19 Oct 2010, 10:22 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 113
|
|
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
فإذا قيل لك: من ربك؟
فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، وكل ما سوى الله عالَم، وانا واحد من ذلك العالم
فإذا قيل لك بمَ عرفت ربك؟
فقل: بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار، والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"، وقوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
والرب هو المعبود، والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".
وانواع العبادة التي أمر الله بها: مثل الإسلام والإيمان والإحسان، ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها لله تعالى، والدليل قوله تعالى: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا".
فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر، والدليل قوله تعالى: "وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"
ملخص الشرح:
فقل ربي الله الذي رباني: التربية هي عبارة عن الرعاية التي يكون بها تقويم المُربى.
وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم: سُمُّوا عالمًا لأنهم عَلَمٌ على خالقهم.
فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته: الآيات: جمع آية، وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه.
وآيات الله نوعان: كونية وشرعية
** الشرعية: هي الوحي
** الكونية: المخلوقات
وعلى هذا يكون قوله بآياته ومخلوقاته من باب عطف الخاص على العام، وإذا خصصنا الآيات بالآيات الشرعية يكون من باب عطف المباين، فإن الانسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علما بخالقه ومعبوده، قال عز وجل: "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، وقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"
ومن الأسباب أيضا التي يعرف بها العبد ربه ما يُلقيه الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفته سبحانه حتى كأنه يراه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
ومعرفة الله عز وجل تستلزم قبول ما شرع والاضعان والانقياد له، وتحيكم شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
والرب هو المعبود: المعنى أن الرب هو المستحق للعبادة، لا أن كل معبود هو رب.
والدليل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ" : قوله "الَّذِي خَلَقَكُمْ" هذه صفة كاشفة تعلل ما سبق، أي اعبدوه لأنه ربكم الذي خلقكم، فمن أجل كونه الرب الخالق كان لزاما عليكم أن تعبدوه، وهذا يلزم كل من أقرَّ بربوبية الله، أن يعبده وحده وإلا كان متناقضا.
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا": المساجد هي مواضع السجود أو أعضاء السجود، ومعنى الآية: لا تعبدوا معه غيره فتسجدوا له.
"وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ": قوله لا برهان له به صفة كاشفة مبينة للأمر، وليست صفة مقيدة تخرج ما فيه برهان، لأنه لا يمكن ان يكون برهان على أن مع الله إله آخر.
وقوله: "فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ" وجه الدلالة من الآية لما في المتن، بأن الله سبحانه بيّن أن من يدعو مع الله إله آخر بانه كافر لأنه قال: " إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ".
|