منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 07 May 2017, 09:46 AM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي عقيدة الإمام مالك ابن أنس رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم رحمك الله أن الإمام مالك رحمه الله تعالى من اشد الناس تمسكً بالكتاب و السنة بفهم سلف الأمة
فقد روى ابن أبي حاتم في كتابه الجرح و التعديل (الجرح والتَّعديل 1/18)

قال{حدثنا عبد الرحمان نا أي رمه الله نا هرون بن سعيد الأيلي بمصر قال: أخبرني خالد بن نزار الأيلي قال: ما رأيت أنزع بكتاب الله عز وجل من مالك ابن انس}.

وبناءً على هذا سوف أنقل لك بعض الآثار الواردة عنه رحمه الله تعالى في إثبات العقيدة ممَّا يتضح لك أنها عقيدة سلفية أثرية
و كان نقلي كله من كتاب الموسوم ب(منهج الإمام مالك في ثبات العقيدة) إلاَّ القليل من بعض الكتب كالاعتصام لشاطبي,وشرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي,و ترتيب المدارك للقاضي عياض و غيرهم .

ذم الرأي
سأل رجل الإمام مالك فقال له {من أهل السنة يا أبا عبد الله ؟ قال:الذين ليس لهم لقب يعرفون به,لا جهمي و لا رافضي و لا قدري}(1)
وقال في معرض كلامه عن أهل البدع و ذم الرأي: {و التسليم للسنن لا تعارض برأي و لا تدافع بقياس,ومت تأوله منها السلف الصالح تأولناه , وما عملوا به عملناه,وما تركوه تركناه و يسعنا أن نتمسك عما أمسكوا,ونتبعهم فيما بينوا,نقتدي بهم فيما استنبطوه ورأوه في الحوادث,ولا نخرج عن جماعتهم فيما اختلفوا فيه أو في تأويله}(2)
وروى ابن عبد البر في كتابه الجامع لبيان العلم و فضله قال: {أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر,قال: حدَّثنا ابن وضَّاح,قال: حدَّثنا محمد بن يحي,عن ابن وهب قال: قال لي مالك: الحكم الذي يحكم به بين الناس حكمان: ما في كتاب الله,أو ما أحكمته السنة,فذلك الحكم الواجب وذلك الصّواب,والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه,فلعله يوفَّق, و ثالثٌ متكلِّف, فما أحرى ألاَّ يوفَّق }(3).
وقال أيضا رحمه الله تعالى :{ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم إلاَّ يؤخذ من قوله و يترك إلاَّ النبي صلى الله عليه و سلم}(4)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن موقف مالك من أهل البدع: إنه من أبلغ المذاهب إقامة للحدود ونهيًا من المنكرات و البدع(5)
وقال الشاطبي رحمه الله تعالى : وكان من أشدهم إتباعا و أبعدهم عن الابتداع(6)
وقد قال مالك رحمه الله تعالى في القدرية و الإباضية : {لا يصلَّى على موتاهم و لا يُتَبَع جنائزهم ولا تعاد مرضاهم,فإذا قتلوا فذلك أحرى عندي أن لا يصلَّى عليهم}(7)


ذم الخوض في الأسماء و الصفات

روي عن الأشهب بن عبد العزيز أنه قال: سمعت مالك ابن أنس قول:إياكم و البدع قيل: يأبى عبد الله , ما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسمائه و صفاته وكلامه و علمه و قدرته,ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة و التابعون.(8)

موقفه من إثبات الأسماء و الصفات لله تعالى


وممَّا يدلك على أن الإمام مالك رحمه الله تعالى على طريق السلف في إثبات الأسماء و الصفات قولته المشهورة التي تكتب بماء العينين و التي يجب أن تحفظَّ
لصغار و الكبار فهي ردٌ على أهل البدع و المعطلة و المشبهة و غيرهم ممن انحرف في مسألة إثبات الأسماء و الصفات.
فقد روى الحافظ الذهبي في كتابه العلو,أنَّ الإمام مالك رحمة الله عليه جائه رجلٌ فقال: {يا أبا
عبد الله الرحمن (الرحمن على العرش استوى )كيف إستوى؟ فقال مالك: الاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول, والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة,وفي رواية قال: كما وصف نفسه,ولا يقال:كيف,وكيف عنه مرفوع}(9)
فنَّاظر إلى هذا القول بتمعن يتبين له أنَّ الغمام مالك رحمه الله تعالى على مذهب السلف الصالح في مسألة إثبات الأسماء و الصفات باختصار (سلفيُّ العقيدة).

موقفه من سب الصحابة رضي الله عنهم
قال أبو عروة: كنا عند مالك بن أنس,فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم,فقرأ مالك هذه الآية((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)){الفتح:29}
فقال مالك رحمه الله تعالى: {من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد أصابته هذه الآية}(10)

موقفه رحمه الله تعالى من الخوارج

قال مالك رحمه الله تعالى: الإباضية و الحرورية و أهل الأهواء كلهم أرى أن يستثابوا,فإن تابوا و إلاَّ قتلوا(11)
وقال أشهب بن عبد العزيز:سئل مالك عن قول رسول الله صلى الله عليه و سلم((من قال لأخيه يا كافر:فقد باء بها أحدهما)),قال: أرى ذلك في الحرورية,فقلت:أتراهم بذلك كفارًا؟ قال: لا أدري ما هذا؟(12)
وقيل لمالك أرأيت قتلى الخوارج أيصلى عليهم؟ قال:لا(13)

موقفه رحمه الله تعالى من الروافض

قال أشهب بن عبد العزيز:سئل مالك رحمه الله تعالى عن الرافضة, فقال: {لا تُكَلمهم و لا تَروعنهم,فإنهم يكذبون}(14)
وقال أيضا: {شرّ الطوائف الروافض}(15)

خاتمة

وهكذا يتبين لكل من له ذرة من العلم و الإنصاف و يتحرى طريق الرشد و الإصلاح و معرفة طريق الهدى بدليله أنّ الإمام مالك رحمه الله تعالى على نهج السلف الصالح على الطريقة السلفيَّة الأثرية,فنعم السلف هو
و علم أن هذا مجرد نقل من كتب أهل العلم و هو شيء قليل جداً,ومن أراد التوسع فليرجع إلى المراجع التي سوف أذكرها في الأخير
و في الأخير نحمد الله تعالى أن و فقنا لهذا و نسأله أن يغفر لنا خطئنا و أن يوفق مشايخنا لما يحب و يرضى
وسبحانك اللهم و بحمدك تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك.

تمت بتوفيق الله يوم 2017/04/04
__________________________________________________ ___
1: ترتيب المدارك(2/41)
2: أورده ابن أبي زيد القيرواني في الجامع(ص117) و انظر منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة(ص93)
3:الجامع لابن أبي زيد القيرواني(ص117)
4:صفة الصلاة للألباني(ص44)
5:منهاج السنة(3/436)
6:الاعتصام(1/180)
7:المدونة(1/645)طبعة شركة القدس
8:ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل عبدالله الهروي أثر رقم (872)
9: العلو للذهبي (ص104)
10: تفسير القرطبي(19/347) طبعة مؤسسة الرسالة
11:المدونة (1/519) طبعة شركة القدس
12:التمهيد (17/15) الشاملة
13:المدونة (1/245) طبعة شركة القدس
14:منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة (ص493)
15: النفح الطيب (5/37) الشاملة


التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن شريف التلمساني ; 12 May 2017 الساعة 03:28 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, مالك, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013