[ صوتية وتفريغها] حكم عمل وليمة للمرأة عند انتهاء عدتها الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

[أم صهيب السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تقول السائلة:عندما بعض النساء،عندما تنتهي عدتها، تقوم بدعوة بعض النساء لبيتها،لتكرمهم بداعي أنها حلت الرباط بمعنى انتهاء مدة العدة،فما حكم هذه الوليمة؟
الشيخ:أقول جوابا على هذا السؤال الأول المتعلق بمسألة من مسائل العدة،وهي ما تعلق بانقضاء عدة المرأة،ولم يُحدد في السؤال نوع هذه العدة،هل هي عدة طلاق أم هي عدة وفاة؟
وكيفما كان الأمر فإننا نجيب بتوفيق الله تبارك وتعالى،بما ذكره أهل العلم في هذه المسألة.
ومعلوم أن عدة الوفاة جاء فيها حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها،التي قالت فيه:كنا نُنهى أن نحد عن الميت فوق ثلاث – أي فوق ثلاثة أيام – إلا على زوج فأربعة أشهر وعشرة،ولا تكتحل ولا تتطيب ولا تلبس ثوبا معصفرا.
هذه بالنسبة للمعتدة أحكام تجب عليها،وهذه يذكر بعض أهل العلم أنها من آخر حقوق الزوج على زوجته،التي فيها نوع من الوفاء لهذا الزوج،الوفاء الذي جاء به دين الاسلام،الوفاء في كل شيئ لأنه من الخصال الحميدة،والصفات الكريمة لا يتصف به إلا الكرماء،وضده لا يتصف به إلا اللئام،الغدر والخيانة هذا من أخس وأقبح الصفات،التي لا يُعرف بها إلا الكافر،أو المنافق ذو الوجهين،الذي يطهر للناس وجها ويخفي وجها آخر،وهؤلاء الذين قال الله تبارك وتعالى في حقهم: { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}البقرة.
هؤلاء غافلون على أن الذي في السماء يعلم حالهم،ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ولكنهم غافلون،في سكرة الهوى التي تدفعهم إلى الشر،وتمنعهم من الخير،لا يرجعون ولا يتوبون وهذه أوصافهم التي ذكرها لنا ربنا في كتابه،وبينها نبينا عليه الصلاة والسلام.
فالمرأة المعتدة تبقى هذه المدة،لا تخرج من بيتها إلا لحاجة،ولا يجوز لها المبيت في غير بيت العدة،أي في غير البيت الذي اعتدت فيه،لا تتزين لا تعرض نفسها إلى الخطاب،لا يجوز خطبتها ولا العقد عليها.
هذه هي الأحكام التي تحرم على المعتدة،فإذا انتهت مدة العدة وانقضت عدتها،فإنه الواجب عليها أو الذي يحل في حقها،أنه يُرفع الحكم السابق،ما كان محرما فيحقها يصبح حلالا،يرجع إلى حكمه الأول،مباحا لها هذه الأمور مباح لها أن تتطيب التطيب الشرعي،أن تلبس المعصفر،أن تخرج لحاجتها وما إلى ذلك .
أما ما يفعله بعض الناس،أو بعض المجتمعات،سواء التي انقضت عدتها من طلاق أو من وفاة،فإنها تجمع أقاربها وجيرانها،وتكون شبه وليمة،وتتزين لأجل ذلك،وفي بعض المجتمعات – نسأل الله جل وعلا العفو والعافية – يحضر في المجالس حتى الرجال،مجلس مختلط وكأنها تعرض نفسها لمن يريد أن يتقدم لها،من هؤلاء الرجال.
وهذا في الحقيقة كله منكر،وإحداث في دين الله تبارك وتعالى،من البدع التي ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان.
ولهذا فإننا ننصح أخواتنا في مثل هذه المجتمعات،التي أُبتليت بمثل هذه المنكرات،أن يتميزن عن غيرهن،لأنهن في الحقيقة متميزات بما أنعم الله جل وعلا عليهن،من الاستقامة على دين الله جل وعلا،والسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذه نعمة عظيمة من نعم الله جل وعلا علينا جميعا.
فالواجب على أخواتنا المستقيمات على دين الله جل وعلا،أن لا تقلد غيرهن وأن لا تع في مثل هذه المنكرات،والله نسأل أن يطهر بلادنا وسائر بلاد المسلمين،من مثل هذه البدع المنكرة،التي لا خير فيها لقول النبي عليه الصلاة والسلام:ألا إن كل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،ولقوله كما جاء في حديث عائشة:من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.أي مردود عليه،والله تبارك وتعالى أعلم.




انتهى
ـــــــــ


تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ


https://www.youtube.com/watch?v=NrRmz7_wVrw&t=241s