منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Nov 2009, 09:14 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي ...::: هـل أنـت مـن الـمـتـوسـمـيـن ؟ :::...


هـل أنـت
مـن المـتـوسـمـيـن ؟

لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" ( 1 / 364 ) :
وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه، كما تقدم. ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة؛ فكلما كثُر البر والتقوى قوى الحسن والجمال، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح. فكم ممن لم تكن صورته حسنة ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه، حتى ظهر ذلك على صورته.
ولهذا ظهر ذلك ظهوراً بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها، حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها.
وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش، من الترك ونحوهم، فإن الرافضي كلما كبر قَبُحَ وجهه وعظم شينه، حتى يقوى شبهه بالخنزير، وربما مسخ خنزيراً وقرداً، كما قد تواتر ذلك عنهم. ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة، ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوهاً. حتى إن الصنف الذي يكثر ذلك فيهم، من الترك ونحوهم، يكون أحدهم أحسن الناس صورة في صغره، وأقبح الناس صورة في كبره، وليس سبب ذلك أمراً يعود إلى طبيعة الجسم، بل العادة المستقيمة تناسب الأمر في ذلك، بل سببه ما يغلب على احدهم من الفاحشة والظلم، فيكون مخنثا ولوطيا وظالما وعونا للظلمة، فيكسوه ذلك قبح الوجه وشينه.
ومن هذا أن الذين قَوِيَ فيهم العدوان مسخهم الله قردة وخنازير من الأمم المتقدمة. وقد ثبت في الصحيح أنه سيكون في هذه الأمة أيضا من يُمسخ قردة وخنازير، فإن العقوبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات، كما قد بُيِّن ذلك في غير موضع.
وأما ابن القيم رحمه الله – فيقول في "مفتاح دار السعادة" ( 2 / 179 ) :
وتأمل حكمتَهُ تعالى في مسخِ مَن مَسَخَ من الأُمم في صُورٍ مختلفَةٍ مناسبَةٍ لتلكَ الجرائم؛ فإنها لما مُسِخت قلوبُهم وصارت على قلوبِ تلك الحيواناتِ وطِباعِها اقتضت الحكمَةُ البالغةُ أنْ جُعِلت صُورُهم على صُورِها لتتمَّ المناسَبَةُ ويكمُل الشَّبهُ، وهذا غايةُ الحكمَةِ.
واعْتَبِر هذا بمن مُسِخوا قِردةً وخنازير، كيف غَلَبت عليهم صفاتُ هذه الحيوانات وأخلاقُها وأعمالُها.
ثم إن كنتَ من المتوسِّمين فاقرأ هذه النُّسخَةَ من وجوهِ أشباهِهم ونُظرائهم، كيفَ تراها باديةً عليها ؟ وإن كانت مستورةً بصورَةِ الإنسانيّة فاقرأ نسخة القردة من صُورِ أهلِ المكرِ والخديعةِ والفسقِ الذين لا عُقول لهم، بل هم أخفُّ الناسِ عُقولاً وأعظمُهم مكراً وخداعاً وفسقاً.
فإن لم تقرأ نُسخَة القِرَدةِ من وجوهِم فلست من المتوسِّمين، واقرأ نسخَةَ الخنازيرِ من صوَرِ أشبهاهم ولا سيَّما أعداءُ خيارِ خَلْقِ الله بعدَ الرُّسُلِ وهم أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ هذه النُّسخَةَ ظاهرَةٌ على وجوهِ الرَّافضَةِ يقرأُها كلُّ مؤمنٍ كاتبٍ وغير كاتبٍ، وهي تظهرُ وتَخفى بحسبِ خِنزيريّةِ القلبِ وخُبثهِ؛ فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعاً، ومن خاصيَّتهِ أنَّه يَدَعُ الطيِّباتِ فلا يأكلُها، ويقومُ الإنسانُ عن رجيعه فيُبادرُ إليه.
فتأمَّلْ مُطابَقَةَ هذا الوصفِ لأعداءِ الصَّحابَةِ كيفَ تجدُهُ مُنطبقاً عليهم؟ فإنَّهم عَمَدوا إلى أطيَبِ خَلقِ اللهِ وأطهرهم فعادوهم وتبرَّؤوا منهم، ثم والَوا كُلَّ عدوٍّ لهم من النَّصارى واليهودِ والمُشركينَ، فاستَعانوا في كلِّ زمانٍ على حربِ المؤمنينَ الموالين لإصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفَّارِ وصرَّحوا بأنَّهم خيرٌ منهم.
فأيُّ شبَهِ ومُناسَبةٍ أولى بهذا الضَّربِ منَ الخنازير ؟! فإنْ لم تقرأ هذه النُّسخَةَ من وجوههم فلستَ من المتوسِّمين.
وأمَّا الأخبارُ التي تكادُ تبلغُ حدَّ التَّواترِ بمَسخِ مَن مُسخَ منهم عندَ الموتِ خِنزيراً فأكثرُ مِن أن تُذكرَ هاهُنا، وقد أفرَدَ لها الحافظُ محمد بن عبد الواحد المقدسيّ كتاباً.
وقال رحمه الله في "إغاثة اللهفان" ( 2 / 126 ) :
والمقصود : أن النجاسة تارةً تكون محسوسة ظاهرة، وتارة تكونُ معنويةً باطنة، فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة، حتى إن صاحب القلب الحي لَيَشَمُّ من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها، كما يتأذى من شَمَّ رائحة النّتْن، ويظهر ذلك كثيراً في عَرَقِهِ، حتى يجد لرائحة عرقِهِ نَتْناً، فإن نَتْن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره، والعَرق يفيض من الباطن، ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب الناس عرقاً، قالت أم سُلَيم - وقد سألها عليه الصلاة والسلام – عنه؛ وهي تلتقطه؟-: هو من أطيب الطيب.
فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خُبثها ونجاستها؛ حتى يبدوَ على الجسد، والنفس الطيبة بضدها، فإذا تجردت وخرجت من البدن وُجِدَ لهذه كأطيب نَفْحَة مسك وُجدت على وجه الأرض، ولتلك كأنتن ريح جِيفة وجدت على وجه الأرض.
وقال رحمه الله في "روضة المحبين" ( 1 / 222 ) :
ترى الرجلَ الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسودَ أو غيرَ جميل، ولا سيما إذا رُزِق حظاً من صلاة الليل فإنها تنوّر الوجه وتحسّنه.
وقد كان بعضُ النساء تُكثر صلاة الليل، فقل لها في ذلك، فقالت: إنها تُحسّن الوجه، وأنا أحب أن يحسنَ وجهي. ومما يدل على أن الجمال الباطنَ أحسنُ من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه.
وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعضَ الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها: ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُقالوا: هو الصوت الحسن، والصورة الحسنة.
وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده، فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا، فإن شكره بتقواه وصيانته؛ ازداد جمالا على جماله، وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه؛ قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة، فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحاً وشينا، وينفر عنه من رآه، فكل من لم يتق الله عز و جل في حسنه وجماله انقلب قبحاً وشيناً يشينه به بين الناس، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره.
وقال رحمه الله أيضاً في "إغاثة اللهفان" ( 2 / 476 ) :
قال بعض أهل العلم : إذا اتَّصف القلبُ بالمكر والخديعة والفسق، وانصبغ بذلك صِبغةً تامةً: صار صَاحبه على خُلُق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدوَ على صَفَحَات وَجْهِه بُدُوّاً خفيّا، ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهراً على الوجه، ثم يقوى حتى يقلبَ الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة، ومَن له فِراسة تامة يرى على صور الناس مَسخاً من صور الحيوانات التي تَخلّقوا بأخلاقها في الباطن، فقلَّ أن ترى مُحتالاً مكاراً مخادعاً خَتَّاراً؛ إلا وعلى وجهه مَسْخةُ قرد، وقلَّ أن ترى رافضيَّاً؛ إلا وعلى وجهه مَسْخةُ خنزير، وقلَّ أن ترى شرِهاً نَهِماً، نفسُه نفسٌ كَلْبيّة إلا وعلى وجهه مَسْخةُ كلب، فالظاهر مرتبط بالباطن أتمَّ ارتباط، فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة.
ولهذا خوّف النبيُّ صلى الله عليه وسلم من سابَق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار؛ لمشابهته للحمار في الباطن؛ فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فسادَ صلاته، وبطلان أجره، فإنه لا يُسَلِّم قبله، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفِطْنَة.
منقول

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 Nov 2009, 07:04 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

كلام جميل جدا، ومثله يكتب بماء العين لا الذهب؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لا يتكلم عن فراغ، وحتى تلميذه ابن القيم ـ رحمه الله ـ.
جزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Nov 2010, 04:13 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

و إياك أخي العزيز حسن
فأين نحن من هؤلاء
فرحماك ربي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Nov 2010, 06:02 PM
أبو عبد الحق أمين المشرفي أبو عبد الحق أمين المشرفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 19
افتراضي

بارك الله فيك على النقل الطيب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 Nov 2010, 10:26 PM
شهاب الدين شهاب الدين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 19
افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك على هذه التذكرة . . . لمن شاء منا أن يستقيم وما نشاء إلا أن يشاء الله رب العالمين ...
لكن ... لم يتضح لي وجه ربط عنوان المشاركة بالمضمون حيث لا يشير كلام شيخ الإسلام و لا كلام تلميذه على كيفية التوسم و طرقها اللهم إلأا إن أريد أننا نستطيع أن نتوسم الخير في أصحاب الوجوه النيرة فهذا لا يكفى - وحده - للتفرس ... و لا يدل عليه عنوان "هل أنت من المتوسمين ؟ " بل يدل لأول وهلة عن كيفية التوسم و التفرس ... و الله أعلم
على كل جزاك الله خيرا - أخى يوسف - و لمن أراد مزيد اطلاع على موضوع " حسن الباطن يورث حسن الظاهر " فما عليه إلا أن يرجع لكتاب روضة المحبين لابن القيم على الرابط http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2490 - للمتزوجين فقط ... ابتسامة -
و السلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المتوسمين, ابن القيم, ابن تيمية, فوائد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013