منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Sep 2018, 02:36 PM
حسان براهمي حسان براهمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2018
المشاركات: 23
افتراضي مقال بعنوان طريقة المصعفقة في الاستدلال (اعتقد ثم استدل) للأخ الفاضل سالم الغرياني.

مقال بعنوان
طريقة المصعفقة في الاستدلال
(اعتقد ثم استدل)
للأخ الفاضل سالم الغرياني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين كالمبتدعة ومن سار على طريقتهم من المفتونين المشغبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله الأمين.
أما بعد:
فإن طريقة أهل السنة والجماعة في الاستدلال أنهم يستدلون ثم يعتقدون، وأما أهل البدع والأهواء فإنهم يعتقدون ثم يستدلون.
أهل السنة يسيرون في طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، فهم لا يعتقدون قولا في دين الله عز وجل سواء كان في العقيدة أو العبادة أو المنهج إلا وهم يبنون ذلك القول والاعتقاد على دليل بين، فتجد كتب السلف -رحمهم الله- مصنفة على هذا المنوال الذي لا ينخرم.
فيذكرون القول ويسردون الأدلة عليه، ولا يقولون: هذه هي الأقوال وسيأتي بيان أدلتها العام القادم، ولا يقولون: هذه هي الأقوال وسيتبين لكم أدلتها وصوابها، وستظهر لكم الأدلة، ولا يقولون: هذه هي الأقوال، وأدلتها عند الشيخ فلان!!
وإنما تجدهم -رحمهم الله- يقررون القول ويذكرون دليله، بل منهم من يحشد الأدلة عليه حتى لا تكاد تجد دليلا غير الذي ذكره، وهذا يكثر في تواليف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في شتى الفنون بل حتى في الرد على أهل الأهواء وبيان بدعهم سواء كان رده على طائفة أو فرد، فإنه يأتي بكلام المنتَقد من كتبه ويفندها بأدلة الكتاب والسنة وبكلام السلف بل وبالمعقول أيضا ويحشد لك الأدلة حتى لا يدع لك مجالا للشك في صدق كلامه وأحقيته.
قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي -حفظه الله- في رده على فالح لما جرح دعاة سلفيين دون أن يقيم الأدلة على جرحه لهم: إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين قد سبب أضراراً عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبين للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها أو الاعتذار عن هذه الأحكام.
ألا ترى أن علماء السلف قد أقاموا الحجج والبراهين على ضلال الفرق من روافض وجهمية ومعتزلة وخوارج وقدرية ومرجئة وغيرهم. ولم يكتفوا بإصدار الأحكام على الطوائف والأفراد بدون إقامة الحجج والبراهين الكافية والمقنعة. بل ألفوا المؤلفات الكثيرة الواسعة في بيان الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وبيان الضلال الذي عليه تلك الفرق والأفراد.
فانظر إلى رد الإمام أحمد على الجهمية ورد عثمان بن سعيد الدارمي على الجهمية والرد على بشر المريسي و"كتاب السنة" لعبد الله بن أحمد و"السنة" للخلال و"الشريعة" للآجري و"الإبانتين" لابن بطة و"شرح اعتقاد أهل السنة" للالكائي و"الحجة" للأصبهاني وغيرها من المؤلفات الكثيرة .
وانظر إلى مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية "كالمنهاج في الرد على الروافض" و"درء تعارض العقل والنقل" في الرد على الأشاعرة و"نقض التأسيس" في الرد على الرازي في الدرجة الأولى والرد على البكري "الاستغاثة" و"الرد على الأخنائي" وكتاب "الفتاوى الكبرى"، وانظر "مجموع الفتاوى" له وكم رد على الصوفية ولا سيما ابن عربي وابن سبعين والتلمساني ردوداً مفصلة مبينة قائمة على الحجج والبراهين.
وكذلك كتب ابن القيم "كالصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" و"شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل" وانظر إلى ردود أئمة الدعوة السلفية منذ قامت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ويكفيك منها الدرر السنية.
أترى لو كان نقدهم ضعيفاً واحتجاجهم هزيلاً وحاشاهم من ذلك، أو اكتفوا بإصدار الأحكام فقالوا الطائفة الفلانية جهمية ضالة، وفلان جهمي وفلان صوفي قبوري، وفلان من أهل وحدة الوجود والحلول. والروافض أهل ضلال وغلو ويكفرون الصحابة ويسبونهم والقدرية، والمعتزلة من الفرق الضالة أو كان نقدهم ضعيفاً فإذا طولبوا بالحجج والبراهين وبيان أسباب تضليل هذه الفرق قالوا ما يلزمنا ذلك وهذه قاعدة ضالة تضل الأمة.
أترى لو فعلوا ذلك أكانوا قد قاموا بنصرة السنة وقمع الضلال والإلحاد والبدع؟. الجواب لا وألف لا، وإن من ينتقد المشتهرين بالسنة يحتاج إلى حجج أقوى وأوضح.
فعلى من يتصدى لنقد البدع وأهلها أن يسلك طريق الكتاب والسنة ويسلك مسلك السلف الصالح في الدقة في النقد والجرح وفي إقامة الحجج والبراهين لبيان ما عليه هو من حق وما عليه من ينتقدهم من الفرق والأحزاب والأفراد والمخطئين من ضلال وباطل أو خطأ"(1)
قلت: وأهل البدع يقعون في القول المبتدع والفعل المبتدع ثم يقمشون ويبحثون بعد ذلك عن الأدلة، فأصل عملهم أو قولهم مبني على الجهل، ومنهم من يكون عنده علم ولكن الهوى يجعله يلوي أعناق النصوص لتلائم قوله المبتدع، ولهذا ذم الله عز وجل اليهود لأنهم يعبدونه بالأهواء، فسماهم: مغضوبا عليهم، والنصارى لأنهم يعبدونه على جهل وسماهم: ضالين، قال تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قول الله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} قال: "هم اليهود" {وَلَا الضَّالِّينَ} قال: "النصارى هم الضالون".(2) وفي رواية عند أحمد والترمذي، قال: (فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال).
ونزه سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يكون من هؤلاء فقال سبحانه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
قال الحافظ (بحق) ابن كثير -رحمه الله-: وقوله: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} هذا هو المقسم عليه، وهو الشهادة للرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بأنه بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق، ليس بضال، وهو: الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره، فنزه الله -سبحانه وتعالى- رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود، وعن علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلوات الله وسلامه عليه، وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد؛ ولهذا قال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} أي: ما يقول قولا عن هوى وغرض، {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} أي: إنما يقول ما أمر به، يبلغه إلى الناس كاملا موفرا من غير زيادة ولا نقصان...الخ(3)
قلت: فالعلماء الربانيون السائرون على هدي الرسول الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- لا يتكلمون ولا يعملون عن جهل، ولا يتركون ما آتاهم الله من الهدى عن غواية وهوىً، فهم من الذين أنعم الله عليه لا كالمغضوب عليهم ولا كالضالين.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل.(4)
وقد قرر العلماء هذا الأصل الأصيل وهو أن العلم بالشيء يكون متقدما عن القول به و العمل به.
قال الإمام البخاري -رحمه الله-: باب: العلم قبل القول والعمل، لقول الله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} فبدأ بالعلم(5)
فاعلم: فعل أمر يفيد الوجوب، فاستنبط الإمام البخاري -رحمه الله- من هذه الآية وجوب العلم قبل القول والعمل، فمن أراد قولَ قولٍ أو عملَ عملٍ فلابد أن يعلم دليله قبل اقترافه.
قال العلامة العيني -رحمه الله-: أراد أن الشيء يعلم أولا، ثم يقال ويعمل به.(6)
قال العلامة ابن باز -رحمه الله-: فالإنسان عليه أن يتعلم أولا, ثم يعمل. فيتعلم دينه, ويعمل على بصيرة. والله أعلم.(7)
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: استدل البخاري -رحمه الله- بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل وهذا دليل أثري يدل على أن الإنسان يعلم أولاً ثم يعمل ثانياً، وهناك دليل عقلي نظري يدل على أن العلم قبل القول والعمل وذلك لأن القول أو العمل لا يكون صحيحاً مقبولاً حتى يكون على وفق الشريعة، ولا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله على وفق الشريعة إلا بالعلم، ولكن هناك أشياء يعلمها الإنسان بفطرته كالعلم بأن الله إله واحد فإن هذا قد فطر عليه العبد ولهذا لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم، أما المسائل الجزئية المنتشرة فهي التي تحتاج إلى تعلم وتكريس جهود.(8)
وقد قرر العلماء -رحمهم الله- أن سلوك غير هذا السبيل إنما هو سلوك لسبل أهل الجهل والهوى، فإن أهل الأهواء يعتقدون الشيء أو يقولون القول ثم يبحثون عن دليله.
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "هنا مسألة أحب أن أنبه عليها وهي أن بعض الناس يعتقد ثم يستدل بعد الاعتقاد وهذا خطأ وضرر على الإنسان لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت غلبك الاعتقاد إلى أن تلوي أعناق النصوص لتوافق اعتقادك، لكن اجعل اعتقادك تابعا، ابحث في النصوص أولا، تأملها تدبرها، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} تدبرها أولا، ثم إذا تبين لك الحق منها فابن عقيدتك عليها على ما تبين لك حتى تكون مهديا بإذن الله عز وجل."(9)
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "واعلم أن عامة من ينكر هذه الصفة وأمثالها إذا بحثت عن الوجه الذي أنكروه وجدتهم قد اعتقدوا أن ظاهر هذه الآية كاستواء المخلوقين أو استواء يستلزم حدوثا أو نقصا. ثم حكوا عن مخالفهم هذا القول ثم تعبوا في إقامة الأدلة على بطلانه، ثم يقولون: فيتعين تأويله إما بالاستيلاء أو بالظهور والتجلي أو بالفضل والرجحان الذي هو علو القدر والمكانة..."(10)
وقال أيضا: "وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف، وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان...
إحداهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
والثانية: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن، والمنزل عليه والمخاطب به .
فالأولون راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان. والآخرون راعوا مجرد اللفظ، وما يجوز عندهم أن يريد به العربي، من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به ولسياق الكلام."(11)
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- معلقا على كلام شيخ الإسلام -رحمه الله-: "سبب ذلك أنهم كانوا يعتقدون رأياً ثم يستدلون لرأيهم، أو يستدلون بنصوص الكتاب والسنة على ما لا تدل عليه."(12)
وسئل العلامة الألباني -رحمه الله- عن فحوى كلام شيخ الإسلام -رحمه الله-:
السائل: بارك الله فيكم قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله تعالى عليه- أهل البدعة يعتقدون ثم يستدلون, وأهل السنة يستدلون ثم يعتقدون؟
فأجاب -رحمه الله-: يعني هذا معناه: أن أهل السنة تبع للدليل؟ أما أهل البدعة فتبع لبدعتهم ثم يحاولون تبريرها بالاستدلال لها، وهذا معناه اتباع الهوى؛ ولذلك فأهل السنة هم بعيدون عن الهوى.(13)
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "ولما أصلت الجبرية أن قدرة العبد لا تأثير لها في الفعل بوجه من الوجوه وأن حركات العباد بمنزلة هبوب الرياح وحركات الأشجار أوَّلُوا كل ما جاء بخلاف ذلك. فهذا في الحقيقة هو عيار التأويل عند الفرق كلها حتى المقلدين في الفروع أتباع الأئمة الذين اعتقدوا المذهب ثم طلبوا الدليل عليه، وضابط ما يتأوَّل عندهم وما لا يتأوَّل: ما خالف المذهب أو وافقه(14)، ومن تأمل مقالات الفرق ومذاهبها رأى ذلك عيانا وبالله التوفيق."(15)
هذه مقدمة قدمت بها لكي أبين ضلال هؤلاء المصعفقة وسلوكهم مسالك أهل البدع والأهواء.
فإن هؤلاء المصعفقة سلكوا في طعنهم في السلفيين مسلك أهل البدع الأولين فطعنوا في بعض الأفاضل دون أدلة، فلما حاصرهم السلفيون من كل مكان، هرعوا يبحثون وينقبون لعلهم يظفرون بما يقربونه لمقَلدهم فيتكلم به.
والعجب أن نجد الدكتور محمد بن هادي -أصلحه الله- يسير على هذا المنهج بل يقرره قولا ويطبقه عملا، وبيانه: أنه لما جرح الدكتور محمد بن هادي الشيخَ عرفات المحمدي -حفظه الله- طالبه العلماء ببيان أدلته على هذا الجرح، فإن الجرح لا يكون من دين الله الذي يتعبد به إلا إذا بُني على دليل، فأعراض المسلمين محرمة ولا يجوز الكلام فيها إلا بدليل شرعي صحيح، فإذا قام هذا الموجب كانت من أجل العبادات وخاصة إذا كان المتكَلَّم فيه يخشى ضرره على الأمة، وهذا شيء متقرر معروف عند المشتغلين بالعلم.
من هذا المنطلق نعلم أن الدكتور تكلم في الشيخ عرفات المحمدي -حفظه الله- واستباح عرضه بغير دليل، فلما طالبه العلماء ببيان أدلته وحاصروه، لم يقدم لهم شيئا من الأدلة. وطالبته فقال لي: (سيظهر لك، سيتبين لك) ولم يقدم لي دليلا، وحاول معه طلاب العلم وطالبوه فلم يقدم لهم دليلا واحدا، فردوا جرحه حينئذ لأنهم يتعبدون الله تعالى بالدليل لا بتقليد الدكتور، حينها غضب عليهم الدكتور وتكلم فيهم جملة، بل في كل من كان رأيه كرأيهم، وصعفق السلفيين في العالم كله.
فزاد إصرار العلماء عليه أن يقدم أدلته فذهب وأتى بعدد من التغريدات لمن ينبزهم بالصعافقة وقدمها لشيخنا العلامة ربيع بن هادي -حفظه الله- فلما اطلع عليها وجدها خواء لا تساوي شيئا فردها على الدكتور ولم يقبلها، وقد نُشرت أدلة الدكتور التي قدمها لشيخنا العلامة ربيع بن هادي -حفظه الله- وعلم السلفيون وهاءها.(16)
حينها تمادى الدكتور في باطله وأكثر من الكلام في السلفيين وأنشأ محاضرة الخروج عن الصُّمات التي زعم أنه يقدم فيها الأدلة، فملأها بالسب ولم يأت بالأدلة، وقد بينت ما فيها من مغالطات في عدد من الحلقات.(17)
فلما تمادى في الباطل ولم يرجع وتسبب في فرقة عظيمة بين السلفيين بقوله وفعله وبدع أناسا سلفيين بالظلم والجور، حذر منه العلماء ومن مسلكه وقالوا: إن مسلكه أخس من الحدادية.
حينها أراد مقلِّدوه أن ينقذوه من هذا، فبدل أن ينصحوا له بأن يكف عن هذا الذي هو فيه ويسعى لإصلاح ما أفسد، قاموا ينقبون في محاضرات السلفيين لعلهم يجدون ما يسعفون به مقلدهم، وكلما أتوه بشيء قام يتكلم ويرد ثم يقول: ألم أقل لكم ووو..
فشابهوا طريقة أهل الأهواء (اعتقد ثم استدل)، والعجب أن الدكتور يصرح بمسلكه تصريحا، فاجتمع فيه القول والعمل بهذا المسلك.
قال الدكتور محمد بن هادي عمن ينبزهم بالصعافقة: (قد كشف الله عنهم كذبا وجهلا واجتمع فيهم الكذب واللؤم والجهل، وبعد هذا كله يقولون لك أين الأدلة)
وقال أيضا: (وقد كان بعض إخواننا يقول: هل عندهم -أي من ينبزهم بالصعافقة- أخطاء في العقيدة؟ فظهرت أخطاؤهم في العقيدة. في الصفات؟ ظهرت أخطاؤهم في الصفات. في الفقه؟ ظهرت أخطاؤهم في الفقه. في الصحابة؟ ظهرت أخطاؤهم في الصحابة. وقد أبصر ذلك العالم كله مشرقاً ومغرباً بهذه الأدوات. فكيف يقال بعد ذلك: هات الدلائل؟ هذا والله العجب !! هذا والله العجب !! الدلائل أبصرها حتى العجائز ورأوها في هذه الوسائل ظهرت الدلائل وبعد هذا كله يقال هات الدلائل، هذا والله من العجب العجاب!!)(18)
فجمع الدكتور بين طريقة (اعتقد ثم استدل) وبين التلبيس والتعمية والتهويل، والكلام المنمق قد ينطلي على بعض الناس لكن لا ينطلي على السلفيين الحاذقين ولله الحمد، فنقول لمن انخدع بكلام الدكتور ما قال الشاعر:(19)
لَا تَركنَنَّ إليَ ذِيْ مَنْظَرٍ حَسَنٍ :: فرُبَّ رَائِقَةٍ قَد سَـــــآءَ مَخَبرُهَــــــــا
مَـــــــا كُلُّ أَصْفَرَ ديْنَـارٌ تُصَرِّفُـهُ :: صُفْر العَقَارِبِ أَدْهَاهَا وَأنْكَرُهَا
فهو اعتقد في هؤلاء المشايخ وطلاب العلم وقدح فيهم وبدَّعهم، ولم يقدم دليلا واحدا على ذلك، فلما حوصر هرع يقمش الأدلة من هنا ومن هنا سيرا على قاعدة أهل الأهواء (اعتقد ثم استدل) بل لم يكتف بفعله ، بل صرح بطريقته في الاستدلال كما في هذا النقل من هذه المحاضرة.
ولكن مع هذه الطريقة الماكرة التي سلكها المصعفقة، نجد طلاب العلم والمشايخ رجَّاعون للحق، متراجعون عن أخطائهم التي فَتش عنها المصعفقة من أشرطتهم، وإن كانت هي من جنس الأخطاء التي لا يسلم منها أحد: كزلة لسان أو سهوٍ دون تعمد للباطل أو تأصيل له أو إصرار عليه، ومع هذا تراجعوا وبينوا، فكان ذلك من الخير الذي ساقه الله إليهم، ورفع به قدرهم عند السلفيين، وكما روي عن المنصور أنه قال: "لقد ارتفع من حيث أردنا أن نخفضَه." بل طلبوا مِن كل مَن وجد لهم خطأ أن يبينه لهم بل ويرد عليهم، فدين الله عندهم أولى من أشخاصهم، هكذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا.
هذه إشارات أحببت أن أشير إليها لأبين أن القوم يسيرون على سَنن أهل البدع في تطبيق قاعدة (اعتقد ثم استدل) وأظن أن في هذا القدر كفاية بإذن الله، ولعل الله أن ينفع بها قارئها {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــ
(1) نصيحة أخوية للشيخ فالح الحربي (13-14)
(2) أخرجه الطبري 195 وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر
(3) تفسير القرآن العظيم (7/442-443)
(4) الفوائد 19
(5) الجامع المسند الصحيح (1/189)
(6) عمدة القاري (2/39)
(7) شرح ثلاثة الأصول
(8) شرح ثلاثة الأصول
(9) رابط الصوتية
http://www.up-00.com/downloadf-153320029819121-mp3.html
(10) الفتاوى الكبرى (6/ 476)
(11) مقدمة في أصول التفسير (31-33)
(12) شرح مقدمة شيخ الإسلام 110
(13) سلسلة الهدى والنور (650/01:21:45)
http://www.up-00.com/downloadf-153319998965321-mp3.html
(14) قلت: وضابط ما يتأوَّل وما لا يتأوَّل عند المصعفقة: ما خالف شيخهم أو وافقه.
(15) الصواعق المرسلة(1/232)
(16) راجع المقال الذي كتبه الأخ أبو حاتم البليدي -وفقه الله- بعنوان (الحق المبين بكشف أدلة الدكتور ابن هادي التي أخفاها عن السلفيين) على هذا الرابط:
https://drive.google.com/…/1GAmZbh1N...mag6ZZoS…/view
(17) وقفات مع محاضرة الخروج عن الصُّمات (الحلقة الأخيرة) وروابط الحلقات مرفقة بداخلها
http://www.up-00.com/downloadf-153304955461011-pdf.html
(18) كلمة توجيهية لأهل طرابلس وما جاورها، رابط المقطع:
http://www.up-00.com/downloadf-153322181895561-mp3.html
(19) البيتان منسوبان للشاعر: الحسن بن أحمد بن محمد بن حِكِّينا -وضبط بجيم- (ت: 528هـ)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 Sep 2018, 02:45 PM
حسان براهمي حسان براهمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2018
المشاركات: 23
افتراضي

رابط الملف pdf
������
https://up.top4top.net/downloadf-9460jjo61-pdf.html
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013