منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10 Mar 2011, 04:45 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سفيان الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان الجزائري
افتراضي مقدمات أهل العلم على كتاب "الحدود الفاصلة.ويتضمن المسائل التي خالف فيها الحويني أصول منهج السلف ...

مقدمات أهل العلم على كتاب "الحدود الة.ويتضمن المسائل التي خالف فيها الحويني أصول منهج السلف ووافق فيه القطبية السرورية"


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله..
أما بعد؛ فهذه مقدمات وتقاريظ أهل العلم على كتابي "الحدود الة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية السرورية ..ويتضمن المسائل التي خالف فيها الحويني أصول منهج السلف ووافق فيه القطبية السرورية"، أهديها لمن سأل عنها من إخواننا الحريصين على معرفة الحق في هذا الشأن، والذين كانوا ينتظرون المزيد من البيان في حال الحويني من العلماء الأفاضل.

مقدِّمة الشيخ العلامـــة
عبيــد بن عـبد الله الـجـــابــري
الـمدرس بالـجامعة الإسلامية بالـمدينة الـنبوية سابقًا
-حفظــه الله تعالـى-

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملكُ الحقُّ المبين، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليمًا كثيرًا على مرِّ الأيام واللَّيالي والشهور والسنين.
أما بعد؛ فقد اطلعت على ما كتبه أخونا أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان بعنوان:
« الـمسائل التي خالف فيها أبو إسحاق الـحويني
أصول منهج أهل السنة -أهل الـحديث والأثر-
ووافق فيها منهج القطبية السرورية »

فألفيتُهُ بحثًا نفيسًا جميلاً كشف الكاتب فيه -جزاه الله خيرًا- بالدليل عن جُملة من مخالفات أبي إسحاق الحويني لأهل السنة، ومن تلك الجمل:
تكفيره المُصِر على المعاصي؛ لأنه في زعمه مستحل والمستحل كافر.
ومنها: ثناؤه على رموز في السرورية القطبية، مثل: محمد حسَّان.
إلى غير ذلك من التقريرات الشنيعة التي ضمنها الحويني كثيرًا من خطبه ودروسه فيها - مخالفات لعلماء السنة والجماعة-.
فمثل هذا الرجل لا يـجوز أخذ العلم عنه، بل يـجب الـحذر منه؛ وإن زكَّاه من زكَّاه من الـمنتسبين إلـى العلم.
فجزى الله أخانا أبا عبد الأعلى خيرًا لقاء ما كشف لنا عنه من انحرافات الـحويني...([1]).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كــتبه
عبيد بن عبد الله الـجابري
الـمدرس بالـجامعة الإسلامية سابقًا
حُرِّر صباح الاثنين السادس من رجب

عام ثلاثين وأربعمائة وألف بالـمدينة النبوية

.................................

مقدِّمـــة
أ. د. عبد الرحمن بن صالـح محيي الدين
الأستاذ الْـمشارك ومدير قسم السنة بالْـجَامعة
الإسلامية بالْـمَدينة النبوية سابقًا
-حفظه الله تعالـى-

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فقد ناولني الأخ الفاضل أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان كتابه الموسوم:
« الـمسائل التي خالف فيها أبو إسحاق الـحويني
أصول منهج أهل السنة -أهل الـحديث والأثر-
ووافق فيها منهج القطبية السرورية »
وهي ثمانية مسائل جمعها الأخ أبو عبد الأعلى من كلام أبي إسحاق من أشرطته وأقواله، فإن كان ما نقله أبو عبد الأعلى صحيحًا، فآمل من الشيخ أبي إسحاق أن يرجع عن هذه البواطيل، وإلا فللأخ أبو عبد الأعلى نشرها ونشر الردِّ عليها للعامة؛ حتى يكونوا على بينة من هذه المسائل التي دخلت على منهج من يدَّعي السلفية، ومنهج السلف بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ويكون الأخ أبو عبد الأعلى قد أدى ما عليه؛ فجزاه الله خيرًا.
والعناد والمكابرة من صفات أهل الأهواء وإلا فالمسلم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون.
والله أسأل أن يهدي ضال المسلمين لا سيما دعاتهم فيما أخطؤوا حتى لا يُتَّبع الداعي على خطئه.
والأصل في الشيخ أبي إسحاق إن صدرت منه هذه المسائل أن يتبرأ منها، ويـحمد الأخ أبا عبد الأعلى الذي بصَّره بها، لا سيما وهو داعية ويرشد العباد إلى منهج السلف الصالح، والناقد بصير، وأذكِّره بالإمام أبي الحسن الأشعري لَمَّا كان على منهج ومذهب الاعتزال حيث نشأ عليه، ثم لَمَّا تبيَّن له خطؤه وضلاله تبرأ منه علانية على الملأ على منبر مسجد الكوفة كما هو مذكور في سيرته.
والله ولـي التوفيق.

كتبه وأمضاه
د: عبد الرحمن بن صالِح محيي الدين
الْمدينة النبوية

.................................

مقدمــــة
فضيلة الشيخ الوالد حسن بن عبد الوهاب مرزوق البنا

مدرس العقيدة بالـجامعة الإسلامية
وعضو هيئة التوعية الإسلامية بالْـمدينة النبوية سابقًا

- حفظه الله تعالـى -
إن الحمد لله نَحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ﴾[آل عمران: 102].
﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾[النساء: 1].
﴿ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾[الأحزاب: 70، 71].
وبعد:
فقد طلب مني الأخ الكريم الشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري أن أطلَّع على كتابه الذي بعنوان:
الـحدود الة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول القطبية السرورية.. ويتضمن الـمسائل التي خالف فيها أبو إسحاق الـحويني أصول منهج السلف الصالح ووافق فيها أصول القطبية السرورية.
فسعدت بعرضه وتقبلته بقبول حسن، وكان هدفي الأول هو أن أزداد علمًا، ثم المساهمة بقدر طاقتي في تصحيح مسار العلوم الشرعية التي استُهدفت من قبَل الأعداء وأهل الأهواء، والتي على رأسها: علمَا العقيدة والمنهج، ثم علم الجرح والتعديل والرد على المخالف، والذي حرص عليه علماء السلف الأوائل ومَن تبعهم بإحسان مِمَّن سلك سبيل المؤمنين، والذي يعتبر من أرقى العلوم؛ لأنه يكشف الزيف عن معدن الدين الصحيح، ويُظهره مُيَّسرًا خاليًا من التعقيدات المذهبية([2])، والأهواء الحزبية، والآراء البدعية، والتي حاول أصحابها إدخالها في الدين الصحيح، حتى خفي على الكثيرين من أهل الإسلام معالم الدين الصحيح؛ وذلك لقلة العلم والمدارسة بينهم، ونُدرة وجود المراجعات العلمية بين المتصدرين لهذا الشأن العظيم: شأن الدعوة والتعليم، فهذا العلم الجليل حفظ الله -عز وجل- به دينه على المحجة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ولا يخفى على الإخوة والأخوات -المسلمين والمسلمات- الذين يبحثون عن الدين الصحيح الذي كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، أنهم لا يكاد الواحد منهم في هذا الزمان وفي أغلب البلدان أن يجد مَن ينفي عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فقد انضوى الأكثرون تحت مظلة دين الفرق والأحزاب، والكلُّ يؤز بعضهم بعضًا على مخالفة أصول السنة، وكل فرد يريد أن يُكثِّرَ حزبه وينصره، والكلُّ يدَّعي وصلاً بالسنة والسنة لا تقر لهم بذاك، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، ولكننا أُمرنا أن نسدد ونقارب ونستبشر خيرًا، حتى نلقى الله تبارك وتعالى ونحن على الإيمان الصحيح إن شاء الله تعالى، وهذا دأب السلف الصالح من عهد الصحابة -رضي الله عنهم-، لمَّا اشرأبت رءوس الفرق في زمانهم، وتبجحت بالتصريح بضلالاتها.
وإن تعجب فعجب قولهم: لِمَ لا نوفِّق بين المسلمين ونجمعهم على كلمة واحدة، وهذه رؤية جميلة يسعى كلُّ داعٍ إلى تحقيقها، ولكن أنَّى لهم ذلك، وهم لا يزالون متحزبين متفرقين كل حزب بما لديهم فرحون بما أتاهم من العلم، وقد اختلفوا فيه بغيًا بينهم، ﴿ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾[البقرة: 213]، فلنعبده سبحانه ولنتقه سبحانه تحت مظلة التوحيد والمنهج الصحيح قولاً وعملاً، أفرادًا وأسرًا وجماعات ودولاً، حتى يسود الدين الصحيح ويعلو ويسعد أهله ويعزون، ويدخل الناس فيه أفواجًا، ويتحقَّق ما يصبو إليه كل مؤمن.
ومن هذا المنطلق أذكِّر إخواني وأخواتي من أهل الإسلام بفشل هذه المحاولات المتكرِّرة من بعض مريدي الإصلاح والسعي إلى وحدة المسلمين مغلِّبين العواطف على الحقائق، وهذه العواطف تؤدي -على حسب سنة الله في خلقه- إلى نتائج سلبية، فيُرَد هؤلاء إلى ما لم يتوقعوه من انصراف الجمع إلى فراغ، وذلك أن المجتمعين ظنوا أنهم جميعًا على الحق، فسئلوا: هل يمكن أن تجتمع كلمتهم على الدين الصحيح الذي كان عليه الصحابــــة -رضوان الله عليهم-؟ فقال بعضهم: نحن مجتمعون على الحقِّ وللحقِّ! ولكن الراسخين في العلم -المتمكنين من أصول منهج السلف الصالح- اعترضوا بأن هذا الجمع فيه مَن هم مخالفون لبعض أصول السنة، ففيهم مَن ينزع إلى الاعتزال، أو إلى عقيدة الخوارج، أو إلى التصوُّف ...إلخ، فكيف تجتمع كلمتهم، وهم على هذا التفرق في الدين؟! فانتهى الاجتماع إلى فراغ!!
وفي كل مرة يجتمعون ينتهون إلى فراغ وضياع ..فهل من متعظ؟!
وأخطر دعوات التجميع في الآونة الأخيرة هذه الدعوة القائمة على التآلف مع الرافضة الذين أتوا بقرآن آخر، وحديث آخر، ولكن القوم لا يفقهون ضوابط هذا الأمر الجلل!
وربما يتعجب البعض من هذا السرد، ويعتبره ضياعًا للوقت، بل قد يعتبره حجر عثرة في سبيل توحيد المسلمين وجمع شملهم، ويقول: هذه أقوال المثبطين المفرِّقين، وإن من هؤلاء ينشأ التنازع في المجتمعات الإسلامية، وتتولد الفتن، وقد مال أغلبهم إلى السياسة البائدة المنادية بترك الاختلافات العقدية بين الفرق والأحزاب كما هي دون تمحيص للحق، ورضا بالواقع الذي لا يسر!.
ومن أهم أسباب تفشي هذه البلبلة في أوساط المسلمين، غفلتهم عن إخبار الرسول $ عمَّا سيكون من اختلاف الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهناك مَن يقر بهذا الحديث، لكنه يتأوله بتأويلات باطلة مخالفة لِمَ كان عليه السلف، وكأنهم يريدون تعطيل سنة الله سبحانه في وقوع الخلاف بين الناس، ورغم هذا فالوفاق مُــيـَــسَّــــرٌ لمن استجاب لله -عز وجل- وللرسول إذا دعاه لِمَ يحيه.
قال الله تعالى: ﴿ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ﴾[النساء: 59]. أي: مآلاً وعاقبة، والله المستعان.
وبعد الاطلاع على المؤلَّف الذي نحن بصدده وجدت فيه الردَّ على إحدى الفرق المعاصرة المخالفة لأصول السنة، وهي السرورية القطبية، والتي بنت أصولـها على أصول الـخوارج القديمة، فصارت من فرق الـخوارج الـمعاصرة، والسرورية تنسب إلى الداعية مـحمد سرور زين العابدين الذي تأثر بكتابات الأديب سيد قطب الذي تنسب إليه القطبية.
وكذلك تضمن الردَّ على بعض الإخوة الدعاة الذين نزعوا إلى آراء هذه الفرقة وغيرها من الفرق في كتاباتهم وخطبهم ودروسهم.
وقد وفَّق الله سبحانه الشيخ خالد مـحمدعثمـانإلى أن يُظهر الـحدود الة بين أصول منهج السلف الصالح وأصول الفرقة القطبية السرورية، وذلك من خلال استعراضه للمخالفات التي وقع فيها أحد هؤلاء الدعاة، وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني.
وقد كنت أود الاتصال على الشيخ الحويني لأناقشه في هذه المؤاخذات التي أُخِذَت عليه وأناصحه فيها، إلا أني علمت أن البعض قد ناصحه وناقشه أكثر من مرة، لكنه لم يقبل منهم نصحًا، وقال لأحد الناصحين -لَمَّا طالبه بالرد على المؤاخذات المنتقَدة عليه-: الردُّ هو عدم الردِّ.
ومن ثَمَّ عزمت -مستعينًا بالله- أن أتعاون مع الأخ المصنِّف الشيخ خالد عثمـان في دحض الشبهات التي وقعت في كلام الشيخ الـحويني، ولا أقصد بذلك التشنيع أو توسعة مجال الفتنة، ولكن انطلاقًا من القاعدة التي سار عليها أهل السنة في الردِّ على المخالف، إذا أظهر مخالفته وأعلن بها.
ومِمَّا يزيد الأمر أهمية أن هذه المخالفات مِمَّا يمس المسائل الاعتقادية؛ التي هي من الثوابت، أما غيرها فقد يكون فيه السعة والاجتهاد وفق الضوابط الشرعية، ويتأرجح الحكم فيها بين راجح ومرجوح، وهذا بخلاف الثوابت فليس هناك مجال للخلاف فيها إذا توفرت النصوص الدالة عليها.
ومن باب إحقاق الحق وإبطال الباطل، أورد هذه المخالفات التي وقع فيها الشيخ الحويني، -والتي دار الكتاب على تفنيدها-، وأبين بطلانها بكلام موجز مسترشدًا بما قرره أئمة السلف في كتب المعتقد، وما أفتى به الأئمة المعاصرون، فيما نقله المصنِّف -جزاه الله خيرًا- عنهم:
الـمخالفة الأولـى: تكفير المصر على المعصية، حيث صرَّح الشيخ الحويني بتكفير المصر على المعصية، بقوله: إن المصر هو المستحل، والمستحل كافر، وقد خالف بقوله هذا أصلاً عظيمًا من أصول السنة، ووافق به منهج السرورية القطبية، والتي هي من فرق الخوارج المعاصرة.
الـمخالفة الثانية: تسرعه في إصدار الحكم بالتكفير على المعينين، وهذا خلاف ما عليه أئمة السنة من السابقين والمعاصرين؛ حيث إنهم يتأنَون في هذا الباب، ولا يسارعون فيه، نظرًا للوعيد الشديد الوارد فيمن كفَّر مسلمًا بغير حقٍّ، وقد أورد المصنِّف النقولات الوافية عن هؤلاء الأئمة في بيان ذمِّهم التسرع في التكفير.
وهذا التسرع في التكفير -دون توفر الشروط وانتفاء الموانع- هو دأب الخوارج قديْمًا وحديثًا، فهو سمة بارزة في زماننا لمن سار على نهج قطب ثم سرور.
الـمخالفة الثالثة: إحياؤه لقاعدة سيد قطب في الحاكمية، والتي قعَّدها في تفسيره الظلال، وفي كتابه: معالم في الطريق، وجعلها شعارًا يسير خلفه أتباعه، وهي قوله: إن أخص خصائص توحيد الإلهية: توحيد الحاكمية.
وقد بيَّن أهل العلم السلفيون بطلان هذه القاعدة بقولهم: إن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل توحيد العبادة، وأن الحكم بغير بما أنزل الله داخل في مسمى توحيد العبادة.
ولم يقل بقول سيد قطب وأتباعه أحد من أئمة السلف على حد ما نعلم.
الـمخالفة الرابعة: عدم اعتباره بولاية الحكَّام المسلمين الذين توَّلوا وتمكنوا بالغلبة والقهر، حتى استقر لهم الأمر، مخالفًا بهذا أصلاً من أصول السنة المدوَّن في شتى كتب المعتقد، والمتمثل في عدم جواز نزع اليد من طاعة أولي الأمر، وإن جاروا، ووجوب لزوم جماعتهم في العسر واليسر والمنشط والمكره، بغض النظر عن طريقة توليهم الحكم، هل تَمَّت باختيار أهل الحلِّ والعقد، أم كانت بالعهد، أم بالغلبة والقهر.
وهو بهذا قد وافق أصلاً من أصول الخوارج والمعتزلة الذين لا يعطون الطاعة في المعروف إلا للحكَّام العدول فقط.
الـمخالفة الـخامسة: سلوكه مسلك الخوارج القعدية في تهييج العامة والغوغاء على الحكَّام، واستخدامه في سبيل تحقيق هذا ألفاظًا عامية لا تليق بمقام وَرَثة الرسل والموقعين عن ربِّ العالمين، وكأنه تأثَّر بشيخه كشك -غفر الله له-، والذي امتلأت خطبه النارية بالإنكار العلني على الحكَّام، وهذا المسلك مناقض لِمَا كان عليه السلف الصالح، وهو سمة بارزة من سمات السروريين القطبيين -الذين هم خوارج العصر-، والذين يكفِّرون المجتمعات ويلمزون العلماء.
الـمخالفة السادسة: ثناؤه على أصناف من الدعاة القطبيين والقصَّاص نحو: محمد ابن عبدالمقصود، وفوزي السعيد، ومحمد بن حسَّان، وعبد الله السماوي -رحمه الله-.
وقد قد قال أئمة السلف: مَن أثنى على أهل البدع، فهو داعٍ لهم، وهو منهم ويُلحَق بهم.
الـمخالفة السابعة: ازدراؤه لبعض أئمة السنة المعاصرين، وطعنه فيهم تصريْحًا وتلميحًا، وتهكمه ببعض فتاواهم في النوازل المدلهمة، حيث عرَّض بإمام الجرح والتعديل في غير ما موضع، وتهكم بفتاوى الأئمة ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله- في تحريم العمليات الانتحارية، وقوله عمَّن يقول بهذا: إنها جليطة، وتهكم أيضًا بالأئمة الذين حذَّروا من انحرافات سيد قطب في مسألة وحدة الوجود، وخلق القرآن، وقال عنهم: إنهم يتلكَّكون لسيد قطب..إلخ.
وقد قال السلف قديمًا: أهل العلم والفقه لا يُذكرون إلا بالجميل ومَن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل، وقالوا: لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في منتقصيهم معلومة.
فالبدار البدار إلى التوبة من هذا الغمز والطعن في علماء ربانيين.
الـمخالفة الثامنة: وقوعه -من الناحية العملية- في بدعة الموازنات العصرية، واعتباره مَن لم يوازن في كلامه على بعض الدعاة المعاصرين من القطبيين أنه من الخوارج، وهذا تعدٍّ منه ظاهر على أهل السنة، وعلى علم الجرح والتعديل، مع أنه ينتسب إلى أهل الحديث.
وأنبه إلى أن علم الجرح والتعديل لا يتعلق بالرواة فحسب، لكنه شامل للدعاة والخطباء والكُّتَّاب، تحت عنوان الرد على المخالف، وهو كذلك داخل تحت مُسمَّى شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الـمخالفة التاسعة: سلوكه مسلك القصَّاص واستخدامه أساليبهم وألفاظهم في الخطابة، وقد ذمَّ السلف القصَّاص وحذَّروا من مجالسهم، ونهوا عن الاستماع لهم، ولذا فقد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ولينتبه إلى أن القصص المذموم هو بخلاف قصص القرآن والحديث، فلا يستويان.
فهذه هي أهم المخالفات التي خالف بها الشيخ الحويني أصول منهج السلف الصالح ووافق فيها أصول منهج السرورية القطبية.
وقد أساءني ما اطلعت عليه من كلام فضيلة الشيخ علي الحلبي الأخير في تزكية بعض هؤلاء الدعاة القطبيين السروريين، وأساءني أكثر ما أصَّله من أصول لم يسبق إليها في كتابه: منهج السلف الصالح بين ترجيح المصالح وتطويح المفاسد، وإن دافع عنها، ونسبها إلى علم الجرح والتعديل، فإن الأئمة -المشهود لهم بالدفاع عن حوزة الدين وسد المسالك التي قد يتسرب منها البعض للطعن في أصول السنة- لم يقولوا بها، ولم يوافقوه على تطبيقها على أمثال هؤلاء الدعاة على النحو الذي صنعه.
وقد تعجبت من هذا الثناء المبالغ فيه الصادر من الحلبي في حق الحويني في مواطن كثيرة، وهذا مِمَّا فُتِن به كثير من شباب أهل السنة، وتميعت عقيدتهم بسببه، وأصبحوا يأخذون علمهم من القنوات الفضائية والتي يظهر فيها الحويني وإخوانه نحو محمد حسَّان والزغبي ومحمد حسين يعقوب وغيرهم من القصَّاص والقطبيين.
وكذلك ما اطلعت عليه من كلام الشيخ مشهور حسن من ثناء مبالغ فيه أيضًا في حق الحويني، مع نفيه عنه الانتساب إلى منهج السرورية القطبية، ردًّا على سؤال وُجِّه إليه، رغم إقراره بأن له أخطاء، ولكنه اعتبر هذه الأخطاء إنما أُوتي فيها الحويني من قبَل جلسائه، وذكر أن للحويني إطلاقات يقولها ولا يفصِّل فيها؛ وهذه حجة على الشيخ مشهور تتعارض مع قوله عن الحويني: إنه ليس بسروري ولا قطبي؛ لأنه إن لم يكن كذلك لفصَّل في هذه الإطلاقات على طريقة أهل السنة حتى لا يدع فيها أي احتمال فيه مخالفة لأصول أهل السنة، وموافقة لأصول السرورية.
ورغم ذلك فقد دعا الشيخ مشهور الحويني لإقامة دورة في مركز الإمام الألباني، فهل يقول بغير هذه الإطلاقات في هذه الدورة؟ أم يؤصل لها ويدافع عنها، كعادته في السابق؟!!
وفي الاجتماع الذي تمَّ في الأردن في حضور الشيخ الحويني، أقر الشيخ الحويني قول القائل بأننا في حاجة إلى أب حنون يجمع أهل الدعوة السلفية بعد موت الأئمة ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله-، وقال آخر: إنه لا يوجد رأس للسلفيين الآن، فأقر الحويني هذا الكلام، والذي هو مخالف للواقع، فأين كبار الأشياخ السلفيين الذين حملوا الأمانة بعد موت الأئمة الثلاثة، والذين انتشرت دروسهم وكتاباتهم في الدعوة إلى أصول أهل السنة والذبِّ عنها في أكثر من دولة من الدول الإسلامية، بل والدول الكافرة، نحو المشايخ: الفوزان، وربيع بن هادي، وعبدالمحسن العبَّاد، وزيد المدخلي، وعُبَيد الجابري، وغيرهم من الأئمة الأعلام، فكأنهم ليس لهم اعتبار عند الشيخ الحويني وإخوانه.
وقد ذكر الشيخ الحويني في هذا المجلس الذي تم في الأردن قاصًّا على الحاضرين أنه قد تواصى مع الشيخ صفوت نور الدين -رحمه الله-، ومحمد حسَّان ألاَّ يردوا على أي منتقد أو ناصح لهم، فيما قد يصدر منهم من مخالفات عقدية؛ لأنهم يعتبرون النقد والنصح سبًّا لهم، وربما يعتبرونه من الغيبة والنميمة.
وزاد الحويني أنه بعد سنوات من السكوت أصدر الشيخ محمد حسَّان ردًّا رفيقًا سمَّاه: مهلاً يا غلاة التجريح، وهذا الذي سمَّاه ردًّا رفيقًا يدور حول مهاجمة كلِّ ناصح لهم ولغيرهم من المخالفين للأصول في القليل والكثير، واتهام الناصح لهم والناقد لمخالفاتهم بأنه من غلاة التجريح، وهذا افتراء على الناصحين وإمعانٌ في ترك كلِّ مَن يخالف دون أدنى مراجعة، وتمييعٌ لأصول الدعوة السلفية.
ومِمَّا قاله أيضًا الشيخ الحويني في هذا المجلس: إن الشيخ الألباني -رحمه الله- لم تتح له الفرصة ليربي بالعلم، خلافًا للقاعدة التي قعَّدها في حياته -رحمه الله-، وهي قاعدة التصفية والتربية، وقد قام بها -رحمه الله- خير قيام، وربَّى الكثيرين في بلاد مختلفة على هذا المبدأ العظيم.
وإذا قدَّر الله للبعض أن يغيِّروا ويبدلوا بعد وفاة الشيخ الألباني فإنه لا راد لقضاء الله ولا معقب لحكمه، فنسأل الله الثبات([3]).
واقتراح الشيخ الحويني أن مشاكل السلفيين ستحل إذا وُجِد الرأس الحنون الإداري بشرط ألاَّ يكون هذا الرأس له دخل في العلم، هذا الاقتراح يجب أن يُنظَر إليه من جهة القواعد التي قعَّدها السلف.
فإن السلف -غفر الله لهم وبارك في الأحياء منهم- يسعَوْن دائمًا إلى توحيد كلمتهم في العقيدة والمنهج طبقًا للضوابط السلفية، فالذي يطمع فيه الشيخ الحويني بأن يولِّي إداريًّا ليس له علاقة بالعلم؛ لينظم وينسق بين أفراد الدعوة السلفية، ويحل مشاكل الدعوة، هذا خطأ، فهذا الذي ينظم شئون الدعوة ويحل مشاكلها يجب أن يكون عالْمًا راسخًا في العلم الشرعي، ثم يكون على علم بالنظم الإدارية بالضوابط الشرعية، أو على الأقل أن يكون سلفيًّا، وعنده خبرة بالنظم الإدارية على أن يكون تحت إمرة الراسخين في العلم متعاونًا معهم ومتبعًا لتوجيهاتهم، ليس متأمرًا عليهم.
وأخيرًا، وبعد سرد المؤاخذات الشرعية في بعض تصريحات الحويني، أحب أن أستفسر من الأشياخ الكرام في الأردن عن أمر هام -بعد سرد المؤاخذات الشرعية على بعض تصريحات الحويني، والتي ذُكرت في هذا البحث-: هل علمها الأشياخ الكرام أم لم يعلموها؟ فإن كانت الأولى -كما صرَّح بهذا بعضهم- فلِمَ لم يراجعوه فيها ويناصحوه فيها في هذه المجالس إعذارًا إلى الله -عز وجل- وانتصارًا للسنة وأهلها بدلاً من أن يقطعوا عنقه بهذا الثناء المفرط الذي يضره ولا ينفعه، فإن رجع إلى الحق واستجاب للنصح -وهذا ما نرجوه-، فإنه بهذا يجتمع الشمل ويلتئم الفتق، وإن أصر على عدم الرجوع؛ فليسلكوا مسلك السابقين من أئمة السلف الصالحين في التحذير مِمَّن هذا حاله حفاظًا على صفاء العقيدة ونقاء المنهج، وإبقاءً للمنتمين إلى السنة متمسكين بالأمر الأول دون أن يحدث عندهم خلط ولا بلبلة ولا انتكاسة عن الحق.
وإن كانت الثانية فننصح لهم بمراجعة الموضوع والاطلاع على تفاصيله حتى يكون لهم إلمام بما تصدروا للكلام فيه، وتحمَّلوا أمانة الفتوى في شأنه، ثم يجب عليهم بعد ذلك تقديم النصح للحويني ولغيره مِمَّن أثنوا عليهم دون أي مجاملة أو مواربة سالكين طريق أهل السنة الْخُلَّص على التفصيل السابق.
وأنا أنصح لنفسي ولإخواني جميعًا الذين تصدروا للدعوة أن يراجعوا كتاباتهم مع غيرهم من أهل العلم المشهود لهم بالثبات، وأن يتحاشوا الإدلاء بأي قواعد تخالف ما كان عليه السلف الصالح، ولو أتوا بمبررات لتأييد كلامهم الجديد.
هذا، وقد وفَّقني الله تعالى إلى الاطلاع الكامل على الردود المذكورة في هذا المصنَّف، فوجدتها -على حدِّ علمي- مناسبة وموافقة للحق ومؤيَّدة بالأدلة الكثيرة والنقولات الوافية عن القدامى والمعاصرين من أئمة السلفيين، وهي كلُّها قد استخرجها المصنِّف، ولم أبذل في هذا أي مجهود، إنما هي -بتوفيق الله- من جمع الأخ المصنِّف، وحسبي من ذلك أن قرأت الكتاب وعلَّقت عليه بعض التعليقات فضلاً عن المقدِّمة.
فإن كنتُ وفقت فمن فضل الله علينا، وعلى الناس، وإن كان غير ذلك فمن نفسي، ونحن لا ندَّعي العصمة لأنفسنا ولا الكمال، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرَد عليه إلا رسول الله $، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلى وحيٌّ يُوحَى.
وأدعوا إخواني وأخواتي القرَّاء بالتدقيق بعد التدقيق، وأن يبرزوا لنا ملاحظاتهم في أي مخالفة شرعية، وجزاكم الله خيرًا، والله من وراء القصد.
وصلى الله على نبي الـهدى مـحمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

كتبه
حسن عبد الوهاب البنا
عضو جـمـاعة أنصار السنة الـمحمدية
والـمدرس بالـجامعة الإسلامية وعضو هيئة التوعية الإسلامية
بالـمدينة النبوية سابقًا- السادس عشر من شهر رجب 1431هـ
القاهرة - مصر
.................................

مقدِّمة
فضيلة الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار

أستاذ العقيدة بكلية الشريعة بجامعة الكويت

- حفظه الله تعالـى -
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأقوالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن مُحمدًا عبده ورسوله.
أمَّا بعد:
فقد طلب مني -عبر اتصال هاتفي من مصر العزيزة- الأخ العزيز والشيخ الكريم أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان قراءة كتابه:
الـمسائل التي خالف فيها أبو إسحاق الـحويني أصول منهج السلف الصالح -أهل الـحديث والأثر- وأصول منهج الإمام الألباني ووافق فيها منهج القطبية السرورية.
ثم كتابة تقديم أو تقريظ فوعدته خيرًا مُعلِّقًا طلبه على القراءة والنظر، وقد تأخرت عن القراءة لانشغالي بالإعداد للسفر إلى أوربا للعلاج، ولكني حملت معي رسالته إلى ألمانيا، ثم بعد الجراحة والخروج من المستشفى بزمن شرعتُ فيما وعدته به، والله أسال أن يغفر تأخري هذا وكذلك أسأل الأخ الكريم العفو والإعذار فإنه أهله ويقدر المعاذير والظروف، وكان الفراغ من القراءة في يوم الجمعة المباركة الموافق العاشر من شهر ربيع الثاني لعام 1431هـ ، الموافق السادس والعشرين من شهر مارس 2010 للميلاد، في قرية قرب مدينة ( آخن ) الألمانية.
إن الشيخ -حفظه الله- بوَّب ورتَّب رسالته على المخالفات التي استدركها، والأخطاء التي عالجها من مقالات وكلمات أخينا أبي إسحاق الحويني، فجاءت الرسالة على تسعة أبواب، وضمّنها فصولاً حول الشُّبه التي قد تُثار، والاعتراضات التي قد تنشأ من خلال معالجته للمخالفات والأخطاء، فرأيته قد أحسنَ وأجاد وما ترك شاردة ولا واردة قد ترد، بل لا أخضر ولا يابس مما قد يتعلَّق به من مَرِضَ قَلْبه واتَّبع هواه، فجزاه الله خيرًا، ثم ختم أبواب كتابه بالفتاوى والمقارنات حتى لا يدع للشيطان والأهواء سبيلاً على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ثم عقد فصلاً خاصًّا ناصحًا ومناشدًا أخًا كريمًا وشيخًا عزيزًا أن يُراجع تقريراته، ويلتزم الثبات على منهج الأكابر، كان معروفًا بذلك وداعيًا إليه ومناديًا وناصحًا.
ورأيتُه في ثنايا حواره مع أبي إسحاق يُخاطبُ وينصح ويعظ من وصفه -بالفتى المتعجل- المتعصِّب لأبي إسحاق والذبِّ والدفاع عنه لدرجة أنه يصدق في حقِّه أن يوصف بــــ مـجنون أبي إسحاق قياسًا على كلمة شيخنا العلامة الألباني في أحد أهل الأهواء المعاصرين مَجنون أبي حنيفة([4]).
الشاهد أني رأيتُ الشيخ فيما كتب وقرر واستشهد واستدل قد نصح وبالغ في النُّصح لمن اغترّ، أو غُرِّر به بسبب تزكية أحد العلماء والأئمة الأعلام في بدايات حاله، دون اعتبار لتفصيل القول أو القول المتأخر، أو أقوال المتأخرين من الأئمة العلماء الواصفة لنهاية حالة.
فالسؤال لـهؤلاء جـميعًا: هل الأمر والاعتبار بوصف حال المرء في بدايات طريقه؟ أم العبرة بالخواتيم؟ وهل يهمل وصف حاله اللاحق والمتأخر لما كان عليه في السابق؟ ولستُ أدري ما قول هؤلاء في المرتدين؟ أو من انحرفَ عن الطريق بعد صلاحه وحسن حاله؟ وأذكِّرهم وأنصحُ لهم بتدبر تزكية إمام أهل السُّنة التابعي الجليل الحسن البصري لعمرو بن عبيد([5])، فلعلَّ وعسى أن تتفتح آذانًا صُمًّا وأعينًا عُميًا وقلوبًا غلفًا ران عليها التعصُّب والهوى.
ورأيته كذلك ناصحًا ومُذكِّرًا ذاك المحب الذي صدق فيه قول القائل: والحبُّ يعمي ويصم. والذي زعم أن محبوبه (علم من أعلام الدعوة السلفية، ورمز من رموزها، وأنه يمثل أهل السُّنة). فأقول له ولأمثاله: أين أنتم من أقوال وأحوال السلف فقد اشتهرَ أنهم إنما ينتسبون إلى السُّنة والجماعة، وبها يُعرفون، خلافًا لأهل البدع الذين إنما يُعرفون إمَّا بالبدعة التي اشتهروا بها، وإمَّا بأصحابها والرجال الذين يتعصَّبون لهم.
وهذه يا عبد الله من أعظم الفروق بين أهل السُّنة وأهل البدع، وأقول: متى كان الحويني عَلَمًا أو رمزًا أو مُمَثــــِّلاً للسُّنة وأهلها؟ وهل يقبل شيخك الحويني هذه الأوصاف؟
قاتل الله التعصُّب والتحزب، فكم أضلَّ أقوامًا بعد هُدًى كانوا عليه، وأظهرَ سفاهتهم، وسوء حالهم، وفساد مقالهم، وهم يحسبونَ أنهم يُحسنون ويُصلحون!! وكم أعماهم تعصُّبُهم ذلك، فلم يراجعوا الحق بل تمادوا في غيِّهم وباطلهم، وزادوا في جهالتهم وسقوطهم.
وإني لأرجو الله أن يكتب أخانا الشيخ خالدًا عنده ناصحًا، وأن يتقبل منه ما كتب وتكلَّف به بحثًا وجـمعًا، وأن يـجعله بمنِّه وتوفيقه داخلاً تـحت قوله -جل وعلا-:﴿ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﴾[الحجر: 9]. فيكتبه ذابًّا عن دينه، وكاشفًا زيف الزائفين، وانتحالات الـمبطلين، وأسأله -جل وعلا- أن يكتبه في سلك العلمـاء الذين تـحقَّق بهم وعده -عز وجـل- القديم بحفظ الدِّين والسُّنة.
وأسأله كذلك أن يُدخله تحت قوله -جلَّ وعلا-: ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﴾[التوبة: 71]. فيكتبه آمرًا بالمعروف والحق، ناهيًا عن المنكر والباطل بالحجة والبرهان وبالحكمة والموعظة الحسنة على منهاج النبوة وقواعد السلف الصالح.
وأسأله -جلّ وعلا- كذلك أن يدخله تحت قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟! قال: >لأئمة الـمسلمين وعامتهم فيكتبه ناصحًا لله تعالى ولكتابه، ودينه، ولرسوله الكريم وسنته، ولأئمة المسلمين من الصحابة السابقين ومنهاجهم القويم، ومن تبعهم بإحسان، ولعامة المسلمين مُبلِّغًا إيَّاهم ومُحذِّرًا، وداعيًا إلى صراط ربه المستقيم، وكذلك يكتبه عنده بمنِّه وكرمه وتوفيقه ناصحًا لمن كتب لهم بأسمائهم ووجَّه الخطاب لهم، وكانوا السبب في الكتابة والبحث.
وأخيرًا، وليس آخرًا، أسأل الله -جل وعلا- أن يكتبه عنده من أهل تحقيق الولاء والبراء، والدخول تحت قول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: مَن أحبَّ لله، وأبغضَ لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيـمـان([6])، وقوله: أوثق عُرى الإيـمـان: الـموالاة في الله، والـمُعاداة في الله، والـحُب في الله، والبُغض في الله([7]).
وذلك بما كتبه وفصَّله انتصارًا للسُّنة والجماعة ومنهاج الصحابة، وما كان عليه علماء الأمة وأعلام الهدى والتقى قديمًا وحديثًا، سلفًا وخلفًا، وكذلك بما قرره وأعلن براءته مِمَّن خالفهم وعاداهم، خاصة مِمَّن تشبه بهم وليس منهم، وتكلَّم بألسنتهم مشوهًا مناهجهم وملبسًا على العامة والدهماء من أمة خير البشر.
فجزاك الله خير الـجزاء على تفصيل نصحك للأخ الشيخ أبي إسحاق، والله أسأل أن يهدي قلبه لقبول الحقَّ؛ ليعود ناصرًا للسُّنة وأعلامها، كاشفًا للبدعة وأهلها، وينفع الله الخلق والعباد به وبعلمه.
وجزاك الله خير الـجزاء على نصحك ومواعظك لأبي حُذيفة الـجزائري صاحب التعصُّب والمين الذي حيثما تكلَّم، وفيما نطق لا يرى الناظر والمتدبر إلا تَعصُّــبًا ومَيْنًا، وكما قيل: كُلُّ إناء بالذي فيه ينضحُ.
وقد أتى بالعجائب والفرائد عند تفصيله في الذبِّ والدفاع عن محبوبه، فقد كشفت له -وفقك الله- فساد قواعده وتفصيلاته بأقوال المتقدمين والمعاصرين من علماء السُّنة وسَلف الأمة، والله أسأل أن يعيده إلى رشده ويهديه إلى دينه الحق.
وجزاك الله خير الجزاء على ما قمت به من جهد وعمل، وجمع واستدلال، وتأصيل وتفصيل، وكفيت جميع إخوانك مؤنة الاشتغال بالرد، وبيان الحق، وكشف الزيف عن دين الله ومنهج السلف الصالح، فقد كفيت ووفَّيت وأديت الواجبَ وأقمت الحجة ونصرت الحق ودافعت عن الذين آمنوا من علماء السلف قديمًا وحديثًا تحقيقًا لقوله -جلّ وعلا-: ﴿ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﴾[الحج: 38]. فأشهد أنك قمت بالواجب في الدفاع عن علمائنا ومشايخنا، وأشهد أنك جاهدت في الله وفي دينه حقَّ الجهاد في هذا الباب العظيم حتى تحقق فيَّ وفي عامّة إخوانك أنك كفيتنا وأسديت عنا وجاهدت عنا، فالحمد لله الذي منَّ بك علينا وكفانا بك سبحانه شر النزال والقتال والذبِّ والرد.
وأختمُ بالشكر والثناء والدعاء لله تعالى، الشكر والثناء على ما منَّ به وأظهر، والدعاء ببقاء طلاب العلم وأهل الحق ظاهرين بالحق لا يضرُّهم من خالفهم ولا مَن خذلهم، والله أسأل أن يجعلنا جميعًا من حيث العموم، وأخي الشيخ خالدًا من حيث الخصوص من الداخلين والمشمولين في قول القائل:
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويُبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحالَ المبطلين وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفونَ في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعونَ على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلَّمون بالمتشابه من الكلام ويَخدعون جُهّال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.
كتبـه
فلاح بن إسماعيل مندكار
ألـمـانيا
الـجمعة 10/4/1431هـ
الـموافق 26/3/2010 م

ولله در القائل، ووالله كأنه ينظر بنور الله، فما أقرب تشابه الزمان وتشابه أهل كلِّ زمان، فما أشبه الليلة بالبارحة، أسأل الله الهداية للجميع، وأسأله -جل وعلا- القبول والسداد والتوفيق والثبات، إنه تعالى ولي ذلك والقادرُ عليه، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

.................................


مقدمــــة
د. أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الأستاذ الـمساعد بـجامعة أم القرى بـمكة
- حفظــه الله تعالـى -

إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فالمسلم محتاجٌ للعلم أكثر من حاجته للطعام والشراب؛ قال الإمام أحمد كما في إعلام الموقعين (2/257): الناس أحوج إلى العلم منهم إلَى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أوثلاثًا، والعلم يحتاج إليه في كل وقت. انتهى
والعلماء هم ورثة الأنبياء كما قال النبي : إِنَّ الْعُلَمَـاء وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأنْبِيَاءَ لـم يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرْهَـمًـا، إِنَّــمَـا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَـــظٍّ وَافِرٍ.
أخرجه الترمذي في السنن (5/48) رقم (2682) عن أبي الدرداء، وصحَّحه الألباني في سنن الترمذي رقم (2682).
فالعلماء المعتبرون هم الآخذون بسنة وهدي المصطفى على منهج السلف الصالح، قال ابن حبان في الصحيح (1/290) : العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورِّثوا إلاَّ العلم، وعلم نبينا : سنته؛ فمن تعرى عن معرفتها لم يكن من ورثة الأنبياء. انتهى
وقال مالك: لا يؤخذ العلم إلاَّ عمَّن يُعْرَفُ مَا يقول، لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئًا، وإنهم لمِمَّن يُؤْخذ عنهم العلم، وكانوا أصنافًا؛ فمنهم من كان كذابًا في غير علمه تركته لكذبه، ومنهممن كان جاهلاً بما عنده فلم يكن عندي موضعاً للأخذ عنه لجهله، ومنهم من كان يدينبرأي سوء.
أخرجه الحاكم في المدخل إلى الإكليل (48) .
وقال الشيخ صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (254): لا يجوز الأخذ عن المنحرفين في العقيدةبشرك أو تعطيل، ولا الأخذ عن المبتدعة والمنحرفين وإن سموا علماء. انتهى
وأخذ العلم عن أهل البدع والأهواء من علامات الساعة كما روىأبو أُمَيَّة الْجُمَحِيُّ أَنَّ رَسُول اللَّه قَالَ: مِنْ أَشْرَاط السَّاعَة أَنْ يُلْتَمَس الْعِلْم عِنْد الأصَاغِر.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (20) رقم (61) وجوَّده الألباني في الصحيحة رقم (695).
قالابن المبارك : الأصاغر من أهل البدع.
وقال عبد الله: قال لا يزال الناس بخيرما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا.
أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (217) رقم (275).
وسئل عبد الله بن المبارك عن معنى هذاالأثر؟
فقال: هم أهل البدع، فأما صغير يؤدي إلى كبيرهم فهو كبير.
أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله ( (5/76رقم (1411).
وكان إبراهيم الحربي يقول في قوله: لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قِبَل كُبرائهم، معناه: أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهوكبير، والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهوصغير.
أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/85) رقم (103).
ومن أبرز علامات أهل البدع اتباعهم المتشابه تضليلاً للناس وفتنة لهم، كما روت أم المؤمنين عَائِشَة -رَضِيَ الله عَنْهَا- حيث قَالَتْ : تَلا رَسُولُ الله هَذِهِ الآيَةَ:
﴿ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ﴾ [آل عمران: 7].
قَالَتْ قَالَرَسُولُ الله :فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ.
أخرجه البخاري في الصحيح ( (4/1655رقم (4273)، ومسلم في الصحيح (4/2053) رقم (2665).
قال أيوب: لا أعلم اليوم أحدًا من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابه.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (2/501) رقم (560).
قلت: وبهذا نعلم وجوب التمييز بين منيُؤخذ عنه العلم ومن لا يؤخذ عنه العلم؛ لأننا إذا لم نميز بينهم غابت المرجعية الصحيحة التي يتلقى عنها العلم، فعامة الناس لا يميزون بين الحقِّ والباطل، وبينالصواب والخطأ، فإذا رجعوا إلى غير أهل العلم، أفتوهم بلا علم فضلُّوا وأضلُّوا.
وعدم التمييزبين من يُؤخذ عنه العلم وبين من لا يؤخذ عنه العلم يتسبب عنه ضرر كبير جدًّا، ومفسدة بالغة، قال الشيخ ابن عثيمين كما في وصايا وتوجيهات لطلاب العلم (459) لسليمان أباالخيل: الغلط في أمور الدين، والغلط في العلم الشرعي ليس كالغلط في الأمور الأخرى،وإن كان الغلط في كل شيء مرفوض ومصيبة، ولكن الغلط في أمور الشرع، وفي أمور الدينيترتب عليه ضرر عظيم بالنسبة للأمة.
وقال الشيخ صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (150): أصحاب البدع والأفكار الهدَّامة، يجب على الشباب الابتعاد عنهم؛لأنهم يسيئون إليهم، ويغرسون فيهم العقائد الفاسدة والبدع والخرافات؛ ولأن المُعَلِّم له أثره على الْمُتَعلِّم، فالمُعَلِّم الضّال ينحرف الشاب بسببه، والمُعَلِّم المستقيم يستقيمعلى يديه الطلبة والشباب، فالمُعَلِّم له دور كبير، فلا نتساهل في هذهالأمور.
واليوميوجد كثير ممن تصدَّر لطلاب العلم ولإفادة العامة مَنْ لا يجوز أخذ العلم منه؛ لانحرافهومخالفته لمنهج السلف، ووقوعه في البدع والضلال !وقد تصدى العلماء السلفيون وطلابهملكثير من هؤلاء المتصدِّرين وبيــــَّنوا ضلالاتهم وانحرافاتهم عن الحقِّ بعد نصحهم وإرشادهم للحقِّ وتوجيههم إليه بالتي هي أحسن، ولكنهم أصروا وعاندوا وأزبدوا وأرعدوا فحذَّر منهمالعلماء وكشفوا عوار منهجهم وفساده بالحجة والبرهان من غير افتراء أو تَقوُّل عليهمبل أثبتوا عليهم الباطل من صريح كلامهم المسجل أو المكتوب، وبيــَّـنوا مصادرهم ومراجعهممن كتب المردود عليه.
ومن هؤلاء الذين تصدروا لإفادة الناس وطلاب العلم وهم على منهج مـخالف لـمنهج السلف الـمدعو بــــ (أبي إسحاق الـحويني)، فهذا الرجل خالف منهج السلف في مسائل كثيرة منها:
- تكفيره المصر علىالمعصية.
- تثويره للعامة ضد الحكام على طريقة الخوارجالقعدية.
- ثناؤه على أهل البدع والأهواء.
- طعنه في كبار العلماء السلفيين.
- عدم اعتباره لشرعية ولاية الحكام المسلمين.
وغيرها من الـمخالفات الـخطيرة التي تدل بوضوح وجلاء على أن الرجل مبتدع ضال منحرف عن منهج السلف الصالح؛ قال الشيخ صالح الفوزان في الأجوبة المفيدة (28، 35): كُلّ من خالفجماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وماخالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول .
وكل من خالفأهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أوبالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق.
وكل من خالف أهل السنة والجماعة مِمَّنينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الاثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون لـه من الذمِّ والعقوبة بقدر مخالفته. انتهى
- وأسوق لك بعضًا من أقوال أهل العلم والإيمـان في هذا الرجل:
- قال الشيخ العلامــــة مقبل بن هــــــادي الــــــوادعي -رحمه الله تعالى-:عبد الرحمن عبد الخالق، وأبو إسحاق الحويني، هذان يُعتبران من الـمبتدعة .
- وقال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله تعالى-: الذي أعرفه عن محمد المغراوي أنه تكفيري، وأبوإسحاق الحويني كذلك، وهو من أصدقاء أبي الحسن ومناصريه. انتهى
- وقال الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله تعالى-: أنا من سنوات ما أجيب، أريد أن أتريث في أمره،أريد أن أناقشه، أرسلت له مناصحات، لكن كما هو، ما يزداد إلاَّ بعدًا عن المنهج السلفي وتلاحمًا مع القطبيين،فهذا حاله، هذا حاله الآن، هو يدعي أنه من أهل السنّة ويقترب من أهل البدع، ويعاشرهم، ويتلاحم معهم. انتهى
-وسئل الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله تعالى- عمَّن يقول : إن الأصل في محمد حسان وأبي إسحاق الحويني وأبي الحسن المصري :الأصل فيهم أنهم سلفيون ؟
فأجاب -حفظه الله تعالى-:مَن قال الأصل إنهم سلفيون؟!
الأصل فيهم أنهم من الإخوان، وتربية الإخوان.
والله أنا أرى أنهمـا مبتدعة؛ لأنه أصله ما هو سلفي بارك الله فيك. انتهى
وسئل الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي: ماقولكم في الشيخ أبي إسحاق الحويني، وهل تنصحون بسماع أشرطته ودروسه؟
فأجاب -حفظه الله تعالى- أقول:لا ! لا يُنصح بسمـاع أشرطته ولا بدروسه. انتهى
وقد تصدى مجموعة من العلماء وطلاب العلم لفتنة أبي إسحاق الحويني والتحذير منه، ومن هؤلاء: أخونا أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله تعالَى- في كتابه الذي سماه بــــــــــ:
« الـمسائل التي خالف فيها أبو إسحاق الـحويني
أصول منهج أهل السنة -أهل الـحديث والأثر-
ووافق فيها منهج القطبية السرورية »
ذكر فيها جـملة من الـمسائل التي خالف فيها الـحويني منهج السلف الصالحوأثبتها من صريح كلامه الـمقروء والـمسموع، ثم ردَّها مسألة... مسألة بالـحجة والبيان على منهج السلف الصالح دون غلوٍّ ولا تـمييع للمسائل السلفية فجزاه الله خيرًا على هذاالكتاب الذي أفاد فيه وأجاد وأبان الـحقَّ ونصح الأمة.
واللهَ اسأل أن يجزي كاتبه خير الجزاء،وأن يجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وصلى الله وسلمعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

كـــتبه
أبو عمر
أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الـجمعة عصرًا 15 -مـحرم 1431هـ




شهادة فضيلة الشيخ حسن بن عبد الوهاب -حفظه الله-
ضد الـمُتعصِّبين الذين طعنوا فِـي الـمُصنــِّــــف



الـحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فهذه كلمـــــة مني، وشهادة في حـــق أحد أبنائنا من طلبة العلم الشرعي وهو: الشيخ أبو عبد الأعلى خـــالد بن مـحمد بن عثمـان-سلَّمهُ الله وإيَّانا-.
وأنا أدبجــها وفقًا لما رأيت منـــه وعلمته عــــنه، ومُقـدمًا لحـــسن الظن بالإخوة في الله، وأُمـــرنا أن نحكم بالظاهر، ومــــنه الاحتـــكاكات والمجالســـة والله حـــــسيب الجميع، ولا نزكي أحــدًا على الله.
فأقول مُستعينًا بالله: إن الأخ خـــالد بن مـحمد من طلاَّب العلم النابهين الذين لـهم باع في الـمنهج السلفي،وهـــو يتلقى العلم عن علماء السنة، وعلى رأسهم: فضيلة الشيخ ربيـــــع ابن هــــادي المدخلي-حفظه الله ورعاه- مشافهة واتصالاً، هذا المنهج الحـــكيم السديد في التحذير من زلاَّت وأخـــطاء المخالفين سواء كـانوا من أهـــل الأهواء أو مــن أهــــل السنـــة نصحًا للمسلمين، وحــماية لأصول المنهج السلفي إن هم خالفوا أصول أهل السنة بعد النصح لهم.
وهذا هو المنهج الذي سار عليه أئمة الجرح والتعديل من سلفنا الصالح أمثال: ابن معين وشعبة وأحمد -رحمهم الله تعالَى-.
ولقد وصلتني بعض الأراجــــيف، والادعــــــاءات، والتي أراها مُخــــالفة لما لمسته من معــــاملتي واحــــتكاكي بالأخ أبي عــــــبد الأعلى وقـــد أثيرت حوله، وهذه الأخبار قد تكون صدرت من بعض الشباب المندفع المتحمس مِمَّن لم يستوعب العلم بالأصول والتقـــــدير الصحيح للأمـــــور لحــداثتهم، أو لإصرارهم عــــــــــلى التقليد دون الاتبـــــاع فأخذوا بالأخبار المبتورة والتي تشوِّه الحقائق بسبب عدم إحاطتهم بكل الوقائع الخـــاصة بما أشاعوه مـــع قصور علمهم بقواعد الجرح والتعديل في جرح الأشخاص الذين خالفوا أصول أهــــل السُّــــنة عن عـــلم -ولا أحـــسب أن الأخ خالدًا من هؤلاء-، وقد يكـــون من الدوافع لعملهم: التعصُّب للأقوال التي يدوكها البعض دون تمحيص أو روية.
ومن الطامات التي يقع فيها هـــؤلاء وأمثالهم أنهم يتَّهمون العلماء الأكبر منهم سنًّا وعلمًا وخــــبرةً إذا هم أثنوا على طالب علم مجتهد مثل الشيخ خالد تشـــجيعًا لـــه عــــلى السير في هــــذا السبيل ابتــــغاء مرضـــاة الله تعالَى وهـذا دون التثبت أو التحري عن منهج الشيخ خالد وصبغته، وكأن هؤلاء الشباب -هداهم الله- أخبر بالواقع، وبدخائل النفوس من العلماء؛ وذلك لحداثتهم، ولم يصقلوا بصبغة الله بعد.
ولتأكــــيد أقـوالي السابقة -وأحسب نفسي أدافع عن عـــرض أخٍ لي في الله-، وقد جالست الشيخ خالدًا مـجالس عديدة، وتـمت بيننا مناقشات علمية ومنهجية استفدت منها كثيرًا، وقد قرأ عليَّ فيها عدة أبحاث ومؤلفات تثبت اطلاعه واجتهاده العلمي، وتدل على صحة منهجه، ولا أرى كما يدَّعي هؤلاء أن مثل الأخ خالد يسعى للوقيعة بين بعض أهـــل العلم إذ أنه يستجيب لنصح شيخه الشيخ ربيع في هــــذه المسائل أو تلك مما يوافــــــق الحـــق، أو أنــــه -كـــما يدَّعون -قد خــــالف مذهب السلف الصالح في مسائل الإيمان أو أنه يقوم بخداع العلماء .... إلَى غير هذه الافتراءات الْمُدَّعاة.
ولا شك أن هؤلاء المرجفين قد أساءُوا الظن بالعلماء الذين زكوا الشيخ خالدًا واتهموهم بالسذاجة، وهذا يُنافي الأدب مع أهل العلم.
وأنا أشهـــــد بمخالطتي للأخ خـــــالد أنه يُقدِّر أهـــــل العلم،ويتــــأدب معهم بـآداب الإسلام، وإن كان حذَّر من خطأ أحد من أهل العلم السلفيين فليس غرضه -كما أظن به- من هــــذا التحـــــذير التشهير أو الانتصـــــار الشخـــــصي، أو الســـــعي لإسقاط أحـــد من المشايخ، بل غــــرضه -إن شاء الله-إحـــسانًا للظن به-النصيحة والانتصار للحق، وهو بهذه التصرفات يكــــون قد أصاب في صنيعه ولا نزكيه على الله، بل نشهد بالحق كما أمرنا الله سبحانه في قوله تعالَى:
﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ﴾ [النساء: 135].
ولقد قرأت كــــتابه -أغلبه-:>دفــــع بغي الـجـــــائر الصائل على العلامة ربيع بن هادي والـمنهج السلفي بالباطل<، فـوجدته كتابًا ماتعًا نافعًا قد أجاد فيه أبو عبد الأعلى في الذبِّ عن أعراض علماء أهــــــل السُّــــنة وهو ردٌّ علمي قـــوي على صاحب ذاك الكتاب المشبوه:انصر أخـــــاك ظـــالـمًـا أو مظلومًا<، وفي تفنيد شُــــبه أهــــل الباطل؛ ولأبي عـــبد الأعلى كذلك تحقيقات حديثية نافعة، وقد حقَّق عددًا من كتب السلف بعد أن ضبط نصَّها على أصولها الخطية.
وشهادتي هــــذه لا تعني أني أشهد للابن خــــالد بن محمد بالعصمة، بل هو بشر يُصيب ويُخْطئ، فإن أخــــطأ فعلى إخـــوانه أن ينصحوه بالتي هي أحسن بالحجج من الكتاب والسُّــــنة، لا أن يشهِّروا به، ويطعنوا في عـــرضه ومنهجه، وأراه إن نُصِـــح فإنه سيرجع للحـــق -إن شاء الله- كما هو ظني به، والله حسيبه.
كـــما أوجه نصيحتي لأهل السنة -وأركز على الشبيبة- أن يدعـــوا التعصُّب الذميم، ويتوقفوا عـــن نشر الدعـايات والإشاعات الباطلة والتي تثير الفتن، وتحدث الفرقة بين أهل السُّنــة، وليتقوا الله سبحانه، ويذكروا قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﴾ [الأحزاب: 58].
وكـــذلك قـــول الرســـول : >ليلة أُسري بي مررت بأقوام لـهم أظفار من نحاس يـخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم، وقوله : من خاصم في باطل وهو يعلمه، لـم يزل في سخط من الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الـخبال حتى يـخرج مـمـا قال، وليس بخارج؛ وليس في هذا تعريج على منهج الموازنات الفاسد، ولكن المقصود مـــــنه بيـــــان أن الخوض في التجريح والتعديل يُبنى على كلام أهل العلم بالأدلة، لا عــــلى الإشاعات ممن ليسوا من أهل العلم والتثبت.
نســـــأل الله تعالى أن يرد هـــــؤلاء الشباب إلى الحق ردًّا جـــــميلاً، وأن يُطهر قلوبنا جميعًا من الأحـــــقاد والضغائن، ويجمعنا عـــــلى الحـــــق والهدى، إنه سُبحـــــانه سَمِيعٌ قَــريب.
وصلى اللهم على النبي مُـحمد، وعلى آله وصحبه وسلم....

وكتبه: فقير عفو ربه
حسن عبد الوهاب البنا
الـمدرس السابق بالـجامعة الإسلامية بالـمدينة الـمنورة
وعضو هيئة التوعية الإسلامية بها سابقًا
ميت عقبة - القاهرة الكبرى
29 جـمـادى الآخرة 1425- الـموافق 8/14/2004


* * * *

([1]) وبعد أن انتهيت من قراءة المخالفة الأخيرة من مخالفات الحويني لأصول منهج السلف الصالح على العلامة عبيد، قال -حفظه الله- معقِّــــبًا: "بهذا نكتفي.. عرفنا أن الحويني تكفيري قطبي ينهج منهج الإخوان المسلمين.
([2]) يظن البعض أن أهل السنة والجماعة -أصحاب الفرقة الناجية والطائفة المنصورة- لا يعتدون بعلم الأئمة الأعلام بحجة عدم التقليد لهم، وهذا ظنٌّ خاطئ، فإن السلفيين يُقدرون هؤلاء الأئمة قدرهم، ويقبلون كلَّ ما قالوه مؤيَّدًا بالأدلة، ويدعون لهم بالخير، ويذكرونهم بالجميل، إلا أنهم يحذِّرون من التعصُّب لهم أو الأخذ بأقوال لهم مرجوحة، مع اعتقادهم أن الأئمة الأعلام مرفوع عنهم الملام؛ لأنهم يجتهدون في معرفة الحق على حسب ما بلغهم من الأدلة، فلا تثريب عليهم، ولا نزكيهم على الله، فالله حسيبهم.
([3]) قال الشيخ -حفظه الله-: "كما حدث مع بعض الدعاة بأن غيَّروا وبدلوا، فنقضوا غزلهم بعد قوة أنكاثًا، ردَّهم الله إلى الحقِّ ردًّا جميلاً.
([4]) هو: محمد بن زاهد الكوثري.
([5]) قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفَسَوي في "المعرفة والتاريخ (2/260): "ثنا أبو بكر الحميدي، قال: قال سفيان: رأى الحسن أيوب، فقال: هذا سيد شباب أهل البصرة، قال: ورأى عمرو بن عُبَيد يومًا، فقال: هذا من سيدي شباب أهل البصرة إن لم يُحدِّث.
([6]) صحيح لغيره، كما في الصحيحة للإمام الألباني -رحمـه الله- (380).
([7]) حسن لشواهده، كما في الصحيحة للإمام الألباني -رحمـه الله- (998، 1728).
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013