منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 Nov 2019, 06:58 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي التَّغَنّـِي بِالسَّالِفِين الصَّالِحِين، دُونَ اتّـِبَاعٍ، بِضَاعَةُ الكَاسِدِين.







التَّغَنّـِي بِالسَّالِفِين الصَّالِحِين، دُونَ اتّـِبَاعٍ، بِضَاعَةُ الكَاسِدِين.


هناك من المسلمين، مَن، يتغنّون بأمجاد الماضين من أسلافنا الصّالحين، تَغَنٍّ، يذمُّون به مواقف حكّام المسلمين في سياسة خضوع واستكانة لأهل الكفر والصّليبيّين. وما علم من هؤلاء المحكومين المسلمين المغرورين، ومنهم المُغَرَّر بهم، أنّ اللهَ مَا سلّط عدوًّا على مَن يدين بالإسلام، إلاّ لأسباب، دعت إلى ذلك الهوان والذلّ والخسران.

قال الله تعالى في نداءٍ حكيم إلى كلّ مسلم، محكُومًا مستضعفًا كان أو حاكمًا متسلّطا.
قال سبحانه، وقوله الحقّ، لايماري فيه إلاّ صاحب هوى أو عنيد.
قال وقوله يدعو كلّ مسلم إلى التّغيير والإصلاح.
قال ولم يَسْتَثْنِ أحدًا من المسلمين، يرشدهم إلى ما يؤسّس قوّتهم، ويعيد عزّتهم، بهذا التّنبيه من الخبير العليم بأحوال مَن أسلموا إليه، طواعيةً منهم ورغبةً في خضوعٍ، مُذْعِنِين. قال عزّوجلّ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ".(1)
قال الشيخ السعدي في تفسير الآية:
[ { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ } من النّـِعْمَة والإحسان ورغد العيش { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البَطَرِ بها، فيسلبهم الله عند ذلك إيّاها.

وكذلك إذا غيّر العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غيّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشّقاء إلى الخير والسّرور والغبطة والرّحمة، { وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا } أي: عذابا وشدّة وأمرا يكرهونه، فإنّ إرادته لا بد أن تنفذ فيهم. فـإنّه { لَا مَرَدَّ لَهُ } ولا أحد يمنعهم منه، { وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ } يتولّى أمورهم فيجلب لهم المحبوب، ويدفع عنهم المكروه، فـليحذروا من الإقامة على ما يكره الله، خشية أن يحلّ بهم من العقاب ما لا يُرَدّ عن القوم المجرمين.]انتهـ كلام السعدي رحمه الله.



قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:
"لو رزق الله إخواننا -هؤلاء- عُقُولاً تَزِنُ الأمورَ بعواقبها، وإخلاصًا يُذيب الحسد، ويذهب بالأنانيّة، لَعلموا أنّ الخيرَ، كلَّ الخيرِ في الاجتماع، وأنّ القوّة، كلّ القوّة في الاتّحاد، وأنّ الخروج على الجماعة أهلك مَن قبلنا، وهم في نهاية القوّة، فكيف لايهلكنا ونحن في نهاية الضّعف!!!"(2)

وقد صدق الرجل الحكيم، وربّ الكعبة، فيما يقول، رحمه الله. فالذي يخرج عن الامام، في جماعة المسلمين، قد خرج عن الصّراط المستقيم، وفتق عَقْدَ القوّة، في سلسلةٍ، تتناثر حبّات ياقوتها، تفرّقًا، يصعب على مَن يلتقطها، أن يجمعها، إلاّ لـوقتٍ، يُطِيلُ فيه نَفَسَهُ، بقوّة صبرٍ، وحلمٍ، يلهمه الله فيه الثّبات في استمراريّة، تدفع كلّ إحباط، وعجز، ويأس، عن إدراك المبتغى، في صمود وإرادة إيمانيّة تفاؤليّة.

هو الباب المغلق، الذي يتمسّك به أغلب النّاس. وكأنّهم يحملون، في قلوبهم، بَصِيصًا من أَمَلٍ في فتحه. ولهذا تراهم لاييأسون من الانتظار.

فإذا كان أمَل في تحقيقِ ممكنًا، فَـرَاحَتُهُم تتعلّق بـالله، في حسن توكّل، أن يفتح بابًا، قد أُغْلِق لأجل.

أمّا أن يكون أَمَل في تحقيق مستحيل، قلوبهم إليه تميل، رغم صعوبة الوصول، والعمر ينفذ، وقد أزف الرّحيل. فهؤلاء، يحتاجون إلى إعادة النّظر في كلّ طموحاتهم، وتصوّراتهم، وآمالهم، الّتي بَنَوْا عليها قُصُورًا، قد يجرفها، واقعٌ ملموسٌ، يمحو كلّ أثرٍ جميل، لأحلامٍ، رسمت، سعادة وهميّة، أوصلت أصحابها إلى الركون إلى الجمود، واليأس والعمل القليل. في وقتٍ، فتح الله فيه بابًا، لأهل الهمَّة، والعزم، يدلّهم إلى معالي الأمور، وتحقيق الأمل الموجود، وترك المفقود، في حياةٍ، كلّها تخضع، في استقامة رشيدة، للربّ المعبود.



قال صالح الدمشقي وهو يعظ إبنه، موعظة رجلٍ، أدرك التّمييز بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشرّ وبين الحِلم والطّيش وبين العلم والجهل، وأدرك أنّ الأمور بعواقبها، ينجي الله بها، مَن أحسن استخدام مفاتيح النّجاة لفتح باب الطّريق المستقيم، فيخرج من فتن الحياة سالمًا معافًى من أكدارها ومكدّراتها.
قال رحمه الله:" يا بُنَيّ، إذا مرّ بكَ يومٌ وليلة، قد سَلِم فيهما دِينُك وجِسمك ومَالك، وعِيالك، فَأَكْثِر من الشُّكْرِ لله تعالى، فَكَمْ مِن مسلوب دِينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية."(3)

لقد قال الرجل الصّالح، كلمةً، ترشد قارئها، إلى سرّ السّعادة، ومفتاح الفلاح، أن يسأل الله قناعةً في العيش، وإيمانًا في القلب، وعافيةً في البدن، وسترًا للعورات، وأمنًا من الرّوعات، وحفظًا للمال والولد.

اللّهمّ ألْهِمْنا رُشْدَنا وأَعِذْنا من شرور أنفسنا واهدنا سُبُلَ السّلام.

اللّهمّ إنّا نسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللّهمّ نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، اللّهمّ استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، اللّهمّ احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا. (4)

حسبنا الله، عليه توكّلنا، وهو ربّ العرش العظيم. (5)
بقلم: أم وحيد بهية صابرين.

الجزائر
الخميس 24 ربيع الأول 1441 هـ الموافق لـ 21 نوفمبر 2019 م
----------------------------------------------------------
(1)- سورة الرعد الآية 11.
(2) الآثار (3/276).
(3)-سير أعلام النبلاء للذهبي (222/3).
(4) و (5)، بصيغة الجمع، سقتُ أذكار الصباح والمساء، لنفع نفسي وجميع المسلمين بالدعاء. اللّهمّ تقبّل منّا مخلصين لك الدّين، على شريعة نبيّك محمّد، خاتم الأنبياء والمرسلين، (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)





الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	بسم الله.png‏
المشاهدات:	821
الحجـــم:	12.7 كيلوبايت
الرقم:	7504   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	إنّ الله لايغيّر ما بقومٍ حتّى.jpg‏
المشاهدات:	1248
الحجـــم:	44.7 كيلوبايت
الرقم:	7505   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	65-3_2.jpg‏
المشاهدات:	1075
الحجـــم:	25.8 كيلوبايت
الرقم:	7508   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	أهل اليقين.PNG‏
المشاهدات:	1002
الحجـــم:	864.4 كيلوبايت
الرقم:	7509   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	أنفع لمعاش العبد.png‏
المشاهدات:	823
الحجـــم:	522.5 كيلوبايت
الرقم:	7510   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الناس بخير.PNG‏
المشاهدات:	841
الحجـــم:	370.1 كيلوبايت
الرقم:	7511  
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013