخير لإخوانهم ومن شدة حبه لهم ربما تشتدّ في خطابك لهم، وهو ما لم يفهمه البعض وذهب يركز على الأسلوب وضيّع المعاني التي بها وعليها تقوم الحقائق.
شيخنا أزهر شيخنا عز الدين (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)! فوالله لا أخفيكم أني سعدت بما وقع اليوم، وأرجو أن تكون بداية جديدة جادّة، يسعد بها أهل السنة الذي أنهكت قواهم بهجمات أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
شكرا يا عبد المالك على حسن صنيعك! فقد كشفت المستور وحببت بين القلوب وأنت لا تشعر! فأهل السنة يقولون الذي لهم والذي عليهم! وهم متمسكون بقاعدة الانصاف: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر -محمد صلى الله عليه وسلم-.
وفي الأخير:
كل عاقل منصف يسعد بصوتية الشيخ لزهر ويفرح بها، لما تضمنته من أنفاس سلفية صادقة صريحة مع إخوانه قل نظيرها في وقتنا هذا، وهي الصراحة التي ربما يتضايق منها بعض الفضلاء، ولو تأمل بعين البصيرة و الانصاف لتحقق عنده أن تلك الصراحة هي في الحقيقة شفاء الأسقام الذي عمل به وعليه سلفنا من القرون الأولى وتبعهم أئمتنا في عصرنا هذا! وليس ببعيد عنّا ردّ العلامة حمود التويجري على الشيخ ابن عثيمين في مصنف مطبوع قدّم له وقرظه الإمام ابن باز رحمه الله! نعم هي حقيقة ثابتة! ومثله ردّ الشيخ عبد الله الدويش على الإمام الألباني وقد قدّم له كذلك الشيخ ابن باز.
فيا أهل السنة افهموا حقائق هذه الدعوة جيدا! فهي والله واضحة ظاهرة، واعرفوا الحق تعرفوا أهله، واصبروا وصابروا وتعقلوا، والزموا أبواب الحكمة والصدق فهي أبواب النجاة.
محبكم
أبو معاذ محمد مرابط
|