منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Mar 2010, 06:11 PM
خالد بن صديق خالد بن صديق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 40
إرسال رسالة عبر MSN إلى خالد بن صديق إرسال رسالة عبر Skype إلى خالد بن صديق
افتراضي بناء المساكن بين الحاجة و الترف --- الشيخ عبد السلام البرجس

بناء المساكن بين الحاجة و الترف

آية كريمة في سورة الشعراء، استوقفتني كثيراً، فيها عبرة، ونقد، وتوجيه:
إنها افتتاح اللإنتقادات التي وجهها هود – على نبينا وعليه الصلاة والسلام - إلى قومه «عاد» بعد أن دعاهم إلى الله، وأمرهم بطاعته: «أتبنون بكل ريع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. وإذا بطشتم بطشتم جبارين».
إنه - عليه السلام - ينتقد عبثهم بالبنيان، والعبث بالبنيان: تشييده لمجرد التباهي بالقدرة عليه، قدرة جسمية في بنائه، وعقلية في تصميمه وهندسته، ومالية في الإنفاق عليه، فهو بناء لغير نفع.
وفي هذا الإنتقاد توجيه إلى أن الجهد والبراعة وإنفاق المال إنما يكون في البناء الضروري المثمر خير الدين، وسداد الدنيا.

هذه الآية وجهت إلى قوم «عاد» فما نصيبنا منها أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
لبيان ذلك انقل أثرين من آثار سلفنا الصالح:

الأول: عن مجاهد بن جبر - المتوفى وهو ساجد بمكة المكرمة سنة 104ه - حيث قال:«ليس احد أشبه فِعالاً بعاد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قال«أتبنون بكل ريع آية تعبثون» فقد والله فعلوا. اخرجه ابن ابي حاتم في «تفسيره» «9/2794».

الثاني: ما أخرجه ابن أبي حاتم - أيضاً - في تفسيره عن عون بن عبد الله بن عتبة، أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما
رأى ما احدث المسلمون في الغوطة من البنيان، ونصب الشجر، قام في مسجدهم، فنادى: يا أهل دمشق! فاجتمعوا اليه. فحمد الله، و أثنى عليه، ثم قال: " ألا تستحيون؟ إلا تستحيون؟، تجمعون مالا تأكلون، وتبنون مالا تسكنون، وتؤملون مالا تدركون. قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون، ويبنون فيوثقون، ويأملون فيطيلون، فأصبح أملهم غروراً، وأصبح جمعهم بوراً، وأصبحت مساكنهم قبوراً. إلا إن عاداًَ ملكت ما بين عدن وعمان خيلاً وركاباً من يشتري مني ميراث عاد بدرهمين؟"

ففي هذين الأثرين غنى عن التوسع في التعليق عما نعايشه هذه الأيام من البناء للتباهي لا للسكن، ابتداء من شراء الأرض، فأجرة المهندس، فالنار المحرقة للمال «البناء» فالأثاث المكمل «للديكور».

مهلاً فأنا لا أريد إنكار البناء، فهذا لا يقوله أحد، إنما أريد أن أضع بين يديك ما جاء به دين الإسلام وملة محمد عليه الصلاة والسلام في قضية البناء:

أجمع علماء المسلمين على أنه يلزم كل امرىء تحصيل مسكن له، ولمن تلزمه نفقته فمن حصل مسكناً له ولأهله، ببناء بيت، أو اكترائه، فقد سلم من الإثم.
كما رغّب الإسلام في سعة البيوت بكبر مساحتها، حيث صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من سعادة المرء المسكن الواسع وأن المسكن الضيق من الشقاء.

وللإسلام موقف واضح من المساكن التي شيدت على أساس التفاخر والتباهي، أوجز ذلك الموقف في الفقرات التالية:

1- ليس لمن بنى بيتاً من غير حاجة، أو فوق ما يحتاجه، اجر، لما في «الصحيحين» عن خباب بن الأرت
رضي الله عنه انه قال وهو يبني حائطاً له «إن المرء المسلم يؤجر في نفقته كلها، إلا في شيء يجعله في التراب» ورواه الترمذي مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله.
ومعنى «في التراب» أي البنيان الذي لم يقصد به وجه الله، وقد زاد على ما يحتاجه لنفسه و عياله على الوجه اللائق.

2- البناء بهذه الصفة من علامات قرب الساعة، وزوال الدنيا. ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تقوم الساعة...وحتى يتطاول الناس في البنيان».
وروى البخاري أيضاً في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال «لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشُّونها وشي المراحيل»
ومعنى «يوشونها» ينقشونها ويصبغونها بأنواع الألوان المختلفة كما تنقش الثياب والفرش ومعنى:«المراحيل» الثياب المنقوشة بنقوش تشبه رحال الإبل.

3- اخبر الصادق المصدوق عن حال الذين يبنون للمباهاة بما يردع غرورهم وتعاظمهم، ففي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن علامات الساعة فقال:«وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان».قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى _ في جامع العلوم والحكم «1/137» والمراد: « أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم، وتكثر أموالهم، حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته واتقانه».


التعديل الأخير تم بواسطة أبو تميم يوسف الخميسي ; 22 Mar 2010 الساعة 06:24 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Mar 2010, 05:18 PM
أبو أسامة سمير الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البناءبين الحاجةوالترف, البرجس, تزكية, رقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013