منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Jan 2018, 12:00 PM
محمد بن شريف التلمساني محمد بن شريف التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 63
افتراضي [صوتية وتفريغها]: (لزوم غرز العلماء زمن الفتن العمياء) لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيه و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين أما بعد:

يسرني أن أقدم لإخوتي السلفيين هذا التفريغ لكلمة ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى و هي بعنوان (لزوم غرز العلماء زمن الفتن العمياء).

قال فيها الشيخ حفظه الله تعالى:



الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:

فأولاُ نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل هذا المجلس مجلسا مباركاً نافعا، و ثانياً ندعو الله جل و علا أن يجزل الأجر و يُضاعف المثوبة لصاحبه المتسبب فيه، و ثالثاً نبارك للعريس في هذه المناسبة فنسأل الله جل و علا أن يبارك للعروسين، يبارك لهما و عليهما و أن يجمع بينهما في خير و أن يرزقهما الذرية الصالحة التي تعبده جل و علا لا تشرك به شيئا و أما رابعا فممّا ينبغي عمارة المجالس به التواصي و التذاكر فإن هذا أمر ربنا لنا و دأب سلفنا الصالحين من قبلنا رضي الله عنهم أجمعين، و إن من المناسب في هذه الأيام أن نذكر أنفسنا و إخواننا جميعا في مثل هذه الأحداث و الظروف نذكرهم و يذكر بعضنا بعضا بسلوك طريق النجاة و طريق السلامة في الدنيا و الآخرة، السلامة في الدنيا من الولوج في الفتن و الدخول فيها و الاصطلاء بنيرانها وارتكاب الآثام التي تأتي بها هذه الفتن من قتل و زهق للنفوس و اعتداء على الحرمات و نصرتا لأهل الباطل و قل ما شئت بعد هذا و إنما هذا إشارة إلى الباقي الذي لا يستطيع أن يعده العاد لو أراد مع التفحص و التتبع لكثرة الآثار المردية نسأل الله العافية فالذي ينبغي لنا أن نحرص على هذا فيسلم الإنسان في دنياه و يسلم في دينه فلا يسفك دمًا حرامًا يأخذ به يوم القيامة و لا يعينه عليه يأخذ به يوم القيامة و لا ينتهك حرمتا يأخذ بها يوم القيامة و لا يقطع طريقا يأخذ به يوم القيامة و لا يفسد منشأة عامة للمسلمين يُفوت عليهم الاستفادة منها و الخير الذي كانوا يجنونه فيها فيأخذ منها فيأخذ بذلك يوم القيامة و لا يتسبب في تعطيل عموم مصالح المسلمين ممّا يضيق عليهم في دنياهم فيأخذ به يوم القيامة و هكذا فيسلم له دنياه و آخرته و سلم له دينه أيضا فأما دنياه فبما سمعتم و أما آخرته فبما سمعتم و أما دينه فبإتباع الشرع الحنيف و تطبيقه على نفسه و زمه لها بزمام الأدلة الشرعية و ليعلم أن أعظم سبب في ذلك كله يرجع إلى أمرين:
*الأمر الأول: سلوك سبيل السنة و الحديث و الأثر و ذلك بالبحث في كتب السنن المروية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الجانب جانب الفتن حتى يعلم و يعمل و يحذر فيسلم فإن من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل و من خاف سلم فينبغي الحرص على هذا قراءة كتب الفتن من كتب السنة المشهورة دواوين الإسلام كالبخاري و غيره و الأمهات: مسلم سنن أب داود جامع أبي عيسى الترمذي و هكذا قل بقيت كتب الحديث فإنك إذا قرأت و جدت أولا توجيهات رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذاالجانب صريحة نيرات واضحة تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال:
(تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)، و أنتم ترون معشر الأحبة الرجل ماذا يعمل إذا طلب السلامة لماله؟، إذا كان ماله في سفر في الطريق يتاجر به ماذا يبحث؟ أول ما يبحث: عن الرفقة الصالحة الأمينة التي يذيعها هذا المال لتوصله له فإذا كان هذا في الدينار و الدرهم و جب أن يكون في دين الله أولى في ديانتك حتى تسلم لك من باب أولى.
*الثاني: تراه يبحث عن أخصر الطرق التي يسلكها إلى سبيل السلامة و هنا أقصر الطرق و أخصرها هو سلوك طريق الوحي.

*الثالث: تجده يبتعد عن الطريق المخوف الذي يقال له احتمال العَطَب للمال فيه إما بقطاع طرق أو كون الطريق مهلكة ربما مات فيها ولما يصل فتراه يبتعد عن هذا الطريق ليصل ماله إلى بر السلامة و شاطئ الأمان، فإذا كان هذا في المال سيجب عليه أيضا أن يكون في جانب طلبه لنفسه للسلامة من الوقوع في هذه الفتن أولى و أولى فينظر حينئذٍ إلى من؟ إلى الذي يدله على الطريق السالم من المخاوف المؤتمن على معرفة الطرق إذا كان هكذا فيجب عليه أن يعود في دينه و سلامة نفسه إلى من يدله على السلامة، و الذين يدلونك على السلامة هم أئمة السنة و الأثر فإنهم يرشدونك ابتداء و يدلونك على طريق السلامة و يبصرونك به و إن رأوك جهلته أو رأوا شيئاً يعرض لك في سيرك أخذوا بيدك و أعادوك إلى الجادة, و أضرب لكم مثالا واحداً في هذا لشخصٍ كان هكذا فأصبح إماما كبيراً من أئمة السنة ألا و هو: الإمام أبو داود رحمه الله تعالى فإنه قد عاش في عصرٍ كثرة فيه الفتن وعصفت إذ و لد سنة اثنتين و مائتين (202هـ) و توفي سنة خمس و سبعين و ثلاث مائتين (275هـ)، فكانت مدة حياته ثلاثا و سبعين عاماً هذه الفترة من سنة مائتين و اثنتين إلى خمس و سبعين و مائتين كانت الفتن فيها تعصف بأمة الإسلام و لا أعظم من فتنة الاعتزال و التجهم التي عصفت بالأمة في ذلكم الزمن إذ أطلّ التجهم في آخر دولة بني أمية برأسه و ظهر و بدأ يدب كالنار تحت الهشيم في أول الأمر ثم بدأت ترفع بعد سقوط دولة بني أمية و تظهر، ثم شيئا فشيئا بعد ذهاب الحكام الأقوياء من بني العباس بعد أبي جعفر و هارون الرشيد أطلت برأسها في هذا الحين يعني في العقد الرابع و الخامس من القرن الثالث، هذه الفتن أدركها أبو داود لكن الله جل و علا نجاه منها و ذلك بهاذين السببين بفضل الله و رحمته إذ كان أبو داود منذ نعومة أظفاره
سائرا في طريق السنة و الأثر و قد نشأ في بيتٍ السنة و الحديث و الرواية منتشرةٌ فيه، فأبوه الأشعث ابن إسحاق أحد تلميذ حماد بن زيد رحمهم الله جميعاً و أحد الرواة عنه كما ذكر ذلك العراقي رحمه الله في (التقيد و الإيضاح على مقدمة ابن الصلاح)، فأبوه أحد رواة الحديث و أخوه الأسن منه قليلاً فهو محمد كذلك ممن له اعتناء بالحديث و السنة و الرواية لها فهو من أصحاب أبي الوليد الطيالسي من تلاميذ تلاميذ شعبة كان يروي عنهم و له رواية لكنه لأنه مات كهلاً ما اشتهرت الرواية عنه إذ هو أسن من أبي داود و أبو داود أكبر منه شأنًا و كان استصحب أبى داود في صغره قبل الثامنة عشرة في السابع عشرة أو في أواخر السابع عشرة معه في الرحلة إلى نيسابور و إلى خرسان، و أخذ من إبراهيم ابن عيسى الرازي و من معه من قتيبة بن سعيد البغلاني أئمة في ذلك الزمان أئمة الحديث و انقطعت روايته إلا من طريق ابن أخيه عنه الحافظ أبو بكر ابن أبي داود كما ذكر ذلك الحافظ ابن حبان في الثقات حينما ترجم له و قال: روينا عنه أو حدثنا عنه ابن أخيه أبو بكر ابن أبي داود لأنه مات كهلاً يعني في الخمسين من عمره إذ المرء أول ما يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً تكسى لحما ثم يسمى الجنين ثم طفل، يخرجكم طفلا ثم صبي ثم غلام ثم فتى شاب ثم بعد ذلك كهلاً، الشاب إلى الثلاثين هذا شباب بعد الثلاثين يدخل الأشد من عشرة الثلاثين إلى الأربعين يكتمل أشده كل هذا شباب إلى أن يصل إلى الأشد إلى الأربعين، بعد الأربعين يدخل في الكهولة خمسين كهل، إذا دلى في الستين قالوا شيخ بعد الستين إلى السبعين كذلك شيخ، إذا طلع فوقها و بدأ عقد الثمنين قالوا: مُعَمَر إذا جاوز الثمنين قالوا: عُمِرَ كثيرا إذا جاوز التسعين قالوا:حتى هَرِم بعد التسعين الهَرَم، هذه مراحل العمر في بن آدم منذ أن يكون نطفة حتى يورد القدر، الشاهد حدَّثه و هو كهل، يقول: حدّثنا عنه ابن أخيه أبو بكر و مات و هو كَهل فهذا يدل على أن البيت كانت السنة و الرواية و الأثر مشتهرة فيه فنشأ أبو داود في هذا البيت و من صغره اتجه إلى الحديث من أواخر السابع عشرة و هو يرحل مع أخيه محمد ثم يرد على بغداد و عمره ثمانية عشرة سنة، اليوم ثمانية عشرة سنة يلعب كما يقال: ابلستيشن لا يزال يشاهد الأفلام الكرتونية، ما هو يرحل من بلاد سجستان إلى العراق مبكرا في الثامنة عشرة و كانت بغداد محط أنظار الناس في ذلك الحين، فيلتقي بأئمة السنة و الأثر، أحمد ابن معين و من كان معهم ابن المديني و من كان معهم في ذلك الحين فيأخذ عنهم و يبكر أخذ عنهم في أول أمره ثم بكر جنوباً فنزل في البصرة دخل بغداد و هم يقولون مات اليوم عفان بن مسلم الصفار فاته بعد ذلك اتجه جنوباً فدخل البصرة و هم يقولون مات أمس عثمان المؤذن فاته لكن أدرك مسلم بن إبراهيم الفراهيدي أكبر شيخ له على الإطلاق توفي سنة عشرون و مائتين(220هـ)، يعني روى عنه في أول الأمر و أكثر عن مُسدد ثم اتجه بعد ذلك إلى مكة سريعاً جاء الحج و قصدها قبل أن يأتي الموسم فرحمه الله رحمةً أدرك بها عبد الله بن مسلمة القعنبي فروى عنه و عبد الله بن مسلمة القعنبي توفية في منتصف المحرم سنة احدى وعشرين و مائتين، فأدرك عبد الله بن مسلمة القعنبي و روى عنه و أدرك أيضا سليمان بن حرب الأزدي الواشحي البصري من كبار الشيوخ لم يروي عنه من الست إلاّ الإمام البخاري و أحمد فشاركهم أبو داود في الرواية عنه ثم عاد بعد ذلك و

و يمّم رحلته إلى بلاد العراق مرة أخرى وطوف و طوف و طوف، و المقصود ما هو هذا المقصود الإشارة إلى لزوم علماء الحديث و الأثر و حط الرحل بسوحهم و دورهم و الجلوس بين أيديهم و السماع لهم و لتلقي عنهم ثم عاد بعد ذلك رحمة الله تعالى عليه مرة أخرى للكوفة ثم دخل دمشق ثم حمص ثم حلب ثم حرّان ثم مصر ثم بيروت و الرملة مر عليها مرورًا خفيفًا ثم بعد ذلك استقر به الأمر في العراق

ولازم أحمد و جاءت هذه الفتن العظيمة و هو ملازم لأحمد بعد ما طوف هذه البلدان و حصّل حصيلة عظيمة من السنة النبوية بين جنبيه حفظاً و في طروسه كتباً رحمه الله تعالى، فلزم أحمد لزوماً نفعه الله به و استفاد منه في هذا الوقت فائدة عظيمة، جاءت هذه الفتن فتنة القول بخلق القرآن و إذا الإمام رحمه الله تعالى قد قوي في العلم و استفاد من ملازمة أهل السنة فعصمه الله جل و علا بسببين اثنين فضلا منه و رحمة و إحسانًا، فكان هذا أعظم سببٍ له بعد ذلك ظهر عليه فيما بعد
فإنك إذا نظرت إلى استقراره في البصرة فيما بعد، موطن القدرية يؤلف كتاب الرد على أهل القدر و بجواره حرورة محل الخوارج يؤلف كتاب (أخبار الخوارج) في الرد على الخوارج، ما هو أخبارهم ماذا صنعوا ماذا فعلوا كيف قاموا كيف جلسوا لا و إنما الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذمهم و التحذير منهم و التحريض على قتالهم و بيان فضل ذلك يكتب كتاب في الرد على الخوارج قريب منه الكوفة محل التشيع و الرفض يكتب كتاب فضائل الأنصار لماذا عمد إلى فضائل الأنصار؟، لأنه النص صريح يضرب في وجوه الروافض فيهم قال النبي صلى الله عليه و سلم:
(آية الإيمان حب الأنصار، و آية المنافق بغض الأنصار)
كتب كتاب فضائل الأنصار يرد به على هؤلاء الزنادقة الذين يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم نقلة الدين و حملة القرآن و الحديث، إذا كانوا كفار مرتدين كلهم أو جله، أو فساق كلهم أو جلهم ما طالت الشريعة، كيف يوثق بنقل القرآن من قوم هذا حالهم أو عن قومٍ هذا حالهم؟، لذلك تفطن أبو زرعة إلى هذا قال: (هؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا- نقلة الكتاب و السنة إلينا هم هؤلاء-، فالطعن بمن طعن في هؤلاء أولى و هو زنديق)، فعصمه الله تبارك و تعالى حتى أنتج هذه الثمرة الطيبة، و الناظر أيضا في كتابه السنن يجد كتاب السنة له في آخر السنن قبل كتاب الأدب يجده ينثر فيه عقائد أهل السنة و رد على هل الأهواء و البدع ما أمكنه ذلك بالكلمتين و الثلاث و الترجمة في حد ذاتها للحديث مشعرة بالرد على هؤلاء، فتجده عند القرآن يقول هذا ردٌ على الجهمية تجده في النزول هذا ردٌ على الجهمية تجده في حديث أبي هريرة في السمع و البصر و وضع الإصبع من النبي صلى الله عليه و سلم على العين و الإبهام على السمع يقول هذا ردٌ على الجهمية و هكذا، فالواجب إذا علينا كما قال شيخ شيوخنا:
فإنْ أرَدْتَ رُقِيًّا نَحوَ رُتْبَتِهِمِ *** ورُمْتَ مَجْدًا رفِيعًا مِثْلَ مَجْدِهِمِ
فاعْمَدْ إلَى سُلَّمِ التقوَى الذِي نَصَبُوا *** واصْعَدْ بجدٍّ وَعزمٍ مِثْلَ عَزمِهمِ


فإذا أردنا أن نسلك سبيل السلامة إذا عصفت الفتن فعلينا بهذا الطريق لزوم السنة و القراءة فيها و لزوم غرز أهلها، لزوم غرز أهل السنة، علماء السنة الناصحين الذين ينصحون، و عليكم بعلماء السنة الراسخين فإنه ليس كل أحد من علماء السنة يرسخ إذا جاءت الفتن، يقول قائل: هذا اتهام، نقول: لا ما هو اتهام للعلماء لكن بعض الناس يضعف فهمه فيطيش عقله فيحاج إلى أن يرجع إلى أن يرجع و لو كبر سنه يرجع إلى الأئمة و إلى الفحول و إلى العارفين، و قرئوا قصة الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع فقهاء بغداد في مسألة الخروج على الولاة حينا اجتمعوا إليه في فتنة القول بخلق القرآن، اجتمع إلى الإمام أحمد من؟، فقهاء بغداد و أنا أسأل عن هذه الكلمة فقهاء؟، هذا اللفظ ما يطلق إلاّ على الذي تصدر للفتوى و عرف بالاستنباط و الفقه في دين الله، و مع هذا حصل لهم ما حصل فاجتمعوا إلى أبي عبد الله في هذه المعضلة النازلة، و قالوا: يا أبى عبد الله،- تأملوا بالله عليكم معي الألفاظ التي سنستنبط منها الاستدلال-، يا أبى عبد الله إن الأمر قد فشا و تفاقر و وصل إلى ما ترى- يعني المحنة للعلماء، المحنة لمن؟،لعلماء السنة، حبس و جلد و بعضهم يموت في قول بخلق القرآن ابتلى بهذا و إنا نرى لا سمع له و لا طاعة للخليفة، قال: لا اصبروا هذا خلاف الآثار إن نجد في الآثار ما صلوا فلا ما لا ما أقاموا فيكم الصلاة، و سأعود على هذا النص، قالوا: إنك ترى الأمر فشا تفاقر، يعنون ما قلت لكم ابتلاء علماء أهل السنة و الحديث طيب إذا الذي جعل هؤلاء يقولون ما قولونه ما هو؟ما هو؟، الغيرة على علماء الإسلام و الحمية لدين الله أخذتهم العاطفة رقوا لهؤلاء العلماء، هذا يقتل هذا يموت هذا محبوس هذا يهان يجلد و يضرب، صح أو لا؟، لكن أحمد رحمه الله ما عصفت به العاصفة و هي عاصفة العاطفة التي تنسي النصوص، هؤلاء فقهاء و مع ذلك عصفت بهم العاصفة و هي عاصفة العاطفة التي أنستهم النصوص لأجل من؟، ما هو لأجل غوغاء الناس و لا لأجل دهماء الناس و لا لأجل عامة الناس، خلاصة الناس و نقاوة الناس العلماء الذين ابتلوا، قال لهم الإمام احمد لا هذه فتنة خاصة هذه شريحة من الناس ابتلوا أمرهم بالصبر درء للفتنة العامة السيف إذا سل على المسلمين فقال لهم الله الله في دماء المسلمين لا تسفكوا دماء المسلمين كفوا عن دماء المسلمين أو كما قال رحمه الله، فإذا أنت وُدك تتمنى أن يسلم العلماء لكن أحياناً قد يبتلى عالم السنة فلا تجعل العاطفة تعمي عينيك عن تدبر النصوص بحيث لا تنظر إلى المفاسد و المصالح ، لا انظر إلى المفاسد و المصالح، أحمد يعرف رحمة الله و رضوانه عليه هذه مصيبة هذه فتنة إذا ذهب حملة الدين و أنصاره و علمائه هذه مصيبة قال : لا اصبروا هذه فتنة خاصة يوشك الله يرفعها يصبر الإنسان لكن أنت تعصف بك هذه العواطف فتقع فيما لا تحمد عقباه فتجر على المسلمين فتنة عامة هذا يدل على عدم الفقه، فأيهم بالله الفقيه هنا من أحمد أو فقهاء بغداد مجتمعين؟، أحمد


وفي عصرنا كان الموفق حجة *** على فقهه يثبت الأصول معول
كفى الخلق بالكافي وأقنع طالبا *** بمقنع فقه عن كتاب مطّول
وأغنى بمغني الفقه من كان باحثا *** وعمدته من يعتمدها يحصل


يعني فقه أحمد رحمه الله تعالى فهنا دافعهم قال هذه فتنة تنزل بنا و علينا و أحمد من أكثر من ابتلي في هذا الباب رحمه الله لكنن آثر الصبر على هذه الفتنة رجاء أن يقشعها الله و يرفعها عن العلماء و عن المسلمين بفضل رحمته ثم بصبر العلماء و منعهم من الثانية و هي التي يصبون إليها و هي نصرة العلماء التي توقع في الفتنة العمياء الصماء يقال فتنة عمياء صماء، عمياء لا يبصر فيها الحق صماء لا يسمع فيها للحق صوت و لا لأهله فمنعهم الإمام أحمد من هذا رحمه الله تعالى، فإذا ما هوَ كل فقيه يُلتزم في الفتن الفقهاء الذين هم علماء بهذا الباب و نحن رأينا الآن هذه الفتن التي مرة بالعالم الإسلامي، كم من شخص ممن يقولون عنه أنه عالم و أنه داعيةُ كبير و أنه فقيه لكن سمعنا منهم العجب العجاب فَوَرَّطوا المسلمين و أوقعوهم فيما يصطلون به إلى الآن، هذه مصائب و فتن عظيمة ينبغي أن يلزم فيها بغرز فقهاء الفتن و إذا نظر الناظر إلى كلام هؤلاء فيما بعد يعرف صدق ما أقول هؤلاء هم المئمنون على دين الله هؤلاء هم الموثقون في فقههم لأنهم يناظرون حال الناس و ينظرون إلى المفاسد و المصالح و يقرنون بينها و يقسون الأمور فإذا رأوا المدخل سليما و المخرج سليماً دخلوا و خرجوا بسلام، و إذا رأوا المخرج غير سليم لم يدخلوا من أول وهلة كما فعل أحمد رحمه الله و قد رفع الله جل و علا الفتنة الامتحان بخلق القرآن رفعه الله بفضله و رحمته بالعلم ما هو بالسيف بمناظرات العلماء أهل السنة و الأثر لأهل الباطل حتى قمعوهم، الحاكم هذا ما قبل يأتي الله بحاكم آخر كما قال الحسن البصري رحمه الله حينما جاءوا يريدون الخروج على الحجّاج و قالوا له ما قال، قال: ( اصبروا حتى يستريح بر، و يستراح من فاجر) ثم تلا عليهم قوله تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } (الأعراف: 137)

تمت لهم الحسنى بما صبروا الصبر عاقبته جميلة، قال لو أنَّكم تفعلون هذا لأوشك الله أن يرفع عنكم ما نزل بكم و لكنكم تفزعون إلى السلف فيكلكم الله إليه، خلاص كل واحد و قوته إذا كان كل واحد و قوته السلطان أقوى و لهذا جاء عن الإمام أحمد رحمه الله و هو مبثوث في كتب الحنابلة و أنا أتكلم لكم في هذا الباب لأن الحنابلة من أكثر الناس الكلام في باب السنة لما؟، لكثرة كلام إمامهم رحمه الله في هذا الباب إذ ابتليَ و ابتلوا فكان كما قال أئمة الهدى من بعده و خاصة شيخ الإسلام كانت السلامة من البدعة في أتباع أحمد أكثر لبركة إمامهم رحمه الله، الشاهد أحمد يقول:
(لا ينكر على السلطان إلاّ وعظ تعظه بالله تذكره، ليش قال: لأن السيف معه و الشيطان ينزغ) السيف بيده و الجيش تحته و الشيطان ينزغ أنت الآن ينزغك الشيطان و ينغزك فتقوم عليه فما النتيجة، هذا الكلام كلام من.، كلام أئمة السنة كلام إمام أهل السنة مطلقا فبفضل الله و رحمته عصم الله الإمام أبى داود بهذا السبب بملازمته لإمام السنة الذي أبتليَ و عرف الابتلاء و عرف هذه الفتن و خبرها و عرف المخرج منها.
فيا إخوته الله الله في سلوك سبيل السنة ة التمسك بالآثار النبوية و إتباع طريقها السلفية المرضية و لزوم فحول علماء السنة ذوي الفقه الدقيق الرزين الذين يقسون الأمور بأشباهها و ينظرون في عواقب الأمور و مآلاتها، فإن رأوا خيرا أقدموا و إن رأوا شرا أحجموا و حثٌ الناس على ذلك هذه الفتن الآن كم سالت فيها الدماء كم أريقت فيها، سيقت الأنفس و الأرواح انتهكت المحارم قطعت الطرق أزيلت و أهلكت المنشئات قل قل ما شئت في هذا الباب بسبب خطباء الفتنة الذين لا فقه لهم أصلا ما عنده فقه، و نحن نرى الآن موقف المسلم في الفتن موقف المسلم في الفتن و إذا جاءت مثل هذه الفتن طاشت الأحلام نسأل الله الثبات نسأل الله الثبات، اللهم إن نسألك الثبات و نسألك درء الفتن قبل رفعها عنا و عن أمة الإسلام، كلام فقط لكن إذا جاء التطبيق ما في لماذا لأن خطباء الفتن تصدروا و الفقهاء أكثرهم تأخروا ما أقول جميعاً أكثرهم تأخروا و الناصح قليل فنسأل الله جل و علا أن يسلك بنا و بكم جميعاً سواء السبيل، فأوصيكم معشر الأحبة و نفسي بالتحرز في هذا الجانب و ما تلقي سمعك لكل أحد و لزم غرز من عرف بالسنة كيف؟، الفتنة فتنة بعد فتنة بعد فتنة بعد فتنة و أنت تراهم ثابتين يخرجون منها كالغواص الماهر يخرج من اللجّة مع الأعاصير برحمة الله و فضله عليه سليما فمثل هذا الذي يصلح للقيادة فعليكم بهؤلاء واحذروا إتباع الغوغاء فإنهم إنما يريدون من استمع لهم موارد السوء.

أسأل الله سبحانه و تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يمنّ علينا و عليكم بمعرفة الحق و إتباعه و أن يرزقنا الفقه في دينه و البصيرة فيه و الثبات عليه حتى نلقاه كما أسأله سبحانه أن يجنبنا و إياكم و سائر المسلمين الفتن ما ظهر منها و ما بطن عن بلدنا هذا خاصة و عن سائر بلاد المسلمين عامة إنه جوادٌ كريم .
صلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و أصحابه و أتباعه بإحسان


للاستماع للمحاضرة إضغط هنا


فرغه الأخ محمد بن شريف أبو إبراهيم التلمساني

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, محمدالمدخلي, لزوم غرزالعلماء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013