منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 Jul 2013, 10:28 PM
ابنة السلف ابنة السلف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 366
افتراضي هل الإسلام والعروبة والقومية شيء واحد؟.. ردّ العلامة الفوزان حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

من الرّدودِ القويّةِ! للعلامةِ: صالح بن فوزان الفوزان -حفظهُ الله-:

"...الوجه الأول:
تفسيرهُ الإسلام بأنه: "اعتقاد روحيٌّ وماديٌّ لحقيقة الكون والحياة..." إلخ! تفسيرٌ باطل!
فالإسلام ليس هو مجرد اعتقاد، بل هو اعتقاد وعمل!
وليس هو اعتقاد لحقيقة الكون -كما يقول-؛ بل هو اعتقاد وإيمان بالخالق، وبما له من الأسماء والصفات، وما يجب له من العبادة
وعمل بما شرع من الطاعات، وترك لما منع منه من المحرمات فهو بهذا المعنى: استسلامٌ لله بالطاعةِ والخضوع والتّذلّل، وانقيادٌ لشرعه
وهو الدين الذي لا يُقبَل من أحد سواه؛ كما قال تعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلام}[آل عمران:19]
وقال تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[آل عمران:85]
ولقد فسَّره النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح بأنه:
(شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام).

***

الوجهُ الثّاني:
زعموا أن الإسلام والعروبة والقومية شيء واحد!!!
وهذا من الخلط الناشئ عن الجهل بحقيقة كلٍّ من هذه الأمور الثلاثة، أو التجاهل!
- فحقيقة (الإسلام) كما بيناها سابقًا في الوجهة الأولى!
- وحقيقة (العروبة) أنها انتماء إلى طائفة من البشر تنحدر من أصول معينة وتنطق لغة معينة!
- وحقيقة (القومية) كذلك؛ انتماء ونخوة! فهما شيء واحد معناهما: العنصرية والنخوة الجاهلية! ولا يجتمعان مع الإسلام في شيء!
فالإسلام: دين وتشريع؛ يُستمدُّ من الوحيِ الإلهيِّ! الذي جاءتْ به الرسل؛ يترتَّبُ عليه الثواب العاجل والآجل
والقومية والعروبة: انتماء بشري من فعل البشر! يقومان على العنصرية والنخوة الذين ينشأ عنهما التفرق والاختلاط بين أجناس البشر! مما يؤدي -بالتالي- إلى التّطاحن والتناحر والتفكك! كما هو الواقع في الجاهليةِ الأولى، والجاهليةِ المعاصرة التي اتخذتْ من القوميّاتِ والعنصرياتِ أساسًا لحكمها وتضامنها؛ وهذا بخلاف الإسلام الذي يجمع بين الجنسيات المختلفة، ويوحد بينهم، ويؤلف بين قلوبها، حتى تكون جماعة واحدة! لا فضل لعربيها على عجميها، ولا لأبيضها على أسودها؛ إلا بالتقوى!
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات : 13].
***

الوجهُ الثّالث:
في قول : "إن المسمّيات الثلاثة: الإسلام والعروبة والقومية؛ ليست سوى أشكال مجازية لمضمون واحد"!
هذا القولُ فيه تمويهٌ على الجهَّالِ، والإغرار بأنَّ الإسلامَ يُقرُّ الانتماءَ إلى العنصرياتِ والقومياتِ! وإن العروبة والقومية تسدُّ مسد الإسلام!!
ولا يخفى ما في هذا الدَّسِّ من المغالطة والخطورة على من لم يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة الجاهلية!
رضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث يقول:
"إنما تنقضُ عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية".
فالإسلام لا يُقرُّ العنصرياتِ والنّعرات القومية؛ بل يحاربها، ويندد بها!
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13]
فأَرْجَعَ البشرَ -كلَّهُمْ- إلى أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدة، لا فضلَ لأحد منهم على آخر إلا بالتقوى!
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وتفاخرها بالآباء، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).
ولما حصل َشجارٌ بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين!
وقال الأنصاري: يا للأنصار!
أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه النخوة الجاهلية، وقال: (أبدَعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!).
وقال: (دعوها؛ فإنها منتنة)!
وقال تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]
ولم يفرِّقْ بين جنسياتهم!
ولم تنفعْ أبا جهلٍ وأبا لهب عروبتهما، ولم تضرَّ بلالًا الحبشي، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر؛ لم يضرَّ هؤلاء عدم عروبتهم، حيث أصبحوا من سادة المسلمين!
فكيف يقال بعد هذا : "إنَّ الإسلام والعروبة والقومية شيء واحد، وأشكال مجازية لمضمون واحد"؟!!!
هل هذا إلا جمعُ بين ما فرَّقَ اللهُ؟!
ثم إذا كانت بمعنى واحد؛ فلأيِّ شيء جاء الإسلام؟!!
وما وظيفته في الحياة؟!
وهل هو على هذا الاعتبار إلا تحصيل حاصل، وتكرار لمضمون واحد؟!
ثم إذا كانت العروبة والقومية هما والإسلام شيء واحد؛ فلماذا لم تؤدِّ القومية والعروبة دور الإسلام قبل وجوده؟!
ألم يكن العرب قبل الإسلام ضالِّين في عقائدهم!
منقسمين على أنفسهم، لا تجمعهم رابطة، ولا تهدأ بينهم حرب!
يتسلط قويهم على ضعيفهم، ولا يراعون فيما بينهم عروبة ولا قومية!
وقد ذكَرهم الله تعالى بهذا في قوله:
{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عليكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[آل عمران: 103]
إنَّ مساواة الإسلامِ بالعروبة والقومية؛ مساواة بين الشيء وضده!
مساواة بين الهدى والضلال، وبين الضياء والظلام!
بل لو قيل: إنَّ الإسلامَ أحسنُ من القومية والعروبة؛ لكان في هذا تنقص وهضم له! كما قيل:
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره ،،، إذا قيل إن السيف أمضى من العصا!
فكيف إذا قيل: إن الإسلام والعروبة والقومية ليست سوى أشكال لمضمون واحد؟!
هل هذا إلا من أعظم المغالطة والخلط والتضليل؟!
وهل يقول هذا إلا من لا يفرق بين الإسلام والجاهلية، أو يقصد الإيهام والتضليل؟!
نسأل الله أن يهدينا إلى معرفة الحق، والعمل به، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا".
انتهى.
[من كتب ردود العلامة الفوزان/ 4/ 230-234، بترقيم الشاملة].


التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 03 Jul 2013 الساعة 10:39 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Jul 2013, 10:44 PM
ابنة السلف ابنة السلف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 366
افتراضي

اقتباس:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:13]
،،،
اقتباس:
فكيف يقال بعد هذا : "إنَّ الإسلام والعروبة والقومية شيء واحد، وأشكال مجازية لمضمون واحد"؟!!!
هل هذا إلا جمعُ بين ما فرَّقَ اللهُ؟!

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013