منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Oct 2017, 07:04 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي [تفريغ خطبة جمعة] - عُلُوُ الهِمّة - لفضيلة الشّيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله -بتاريخ 22 من شهر اللّه المحرّم 1439 ه



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن الحمد لله نحمده ونستعينه،ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة.

عباد الله،إن قدر كل إنسان في هذه الدنيا،يكون على حسب همته،ومقاصده فيها،ولهذا أُمرنا أن نجعل همتنا همة عالية،وأن نترفع عن الهمم الدنيئة،وعن سفاسف الأمور وأراذلها،لقول نبينا عليه الصلاة والسلام،من حديث حسين بن علي رضي الله عنهما تعالى،صبط نبينا صلى الله عليه وسلم،أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها،ويكره سفاسفها.

إن الله يحب معالي الأمور أي:يحب الأخلاق الشريفة،والأعمال النبيلة التي تُكتب بها له الأجور والحسنات،والتي ترفع درجتها عند ربه جل في علاه،محابُ الله تبارك وتعالى،يجب على كل مؤمن أن يعرفها وأن يقف عليها،وأن يحققها في حياته،لأنه لا يسعى فيها إلا لأجل إرضاء ربه تبارك وتعالى،وإرضاؤه لا يتحقق إلا بتحقيق محابه،واجتناب مساخطه جل وعلا.

ربنا جل وعلا يحب معالي الأمور في كل شيء،ويكره في مقابل هذا سفاسفها أي دنيئها،سواء ما كان من الأخلاق التي بهذا الوصف،أو من الأعمال أو من الأحوال،التي يكون عليها الناس،في غالب شأنهم والله المستعان.

فالمؤمن مطالب، أن يجعل همته همة عالية في كل شيء في علمه وفي عمله، في أخلاقه وفي تصرفاته،ولهذا فإن الله تبارك وتعالى،دعانا لهذا في كتابه،والأدلة من كتاب الله جل وعلا،كثيرة في هذا الباب،بل إن جل ما أنزله الله عز وجل على قلب نبيه عليه الصلاة والسلام،إنما يصب في هذا الباب،ومن هذا قوله تبارك وتعالى،{ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران.

يأمرنا الله عز وجل بالمسارعة،المسارعة إلى فعل الخيرات،لا مجرد أن نأتيها أو نفعلها،بل أن نسارع إليها،وأن ننافس فيها غيرنا،ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى:{ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين.

يتنافسون في الخير،ويتسابقون إليه،ويتسابقون فيه،ماداموا في هذه الحياة،وإن هذه الهمة العالية،هي التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن في حياته،ورحم الله ابن القيم عليه رحمة الله،حيث يقول،وقبل هذا رضي الله تعالى عن أمير المؤمنين عن الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه،حيث يقول:لاتصغرن همتك فإني لم أرى أقعد للرجل من سقوط همته.

أي لا تجعل همتك صغيرة،وهمتك قصيرة،وهمتك ساقطة نازلة،ينبغي أن تجعل همتك عالية،فيما يحب الله جل وعلا ويرضى،وهذا حال المؤمن وهي حقيقته،في هذه الحياة،لذا قال القائل:

وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ عيباً كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

وهذا لسقوط همتهم،وهذا لضعفهم في هذا الباب،عيب كبير وشنيع،أن يترك،أو يقصر القادر على الفعل،والقادر على أن يكون فعله أفضل وأكمل،أن يُقصر في هذا الأمر،ولا يأتي منه إلا الشيء القليل، ورحم الله ابن القيم عليه رحمة الله تبارك وتعالى، إذ يقول في هذا الباب:لا بد للسالك من همة تُسيره وتُرقيه،وعلم يُبصره ويهديه.

وهذا منهج حياة،لابد للسالك وكل إنسان في هذه الحياة،إنما هو سالك،قد يكون في الخير وقد يكون في الشر،وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام،في بيان أصدق الأسماء،قال فيما صح عنه:أحب الأسماء إلى الله،عبد الله وعبد الرحمن،وأصدق الأسماء الحارث والهمام.

الحارث أي:الكاسب وكل إنسان كاسب في هذه الدنيا،والناس يتفاوتون في كسبهم،وفي اجتهادهم،على تحصيل هذا الكسب،منهم المُقلل ومنهم المُستكثر.

وكذلك الهمام،فما من إنسان إلا وهو يهم بشيء في هذه الدنيا،إما لخير وإما لغير ذلك،وإما أن تكون همته عالية،وإما أن تكون غير ذلك،ولهذا كان هذا الاسم،أي الهمام من أصدق الأسماء،لأنه واقع الإنسان وحقيقته،ولهذا فإنما أُمرنا في هذا الباب،أن نجعل هممنا عالية،وأن نجعل همومنا همًا واحدًا، هو همُّ الآخرة،كما صح هذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام،من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من جعل همومه هما واحدًا،همَّ الآخرة كفاه الله هموم الدنيا جميعا.

هذه الهموم التي تنغص على الناس حياتهم،والتي تجعلهم يعرضون عن ذكر ربهم والرجوع إليه في كل أحوالهم،وفي جميع أوقاتهم،فلو أننا حققناها وجمعنا هذه الهموم،فجعلناها همّا واحدا ألا وهو همّ الآخرة،بالدرجة الأولى وبالدرجة الأعظم،همُّ الآخرة.

هل تسعى في هذه الحياة لإرضاء ربك تبارك وتعالى،لتكون في الآخرة من الفائزين،وهذا لا يتحقق إلا بتحقيق الإيمان،والاستقامة على مقتضياته،من تحقيق تلك الصالحات من الأعمال،التي أمرنا الله عز وجل،أن نسارع إليها،وأن نتنافس فيها.

وإن الناظر في أحوال الناس،في أحوال الناس جميعا،من المتقدمين ومن المتأخرين،ممن لم نعايش منهم،وممن نعايشهم،أن مراتبهم وأن قدرهم،دائما وأبدا بحسب هممهم،سواء كانت في الخير،أو كانت في غير ذلك،يقول ابن القيم عليه رحمة الله في هذا الباب :لذة كل أحد على حسب قدره وهمته،وشرف نفسه،فأشرف الناس نفسا،وأعلاهم همة،وأرفعهم قدرا،من لذتهم في معرفة الله،ومحبته والشوق إلى لقائه.

هؤلاء أعلى الناس مرتبة،وأكثر الناس لذة،بأنعم ما فيها،وهؤلاء هم أعلى الناس همة.
وكذلك كان سلف هذه الأمة الكرام،كانت هممهم عالية في الخيرات،في العلم النافع وفي طلبه وتحصيله،وفي العمل الصالح،والاجتهاد فيه،والمداومة عليه بكل أنواعه،بفعل الطاعات،بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وبالإحسان إلى الغير،بالجهاد في سبيل الله،والله لقد كانوا على أحوال،لا يقدر عليها غيرهم من الناس.

جاء في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال:كان عمي أنس بن النضر رضي الله تعالى عنه،قد تخلف في غزوة بدر الكبرى،التي أعز الله فيها جنده،وأخزى أعدائه،هذه الغزوة التي كانت شرفا لأهلها ولمن شارك فيها،من أولئك الخيرة البررة،من أصحاب رسول الله،وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام في حقهم:وما يدريك لعل الله جل وعلا، قد اطلع على أهل بدر،فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

الله أكبر،عمل من الأعمال لهؤلاء الخيرة،من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان هذا قدره،وكان هذا ثوابه عند الله عز وجل،هذا الرجل العظيم الذي علم هذه الحقيقة،وتأسف من حاله لما تخلف فيها،لكنه قال:وعد-وعد الله عز وجل وما أخلف في وعده- قال بعد ذلك:لإن أحياني الله جل وعلا لغيرها،لينظرن ما أصنع.
أي ليعلم الله تبارك وتعالى، ما أصنع في هذه الغزوة أو في هذا القتال،فجاءت غزوة أُحد وجاء الوفاء،لهذا الصحابي الجليل،لما وعد به ربه تبارك وتعالى،فتقدم ونظر لأحد إخوانه،لسعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه،وقال يا سعد:والله إني أجد ريح الجنة دون أُحد.
إني والله لأشم رائحة الجنة دون هذا المكان،الذي نحن فيه،فتقدم ورفع رأسه إلى السماء وقال: لله عز وجل إني أبرأ إليك مما فعل هؤلاء،إني أعتذر إليك مما فعل هؤلاء،أي من إخوانه المهاجرين والأنصار،و أبرأ إليك مما فعل هؤلاء،أي من المشركين الذين يحاربون الله ورسوله،فتقدم يشق صفوف المشركين،فما رُئي بعد المعركة إلا قتيلا،وفيه بضع وثمانون ضربة بسيف،أو طعنة بسهم أو رمح،رضي الله تعالى عنه،وقد مثلَ به المشركون،وما عُرف إلا ببنانه رضي الله تعالى عنه،قال سعد وكان آخر من كلم،قال سعد:يا رسول الله والله إني لا أستطيع ولا أقدر على ما فعله،أي ما فعله أنس بن النضر رضي الله تعالى عنه.

هذه الهمة العالية،علو همتهم هو الذي دفعهم،إلى إرضاء ربهم تبارك وتعالى،والتقدم وعدم الزحف في ساحة القتال،لأجل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى،ومن أصحاب هذه الهمم العالية،في الطلب وتحصيله،عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه،حيث كان راعي غنم،لأبي المعيط في مكة،ثم أكرمه الله جل وعلا بالإسلام،وهداه الله تبارك وتعالى لطريقه،فكان من أئمة هذه الأمة،قال عن نفسه:ما أُنزلت سورة من القرآن أو آية من القرآن، إلا وأنا أعلم بها متى نزلت،وأين نزلت،وعلى أي حال نزلت،على النبي عليه الصلاة والسلام،ولو كنت أعلم أحدا أعلم مني بهذا لرحلت إليه،طلبا في علمه.

هذا الرجل الذي أمر النبي عليه الصلاة والسلام،أن يأخذوا القرآن عنه،هذا الرجل الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم:إذا حدثكم عبد الله فصدقوه.والمقصود به عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما.

همة عالية في الطلب ،كتلك الهمة التي كانت عند ابن عم رسول الله،حبر هذه الأمة وترجمان القرآن رضي الله تعالى عنه ،لما قُبض رسول الله وتوفاه الله تبارك وتعالى،جاءت هذا الرجل فكرة،ما راودت أحد من أصحاب رسول الله،فقال لأحد الأنصار ،تعالى بنا نطوف على أصحاب رسول الله،نجمع حديثه،فقال ذلك الأنصاري:ما يفعل الناس بحديثنا،وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،جميعا بين أظهرنا ؟
يعني من يلتفت إلينا ونحن صغار،شببا صغار وفينا أكابر رسول الله،فتركه وذهب في قصده،وسار على ما همَّ عليه من الخير ،من هذه الهمة العالية،أن يجمع حديث رسول الله،من أصحابه الأحياء،الذين مازالوا ومازال هو معهم،فأخذ يطوف عليهم،يروي عنهم حديث رسول الله ويحفظه،وكان ربما يأتي أحدهم في وقت قيلولة،ولا يريد إزعاجه،وهذا من التأدب بآداب نبيه عليه الصلاة والسلام،لأن هذا الوقت وقت عورة،فكان يتكأ على بابه،ويرمي عليه ردائه،حتى يستيقظ ذاك الصحابي،إذا خرج الصحابي قال:لو طلبتني يا ابن عم رسول الله لأتيتك،فيقول عبد الله رضي الله تعالى عنه:إنما أنا آتيك،ويأخذ عنه من حديث رسول الله.
حتى لما وفقه الله جل وعلا في هذا الباب،توفيقا عظيما،وجمع من أحاديث رسول الله،حتى بوَّأه الله جل وعلا منزلة في هذا الباب،وكان الناس يجتمعون حوله لأجل ذلك،يأخذون حديث النبي عليه الصلاة والسلام،لأن العلم عندهم قال الله، قال رسوله صلى الله عليه وسلم،فقال ذلك الأنصاري :والله إن هذا الفتى كان أعقل مني.كان أعقل مني ،لما همَّ بهذا الخير ،واجتهد فيه ووصل فيه إلى نهايته.

ولهذا ينبغي على كل مؤمن،أن تكون همته كذلك،سواء ما تعلق بأعمال الآخرة، التي يُتقرب بها إلى الله،أو سواء فيما يطلبه من ربه عز وجل،ويسأله من أنواع الخير.

وهذا ربيعة بن كعب الأسلمي رصي الله تعالى عنه،وكان يخدم رسول الله،قال:كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأتيته بوضوئه وحاجته - أي في الصباح أتاه بما يتوضأ به وبحاجته التي يحتاجها – فلما كان هذا الرجل يخدم النبي وهو أكرم الناس عليه الصلاة والسلام،قال:سَلْ ،يعني اسألني أمرا،أدعو به الله جل وعلا لك،قال :يا رسول الله،أسألك مرافقتك في الجنة،قال عليه الصلاة والسلام:أ ولك غيرها؟ قال لا يا رسول الله،ما عندي غيرها، أسألك أن أرافقك في الجنة فقط،فقال فداه أبي وأمي:أعني على نفسك بكثرة السجود.سأدعو الله لك لكن عليك بالعمل،عليك بالهمة العالية في العمل،حتى تبلغ هذا المُراد،وهو مُراد والله عظيم.

وجاء رجل كذلك،جاء أعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام،فيما يرويه أبو موسى الأشعري بسند صححه الشيخ الألباني،أن أعرابي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم،فأكرمه النبي، أي أعطاه،وقال له:إئتنا ،أي لا حرج إذا رجعت إلينا مرة أخرى،فرجع إليه ذلك الأعرابي،فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:سَلْ ؟سَلْ حاجتك ؟ قال:يا رسول الله،ناقة أركبها وأعنز أهلي تحلُبها.

قال:اريد ناقة أركبها وعنزات لأهلي وولدي،فقال النبي عليه الصلاة والسلام،يحث أصحابه،والأمة من بعدهم على علو الهمة،لا تجهل همتك في هذه الدنيا الدنيئة،ناقة تركبها وعنزة تحلبها،وأنت بين النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الذي إذا رفع يديه إلى السماء،لا ترد دعوته أبدا،همة قاصرة ضعيفة وهكذا الكثير من الناس،يبيعون دينهم لعرض من الدنيا قليل،وهكذا بعض المنتسبين إلى العلم وإلى الدعوة إلى الله جل وعلا،زعموا،يتسولون الناس ويتكففون ما عند الناس،من هذه الدنيا الدنيئة،هذا يطلب كذا،وهذا يطلب كذا،باسم مكانتهم الدينية أو العلمية،نعوذ بالله من الخذلان.

قال النبي عليه الصلاة والسلام،واسمعوا ما قال لهذا الرجل وللأمة من بعده:أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل،عجوز بني إسرائيل ما قصتها؟يقصها النبي عليه الصلاة والسلام،على أصحابه الكرام،في هذا المقام يقول:لما أراد موسى عليه السلام،أن يخرج من مصر ظل طريقه، ظل طريقه ما استطاع أن يخرج تاه،وهو عارف بالأرض والبلاد وطرقها،فقال:ماهذا ؟ قال من معه من بني إسرائيل من أهل مصر،قال إن الله جل وعلا عهد إلينا،أننا إذا خرجنا من مصر،أن نأخذ معنا عظام يوسف عليه السلام،لأنه كان مقبور فيها،فقال موسى عليه السلام:ومن يدلنا على قبره ؟ قالوا:عجوز هي الوحيدة التي تعرفه،فذهب إليها موسى عليه السلام،وسألها أن تدله على قبره،قالت: لا أدلك عليه،إلا إذا أعطيتني حُكما،قال: وما حُكمه؟ موسى عليه السلام،قالت :أن أكون من أهل الجنة هذا فقط.

فتريث موسى عليه السلام،لأن الأمر ليس له،وهذا أدب أنبياء الله جل وعلا مع ربهم،حتى أوحى الله إليه،أوحى الله إليه،أن يا موسى أعطها حُكما،فأعطاها حُكما،فدلتهم على القبر،فأخذوا عظامه فعرفوا طريقهم بعد ذلك.

نسأل الله تبارك وتعالى،أن يجعل همتنا كهمم هؤلاء،هذه الهمة التي لنا حديث متواصل عنها ،بإذن الله جل وعلا،نكمله في الخطبة القادمة.

والله نسأل أن يوفقنا،وأن يشرح صدورنا،وأن يلهمنا رشدنا،وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه،كما نسأله تبارك وتعالى،أن يُرنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه،وأن يُرنا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه،
إنه سميع مجيب.

أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
وسبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى

تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ

لم أستطع تحميل الصوتية بالمرفقات

مصدر الصوتية من هنا

http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21857


التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 14 Oct 2017 الساعة 08:04 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013