منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 16 Jul 2018, 12:24 AM
مكي المهداوي مكي المهداوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 5
افتراضي إسكات الكلاب العاوية ببيان بعض فضائل الصحابة والرد على من طعن على خال المؤمنين معاوية





إسكات الكلاب العاوية

ببيان بعض فضائل الصحابة والرد

على من طعن على خال المؤمنين معاوية

وإن شئت فقل: التضييق على الرافضي الزنديق

الحمد لله الذي جعل الحب فيه من أوثق عرى الإيمان، وشرع للخلف أن يستغفروا لمن سلف فقال ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المالك الديان، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:
فقد أجلب المرجفون من الروافض على أمة الاسلام بخيلهم ورجلهم ليضلوا من أنصت إلى أباطيلهم ونظر في كلامهم ببصر رأسه دون بصيرة فؤاده، مقتصرا في سمعه ونظره على عقله، راجعا إلى عاطفته محكما لهواه، مستقلا عن كتاب الله وسنة نبيه الأواه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن كانت هذه حاله كان حقيق على سهام الشر أن تصيب منه المقتل، فيصير إلى أحد أمرين أحلاهما مر، إما إلى رفض صريح، وإما إلى شك قبيح، قال بن عباس رضي الله عنهما:
ـ لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ـ.
ومن نظر في ما كان يصنعه أئمة الاسلام على جلالة قدرهم وفرط علمهم حين ما يلاقون أهل البدع والأهواء، ليجد من ذلك شيئا عجبا، قال أسماء بن عبيد: دخل على محمد بن سيرين رجلان من أهل الأهواء، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث.
قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله، قال: لا، لتقومان عني، أو لأقومن.
فخرجا فقال بعض القوم: وما كان عليك أن يقرأا عليك آية من كتاب الله تعالى.
قال: إني خشيت أن يقرأا علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي. أخرجه الدارمي.
كل ذلك منهم محافظة على سلامة دينهم، وصفاء قلوبهم، وفرارا من الشبه وأسبابها، وحرصا على إعمال نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم) وقال صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وسلكوا هذا السبيل أيضا نصحا للأمة خشية أن يصاب المسلم بشيء من شبههم وشرورهم، ولقد أجاد الإمام أبو محمد البربهاري حين ما جعل آخر العهد برسالته الحث على لزوم السنة، والنهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء فقال رحمه الله تعالى رحمة واسعة:
قال مالك بن أنس: من لزم السنة وسلم منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مات كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وإن كان له تقصير في العمل.
وقال بشر بن الحارث: الاسلام هو السنة والسنة هي الاسلام.
وقال الفضيل بن عياض: إذا رأيت رجلا من أهل السنة فكأنما أرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما أرى رجلا من المنافقين.
وقال يونس بن عبيد: العجب ممن يدعوا اليوم إلى السنة، وأعجب منه من يجيب إلى السنة فيقبل.
وكان بن عون يقول عند الموت السنة السنة، وإياكم والبدع حتى مات.
وقال أحمد بن حنبل: ومات رجل من أصحابي، فرئي في المنام، فقال قولوا لأبي عبد الله : عليك بالسنة، فإن أول ما سألني الله سألني عن السنة.
وقال أبو العالية: من مات على السنة مستورا فهو صديق.
ويقال: الاعتصام بالسنة نجاة.
وقال سفيان الثوري: من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها، يعني إلى البدع.
وقال داود بن أبي هند: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران: لا تجالس أهل البدع ، فإن جالستهم فحاك في صدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم.
وقال الفضيل بن عياض: من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة.
وقال الفضيل بن عياض: لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة.
وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الاسلام من قلبه.
وقال الفضيل بن عياض: إذا رأيت صاحب بدعة في طريق فجز في طريق غيره.
وقال الفضيل بن عياض: من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام، ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط من الله حتى يرجع.
وقال الفضيل بن عياض: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
وقال الفضيل بن عياض: إذا علم الله من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله، ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا، ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا، ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر، ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مئة درجة.
فلا تكن تحب صاحب بدعة في الله أبدا. ا.هـ
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في كتابه عون الباري معلقا على كلام الفضيل بن عياض رحمه الله وهو قوله:
آكل مع يهودي ونصراني، ولا آكل مع مبتدع، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
قال الشيخ: هذا كله بغضا للبدع وتنفيرا منها وهي حرية والله بالبغض والتنفير.
ووجهة نظره والله أعلم أن اليهودي كفره ظاهر، ما ينخدع به المسلم، أما المبتدع عنده علم، فقد ينخدع به صاحب السنة، لا سيما إذا كان هذا المبتدع متعبدا، وقد انخدع بهذا الصنف بعض العلماء مثل عبد الرزاق الصنعاني والبيهقي بابن فورك الأشعري، وأبو ذر الهروي انخدع بالباقلاني، فدخل في مذهب الأشاعرة ثم صار يدعو إلى هذا المذهب، وانتشر في المغرب بسببه، وكان أهل المغرب قبل دعوته هذه كانوا على عقيدة أهل السنة. ا.هـ
قال جامعه عفا الله عنه:
رحم الله أئمة السلف سابقهم ولاحقهم ما كان أبصرهم، لقد وقع في هذه الأمة والله ما كانوا يحذرون ويحذرون، فصارت تقرع آذاننا بين الفينة والفينة شبه أعدائنا على ألسن أبنائنا، والله المستعان.
لقد أشربت قلوب كثير من الناس سم الرفض والزندقة في هذه البلاد الطيبة، بعد أن كانت على عهد غير بعيد لا تعرف إلا حب الصحابة وتبجيلهم والترضي عنهم، حتى ابتلينا بما يسمى بأجهزة الإعلام والتواصل الاجتماعي، فألفى فيها نصرة الباطل وأربابه خير وسيلة يدخل بها إلى بيوت المسلمين ومنها إلى قلوبهم، فترعرع في كنفها وتحت خصرها جراء الشيعة الروافض قبحهم الله، فرضعوا ثدي اليهودية الثمعاء، وتمسكوا بسبب الخبيث الأكبر عبد الله بن سبأ اليهودي المنافق، من ألب الناس على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسعى في قتله وغلا في علي رضي الله عنه فألهه، وقال بالوصية والرجعة، وسن للناس الخروج على أمرائهم وولاة أمورهم، وجرأ أتباعه على سب خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
فأول من ابتدع الرفض كان منافقا زنديقا، يقال له: عبد الله بن سبأ فأراد بذلك إفساد دين المسلمين، كما فعل ((بولص)) صاحب الرسائل التي بأيدي النصارى، حيث ابتدع لهم بدعا أفسد بها دينهم، وكان يهوديا فأظهر النصرانية نفاقا فقصد إفسادها، وكذلك كان بن سبأ يهوديا فقصد ذلك، وسعى في الفتنة لقصد إفساد الملة، فلم يتمكن من ذلك، لكن حصل بين المؤمنين تحريش وفتنة قتل فيها عثمان رضي الله عنه، وجرى ما جرى من الفتنة، ولم يجمع الله ولله الحمد هذه الأمة على ضلالة، بل لا يزال فيها طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة، كما شهدت بذلك النصوص المستفيضة في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ا.هـ من مجموع الفتاوى.
وقال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل:
أ ـ السبائية
وهم أتباع عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي رضي الله عنه أنت أنت ، يعني أنت الإله، فنفاه إلى المدائن وزعموا أنه كان يهوديا فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن النون وصي موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه. وهو أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه. ومنه انشعبت أصناف الغلاة.
زعم أن عليا حي لم يمت، ففيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن يستولي عليه، وهو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسمه: وأنه سينزل إلى الأرض بعد ذلك فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وإنما أظهر بن سبأ هذه المقالة بعد انتقال علي رضي الله عنه واجتمعت عليه جماعة، وهو أول فرقة قالت بالتوقف، والغيبة، والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه. انتهى بتصرف يسير
قال جامعه عفا الله عنه:
فهذا سلف الروافض، وأما خلفهم، فهم الذين جروا على المسلمين أنواع الشرور والويلات، وادخلوا عليهم أعدائهم من اليهود والنصارى ومكنوا لهم في أرضهم ودلوهم على نقاط ضعفهم وعوراتهم، ومن كانت له أدنى أثارة من علم التاريخ ليجد فيه صدق ما نقول، من ذكر مخازي الروافض عبر التاريخ، وأما حاضرهم فلا يخفى إلا على أعمى البصر والبصيرة، من ذلك ما فعلوه بأهل العراق، وما يفعلونه بأهل اليمن وسوريا وغيرهما.
واعلموا يا أهل اهل الإسلام عامة، ويا أهل الجزائر خاصة، أن الروافض يسعون في نشر الفتن بين المسلمين سعيا حثيثا، ويبثون بينهم الرذيلة تبثيثا، وأعظم ذلك صرف الناس عن عقيدة السلف الكرام رضي الله عنهم، ومن جملة ما وقعوا فيه من المخالفات:
ـ1ـ القول بألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة بعده.
ـ2ـ الطعن على رسل الله من الملائكة والبشر، فيقولون جبريل أمر بتأدية الرسالة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فذهب بها إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون في حق النبي صلى الله عليه وسلم أخطأت يا محمد إذ لم توصي لعلي رضي الله عنه.
ـ3ـ الطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالطعن على أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهن.
ـ4ـ تكفيرهم لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، الذين مدحهم الله في كتابه واصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ5ـ قولهم بجواز المتعة التي حرمها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأبشر يا من اغتررت بشبه القوم، أنك في يوم من الأيام ستجد زوجتك أو ابنتك أو أختك تحت رافضي خبيث قائمة على ما حرم الله ورسوله ولا حق لك في الإنكار، لأن ذلك من الدين زعموا، قبح الله الروافض ومن تابعهم ودان دينهم.
وليس هذا على سبيل الاستيفاء والتحقيق، وإنما أردنا البيان والتنبيه على سواء الطريق، وجزى الله مشايخ الجزائر الفضلاء، على ما يقومون به من رد كيد الروافض المبطلين، وعلى رأس هؤلاء الفضلاء فضيلة شيخنا الشيخ محمد علي فركوس والشيخ لزهر، وغيرهم من إخوانهم حفظ الله الجميع.
واعلموا يا أهل الإسلام أن حلق شر الروافض قد استحكمت في هذه الأزمان، إذ صار لابن السوداء خلفاء يدينون بدينه، ويسيرون على منهجه، وينصرون دعوته، ولقد صدق أبو الطيب حينما قال:
مات كلب في البرية *** فاسترحنا من عواه
خلف الملعون جروا *** فاق في النبح أباه
وإن ممن خلف بن السوداء في هذه البلاد الطيبة هذا المسمى كذبا وزورا ـ الصادق سلايمية ـ ولقد صدق شيخنا الشيخ أبو عبد الله الأزهر حفظه الله حينما قال: ـ الكاذب لا سلمه الله ـ.
وذلك أن الناظر في كلام هذا الهالك الخبيث، ليدرك أنه تجرع قيئ بن سلول ثم قاءه وقد اشتد خبثه، حيث قال قبحه الله ـ رجل بوتفليقة خير من وجه معاوية ـ فيا لله العجب!؟ أيقال هذا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلد يدين بالإسلام !؟ فإلى الله المشتكى.
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
وبهذا وأمثاله، يتبين أن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة، بل هم من أعظم الطوائف كذبا وجهلا ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد، كما دخل فيهم النصيرية، والإسماعيلية وغيرهم، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه، فهم كما قال فيهم الشعبي ـ وكان من أعلم الناس بهم ـ: لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما. انتهى من مجموع الفتاوى
والتوجه والتوجيه في هذه العجالة إلى أولئك المذبذبين المخدوعين الذين يحسنون الظن بالروافض ويحسبونهم على شيء، ويطعنون بجهل على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأسباب منها:
ـ1ـ ما هم عليه من الجهل بتاريخ الإسلام والمسلمين.
ـ2ـ دراسة وأخذ كل ما ورد في كتب التاريخ من غث وسمين.
ـ3ـ الجهل بفضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ـ4ـ الجهل بما يجب على المسلمين تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ5ـ الخوض فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم.
ـ6ـ ما ورثه التمثيل المحرم ( فلم الرسالة) من بغض آل أبي سفيان رضي الله عنه.
ـ7ـ ما سوده سيد قطب في تنقص آل أبي سفيان رضي الله عنه.
ـ8ـ ما تداوله الناس من التشكيك في صحة إسلام معاوية رضي الله عنه.
فصل:
في تعريف التاريخ وبعض فوائد العلم به
قال أبو المظفر في مرآة الزمان:
وقال أبو نصر الجوهري في الصحاح: التأريخ تعريف الوقت، والتوريخ مثله، وأرخت الكتاب بيوم كذا، وورخته بمعنى، قال: والإراخ بقر الوحش. رواه بالكسر
قلت وقد فرق الأصمعي بين اللغتين، فقال: بنو تميم يقولون ورخت الكتاب توريخا، وقيس تقول أرخته تأريخا.
وقال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب في كتاب الخراج له: إن تاريخ كل شيء آخره، فيؤرخون بالوقت الذي فيه حوادث مشهورة.
وقال بن عباس: قد ذكر الله التاريخ في كتابه فقال:( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) حدثنا عبد الوهاب المقرئ بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأل معاذ بن جبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم و يستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان على حال واحد، فنزل ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس ) أي في دينهم وصومهم وفطرهم، وعدة نسائهم، والشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم.
وقال قتادة في تفسير الآية: جعلها الله تعالى مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وحجهم ومناسكهم وعدد نسائهم وغير ذلك، والله أعلم بما يصلح خلقه. ا.هـ
قال جامعه عفا الله عنه:
ويترتب على معرفة التاريخ أمور كثيرة منها:
ـ1ـ بيان كذب وبطلان ما ادعته اليهود والنصارى من أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يهوديا أو نصرانيا وذلك في قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما أنزلت التورات والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون).
قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: وفيها أيضا حث على علم التاريخ، وأنه طريق لرد كثير من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف ما علم من التاريخ. ا.هـ.
ـ2ـ تمييز الناسخ من المنسوخ قال تعالى ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) ولا يتسنى للناس معرفة ذلك وتمييزه إلا بمعرفة التاريخ، والنسخ في اصطلاح الأصوليين هو: رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه. قال الحكمي في لاميته
النسخ رفع لحكم كان أثبته ***شرعا بنص خطاب بعد منفصل
فقد يجيء مزيلا أو إلى بدل *** يكون أغلظ أو أخف ذا البدل
ـ3ـ معرفة درجة الحديث والحكم عليه صحة وضعفا، لا يتسنى ذلك إلا بمعرفة طبقات المحدثين وتواريخهم، وهذا بمعرفة التاريخ أيضا، قال الحافظ العراقي في ألفيته:
ووضعوا التاريخ لما كذبا *** ذووه حتى بان لما حسبا
قال سفيان الثوري رحمه الله: بالتاريخ يتبين كذب الروات من صدقهم.
وقال حفص بن غياث: إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين، احسبوا سنه وسن من كتب عنه.
ودونك مثالا على ذلك، قال عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله كما في آثاره:
ولكننا مع ذلك نعلم أن ما كتبه ذلك الفاضل خطأ، لأن الإمام أحمد توفي سنة 241، وابن أبي الموت له ترجمة في لسان الميزان، وفيها ما لفظه: وأرخ بن الطحان في ذيل الغرباء، وفاته في ربيع الآخر سنة 351 بمصر، وعاش تسعين سنة، فعلى هذا يكون مولده سنة 260، أي بعد وفاة الإمام أحمد بن حنبل بنحو عشرين سنة، فكيف يحمل قوله: قال لنا أحمد على الإمام أحمد بن حنبل ؟
ـ4ـ الحكم على المتهمين بصحة أو ببطلان ما قيل فيهم، بالنظر في تاريخ المدعي، كما في قصة افتراء بن بطوطة على شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، فدافع عنه وبرأه مما رمي به من القول بالتشبيه الحافظ الكبير بن رجب الحنبلي وذلك بالرجوع إلى التاريخ، حيث ذكر أن تأريخ سماع بن بطوطة كان شيخ الإسلام قد سجن قبله بنحو شهر من سجنه الذي مات فيه.
قال حماد بن زيد: لم يستعن على الكذابين بمثل التاريخ.
ـ5ـ الاعتبار بالنظر في أخبار من قد خلا قال تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لألي الألباب ما كان حديثا يفترى ) وأخبار من خلا قبلنا لا شك ولا ريب أنها من جملة التاريخ إن لم تكن هي التاريخ بعينه.
ـ6ـ النظر فيما قصه الله علينا في كتابه من تاريخ الرسل عليهم السلام وما كان بينهم وبين أقوامهم، سبب يثبت الله به من يشاء من عباده قال الله تعالى: ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين)
فصل:
هذا وليعلم أنه يجب التثبت في تحمل وأداء التاريخ لعموم قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ومن السنة ما جاء في مقدمة الإمام مسلم وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، وقوله صلى الله عليه وسلم: وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
قال الإمام السخاوي في فتح المغيث:
وقد روى الثوري عن حبيب بن أبي ثابت أنه قال: من روى الكذب فهو الكذاب، ولذا قال الخطيب: يجب على المحدث أن لا يروي شيئا من الأخبار المصنوعة، والأحاديث الباطلة الموضوعة، فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين ودخل في جملة الكذابين.
وكتب البخاري على حديث موضوع: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل. ا.هـ
وقال الإمام القحطاني في نونيته:
لا تقبلن من التوارخ كلما *** جمع الرواة وخط كل بنان
إرو الحديث المنتقى عن أهله *** سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعطاء ومالك *** والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد *** فمكانه فيها أجل مكان
تنبيه:
هذا إذا كان الأمر واسع وهو في غير ما نحن بصدد بيانه من الكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، أما إن كان من ذلك، فلا تنبغي روايته وإن صح، قال الإمام الذهبي في السير:
كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم، رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاءه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم.
وكتمان ذلك متعين على العامة، وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله تعالى. ا.هـ
وهذه نصيحة غالية من علم من أعلام هذه الأمة وحافظ من حفاظها، قد غفل عنها كثير من الناس حتى وقع في هذا المحذور الشرعي بعض طلاب العلم، فليتنبه لهذا.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
فصل:
في بيان بعض فضائل الصحابة رضي الله عنهم
واعلم يا طالب الحق ألهمنا الله وإياك رشدنا أن السلف رحمهم الله جعلوا لبيان هذا الأصل أجزاء مفردة فيما كتبوه في بيان عقيدتهم وما يدينون به لله تبارك وتعالى، وجعلوا هذا من أهم ما يعلمه أهل الإسلام، قال بن عبد البر المالكي كما في الاستيعاب: ولا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أوكد علم الخاصة، وأرفع علم أهل الخبر، وبه ساد أهل السير، وما أظن أهل دين من الأديان إلا وعلمائهم معتنون بمعرفة أصحاب أنبيائهم، لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته. ا.هـ
قال الله تعالى: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) وقوله تعالى: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) وقوله تعالى: ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) وقوله تعالى: ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى)
وقوله تعالى: ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) وقوله تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ).
وأما من السنة فقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة. وقال صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وجاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم يغزوا فئام من الناس فيقولون: هل فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم، ثم يغزوا فئام من الناس فيقولون: هل فيكم من صحب من صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ هل فيكم من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم، ثم يغزوا فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صحب من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ هل فيكم من رأى من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون نعم فيفتح لهم. قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: وفي بعض الطرق يذكر في الطبقة الرابعة كذلك.
وجاء في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وجاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.
ولهما من حديث البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.
وغيرها كثير، لا يكاد يحصى إلا بالكلفة، وإنما أردنا في هذه العجالة ذكر شيء منها، فإن الموفق يهتدي من دليل، والمخذول لا ينصاع ولو كثر التنصيص والتدليل قال الله تعالى: (ولو أتيت الذين كفروا بكل آية ما تبعوا قبلتك)، وأما ما جاء عن الأئمة الكرام في بيان فضائل الصحابة رضي الله عنهم فحدث ولا حرج.
قال ابن عمر: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة، خير من عمل أحدكم أربعين سنة.
وفي رواية لوكيع: خير من عبادة أحدكم عمره.
قال الحافظ بن حجر ذاكرا ما يدل على ذلك: فمن ذلك ما قرأت في كتاب أخبار الخوارج من تأليف محمد بن قدامة المروزي ـ ثم ذكر سنده إلى أن قال: عن نبيح العنزي عن أبي سعيد الخدري ـ
قال: كنا عنده، وهو متكئ، فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى أبو سعيد الخدري جالسا، فذكر قصته حينما كان في رفقة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها أبو بكر ورجل من الأعراب.
إلى أن قال أبو سعيد: ثم رأيت ذلك البدوي أتي به عمر بن الخطاب، وقد هجا الأنصار، فقال لهم عمر: لولا أن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ما أدري ما نال فيها ـ لكفيتكموه. انتهى من شرح أصول السنة للشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام وغيرهم ـ من مسلمة الفتح ـ مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين، ودخلوا في قوله تعالى ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين)، وكانوا من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورماها بالمنجنيق، وشهدوا النصارى بالشام وأنزل الله فيها سورة براءة وهي غزوة العسرة التي جهز فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه جيش العسرة بألف بعير في سبيل الله تعالى فاعوزت وكملها بخمسين بعيرا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم، وهذا آخر مغازي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيها قتال.
وقد غزا النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين غزاة بنفسه ولم يكن القتال إلا في تسع غزوات، بدر، وأحد، وبني المصطلق، والخندق، وذي قرد، وغزوة الطائف، وأعم جيش جمعه النبي صلى الله عليه وسلم كان بحنين والطائف، وكانوا اثنى عشر ألفا، وأعظم جيش غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم جيش تبوك فإنه كان كثيرا لا يحصى غير أنه لم يكن فيه قتال.
وهؤلاء المذكورون دخلوا في قوله تعالى ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ) فإن هؤلاء الطلقاء مسلمة الفتح هم ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل، وقد وعدهم الله الحسنى، فإنهم أنفقوا بحنين والطائف وقاتلوا فيهما رضي الله عنهم.

وهم أيضا داخلون في من رضي الله عنهم حيث قال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) فإن السابقين هم الذين أسلموا قبل الحديبية كالذين بايعوه تحت الشجرة، الذين أنزل الله فيهم ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )، كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وكلهم من أهل الجنة، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، وكان فيهم حاطب بن أبي بلتعة، وكانت له سيئات معروفة مثل مكاتبته للمشركين بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وإساءته إلى مماليكه، وقد ثبت في الصحيح أن مملوكه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله يا رسول الله لا بد أن يدخل حاطب النار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كذبت إنه شهد بدرا والحديبية.
وثبت في الصحيح، أنه لما كتب إلى المشركين يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، أرسل علي بن أبي طالب والزبير إلى المرأة التي كان معها الكتاب، فأتيا بها فقال: ما هذا يا حاطب؟
فقال والله يا رسول الله ما فعلت ذلك ارتدادا عن ديني، ولا رضيت بالكفر بعد الإسلام، ولكن كنت امرأ ملصقا في قريش، لم أكن من أنفسهم، وكان ممن معك من أصحابك لهم قرابات يحمون بها أهاليهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، فقال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد شهد بدرا، وما يدريك أن الله قال: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم.
وفي هذا الحديث بيان أن الله يغفر لهؤلاء السابقين ـ كأهل بدر والحديبية ـ من الذنوب العظيمة، بفضل سابقتهم، وإيمانهم، وجهادهم، ما لا يجوز لأحد أن يعاقبهم بها، كما لم تجب معاقبة حاطب مما كان منه.
وهذا مما يستدل به على أن ما جرى بين علي وطلحة والزبير ونحوهم، فإنه إما أن يكون اجتهادا لا ذنب فيه، فلا كلام. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر.
وإن كان هناك ذنب فقد ثبت أن هؤلاء رضي الله عنهم وغفر لهم ما فعلوه، فلا يضرهم ما وقع منهم من الذنوب إن كان قد وقع ذنب، بل إن وقع من أحدهم ذنب كان الله محاه بسبب قد وقع، من الأسباب التي يمحص الله بها الذنوب، مثل أن يكون قد تاب فيتوب الله عليه، أو كانت له حسنات تمحوا السيئات، أو يكون قد كفر عنه ببلاء ابتلاه به، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا غم، لا حزن ولا أذى، إلا كفر الله من خطاياه.
وأما من بعد هؤلاء السابقين الأولين، وهم الذين أسلموا بعد الحديبية، فهؤلاء دخلوا في قوله تعال: ( وكلا وعد الله الحسنى ) وفي قوله تعالى ( والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )، وقد أسلم قبل فتح مكة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة الحجبي وغيرهم. وأسلم بعد الطلقاء أهل الطائف وكانوا آخر الناس إسلاما، وكان منهم عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم على أهل الطائف وكان من خيار الصحابة مع تأخر إسلامه.
فقد يتأخر إسلام الرجل ويكون أفضل من بعض من تقدمه بالإسلام كما تأخر إسلام عمر فإنه يقال إنه أسلم تمام الأربعين وكان ممن فضله الله على كثير ممن أسلم قبله، وكان عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، أسلموا قبل عمر على يد أبي بكر وتقدمهم عمر.
وأول من أسلم من الرجال الأحرار البالغين أبو بكر، ومن الأحرار الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن النساء خديجة أم المؤمنين وهذا باتفاق أهل العلم.
وقد قال الله تعالى: ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) إلى قوله تعالى ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم أولئك منكم ) فهذه عامة، وقال تعالى ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )
فهذه الآية والتي قبلها تتناول من دخل فيها بعد السابقين الأولين إلى يوم القيامة، فكيف لا يدخل فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به وجاهدوا معه؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) فمن كان قد أسلم من الطلقاء وهجر ما نهى الله عنه كان له معنى هذه الهجرة، فدخل في معنى قوله تعالى: ( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) كما دخل في قوله تعالى: ( وكلا وعد الله الحسنى ) وقد قال تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) فهذا يتناول الذين آمنوا مع الرسول مطلقا.
وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح وغيرها من غير وجه أنه قال: خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
وثبت عنه في الصحيح أنه كان بين عبد الرحمن وبين خالد كلام، فقال: يا خالد، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، قال ذلك لخالد ونحوه، ممن أسلم بعد الحديبية، بالنسبة إلى السابقين الأولين.
يقول: إذا أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصف مده.
وهؤلاء الذين أسلموا بعد الحديبية دخلوا في قوله تعالى ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) بهذه المنزلة. ا.هـ مجموع الفتاوى
قال جامعه عفا الله عنه:
وما هذا إلا بعض مجمل ما جاء في حق الصحابة الكرام، ومن أراد أن يطلع على سير القوم فليرجع إلى ما ألف في بيان تراجمهم و فضائلهم، وجهادهم في سبيل إعلاء كلمة الله، رضي الله عنهم، وهو كثير والحمد لله مثل: (فضاءل الصحابة للإمام أحمد)، و(الاستيعاب) لابن عبد البر رحمه الله، و(كتاب السير) للإمام الذهبي رحمه الله، و(الإصابة) للحافظ بن حجر رحمه الله، وكتاب (البداية والنهاية) لابن كثير، و(كتاب التاريخ الكبير) للإمام البخاري و(كتاب فضائل الصحابة من صحيحه) رحمه الله، وغيرهم مما هو مجموع مقيد في هذا الباب.
فصل:
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى:
والصحبة اسم جنس تقع على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم قليلا أو كثيرا، لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك. ا.هـ
قال جامعه عفا الله عنه:
فمن حسن إسلامه وصحت صحبته بحيث لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، فله مال لأصحاب رسول الله، من الحب ورفعة القدر، والدعاء له، وصيانة عرضه، والإمساك عما بدر منه، وعدم الخوض فيما شجر بينه وبين إخوانه، وأنهم يدورون بين الأجر والأجرين، فالمصيب له أجران، أجر الاجتهاد وأجر الاصابة والمخطئ له أجر الاجتهاد، وليس في الخطأ أجر، قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
وهذا مما يستدل به على أن ما جرى بين علي وطلحة والزبير ونحوهم، فإنه إما أن يكون اجتهادا لا ذنب فيه، فلا كلام. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر.
وإن كان هناك ذنب فقد ثبت أن هؤلاء رضي الله عنهم وغفر لهم ما فعلوه، فلا يضرهم ما وقع منهم من الذنوب إن كان قد وقع ذنب، بل إن وقع من أحدهم ذنب كان الله محاه بسبب قد وقع، من الأسباب التي يمحص الله بها الذنوب، مثل أن يكون قد تاب فيتوب الله عليه، أو كانت له حسنات تمحوا السيئات، أو يكون قد كفر عنه ببلاء ابتلاه به، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا غم، ولا حزن ولا أذى، إلا كفر الله من خطاياه.
قال الإمام المزني رحمه الله كما في شرح السنة:
ويقال بفضلهم، ـ أي الصحابة ـ ويذكرون بمحاسن أفعالهم، ونمسك عن الخوض فيما شجر بينهم، فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم، ارتضاهم الله عز وجل لنبيه، وجعلهم أنصارا لدينه، فهم أئمة الدين، وأعلام المسلمين رضي الله عنهم أجمعين. ا.هـ
وقال أبو عثمان الصابوني في شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث:
ويرون ـ أي أهل السنة ـ الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم، ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم. ا.هـ
وقال الإمام القحطاني في نونيته:
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى *** بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم *** وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كلما *** تحوي صدورهم من الأضغان
وقال أبو نعيم: فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه، ولا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي صحابته رضي الله عنهم، بل وسوء طويته في الاسلام والمسلمين.
قال الحافظ بن الحافظ أبو بكر بن أبي داود السجستاني رحمه الله في حائيته:
وقل خير قول في الصحابة كلهم *** ولا تك طعانا تعيب وتجرح
فقد نطق الوحي المبين بفضلهم *** وفي الفتح آي للصحابة تمدح
قال أبو زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون ـ يعني الزنادقة ـ أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة. ا.هـ
و قال مالك بن أنس: من لزم السنة وسلم منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مات كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وإن كان له تقصير في العمل.
وقال رحمه الله: الذين يسبون الصحابة أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، قدحوا في أصحابه. ا.هـ
فصل: في التعريف بمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
وبيان شيء من فضائله ومناقبه
قال المؤرخ الكبير والناقد النحرير الحافظ العماد بن كثير رحمه الله تعالى:
هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، أبو عبد الرحمن، خال المؤمنين، وكاتب وحي رسول رب العالمين، وأمه هند بنت عتبة ربيعة بن عبد شمس.
أسلم معاوية عام الفتح، وروي عنه أنه قال: أسلمت يوم القضية، ولكن كتمت إسلامي من أبي ثم علم بذلك فقال لي: هذا أخوك يزيد، وهو خير منك على دين قومه. فقلت له: لم آل نفسي جهدا.
قال معاوية: ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به، ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي، فجئته فرحب بي، وكتبت بين يديه.
قال الواقدي: وشهد معه حنينا، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها له بلال، وشهد اليمامة، وزعم بعضهم أنه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب، حكاه بن عساكر. وقد يكون له شرك في قتله، وإنما الذي طعنه وحشي وجلله أبو دجانة سماك بن خرشة بالسيف.
وكان أبوه من سادات قريش في الجاهلية، وتفرد فيهم بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم حسن بعد ذلك إسلامه، وكانت له مواقف شريفة، وآثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله وما بعده.
وصحب معاوية رسول الله، وكتب الوحي بين يديه مع الكتاب، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
وقال رحمه الله:
وروى الإمام أحمد ومسلم والحاكم في مستدركه من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي حمزة عمران بن أبي عطاء، عن بن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول الله قد جاء فقلت: ما جاء إلا إلي. فاختبأت على باب، فجاءني فحطأني حطأة ثم قال: اذهب فادع لي معاوية. وكان يكتب الوحي، قال: فذهبت فدعوته له، فقيل إنه يأكل، فأتيت رسول الله فقلت: إنه يأكل. فقال: اذهب فادعه. فأتيته ثانية فقيل: إنه يأكل. فأتيت رسول الله فأخبرته، فقال: في الثالثة لا أشبع الله بطنه. قال: فما شبع بعدها.
ثم قال رحمه الله: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة. فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك.
ثم قال رحمه الله تعالى: ثم روى ـ أي بن عساكر ـ من طريق الطبراني، عن أبي زرعة، عن أبي مسهر، عن سعيد، عن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا مهديا، واهده واهد به. انتهى من البداية والنهاية
وقال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
ومعاوية أظهر إسلاما من غيره، فإنه تولى أربعين سنة، عشرين سنة نائبا لعمر وعثمان، مع ما كان في خلافة علي رضي الله عنه، وعشرين سنة مستوليا، وأنه تولى سنة ستين، بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين سنة، وسلم إليه الحسن بن علي رضي الله عنهما الأمر عام أربعين، الذي يقال له عام الجماعة، لاجتماع الكلمة وزوال الفتنة بين المسلمين.
وهذا الذي فعله الحسن رضي الله عنه مما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظمتين من المسلمين، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم مما أثنى به على ابنه الحسن ومدحه على أن أصلح الله تعالى به بين فئتين عظمتين من المسلمين، وذلك حين سلم الأمر إلى معاوية، وكان قد سار كل منهما إلى الآخر بعساكر عظيمة.
فلما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بالإصلاح وترك القتال، دل على أن الإصلاح بين تلك الطائفتين كان أحب إلى الله تعالى من فعله، فدل على أن الاقتتال لم يكن مأمورا به، ولو كان معاوية كافرا لم تكن تولية كافر وتسليم الأمر إليه مما يحبه الله ورسوله، بل دل الحديث على أن معاوية وأصحابه كانوا مؤمنين، كما كان الحسن وأصحابه مؤمنين، وأن الذي فعله الحسن كان محمودا عند الله تعالى محبوبا مرضيا له ولرسوله.
وهذا كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: تمرق مارقة على حين فرقة من الناس، فتقتلهم أولى الطائفتين بالحق، وفي لفظ: فتقتلهم أدناهم إلى الحق. فهذا الحديث الصحيح دليل على أن كل الطائفتين المقتتلتين علي وأصحابه، ومعاوية وأصحابه على حق، وأن عليا وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه.
وقال رحمه الله:
فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم كما أمر غيره، وجاهد معه، وكان أمينا عنده يكتب له الوحي، وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته. انتهى من مجموع الفتاوى
وجاء في كتاب خطب القرعاوي المنبرية:
قال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي حكيم، أنه كان سيافا لمعاوية، فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة ـ أي حديث: أن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم .... الحديث ـ فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هكذا، فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاء شديدا، حتى ظننا أنه هالك. وقلنا: قد جاء هذا الرجل بشر. ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه، وقال: صدق الله ورسوله: ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ).
وذكر رزين رواية أتم من هذه بتقديم وتأخير، وزاد في آخرها ُثم تعوذ بالله من النار، وتلا: ( أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ). ا.هـ بتصرف
وقال الكلوذاني رحمه الله تعالى في داليته في السنة:
ولابن هند في الفؤاد محــبة *** ومودة فليـــرغمن مفـندي
ذاك الأمين المجتبى لكتابة ال *** وحي المنزل ذي التقى والسؤدد
قال جامعه عفا الله عنه:
وبناء على ما هو مقرر عند أهل السنة كما سلف، من أن معاوية رضي الله عنه صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز تنقصه ولا سبه، ويجب حبه وموالاته، ويجب الكف عما بدر منه، والاستغفار له، ولإخوانه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كما أمرنا ربنا في كتابه الكريم في قوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا)، فمن انتقصه فهو زنديق مبتدع ضال لا كرامة له.
قال الإمام أحمد: رحمه الله كما في أصول السنة: ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أبغضه بحدث كان منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما. ا.هـ
فصل:
في بيان ما رامه سيد قطب من تنقص معاوية وعمرو رضي الله عنهما
لقد تشابهت قلوب أهل البدع والأهواء في النيل من هذا الصحابي الجليل فها هو صنم الإخوان المفلسين وسيد القطبيين التكفيريين، سيد قطب يشهر سلاح الجهالة في وجه الشريعة الغراء، ليوضع خلال المسلمين الفتنة، ويصد أتباعه عن سبيل السلف الكرام، إما بجهل وإما بعلم، وعلى كل حال فإن الخطأ لا يقر، وإنما يبين ويرد على أهله ولو كانوا من خيرة الناس، فضلا على أن يكونوا في مثل منزلة سيد قطب، في جهله وتخبطه، ومن ذلك قوله في كتابه كتب وشخصيات ص (242):
إن معاوية وزميله عمرا لم يغلبا عليا، لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.
وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.
ثم يقول في صفحة (243): فلقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس، ولو قد قدر لعلي أن ينتصر لكان انتصاره فوز الروح الإسلامية الحقيقية، الروح الحقيقية العادلة المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال.
ثم يقول: لقد تكون رقعة الإسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده ولكن روح الإسلام قد تقلصت، وهزمت، بل انطفأت، فأن يهش إنسان لهزيمة الروح الإسلامية الحقيقية في مهدها، وانطفاء شعلتها بقيام الملك العضود فتلك غلطة نفسية وخلقية لا شك فيها.
على أننا لسنا في حاجة يوما من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية، فهي جزء من طبائع الناس عامة، وإنما نحن في حاجة لأن ندعوهم إلى خطة علي، فهي التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه.
وإذا احتاج جيل لأن يدعى إلى خطة معاوية فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم، فروح ـ ميكافيلي ـ التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها لأن روح النفعية التي تضلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات.
وبعد فلست شيعيا لأقرر هذا الذي أقول، إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي الخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعيا لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة. انتهى من شرح أصول السنة لفضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله.
قال جامعه عفا الله عنه:
فهل يقول هذا الكلام إلا مبتدع ضال، جاهل بما جاء في كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الكرام والأئمة الأعلام، و كلامه هذا أشبه ما يكون بكلام الفلاسفة الجهال، أو العقلانيين الضلال، ما ضمنه صاحبه نصا ولا دليلا، وأنى له أن يجد إلى ذلك مخرجا أو سبيلا.
وفي آخر ما نقلنا في كلام سيد قطب كما تقدم فهو ينكر أن يكون شيعيا، ويتبرأ من التشيع، لأنه يعلم في قرارة نفسه أن هذا مما اختص به الشيعة الروافض قبحهم الله، ومع ذلك فقد أسدى بما سوده في كلامه هذا وغيره من طعونه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، للشيعة خدمة جليلة أورثت محبة الشيعة لسيد قطب ولمؤلفاته، وصارت سببا لرفعة قدره عندهم حتى صارت تبرم الندوات تناقش أفكار سيد قطب، كما في ـ ندوة الأناضول ـ التي أقيمت يوم الثلاثاء 17 فبراير 2015م، فهاهم أئمة الشيعة الروافض يهتمون بكتب سيد قطب ويقومون على ترجمتها إلى اللغة الفارسية، كما قام بذلك إمام الشيعة الخبيث خامنئي حيث ترجم كتاب ( المستقبل لهذا الدين ) وجعل له مقدمة وحث على نشره وتذليله، وقال مثنيا على المؤلف والمؤلف:
هذا الكتاب ـ رغم صغر حجمه ـ خطوة رحبة فاعلة على هذا الطريق الرسالي.
مؤلفه الكريم الكبير، سعى بهذا الكتاب في فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا، أن يعطي أولا صورة حقيقية للدين، وبعد أن بين أن الدين منهج حياة، وأن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه، أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا، أن المستقبل لهذا الدين. انتهى من كتاب: لا تسبوا أصحابي للعلامة أحمد شاكر ومعاصريه على سيد قطب ومؤيديه.
فالشيعة يرون أن الاستقامة على كتب سيد قطب مآلها إلى التشيع، ولو أنكر سيد قطب أنه شيعي، كما تقدم في كلام خبيثهم خامنئي، فإن قال قائل: إن سيد قطب مجرد كاتب وليس بفقيه وأن كلامه صدر عن جهل وقلة اطلاع.
فيقال: من كانت هذه حاله لا يطلق عليه أنه عالم كبير وإمام نحرير، ولا حق له في إمامة المسلمين، ولا تعظم أقواله، ويبين للناس بعده وضلاله، ولا يحل للناس أن يتدينوا بما تخرصه وقرره، فإنه حاد عن منهج السلف الكرام في كثير من مؤلفاته، إما بجهل وإما بإرادة الفتنة كما تقدم، وعلى كل فاعلم يا أخا الإسلام أن العلم الذي لا يحمل صاحبه على خشية الله ودوام مراقبته، ويحمله على القول في دين الله بلا علم، فهو أخس وأضر من الجهل، قال الله تعالى: ( أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب )، فأخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة أن الحامل على القنوت لله آناء الليل بالسجود والقيام هو خشيته سبحانه وتعالى التي ورثها العلم المحمود النافع، علم الكتاب والسنة.
قال الإمام ابراهيم بن مسعود الأندلسي الألبيري رحمه الله في وصيته:
إذا ما لم يفدك العلم خيرا *** فخير منه أن لو قد جهلت
وإن ألقاك فهمك في مهاو *** فليتك ثم ليتك مافهمت
ولقد كفانا شيخنا ووالدنا الشيخ العلامة بقية السلف ناصر السنة وقامع البدعة في هذا الزمن، من نحسبه والله حسيبه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وثبت على السنة خطانا وخطاه، فقد بين عوار سيد قطب وفند شبهه بالكتاب والسنة، فليرجع إلى كتبه ومؤلفاته.
واعلم يا طالب الحق أرشدك الله لطاعته أن الروافض، أحفاد اليهود، كيف لا وحبل الشبه بينهما ممدود، فأماراته بادية ظاهرة وإن اعتراها جحود.
قال الإمام الشعبي رحمه الله:
أحذرك الأهواء المضلة، وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودا يغمصون الإسلام لتحيا ضلالاتهم كما غمص بولس بن شاؤل ملك اليهود في النصارى، لم يدخلوا الإسلام رغبة ولا رهبة من الله، ولكن مقتا لأهل الإسلام، وطعنا عليهم.
فأحرقهم علي بن أبي طالب بالنار، ونفاهم في البلدان، منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ـ ساباط ـ وعبد الله بن شباب نفاه إلى ـ جازت ـ وأبو الكروش وابنه، وذلك أن محنة الروافض محنة اليهود.
قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود.
وقال الرافضة: لا تصلح الإمارة إلا في آل علي.
وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال، أو ينزل عيسى من السماء.
وقالت الرافضة: لا جهاد حتى يخرج المهدي، ثم ينادي مناد من السماء.
واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم.
وكذلك الرافضة.
والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم.
واليهود يولون عن القبلة شيئا.
وكذلك الرافضة.
واليهود تسدل أثوابها وكذلك الرافضة.
وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد سدل ثوبه، فقمصه عليه.
واليهود حرفوا التوراة.
وكذلك الرافضة حرفوا القرآن.
واليهود لا يرون على النساء عدة.
وكذلك الرافضة.
واليهود يبغضون جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة.
وكذلك صنف من الرافضة يقولون: غلط بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين:
سئلت اليهود من خير أهل ملتكم؟
قالوا: أصحاب موسى.
وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟
قالوا أصحاب محمد.
وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟
قالوا: حواريوا عيسى.
وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟
قالوا: حواريوا محمد.
أمروا بالاستغفار لهم، فسبوهم، فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، لا يثبت لهم قدم، ولا تقوم لهم راية، ولا تجتمع لهم كلمة، دعوتهم مدحوضة، وجمعهم متفرق، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله عز وجل. ا.هـ نقلا من كتاب شرح أصول السنة للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله.
قال جامعه عفا الله عنه:
وهنا زيادة بيان شيء من أوجه الشبه بين اليهود والرافضة:
فاليهود رموا أم المسيح بالفاحشة، والرافضة بمثلها رموا أم المؤمنين عائشة.
اليهود يكتبون حوائجهم على قصاصات ويجعلونها في حائط المبكى، وكذلك الرافضة يكتبون على قصاصات ويجعلونها في سرداب الإمام المنتظر.
اليهود لا يأكلون لحم الجزور، وكذلك الرافضة.
اليهود يحرمون الكبد والطحال، وكذلك الرافضة.
اليهود لا يأكلون لحم الأرانب، وكذلك الرافضة، ومن سفههم قول قائلهم في بيان سبب تحريمه: لأن الأرنب من الحشرات. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تلخيص وتوضيح:
فتلخص لنا من خلال ما تقدم أمور منها:
ـ1ـ خطر مجالسة أهل البدع والأهواء، وحرمة الإنصات لهم.
ـ2ـ أهمية العلم بتاريخ الإسلام، والمسلمين، وما يترتب على ذلك.
ـ3ـ وجوب تحري الصدق في القول والعمل، ودوام مراقبة الله جل وعلا.
ـ4ـ أهمية معرفة فضائل الصحابة رضي الله عنهم وحرمة الاطلاع على مثالبهم وما جرى بينهم وأنه لا يرخص فيه إلا للعالم العري من الهوى كما تقدم في كلام الإمام الذهبي رحمه الله.
ـ5ـ الإمساك عما شجر بينهم، ووجوب حبهم والترضي عنهم أجمعين.
ـ6ـ صحة إسلام معاوية رضي الله عنه وأنه صحابي جليل.
ـ7ـ ضلال سيد قطب ونحوه نحو الشيعة في هذا الباب وإن أنكر انتماءه إليهم، فقد خدم التشيع خدمة جليلة.
ـ8ـ حرمة ذكر الصحابة بسوء جملة وتفصيلا كما سبق بيانه، وأن من تنقصهم فهو زنديق كما في كلام الإمام أحمد رحمه الله.
ـ9ـ خبث الروافض، وبيان فساد دينهم، وأنهم سائرون على خطى اليهود، مشابهون لهم في أصول الدين وفروعه، وأنهم زنادقة، فهم الذين ثلموا في الإسلام هذه الثلمة، وسنوا للفجار سب خيار هذه الأمة، وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولهم في النيل من أهل الإسلام والسنة أعلى همة.
فالبدار البدار يا أمة الإسلام عامة ويا أهل الجزائر خاصة، للوقوف في وجه هذا المد الشيعي الخبيث، وتآزروا رحمكم الله لتجتثوا هذه الشجرة الخبيثة من أصولها، وتردوا أعداء الكتاب والسنة خائبين خاسرين.
أخزى الله الروافض في الدنيا والآخرة، وشتت شملهم، وأخمد نارهم، وأوهى كيدهم، وفرق كلمتهم، ولا أبقى لهم باقية، وأدخلهم ناره الحامية، وسقاهم من عين آنية. اللهم أرنا في هذا الخبيث الكاذب عجائب قدرتك، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر، اللهم عليك بالزنادقة فإنهم لا يعجزونك.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، اللهم ثبتنا على السنة والهدى إلى يوم نلقاك، وإذا أردت بعبادك فتنة، فاقبضنا إليك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وأعز وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعى آله وصحبه وسلم.

وكتب:
العبد الفقير إلى عفو ربه أبو عبد الرحمن عمر مكي التيهرتي
بمنطقة العرشية مقاطعة الرشايقة تيهرت الجزائر حرسها الله وبلاد المسلمين
تم الفراغ منها يوم السبت 04ربيع الثاني 1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم حامدا ومصليا


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 16 Jul 2018 الساعة 07:42 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Jul 2018, 06:59 AM
نبيل باهي نبيل باهي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الجزائر -أم البواقي-
المشاركات: 53
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمان ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 Jul 2018, 07:54 AM
يوسف عمر يوسف عمر غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 91
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي مكي خير الجزاء ورضي الله عن معاوية وعن أبيه وعن الصحابة أجمعين وأرضاهم وأخزى الله من أبغضهم أو لمزهم وآذهم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 Jul 2018, 02:42 PM
مكي المهداوي مكي المهداوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 5
افتراضي

وأنتما بارك الله فيكما ووفقنا وإياكما لما فيه رضاه، وما أحوجنا لمعرفة قدر من أمرنا الله بالاستغفار لهم في قوله تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) ومما يؤسف أن نرى في هذه الأيام من ينصب العداء لأئمة السنة في هذه البلاد الطيبة وبالأمس القريب يلقي محاضرة عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم يوم الجمل على مسامع آلاف العوام، جهلا أو تجاهلا لأصل عظيم من أصول أهل السنة، فالله المستعان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, ردود, روافض

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013