[فائدة من شريط ] - عقبات في طريق الزواج - للشيخ ابن العثيمين رحمه الله

[أم صهيب السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



...لقد كان ينبغي لنا أيها المسلمون، أن نهتم بدراسة العقبات التي تحول بترك الزواج،لنتفادى النتائج السيئة التي تترتب على تركه،وإن أهم هذه العقبات وهي كثيرة،لكن أهمها ثلاث:


1-إحداها:عزوف كثير من الشباب ذكور و إناث عن الزواج،أي أن كثير من الشباب،بل إن بعض الشباب ذكور و إناث، لا يرغبون في الزواج بحجة أن الزواج يحول بينهم وبين دراستهم،وهذه حجة داحضة،باطلة،فإن النكاح لا يمنع من المضي من الدراسة أو النجاح فيها أو التحصيل.
فربما يكون الزواج عونا على ذلك،فإن الرجل الصالح إذا وُفق زوجة صالحة،وسادت بينهما روح المودة،صار كل منهما عونا للآخر على دراسته،وعلى مشاكل حياته،وأكثر الناس تتكلل زواجاتهم ولله الحمد بالتوفيق،وكم من شباب ذكور و إناث منَّ الله عليهم بالزواج فرأو من الراحة وتفرغ الفكر والنفس للدراسة،ما كان عون لهم عليها،فعلى الشباب الذين اغتروا بهذه الحجة،على الشباب أن يعيدوا النظرة بعد الأخرى،حتى يُصحح من خطأه وليسألوا زملاء لهم
تزوجوا فرؤوا الخير و الطمأنينة من وراء الزواج،وبهذا تذلل هذه العقبة.
وماذا ينفع المرأة إذا أكملت دراسة ليست بحاجة إليها غالبا؟
وفاتتها سعادة النكاح وعقمت عن الأولاد،وأصبحت عالة على أهلها،ليس لها أولاد يذكرونها في حياتها ولا بعد مماتها.


2-أما العقبة الثانية وما أدراك ما العقبة الثانية،العقبة العظيمة وهي احتكار بعض الأولياء الظلمة احتكارهم لبناتهم،ومن لهم ولاية تزويجهم،أولئك الأولياء الذين لا يخافون الله،ولا يرعون أمانتهم ولا يرحمون من تحت أيديهم،أولئك الأولياء الذين اتخذوا من ولاياتهم على تلك المرأة الضعيفة،موردا للكسب المُحرم،وأكل المال بالباطل،أولئك الذين ظلموا بناتهم وظلموا أنفسهم،وأكلوا المال بالباطل،تجد الخاطب الكفؤ في دينه وخلقه،يخطب منهم،فيفكرون ويقدرون وينظرون ويعبسون ثم يقولون الكلمة الأخيرة: البنت فائتة لغيرك،البنت صغيرة،شاورتها فأبت،يقول هذا وهو كاذب فيما يقول،يفتري الكذب ليرد ذلك الخاطب الكفؤ،إما لعقد نفسية تثقل عليهم الإجابة،وإما لطلب مال يحصلونه من وراء ولايتهم،وإما لعداوة شخصية بينهم وبين الخاطب.

والولاية أيها المسلمون،الولاية دين وأمانة،يجب النظر فيها إلى مصلحة المُولى عليه،لا إلى أغراض الولي.
إن لهذه العقبة تذليل ذكره أهل العلم حيث قالوا:إن الولي إذا امتنع من تزويج موليته كفؤا ترضاه فإن ولايته تنتقل إلى من بعده.إذا امتنع أبو المرأة من تزويجها كفؤا في دينه وخلقه،وقد رضيته المرأة ورغبت فيه،فإنه يزوجها أولى الناس بها،ممن يصلح للولاية،من إخوتها أو أعمامها أو بنيهم،حسب الترتيب الشرعي.

3-فيا أيها الناس إن العقبة الثالثة التي تحول بين الناس وبين الزواج،هي المغالاة في المهور و المزايدة فيها حتى تبلغ المهور إلى حد لا يستطيعه الإنسان،إلا بأن يقترض أو يستدين،وهذا خلاف لما يحث عليه الشرع،فإن الشرع يحث على تقليل المهور ما أمكن،وكلما كان المهر أقل كان النكاح أبرك،( كلمة لم اسمعها جيدا ) ولهذا نجد الناس الذين منَّ الله عليهم فعرفوا قدر النكاح،وعرفوا أن المهم أن تلتقي المرأة برجل صالح يحفظ لها حقوقها،تجدهم لا يهمهم المال المتبوع أو يقل،إنما المهم أن يضعوا المرأة التي ولاهم الله عليها،في حرز أمين،يخاف الله فيها ويرحمها.

انتهى
ـــــــــ


تفريغ: أم صهيب السلفية

(وسبق نشر التفريغ في مواقع اخرى باسم أم صهيب السلفية الجزائرية )