جزاك الله خيرا أخي محمد.
و نرجوا منك تغيير العنوان - لأن قول أنا مسلم يختلف عن قولك أنا مؤمن.
وهذا تفصيل للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله
نعلم ان الناس في الدين طبقات منهم المحسن ومنهم المؤمن ومنهم المسلم
وان اكملهم دينا المحسن ثم المؤمن ثم المسلم
فالاسلام هو اقل الدرجات وليس وراءه الا الكفر فمن لم يكن مسلما فهو كافر
واما من لم يكن مؤمنا فقد يكون مسلما ولهذا لما ادعى بعض الاعراب درجة الايمان التي لم يصلوا اليها وانما كانوا مسلمين فقط رد الله عليهم هذا بقوله سبحانه ( قالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ....)فهؤلاء الاعراب ليسوا منافقين اذ لايلزم من نفي الايمان عنهم ان يكونوا منافقين من اهل الدرك الاسفل من النار بل المراد انهم لم ياتوا بالايمان الواجب الذي يستحقون معه ان يوصفوا بالمؤمنين فنفى عنهم الايمان لذلك وان كانوا مسلمين معهم من الايمان ما يثابون عليه
فكل من نطق بالشهادتين فهو المسلم له ما للمسلمين وعليه ما عليهم فمثل هذا يقال عنه مسلم
وبهذا يعلم ان الصحيح في مسالة حكم الاستثناء في الاسلام ان يقال -
مسلم بدون استثاء وهذا هو المشهور عن سلف الامة في هذه المسالة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (( والمشهور عند اهل الحديث انه لا يستثنى في الاسلام وهو المشهور عن احمد رضي الله عنه وقد روي عنه في الاستثناء
انما كان السلف لايستثنون في الاسلام لاسباب اهنها امران
الامر الاول - ورد ما يرشد الى ذلك في نصوص الشرع المطهر كما في اية الحجرات المتقدمة وكما في قوله تعالى ( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين) فهذه النصوص فيها اشارة الى جواز قول - مسلم بدون استثاء واية الحجرات واضحة صريحة في الدلالة على ذلك ولهذا احتج بها غير واحد من اهل العلم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (وهذه الاية- اي - اية الحجرات مما احتج بها احمد بن حنبل وغيره على انه يستثنى في الايمان دون الاسلام وان اصحاب الكبائر يخرجون من الايمان الى الاسلام قال الميموني - سالت احمد بن حنبل عن رايه في انا مؤمن ان شاء الله -فقال- اقول مؤمن ان شاء الله واقول مسلم ولا استثني قال - قلت لاحمد تفرق بين الاسلام والايمان فقال نعم فقلت له - باي شيء تحتج قال لي ((قالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ...))وذكر اشياء
الامر الثاني ان كل من نطق بالشهادتين صار بذلك مسلما له ما للمسلمين وعليه ما عليهم ويكون متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه احكام الشرع الجارية على المسلمين وهذا القدر كل احد يجزم به بلا استثناء في ذلك
قال شيخ الاسلام (ولما كان كل من اتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى تجري عليه احكام الاسلام التي تجري على المسلمين كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه)
اقوال السلف الصالح في عدم الاستثناء في الاسلام
1-ما رواه هشام الازدي عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين - انهما كانا يقولان مسلم ويهابان مؤمن
2-قال ابو بكر المروزي قيل لابي عبد الله نقول نحن المؤمنون- قال نقول نحن المسلمون
3-وقال ايضا قيل لابي عبد الله نقول انا مؤمنون -قال - لا- ولكن نقول _ ان مسلمون
4-وقال الاثرم -قلت لابي عبد الله -فاما اذا قال - انا مسلم فلا يستثني - فقال - لايستثني اذا قال - انا مسلم
فائدة
اما ما ذكره شيخ الاسلام عن احمد بن حنبل ان له روايتين في المسالة
احداهما بتجويز الاستثناء في الاسلام فسببه عائد الى ان للامام ايضا روايتين في تعريف الاسلام
احداهما-ان الاسلام هو الكلمة
والاخرى انه اعمال الاسلام الظاهرة كاملة فان اريد به الكلمة فلا استثناء
وان اريد به الاعمال الظاهرة كلها فلا بد من الاستثناء لان الجزم بفعلها واتمامها كالجزم بالايمان سواء
وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
المرجع-كتاب زيادة الايمان ونقصانه
وحكم الاستثناء فيه
للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله
|