منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Aug 2010, 08:57 PM
صايب أسامة صايب أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
إرسال رسالة عبر MSN إلى صايب أسامة
افتراضي أهم مواقع الرياء التي يجب على المسلم الحذر منها للشيخ سمير مرابيع

بسم الله الرحمن الرحيم
أهم مواقع الرياء التي يجب على المسلم الحذر منها
بقلم شيخنا ابو وائل سمير مرابيع حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:


الرياء لغة:
راءيت الرجل مراءاة ورياء: أريته على خلاف ما أنا عليه, وقيل: هو أصل يدل على نظر وإبصار بالعين أو بصيرة, وراءى فلان يرائي وفعل ذلك رئاء الناس وهو أن يفعل شيئا ليراه الناس. [راجع اللسان ومعجم مقاييس اللغة].
الرياء في الاصطلاح:
ذكر العلماء تعريفات متقاربة: فالجرجاني يقول في التعريفات: هو ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه, وقال صاحب تيسير العزيز الحميد: الرياء أن يكون ظاهره خيرا من باطنه, أي لملاحظة الخلق.
فمدار جميع التعاريف على أمرين: إرادة غير الله من دون الله أو إرادة غير الله مع الله.

الفرق بين الرياء والسمعة:
الرياء مشتق من الرؤية, فيظهر العبادة لقصد رؤية الناس لها, والسمعة: تتعلق بالسمع, فعمل العمل (من كتابة ونحوها) وهو يريد انتشار خبره رجاء حمد الناس له, بدليل حديث: من سمع سمع الله به, قال البغوي: هو أن يعمل في الخلوة ثم يصبح يحدث الناس بما عمل, بشرط إرادة الثناء أو لغرض دنيوي, أما إن كان القصد تنشيط العالم للسامعين فهذا لا بأس به إن أمن الرياء على نفسه. [راجع الفتح وشرح الأربعين للأنصاري وقواعد الأحكام للعز].

أقسام الرياء وحكم كل قسم:

ينقسم الرياء بالنظر إلى كلام أهل العلم إلى قسمين:
أولا: الرياء المحض أو الخالص أو رياء الإخلاص: وهو ألا يريد بعمله وجه الله تعالى البتة بل الناس فقط.
حكمه: قال ابن رجب: وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام, وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما من الأعمال الظاهرة التي يتعدى نفعها فالإخلاص فيها عزيز.
وهذا القسم لا يخلو دخوله إما على أصل الإيمان والدين فيكون نفاقا وكفرا كما قال تعالى في المنافقين: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} وفي الكفار قال:{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ }.
وإما أن يدخل على أصل العبادة فلا يقصد من عباداته إلا الناس, فلولاهم ما صلى ولا صام ولا حج...فهذا شرك أكبر محبط للعبادة قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}. [راجع الجامع لابن رجب وشرح الأربعين وقواعد الأحكام وفتاوى اللجنة 1/518 وأنواع الشرك الأصغر لعواد المعتق].
ثانيا: رياء الشرك: وهو أن يريد بعبادته الناس (لدفع مضرة أو جلب منفعة) ورب الناس معا.
حكمه: ذهب بعضهم إلى بطلان عمل من خالطه هذا النوع من الرياء, وفصل فيه ابن رجب فقال –بتصرف-:
إن شاركه من أصله فهو باطل حابط للحديث القدسي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشريكه. وهو قول طائفة من السلف من صحابة وتابعين.
أما إن طرأ عليه الرياء بعد إخلاص فهو على حالتين:
أن يكون الرياء خاطرا عابرا ثم يدفعه فهذا لا يضره بلا خلاف. أو أن يطرأ عليه فيسترسل معه ولا يدفعه فهذا بحسب العبادة:
فإن كان أولها مرتبطا بآخرها كالصلاة والصيام ففيه خلاف, وقد رجحا الإمام أحمد الطبري عدم بطلان عمله وإنما يجازى بالنية الأولى.
وإن كان العمل مما لا ارتباط لأوله بآخره كالذكر ونشر العلم وإنفاق المال, فهذا ينقطع بالرياء الطارئ ويحتاج إلى تجديد النية. [راجع الجامع لابن رجب والقواعد والفروق للقرافي والإعلام لابن القيم].
ذكر بعض ما يقع به الرياء:
لكل شيء آفة والرياء آفة الأعمال والأقوال والأحوال, لذا كان أخفى من دبيب النمل على الصفا. ومجامع ما يتزين به الناس خمسة: [راجع الإحياء للغزالي والتلبيس لابن الجوزي].
أولا: الرياء بالبدن: فيظهر المرء النحول وإغارة العينين والاصفرار ذبول الشفتين ليوهم شدة الاجتهاد في العبادة, كل ذلك رجاء تحصيل ثناء الناس.
ثانيا: الرياء بالزي والهيئة: فيكون بعدة أمور منها: إرادة إبقاء أثر السجود والحرص على ذلك, أو لباس غليظ الثياب, أو القصير منها لا بقصد الاتباع بل لإظهار الاتباع ومراءاة الخلق, وفرق بين الأمرين.
ثالثا: الرياء بالقول: ويصعب حصر أنواعه: كإظهار غزارة العلم أو التمكين منه ليقال عالم, أو بإظهار شدة الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليقال آمر بمعروف ناه عن منكر, أو برفع الصوت بقراءة القرآن حتى يقال قارئ كما في الأثر.
رابعا: الرياء بالعمل: وصوره كثيرة: كإطالة السجود والركوع والخشوع في الصلاة, وإشعار الناس بالصيام, والرغبة في تحصيل لقب حاج, وإظهار الصدقة ليقال جواد كما في الأثر, جميعها إنما فعلها لملاحظة الناس له فقط.
أما قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}, فقد دلت الآية على مشروعية إظهار الصدقات لكن الخيرية في إخفائها, كما جنح بعض أهل العلم إلى التفريق بين الزكاة الواجبة التي يفضل إظهارها وبين صدقة التطوع التي يستحب إخفاؤها, والحقيقة ألا فرق بين التطوع والواجب منها مع ملاحظة الإخلاص فيهما معا.
خامسا: الرياء بإظهار الاتباع: كتكلف استزازة العلماء لتعلو منزلته ويحسن الظن به, ليقال محب للعلم وأهله, أو بذكر شواذ المسائل بين الحاضرين أو بالتوسع بذكر الشيوخ, كل ذلك لتحصيل الجاه والمنزلة بين السامعين, وقد كان بعض شيوخنا –حفظه الله- إذا سئل عن ترجمته أجاب بقوله: لا تعينوا الشيطان علينا, وإنما اسألوني عن ترجمة الشيخ أحمد يحي النجمي –رحمه الله- أو الشيخ ربيع أو زيد بن هادي المدخلي.


سبل العلاج والوقاية:

لكل داء دواء إلا السام, وتستوي في ذلك الأبدان والقلوب, وعلاج هذه الآفة يكون بأمور إذا تضافرت أثمرت نجاحا في تخليص العبد من ربق الرياء:
أولا: استحضار عظمة الخالق جل وعلا وأن النفع والضر بيده سبحانه وليس بيد من سواه. فلا يستحق أحد أن يراءى فيطلب ثناؤه أو يتقى ذمه قال صلى الله الله عليه وسلم لابن عباس: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.
قال ابن القيم: فإن قلت: وما الذي يسهل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهل عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلاّ وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره, ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه, وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهل عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين إلاّ الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ مدحي زين وذمّي شين" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الله عز وجل".
ثانيا: تذكر عاقبة المرائين في الدنيا والآخرة, فقد كان الحسن البصري يقول: من تزين للناس سوى ما يعلم الله منه شانه الله عز وجل. فعلق ابن القيم بقوله: لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه عامله الله بنقيض قصده فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا ولما كان المخلص يعجل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس عجل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانه الله بين الناس لأنه شان باطنه عند الله وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وحكمته في قضائه وشرعه.
هذا ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضياتها فلا بد أن تطلب منه فإن لم توجد عنده افتضح فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم جزءا له من جنس عمله.
فيعامل بنقيض قصده في الدنيا ويفضح ولو في لحن القول, وأما في الآخرة فالفضيحة أعظم وأشنع لأنها على رؤوس الأشهاد ففي الحديث: من سمع الناس بعمله سمع الله به يوم القيامة وصغره وحقره.
ثالثا: معرفة مداخله طلبا للوقاية كما في سؤال حذيفة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن مداخل الشر كله خشية الوقوع فيها.
رابعا: إخفاء الأعمال التعبدية خاصة النوافل منها, قال تعالى في الصدقات: {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} وقد كان السلف كذلك يفعلون, يقول الحسن البصري: لقد أدركنا أقواما لا يستطيعون أن يسروا من العمل شيئا إلا أسروه.
خامسا: تذكر الموت وسكراته، والقبر وظلمته، ويوم القيامة وأهواله. يقول صلى الله عليه وسلم: أكثروا من ذكر هادم اللذات: الموت.
سادسا: وأعظم هذه السبل الالتجاء إلى الله عز وجل بالاستعانة والاستعاذة به والدعاء, فعن أبي علي رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقال والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون فقال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
سابعا: السعي لتحصيل الإخلاص الصادق, فإن الإخلاص وحب المدح والثناء لا يجتمعان في قلب مؤمن قط, يقول ابن القيم: فإن قلت: وما الذي يسهل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهل عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلاّ وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره, ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه, وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهل عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين إلاّ الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ مدحي زين وذمّي شين" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك الله عز وجل".
فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه وارغب في مدح مَن كُل الزّين في مَدحِه وكُل الشين في ذمه, ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} وقال تعالى {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.

بقلم شيخنا ابو وائل سمير مرابيع وفقه الله


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Aug 2010, 11:24 PM
محمد وليد محمد وليد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر ( الدار البيضاء )
المشاركات: 110
افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Aug 2010, 12:11 AM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي بارك الله فيك

جزاك الله خيرا أخي صايب
وحفظ الله الشَّيخ السَّلفي سمير مرابيع من كل سوء
نفع الله به أهل الجزائر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 Aug 2010, 05:04 AM
أبو أحمد ضياء التبسي أبو أحمد ضياء التبسي غير متواجد حالياً
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أحمد ضياء التبسي
افتراضي

بارك الله فيك أخي أسامة؛
لكن ممكن نعلم توثيق المقال؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 Aug 2010, 11:56 AM
أبو إبراهيم خليل الجزائري أبو إبراهيم خليل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 379
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 Aug 2010, 11:31 PM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي

بارك الله فيك أخي ووفق الله شيخنا سمير لكل ما فيه نصر للسنة وعزة لها
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, الرياءوعلاجه, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013