منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 Dec 2017, 12:14 AM
أبوشهاب حسان خالد أبوشهاب حسان خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 64
افتراضي من هم الدعاةُ إلى الله حَقّاً ؟ الشيخ صالح بن فوزان حفظه الله.

الدعاةُ إلى الله حَقّاً


السؤال

لقد كثر المنتسبون إلى الدعوة هذه الأيام، مما يتطلب معرفة أهل العلم المعتبرين الذين يقومون بتوجيه الأمة وشبابها إلى منهج الحق والصواب .. فمن هم العلماء الذين تنصح الشباب بالاستفادة منهم، ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجلة، وأخذ العلم عنهم، والرجوع إليهم في المهمات والنوازل وأوقات الفتن ؟
الجواب

الدعوة إلى الله أمر لابد منه، والدين إنما قام على الدعوة والجهاد بعد العلم النافع : {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ *}[العَصـر: 3]؛ فالإيمان: يعني العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته، وعبادته، والعمل الصالح يكون فرعًا عن العلم النافع ؛ لأن العمل لابد أن يؤسس على علم، والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والتناصح بين المسلمين هذا أمر مطلوب، ولكن ما كل أحد يحسن أن يقوم بهذه الوظائف، هذه الأمور لا يقوم بها إلا أهل العلم والرأي الناضج ؛ لأنها أمور ثقيلة مهمة لا يقوم بها إلا من هو مؤهّل للقيام بها، ومن المصيبة اليوم أن باب الدعوة صار بابًا واسعًا كل يدخل منه ويتسمى بالدعوة، وقد يكون جاهلاً لا يحسن الدعوة، فيفسد أكثر مما يصلح، متحمسًا يأخذ الأمور بالعجلة والطيش، فيتولَّد عن فعله من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه ؛ بل ربما يكون فيمن ينتسبون إلى الدعوة من لهم أغراض وأهواء يدعون إليها، ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة، وتشويش أفكار الشباب باسم الدعوة والغيرة على الدين، وهو يقصد خلاف ذلك كالانحراف بالشباب، وتنفيرهم عن مجتمعهم، وعن ولاة أمورهم، وعن علمائهم؛ فيأتيهم بطريق النصيحة، وبطريق الدعوة في الظاهر - كحال المنافقين في هذه الأمة الذين يريدون للناس الشر في صورة خير؛ أضرب ذلك مثلاً : أصحاب مسجد الضِّرار، بنوا مسجدًا ؛ في الصورة والظاهر أنه عمل صالح، وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه من أجل أن يرغَّب الناس به، ولكن الله علم من نيات أصحابه أنهم يريدون بذلك الإضرار بالمسلمين، الإضرار بمسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى، ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين، فبيّن الله لرسوله مكيدة هؤلاء ؛ وأنزل قوله : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ *}[التّوبـَـة: 107-108] .
يتبين لنا من هذه القصة العظيمة أن ما كل من تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقًا فيما يفعل؛ فربما يقصد من وراء ذلك أمورًا بعكس ما يظهر، فالذين ينتسبون إلى الدعوة اليوم فيهم مُضلِّلون يريدون الانحراف بالشباب، وصرف الناس عن الدين الحق، وتفريق جماعة المسلمين، والإيقاع في الفتنة، والله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء : {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَْوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ *}[التّوبـَـة: 47]، فليس العبرة بالانتساب أو فيما يظهر؛ بل العبرة بالحقائق، وبعواقب الأمور، والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدعوة يجب أن ينظر فيهم: أين درسوا ؟ ومن أين أخذوا العلم ؟ وأين نَشَؤُوا ؟ وما هي عقيدتهم ؟ وتنظر أعمالهم وآثارهم في الناس، ماذا أنتجوا من الخير ؟ وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح ؟ فيجب أن تدرس أحوالهم قبل أن يغتر بأقوالهم ومظاهرهم، هذا أمر لابد منه، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثر فيه دعاة الفتنة؛ وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم : قومٌ مِنْ بني جِلْدَتِنَا، ويتكلَّمُون بأَلْسِنَتنَا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن دعاة الفتن قال : دعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّم، مَنْ أَطَاعَهُم قَذَفُوهُ فيها ؛ سماهم دعاة، فعلينا أن ننتبه لهذا، ولا نحشد في الدعوة كل من هب ودب، وكل من قال: أنا أدعو إلى الله، وهذه جماعة تدعو إلى الله- لابد من النظر في واقع الأمر، ولابد من النظر في واقع الأفراد والجماعات، فإن الله سبحانه وتعالى قيد الدعوة بالدعوة إلى الله؛ قال تعالى : [يُوسُف: 108]؛ دل ذلك على أن هناك أناسًا يدعون إلى غير الله، والله تعالى أخبر أن الكفار يدعون إلى النار؛ فقال : {وَلاَ تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}[البَقـَـرَة: 221]؛ فالدعاة يجب أن ينظر في أمرهم. قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى - عن هذه الآية : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}[يُوسُف: 108] -: فيه التنبيه على الإخلاص ؛ لأن كثيرًا من الناس لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه.

ــــــــــــــــ
البخاري (3606، 7084)، ومسلم (1847).
كتاب التوحيد ص (21)، باختلاف يسير.

المفتي: صالح بن فوزان الفوزان http://fatawa.alukah.net/content/535


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله سنيقرة ; 21 Dec 2017 الساعة 09:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الدعوة, الفوزان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013