جزاك الله أخي الكريم خيرا، ولكن اسمح لي بهذا التّعليق:
أوَّلا/ ذكرتَ إسنادَ الحديث مباشرة دون أن تشير إلى من أخرجه، فقلت: (و: حدثنا قتيبة بن سعيد...).
فالقارئ يتصوَّر بأنَّك صاحب الإسناد، ولعلَّك نسيتَ أن تذكر: (قال الإمام أحمد في المسند) في أوَّله لأنَّه صاحبُ الإسناد.
ومن باب الفائدة فهذا الحديث مما اختلف أهل العلم فيه، فمنهم من صحّحه ومنهم من ضعّفه، بل إنّ الشّيخ الألباني-رحمه الله- كان يميل في أوّل الأمر إلى تضعيف الحديث ثم استقرّ رأيُه على تصحيحه.
انظر: ظلال الجنة في تخريج السنة (1/250)، وضعيف الجامع (1/240)(1658).
وسلسلة الأحاديث الصحيحة (6/824)(2843).
ثانيا/ صفة العجب ثابتة لله بهذا النّص وبنصوص أخرى من الكتاب والسُّنَّة، ولكن لا بدَّ ألّا يفهم من إثبات هذه الصّفة نقص في حقِّ الله سبحانه وتعالى.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية-رحمه الله-: (وَأَمَّا قَوْلُهُ: "التَّعَجُّبُ اسْتِعْظَامٌ لِلْمُتَعَجَّبِ مِنْهُ". فَيُقَالُ: نَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ مَقْرُونًا بِجَهْلِ بِسَبَبِ التَّعَجُّبِ، وَقَدْ يَكُونُ لِمَا خَرَجَ عَنْ نَظَائِرِهِ، وَاَللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَعْلَمَ سَبَبَ مَا تَعَجَّبَ مِنْهُ؛ بَلْ يَتَعَجَّبُ لِخُرُوجِهِ عَنْ نَظَائِرِهِ تَعْظِيمًا لَهُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى يُعَظِّمُ مَا هُوَ عَظِيمٌ؛ إمَّا لِعَظَمَةِ سَبَبِهِ أَوْ لِعَظَمَتِهِ...). [مجموع الفتاوى (6/123)].
وقال الشَّيخ ابنُ عثيمين-رحمه الله-: (أجمع السَّلف على ثبوت العجب لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. وهو عجب حقيقي يليق بالله....
والعجب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادرا عن خفاء الأسباب على المتعجِّب، فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النَّوع مستحيل على الله؛ لأنَّ الله لا يخفى عليه شيء.
الثَّاني: أن يكون سببه خروج الشَّيء عن نظائره، أو عمَّا ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى) [مجموع الفتاوى والرسائل (5/32-33)].
والعلم عند الله.
|