منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Jun 2017, 11:31 PM
أبو عبد الأعلى حاتم المكناسي أبو عبد الأعلى حاتم المكناسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 5
افتراضي الإيجاز في التعريف ببعض المؤلفات الحلقة (1) مقدمة ابن القصار في أصول الفقه

#سلسلة_الإيجاز_في_التعريف_ببعض_المؤلفات



الحلقة (1): مقدمة ابن القصار في أصول الفقه


الحمد لله وبعد:

فإن العلامة القاضي أبا الحسن بن القصار البغدادي المتوفى سنة 397 هـ من أعلام فقهاء المدرسة المالكية العراقية، الذين أغنوا المكتبة الإسلامية بمؤلفات تدل على رسوخ في العلم وتمكن فيه.

ومن تلكم المصنفات الماتعة مقدمته في الأصول المسماة: "مقدمة من الأصول في الفقه على مذهب مالك وما يليق بمذهبه"، وهي من الكتب الأصولية المتقدمة التي حفظها الله عز وجل لنا من الضياع.

جمع فيها القاضي ابن القصار رحمه الله أصول الإمام مالك رحمه الله تعالى التي نص عليها، أو استنبطها أصحابه وتلاميذه من فقهه واجتهاداته.

ومن الملاحظ أن القاضي أبا الحسن لم يستوعب فيها المباحث الأصولية، ولا توسع في الاحتجاج لها، ولا قصد إلى ذلك، لأن هذه المقدمة لم يفردها كمؤلف أصولي مستقل، وإنما قدمها بين يدي مصنفه في مسائل الخلاف بين مالك وفقهاء الأمصار، المسمى "عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار".

ومما يجدر التنبيه إليه أن لابن القصار رحمه الله مقدمة أصولية مستقلة، نقل عنها بعض العلماء كالسيوطي وغيره نقولا لا توجد في هذه المقدمة محل التعريف.

وقد اشتملت هذه المقدمة على إحدى وخمسين بابا، تتعلق بأحكام النظر والتقليد، وأدلة الشرع السمعية والعقلية وأحكامها، ووجوه الاستدلال منها وبها، وأحكام العلة والمعلول، وما إلى ذلك من مباحث الألفاظ، وأحكام الأخبار.



ويمكن اختصار مميزات هذه المقدمة الأصولية في النقاط التالية:

1 مكانة ابن القصار العلمية، وتضلعه في علمي الفقه والأصول، فقد "كان أصولياً نظاراً، ولي قضاء بغداد" ([1])، ووصفه مخلوف بقوله: "الإمام الفقيه الأصولي الحافظ النظار" ([2]).

2 تأثير ابن القصار رحمه الله فيمن جاء بعده من الأصوليين، ويتمثل ذلك في كثرة النقول عنه وذكر آرائه الأصولية، ومن ذلك ما نجده مبثوثا في إحكام الفصول والإشارة للباجي، وإيضاح المحصول للمازَري، والبحر المحيط للزركشي، وشرح التنقيح للقرافي، ورفع النقاب عن تنقيح الشهاب للشوشاوي، وهذا يدل على مكانته في هذا العلم ورسوخه فيه.

3 عنايته بالتقعيد والتمثيل؛ فنجده رحمه الله قد جمع بين تقرير القواعد الأصولية والاستدلال لها بالنصوص الشرعية والعقلية ولغة العرب، والتمثيل بالفروع والمسائل الفقهية، سائرا في ذلك على طريقة الإمام الشافعي المطلبي رحمه الله تعالى.

4 ومما يميز هذه المقدمة الأصولية كثرة نقول ابن القصار عن الإمام مالك وأصحابه كابن القاسم، وأعلام المالكية المتقدمين من أمثال القاضي إسماعيل وابن بكير وأبي الفرج، وكذا نقوله عن شيخه أبي بكر الأبهري وغيرهم، بما يؤكد ويرسخ نسبة هذه الأصول للإمام أو ينفيها.

5 سهولة العبارة ويسرها، وتقريب المعاني الأصولية للطالب، دون تقعير في الألفاظ وإغراب في المصطلحات.

6 كما أن مقدمة ابن القصار تعتبر أقدم مُؤَلف أصولي مالكي وصلنا، بعد أن سلمه الله من عوادي المعتدين.

7 استقلال مقدمة ابن القصار عن غيرها من المؤلفات الأصولية، فلم يكن هذا العلق النفيس خادما لكتابه سبقه شرحا أو تعقيبا أو اختصارا، بل هو كتاب أصولي مستقل.



وقد طبعت مقدمة ابن القصار رحمه الله طبعات عدة:

- الطبعة الأولى: بتحقيق الأستاذ محمد بن الحسين السليماني، عن دار الغرب الإسلامي، وقد صدرت سنة 1996 بتاريخ النصارى.

- الطبعة الثانية: بتحقيق الدكتور مصطفى مخدوم، عن دار المعلمة للنشر والتوزيع، وصدرت عام 1420 الموافق 1999، وأصلها أطروحة ماجستير بإشراف الشيخ الدكتور أحمد محمود عبد الوهاب الشنقيطي حفظه الله، نوقشت سنة 1413، وأجيزت بتقدير ممتاز.

- الطبعة الثالثة: بتحقيق الدكتور أحمد البوشيخي، عن دار اللطائف للنشر والتوزيع، وهي نشرة متأخرة، صدرت عام 2012، وقد استفاد المحقق ممن سبقه.

ويجدر بي التنبيه إلى أن الباحث أحمد عبد السلام المغراوي حقق المقدمة مع عيون الأدلة في بحث جامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، وكما هي عادة البحوث الجامعة فقد بقيت حبيسة الرفوف إلى أن تنالها الأرضة، والله المستعان.



نماذج لعرضه للمسائل الأصولية:

المسألة الأولى: هل الأمر المطلق يفيد الوجوب؟

قال رحمه الله: "عند مالك رحمه الله أن الأوامر على الوجوب إذا تجردت ووردت من مفروض الطاعة. وقد احتج حيث سئل عن تَتْمِيمِ ما يدخل فيه من القُرَب بقوله عز وجل: ((وأتموا الحج والعمرة لله))، وبقوله: ((ثم أتموا الصيام إلى الليل)). والدليل على صحة ذلك هو أن المفروض الطاعة إذا قال لمن تلزمه طاعته: افعل، لم يعقل منه لا تفعل ولا ما في معناه، ولا توقف ولا ما في معناه، ولا أنت مخير ولا ما في معناه. فلم يبق إلا إيجاب الفعل وإنجازه من المأمور به فدل على أن الأوامر على الوجوب إذا تجردت عن القرائن التي تدل على الندب وغيره، والله أعلم" ([3]).

المسألة الثانية: في الأسباب الوارد عليها الخطاب:

قال رحمه الله: "ومذهب مالك رحمه الله قصر الحكم على السبب الذي خرج اللفظ عليه، متى خلا ما يدل على اشتراك ما تناوله اللفظ معه.

وحكي عن القاضي إسماعيل بن إسحاق رضي الله عنه أن الحكم للفظ دون السبب، قال: وذلك نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن بئر بضاعة وما يلقى فيها من الكلاب، فقال: (خلق الله عز وجل الماء طهورا لا ينجسه شيء إلا ما غيره)، فحكم للماء بأنه طهور جنسه، دون الماء الذي سئل عنه، فدل على أن كل ماء وصفه ما ذكره، لأن اللفظ يقتضي ذلك. والحجة له: أنه لما كان الموجب للحكم هو اللفظ دون السبب، وجب أن يكون هو المراعى دونه. والحجة للوجه الآخر وهو قول مالك رحه الله: هو أن السؤال يفتقر إلى الجواب، والجواب سبب السؤال، فقد صار كل واحد منهما سببا لصاحبه، لا بد منه، فلما كان السؤال مقصورا على سببه، كان الجواب كذلك، والله أعلم" ([4]). والحمد لله رب العالمين.

وجمعه الفقير إلى عفو ربه: حاتم بن محمد فتح الله


([1]) ترتيب المدارك: 2/100.

([2]) شجرة النور الزكية: 1/138.

([3]) المقدمة: 126، ط: البوشيخي.

([4]) المقدمة: 154، ط: البوشيخي.

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الحلقة 1-1.jpg‏
المشاهدات:	795
الحجـــم:	64.0 كيلوبايت
الرقم:	3919   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الحلقة 1-2.jpg‏
المشاهدات:	756
الحجـــم:	69.7 كيلوبايت
الرقم:	3920   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الحلقة 1-3.jpg‏
المشاهدات:	894
الحجـــم:	63.1 كيلوبايت
الرقم:	3921   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الحلقة 1-4.jpg‏
المشاهدات:	761
الحجـــم:	54.7 كيلوبايت
الرقم:	3922  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أصول الفقه،ابن القصار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013