منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Nov 2010, 07:49 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي الجهود للشيخ عبد المالك رمضاني لعصمة دماء الجزائر الطاهرة الزكية

الكتاب الاول عن ملف الجزائر مدارك النظر في السياسة

مدارك النَّظر في السّياسة
بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
تأليف
عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري
قرأه وقرّظه
العلاّمة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني
والعلاّمة الشيخ: عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر




فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء فل الجزائر ( الكتاب الثاني عن ملف الجزائر'


تأليف: مجموعة علماء


ترجمة، تحقيق: عبد المالك بن احمد بن المبارك رمضاني الجزائري


المؤلف:
هذه رسالة خاصة بأهل الجزائر ، جمعت فيها فتاوى لثلاثة من أهل العلم الكبار من أهل السنة والجماعة ، لا يشك منصف في رسوخ أقدامهم في العلم وتفانيهم في النصح للمسلمين وهم :

فضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز فضيلة الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني فضيلة الشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين

وإنني اقتصرت على نقل فتاوى هؤلاء الأكابر الفضلاء لأن سفاكي الماء في الجزائر - باسم الدين - كانوا قد أشاعوا عنهم تأييدهم لهم كذبا وزورا!! وزعموا أنهم العلماء المرتضون عندهم!!

فعساهم يرضون بهم مفتين هاهنا، ، إن كان فيهم بقية إنصاف ؟!

وهؤلاء العلماء لم يدخروا واسعا في بيان الحق في هذه الفتنة العارمة التى تلاحقت حلقاتها كتلاحق خرزات العقد إذا قطع.

تلخيصُ العِباد من وحشيَّة أبي القَتَادة الكتاب الثالث عن ملف الجزائر'

تلخيصُ العِباد من وحشيَّة أبي القَتَادة
الدَّاعي إلى قَتل النِّسوان وفَلَذَات الأكباد
رد على أبي قتادة الفلسطيني في استباحته دماء الأطفال والنِّساء من المسلمين وغيرهم
وبيان أن الإسلام برئ من ذلك



لفضيلة الشيخ
عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري
حفظه الله ورعاه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Nov 2010, 05:06 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Nov 2010, 07:32 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

فيك بارك الله وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 Nov 2010, 09:08 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

تــفــريــغ: نــصـيـحـة الشيخ عبد الـمـالـك رمـضاني لبقايـا المـفـتـونـيـن
(حوار أجرته إذاعة القرآن الكريم الوطنية الجزائرية)
ــــــــــ
- المقدم: الآن أحاول أن أربط الاتصال بمدينة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، مع فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائريّ إمام سابق، إمام أستاذ سابق بمسجد البدر بحيدرة بالجزائر العاصمة، وهو الآن مقيم بالمدينة المنورة؛ شيخ هل تسمعني؟
السلام عليكم ورحمة الله،

- الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله، أهلا وسهلا بكم،

- المقدم: شيخنا تقبل الله منا ومنك ورمضان كريم، إني أعلم علم يقين أنكم تتألمون بما تسمعون من أعمال تفجيرية انتحارية تقع في بلد الجزائر، وأنتم وقفتم مع الجزائر دائما، وأذكر منذ سنة أربع وتسعين بمؤلفاتكم: مع كتاب مدارك النظر، بمؤلفاتكم: فتاوى العلماء الأكابر بما أهدر من دماء في الجزائر، مع مؤلفكم الأخير: تخليص العباد من فتنة أبي القتاد -على أبي قتاد الفلسطيني -، شيخنا بارك الله فيكم، هل من كلمة توجهونها عبر: “إذاعة القرآن الكريم بالجزائر” لهؤلاء الشباب لمراجعة النفس والتوبة إلى الله من هذه الأفكار المنحرفة والأعمال النكراء، بارك الله فيكم.

- الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
- نشكركم بارك الله فيكم على هذه الجهود الطيبة في حقن دماء المسلمين ورأد الصدع ولَمِّ الشَّمل ومحاولة النهوض بهذه الأمة نحو الأصلح، وهذا الواجب واجب كل مصلح؛

- مسائل التفجير العشوائيّ والتفجير الجماعيّ لا أظنها تحتاج إلى فتوى ولا إلى رأي، لأنها لو عرضت على أيّ آدميّ من أيّ دين كان، من أيّ نبةٍ كان، لأنكرها،

الله ربنا عزّ وجلّ يقول: “وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” يعني: لا يحاسب شخص بذنب آخر، كلٌّ كما قال تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” كل نفس تحاسب يوم القيامة بذنبها؛
كيف تفجر تفجيرا عشوائيّاً لتصيب زيدا أو عمرا ثم تصيب معهم من لا ناقة له ولا جمل مما أنت فيه؟!! هذه من مصائب هذا العصر والتكفير هذا الذي لا كوابح له، مجرد أوهام؛
أنا أنصح هؤلاء الشباب بتقعيدٍ أراه عظيما إن شاء الله تعالى:

الأوّل: أن يدعوا التكفير للحكام، هذا التكفير بـ: الكوم! كما يقال، يعني بلا عدٍّ ولا حسابٍ، يُكَفِّرون مباشرة حتى يسألوا أهل العلم، أهل العلم لا نعلم فيهم اليوم من يكفر حكام هذا الزمان، أما من كفر منهم في بعض البلدان بتصريح وجه ذلك، هذا بينه وبين ربه لسنا عليه وُكلاءَ ولا ندافع عنه، لكن التكفير العامّ للحكام لحكام المسلمين ووزراءهم ولمن يسمونهم هم بـ:سياجهم أي الجند والشرطة والعساكر، هذا أمر ما أنزل الله تعالى به من سلطان وليس بعمل المتورعين الخائفين أن يقوموا يوم القيامة بين يدي الله، وتقوم لهم هذه الدماء عند الدماء عند رؤوسهم يحاسبون عليها، و كثرون لأنفسهم الخصماء يوم القيامة؛
- فقد روى عبد الرزاق في مصنفه أن بعض الرجال أتوا الحسن البصريّ رحمه الله يدعونه إلى أن يخرج على الحكام، فقال لهم: ما الإسلام؟ قالوا: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وحج البيت وصوم رمضان وذكروا أشياء، فأصابوا، فقال الحسن لرجل منهم: إنك لتقتل من هذا دينه، أنت الآن تقتل من هذا دينه، {كلمة غير مفهومة}الإسلام هي هذه الأركان التي ذكرتها، وأنت الآن تقتل من يُقرّ بهذه الأشياء ويعمل بها، كيف تقتله وبأي حقٍّ تستبيح دمه؟
ولذلك لما قيل لعبد الله بن عمر في فتنة ابن الزبير رضي الله عنهما وكان يواجه الحجاج بن يوسف، والحجاج بن يوسف مشهور بأنه مسرف في الدماء، فقال له:” إن الناس صنعوا، الناس خرجوا، وأنت عبد الله بن عمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فما يمنعك أن تخرج؟! قال يمنعني أن الله حرَّم دمَ أخي” رواه البخاريّ، “يمنعني أن الله حرم دم أخي” لماذا لم يقف عبد الله بن عمر إلى جنب عبد الله بن الزبير، وكلٌّ منهما صحابيٌّ جليل، وعبد الله بن الزبير لا يقارن أبدا بالحجاج بن يوسف، لأنه لو قام إلى جنب عبد الله بن الزبير وقاتل الحجاج سيقتل معه مسلمين، وهذا حرام، أين ورع هؤلاء من هؤلاء؟

- ولذلك ننصح هؤلاء الشباب قبل أن يَدعُوا إلى التكفير أن يسألوا العلماء، حاكمنا فلان، هل تكفرونه؟ هذه واحدة،
ثانيا: فرضاً أن العلماء يكفرونه، وهذا لم يحصل والحمد لله، لكن فرضا ذلك، لا يلجؤون إلى حمال السيف حتى يسألوا العلماء الكبار: هل نحمل السيف في وجوه هؤلاء ونقاتل؟

- لذلك اليوم تجدون هؤلاء الشباب الذين يظنون بأنهم يقاتلون في سبيل الله حملوا السيف على غير هدى من الله، لم يسألوا العلماء، والعلماء الذين بلغتهم فتاواهم واضحة جلية، زعموا أنهم أذناب سلطان!! وأنهم خوّارون خوافون جبناء!! كذا، هكذا تُهم بلا دليل، وإنما مجرد أهواء واتهامات، فننصح هؤلاء الشباب أن يكونوا صادقين وأن يكون متّبعين للحقّ، الحقّ أحقّ أن يتبعَ؛
- الله عزّ وجلّ في أمر الدماء وأمر التكفير أحالنا على العلماء الكبار المجتهدين وذلك في قوله: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ” وأنتم تعلمون بارك الله فيكم أن التكفير وما يتبعه من قتل هو أمرُ أمنٍ أو خوفٍ، طيب، ثم جاءت النصيحة القرآنية، ماذا قال ربنا عزّ وجلّ؟ “وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ“،
إذن، يوم القيامة إذا قال لك ربك لماذا لم تكفر الحاكم الفلانيّ وقد كان كافرا؟ قل له: يا رب أنت أحلتني على العلماء المجتهدين، وقد رجعت إليهم فلم يكفروا هذا الحاكم، فأنا كنت تابعا لحكمك متّبعا لأمرك، هذا الذي ننصح به هؤلاء؛
- ما يأخذون فتاواهم عن أصحاب المواقع الأنترنتية، لأن هؤلاء جبناء يفجرون ويختفون ويتركون إخوانهم يتقاسمون ميراث المحاسبة والعتاب والمتابعة والسؤال؛ ثم يكتبون على مواقع الأنترنت يكتبون بأسماء مستعارة ويختفون وراءها، إذا كنت مجاهدين فأظهروا أنفسكم وكونوا على الشجاعة التامة، وبيِّنوا وجهاتكم ثم هؤلاء الذين يكتبون لكم على هذه المواقع لا يُعلم منهم عالم واحد، أيعقل أن يكون الحق معكم والعلماء في جانب وأنتم في جانب؟!! ما يعقل هذا أبدا، فالعلماء ليسوا معكم، والحق حينئذ لن يكون معكم فكيف نَتَّبِعُكم؟!!
- أنتم أهل القرآن إن شاء الله تعالى، تقرؤون في القرآن الكريم أشياء كثيرة؛
- وما دام الوقت الآن قد ضاق بنا أنا أذكركم بشيء قد رواه سعيد بن منصور بسند صحيح، حذيفة بن اليمان رضي الله عنه امتحن أبا موسى الأشعريّ رضي الله عنه، قال: “أرأيت لو أن رجلا خرج بسيفه يبتغي وجه الله، فضرب فقُتِل أكان يدخل الجنة؟ -تأملوا- خرج يبتغي وجه الله بسيفه، ضرب حتى قُتل، أيدخل الجنة؟ قال أبو موسى -طبعا الإجابة المعروفة- قال: نعم، قال حذيفة: لا، ولكن إذا خرج بسيفه يبتغي به وجه الله ثم أصاب أمر الله فقُتل دخل الجنة”، ومعنى أصاب أمر الله، أي: أصاب السنة، كان جهاده في حقّ وبحقّ، لا في أن تزعم لنفسك النّيَّة الحسنة وأنك تريد شريعة الله ثم تخرج على الأمة بسيف… ولا تتحاشى لذي عهدها وما إلى ذلك، ما يمكن أن يكتب لك الفلاح، ولا أن تؤيد ولا أن يكون جهادك شرعيّا، تأملوا كلمة حذيفة هذه: لا يكون من أهل الجنة حتى يخرج يبتغي وجه الله و يصيب أمر الله أي السنة، ولذلك قال ابن مسعود كما روى ذلك ابن وضّاح في: “البدع والنهي عنها”، قال: “على سُنّة ضرب أم على بدعة؟”، إذن هناك ناس يضربون بسيوفهم على بدعة، فاعتبروا، قال الحسن البصري رحمه الله لما نظر إلى قوم من السائرين ساروا على بعض حكامهم، قال: “فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع”، إذن هناك جهاد بدعيّ حتى قال حذيفة رضي الله عنه: “والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل الذي سألتُ عنه أكثر كذا وكذا” يعني هناك ناس يدخلون النار في هذا الذي خرج يقاتل ويزعم أنه يقاتل في سبيل الله، حتى ولهذا قال ابن تيمية، ابن تيمية رحمه الله بيّن أن هناك جهاد بدعي وجهاد شرعيّ، قال: الكتاب والسنة مملوءان بالأمر بالجهاد وذكر فضيلة الجهاد، لكن ينبغي أن يعرف الجهاد الشرعيّ الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعيّ جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن كجهاد أهل البدع و الأهواء كالخوارج ونحوهم.. إلى آخر كلامه رحمه الله، فيتأمل هذا كلُّ امرأ ناصح لنفسه، والله وليّ التوفيق.

- المقدم:شيخنا بارك الله فيكم، أنتم في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام؛ الأُمَّة عندنا حكومة وشعباً انطلاقا من قول الله تعالى: “لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ” و … نتمسك بخيار السلم والمصالحة كخيار استراتيجيّ، فهل من كلمة ونداء توجهون من بقي من .. هؤلاء على شعاب الجبال؟

- الشيخ: أنا أقول لهؤلاء: لو كنتم في عصر الحجاج والله ما بقي منكم أحدٌ نصف نهار يعيش، لو كنتم في دولة الحجاج ما كان ليسمح لأحد منكم أن يعيش، لو ضُبط وتُمُكن منه، أنتم الآن في نعمة، دُعيتم إلى مصالحة وإلى الرجوع، أنصحكم بأن ترجعوا؛ وما بقي عندكم من مسائلات وشبهات وما إلى ذلك اسألوا أهل العلم وأنتم في كامل أمنكم وتمام عقولكم، اسألوا أهل العلم واحدا واحدا، ولا تقدموا أنفسكم هكذا هدية للشيطان تموتون بلا فائدة، كما سمعتم في الأثر السابق أثر حذيفة، هذه المصالحة -وطالت مدتها- هذه نعمة من الله لكم، مع أن الذي أحدثتم والله إنه لعظيم، إراقة الدماء، ما أشدها عند الله عزّ وجلّ أعظم ذنب بعد الشرك بالله تبارك وتعالى، ثم يَمُنُّ الله عزّ وجلّ عليكم بأن يُعطف الدولة عليكم، فتدعون إلى المصالحة، المصالحة كما قال ربنا عزّ وجلّ: “وَالصُّلْحُ خَيْرٌ” ثم ادرسوا هذه الموضوعات وحاولوا واحدة واحدة، وهذا حقيقة من شرع الله، فارجعوا بارك الله فيكم، وتوبوا إلى الله، واعلموا أن الإنسان إذا عاند لم يصلح الله رأيه، الرأي الصحيح أن يقول: تبت ورجعت، أما العناد فهذا ليس بطيب،

- لكن الذي أنصح الجانب الآخر: ألا تكتفي الدولة بأن ترجع هؤلاء حتى تٌمكن أهل النصح حقيقة من المنابر ليبينوا لهؤلاء الحقّ فيما هم فيه، ويزيلوا عنهم الشبهات، هذا ضروري، وإلا الواحد منهم ينزل من جحره الذي كان فيه، ثم يدخل آمنا مع الناس ثم لا يجد من يبين له وجهة الحق، هذا يبقى على شبهاته، وربما يفسد المجتمعات بأفكاره، والله تعالى أعلم.

- المقدم:أشكر فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائريّ من مدينة النبي عليه الصلاة والسلام على هذه المداخلة، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
أعود إلى الأستوديو، وإذا أمكن إذا فيه اتصالات من مداخلة.

ــــــ
تفريغ: عبد الهادي السَّعِيدي.

ـــــــــــــــــ

هذا الرابط لتحميلها صوتيا: http://www.rayatalislah.com/Sounds/mp3/1.mp3
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 Nov 2010, 07:31 PM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي

بحثٌ مستل مِن كِتاب الفذّ :
" تَميِيْزُ ذَوِي الْفَطن بَينَ شَرَفِ الجِهَادِ وَسَرَفِ الفِتَن "


الاستدلاَلُ على جَوازِ التَّفجير العامِّ برَمي التُّرس والرَّدُّ علَيه
ويليه
الجَوابُ الحاسِمُ لبَعض الشُّبَه القِتاليَّةِ


بقلم:
فضيلة الشَّيخ
عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري
حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم


وصِنفٌ لم يُظهِروا التَّكفيرَ العامَّ، لَكنَّهم أظهَروا التَّقتيلَ العامَّ، كما هوَ شَأنُ التَّفجيراتِ العَشوائيَّةِ في الأَماكنِ العامَّةِ، وقد يَكونُ فِيهم مَن يَقْصرُ تَكفيرَه على الحكَّام وحَاشيِتهم من العَساكرِ والوُزراءِ وهَذا - وإنْ كانَ بوَّابةَ التَّكفيرِ العامِّ فإنَّني ذكَرتُه لتَوضيح واقعِهم ، وقد لَجأُوا إلى هَذا التَّصرُّفِ الغَريبِ لمَّا كثُرَ المدَّعونَ للجِهادِ من الجُبناءِ العَاجزِينَ عن المُواجِهةِ وجهاً لوَجهٍ ، وهَذا النَّوعُ من القِتالِ يُفعلُ اليَومَ ولا ضَرورة مُلجِئة إلَيه وإن زَعَموا أنَّهم يُريدونَ الوُصولَ إلى بَعضِهم فقَطْ ، فلمَّا كانَ المُستَهدَفونَ مُختِلطِينَ بغَيرِهم زعَموا أنَّهم اضطُرُّوا إلى إِصابةِ الجَميع !
ودَليلُ كَونِه من قِتالِ الفِتنةِ حَديثُ أبي هُريرة أيضاً ، لأنَّ فيهِ : " وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّها وَفَاجِرَهَا ، لاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنهَا ، وَلاَ يَفِي بِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي "، وكَذا النَّظرُ في مَقاصدِ الشَّريعةِ الَّتي تَنهَى عن الفَسادِ في الأَرض عُموماً ، وعن تَحْميل البَريءَ جِنايةَ الجانِي خُصوصاً كمِثل قَولهِ تَعالى : ﴿ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[ الأنعام ] ، ومِثل مَا رَواه البخاري (3014) ومسلم (1744) عَن ابن عُمر : " أنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْض مَغَازِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَقْتُولةً ، فَأَنْكَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ " ، وبيَّن أنَّ سببَ النَّهي هوَ أنَّها مَا جاءَت لتُقاتِل المُسلمِين ، فبأيِّ حقٍّ تُقتَل ؟! وذَلك ما رَواه أبو داود (2669) وصحَّحه الألبانيُّ عن رَبَاح بنِ رَبيعٍ قَالَ : " كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ ، فَرَأَى النَّاسَ مُجتَمعِينَ عَلَى شَيْءٍ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : انْظُرْ عَلاَمَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : علَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ ، فَقَالَ : مَا كاَنَتْ هَذِهِ لِتُقاتلَ ! قَالَ : وعَلى المُقَدِّمَةِ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ ، فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ : قُلْ لِخَالِدٍ: لاَ يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً ولاَ عَسِيفًا "
والأَصلُ في مَنع النَّاس إذَا كانُوا مُختلِطين الجَانِي والبَريء هوَ قَولُ الله عزوجل : ﴿ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوكُم عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَ الهَدْىَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلَُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَ نِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فيِ رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَو تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [ الفتح ]
فهؤلاَءِ كفَروا وصدُّوا أهلَ الإيمانِ بما فيهم رَسول الله صلى الله عليه وسلم عن المَسجدِ الحَرام، وحالُوا دونَ رُجوعِهم إلى وطَنِهم، معَ ذَلكَ فقَد جعَلَ اللهُ اختلاَطَ بعض المُسلمين بهم سَبباً في مَنع رَميِهم وقِتالِهم فهَل من مُعتبِر ؟!
وتَشبيهُه برَميِ التُّرس في غيرِ مَحلِّه ، لأنَّه لاَ يَكادُ يوجَد التُّرسُ اليَومَ ، ولاَ نَكادُ نَعرفُ اليَومَ أنَّ الكفَّارَ جعَلوا مُسلمين واجهةً في حربٍ بحيثُ لاَ يَتمكَّن المُسلمون من إِصابتِهم إلاَّ بَعدَ إِصابةِ الوَاجهةِ ، والتُّرسُ الَّذي جاءَ فيهِ كلاَمُ العُلماءِ هوَ في أكثَر صُوَره ، أن يَتحصَّنَ الكفَّارُ بحِصنٍ ثمَّ يَجعَلونَ المُسلمين الأُسارَى في الوَاجهةِ ، فلو ترَكوهم لرَماهم الكفَّارُ وقتَلوا بعدَهم الأُسارَى ، ولو رَماهم المُسلِمون لأَمكنَ أن يُصيبوا إِخوانَهم الأُسارَى معَهم لكن لاَ يَستطعون التَّخلصَ مِن الكفَّارِ إلاَّ بذَلكَ ، ولو تركوهم لاستَأصَلوهم واستَأصَلوا الأُسارَى ، ولاَ ريبَ أنَّ الحالةَ الثَّانية حالةُ اضطِرَارٍ وهيِ أخفُّ المَفسدتين ، إذْ لاَ مفرَّ من وُقوع إِحداهما ، فأينَ هَذه الصُّورة من فِعل التَّفجريِّين الجبُناء الَّذينَ يُفجِّرونَ ليُصيبوا الأَبرياءَ ثمَّ يَختفونَ ويُولُّون الأَدبار ؟!
والأَصلُ فيهِ النَّهي عن القِتالِ عندَ اختلاَطِ المُسلمِين بالكفَّار خَشيةَ إصابةِ المُسلمِينَ، كما في الآيةِ السَّابقةِ، قالَ ابنُ كَثير في تَفسيرِه :وقَولُه : " ﴿ وَلَوَ لاَ رِجَالٌ مُّؤمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤمِنَاتٌ﴾ أي : بينَ أَظُهرهم ممَّن يَكتمُ إيمانَه ويُخفِيه مِنهم خِيفةً على أنفسِهم مِن قَومِهم ، لَكُنَّا سَلَّطناكم علَيهم فقَتَلتُموهم وأَبَدتُم خَضراءَهم ، ولَكن بينَ أَفنائِهم مِن المُؤمنين والمُؤمِناتِ أَقوامٌ لاَ تَعرفونَهم حالةَ القَتل ، ولهذا قالَ : ﴿لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئَوهُم فَتُصِيبَكُم مّنْهُم مَّعَرَّةٌ ﴾أي : ﴿ إثمٌ وغَرامةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخلَ اللهُ فيِ رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ ﴾ أي : يؤخِّر عُقوبتهم ليُخلِّص مِن بينِ أَظهُرهم المُؤمِنين ، وليَرجعَ كَثيرٌ مِنهم إلى الإسلاَم ، ثمَّ قالَ﴿ لَوْ تَزَيَّلُوا ﴾ أي : تَميَّزَ الكفَّارُ مِن المُؤمنينَ الَّذين بينَ أَظهُرهم﴿لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا منْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ أي : لسلَّطْناكم علَيهم فلَقَتلتُموهم قَتلاً ذَريعاً " .
قالَ القرطبيُّ عندَ تَفسيرِ الآيةِ السَّابقةِ بعدَ أن نقَلَ عن مالِك رحمه الله استِدلاَلَه بها في المَنع رَمْي التُّرس ، قالَ : " قَد يَجوزُ قَتلُ التُّرس ولاَ يَكونُ فيهِ اختلاَفٌ إن شاء الله ، وذلكَ إذَا كانَت المَصلحةُ ضَروريَّةً كُلِّيَّةً قَطعيَّةً .
فمَعنَى كَونِها ضَروريَّةً: أنَّها لاَ يَحصلُ الوُصولُ إلى الكفَّارِ إلاَّ بقَتْل التُّرس.
ومَعنَى أنَّها كُلِّيَّةً:أنَّها قَاطعةٌ لكلِّ الأمَّة حتَّى يَحصلَ مِن قَتل التُّرس مَصلحةُ كلِّ المُسلمِين، فإنْ لم يَفعَل قَتَل الكفَّارُ التُّرس واستَولوا على كلِّ الأُمَّة.
ومَعنَى كَونِها قَطعيَّةً : أنَّ تلكَ المَصلحةَ حاصِلةٌ مِن قَتْل التُّرس قَطعًا .
قالَ عُلماؤُنا: وهَذهِ المَصلحةُ بهذِه القُيودِ لاَ يَنبَغي أن يُختلَف في اعتبارِها، لأنَّ الفَرضَ أنَّ التُّرس مَقتولٌ قَطعًا: فإمَّا بأَيدِي العدوِّ، فتَحصُل المَفسدةُ العَظيمةُ الَّتي هيَ استِيلاَءُ العدوِّ على كلِّ المُسلمِين.
وإمَّا بأَيدِي المُسلمِين فيَهلِك العدوُّ ويَنجُو المُسلِمون أَجمعونَ .
ولاَ يَتأتَّى لعاقِلٍ أن يَقولَ : لاَ يُقتَل التُّرسُ في هَذه الصُّورةِ بوَجهٍ ، لأنَّه يَلزمُ مِنه ذَهابُ التُّرس والإسلاَم والمُسلِمين، لكن لمَّا كانَت هَذهِ المَصلحةُ غَيرَ خاليةٍ مِن المَفسدةِ نفَرَت مِنها نَفسُ مَن لم يُمعِن النَّظرَ فيهَا ، فإنَّ تلكَ المَفسدةَ بالنَّسبةِ إلى مَا حصَلَ مِنها عدَمٌ أو كالعدَم ، واللهُ أَعلمُ "
فأينَ هيَ الضَّرورةُ هنا ؟!
وأينَ هيَ المَصلحةُ الكلِّيَّةُ بحيثُ لو لم يُفجِّر المُفجِّرونَ لقُتلَ سائرُ المُسلمِين؟!
وأينَ هيَ المَصلحةُ القَطعيَّةُ الحاصلةُ للمُسلمِين جَميعاً ، وهم لم يُحصِّلوها ولو لأَنفسِهم؟!
فإنَّهم يُفجِّرون ثمَّ يَختَفونَ اختِفاءَ الجَبانِ الذَّليلِ ، وعدوُّهم يَزدادُ بتَشغيِبهم هَذا تمكُّناً من مَنصبِه وأخذاً بالحِيطةِ لنَفسِه!
إنَّ أميرَهم في خَفاءٍ !
ورايتَهم في عَماءٍ !
ومُقاتلَهم يَرمِي إِخوانَه قَبْل الأَعداءِ !
أهَذا جِهادٌ أم تَهوُّرٌ وغَباءٌ ؟!
وقد ورَدَ أيضاً مَا يدلُّ على تَضييقِ عمليَّةِ رَمْي التُّرس ، وذَلك في قصَّة قَتْل أبي رافِع عبدِ الله بن أبي الحُقَيق اليَهوديٍّ الَّذي كانَ يَشتمُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم ويُؤذِيه ويُحرِّضُ على قَتلِه ، ورِوايتُها في صَحيح البُخاري (4039) أنَّ عَبدَ الله بنَ عَتيك رضي الله عنه المنَتَدب لقَتلِه قالَ :
" فَانتَهَيْتُ إلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ لاَ أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِن البَيْتِ ؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ ! قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبه ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وأَنَا دَهِشٌ ! فَما أَغْنَيْتُ شَيْئًا وصَاحَ، فَخَرَجْتُ مِن البَيْتِ، فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمََّّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوتُ يَا أبَا رَافِعٍ ؟ فَقَالَ : لأُِمِّكَ الوَيْلُ ! إِنَّ رَجُلاً في البَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ ! قَالَ : فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ ، ثُمََّّ وَضَعْتُ ظبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِه حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ ، فَعَرَفْتُ أنِّي قَتَلْتُه " .
وهُناكَ رِوايةٌ تَزيدُ هَذا البَحثَ وُضوحاً ، رَواها الواقِديُّ في المغازي (1/392،394) وابن هشام في السيرة (2/275) والبَيهقي في دلائل النبوَّة (4/34) بإسنادٍ حَسنٍ عن عبدِ الله بن كَعب بن مالِك قالَ : " فخرَجوا إلَيه ، فلمَّا جَاؤُوه صَعدوا إلَيه في عُلِّيَّةٍ (1) له ، فنوَّهَت بهم امرَأتُه فصاحَت، وكانَ قد نَهاهُم رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ بَعثَهم عن قَتل النِّساءِ والوِلدان ، فجَعلَ الرَّجلُ يَحملُ علَيها السَّيفَ ، ثمَّ يَذكرُ نَهيَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن قَتْل النِّساءِ فيُمسِك يدَه ، قالَ : فابتَدروه بأَسيافِهم وتَحامَل علَيه عَبدُ الله بن أُنَيس في بَطنِه بالسَّيفِ حتَّى قَتلَه "، قال ابنُ تَيمية في الصَّارم المَسلول (2/258) بعدَ ذِكرِ القصَّة : " وإنَّما ذَكَرنا هَذا رَفعاً لوَهم مَن قد يَظنُّ أنَّ قتلَ النِّساء كانَ مبُاحاً عامَ الفَتح ثمَّ حَرُم بعدَ ذلكَ ، وإلاَّ فلاَ ريبَ عندَ أَهْل العِلْم أنَّ قتلَ النِّساءِ لم يَكُن مُباحاً قطُّ ، فإنَّ آياتِ القِتالِ وتَرتيبِ نُزولِها كلُّها دَليلٌ على أنَّ قتْل النِّساءِ لم يَكُن جائزاً ، هَذا معَ أنَّ أُولئك النِّساءَ اللاَّتي كنَّ ي حِصن ابن أبي الحُقيق إذ ذَّاكَ لم يَكن يَطمعُ هؤلاَءِ النَّفرُ في استِرقاقِهنَّ ، بل هنَّ مُمتنِعاتٌ عندَ أَهْل خَيبر قَبل فَتحها بمدَّةٍ ، مع أنَّ المَرأةَ قد صاحَت ، وخافُوا الشَّرَّ بصَوتِها ، ثمَّ أَمسَكوا عن قَتلِها لرَجائِهم أن يَنكفَّ شرُّها بالتَّهويلِ علَيها " .
إنَّ الشَّاهدَ من هَذهِ القصَّةَ أنَّ الصَّحابيَّ وجدَ اليَهوديَّ وَسطَ أَهلِ بَيتِه، فلِماذا حرَصَ على ألاَّ يَقتلَ غَيرَه ؟! معَ أنَّ عِيالَه كلَّهم يَهودٌ والبَيتُ مُظلمٌ لاَ يُمكنُه أن يُميِّزَ المَطلوبَ من غَيرِه ، وكانَ لاَ يسَعُه أن يَقتلَ الرَّجلَ حتَّى يُصيبَ مَن معَه والوَقتُ حِرجٌ وضيِّقٌ جدًّا ، وقد أَخطأَ ضَربَه مرَّتَين، وخَوفُ مَجيءِ مدَدِ اليَهوديِّ قَويٌّ ، لأنَّه في حِصنِه وقَريتِه ، والمَرأةُ كانَت تُريدُ أن تُشغِّب علَيهم ؟ لِماذَا لم يَفعَلْ مُمارسو التَّفجيراتِ العَشوائيَّةِ اليَومَ ؟! قالَ ابنَ حجَر في الفتح (6/147) في فَوائدِ القصَّة : " وقَالَ مَالِكٌ والأَوْزَاعِيُّ : لاَ يَجُوزُ قَتْلُ النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ بِحَالٍ حتَّى لَوْ تَتَرَّسَ أَهْلُ الحَرْب بالنِّسَاءِ والصِّبْيَانِ أَوْ تَحَصَّنُوا بِحِصْنٍ أَوْ سَفِينَةٍ وجَعَلُوا مَعَهُم النِّسَاءَ والصِّبْيَانَ لَمْ يَجُزْ رَمْيُهم ولاَ تَحرِيقُهم "
فأينَ أَهلُ التَّفجيرِ عن هَذه السِّيرةِ النَّبويَّةِ العَطِرة، وهَذا الوُقوفِ عندَ الأَمْر النَّبويِّ من هَذا الصَّحابيِّ الشُّجاع المِغوارِ ؟!
وأينَ طاعةُ التَّفجيريِّين رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم كما أطاعَه أَصحابُه رضي الله عنهم في أصعبِ حالةٍ وأَحرَجِها ؟!
فعُلِم بهَذا كلِّه أنَّ مَسألةَ رَمْي التُّرس مَسألةٌ ضيِّقةُ النِّطاقِ، فكيفَ بالتَّفجيرِ العامِّ؟! على أنَّها في وَقتِنا هَذا عِبارةٌ عن تخيُّلاتٍ وأَوهامٍ لاَ واقعَ لها، واللهُ المُستعانُ.
وأمَّا الاستِدلاَلُ لها بَرْمي أَهل الطَّائفِ بالمَنجَنيقِ ، فقَد ردَدتُ على ذَلكَ في كِتابي : تخليص العِبادِ من وَحشيَّة أبي القَتادِ الدَّاعي إلى قَتْل النِّسوانِ وفلَذاتِ الأَكْبادِ ( ص261 من الطبعة السَّادسة ) ونقلتُ تَضعيفَ أَهل العِلم لها .


الجَوابُ الحاسِمُ لبَعض الشُّبَه القِتاليَّة

تَنبيهانٌ مُهمَّانِ:


التَّنبيهُ الأَوَّل:
لقَد رَددتُ في هَذا الفَصل على مَسألةِ تَشبيهِ التَّفجيرِ العامِّ برَمْى التُّرس ، كما رددتُ على مَسألةِ الاغتِيالاَتِ وغَيرِهما بأَجوبةٍ تَفصيليَّةٍ لكن باختِصارٍ ، معَ أنَّه كانَ يَسعُني أن أُجيبَ في ذلكَ بجَوابٍ واحدٍ حَاسمٍ ، ألاَ وهوَ أن أَقولَ : إنَّ هَذه العمليَّات القِتاليَّةَ يُتكلَّمُ فيها عندَ تَوفُّرِ أمرَين :
أحدُهما: إثباتُ شَرعيَّةِ القِتالِ في الوَاقعةِ المُعيَّنةِ، لأنَّ تلكَ المَسائلَ المَردود علَيها مُتفرِّعةٌ عنه.
وثَانِيهما: أن تكونَ تلكَ بأَمرٍ مِن السُّلطانِ، وقد مرَّ دَليلُه قريباً
إنَ تلكَ القُيودَ التَّفصيليَّةَ الَّتي سبَقَ نقلُها في هَذه الفُروع الجِهاديَّةِ ذكَرَها العُلماءُ تِباعاً لفَرضيَّةِ الجِهادِ في الواقعةِ المعيَّّنةِ،أي حينَ يَكونُ الجِهادُ مشروعاً وكانَ رَميُ التُّرس مثلاً بأَمْر وتَقديرِه مع أَهْل الحلِّ والعَقدِ في هَذا الإختِصاص، وهَذانِ الأَمرانِ لاَ يَتكلَّم فيهما إلاَّ أُولُو الأَمرْ :
العُلماءُ والأمراءُ كما مرَّ قريباً، فأمَّا العُلماءُ فهُم الَّذين يَملكونَ القُدرة العلميَّةَ على الحُكم في الوَقائع والنَّوازل بما تَستحقُّه من تَشريع الجِهادِ أو عَدمِه، وأمَّا الأُمراءُ فهُم يَملكونَ النَّظرَ في الجِهةِ العَسكريَّةِ وقُدراتهم مع مَن معَهم مِن ذَوي الاختصاص كما يَملِكونَ حقَّ الأَمرَ والنَّهي.
وأمَّا إذَا حكَمَ أُولُو الأَمر بعدَم مشروعيَّةِ الجِهاد في الوَاقعةِ المُعيَّنةِ فلاَ كلاَمَ في التُّرس وقُيودِه وكَذا الاغتِيالاَت ومَا يَتبعُها ، لأنَّه يُقالُ : أَثبِتِ الأَصلَ ثمَّ أَتبِعْه بالبَحثِ العِلميِّ عن حُكْم الفَرع، أو يُقالُ: أَََثبتِ العرش ثم انقُشْ، وينبغي أن يُتنبَّهَ لهَذا ، لأنَّه الجَوابُ الحَاسمُ للمَسألةِ دونَ احتياجِ إلى التَّفصيلاَت السَّابقةِ ، فإنَّ كَثيرًا ممَّن يَطرقُها يَظلُّ يَستدلُّ لها أو علَيها غافلاً عن أصلِها الَّذي
هو حُكمُ تشريعِ القِتالِ في الواقعةِ المَبحوثةِ، فإنَّ القِتالَ حينَ لاَ يُشرَع في وَاقعةٍ مَا يَسقطُ بَحثُ رَمُي التُّرس وغَيرِه تَماماً، لأنَّه لاَ يُسألُ عنه وأَصلُ القِتالِ غيرُ مُثبتٍ، ولذَلكَ أَنصحُ كلَّ مَن يُفتَح معَه الكلامُ عن فُروعٍ جِهاديَّةٍ كهَذهِ أن يَكونَ يَقظًا حتَّى لاَ يُستدرَج لبَحثٍ فَرعيٍّ وأَصلُه غيرُ مَحرَّرٍ ولاَ مُقرَّرٍ ، ثمَّ يَخرجُ مُختلِفًا مع مُجادلةِ حولَ الخَيالاَتِ ، فمضن قالَ : لديَّ الأدلَّةُ على جَواز التَّفجيراتِ أو الاغتِيالاَتٍ، فقُلْ له قبلَ أن يَستكثِرَ أو يُثرثِر : وهَل حَكَمَ العُلماءُ الأَكابرُ على قِتالِكم مِن أصلهِ بأنَّه جِهادٌ ، أم أنَّكم تَنطلِقونَ من فَتاوَى الأَصاغرِ في المَواقع العَنكبوتيَّة؟! ولاَ يُزادُ على هَذا .
أنَا أعلمُ هؤلاَءِ المُقاتِلينَ اليَومَ الَّذينَ يَقومونَ بما ذُكِر يَعتبِرونَ العُلماءَ خَونةَ فلذَلكَ اتَّخذوا لهم رُؤوسًا غيرَهم يَرجِعونَ إليَهم في المَسائِل العِلميَّة ، كما أنَّهم يَعتبِرونَ السَّلاَطينَ اليومَ كَفَرَةً ، فلذَلكَ اتَّخذوا لهم أُمراءً يَأتمرونَ بأَمرِهم وإن كانُوا في الوَاقع مُتعدِّدِين بتَّعدُّدٍ جَماعاتِهم المختلِفَةٍ الآراء .
ولمَّا كانَ طَلبةُ العِلم الَّذينَ يَرجِعونَ إِليهم إن صحَّ اعتِبارُهم طلَبةٌ لاَ يَعرِفُونهم العُلماءُ في الغالبِ لانقِطاع أُصولهم العِلميَّةِ فَضلاً عن أن يَحظَوا مِنهم بتَزكيةٍ، ولمَّا كانَ أَميرُ هؤلاَءِ المُقاتلِين اليومَ بل أُمراؤُهم غَيرَ مُعترَف بهم عندَ العُلماءِ ، فلاَ داعيَ لبَحثِ تلكَ المَسائل ، وإنَّما بحَثتُها مِنَ قَبلُ بالتَّنفُّل، وعلى افِتراضِ التَّسليم والتَّخيُّل .
فعلى أَصحاب هَذه الأَفكارِ إِثبات المُقدِّماتِ الآتيةِ:
أ - أنَّ العُلماءَ خَونةٌ بالدَّليلِ الوَاضح لاَ الأَحاجِي المُختَرعة والحِكاياتِ المَقطوعةِ الأَسانيدِ.
ب – أنَّ الحكَّامَ كَفَروا بالدَّليلِ الواضِح أَيضاً لاَ العَواطف.
جـ - أنَّ قِتالَهم جِهادٌ مَشروعٌ.
د – لو فُرِض ذَلك ، هُنالكَ فقَطْ يُنظَر في القُيود الَّتي نَقلتُها آنفاً عن القُرطبيِّ وغيرِه : هَل تَنطبقُ على الفُروع القِتاليَّةِ المُراد بَحثُها ؟
وإذ لم يَفعَلوا إلى الآن وأَهلُ العِلم يُخالِفونَهم إلى الآن ، فلاَ داعيَ للبَحثِ معَهم في مِثل مَا سَبَقَ ، وتَبقَى إذاً تلكَ الدِّماءُ الَّتي يَتقرَّبونَ بها إلى الله دِماءَ فِتنةٍ ، ويومَ القِيامةِ يَتعلَّقُ أَصحابُها بأَعناقِهم يَقولُ أحدُهم : " أَيْ رَبِّ سَلْ هَذا فيمَ قَتلَني ؟! " كماصحَّ ذلكَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رَواه النَّسائي (3999) وابن ماجَه (2621)، نَسألُ اللهَ العافيَةَ.
والخلاَصةُ أنَّ هؤلاَءِ أسَّسوا حُكمَهم على سِلسلةٍ من المُخالفَاتٍ :
- فخالَفوا العُلماءَ في تَخوينهم .
- وخالَفوا العُلماءَ في تَكفيرِ حكَّامِهم.
- وخالَفوا العُلماءَ في ادِّعاءِ مشروعيَّةِ بل وُجوبِ الجِهادِ فيما هُم فيهِ.
- ثمَّ خالَفوا العُلماءَ في الأَحكام القِتاليَّةِ الأَخيرةِ، والفُقهاءُ يَقولونَ : مَا بُنيَ على فاسِدٍ فهوَ فاسِدٌ ، لأنَّ اللهَ يَقولُ : ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيـَنَهُ عَلَى تَقْوىَ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرُ أم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيـَنَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فيِ نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [ التوبة ]
التَّنبيهُ الثَّاني:
قِتالُ المُسلمِين أَهْلَ البَغي والخَوارجَ متَى أَذن فيهِ الإمامُ لاَ يَدخلُ تحتَ قِتالِ الفِتنةِ، ودَليلُه قولُ الله تَعالى : ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ﴾ [ الحجرات ]
وروَى البخاري (2691) ومسلم (1799) عن أنَس رضي الله عنه قَالَ: " قِيلَ للِنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ الله بنَ أُبيٍّ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ورَكِبَ حِمَاراً، فَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ وهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ، فَلمَّا أتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِلَيْكَ عَنِّي، والله لَقَدْ أَذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ ! فَقَالَ رَجُلٌ مِن الأَنْصَارِ مِنْهمْ: والله ! لَحِمَارُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ ! فَغَضِبَ لِعَبْدِ الله رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَشَتمَهُ، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالجَرِيدِ والأَيدِي والنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهَا أُنْزِلَتْ:
﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [ الحجرات ] ، قالَ ابن المُنذر في الإشراف على مذاهب العُلماء (8/217): " وإذَا اعتَزلَت جَماعةٌ من الرَّعيَّة إمامَ المُسلمِينَ ومنَعوه حقًّا من الحُقوقِ، ولم يَعتلُّوا فيه بعلَّةٍ يَجبُ على الإِمام النَّظرُ فيه، ودَعاهم الإِمامُ إلى الخُروج ممَّا يجِبُ علَيهم، فلم يَقبَلوا قولَه وامتنَعوا من أَداءِ ذلكَ إلى الإِمام ، فحقٌّ على إِمام المُسلمِين حَربُهم وجِهادُهم ليَستخرج مِنهم الحقَّ الَّذي وجَبَ علَيهم ، وحقٌّ على الرَّعيَّةِ قِتالُهم مع إمامِهم إذَا استَعان الإِمامُ بهم ، كما فعلَ أبو بَكرٍ الصِّديقُ رضي الله عنه في قِتالِ مَن منَعَ الزَّكاةَ ... " ، إلى أن قالَ : " فَهذَا مع دلاَئل سُننِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم كالإِجماع من المُهاجرين والأَنصارِ على أنَّ الصِّدِّيقَ قامَ في ذلكَ بحقٍّ وجَبَ علَيه القِيامُ به (2)، وأمَّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه فقَد بلَغَه عن القَوم الَّذينَ قاتَلوا كلاَمًا قبلَ أن يَقتُلوا عبدَ الله بنَ خبَّابٍ فلم يُقاتِِلْهم ، فلمَّا قَتلوا عبدَ الله بنَ خبَّاب قالَ لهم : أقِيدوني من ابن خبَّابٍ (3) ،قالُوا: كلُّنا قتَلَه ! فحِينئذٍ استحَلَّ قِتالَهم فقتَلَهم "
ثمَّ استدلَّ أيضًا بالحَديثِ الَّذي فيه الأَمرُ بقِتالِ الخَوَارج ، لأنَّ الغرضَ هوَ التَّنبيه فقَطْ .
واستَدلَّ ابن المُناصف في الإنجاد في أبواب الجهاد (2/652) بما نقَلتُه آنفًا عن ابن المُنذر ، وفي نُصرةِ الرَّعيَّةِ إِمامَهم على هَذا القِتالِ استدلَّ (2/653) بقَوله تَعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ ﴾[ المائدة ] ، وبحَديثِ عَبدَ بنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ في أُمَّةٍ قَبْلي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، ولَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ " خرَّجَه مُسلمٌ (50) ، فجعَلَ الحَديثَ دَليلاً على قِتالِ أهل البَغي كما جعلَه دَليلاً على قِتالِ الخَوَارج .
لكن قد يُترَك قِتالُهم إذَا كانَ مُؤدِّياً إلى تَرويع عامَّةِ البلاَد ، وهَذا يَعرفُه أهلُ العِلم بالتَّشاورِ مع أُولى الأَمْر ، ونَظيرُه فِعلُ الصَّحابةِ زمَنَ اختلاَفِ ابن الزُّبِير رضي الله عنه مع بَني أميَّة ، فإنَّه قد مرَّ نقلُ امتِناعِهم من نُصرةِ إِحدَى الطَّائفَتين ، وأنَّهم اعتذَروا عن ذَلكَ بخَوفِ إراقةِ دِماءِ الأَبرِياء ، واللهُ وليُّ التَّوفيقِ .


الحواشي:
(1): العُلِّيَّة والعِلِّيَّة: هيَ الغُرفةُ كما في لسان العرب لابن منظور كلمَة ( علاَ ) .
(2): صرَّحَ بأنَّه إِجماعٌ ابنُ المناصِف في الإنجاد (2/656)
(3): أي طلَبَ مِنهم قاتِلَ ابنِ خبَّابٍ ليَقتصَّ منه .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013