الحمد لله رب العالمين ،والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،إله الأولين والآخرين.وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد: فهذه خطبة أخرى من سلسلة خطب في بيان ما خالف فيه الشيعة المسلمين من الاعتقادات.أسأل الله تعالى أن ينفع القراء الكرام بها.
الخطبة الأولى
عباد الله إن من نعم الله تعالى التي امتن بها علينا،وجعلها دليلا على ربوبيته ووحدانيته ورحمته بعباده،نعمة الزواج؛ قال تعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .كما أنه سبحانه جعل هذه النعمة من سنة الأنبياء والمرسلين فقال جل في علاه: ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية.بل إنه سبحانه قد أمر عباده بالزواج ورغبهم فيه، فقال سبحانه: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا.
ورسولنا صلى الله عليه وسلم قد حض على الزواج،ورغب فيه ،فقال-كما في الصحيحين من حيث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه-:يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنهُ أغض للبصرِ أحصن للفرج.
فالزواج -عباد الله- هو من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.فقدجاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم.فلما أخبروا كأنهم تقالوها.فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر:أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.رواه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
ففي النكاح -معاشر المسلمين-امتثال لأمر الله ولأمر رسوله، وكذا اتباعُ سنن المرسلين،ومن تبع المرسلين في الدنيا حشر معهم في الآخرة .
عباد الله؛إن النكاح كان معروفا في الجاهلية قبل الإسلام،ولكنه كان أنواعا؛ومن هذه الأنواع ما أخبرت به عائشة رضي الله عنها-كما روى ذلك أبو داود-قالت: أن النكاح كان في الجاهلية على أربعة أنحاء، فكان منها نكاح الناس اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليته فيصدقها ثم ينكحها،ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمْثِها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إن أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح يسمى نكاح الاستبضاع، ونكاح آخر يجتمع الرهط دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليالٍ بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، فتقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت، وهو ابنك يا فلان! فتسمي من أحبت منهم باسمه، فيلحق به ولدها، ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات يكنّ علماً لمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت فوضعت حملها جُمعوا لها، ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاطه، ودُعي ابنه، لا يمتنع من ذلك، فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم هدم نكاح أهل الجاهلية كله إلا نكاح أهل الإسلام اليوم.
أيها المسلمون إن نكاح أهل الإسلام الذي قصدته عائشة رضي الله عنها،والذي كان في الجاهلية ،وأقره الشرع،هو النكاح الذي توفرت فيه شروط جاءت مبينة في الكتاب والسنة.ومن هذه الشروط:
*تعيين الزوجين ورضاهما:فلا يصح إجبار الرجل على نكاح من لا يريد ،ولا إجبار المرأة على نكاح من لا تريد.وفي هذا قال صلى الله عليه وسلم: لا تنكح الأيم حتى تستأمر و لا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله و كيف إذنها ؟ قال: أن تسكت.متفق عليه.
*الولي: فلا يصح النكاح بدون ولي،لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي.فلو زوجت المرأة نفسها فنكاحها باطل.
*الشهادة على عقد النكاح، فلا تصح إلا بشاهدين عدلين، ذكرين، مكلفين.لقوله صلى الله عليه وسلم:لانكاحإلابوليٍّ وشاهدَي عدلٍ.رواه ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
معاشر المسلمين؛إذا تمت شروط النكاح،وانتفت موانعه،ترتب عليه آثار كثيرة من أهمها:
*وجوب المهر: وهو المال المدفوع للزوجة بسبب عقد النكاح.
*وجوب النفقة: فعلى الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف طعاما وشرابا و كسوة و سكني.
*المحرمية: فإن الزوج يكون محرما لأمهات زوجته وجداتها وإن علون و يكون محرما لبناتها وبنات أبنائها وبنات بناتها وإن نزلن إذا كان دخل بأمهن الزوجة.وكذلك الزوجة تكون من محارم أباء الزوج و إن علوا و أبنائه و إن نزلوا.
* الإرث: فمتى عقد شخص على امرأة بنكاح صحيح فانه يجري التوارث بينهما.
أيها المسلمون؛إذا علمتم هذا فاعلموا أن من الأنكحة الفاسدة، التي لم تتوفر فيها شروط النكاح،بل ولم تترتب عليها الآثار السابقة الذكر، ما يسمى بنكاح المتعة.
نكاح المتعة عرفه الإمام الزهري فقال:نكاح المتعة وهو نكاح لأجل معلوم أو مجهول لقدوم زيد، سميت بذلك لأن الغرض منها مجرد التمتع دون التوالد وغيره من أغراض النكاح. اهـ
فنكاح المتعة هو الزواج المحدد بأجل مقابل مهر متفق عليه بالتراضى ، وينتهى زواج المتعة بإنتهاء الأجل المحدد.والغرض منه مجرد المتعة الجسدية بين الطرفين.فلا يترتب عليه إرث لا محرمية ولا وجوب نفقة.
عباد الله؛إن المقصود من النكاحهوالألفة والاستقرار وبناء البيت والأسرة ، والعيش مع الزوجة في سعادة.وهذا ما لا يوجد في زواج المتعة،ولذا قال عنه الشيخ ابن العثيمين: وأما نكاح المتعة فأشبه ما يكون به الاستتار على الزنا. اهـ .
وقال القرطبي رحمه الله :وإنما المتعة أن يقول لها أتزوجك يوماً أو ما أشبه ذلك على أنه لا عدة عليك ولا ميراث بيننا ولا طلاق ولا شاهد يشهد على ذلك وهذا هو الزنا بعينه ولم يبح قط في الإسلام.اهـ
وقال عمر بن عبد العزيز عن المتعة: هي أخت الزنا.اهـ.
عباد الله؛إن زواج المتعة من الأنكحة الباطلة المحرمة بالكتاب والسنة والإجماع. فلا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه.
أما الكتاب فقول الله تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. فذكر الله تعالى في هذه الآية الزوجة وملك اليمين،والمرأة المتمتع بها ليست زوجة، لأن علاقة الزوجية توجب التوارث بين الطرفين، كما توجب على الزوجة العدة في الوفاة والطلاق الثلاث.وهي ليست بملك يمين، وإلا لجاز بيعها وهبتها وإعتاقها، فثبت أن نكاح المتعة من الاعتداء المذموم.
أما السنة؛فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث سَـبُرة الجهني أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً.
وعن سَـبُرة الجهني أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وقال: ألا إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة، ومن كان أعطى شيئاً فلا يأخذه. رواه مسلم.
وروى البخاري ومسلم من حديث الحسن وعبد الله ابني محمد ابن الحنفية عن أبيهما أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.وهذا الحديث رواته من آل البيت.
وقد نقل أئمة المسلمين الإجماع على تحريم المتعة.وهذا الإجماع قطعي في التحريم، مستنده الكتاب والسنة، قال الإمام ابن المنذر: جاء عن الأوائل الرخصة فيها ولا أعلم اليوم أحدا يجيزها إلا بعض الرافضة، ولا معنى لقولٍ يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
.وقال القاضي عياض: ثم وقع الإجماع من جميع العلماء على تحريمها إلا الروافض
قال الإمام القرطبي: الروايات كلها متفقة على أن زمن إباحة المتعة لم يطل وأنه حرم، ثم أجمع السلف والخلف على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض.
عباد الله إن زواج المتعة محرم ولا مرية في تحريمه،ومع ذلك خالف الشيعة الرافضة المسلمين،وقالوا بإباحته،بل بوجوبه،وقالوا بكفر من أنكر المتعة وحرمها.
كما ستستمعون إلى بعض أقوالهم في الخطبة الثانية بعد جلستي هذه بإذن الله تعالى.أقول ما تسمعون وأستغفر الله..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون؛إن زواج المتعة من دين الرافضة،ولها فضائل عظيمة عندهم-والعياذ بالله-.جاء في كتاب منهج الصادقين لفتح الله الكاشاني عن الصادق:بأن المتعة من ديني ودين آبائي، فالذي يعمل بها يعمل بديننا والذي ينكرها ينكر ديننا، بل إنه يدين بغير ديننا، وولد المتعة أفضل من ولد الزوجة الدائمة، ومنكر المتعة كافر مرتد.
ونقل أبوجعفر القمي في كتاب من لا يحضره الفقيه- وهو من الصحاح الأربعة عند الشيعة -:روي أن المؤمن لا يكمل حتى يتمتع.ولا حول ولا قوة إلا بالله.ففي دين. فعند الرافضة لا يكمل إيمانك حتى تزني-والعياذ بالله-؛والنبي صلى الله عليه وسلم قال:لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.متفق عليه.
وزواج المتعة عندهم لايشترط فيه ولي ولا شاهد،نقل الطوسي في التهذيب :وليس في المتعة إشهاد ولا إعلان.
وجاء في كتاب منهج الصادقين لفتح الله الكاشاني:ليعلم أن أركان عقد المتعة خمسة: زوج وزوجة ومهر وتوقيت وصيغة الإيجاب والقبول.
فالرافضة لا يشترطون في زواج المتعة الولي والشاهدين،مع أن المتعة التي أذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم،كانت بالولي والشاهدين،وبعد ذلك حرمها صلى الله عليه وسلم.
ويجوز التمتع عند الرافضة بأكثر من أربع نسوة.فلم يشترطوا عدداً معيناً في المتعة، جاء في فروع الكافي، عن زرارة عن أبي عبدالله قال : ذكرت له المتعة أهي من الأربع فقال : تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات،وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر أنه قال في المتعة : ليست من الأربع، لأنها لا تطلق ولا نرث وإنما مستأجرة.
فكما سمعتم عباد الله ،قد جعلت الشيعة الزنا من دينها وعقيدتها،والأعجب -معاشر المسلمين- أنهم لم يلتفتوا إلى رواية علي بن أبي طالب في تحريم المتعة،في هذا يقول الإمام الخطابي: تحريم المتعة كالإجماع إلا من بعض الشيعة ولا يصح على قاعدتهم في الرجوع في المختلفات إلى علي رضي الله عنه وآل بيته، فقد صح عن علي أنها نسخت، ونقل البيهقي عن جعفر بن محمد أنه سئل عن المتعة فقال: هي الزنا بعينه.
ولنصرة مذهبهم في المتعة أوردوا أحاديث في فضيلتها كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.فاسمعوا إلى بعضها:
*فمما كذبوه:من تمتع مرة عتق ثلث جسده من جهنم، ومن تمتع مرتين عتق ثلثا جسده من جهنم، ومن أحيا هذه السنة ثلاث مرات يأمن جسده كله من نار جهنم المحرقة.فعند الرافضة من زنا ثلاث مرات نجا من النار.والله جل وعلا يقول:ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.
*ومما كذبوه:من تمتع من امرأة مؤمنة فكأنه زار الكعبة سبعين مرة.
*ومما كذبوه –أيضا-:من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلام، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام، ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي ابن أبي طالب عليه السلام، ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي.يعني كدرجة النبي صلى الله عليه وسلم.فقولوا لي بربكم،ما هي درجة من تمتع عشر مرات؟؟درجته خير من درجة النبي صلى الله عليه وسلم.
معاشر المسلمين؛إن الذي نقلته لكم عن اعتقاد الشيعة في المتعة شيء قليل،وأعرضت عن نقل ما هو أشنع من إباحتهم لوطء المرأة في غير محل الولد،وكذا جواز التمتع بالصغيرة دون الأربع سنوات.
معرضين بذلك عن صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم،فأي دين هذا-معاشر المسلمين-الذي يجعل الزنا من صميم عقيدته.
ألا فاحذروه أيها المسلمون ،خاصة في هذا الباب-زواج المتعة-الذي صاروا يستعملونه سلاحا لقنص الجهال والغافلين حتى يتشيعوا،والنساء فتنة عظيمة كما لا يخفى عليكم.
نعوذ بالله تعالى من الفتن ماظهر منها وما بطن،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه،وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
التعديل الأخير تم بواسطة محمد مزيان ; 08 Mar 2014 الساعة 11:31 AM
عقيدتنا وعقيدة الروافض في زواج المتعة
من أنكر المتعة وحرمها.
العرض العادي
