التعريف بالمختصرات المالكية: "التفريع" لابن الجلاب ـ رحمه الله ـ (ت: 378هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بالمختصرات المالكية

التعريف بكتاب "التفريع" لابن الجلاب المالكي ـ رحمه الله (ت: 378هـ)

لا شك أن الاختصار فن جميل، وطريق ناجح لطالب العلم، وقد قيل: "العلم: اختصار المطولات، وحفظ المختصرات".
ولدينا ـ في المذهب ـ شيء منها؛ كـ"التفريع" لابن الجلاب (ت: 378هـ)، و"الرسالة" لابن أبي زيد القيرواني (ت: 376هـ)، "المختصر" لخليل بن إسحق الجندي (ت: 776هـ).
وأبدأ تناول هذه المختصرات بكتاب "التفريع"؛ فأذكر تعريفا مختصرا له.
ـ اسم الكتاب:
عرف الكتاب بـ"التفريع"، واشتهر عند بعض الفقهاء بـ"الجلاب" نسبة لابن الجلاب.
ـ مؤلف الكتاب:
هو أبو القاسم عبيد الله بن الحسين بن الحسن الجلاب البصري (ت: 378هـ).
ـ موضوع الكتاب:
هو "كتاب فروع جامع لكل أبواب الفقه، من العبادات والمعاملات، على المذهب المالكي، صيغت في واحد وثلاثين كتابا".
و"قد أورد التتائي أن مسائله تبلغ ثمانية عشر ألفا (18000)، منها اثنتا عشر ألف (12000) موافِقة لما في المدونة، وستة آلاف (6000) ليست فيها، بينما قال ابن عبد السلام: إن فيه ثمانية عشر ألف (18000) مسألة عن مالك سوى أصحابه.
ويحتوي الكتاب بالإضافة إلى الأحكام الخاصة بتلك المسائل؛ على جملة من القواعد الفقهية".
["مقدمة المحقق (ص 125) باختصار]
وتميز الكتاب بنوع من التفصيل بالنسبة لكتاب "الرسالة" و"المختصر" مثلا، وقد كتب المحقق ـ جزاه الله خيرا ـ مقدمة وافية في دراسة الكتاب، فلتنظر.
ـ طبعة الكتاب:
الكتاب حققه حسين بن سالم الدهماني، ونال به درجة الدكتوراه بتقدير (ممتاز) في (28/01/1405هـ)، وطبع الكتاب سنة 1408هـ الطبعة الأولى في دار الغرب الإسلامي.
والكتاب موجود مصورا في "المكتبة الوقفية" لمن أراد النظر فيه.

ولا يعلم من شرح الكتاب في وقتنا!
والله الموفق لما فيه الخير.

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ
صبيحة الأحد 08 ربيع الآخر 1432 من هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

[خلفة أسامة الميلي]

بارك الله فيك
فعلا نحن بحاجة الى الكتب المالكية

تتميما للفائدة:

ـ منهج مؤلفه:
يقوم منهج المصنف ـ رحمه الله ـ في كتابه هذا على أربعة أركان:
الأول: التفريع والتفصيل:
ولهذا سماه بعضهم (تفريع الفروع), وقد ساق المسائل بطريقة الافتراض لتصويرها للقارئ أحسن تصوير.
ومن نظر في طريقة طرحه للمسائل علم ـ يقينا ـ أن ابن الجلاب ـ رحمه الله ـ قد ألم بالمذهب، وأحسن جلبه للقراء.
الثاني: الإيجاز والاختصار:
ولهذا سماه بعضهم (مختصر التفريع)، وبعضهم (مختصر الجلاب).
والملاحظ أن عمل الاختصار في هذا الكتاب لم يكن على حساب طلاقة التعبير، ووضوح المعاني، مثلما حصل في القرن السادس وما يليه؛ حيث أصبحت المختصرات أشبه بالألغاز، فترى عليها الحواشي والشروح والمطولة.
الثالث: تقرير أحكام لمختلف المسائل:
سار ابن الجلاب ـ رحمه الله ـ في تقرير المسائل على خطا السلف ـ رحمهم الله ـ؛ حيث كانوا لا يتجرؤون على أحكام الله ـ عز وجل ـ، ولهذا يعبرون بالكراهة في الأشياء المحرمة مثلا.
الرابع: التبسيط والتوضيح مع الدقة والضبط:
التزم ابن الجلاب ـ رحمه الله ـ التسلسل المنطقي في سرد المسائل الفقهية، وأحكامها؛ فينطلق من القاعدة العامة ثم يفرع عليها المسائل، أو من المسائل الفرعية ويخرجها على أصولها.
وامتاز طرحه بالدقة والسهولة معا.
ـ تنبيه على طبعات الكتاب:
قد ذكرت فيما سبق الطبعة التي حققها الدكتور: حسين بن سالم الدهماني، وهي أفضل من حيث التحقيق.

وقد وجدت طبعة أخرى، بتحقيق!! سيد كسروي، نشرتها دار الكتب العلمية في جزئين.
وبمقارنة أولى بين الصفحة الأولى من النسخة المعتمدة ـ وهي الوحيدة في تحقيق كسروي ـ، وبين الصفحة الأولى من المطبوع تجد التحقيق!!

[محمد طيب لصوان]

بارك الله فيك
و نحن في انتظار التعريف بباقي المختصرات

[أبو عبد الرزاق ناصر رابحي]

السلام عليكم و رحمة الله
في انتظار التتمة عندي سؤال و هو :
كتاب ابن بشير المسمى بـ"التنبيه على مبادئ التوجيه" هل يعتبر من مختصرات المالكية.
و قد قرأت في مقدمته ما خلاصته:
·انه يحاكي أبواب المدونة .
·و انه قصد فيه الاختصار و الإيجاز بلا تطويل و تكرار .
·وانه كالمدخل لكتابه " الأنوار البديعة في أسرار الشريعة" من اقتصر عليه خرج من زمرة المقلدة.

[محمد الجيجلي]

بارك الله فيكم