منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Feb 2018, 01:58 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي [ تفريغ محاضرة ] - الأصول المنتقاة من الأحاديث الأربعة التي عليها مدار الاسلام - للشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه،ثم بعد:
فيسرنا في هذه الليلة المباركة،ليلة الثلاثاء 4 من شهر جمادى الآخرة 1439ه،أن نجتمع بهذه الوجوه الطيبة المباركة،في محاضرة علمية بعنوان:
" الأصول المنتقاة من الأحاديث الأربعة التي عليها مدار الاسلام "
يلقيها على مسامعنا فضيلة شيخنا،الأستاذ الدكتور :أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة حفظه الله،الذي تجشم عناء السفر رغم تعبه وكثرة مشاغله،إجابة لدعوة أبنائه ومحبيه،ليبذل لهم شيئا مما فتح الله به عليه من النصائح والتوجيهات،فله منا جزيل الشكر وبارك الله فيه وفي عمره،ومرحبا به بيننا ضيفا كريما مكرما،كما نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من أسهم في إنجاح هذه المحاضرة،من قريب أو بعيد،بدءا بمدير الإقامة الجامعية وفقه الله،ورئيس مصلحة النشاطات وأعوانهم،ودون إطالة نحيل الكلمة إلى الشيخ فليتفضل مشكورا،جزاه الله خيرا.
الشيخ: الحمد لله نحمده ونستعينه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله،وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.
وأنا بدوري أرحب بهذه الوجوه النظرة،وأهدي سروري وقروري بهذا اللقاء،ونسأل الله عز و جل،أن يجمعنا على طاعته،وعلى اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله و سلم،كما أعتذر إلى الإخوة الكرام،عن هذا التأخر،لأسباب خارجة عن اختيارنا،ولهذا أعمل وأحاول أن أختصر هذه المحاضرة،حتى نرفق بالإخوة.
وقد سمعتم عنوان المحاضرة،وهو: أصول السنة التي عليها مدار الأحاديث.
لا يخفى عليكم أن النبي صلى الله عليه وسلم،أوتي جوامع الكلم،وأُختصر له الكلام اختصارا،وجوامع كلمه صلى الله عليه وسلم،هو المعاني الكثيرة،والأسرار البديعة،تُجمع في ألفاظ مختصرة،كلمات مختصرة،وألفاظ معدودة،تحمل في طيها المعاني الكثيرة،والفوائد الجمة.
وهذه جوامع الكلم هي من أعلام نبوة النبي عليه الصلاة والسلام،ومن ما خصه الله عز وجل به،دون سائر الأنبياء،وجوامع كلمه عليه الصلاة والسلام،شملت الميادين كلها،في العقائد والأحكام،والسلوك والأخلاق،وقد عُني كثيرا من أهل العلم جمع هذه الأحاديث،وسُميت بالأحاديث الكليات،يعني الأحاديث الكلية الجامعة للمعاني الكثيرة.

فصلى الله عليه وسلم خص بهذا دون سائر الأنبياء،ومن الأحاديث التي تعد من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم،ما ذكره إمام السنة،الامام أحمد بن حنبل رحمه الله حيث قال:مدار الاسلام على ثلاثة أحاديث،حديث عمر إنما الأعمال بالنيات،وحديث عائشة رضي الله عنها،من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد،وحديث النعمان بن البشير رضي الله عنه،الحلال بين والحرام بين.
فذكر ثلاثة أحاديث،وأضاف بعض الحُفاظ حديثا رابعا،واختلفوا في هذا الحديث الرابع،و الذي ذكره أبي داوود الذي ذكر أنه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم،خمس مئة ألف حديث،وجمعها في أربة ألف حديث وقال:يكفي المرء من هذه الأحاديث أربعة ،فذكر الثلاثة وأضاف حديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وفي لفظ عنه أنه أضاف حديث ازهد في الدنيا يحبك الله،وازهد ما في يدي الناس يحبك الناس.
والمتأمل في هذه الأحاديث الأربعة،يجد أنها قد عمت خصائص الاسلام ومميزاته،وذلك أن الاسلام مبني على هذه القواعد الأربعة وهي : العقيدة الاتباع والشريعة والسلوك والأخلاق ،فالاسلام المنزل من عند الله عز وجل،والذي نسخ به الأديان كلها،وهيمنه على هذه الأديان كلها،يعني يصبو ويرمي إلى تحقيق هذه الأمور الأربعة.
فيعتني بالجانب العقائدي،وهو صلة الانسان مع ربه عز وجل،فينبغي على العبد أن يصحح اعتقاده وعبادته نحو ربه عز وجل.
ثم إن هذه العبادة لا تتحقق ولا تُقبل عند الله عز وجل ألا حسب رسمها شرعا،يعني أن الشرع هو الذي رسم حدود هذه العبادة،وهو الاتباع .
ثم إن الله عز وجل خلق الانسان وكرمه وشرفه وميزه،عن سائر الحيوانات،ومن تشريف الله عز وجل للانسان،أن كلفه بتكاليف وهذه التكاليف هي الأحكام.


إذا فالمؤمن يتجرد عن صفة الحيوانية،وتسمو نفسه ويعلو فكره،ويشعر بأنه عبد لله،وأنه متبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،و عبادة الله وتوحيده،وأنه مكلف في هذه الحياة بأداء الواجبات امتثالا،واجتناب المنهيات عبادة وطاعة.
ثم ينبغي أن تتجلى معاني العقيدة والتوحيد،معاني الاتباع وامتثال هذه الأحكام في سلوكه وأخلاقه،فتآلفت واجتمعت هذه الأمور الأربعة،في الشريعة الاسلامية السمحاء.
وليس تحت أديم السماء شريعة اهتمت بالمظهر والمخبر،واهتمت بالظاهر والباطن،واهتمت بالجانب الروحي والجانب العملي،مثل شريعة الاسلام،لأنها من عند الله عز وجل،{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران.
وأنت إذا نظرت إلى الديانات كلها،على اختلاف مللها ونحلها،لا تجد فيها هذه الخصائص وهذه المميزات،مما تجعل المسلم يقطع ويجزم أنها شريعة رب العالمين،فيقوى يقينه ويزداد إيمانه بالله عز وجل،وإيمانا بهذه الشريعة.
إذا هذه الأمور الأربعة،الجانب العقائدي،وجانب الاتباع،وجانب الأحكام،وجانب السلوك،قد جمعها النبي صلى الله عليه وسلم،في الأحاديث الأربعة،وهذا معنى قول الامام أحمد السابق:مدار الاسلام ،فالاسلام يرتكز على هذه الأحاديث،وكل حديث يعتبر ربع الاسلام،فنحاول في هذه العجالة أن نبرز هذه الأمور الأربعة،في هذه الأحاديث الأربعة وهي:
*ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نواى،فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله،فهجرته إلى الله ورسوله،ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها،أو امرأة ينكحها،فهجرته إلى ما هاجر إليه.
*الحديث الثاني : ما روته عائشة رضي الله عنها،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد،وفي رواية:من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
*والحديث الثالث : حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس،فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه،كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه،ألا وإن حمى الله محارمه،ألا إن في الجسد مضغة،إذا صلحت صلح الجسد كله،وإذا فسدت فسد الجسد كله.
*والحديث الرابع:حديث أبي سعد الساعدي رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
إذا فالاسلام يقوم على هذه الدعائم الأربعة.

أما حديث عمر فو أصل في وجوب إخلاص جميع الأعمال لله عز وجل،لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالنيات.
و إنما أداة حصر تثبت المذكور،وتنفي ما عداه،فحصر الأعمال بالنية،يعني لا يكون العمل إلا بنية،ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم،أن المرء لا ينال إلا بحسب نيته،فإن نوى خيرا فخير، وإن نوى شرا فشر.
إذا فالنية هي لب العمل وجوهره،يصح العمل بصحتها ويفسد بفسادها،والثواب والعقاب منوط بالنية،حسب صلاحها وحسب فسادها،ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:وإنما لكل امرء ما نوى،أي لكل امرء ينال من الثواب والعقاب حسب نيته،فإن نوى الخير فله الثواب وإن نوى الشر فعليه العقاب،ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ،مثلا للنية الحسنة،ومثلا للنية السيئة،أما المثل في النية الحسنة،فقوله صلى الله عليه وسلم:فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله،فهجرته إلى الله ورسوله،الهجرة هو الانتقال من أرض إلى أرض،ثم شرع الاسلام في انتقال العبد من دار الكفر إلى دار الاسلام،ثم عمها عنها العلماء فقالوا بوجوب الهجرة من دار الشرك إلى دار التوحيد،ومن دار البدع إلى دار السنة،ومن دار المعصية إلى دار الطاعة.
فإذا خرج العبد مهاجرا إلى الله ورسوله،إلى الله: أن يرجو ثواب الله،إلى رسوله: أن يؤمن برسوله عليه الصلاة والسلام،فهجرته إلى الله ورسوله.
ويُلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم،[..] ابراز اسم الله واسم رسوله صلى الله عليه وسلم،مستغنيا عن الضمير،ولم يقل فهجرته إليهما،وإنما قال فهجرته إلى الله والرسول،ترغيبا في تصحيح النية ،وترغيبا في الهجرة إلى الله وإلى رسوله.
فإذا أدرك العبد أن هجرته إلى الله يرجو ثواب الله،وأن هجرته إلى رسوله صلى الله عليه وسلم،ليقتدي بسنته ويقتفي أثره،فإنه تعلو همته ويُصحح نيته،لهذه الهجرة.
فهذه نية طيبة،ترك بلده مهاجرا إلى الله ورسوله فارا بدينه ،راجيا ثواب الله وراجيا اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا مثل للنية الحسنة،والمثل للنية السيئة أن الانسان يخرج من بلده لا يبتغي وجه الله، وإنما خرج من أجل الدنيا وحطامها وشهواتها، إما أن يقتطع النصيب من الدنيا،وإما خرج من أجل الزواج،وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:ومن كانت هجرته ليس لله وإنما من أجل دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها،فقال:فهجرته إلى ما هاجر إليه.
ويُلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم،لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها،فأخفى الاثنين تحقيرا لأمر الدنيا وشهواتها وملكاتها.

إذا هذا الحديث أصل في وجوب تصحيح النية،وإخلاص العمل لله عز وجل،فإن العبادة لا تصح إلا إذا كانت خالصة لوجه الله عز وجل،وبهذا أمرنا،كما قال تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }البينة.
إذا ما خلق الله عز وجل الإنس والجن،إلا ليعبدوه وإلا ليوحدوه،كما قال عز وجل:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذريات.
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: أي إلا ليوحدوه.
فالغاية من خلق الانسان،هو تحقيق عبادة الله عز وجل،وعبادة الله عز وجل لا تتحقق إلا إذا أخلصها العبد لله،لا يبتغي جزاءا ولا شكورا،لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا،إنما يبتغي بالعبادة وجه الله،يرجو ثوابه ويخشى عقابه.
فهذه العبادة التي أمرنا بها ربنا عز وجل،ولهذا قال: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الأنعام.
ولام الاختصاص،يعني أن تجعل حياتك كلها محياك ومماتك،قيامك وقعودك،عبادتك كلها،أن تجعلها لله عز وجل.
لأن الله عز وجل هو وحده يستحق أن يُعبد دون سواه،لأنه هو المتفرد بالخلق و الإيجاد،يعني أن الله أوجدك من العدم،وهو الذي خلقك،وهو الذي رزقك،فإذا صرفت العبادة لغيره عز وجل فهذا من أقبح القبائح،ومن أظلم الظلم،كما قال لقمان لابنه وهو يعضه،قال:لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
ولهذا كان الإشراك بالله عز وجل،كان الإشراك بالله عز وجل،هدما لمعاني الربوبية،إذ لا يتصور أن الله عز وجل،وهو الذي خلقك ورزقك،ثم تصرف هذه أنواع العبادة لغير الله عز وجل.
فمثل ذلك كمثل سيد،يُحسن لعبده ويُكرمه ويُعظمه،ويُغدق عليه أنواع النعم و يُحسن إليه،ثم إن هذا العبد إذا عمل عملا يصرفه لغير سيده،أ يغضبه ذلك ؟
فربنا عز وجل هو الذي خلقك وهو الذي رزقك،فكيف تصرف العبادة لغير الله عز وجل.
إذا فلابد أن يصرف العبد كل معاني العبادات،الظاهرة والباطنة،فلا يرجو إلا الله،ولا يستغث إلا بالله،ولا يتوكل إلا على الله،ولا يخضع ولا يخشع ولا يخنع،إلا لله عز وجل.
فلا يصرف هذه العبادات إلى القباب أو إلى الأضرحة،لأن هؤلاء الموتى هم بحاجة إلى من يدعو لهم بالمغفرة وبالثبات،لا يملكون موتا ولا حياة ولا نشور،لا ينفعون أنفسهم فكيف ينفعون غيرهم؟ والنفع والضر هو بيد الله عز وجل.
لهذا ينبغي على العبد أن يحقق هذا التوحيد الخالص،وسمي الاخلاص من الخلوص،أي النقاء،بمعنى أن عملك،لا تشوبه شائبة الشرك،أو العمل لغير الله عز وجل،كالعسل الخالص .
ولهذا سمي الاخلاص اخلاصا من النقاء ومن الصفاء،يعني ينبغي أن تكون عبادتك نقية صفية،لا يشوبها الشرك ولا يشوبها الرياء،إنما تكون خالصة لوجه الله عز وجل.

إذا هذا الاخلاص وهو إصلاح الباطن،إصلاح الباطن.
ثم الحديث الثاني،حديث عائشة رضي الله عنها قالت: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه،أحدث من الإحداث،وهو الإتيان بشيئ جديد على غير المعهود السابق،وقوله:في أمرنا أي في ديننا وشريعتنا.
إذا الإحداث يكون في الدين،ولا يكون في الدنيا،فإذا كان الإحداث في الدنيا،فقد يكون ممدوحا وقد يكون مطلوبا،فهذه الطائرات والسيارات والقطارات،ووسائل التواصل ووسائل النقل،هذه كلها من الإحداث،لكنها من الضروريات ومن المتطلبات،فهي ممدوحة،فالإحداث يكون في الدين،لقوله صلى الله عليه وسلم:في أمرنا، أي في شريعتنا وفي ديننا ،ما ليس منه،أي ما لم يرد في الكتاب والسنة،فمن عمل عملا غير السنة،وهذا العمل يكون في جانب العبادات،فإنه مردود على صاحبه،وهذا معنى قوله: فهو رد،أي مردود باطل لا يُقبل عد الله عز وجل.
لما ؟ لأن العبد أتى البيت من غير بابه ،بمعنى أنه أحدث في الدين،وأتى بدعة أراد أن يتقرب بها إلى الله عز وجل،في حين أن الله عز وجل،أمر عباده بعبادته،وبين لهم كيف يُعبد الله عز وجل،على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
فبعث محمد صلى الله عليه وسلم،دليلا على شريعته،ومبلغا عن الله عز وجل،إي نعم.
فصار الإحداث في الدين،من موجبات رد العمل،وعدم قبوله.
لأن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه،وموافقا لشرعه،ثم إن هذا الذي أحدث في الدين،فكأنما يضاهي الله عز وجل في شرعه،{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ }الشورى.
فالمحدث والمبتدع،يضاهي الله عز وجل في شرعه،وكأن لسان حاله يستدرك عن الله،وقد قال عز وجل:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }المائدة.
فالاسلام إذا تم فلا يحتاج إلى زيادة،ولا يحتاج إلى نقصان،وكأن هذا المحدث يستدرك عن الله عز وجل،ويريد أن يضيف شيئا في دين الله عز وجل،في حين أن الله قد أتم الدين،وأكمل هذا الاسلام.
ولهذا كانت البدع من أسباب هدم الدين،وصرف الناس عن الشريعة السمحة،التي شرعها الله عز وجل،وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم،من الإحداث في الدين،كان يقول في خطبه،أما بعد،فإن أصدق الحديث كتاب الله،وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،وشر الأمور محدثاتها،وكل بدعة ضلالة.
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام،في حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه،لما وعض موعضة وجلت منها القلوب،إلى أن قال: فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،وإياكم ومحدثات الأمور.
لذلك لا تجتمع سنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الإحداث في الدين،فأمر بالإتباع،ونهى عن الإبتداع،أمر باتباع سنته،وسنة الخلفاء الراشدين،ونهى عن الإبتداع،فقال:وإياكم،تحذير شديد ووعيد أكيد،وإياكم ومحدثات الأمور،ومحدثات الأمور هي هذه البدع،وإياكم ومحدثات الأمور،فإن كل بدعة ضلالة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: إن الله احتجر على صاحب البدع،التوبة حتى يضع بدعته.
والنصوص في ذم البدع كثيرة جدا،من القرآن والسنة،ولهذا اشتد نكير السلف،عن الإحداث في الدين حتى قال ابن عمر،أو قال الإمام مالك كما روى عنه [..] ،قال: من زعم أن في دين الاسلام بدعة حسنة،فكأنما زعم أن محمدا قد خان الرسالة.وتلى قوله تعالى:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }المائدة.
ثم قال:فما لم يكن يومئذ دينا - إشارة إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم- لا يكون اليوم دينا.
وهذا ما قاله ابن مسعود أيضا،لما رأى الناس اجتمعوا ولهم رأس،ويقول سبحوا الله مئة،اذكروا الله كذا ...لخ،فقال ابن مسعود:هذه آنية رسول الله لم تكسر بعد،وهذه ثيابه لم تبلو، كناية عن قرب العهد،عهد النبي صلى الله عليه وسلم،ثم قال:ليس كل مريد للخير يبلغه.
وهو الذي كان يقول:اتبعوا ولا تبتدعوا،فقد كُفيتم ،أي كفتكم الشريعة وكفتكم السنة،فإياكم والابتداع وعليكم بالاتباع.
إذا هذا الحديث فيه إصلاح للظاهر،الحديث الأول إصلاح للباطن،وهذا الحديث إصلاح للظاهر.
فقوله: مردود من أحدث،فمفهومه أن من عمل عملا موافقا للشرع فهو مقبول،أذا فما كان موافقا للشرع فهو مقبول،وما كان مخالفا للشرع ومحدثا فهو المردود.

ففي هذا إصلاح للأعمال الظاهرة،إذا فيجتمع النية مع ماذا؟ مع إصلاح الظاهر.
فصار من أصول السنة وقواعد الاسلام،هو تصحيح النية وتصحيح العمل،والعمل لا يكون صحيحا ولا يكون صالحا،إلا إذا كان موافقا لشرع الله عز وجل.
إذا ثمة قاعدتان هما جُماع الدين،تحتهما من كنوز العلم، من وُفق إلى العمل بهما وفهمهما والعمل بمقتضاهما،فقد وُفق إلى الخير كله،وهو المغبوط المرحوم،ومن حُرم هذا العلم فهو المغبون المرحوم.
فالقاعدتان هما إخلاص العمل لله،وأيضا اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم،في العمل.
والله عز وجل من حكمته،يبتلي عباده في هذين الأمرين،يبتلي ويختبر عباده،في هذين الأمرين كما قال عز وجل:{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }الملك.
{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ }،أي يختبر الله عز وجل من هو أحسن العمل.
سئل الفضيل بن عياض عن هذه الآية فقال:أخلصه وأصوبه.
قيل ما أخلصه وأصوبه ؟ قال:إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا،لن يُقبل،وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا،لن يُقبل،حتى يكون خالصا صوابا.
وخالصا أن يكون العمل لله،وصوابا على أن يكون وفق شرع الله،فإذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا،لا يُقبل وعكسه،إذا كان العمل صوابا ولم يكن خالصا لا يُقبل.
إذا انقسم الناس إلى أربعة أقسام في هذين الأصلين:
*القسم الأول:من لا إخلاص له ولا اتباع،هذا كحال الكفار ،لا يعبدون الله ولا يرجون ثوابه،ولم يؤمنوا برسول الله،ولم يتبعوا سنته،فليس لهم الاخلاص وليس لهم الاتباع.
*والقسم الثاني:يعني من ليس له إخلاص لكن له اتباع،هذا أيضا عمله لا يُقبل،كحال المُرائين الذين يُراءون في أعمالهم،فتراه يصحح الظاهر لكن عمله لا يكون لوجه الله عز وجل.
*والصنف الثالث:عكسه يعني له إخلاص لكن لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته،كحال أهل البدع،فتراهم يتقربون إلى الله عز وجل،لا بالأعمال المشروعة،لكن بماذا؟ بهذه البدع والمحدثات،فهذا أيضا أعماله لا تُقبل،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، عن الخوارج قال:يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم،وصيامه مع صيامهم،يمرقون من الدين،كما تمرق السهم من الرمية.
فأنت إذا نظرت إلى ظاهر أحوالهم،فإنك تحتقر نفسك مع عبادتهم وصيامهم و اجتهادهم وزهدهم،لكن هل قُبلت أعمالهم؟ لم تُقبل وهذا أحد المعنيين لقوله صلى الله عليه وسلم:يقرءون القرآن لا يتجاوز حناجرهم.
يعني يقرءون القرآن ولا يرفع إلى السماء،ولا يُقبل لماذا؟ لأن قرائتهم محدثة،والمعنى الثاني أنهم لا يفهمونه،لا يفهمون معاني القرآن إنما يقفون عند ظواهره،هذا القسم الثالث.
والقسم الرابع أهل الإخلاص،وأهل الاتباع،من أخلصوا أعمالهم لله عز وجل،وكانت أعمالهم موافقة لشرع الله عز وجل،وهم المؤمنون الخُلص،المتبعون للنبي عليه الصلاة والسلام.
إذا لا بد على المرء،أن يجتهد في تحقيق هذين الأصلين الذين يُبتلى فيهما كثير من الناس،وهاتان الكلمتان أو القاعدتان،هما ما تضمنته كلمة الاخلاص،وكلمة التوحيد التي تعتبر مفتاح الدخول في الاسلام،وتعتبر مفتاح الخروج منه،في قوله صلى الله عليه وسلم: من مات وكان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
وهي التي تنجي العبد يوم القيامة،وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،فشهادة أن لا إله إلا الله هي الاخلاص،لأن معنى قولنا لا إله إلا الله،أي لا يستحق أن يُعبد إلا الله،فلا معبود بحق إلا الله،فقولك لا إله:نفيت العبادة الحقة عن جميع الآلهة،على إختلاف أسمائها وتعدد مسمياتها،ثم تثبت العبادة الحقة لله وحده لا شريك له.
فقولنا لا إله إلا الله،هي كلمة الاخلاص،وكلمة التوحيد التي تنجي العبد يوم الدين،وقولنا محمد رسول الله،هذه الكلمة إشارة إلى القاعدة الثانية،وهي وجوب الاتباع،فأنت إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله،يقتضي منك وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر،وفيما نهى وزجر،وأيضا فيما أخبر،فتتلقى أخباره بالصدق،فلا تردها بالآراء الفاسدة،والعقول الكاسدة.
تتلقى أوامره بالامتثال،قال النبي صلى الله عليه وسلم،كل أمتي يدخلوني الجنة إلا من أبى،فقالوا يا رسول الله فمن يأبى؟ قال:من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى.
وقد قرن ربنا عز وجل طاعته بطاعته،قال:{ مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }النساء.
قال:{ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}محمد.
بل إن الله عز وجل نفى الايمان عن العبد، إذا لم يمتثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم،ويتحاكم إليه فقال:{ لَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ }النساء،هذا من أعظم القسم في القرآن الكريم،لأن الله عز وجل أقسم بذاته المقدسة،وأكد هذا القسم بــ لا النافية التي تفيد تأكيد القسم،قال:{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىظ° يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }النساء.
فاشترط ثلاثة شروط حتى يتحقق إيمانهم:
الشرط الأول قال:{ حَتَّىظ° يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ }،إذا لا بد من تحكيم النبي صلى الله عليه وسلم،في كل ما أُختلف فيه،من أصول الدين وفروعه،ثم لم يكتفي بهذا الشرط بل أضاف شرط ثانيا،قال:{ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ }،لأن الانسان قد يحكم ويتحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم،لكن يجد في حكم النبي صلى الله عليه وسلم ضيق،وحرجا لحكمه،كما قال ذو الخويصرة رأس الخوارج لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم،الغنيمة قال:اعدل فإنك لم تعدل،فلم يرضى بحكم النبي صلى الله عليه وسلم،ووجد في نفسه حرجا وضيقا،من قسمة النبي صلى الله عليه وسلم.
إذا لا يبلغ العبد كمال الايمان،حتى يُحكم النبي صلى الله عليه وسلم ويرضى بحكمه ،فلا يجد في نفسه ضيقا وحرجا،من حكم النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يكتفي بهذا الشرط الثاني،بل أضاف شرطا ثالثا،وهو قوله:{ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،أي ينقادون لحكم النبي صلى الله عليه وسلم.
فالأمور الثلاثة متلازمة،لأن المرء قد يُحكم النبي صلى الله عليه وسلم،لكن لا يرضى بحكمه،ويجد في حكمه ضيقا وحرجا،ثم إن المرء قد يُحكم النبي صلى الله عليه وسلم،ولا يجد في نفسه ضيقا وحرجا،لكنه لا يسلم ولا ينقاد،إذا لا يتحقق إيمانه إلا إذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة.إي نعم.
إذا لا بد أن يتلقى أمر النبي صلى الله عليه وسلم،بالامتثال،ونهييه بالاكتفاف،أن يكف عن العمل،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم،وما نهيتكم عنه فاجتنبوه.
فأمر باجتناب كل ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم،إذا أمور ثلاثة:
*تصديق الخبر
*وامتثال الأمر
*واجتناب الحرام
فمن جمع هذه الأمور الثلاثة فقد صدق اتباعه،للنبي صلى الله عليه وسلم.
إذا هذا معنى قوله:وأشهد أن محمدا رسول الله،أما إذا لم يتبع النبي عليه الصلاة والصلاة،ولم يتخذه دليلا،ولم يتبع يعني يتبع طريقه وسبيله،فإن قوله:أشهد أن محمدا رسول الله ناقصة،فيها دخن،فلا يكون صادقا في هذه الكلمة حتى يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم،قائدا وقدوة ودليلا،وأسوة يتبعه ويمتثل أوامره،ويجتنب زواجره،فإذا حقق هذا فقد حقق،لا إله إلا الله،محمد رسول الله.
ولهذا قال أهل العلم:إن الشريعة قائمة على ماذا؟ على أن لا نعبد إلا الله،وألا نعبده إلا بما شرع،لا نعبد إلا الله وهذا معنى لا إله إلا الله،ولا نعبده إلا بما شرع،وهذا معنى قولنا:وأشهد أن محمدا رسول الله .
فلا نعبده بالبدع،ولا يُعبد بماذا؟ بالمحدثات،فهذان الأصلان اللذان يرتكز عليهما الاسلام،إذا فعندنا التوحيد وعندنا الاتباع.
ثم الحديث الثالث يشير ألى الأحكام الشرعية،والتكاليف الشرعية،التي ينبغي على المؤمن أن يمتثل بها.
هذه الشريعة رحمة كلها،وعدل كله وحكمة كلها،وهذه التكاليف هي رحمة للعباد،وإن كانت كنوع من الكُلفة،لكن هذه الكُلفة والمشقة هي في وسعة الانسان،ويسمو بها العبد إلى المعالي،والله عز وجل خلق الجنة والنار،وجعل هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار.
فمن امتثل أوامر الله واجتنب نواهيه،فإنه من الفائزين يوم الدين،ومن ضيع الواجبات وانتهك المحرمات،وتعدى للحرمات،فإنه من الخاسرين يوم الدين.
فقال عليه الصلاة والسلام:الحلال بين والحرام بين،وبينهما أمور مشتبهات،لا يعلمها كثير من الناس.
فقسم الأحكام إلى ثلاثة أقسام:
*حلال محض.
*والقسم الثاني:حرام محض.
*والقسم الثالث:متشابهات.
أما القسم الأول فهو الحلال المخض،الظاهر البين الذي لا يختلف فيه الناس،وهذا الحلال إما أن ينص عليه القرآن،كقوله:{ وَأُحِلَّ لَكُم}،وإما أن ينص عليه النبي صلى الله عليه وسلم،كقوله:أُحلت لنا.وإما أن تُجمع الأمة على أن هذا الأمر حلال.
والقسم الثاني:الحرام المحض،البين الظاهر،وتحريمه إما أن يكون منصوصا عليه في القرآن،كقوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ }،أو أن يكون منصوصا في السنة،كأن يقول حُرم عليك،حُرم كذا أو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم،وإما أن تجمع الأمة على تحريمه.
والضابط في هذا هو ما قاله ربنا عز وجل،في القرآن الكريم قال:{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}الأعراف.
فهذه قاعدة مطردة،تعم المطاعم والمشارب، والملابس وكل شيئ.
فإذا أردت أن تفرق وأن تميز بين الحلال وبين الحرام،فاجعل هذا الميزان المستقيم،والقسطاس القويم،الطيبات والخبائث.
فكل طيب حلال من المأكورت ومن المشارب ومن الملبوسات،وكل خبيث والخبيث ما لا يلائم النفس،أوفيه ضرر على النفس أو على الدين،والطيب ما يلائم النفس،أوفيه مصلحة في الدين أو مصلحة في الدنيا،فهو من الطيبات.
والخبائث أيضا تعم أنواع المطاعم والمشارب والملابس،فكل خبيث فهو حرام.
فأنت إذا أردت أن تسأل،أو أشكل عليك أمر،أشكل عليك،وأشكل عليك حكمه،فضعه في هذا الميزان،فإذا سئلت عن شيئ عمت به البلوى،وليكن مثالا وربما استسمح البعض،مثلا الدخان هل هو حلال أم حرام؟ انظر إليه هل هو من الطيبات أم من الخبائث؟
إذا قيل هو من الطيبات،نقول هذه مكابرة فإن الأطباء، بل كل الناس يقرون على أن الدخان ليس من الطيبات،فإن لم يكن من الطيبات،إذا هو من الخبائث،فإذا كان من الخبائث،إذا يندرج في قوله تعالى:{ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }الأعراف.
ونظيره المخدرات لا يقول أحد إن الله عز وجل،ما قال إن المخدرات حرام،وأن المخدرات لم يرد ذكرها لا في القرآن ولا في السنة،نقول وإن لم يرد ذكرها من باب التسليم الجدل،لكن عندنا قاعدة قرآنية،وهي قوله عز وجل:{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }الأعراف.
فلننظر في هذه المخدرات،أ هي من الطيبات أم هي من الخبائث،فإذا كانت من الطيبات إذا فهي حلال،فهل هذا صحيح؟ فإن العقلاء متفقون على أن المخدرات تفسد العقل،وتفسد المال وأكثر الجرائم،ناجم عنها وكما قال بعض العلماء: إذا قيل أن الخمر أم الخبائث،فإن المخدرات أم أم الخبائث،أي جدتها أم أم الخبائث.
إذا لم تكن المخدرات من الطيبات،فإذا لم تكن من الطيبات،إذا هي من الخبائث،فإذا كانت هي من الخبائث،فقد قال الله عز وجل:{ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }.
فإذا فهمت هذه القاعدة يزول عليك كثير من الاشكالات،التي تعتريك.
ثم بين منزلة الحلال ومنزلة الحرام،هناك منزلة هي منزلة المتشابه،أحكام متشابهة لا يُدرى أهي من القسم الأول أي حلال،ولا يُدرى أهي من القسم الثاني أي حرام.
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:وبينهما أمور مشتبهات،أي بين الحلال وبين الحرام،أمور مشتبهة لا يُدرى حكمها أهي من الحلال أم هي من الحرام؟
لكن انتبهوا أن هذا التشابه ليس في ذات الشريعة،فإن الشريعة من الله،ليس فيها متشابه،إنما التشابه بالنسبة للانسان،هي تلتبس عليه وتشتبه عليه،أما في ذاتها فإن الشريعة من عند الله،{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }النساء.
وإن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا في القرآن،فليس في الشريعة ما هو متشابه،المتشابه بالنسبة للإنسان،تلتبس عليه الأمور،وسبب هذا التشابه إما أن يرجع إلى خفاء الدليل،فخفاء الدليل أو عدم الاطلاع على الدليل،الناس تبقى في حيرة.
ليس فيه الدليل،أهذا حلال أم هذا حرام،أحيانا يكون التشابه بسبب اختلاف العلماء فإن عامة الناس إذا رأو العلماء مختلفين في مسألة تلتبس عليهم الأمور وتشتبه،أحيانا لا يُفهم النص فالعلماء يختلفون في فهم النص،فالناس تلتبس عليهم الأمور بناءا على هذا الأمر.
المفيد أن أسباب الاشتباه كثيرة جدا،والذي ينبغي ذكره كما في الحديث،أن هذا الاشتباه يقع لعامة الناس وأكثرهم،لقوله صلى الله عليه وسلم:لا يعلمها - أي لا يعلم حكمها - كثير من الناس.
إذا فقوله كثير من الناس مفهومه أن قليل من الناس،يعلمون أحكام المتشابه وهم العلماء،فالعلماء،لا تلتبس عليهم الأشياء ولا تشتبه،لأن العلم نور ولأن العلم أيضا ميراث النبوة،يوصل العبد إلى المعرفة،والعلم يكون قبل القول والعمل،كما ترجم له البخاري في صحيحه،باب العلم قبل القول والعمل.
فإن العبد لا يقول حتى يعلم،ولا يعمل حتى يعلم،فالعلم يكشف عن هذه المتشابهات،إي نعم.

وفي هذا الحديث دلالة على فضل العلم والعلماء،فضل العلماء لأن العلماء لا تخفى عليهم أحكام المتشابه،ويظهر هذا في تتمة الحديث،لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ضابطا في أحكام المتشابه،قال:فمن اتقى الشبهات - أي اجتنبها وتورع - فقد استبرأ لدينه وعرضه، طلب البراءة للدين من القدح،وللعرض من الطعن،لأن الذي يوغل في المتشابه ويقع فيها،فقد يتكلم الناس في دينه،ويطعنون في عرضه.
إذا فالعلماء الذين يعرفون أحكام المتشابه،قد أمنوا في دينهم من الطعن،والعرض من القدح،فدل هذا على فضل العلم وفضل العلماء.
المقصود أن أحكام الشريعة ثلاثة:
حلال بين،حرام بين،وبينهما متشابهات،والواجب في المتشابهات هو الاحتياط،والورع وترك ما لا بأس به خشية ما به بأس،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:إني لأتقلب فأجد التمرة والتمرتين،فأهم بأكلها فأخشى أن تكون من الصدقة فأتركها.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرمت عليه الصدقة،فلا يأكل الصدقة يجد التمرة يهم أن يأكلها،ثم يخشى أن تكون من الصدقة فيتركها،فهذا هو الورع وهذا هو الاحتياط،والقاعدة في هذا ماذا نفعل؟
ننظر إلى أصل العمل، فإذا كان أصل العمل مباشر،ثم أشكل عليك الأمر،فرجحه إلى الأصل،مثال نقول الأصل في الأعيان الطهارة،يعني أن الأشياء كلها طاهرة،فلا نحكم بنجاستها إلا بنص،أنت تمشي يعني كما أُبتلي الناس به،أنت تمشي في الأزقة فيصيبك ماء ينزل من الشرفة،وإما عفست عليه بقدمك،وأنت لا تدري أ هو طاهر أم نجس؟
فإذا قلنا،وأنت لم تتيقن ولا تدري،فإذا قلنا إن الأصل في الأشياء الطهارة،فإننا نحكم بطهارته،ولا نحكم بنجاسته لماذا؟
لأن النجاسة أمر عارض [..] بالنص،مادام ليس فيه نص فإننا نحكم بطهارته.
مثال آخر إذا قلنا الأصل في المأكولات الإباحة،إلا ما حرمه النص،الناس اختلفوا في حكم أكل القنفذ،هل يجوز أكله أم لا ؟
والقنفذ ليس من ذوات الأنياب،هل يجوز أكله؟ ليس عندنا نص يبيح القنفذ وليس عندنا نص يحرمه،إذا هذا مما يشكل على الناس،نقول الأصل في الأشياء أنها حلال،فنقول إن القنفذ حلال لأنه لم يرد نص بتحريمه.
فمثل هذه القواعد تزيل عليك الكثير من الإشكالات،وهناك قواعد كثيرة جدا تساعد المكلف وتساعد المسلم،على إزالة مثل هذه الإشكالات لكن الوقت يطاردني،فنجتهد في اختصار المحاضرة نظرا لتأخري عنها.
إذا هذه الأحكام ينبغي على العبد أن يمتثل بها.
يأتي الحديث الرابع: وهو قوله صلى الله عليه وسلم:من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
هذا الحديث أصل في الأخلاق،وتهذيب النفوس وتقويم السلوك،فالاسلام حسن والأحسن منه أن يهتم الانسان بما يعنيه،في دينه ودنياه،فما يعنيه في دينه هو فعل المؤمورات،واستباق في المندوبات والمستحبات،واجتناب المنكرات.
وما يعنيه في الدنيا هو اصلاح نفسه،واصلاح أهله،واصلاح أعماله،أما الأمور التي لا تعنيه في الدنيا،ولا تعنيه في الدين،ما دخلك فيها؟
فمن حسن اسلام المرء أن يتركها ولا يبحث عنها،ومن الأمور التي لا تعنيه في دينه هي المحرمات فيتركها،وأيضا فضول المباحات،إذا كانت فضول المباحات تصرفك عن طاعة الله عز وجل،فدعها عنك لأنها لا تعنيك في دينك.
إذا هذا الحديث أصل في تهذيب النفوس،وتربيتها.
وقد الاسلام بتهذيب النفوس وتقويمها،والحث على التحلي بالفضائل،والتخلي عن الرذائل،قال ربنا عز وجل،وهو يصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم،فيقول:{ وَإِنَّكَ لَعَلَىظ° خُلُقٍ عَظِيمٍ}القلم.
وقال:{ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }آل عمران.
لو كنت قاسي القلب غليظ النفس،لانفض الناس من حولك،لكنه كان عليه الصلاة والسلام،كما وصفه ربنا عز وجل:{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة.
كان هينا لينا رفيقا،عليه الصلاة والسلام.
ولهذا بُعث بجوامع الأخلاق،فقال عليه الصلاة والسلام:إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
ولاحظوا قوله صلى الله عليه وسلم:لأتمم،يعني أن الأخلاق كانت موجودة في القوم،إلا أنهم كانوا بالنسبة لهذه الأخلاق،بين إفراط وبين تفريط،فكانت لهم الغيرة ،والغيرة من مكارم الأخلاق،فحملتهم هذه الغيرة وأفرطوا فيها،حتى وأدوا بناتهم،وأد البنات،{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }التكوير.
الشجاعة من محاسن الأخلاق،كانت فيهم شجاعة،لكنهم غلو فيها،وأفرطوا حتى حملتهم على الثأر،وعلى الانتقام.
كان فيهم الكرم،والكرم من محاسن الأخلاق،لكن غلو فيه حتى بلغوا إلى درجة التبذير والإسراف.
فجاء الاسلام وهذب هذه الاخلاق،وحث على الاقتصاد،[..]،فحرم الغلو والإفراط وحرم أيضا التفريط.
فإن الشجاعة إذا فرطت فيها تقع في الجبن،وإذا أفرطت فيها تقع في التهور،وهذا هو الضابط لجميع الأخلاق.
والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم،بُعث ليتمم محاسن الأخلاق،وحث عليه الصلاة والسلام،على التحلي بالأخلاق،كالجود والكرم،وسعة الصدر وحسن السمت،والشجاعة والحياء،الذي هو أصل محاسن الأخلاق،وجعله النبي صلى الله عليه وسلم،شعبة من شعب الايمان،بعدما قسم شعب الايمان إلى ثلاث وسبعين شعبة،قال:والحياء شعبة من شعب الايمان.
وقد عُني الكثير من علماء الحديث،في التأليف في هذا المجال،فألفوا كتبا في مكارم الأخلاق،وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها،فقال لأبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما،قال:اتقي الله حيثما كنت،واتبع السيئة الحسنة تمحها،وخالق الناس بخلق حسن.
فحثهم أن يعاملوا الناس بالخلق الحسن،كاللين والرفق،والتواضع وسعة الصدر،وبشاشة الوجه،هذه محاسن الإخلاق التي تصطاد،وتجلب تلاديد الناس.
إنكم لا تسعوهم بأموالكم ولا بأقوالكم،إنما تسعوا الناس بمكارم أخلاقكم.
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:إن العبد الذي حسن خلقه،ليبلغ درجة الصائم القائم.
والأحاديث في فضل محاسن الأخلاق،ومكارم الأعمال كثيرة وكثيرة جدا.
الخلاصة: أن هذه الأحاديث التي يدور عليها رحى الاسلام،لا ينبغي للمسلم أن يستغني عنها.
والله ولي التوفيق،وبارك الله فيكم وفي حضوركم،وأجدد شكري لحضوركم،وسرورا بلقائكم،راجيا من الله عز وجل أن يتيح لنا فرصة أخرى،نلتقي بهذه الوجوه الكريمة،وبارك الله فيكم.
وسبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
استغفرك وأتوب إليك

الطالب: جزى الله الشيخ خير الجزاء على ما قدم،وبارك الله فيعلمه وعمله،وألبسه الله ثوب الصحة والعافية،جزاءا لما قال وأسدى وأفاد،جزاه الله خيرا،ونسأل الله أن يتجدد اللقاء علينا معكم،في أمثال هذه المجالس فيما يأتي من الليالي والأيام.
وفي الختام نجدد الشكر لأعوان الادارة،وعلى رأسهم مدير الإقامة وفقه الله تعالى،وإلى كل من أسهم في إنجاح هذه المحاضرة.
وختاما نطلب من إخواننا جزاهم الله خيرا،أن يلتزموا أماكنهم،حتى يتسنى للشيخ الخروج،فإنه متعب بعض الشيئ،ونطلب من إخواننا في الممر أن يفسحوا له المجال،وبعد ذلك أن ينصرفوا راشدين،وجزاكم الله خيرا،وبارك فيكم.


انتهى
ـــــــــــــــــــــــ

[..] كلمة لم أسمعها جيدا أو لم أفهمها


تفريغ:أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ:

المصدر:http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=22942


التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 11:29 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Feb 2018, 01:59 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

.....

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:36 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Feb 2018, 02:00 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

........

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:34 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Feb 2018, 02:01 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

......

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:35 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 Feb 2018, 02:02 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

......

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 Feb 2018, 07:32 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

...........

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 26 Feb 2018 الساعة 07:48 PM سبب آخر: مكرر
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 Feb 2018, 07:47 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

......

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 Feb 2018, 05:54 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

.......

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:54 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01 Mar 2018, 10:22 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

.....

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04 Mar 2018, 01:29 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

.....

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 02:06 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 04 Mar 2018, 01:31 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

تم جمع كامل تفريغ المحاضرة بأول رد ،فأرجو من الإدارة حذف باقي الردود
وجزاكم الله خيرا

التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 04 Mar 2018 الساعة 02:08 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013